ابو العبد
21-04-2010, 12:47 AM
الواقع دائماً يصدم، حتى لو كان الفكر يتوقعه تماماً .
تريدون عيّنة عن ذلك؟ هاكم واحدة:
التحليل النظري أوصل معظم الخبراء إلى قناعة راسخة بأن الصين وروسيا مستسلمتان تماماً لـ"القدر الأمريكي" في الشرق الأوسط الكبير، على رغم كل الحملات اللغوية والبلاغية التي تتحدث عن تضارب المصالح، خاصة حيال الموقف من إيران .
ومع ذلك حين نتلمس عيانياً مايقوله الروس والصينيون في هذا الصدد، ستكون الصدمة أو على الأقل الدهشة هي الحاكم .
هذا، على سبيل المثال، ماحدث خلال مؤتمر عُقد في بيروت قبل أيام بعنوان "الشرق الأوسط من منظور دولي"، حضره حشد كبير من الوزراء والنواب والدبلوماسيون والباحثون الأجانب .
أبرز الحضور كان الروسي د . ديمتري ترينين، مدير مكتب مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي في موسكو، والصيني د . مينكسين باي، الذي يُعتبر من أبرز الخبراء في السياسة الخارجية الصينية .
الأول، ترينين، كان صريحاً للغاية حين أبلغ الحضور الذين ناهز عددهم المائة، أن روسيا تريد بالفعل أن تستعيد بعض مجد نفوذها التليد في الشرق الأوسط، لكن ليس لمنافسة واشنطن بل لنيل حظوتها( . . .) .
قال حرفياً: "عصر التنافس الروسي - الأمريكي في الشرق الأوسط انتهى مع انتهاء الحرب الباردة . والآن لم يعد هناك تنافس جيو- استراتيجي ولا إيديولوجي بين موسكو وواشنطن، بل مصالح متبادلة . وإذا مابدا أحياناً أن روسيا تتصدى لأمريكا، فإنها تفعل ذلك لإقناع هذه الأخيرة بقبولها كواحدة من ست دول كبرى مهمة في العالم تعمل تحت لواء الزعامة الأمريكية" .
الصيني، د . مينكسين، كان حتى اكثر صراحة . قال: "نحن نعترف بالزعامة الأمريكية في الشرق الأوسط ولانريد منافستها ولا لعب أي دور سياسي فيها . كل ما نريده هو علاقات مع السعودية وبقية الدول لأهداف نفطية واقتصادية" .
وحول إيران، قال: "مصالح بكين مع واشنطن أضخم بكثير من مصالحها مع طهران . وبالتالي، إذا ما خُيّرنا بين هذين الطرفين فلن نتردد في الانحياز إلى الأولى" .
وهذا أيضاً ما كرره الروسي ترينين، مضيفاً إليه تحذيراً فاقعاً برسم إيران: " كل دول العالم باتت تقف ضد سياسات طهران النووية والإقليمية . ولذا يتعيّن على هذه الدولة أن تتحرك في الاتجاه الصحيح، من خلال إبرام صفقة سريعة مع امريكا . الوقت المناسب لذلك هو الآن، في عهد رئيس أمريكي كأوباما مستعد لمثل هذه الصفقة، لكن، ما لم تُقدم طهران على هذه الخطوة، فإن الوضع سيكون بالنسبة إليها أخطر بكثير مما كان عليه وضع عراق صدام حسين".
من استمع من الحضور في المؤتمر إلى هذه المقاربات، لم يكن في وسعه التصديق بأن دولاً كبرى كالصين وروسيا يمكن أن تكون على هذا القدر من "التبعية" للولايات المتحدة، الذي لا يشبهه في حدته سوى التحاق الدول الصغيرة بالحيتان الدولية الكبيرة . لكن هذا على ما يبدو هو الواقع وسيبقى كذلك ربما حتى العام ،2020 ليس فقط في الشرق الأوسط، بل في كل أنحاء العالم .
إنه الواقع الصادم الذي قد تحمر له وجنتا النظرية خجلاً .
الخليج
بقلم : سعد محيو
الاثنين 19-04-2010
وهنا نود ان نحيطك علما يا سيد سعد ان النظام في ايران عميل لامريكا واحد ادواتها الفاعلة في منطقة الشرق الاوسط
تريدون عيّنة عن ذلك؟ هاكم واحدة:
التحليل النظري أوصل معظم الخبراء إلى قناعة راسخة بأن الصين وروسيا مستسلمتان تماماً لـ"القدر الأمريكي" في الشرق الأوسط الكبير، على رغم كل الحملات اللغوية والبلاغية التي تتحدث عن تضارب المصالح، خاصة حيال الموقف من إيران .
ومع ذلك حين نتلمس عيانياً مايقوله الروس والصينيون في هذا الصدد، ستكون الصدمة أو على الأقل الدهشة هي الحاكم .
هذا، على سبيل المثال، ماحدث خلال مؤتمر عُقد في بيروت قبل أيام بعنوان "الشرق الأوسط من منظور دولي"، حضره حشد كبير من الوزراء والنواب والدبلوماسيون والباحثون الأجانب .
أبرز الحضور كان الروسي د . ديمتري ترينين، مدير مكتب مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي في موسكو، والصيني د . مينكسين باي، الذي يُعتبر من أبرز الخبراء في السياسة الخارجية الصينية .
الأول، ترينين، كان صريحاً للغاية حين أبلغ الحضور الذين ناهز عددهم المائة، أن روسيا تريد بالفعل أن تستعيد بعض مجد نفوذها التليد في الشرق الأوسط، لكن ليس لمنافسة واشنطن بل لنيل حظوتها( . . .) .
قال حرفياً: "عصر التنافس الروسي - الأمريكي في الشرق الأوسط انتهى مع انتهاء الحرب الباردة . والآن لم يعد هناك تنافس جيو- استراتيجي ولا إيديولوجي بين موسكو وواشنطن، بل مصالح متبادلة . وإذا مابدا أحياناً أن روسيا تتصدى لأمريكا، فإنها تفعل ذلك لإقناع هذه الأخيرة بقبولها كواحدة من ست دول كبرى مهمة في العالم تعمل تحت لواء الزعامة الأمريكية" .
الصيني، د . مينكسين، كان حتى اكثر صراحة . قال: "نحن نعترف بالزعامة الأمريكية في الشرق الأوسط ولانريد منافستها ولا لعب أي دور سياسي فيها . كل ما نريده هو علاقات مع السعودية وبقية الدول لأهداف نفطية واقتصادية" .
وحول إيران، قال: "مصالح بكين مع واشنطن أضخم بكثير من مصالحها مع طهران . وبالتالي، إذا ما خُيّرنا بين هذين الطرفين فلن نتردد في الانحياز إلى الأولى" .
وهذا أيضاً ما كرره الروسي ترينين، مضيفاً إليه تحذيراً فاقعاً برسم إيران: " كل دول العالم باتت تقف ضد سياسات طهران النووية والإقليمية . ولذا يتعيّن على هذه الدولة أن تتحرك في الاتجاه الصحيح، من خلال إبرام صفقة سريعة مع امريكا . الوقت المناسب لذلك هو الآن، في عهد رئيس أمريكي كأوباما مستعد لمثل هذه الصفقة، لكن، ما لم تُقدم طهران على هذه الخطوة، فإن الوضع سيكون بالنسبة إليها أخطر بكثير مما كان عليه وضع عراق صدام حسين".
من استمع من الحضور في المؤتمر إلى هذه المقاربات، لم يكن في وسعه التصديق بأن دولاً كبرى كالصين وروسيا يمكن أن تكون على هذا القدر من "التبعية" للولايات المتحدة، الذي لا يشبهه في حدته سوى التحاق الدول الصغيرة بالحيتان الدولية الكبيرة . لكن هذا على ما يبدو هو الواقع وسيبقى كذلك ربما حتى العام ،2020 ليس فقط في الشرق الأوسط، بل في كل أنحاء العالم .
إنه الواقع الصادم الذي قد تحمر له وجنتا النظرية خجلاً .
الخليج
بقلم : سعد محيو
الاثنين 19-04-2010
وهنا نود ان نحيطك علما يا سيد سعد ان النظام في ايران عميل لامريكا واحد ادواتها الفاعلة في منطقة الشرق الاوسط