المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (الخلافة والجهاد) نصوص فقهية



ابوعبدالرحمن حمزة
24-01-2010, 03:19 PM
هذه دعوة لجميع الأخوة الأفاضل للمشاركة بهذا الموضوع وأرجو أن تعم الفائدة.
النص الأول
(يجب أن يعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين بل لا قيام للدين ولا للدنيا إلا بها . فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع لحاجة بعضهم إلى بعض ، ولا بد لهم عند الاجتماع من رأس حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم : « إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمّروا أحدهم » . رواه أبو داود ، من حديث أبي سعيد ، وأبي هريرة .
وروى الإمام أحمد في المسند عن عبد الله بن عمرو ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لا يحل لثلاثة يكونون بفلاة من الأرض إلا أمروا عليهم أحدهم » . فأوجب صلى الله عليه وسلم تأمير الواحد في الاجتماع القليل العارض في السفر ، تنبيها بذلك على سائر أنواع الاجتماع . ولأن الله تعالى أوجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولا يتم ذلك إلا بقوة وإمارة . وكذلك سائر ما أوجبه من الجهاد والعدل وإقامة الحج والجمع والأعياد ونصر المظلوم . وإقامة الحدود لا تتم إلا بالقوة والإمارة ؛ ولهذا روي : « إن السلطان ظل الله في الأرض » ويقال " ستون سنة من إمام جائر أصلح من ليلة واحدة بلا سلطان " . والتجربة تبين ذلك .)

مؤمن
24-01-2010, 10:46 PM
نعم صدقت يا طيب و هذا ما نص عليه علماء المسملين في القديم و الجديد إذا العمل الجماعي هو العمل المنتج الذي يؤدي إلى نتائج حقيقية إن شاء الله

ابوعبدالرحمن حمزة
25-01-2010, 06:34 PM
النص الثاني
(ومما يجب الإحاطة به أن معظمَ فروض الكفاية مما لا يتخصص بإقامتها الأئمة، بل يجب على كافة أهل الإمكان أن لا يغفلوه ولا يغفلوا عنه، كتجهيز الموتى ودفنهم، والصلاة عليهم.
وأما الجهاد فموكول إلى الإمام، ثم يتعين عليه إدامةُ النظر فيه على ما قدمنا ذكرَه، فيصيرُ أمرُ الجهاد في حقِّه بمثابة فرائض الأعيان، والسبب فيه أنه تطوَّق أمور المسلمين وصار مع اتحاد شخصه كأنه المسلمون بأجمعهم، فمن حيث انتاط جرُّ الجنود وعقد الألوية والبنود بالإمام، وهو نائبٌ عن كافة أهل الإسلام، صار قيامُه بها على أقصى الإمكان به كصلواته المفروضة التي يقيمها.
وأما سائر فروض الكفايات، فإنها متوزعةٌ على العباد في البلاد، ولا اختصاص لها بالإمام. نعم إن ارتفع إلى مجلس الإمام أن قوماً في قطر من أقطار الإسلام يعطلون فرضاً من فروض الكفايات زجرهم وحملهم على القيام به.
فهذا منتهى ما أردناه في الجهاد)

ابو عمر الحميري
01-03-2010, 10:13 PM
نعم صدقت اخي الكريم فالخلافة هي فرض من اجل الفروض التي فرضها الله على المسلمين بل هي رأس الامر ولا يتم اقامة الدين الا بها فالخليفة هو الذي يقيم الدين ويحمي بيضته فيرعى شؤون الامة لأحكام الاسلام ويقيم الحدود ويجيش الجيوش لنشر هذا الدين في كافة اصقاع الارض ليخرج الناس من الطلمات الى النور ومن جور الاديان الى عدل الاسلام ومن ضيق االدنيا الى سعة الدنيا والاخرة والخليفة هو الذي يجعل الامة عزيزة مرهوبة الجانب يحسب اعداؤها الف حساب قبل ان يفكروا بغزوها او بالاعتداء عليها بوجوده يحمل الاسلام الى العالم ويكون المسلمون شهداء على الناس كما يكون الرسول شهيدا علينا و بوجوده يسقط الاثم عن الامة لان الاحكام تكون كلها قد طبقت وبدونه لا يمكن ان يطبق اي حكم حتى احكام العبادات من صلاة وصيام التطبيق الصحيح اذ من يعاقب تارك الصلاة والمفطر في رمضان ومانع الزكاة وغيرها فالمسلمون اثمون لعدم وجود خليفة لهم منذ ما يقرب من تسعة عقود ولا يسقط الاثم الا عن المتلبس بشكل جدي بالعمل لايجاد الخلافة اما فرضيتها فهي اتية من الكتاب والسنة اجماع الصحابة اما من الكتاب فالايات التي تتحدث عن الحكم بما انزل الله فهي كثيرة منها (وان احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم )وقوله ايضا (ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون ...الطالمون ...الفاسقون ) وغيرها اما السنة فقوله عليه السلام (من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ) هذا بالنسبة للخلافة اما الجهاد وان كان الخليفة هو الذي يقيم الجهاد ولكن الجهاد ليس مرتبطا بوجوده فالجهاد ماض الى يوم القيامة لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل فهو فرض سواء وجد الخليفة ام لم يوجد خاصة اذا احتل الكافر شبرا من ارض المسلمين كما هو الحال الان حيث احتلال اليهود لفلسطين والامريكان للعراق وافغانستان فهنا يكون الجهاد فرض عين اما الجهاد لحمل الدعوة الى العاالم فهو فرض كفاية

سيفي دولتي
02-03-2010, 12:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أضيف إلى ما تقدم أن وجود الإمام ومن يرعى مصالح المسلمين هو رحمة بالمسلمين أنفسفهم لأنه يؤدي عنهم الكثير ويرفع عنهم الحرج والخلاف وجوده يعني طهارة المسلم من كبيرته وإقامة حد الله في الأرض وجوده يعني إقامة شرائع الله على أكمل وجه في الأرض ..

ابوعبدالرحمن حمزة
03-03-2010, 10:02 AM
النص الثالث
(قَالَ : يَنْبَغِي لِلْإِمَامِ إذَا بَعَثَ سَرِيَّةً قَلَّتْ أَوْ كَثُرَتْ أَنْ لَا يَبْعَثَهُمْ حَتَّى يُؤَمِّرَ عَلَيْهِمْ بَعْضَهُمْ ، وَإِنَّمَا يَجِبُ هَذَا { اقْتِدَاءً بِرَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَإِنَّهُ دَاوَمَ عَلَى بَعْثِ السَّرَايَا وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ } .
وَلَوْ جَازَ تَرْكُهُ لَفَعَلَهُ مَرَّةً تَعْلِيمًا لِلْجَوَازِ ، وَلِأَنَّهُمْ يَحْتَاجُونَ إلَى اجْتِمَاعِ الرَّأْيِ وَالْكَلِمَةِ ، وَإِنَّمَا يَحْصُلُ ذَلِكَ إذَا أَمَّرَ عَلَيْهِمْ بَعْضَهُمْ حَتَّى إذَا أَمَرَهُمْ بِشَيْءٍ أَطَاعُوهُ فِي ذَلِكَ ، فَالطَّاعَةُ فِي الْحَرْبِ أَنْفَعُ مِنْ بَعْضِ الْقِتَالِ .
وَلَا تَظْهَرُ فَائِدَةُ الْإِمَارَةِ بِدُونِ الطَّاعَةِ .
قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : { مَنْ أَطَاعَنِي فَلْيُطِعْ أَمِيرِي ، وَمَنْ عَصَى أَمِيرِي فَقَدْ عَصَانِي } .
ثُمَّ اسْتَدَلَّ مُحَمَّدٌ رَحِمَهُ اللَّهُ عَلَى مَا قُلْنَا بِحَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : { إذَا اجْتَمَعَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ فَلْيَؤُمَّهُمْ أَكْثَرُهُمْ قُرْآنًا وَإِنْ كَانَ أَصْغَرَهُمْ } وَإِنَّمَا قَدَّمَهُ لِأَنَّهُ أَفْضَلُهُمْ .
ثُمَّ قَالَ : { إذَا أَمَّهُمْ فَهُوَ أَمِيرُهُمْ } ، فَذَلِكَ أَمِيرٌ أَمَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ .
وَبِنَحْوِ هَذَا الْحَدِيثِ اسْتَدَلَّ الصَّحَابَةُ عَلَى خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَالُوا : قَدْ اخْتَارَهُ رَسُولُ اللَّهِ لِأَمْرِ دِينِكُمْ فَكَيْفَ لَا تَرْضَوْنَ [ بِهِ ] لِأَمْرِ دُنْيَاكُمْ .
وَكَذَلِكَ إنْ كَانَا رَجُلَيْنِ لَيْسَ مَعَهُمَا غَيْرُهُمَا فَالْأَفْضَلُ أَنْ يُؤَمَّرَ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ ، لِأَنَّ ذَلِكَ أَحْرَى أَنْ يَتَطَاوَعَا وَلَا يَخْتَلِفَا .
وَذَكَرَ مُحَمَّدٌ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي الْكِتَابِ حَدِيثَ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ : { أَنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ ، فَأَسْرَى مِنْ تَحْتِ اللَّيْلِ - أَيْ سَارَ - فَتَقَطَّعَ النَّاسُ - أَيْ تَفَرَّقُوا - فِي غَلَبَةِ النَّوْمِ فَمَالَتْ رَاحِلَتَا أَبِي بَكْرٍ وَأَبِي عُبَيْدَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بِهِمَا إلَى شَجَرَةٍ فَجَعَلَتَا تُصِيبَانِ مِنْهَا وَهُمَا نَائِمَانِ ، فَاسْتَيْقَظَا وَقَدْ مَضَى النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَأَصْحَابُهُ وَنَزَلُوا ، فَلَمَّا كَانَا بِحَيْثُ يَسْمَعُهُمَا النَّبِيُّ نَادَاهُمَا : أَلَا هَلْ أَمَّرْتُمَا ؟ قَالَا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ .
فَقَالَ : أَلَا رَشَّدْتُمَا - أَيْ أَصَبْتُمَا الصَّوَابَ } - وَكَذَلِكَ الْمُسَافِرُونَ إذَا خَافُوا اللُّصُوصَ فَيَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يُؤَمِّرُوا عَلَيْهِمْ أَمِيرًا لِيُطِيعُوهُ وَيَصْدُرُوا عَنْ رَأْيِهِ عِنْدَ الْحَاجَةِ إلَى الْقِتَالِ ، فَأَمَّا إذَا لَمْ يَخَافُوا ذَلِكَ فَلَا بَأْسَ بِأَنْ لَا يُؤَمِّرُوا أَحَدًا .
قَالَ : وَيَنْبَغِي أَنْ يُسْتَعْمَلَ عَلَى ذَلِكَ الْبَصِيرُ بِأَمْرِ الْحَرْب ، الْحَسَنُ التَّدْبِيرِ لِذَلِكَ ، لَيْسَ مِمَّنْ يُقْحِمُ بِهِمْ فِي الْمَهَالِكِ ، وَلَا مِمَّنْ يَمْنَعُهُمْ عَنْ الْفُرْصَةِ إذَا رَأَوْهَا ، لِأَنَّ الْإِمَامَ نَاظِرٌ لَهُمْ ، وَتَمَامُ النَّظَرِ أَنْ يُؤَمِّرَ عَلَيْهِمْ مَنْ جَرَّبَهُ بِهَذِهِ الْخِصَالِ ، فَإِنَّهُ إذَا كَانَ يَمْنَعُهُمْ مِنْ الْفُرْصَةِ يُفَوِّتُهُمْ مَا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى إدْرَاكِهِ ، عَلَى مَا قِيلَ : الْفُرْصَةُ خِلْسَةٌ .
وَإِذَا اقْتَحَمَ فِي الْمَهَالِكِ مِنْ جُرْأَتِهِ لَمْ يَجِدُوا بُدًّا مِنْ مُتَابَعَتِهِ ، ثُمَّ يَخْرُجُ هُوَ بِقُوَّتِهِ وَرُبَّمَا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى مِثْلِ مَا قَدَرَ هُوَ فَيَهْلِكُونَ .
وَرَوَى فِي تَأْيِيدِ هَذَا حَدِيثَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ إلَى عُمَّالِهِ : لَا تَسْتَعْمِلُوا الْبَرَاءَ بْنَ مَالِكٍ عَلَى جَيْشٍ مِنْ جُيُوشِ الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّهُ هَلَكَةٌ مِنْ الْهُلَّكِ يُقْدِمُ بِهِمْ .
وَالْبَرَاءُ أَخُو أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَانَ مِنْ جُمْلَةِ كِبَارِ صَحَابَةِ رَسُولِ اللَّهِ فِي الزُّهْدِ .
وَفِي دَرَجَتِهِ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : { رُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ لَا يُؤْبَهُ بِهِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ ، مِنْهُمْ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ } .
وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ الْأَمْرَ اشْتَدَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فِي بَعْضِ الْغَزَوَاتِ فَقِيلَلِلْبَرَاءِ بْنِ مَالِكٍ : أَلَا تَدْعُو ؟ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَا قَالَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ : اللَّهُمَّ امْنَحْنَا أَكْتَافَهُمْ .
فَوَلَّوْا مُنْهَزِمِينَ فِي الْحَالِ .
وَمَعَ هَذَا نَهَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ تَأْمِيرِهِ لِجُرْأَتِهِ فَإِنَّهُ كَانَ يَقْتَحِمُ الْمَهَالِكَ وَلَا يُبَالِي بِهِ .
وَيُحْكَى عَنْ نَصْرِ بْنِ سَيَّارٍ مُقَرَّبِ الْبَرَامِكَةِ الَّذِي أَخْرَجَهُ أَبُو مُسْلِمٍ عَنْ مَرْوَ أَنَّهُ قَالَ : اجْتَمَعَ عُظَمَاءُ الْعَجَمِ عَلَى أَنَّ مَنْ كَانَ صَاحِبَ جَيْشٍ فَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَشْرُ خِصَالٍ مِنْ خِصَالِ الْبَهَائِمِ : شُجَاعَةٌ كَشَجَاعَةِ الدِّيكِ ، وَتَحَنُّنٌ كَتَحَنُّنِ الدَّجَاجَةِ يَعْنِي الشَّفَقَةَ ، وَقَلْبٌ كَقَلْبِ الْأَسَدِ ، وَغَارَةٌ كَغَارَةِ الذِّئْبِ ، وَحَمْلَةٌ كَحَمْلَةِ الْخِنْزِيرِ ، وَصَبْرٌ كَصَبْرِ الْكَلْبِ - أَيْ عَلَى الْجِرَاحَةِ - وَحِرْصٌ كَحِرْصِ الْكُرْكِيِّ ، وَرَوَغَانٌ كَرَوَغَانِ الثَّعْلَبِ - أَيْ الْحِيَلِ - وَحَذَرٌ كَحَذَرِ الْغُرَابِ ، وَسِمَنٌ كَسِمَنِ الدَّابَّةِ الَّتِي لَا تُرَى مَهْزُولَةً أَبَدًا ، وَهِيَ تَكُونُ بِخُرَاسَانَ .قَالَ مُحَمَّدٌ رَحِمَهُ اللَّهُ : فَإِنْ كَانَ الْأَمِيرُ لَا بَصَرَ لَهُ بِذَلِكَ فَلْيَجْعَلْ مَعَهُ وَزِيرًا يُبَصِّرُهُ ذَلِكَ .
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي .
هَارُونَ أَخِي .
اُشْدُدْ بِهِ أَزْرِي } الْآيَةَ .
فَإِنْ لَمْ يَجْعَلْ مَعَهُ وَزِيرًا فَلْيَدْعُ الْأَمِيرُ قَوْمًا مِنْ السَّرِيَّةِ يُبْصِرُونَ ذَلِكَ فَيُشَاوِرَهُمْ فَيَأْخُذَ بِقَوْلِهِمْ ، { لِأَنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يُشَاوِرُ الصَّحَابَةَ حَتَّى فِي قُوتِ أَهْلِهِ وَإِدَامِهِمْ ، وَبِذَلِكَ أَمَرَ } .
قَالَ اللَّه تَعَالَى { وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ } .
وَقَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ : { مَا هَلَكَ قَوْمٌ عَنْ مَشُورَةٍ } .
قَالَ : ثُمَّ يَأْمُرُ النَّاسَ بِذَلِكَ فَيُطِيعُونَهُ وَلَا يُخَالِفُونَهُ لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : { لَا تَحِلُّ الْجَنَّةُ لِعَاصٍ{ .
أَمَرَ بِأَنْ يُنَادَى بِهِ يَوْمَ خَيْبَرَ حِينَ نَهَاهُمْ عَنْ الْقِتَالِ ، فَقِيلَ لَهُ : اُسْتُشْهِدَ فُلَانٌ .
فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : أَبْعَدَ مَا نَهَيْتُ عَنْ الْقِتَالِ ؟ قَالُوا : نَعَمْ .
فَقَالَ : لَا تَحِلُّ الْجَنَّةُ لِعَاصٍ } .
فَمَعَ دَرَجَةِ الشَّهَادَةِ قَالَ فِي حَقِّهِ مَا قَالَ لِيُبَيِّنَ أَنَّ الْعِصْيَانَ فِيمَا لَا يُتَيَقَّنُ فِيهِ الْخَطَأُ مِنْ الْأَمِيرِ لَا يَحِلُّ بِحَالٍ .))