المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ "..."تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ "؟



سليم
24-04-2010, 02:30 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الله تعالى في سورة يس:"تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ", ويقول في سورة فصلت:"تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ",لماذا هذا التغاير في ايراد اسماء الله وصفاته؟

سليم
25-04-2010, 11:13 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من حسن نظم القرآن وقوة اسلوبه وسمو بلاغته أنه يأتي باللفظ المناسب في الظرف المناسب,ويأتي مراعيًا عظم الحدث ومناسبًا جلل القسم.
أسماء الله تعالى وصفاته لها معان,وهذه المعاني توافق كل حدث وأمر جلل مهما لطف أو كبر.
في سورة يس نلاحظ أن الله عزوجل أقسم وأجاب القسم وأقر وأثبت فحوى القسم,فأثبت نبوة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بعد أن استكبر الكفار نبوته,فكان المقام مقام اثبات مع عزة,واقرار مع قدرة فأورد اسمًا مما اصطفاه لنفسه من اسماء,ومعن يدل على الرفعة والعلاء,فأعز رسوله الكريم بلا ضعف ولا وهن ولا هوان,فأسند التنزيل للعزيز الرحيم مباشرة دون تبعيض ولا إجزاء,فلم يقل"تنزيل من العزيز الرحيم",وذلك لاتمام العزة واظهار القوة والسلطان في أمر تنزيل القرآن,وقرن العزيز بالرحيم لأن المسألة مسألة تنزيل القرآن وارسال النبي,فالله سبحانه وتعالى عزيز بتنزيل القرآن,وهو رحيم بارسال الرسول,فوافقت هنا الأسماء مقام العزة والرحمة.
وأما في سورة فصلت فالمسألة كانت مسألة انباء واخبار أن القرآن منزل من عند الله ,وتنزيله رحمة للعباد,وأن هذه الرحمة من عند الله الرحمن الرحيم,فأورد الرحمن والتي على وزن فعلان وهذه الصيغة تفيد التجدد وقرن هذه الصفة بصفة ثابتة وهي الرحيم والتي على وزن فعيل وهي صيغة تدل على الثبات.