مؤمن
17-02-2010, 03:14 PM
مشاريع اسرائيلية تطرح بدائل لحل الدولتين
مركز بيغن - السادات يقترح كونفدرالية اردنية فلسطين من 3 ولايات
قدم مستشار الامن القومي الاسرائيلي السابق اللواء احتياط جيورا أيلاند, مشروعا اسرائيليا يقترح تسوية الصراع مع الفلسطينيين في اطار دراسة خطيرة اعدها لصالح مركز »بيغن- السادات للدراسات الاستراتيجية« نشرت منتصف الشهر الماضي في (38) صفحة من القطع الكبير بعنوان »البدائل الاقليمية لفكرة دولتين لشعبين«.
الفكرة المركزية للدراسة تنطلق من وجهة النظر التي تقول ان مشروع الدولة الفلسطينية كما هو مطروح في حل الدولتين غير قابل للحياة, وانه من الضروري البحث عن بدائل اخرى اهمها بديلان:
- الاقتراح الاول الذي تؤكده الدراسة يتمحور حول اهمية ان تتخلى اسرائيل عن معظم الاراضي التي تسيطر عليها حاليا في الضفة الغربية لاقامة دولة فلسطينية تنضم في اتحاد كونفيدرالي مع الاردن.
وذكرت الدراسة ان هذا الحل هو الافضل بالنسبة للفلسطينيين وللاردن وكذلك بالنسبة لاسرائيل. وعددت اوجه الافضلية حسب وجهة نظرها.
- الاقتراح الثاني يكمن في تبادل للاراضي ويشمل عدة دول: مصر, اسرائيل, الاردن, والفلسطينيين, وذلك على اساس قاعدة النفع المشترك او تبادل المصالح والمنافع وفق ما ذكرته الدراسة.
واوضحت الدراسة ان توسيع قطاع غزة ضروري كي يصبح كيانا حيويا خصوصا ان عدد السكان فيه قابل للزيادة مرتين في العشرين سنة المقبلة.
وكما عودت قراءها- فان »العرب اليوم« حريصة على إطلاعهم بشكل متواصل على اهم ما يصدر عن مطابخ صناعة القرار في الغرب واسرائيل, فانها تُعيد نشر اهم الفصول في هذه الدراسة الصادرة عن مركز للدراسات تابع لجامعة بار أيلان, وهو مركز يعنى بنشر أيديولوجيا اليمين الاسرائيلي.
لا يبدو توقيع إتفاق سلام إسرائيلي- فلسطيني خلال عام 2010 أمراً ممكناً في المستقبل القريب. قبل بضعة أشهر كان هناك من ينظر الى الوقائع نظرة متفائلة. وكان سبب هذا التفاؤل الموسمي السياسة المعلنة للرئيس الامريكي الجديد باراك أوباما, التي جعلت من تحقيق السلام في الشرق الأوسط حجراً أساسياً في توجهاتها الجديدة.
غير ان الواقع الموضوعي القائم للنزاع في مطلع ,2010 لا ينبىء بشيء مختلف عما حدث في كل المراحل الماضية التي جرى فيها تحريك عملية السلام. بدءاً من خريف 1993 (توقيع إتفاق أوسلو), وصيف 2000 (مؤتمر كامب ديفيد), وكانون الأول 2000 (خطة الرئيس كلينتون لإنهاء النزاع), وانتهاء بخريف 2007 (مؤتمر أنابوليس)...
يصعب التصديق أن الجهود الدبلوماسية التي فشلت عام ,2000 ستنجح عام ,2010 لا سيما بعد تغير عناصر المعادلة كلها. نحن اليوم أمام أربع وجهات نظر: المقاربة الأولى هي القائلة بتعذر التوصل الى حل سياسي في المستقبل القريب, من هنا من الأفضل إدارة النزاع, وعدم حله.
المقاربة الثانية هي التي تحاول التوصل الى "تسوية جزئية", والتي تقبل الاعتراف بقيام دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة, الأمر الذي يفرض نقل أراض جديدة الى الفلسطينيين, لكنه يمنع مواجهة المشكلات غير القابلة للحل, مثل مشكلة الحدود الدائمة, والقدس, واللاجئين, والاعتراف المتبادل الشامل ونهاية النزاع.
المقاربة الثالثة هي التي تسعى الى الاتفاق الدائم. وفي رأيها رغم كل الاخفاقات الماضية والعوائق, يجب محاولة التوصل الى إتفاق دائم يقوم على مبدأ "دولتين لشعبين". لأن هذا هو الحل الوحيد, وكل تأجيل في تحقيق هذا الحل, سيزيد في العوائق التي ستحول دونه مستقبلاً, كما سيزيد من المخاطر المترتبة على غياب السلام.
المقاربة الرابعة هي التي تحاول التوصل الى اتفاق دائم, لكن ليس انطلاقاً من مبدأ الدولتين لشعبين, الذي سبق وفشل أكثر من مرة في الماضي, وإنما على أساس البحث عن حلول أخرى. وهذا ما سنتحدث عنه في الصفحات التالية.
الحلول البديلة
تمحور النقاش الذي دار خلال الستة عشر عاماً الأخيرة, أي منذ توقيع إتفاق أوسلو بين اتجاهين: الثقة الكاملة بأن حل" الدولتين لشعبين" ممكن التحقيق; مقابل التشاؤم التام من إمكانية التوصل الى حل سياسي للنزاع. وبين هذين الاتجاهين برزت أفكار متعددة لإتفاقات مؤقتة.
الحل الإقليمي الأول: كونفدرالية أردنية - فلسطينية
مثل كل الدول العربية, رفض الأردن قرار التقسيم عام .1947 وسارع الى "السيطرة" على الضفة الغربية, كما حاول "احتلال" اجزاء من الضفة كان من المفترض أن تكون تابعة للدولة اليهودية. في نهاية حرب الإستقلال ضم الأردن الضفة الغربية, وبعكس موقف مصر من غزة, تعامل مع الأرض والسكان كجزء لا يتجزأ من الأراضي التابعة للسيادة الأردنية.
احتلت إسرائيل الضفة الغربية خلال حرب الأيام الستة في .1967 ومنذ ذلك الحين وحتى 1993 انقسمت الآراء في إسرائيل الى موقفين: وجهة نظر حكومة حزب العمل الداعية للتوصل الى "تسوية إقليمية" مع الأردن, تقضي باعطاء الأردن معظم الضفة الغربية, خاصة المناطق التي يسكنها العرب. على أن تحتفظ إسرائيل بمنطقتين أمنيتين: وادي الأردن في الشرق, ومناطق إضافية في الغرب توسع "الخاصرات الضيقة" للدولة.
عارض الليكود كل تسوية اقليمية. ففي رأيه الضفة الغربية (يهودا والسامرة) يجب أن تبقى لأسباب أمنية أو تاريخية-دينية, تحت السيادة الإسرائيلية الكاملة. ورغم ذلك كان الليكود مستعداً لمنح السكان العرب (الفلسطينيين) في هذه المنطقة حكماً ذاتياً. علاوة على ذلك, فحتى قبل 18 عاماً كانت فكرة قيام دولة عربية مستقلة جديدة (الدولة الفلسطينية) مرفوضة تماماً من جانب غالبية الجمهور الإسرائيلي. وحتى الأردن لم يكن يعتقد طوال السبعينيات والثمانينيات, بأن حل النزاع الأردني - الإسرائيلي يتطلب قيام دولة فلسطينية.
في نيسان ,1987 عُقد في لندن اجتماع سري بين شمعون بيريس الذي كان وزيراً للخارجية آنذاك, والملك حسين لحل مشكلة الضفة الغربية, عن طريق اقامة كونفدرالية أردنية - فلسطينية. وكان المطلوب ان تتنازل إسرائيل عن معظم أراضي الضفة. يومها غضب رئيس الحكومة اسحق شامير, ورفض الفكرة بصورة مطلقة. وشكل هذا نقطة تحول في موقف الأردن من الموضوع. فبعد نشوب الإنتفاضة الأولى (في كانون الأول 1987), أدرك الملك حسين ضآلة حظوظ المملكة في ضم الضفة الغربية الى أراضيها, فأعلن في تموز 1988 أنه لم يعد مسؤولاً عن الموضوع الفلسطيني, وأنه من الآن فصاعداً على إسرائيل التفاوض مع منظمة التحرير. هذا التغيير في التوجه الأردني سهّل على إسرائيل والأردن التوصل الى اتفاق سلام في ,1991 وأغلق الطريق أمام التوصل الى حل للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي.
كونفدرالية
أردنية - فلسطينية
الحل الأول المقترح هنا انشاء مملكة أردنية فيدرالية, تتكون من ثلاث "ولايات": الضفة الشرقية, الضفة الغربية, وغزة. هذه الولايات تكون states بالمفهوم الامريكي, مثلما هي حال بنسلفانيا أو نيوجيرسي, تتمتع باستقلال داخلي كامل, ولها موازناتها, ومؤسساتها الرسمية, وقوانينها الخاصة, وحاكمها وسائر أشكال الإستقلال. لكن كما هي حال بنسلفانيا ونيوجيرسي فإنها تملك أي صلاحية في موضوعين: السياسة الخارجية, والقوات المسلحة. فهاتان السلطتان ستبقيان ضمن صلاحية الحكم (الفيدرالي) في العاصمة عمان.
بعد سيطرة "حماس" على غزة, ما زال بالإمكان تحقيق هذا الحل على مرحلتين, في البداية في الضفة الغربية, وعندما تنضج الظروف يمكن تطبيقه على غزة. ومن أجل ذلك تجري إسرائيل مفاوضات مع حكومة فلسطينية-أردنية مشتركة, كما كان من المفترض ان يحدث في مؤتمر مدريد عام .1991
فوائد حل الفيدرالية
الأردنية - الفلسطينية
إن هذا الحل هو الأفضل بالنسبة للفلسطينيين والأردن, وبالتأكيد بالنسبة لإسرائيل أيضاً.
بالنسبة للفلسطينيين: الذين يعيشون في الضفة من غير المؤيدين ل¯"حماس", فإن هذا الحل هو أفضل من حل"الدولتين لشعبين" وذلك لأربعة أسباب. أولاً: لأنه منتج أكثر من اي اتفاق قد تنفذه إسرائيل. فالعديد من الفلسطينيين يرغبون في رؤية نهاية الاحتلال الإسرائيلي, ويفضلون أن يتم ذلك عبر هذا الحل, على حل السلام الإسرائيلي - الفلسطيني الذي من الصعب التوصل اليه في وقت قريب.
السبب الثاني, إدراك هؤلاء الفلسطينيين أنه في حال قيام دولة فلسطينية وفقاً "لحل الدولتين لشعبين", فالأرجح أن تسيطر عليها "حماس". وكثيرون يفضلون العيش تحت السلطة الأردنية, على تحمل الاستبداد الديني ل¯ِ"حماس", كما يحدث في غزة.
ثالثاً: وحده الحل الإسرائيلي - الفلسطيني, سيفرض على الفلسطينيين تقديم تنازلات صعبة مثل التنازل عن حق العودة, والاتفاق على نهاية النزاع وهلم جرا. ومن الأسهل مشاركة دولة عربية (الأردن) في تحمل العبء العاطفي المترتب لذلك.
رابعاً: يدرك الفلسطينيون أن حل" الدولتين لشعبين" سيحولهم لمواطني دولة صغيرة جداً, وغير قابلة للحياة, تخضع لقيود كثيرة في الموضوع الأمني (مثل التنازل عن السيادة على الأجواء الجوية), لذا من الأفضل لهم أن يكونوا مواطنين متساوين في دولة محترمة وكبيرة يشكل فيها الفلسطينيون الغالبية الديموغرافية.
بالنسبة للأردن: يدرك الأردنيون أن قيام دولة فلسطينية مستقلة في الضفة قد يجعلها تقع تحت سيطرة "حماس" كما جرى في غزة. من هنا فإن قيام دولة مجاورة (فلسطين) يحكمها الاخوان المسلمون, اضافة الى الحدود الطويلة بين الدولتين, وخطر الاخوان المسلمين في الأردن, سيشكل نهاية المملكة الهاشمية. إن السبيل الوحيد لبقاء الأنظمة في الشرق الأوسط هو السيطرة الأمنية الفعلية. من هنا فالطريقة الوحيدة لقمع التمرد الذي قد تقوده سلطة "حماس" مستقبلاً هو السيطرة العسكرية الأردنية على هذه المنطقة.
بالنسبة لإسرائيل: هناك أربع ميزات لهذا الحل بالمقارنة مع حل "الدولتين لشعبين". اولاً; هناك تغيير في الخطاب السائد. فلم يعد الموضوع يتعلق بالشعب الفلسطيني الواقع تحت الإحتلال, إنما بنزاع إقليمي بين دولتين: الأردن وإسرائيل. ومن المنتظر أن يتغير الضغط الدولي الذي يمارس حالياً على إسرائيل ويطالبها بالتنازل.
ثانياً; من المحتمل أن يكون الأردن أكثر تساهلاً في عدد من الموضوعات, مثلاً الموضوع الإقليمي. فالفلسطينيون غير قادرين على التنازل عن"حدود 1967". واسرائيل الصغيرة بحاجة الى المزيد من الأراضي, لكن الدولة الفلسطينية ستكون أصغر. وليس من المنطقي مطالبة الطرف الأضعف والأصغر بالمزيد من التنازلات. لكن عندما يصبح الشريك هو المملكة الأردنية فالأمر يصبح اسهل بكثير.
مركز بيغن - السادات يقترح كونفدرالية اردنية فلسطين من 3 ولايات
قدم مستشار الامن القومي الاسرائيلي السابق اللواء احتياط جيورا أيلاند, مشروعا اسرائيليا يقترح تسوية الصراع مع الفلسطينيين في اطار دراسة خطيرة اعدها لصالح مركز »بيغن- السادات للدراسات الاستراتيجية« نشرت منتصف الشهر الماضي في (38) صفحة من القطع الكبير بعنوان »البدائل الاقليمية لفكرة دولتين لشعبين«.
الفكرة المركزية للدراسة تنطلق من وجهة النظر التي تقول ان مشروع الدولة الفلسطينية كما هو مطروح في حل الدولتين غير قابل للحياة, وانه من الضروري البحث عن بدائل اخرى اهمها بديلان:
- الاقتراح الاول الذي تؤكده الدراسة يتمحور حول اهمية ان تتخلى اسرائيل عن معظم الاراضي التي تسيطر عليها حاليا في الضفة الغربية لاقامة دولة فلسطينية تنضم في اتحاد كونفيدرالي مع الاردن.
وذكرت الدراسة ان هذا الحل هو الافضل بالنسبة للفلسطينيين وللاردن وكذلك بالنسبة لاسرائيل. وعددت اوجه الافضلية حسب وجهة نظرها.
- الاقتراح الثاني يكمن في تبادل للاراضي ويشمل عدة دول: مصر, اسرائيل, الاردن, والفلسطينيين, وذلك على اساس قاعدة النفع المشترك او تبادل المصالح والمنافع وفق ما ذكرته الدراسة.
واوضحت الدراسة ان توسيع قطاع غزة ضروري كي يصبح كيانا حيويا خصوصا ان عدد السكان فيه قابل للزيادة مرتين في العشرين سنة المقبلة.
وكما عودت قراءها- فان »العرب اليوم« حريصة على إطلاعهم بشكل متواصل على اهم ما يصدر عن مطابخ صناعة القرار في الغرب واسرائيل, فانها تُعيد نشر اهم الفصول في هذه الدراسة الصادرة عن مركز للدراسات تابع لجامعة بار أيلان, وهو مركز يعنى بنشر أيديولوجيا اليمين الاسرائيلي.
لا يبدو توقيع إتفاق سلام إسرائيلي- فلسطيني خلال عام 2010 أمراً ممكناً في المستقبل القريب. قبل بضعة أشهر كان هناك من ينظر الى الوقائع نظرة متفائلة. وكان سبب هذا التفاؤل الموسمي السياسة المعلنة للرئيس الامريكي الجديد باراك أوباما, التي جعلت من تحقيق السلام في الشرق الأوسط حجراً أساسياً في توجهاتها الجديدة.
غير ان الواقع الموضوعي القائم للنزاع في مطلع ,2010 لا ينبىء بشيء مختلف عما حدث في كل المراحل الماضية التي جرى فيها تحريك عملية السلام. بدءاً من خريف 1993 (توقيع إتفاق أوسلو), وصيف 2000 (مؤتمر كامب ديفيد), وكانون الأول 2000 (خطة الرئيس كلينتون لإنهاء النزاع), وانتهاء بخريف 2007 (مؤتمر أنابوليس)...
يصعب التصديق أن الجهود الدبلوماسية التي فشلت عام ,2000 ستنجح عام ,2010 لا سيما بعد تغير عناصر المعادلة كلها. نحن اليوم أمام أربع وجهات نظر: المقاربة الأولى هي القائلة بتعذر التوصل الى حل سياسي في المستقبل القريب, من هنا من الأفضل إدارة النزاع, وعدم حله.
المقاربة الثانية هي التي تحاول التوصل الى "تسوية جزئية", والتي تقبل الاعتراف بقيام دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة, الأمر الذي يفرض نقل أراض جديدة الى الفلسطينيين, لكنه يمنع مواجهة المشكلات غير القابلة للحل, مثل مشكلة الحدود الدائمة, والقدس, واللاجئين, والاعتراف المتبادل الشامل ونهاية النزاع.
المقاربة الثالثة هي التي تسعى الى الاتفاق الدائم. وفي رأيها رغم كل الاخفاقات الماضية والعوائق, يجب محاولة التوصل الى إتفاق دائم يقوم على مبدأ "دولتين لشعبين". لأن هذا هو الحل الوحيد, وكل تأجيل في تحقيق هذا الحل, سيزيد في العوائق التي ستحول دونه مستقبلاً, كما سيزيد من المخاطر المترتبة على غياب السلام.
المقاربة الرابعة هي التي تحاول التوصل الى اتفاق دائم, لكن ليس انطلاقاً من مبدأ الدولتين لشعبين, الذي سبق وفشل أكثر من مرة في الماضي, وإنما على أساس البحث عن حلول أخرى. وهذا ما سنتحدث عنه في الصفحات التالية.
الحلول البديلة
تمحور النقاش الذي دار خلال الستة عشر عاماً الأخيرة, أي منذ توقيع إتفاق أوسلو بين اتجاهين: الثقة الكاملة بأن حل" الدولتين لشعبين" ممكن التحقيق; مقابل التشاؤم التام من إمكانية التوصل الى حل سياسي للنزاع. وبين هذين الاتجاهين برزت أفكار متعددة لإتفاقات مؤقتة.
الحل الإقليمي الأول: كونفدرالية أردنية - فلسطينية
مثل كل الدول العربية, رفض الأردن قرار التقسيم عام .1947 وسارع الى "السيطرة" على الضفة الغربية, كما حاول "احتلال" اجزاء من الضفة كان من المفترض أن تكون تابعة للدولة اليهودية. في نهاية حرب الإستقلال ضم الأردن الضفة الغربية, وبعكس موقف مصر من غزة, تعامل مع الأرض والسكان كجزء لا يتجزأ من الأراضي التابعة للسيادة الأردنية.
احتلت إسرائيل الضفة الغربية خلال حرب الأيام الستة في .1967 ومنذ ذلك الحين وحتى 1993 انقسمت الآراء في إسرائيل الى موقفين: وجهة نظر حكومة حزب العمل الداعية للتوصل الى "تسوية إقليمية" مع الأردن, تقضي باعطاء الأردن معظم الضفة الغربية, خاصة المناطق التي يسكنها العرب. على أن تحتفظ إسرائيل بمنطقتين أمنيتين: وادي الأردن في الشرق, ومناطق إضافية في الغرب توسع "الخاصرات الضيقة" للدولة.
عارض الليكود كل تسوية اقليمية. ففي رأيه الضفة الغربية (يهودا والسامرة) يجب أن تبقى لأسباب أمنية أو تاريخية-دينية, تحت السيادة الإسرائيلية الكاملة. ورغم ذلك كان الليكود مستعداً لمنح السكان العرب (الفلسطينيين) في هذه المنطقة حكماً ذاتياً. علاوة على ذلك, فحتى قبل 18 عاماً كانت فكرة قيام دولة عربية مستقلة جديدة (الدولة الفلسطينية) مرفوضة تماماً من جانب غالبية الجمهور الإسرائيلي. وحتى الأردن لم يكن يعتقد طوال السبعينيات والثمانينيات, بأن حل النزاع الأردني - الإسرائيلي يتطلب قيام دولة فلسطينية.
في نيسان ,1987 عُقد في لندن اجتماع سري بين شمعون بيريس الذي كان وزيراً للخارجية آنذاك, والملك حسين لحل مشكلة الضفة الغربية, عن طريق اقامة كونفدرالية أردنية - فلسطينية. وكان المطلوب ان تتنازل إسرائيل عن معظم أراضي الضفة. يومها غضب رئيس الحكومة اسحق شامير, ورفض الفكرة بصورة مطلقة. وشكل هذا نقطة تحول في موقف الأردن من الموضوع. فبعد نشوب الإنتفاضة الأولى (في كانون الأول 1987), أدرك الملك حسين ضآلة حظوظ المملكة في ضم الضفة الغربية الى أراضيها, فأعلن في تموز 1988 أنه لم يعد مسؤولاً عن الموضوع الفلسطيني, وأنه من الآن فصاعداً على إسرائيل التفاوض مع منظمة التحرير. هذا التغيير في التوجه الأردني سهّل على إسرائيل والأردن التوصل الى اتفاق سلام في ,1991 وأغلق الطريق أمام التوصل الى حل للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي.
كونفدرالية
أردنية - فلسطينية
الحل الأول المقترح هنا انشاء مملكة أردنية فيدرالية, تتكون من ثلاث "ولايات": الضفة الشرقية, الضفة الغربية, وغزة. هذه الولايات تكون states بالمفهوم الامريكي, مثلما هي حال بنسلفانيا أو نيوجيرسي, تتمتع باستقلال داخلي كامل, ولها موازناتها, ومؤسساتها الرسمية, وقوانينها الخاصة, وحاكمها وسائر أشكال الإستقلال. لكن كما هي حال بنسلفانيا ونيوجيرسي فإنها تملك أي صلاحية في موضوعين: السياسة الخارجية, والقوات المسلحة. فهاتان السلطتان ستبقيان ضمن صلاحية الحكم (الفيدرالي) في العاصمة عمان.
بعد سيطرة "حماس" على غزة, ما زال بالإمكان تحقيق هذا الحل على مرحلتين, في البداية في الضفة الغربية, وعندما تنضج الظروف يمكن تطبيقه على غزة. ومن أجل ذلك تجري إسرائيل مفاوضات مع حكومة فلسطينية-أردنية مشتركة, كما كان من المفترض ان يحدث في مؤتمر مدريد عام .1991
فوائد حل الفيدرالية
الأردنية - الفلسطينية
إن هذا الحل هو الأفضل بالنسبة للفلسطينيين والأردن, وبالتأكيد بالنسبة لإسرائيل أيضاً.
بالنسبة للفلسطينيين: الذين يعيشون في الضفة من غير المؤيدين ل¯"حماس", فإن هذا الحل هو أفضل من حل"الدولتين لشعبين" وذلك لأربعة أسباب. أولاً: لأنه منتج أكثر من اي اتفاق قد تنفذه إسرائيل. فالعديد من الفلسطينيين يرغبون في رؤية نهاية الاحتلال الإسرائيلي, ويفضلون أن يتم ذلك عبر هذا الحل, على حل السلام الإسرائيلي - الفلسطيني الذي من الصعب التوصل اليه في وقت قريب.
السبب الثاني, إدراك هؤلاء الفلسطينيين أنه في حال قيام دولة فلسطينية وفقاً "لحل الدولتين لشعبين", فالأرجح أن تسيطر عليها "حماس". وكثيرون يفضلون العيش تحت السلطة الأردنية, على تحمل الاستبداد الديني ل¯ِ"حماس", كما يحدث في غزة.
ثالثاً: وحده الحل الإسرائيلي - الفلسطيني, سيفرض على الفلسطينيين تقديم تنازلات صعبة مثل التنازل عن حق العودة, والاتفاق على نهاية النزاع وهلم جرا. ومن الأسهل مشاركة دولة عربية (الأردن) في تحمل العبء العاطفي المترتب لذلك.
رابعاً: يدرك الفلسطينيون أن حل" الدولتين لشعبين" سيحولهم لمواطني دولة صغيرة جداً, وغير قابلة للحياة, تخضع لقيود كثيرة في الموضوع الأمني (مثل التنازل عن السيادة على الأجواء الجوية), لذا من الأفضل لهم أن يكونوا مواطنين متساوين في دولة محترمة وكبيرة يشكل فيها الفلسطينيون الغالبية الديموغرافية.
بالنسبة للأردن: يدرك الأردنيون أن قيام دولة فلسطينية مستقلة في الضفة قد يجعلها تقع تحت سيطرة "حماس" كما جرى في غزة. من هنا فإن قيام دولة مجاورة (فلسطين) يحكمها الاخوان المسلمون, اضافة الى الحدود الطويلة بين الدولتين, وخطر الاخوان المسلمين في الأردن, سيشكل نهاية المملكة الهاشمية. إن السبيل الوحيد لبقاء الأنظمة في الشرق الأوسط هو السيطرة الأمنية الفعلية. من هنا فالطريقة الوحيدة لقمع التمرد الذي قد تقوده سلطة "حماس" مستقبلاً هو السيطرة العسكرية الأردنية على هذه المنطقة.
بالنسبة لإسرائيل: هناك أربع ميزات لهذا الحل بالمقارنة مع حل "الدولتين لشعبين". اولاً; هناك تغيير في الخطاب السائد. فلم يعد الموضوع يتعلق بالشعب الفلسطيني الواقع تحت الإحتلال, إنما بنزاع إقليمي بين دولتين: الأردن وإسرائيل. ومن المنتظر أن يتغير الضغط الدولي الذي يمارس حالياً على إسرائيل ويطالبها بالتنازل.
ثانياً; من المحتمل أن يكون الأردن أكثر تساهلاً في عدد من الموضوعات, مثلاً الموضوع الإقليمي. فالفلسطينيون غير قادرين على التنازل عن"حدود 1967". واسرائيل الصغيرة بحاجة الى المزيد من الأراضي, لكن الدولة الفلسطينية ستكون أصغر. وليس من المنطقي مطالبة الطرف الأضعف والأصغر بالمزيد من التنازلات. لكن عندما يصبح الشريك هو المملكة الأردنية فالأمر يصبح اسهل بكثير.