مؤمن
03-05-2010, 10:40 AM
والي بغداد» في تنظيم القاعدة: كنت ألتقي ساعي بريد البغدادي بإشراف الأمن العراقي
الراوي من السجن: دبرت تفجيرات الفنادق.. واشتريت الشاحنة التي استهدفت الخارجية
بغداد: «الشرق الأوسط»: كان مناف عبد الرحيم الراوي يسمى «والي بغداد» في تنظيم دولة العراق الإسلامية المرتبط بـ«القاعدة» وخوفا من استخدام الهاتف الجوال، كان يتلقى أوامره من زعيمه أبو عمر البغدادي عبر وسيط بالقرب من متجر اسمه «مستر ميلك».
وبعد اعتقال القوات الأمنية للراوي، كان «مستر ميلك» بداية الخيط بالنسبة إلى المحققين، وكانت تلك الخطوة الأولى التي وصفها المسؤولون العراقيون والأميركيون بأنها الضربة القاصمة التي أدت إلى مقتل البغدادي ووزيره الأول أبو أيوب المصري في غارة على مخبئهما في منطقة الثرثار غرب تكريت الأسبوع قبل الماضي.
وفي مقابلة مع وكالة «أسوشييتد برس» قدم الراوي صورة نادرة للمجموعة الإرهابية الخفية التي لا تزال تنزل المصائب بالعراق. وكان اعتقال الراوي، الملقب من قبل أتباعه بـ«الدكتاتور» والمسؤول عن عمليات بغداد، أشبه بضربة حظ بالنسبة إلى القوات الأمنية العراقية. وأوضح المتحدث باسم الشرطة أن الراوي كان مسؤولا عن عدد من الهجمات من بينها الهجمات التي وقعت في أغسطس (آب) واستهدفت عددا من الوزارات التي قتل خلالها أكثر من 100 شخص.
وقال الراوي عن كيفية اعتقاله إنه مر في الحادي عشر من مارس (آذار) بنقطة تفتيش عراقية وقد تعرف عليه الجنود من الصورة الموجودة على قائمة أكثر المطلوبين للقوات العراقية واعتقلوه. لكن الأسر ظل سرا حيث قدم للمحققين معلومات أدت في النهاية إلى قتل البغدادي والمصري.
وخلال المقابلة التي استمرت 45 دقيقة لم يبد الراوي قلقا تجاه مستقبله وقال: «أتمنى أن أدخل الجنة. وقد قال لي أحد المحققين إن عقوبة الإعدام تنتظرني، لكني قلت له إنه أمر طبيعي».
وكانت القوات الأمنية العراقية قد سمحت لمراسل وكالة «أسوشييتد برس» بمقابلة الراوي، وتم حمل الصحافي في سيارة نوافذها حاجبة للرؤية إلى مكان غير معلوم في بغداد بدا أنه منشأة عسكرية. تحدث الراوي (35 عاما) الذي ارتدى لباسا أزرق في مكتب بسيط وفي حضور مسؤول أمني عراقي خلال أجزاء من المقابلة. وحذر الراوي من أن «القاعدة» في العراق ستشن هجمات انتقامية في أعقاب مقتل زعيميها لتثبت أنها لا تزال قوية.
ووصف الراوي كيفية لقائه الوسيط الذي قال إن اسمه جعفر والذي كان ينقل الرسائل بينه وبين المصري، وقال إن اتصالاته كانت قليلة مع البغدادي. وخشية متابعة الأجهزة الأمنية للهواتف الجوالة والإنترنت كان الراوي يلتقي جعفر في حي المنصور في غرب بغداد في الشارع خارج متجر «مستر ميلك». وقالت قوات الأمن إن مكان اللقاء كان يتم اختياره بصورة عشوائية وإن أيا من أفراد الحي لم يكن متورطا مع المجموعة الإرهابية.
وبعد القبض عليه قال الراوي إنه قدم معلومات تفصيلية بشأن اللقاء للمحققين الذين استخدموه للإيقاع بجعفر. وقال الراوي سمحوا لي بلقائه لكنهم طوقوا المنطقة المحيطة ثم اعتقلوه وقال مسؤولان أمنيان عراقيان على معرفة بالتحقيق إن جعفر دل القوات العراقية والأميركية على المنزل الآمن غرب تكريت الذي كان يلتقي فيه المصري والبغدادي. تم احتجاز جعفر في السجن العراقي، كما ألقى المحققون القبض على عدد من عناصر الخلية التي عملت تحت قيادة الراوي. وخلال الغارة قتل مساعد للمصري وابن البغدادي كما ألقي القبض على 16 آخرين. كما قتل جندي أميركي في تحطم طائرة هليكوبتر خلال العملية. وقال المسؤولون العراقيون إن الوثائق التي تم الحصول عليها خلال الغارة ساعدتهم بشكل كبير في معرفة المجموعة الإرهابية ونشاطاتها.
ووصف الراوي عمله خلال التمرد الذي انطلق في أعقاب الغزو الأميركي للعراق في 2003 وانضمامه إلى «القاعدة». وقال إنه حارب ضد القوات الأميركية في معركة الفلوجة الوحشية في 2004 وهناك التقى المصري والبغدادي وأبو مصعب الزرقاوي زعيم «القاعدة» في العراق الذي قتل في 2006 في غارة جوية أميركية وخلفه المصري على رأس التنظيم. وقال الراوي إنه اعتقل في يونيو (حزيران) 2004 في بغداد وقضى السنوات الثلاث التالية في مراكز الاعتقال الأميركية حتى عام 2007. وقد أكد المتحدث باسم القوات الأميركية الليفتنانت كولونيل بوب أوين، أول من أمس، أن الراوي سجن خلال تلك الفترة. وقال الراوي: «في أعقاب إطلاق سراحي استأنفت العمل الجهادي».
وخلال المقابلة تباهى الراوي بسلسلة التفجيرات الانتحارية التي خطط لها في بغداد ضد القوات الأميركية مثل هجمات 25 يناير (كانون الثاني) التي استهدفت ثلاثة فنادق يقطنها جنود أميركيون وصحافيون غربيون، وقد قدر قيمة تكلفتها بـ100 ألف دولار. وقال الراوي إنه عند إعداده لتفجيرات الوزارات في أغسطس اشترى الشاحنة التي تم تفجيرها خارج وزارة الخارجية وكذلك المتفجرات وأنه استخدم مزيجا من الأسمدة التي لا تتمكن كاشفات المعادن من التعرف عليها. وقال إن المجموعة تمول نفسها عبر ابتزاز الشركات العراقية. وقال الراوي إنه قرر الاعتراف بعد القبض عليه لأن القوات الأمنية كانت تعرف بالفعل كل شيء عنه وعن صلاته. و«شعرت أنه لا فائدة من النكران أو إخفاء المعلومات».
02-05-2010م
الراوي من السجن: دبرت تفجيرات الفنادق.. واشتريت الشاحنة التي استهدفت الخارجية
بغداد: «الشرق الأوسط»: كان مناف عبد الرحيم الراوي يسمى «والي بغداد» في تنظيم دولة العراق الإسلامية المرتبط بـ«القاعدة» وخوفا من استخدام الهاتف الجوال، كان يتلقى أوامره من زعيمه أبو عمر البغدادي عبر وسيط بالقرب من متجر اسمه «مستر ميلك».
وبعد اعتقال القوات الأمنية للراوي، كان «مستر ميلك» بداية الخيط بالنسبة إلى المحققين، وكانت تلك الخطوة الأولى التي وصفها المسؤولون العراقيون والأميركيون بأنها الضربة القاصمة التي أدت إلى مقتل البغدادي ووزيره الأول أبو أيوب المصري في غارة على مخبئهما في منطقة الثرثار غرب تكريت الأسبوع قبل الماضي.
وفي مقابلة مع وكالة «أسوشييتد برس» قدم الراوي صورة نادرة للمجموعة الإرهابية الخفية التي لا تزال تنزل المصائب بالعراق. وكان اعتقال الراوي، الملقب من قبل أتباعه بـ«الدكتاتور» والمسؤول عن عمليات بغداد، أشبه بضربة حظ بالنسبة إلى القوات الأمنية العراقية. وأوضح المتحدث باسم الشرطة أن الراوي كان مسؤولا عن عدد من الهجمات من بينها الهجمات التي وقعت في أغسطس (آب) واستهدفت عددا من الوزارات التي قتل خلالها أكثر من 100 شخص.
وقال الراوي عن كيفية اعتقاله إنه مر في الحادي عشر من مارس (آذار) بنقطة تفتيش عراقية وقد تعرف عليه الجنود من الصورة الموجودة على قائمة أكثر المطلوبين للقوات العراقية واعتقلوه. لكن الأسر ظل سرا حيث قدم للمحققين معلومات أدت في النهاية إلى قتل البغدادي والمصري.
وخلال المقابلة التي استمرت 45 دقيقة لم يبد الراوي قلقا تجاه مستقبله وقال: «أتمنى أن أدخل الجنة. وقد قال لي أحد المحققين إن عقوبة الإعدام تنتظرني، لكني قلت له إنه أمر طبيعي».
وكانت القوات الأمنية العراقية قد سمحت لمراسل وكالة «أسوشييتد برس» بمقابلة الراوي، وتم حمل الصحافي في سيارة نوافذها حاجبة للرؤية إلى مكان غير معلوم في بغداد بدا أنه منشأة عسكرية. تحدث الراوي (35 عاما) الذي ارتدى لباسا أزرق في مكتب بسيط وفي حضور مسؤول أمني عراقي خلال أجزاء من المقابلة. وحذر الراوي من أن «القاعدة» في العراق ستشن هجمات انتقامية في أعقاب مقتل زعيميها لتثبت أنها لا تزال قوية.
ووصف الراوي كيفية لقائه الوسيط الذي قال إن اسمه جعفر والذي كان ينقل الرسائل بينه وبين المصري، وقال إن اتصالاته كانت قليلة مع البغدادي. وخشية متابعة الأجهزة الأمنية للهواتف الجوالة والإنترنت كان الراوي يلتقي جعفر في حي المنصور في غرب بغداد في الشارع خارج متجر «مستر ميلك». وقالت قوات الأمن إن مكان اللقاء كان يتم اختياره بصورة عشوائية وإن أيا من أفراد الحي لم يكن متورطا مع المجموعة الإرهابية.
وبعد القبض عليه قال الراوي إنه قدم معلومات تفصيلية بشأن اللقاء للمحققين الذين استخدموه للإيقاع بجعفر. وقال الراوي سمحوا لي بلقائه لكنهم طوقوا المنطقة المحيطة ثم اعتقلوه وقال مسؤولان أمنيان عراقيان على معرفة بالتحقيق إن جعفر دل القوات العراقية والأميركية على المنزل الآمن غرب تكريت الذي كان يلتقي فيه المصري والبغدادي. تم احتجاز جعفر في السجن العراقي، كما ألقى المحققون القبض على عدد من عناصر الخلية التي عملت تحت قيادة الراوي. وخلال الغارة قتل مساعد للمصري وابن البغدادي كما ألقي القبض على 16 آخرين. كما قتل جندي أميركي في تحطم طائرة هليكوبتر خلال العملية. وقال المسؤولون العراقيون إن الوثائق التي تم الحصول عليها خلال الغارة ساعدتهم بشكل كبير في معرفة المجموعة الإرهابية ونشاطاتها.
ووصف الراوي عمله خلال التمرد الذي انطلق في أعقاب الغزو الأميركي للعراق في 2003 وانضمامه إلى «القاعدة». وقال إنه حارب ضد القوات الأميركية في معركة الفلوجة الوحشية في 2004 وهناك التقى المصري والبغدادي وأبو مصعب الزرقاوي زعيم «القاعدة» في العراق الذي قتل في 2006 في غارة جوية أميركية وخلفه المصري على رأس التنظيم. وقال الراوي إنه اعتقل في يونيو (حزيران) 2004 في بغداد وقضى السنوات الثلاث التالية في مراكز الاعتقال الأميركية حتى عام 2007. وقد أكد المتحدث باسم القوات الأميركية الليفتنانت كولونيل بوب أوين، أول من أمس، أن الراوي سجن خلال تلك الفترة. وقال الراوي: «في أعقاب إطلاق سراحي استأنفت العمل الجهادي».
وخلال المقابلة تباهى الراوي بسلسلة التفجيرات الانتحارية التي خطط لها في بغداد ضد القوات الأميركية مثل هجمات 25 يناير (كانون الثاني) التي استهدفت ثلاثة فنادق يقطنها جنود أميركيون وصحافيون غربيون، وقد قدر قيمة تكلفتها بـ100 ألف دولار. وقال الراوي إنه عند إعداده لتفجيرات الوزارات في أغسطس اشترى الشاحنة التي تم تفجيرها خارج وزارة الخارجية وكذلك المتفجرات وأنه استخدم مزيجا من الأسمدة التي لا تتمكن كاشفات المعادن من التعرف عليها. وقال إن المجموعة تمول نفسها عبر ابتزاز الشركات العراقية. وقال الراوي إنه قرر الاعتراف بعد القبض عليه لأن القوات الأمنية كانت تعرف بالفعل كل شيء عنه وعن صلاته. و«شعرت أنه لا فائدة من النكران أو إخفاء المعلومات».
02-05-2010م