المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل امريكا تخشى الاسلام



ابو العبد
19-01-2010, 12:31 PM
الاخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل امريكا تخشى الاسلام ولذلك تقوم بالضربات الاستباقية وتعمل على صياغة المنطقة ام ان المسألة فقط حاجة امريكا لوجود عدو وهمي يلعب دور الخصم وبخاصة بعد تفكك الاتحاد السوفييتي ؟

نرجوا من الاخوة الكرام التفاعل في نقاش الموضوع واثراء الموضوع من اجل فهم حقيقة الموقف الدولي وفهم حقيقة المشاريع الامريكية

أبو محمد
19-01-2010, 09:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم

من البديهيات في الإسلام أن السياسة الخارجية للدولة هي الجهاد لأنه طريق حمل الدعوة، ولما كانت مهمة الدولة الأولى هي تطبيق الإسلام في الداخل وحمله للخارج كانت سياستها الخارجية ثابتة لا تتغير، ولا نعني هنا أنه يجب أن تعلن الحرب دائما وأبدا مهما كانت الظروف والمعطيات بل المقصود هو أن سياستها الخارجية مبنية على الجهاد، وهذه السياسة هي التي تجعل الأمة دائمة الحركة وهو الذي يحفظها من التقهقر، وهذه السياسة وإن كانت مبينية على الجهاد في سبيل الله ولكنها واضحة الغاية وهي حمل رسالة الإسلام، وهذه الغاية لا تتطلب عدوا وهميا نقاتله لأن هذه السياسة الخارجية مبنية على عقيدة المسلمين الذين يحتكمون للإسلام فلا داعي لخداعهم لكي يسيروا مع الدولة ولا يتذمروا من الجهاد في سبيل الله بمعنى لا داعي لأن تخدعهم بعدو وهمي لكي تحافظ على الحركة فيهم وتحمي الأمة من التقهقر. والأمم الأخرى كذلك لا بد لها من من الحركة حتى تبقى حية، ولما كانت المبادىء الأخرى لا رسالة حقيقة لها وإن كان يظهر أنها تعمل لتوصيل رسالة ما ونشر مبدأها فإنه في حقيقة عملها خدمة لمصالح فئة معينة في الدولة كما في الرأسمالية التي ينتفع فيها الرأسماليون من دوام الحركة للأمة، لذلك كان لا بد من صناعة عدو وهمي إن لم يكن عندها عدوا حقيقيا. وهنا في موضوعنا، أمريكا دولة أولى ومتفردة بالعالم والأمة الأمريكية تحتاج دائما للحركة لتبقي على تفردها وتحول من انتكاسة تعيدهم للوراء وتفقدهم مكتسباتهم التي كسبوها.

أما كون هذا العدو وهمي أم حقيقي فهذه مسألة أخرى، فلو لم يكن لأمريكا عدوا في العالم يبقي على حركتها الدائمة لأوجدته، ولكن لما كان الإسلام هو خطر حقيقي لأمريكا وموقعها في العالم اتخذت أمريكا المسلمين و الإسلام عدوا لها لتنقض عليه قبل أن يتمكن أهله من أن يجدوا مخرجا من أزمتهم التي يعيشون ونعني هنا عدم وجود قيادة على أساس الإسلام في المجتمع تتحول لسلطة دولة.

ولكن السؤال، ما الدليل على ان الإسلام وصل لمرحلة أنه يشكل خطرا حقيقيا؟ ولم تعمل امريكا على صناعته عدوا وهميا لها؟

أهم هذه الأدلة أن أمريكا وسياسيوها يحاولون أن يظهروا أن الحرب هي على الإرهاب وليس الإسلام، وذلك خشية من ان تدفع الأمة لتنفض غبار الذل وتتخلص من حكامها غضبة لله ولدينها، وهذا بارز أيضا بمحاولة أمريكا إظهار أنها مع الإسلام السمح العصري (الإسلام الكهنوتي) واتصالها بممن يمثلون الإسلام العصري حسب وجهة نظر امريكا كالإخوان في مصر.
العمل على إعادة منهجة كتب التربية والتعليم في بلاد العالم الإسلامي وأولها الأردن وآخرها لن يكون مصر والسعودية، وأيضا إعادة تأهيل 1000 داعية إسلاميا ويزيد في السعودية لوحدها لكي يعيد أذهان المسلمين إلى أن الإسلام دين ليس منه الدولة.

التغير الذي حصل في الشارع الإسلامي، فبعد أن كان الإسلام في أذهان المسلمين مسبحة وثوبا، وأن الخلافة من العصر الحجري والتخلف، صار الإسلام منه الدولة وينظرون له على أنه هو الذي يجب أن يحكم علاقاتنا مع بعضنا ومع الآخرين....

والعمل الجاد على دمرقطة الشرق الأوسط وتقسيمه إلى كيانات جديدة على أسس أشد فرقة من الوطنية السائدة كالمذهبية والطائفية والعرقية.

وللحديث بقية

ابواحمد
20-01-2010, 12:07 PM
السلام عليكم ورحمة الله
مافتـئت الولايات المتحدة الامريكية يوما من الايام عن الكشف عن عداوتها للاسلام والامة الاسلامية بفعل تأثير الثقافة الصليبية المتأصلة فيها على الصعيد الشعبي .
الا ان الثمانينات من القرن المنصرم كانت المرحلة الاكثر وضوحا في التعبير عن هذا العداء وعن انتقاله من المستوي الشعبي الى المستوى السياسي .
فمع بروز المؤشرات على حتمية انهيارالقطب الشيوعي بداية الثمانينات قامت الولايات المتحدة بإجراء دراسة شملت الخارطة الثقافية والحضارية العالمية، وقد تبلورة هذه الدراسات في نظرية-( نهاية التأريخ ) لفوكوياما ،(وصدام الحضارات ) لهنتنغتون. واللتان رشحتا الاسلام لتشكيل البديل الحضاري للحضارة الرأسمالية .
هذا بالاضافة الى التحولات التي ظهرت على صعيد الرأي العام في العالم الاسلامي عن افكار الحضارة الغربية لصالح الاسلام، وسقوط تأثير الوطنية والقومية ـــ التي باتت تنظراليها الشعوب الاسلامية على انها مصلحة للإستعمار مكنته من الاستفراد بشعوب الامة ـــ لحساب فكرة الوحدة والامة الواحدة .
وعلى هذا الاساس حولت امريكا عدائها للاسلام الى فعل وممارسة ووقائع سياسية بفعل ادراكها لخطورة الاسلام على حضارتها وعلى مركزها الدولى اذا ما تجسد في كيان وامه .
يقول بريجنسكي ما معناه (ان التحدي الاكبر الذي يواجه الولايات المتحدة اليوم يأت من محركات شعبية سنية تنادي بالاسلام كأيدلو جية سياسية لا تقبل الديموقراطية .)
ومن هنا كانت حرب الخليج الثانية ، وصناعة القاعدة واحداث الحادي عشر من سبتمبر وكثير من الاعمال الارهابية وقائع سياسية لتبرير حروبها الاستباقيه ضد الاسلام والامة الاسلامية . وعلى هذا الاساس جائت امريكا بمشروع (الشرق الاوسط الجديد )ومشاريع الاصلاحات والفوضي او التدمير البناء في محاوله منها لتدميرالرأي العام الذي صار للاسلام، وحرف الامة عن الصراع معها الي صراع بيني على اسس مذهبية وطائفية يقود في محصلته الى افناء الامة والتخلص من تأثير الاسلام. والابقاء على العلمانية كخيارللاستقرار وبديل للاسلام سواء بمفهومة السني او بمفهومه الشيعي .
هذا ما عندي في هذه العجالة .ودمتم .

ابو العبد
21-01-2010, 10:12 PM
الاخوة الكرام حتى تتضح الصورة اكثر اضع بين ايديكم هذا المقال وبعد ذلك نكمل النقاش
ارجوا من الاخوة الكرام التفاعل مع الموضوع وبخاصة الاخ مؤمن لانه على حد علمي يؤيد ما هو مكتوب في هذا المقال
وللعلم المقال يخالف بعض المفاهيم السياسية لدى الحزب

ملاحظات حول السياسة الأمريكية في العلم الجديد والقديم

حينما خرجت الولايات المتحدة من حرب الاستقلال التي خاضت غمارها ضد الاستعمار البريطاني في القارة الأمريكية عام 1776 كانت دولة هزلية لا يكاد يبلغ مجموع سكانها ثلاثة ملايين نسمة، غالبيتهم الساحقة من الفلاحين الفقراء.
أما من الناحية العسكرية فلم يكن لها شان يذكر، إذا كان أول جيش نظامي لها بعد الثورة الأمريكية مباشرة مكونا من كابتن واحد وثمانين جنديا .
غير أنها مع ذلك قد عرف قادتها السياسيون ومفكرو النخبة فيها الطريق الطبيعي للنهضة والتقدم والقوة .
فشرعت في تنمية عدد سكانها حتى بلغ عشية الحرب العالمية الأولى قرابة المائة مليون نسمة ، كما أقبلت على علوم عصرها ومعارفها تحتضنها، وتستنبتها في المعاهد والكليات والجماعات ومراكز الأبحاث والمختبرات. وراحت تستقطب أصحاب العقول المبدعة والكفاءات العلمية العالية، ومهندسي التصنيع والتكنولوجيا حتى استطاعت أن تحول الولايات المتحدة من بلاد زراعية متخلفة إلى دولة صناعية متقدمة ضخمة، رأس الحرب فيها هو الصناعات الثقيلة من مدنية وعسكرية.
ولقد كان هذا التطور الهائل في البنية التحتية الأمريكية بمثابة الثورة الثانية بعد الثورة السياسية التي تمثلت في حرب الاستقلال.
ولقد ضاعفت هذه الثورة الصناعية من طاقات أمريكا الاقتصادية والعسكرية إضعافا كثيرة إلى درجة بعثت لديها الثقة العارمة بقدرتها الذاتية، ليس على حماية نفسها من أخطار التدخل الأوروبي في شؤونها الخاصة فحسب .
بل وعلى حماية قارة أمريكا ألاتينية برمتها من أطماع الدول الاستعمارية الأوروبية كذلك.
فأصدرت في علم 1823 م ما عرف باسم مبدأ مونروMonroe Doctrine الذي يحظر على أية دولة من دول العالم أن تتدخل في شؤون قارة أمريكا اللاتينية . وكان من شان سياسة الحماية هذه أن أغلقت تلك القارة برمتها في وجه أي محاولة أوروبية للعودة إلى استعمارها أو استغلالها أو التدخل في أي شأن من شؤونها، وذلك كي تستأثر الولايات المتحدة بكافة أقطار أمريكا الوسطى والجنوبية، فتجعل منها منطقة حيوية لاستعمارها الجديد فتضع يدها على الثورات الطبيعية المذهلة في تملك البلاد، وتتخذ من شعوبها عبيدا لها، ومن أقطارها أسواقا لبضائعها.
وحتى تستكمل الولايات المتحدة بنيتها الأساسية التحتية والفوقية، وحتى تأخذ النهضة العلمية والصناعية مداها، وحتى تتمكن من بناء مجمع عسكري صناعي
( Military Complex Industrial ) يضمن لها امتلاك قوة عظيمة تستطيع بواسطتها أن تتنقل من دور الدفاع إلى دور الهجوم في المعترك الدولي، كان لا بد لها من فترة كافية من العزلة عن العالم الخارجي (القديم) كيلا يتعرض مشروعها النهضوي للإجهاض قبل أن يؤتي أكلة ويحقق غايته .
فسياسة العزلة التي فرضتها أمريكا على نفسها حينا من الدهر إنما كانت ضرورة لازمة لاستكمال عمليات البناء الداخلي , وامتلاك أسباب القوة من خلال نجاح مشروعها النهضوي في مختلف المجالات . لأن من شان التورط في محالفات أو حروب دولية قبل أن تبلغ مرحلة النضوج إن يضعف قواها، ويستنزف طاقتها وربما أدى إلى تراجع شامل في مجمل قوتها الأمر الذي قد يجعل مصيرها في خاتمة المطاف في مهب الريح أو على شفا تجرف هار.
وهذا هو ما فعلته روسيا على وجه التحديد بعد نجاح الثورة الشيوعية فيها، إذ قام قادتها السياسيون والأيديولوجيين بعزلها عن العالم الخارجي حتى يتمكنوا من تحقيق ثورة داخلية ثانية بعد الثورة الفكرية التي أوصلتهم إلى الحكم .
أما الدولة العثمانية فقد حاولت متأخرة إن تلحق بأوروبا بعد أن حصلت فيها الثورة الصناعية.
غير أنها أخفقت لأسباب عديدة، ليس أقلها أنها كانت منغمسة انغماسا كاملا شاملا في مواجهات ومعارك حربية طاحنة على جبهات متعددة جعلت منها الدول الاستعمارية الغربية إستراتيجية متواصلة بعيدة المدى لاستنزاف الدولة العثمانية، وشل قدراتها في مختلف الميادين .
وقد فوت عليها ذلك -في حملة أسباب أخرى - فرصة أن تكون صاحبة مشروع نهضوي تستطيع من خلاله أن تعيد بناء قواها الذاتية على أسس جديدة فتلحق بركب العالم المتقدم كما فعلت اليابان وروسيا في وقت لاحق .
وهذا هو أيضا - مع الفارق- ما فعلته إسرائيل بعد أن أخفقت في العدوان الثلاثي على مصر ( في معية انكلترا وفرنسا) عام 1956. فقد قررت في ربيع 1957 أن لا تبادر إلى الدخول في أية حرب شاملة في المنطقة لمدة عشر سنوات، كما ورد ذلك في رسالة بعث بها رئيس وزرائنا آنئذ ديفيد بن غور يون إلى الرئيس الأمريكي أيزنهاور يعلمه فيها " بان إسرائيل قد قررت أن تضع مجمل القضية الفلسطينية في ثلاجة لمدة عشر سنين، تنتهي في ربيع عام 1976" . وذلك حتى تعطي نفسها فرصة كافية لكي تبني لها قوة عسكرية متفوقة في المنطقة تستطيع بواسطتها أن تغير المعادلات الجيوبوليتيكية فيما عرف بدول المواجه اعني مصر وسوريا والأردن ولبنان، وأن تغير ميزان القوى في المنطقة برمتها لصالحها . وهذا هو ما فعلته لاحقا في حرب حزيران عام 1967م.
ولو رجعنا إلى السياسة الخارجية الأمريكية تجاه القارة الأوروبية لوجدناها قد تمحورت حول هدفين أساسيين:-
الأول:- هو الحيلولة بين أي قوة مجتمعه أو منفردة وبين أن تعود أو تتدخل في أي شأن من شؤون أي بلد من بلدان أمريكا اللاتينية ولو أدى ذلك إلى مواجهات عسكرية مباشرة بين الولايات المتحدة والدول الاستعمارية والأوروبية .
الثاني :- هو الحيلولة بين أي دولة أوروبية وبين أن تنفرد بالسيطرة على القارة الأوروبية نفسها حيث أن السيطرة على أوروبا كانت لا تعني غير شيء واحد هو السيطرة على العالم القديم بأسرة والسيطرة على العالم القديم ربما دفعت تلك الدولة إلى توسيع طموحاتها الاستعمارية في قارة أمريكا الجنوبية، ربما دفعها طموحها وقوتها ومركزها الدولي إلى غزو الولايات المتحدة نفسها في عقر دارها لتحطيمها وإكمال السير في السيطرة على العالم بأسرة قديمة وجديدة .
وقد وجد المفكرون والمخططون والسياسيون في الولايات المتحدة أن الأسلوب الواقعي العملي لتحقيق هذيت الهدفين في سياسة أمريكا الخارجية تجاه القارة الأوروبية.
وهذا يعني أن تحافظ أمريكا على توازن القوى يبن الدول الأوروبية الكبرى .
ويعني كذلك إن تكون أمريكا هي الممسك بقب الميزان نفسه تقلبه ذات اليمين وذات الشمال .
حسبما تملية ظروف الموقف الدولي، على نحو يضمن لها السيطرة والتحكم في الميزان نفسه.
وميزان القوى له صورتان على خارطة توزيع القوى السياسية :-
أحداهما: أن تشكل دولتان أو أكثر قوى متعادلة نسبيا في كفتي ميزان القوى.
الثانية : هي عبارة عن الصورة الأولى يضاف إليها طرف ثالث يمسك بقب الميزان ويطلق عليها الوزان (Balancer) .
وهذا الطرف الثالث ليس مرتبطا ارتباطا دائميا بأي موقف من الفريقين المتقابلين في الميزان أو بسياسة أي منهما .
وهمة الوحيد هو المحافظة على التوازن بغض النظر عن الفريق الذي سيخدمه ذلك التوازن، لأن الطرف الثالث يلقى بثقله في هذه الكفة حينا وفي الكفة الأخرى حينا أخر, يصادق هذا بعض الوقت ثم يعاديه، ويعادي ذلك بعض الوقت ثم يصادقه. فهو كتقلب في صداقته وفي عداوته تقلب الميزان نفسه.
وليس أبلغ في التعبير عن ذلك من بالمرستون- احد رؤساء الوزارة في بريطانيا - حيث قال ذات مرة: "إن السياسة لا تعرف صداقة دائمة، ولا عداوة دائمة بل تعرف المصلحة الدائمة ".
وبعبارة أخرى فان الممسك بقب ميزان القوى ليس أصدقاء دائمون ولا أعداء دائمون بل مصلحة دائمة تتمثل في المحافظة على ميزان القوى أنى توجهت ركائبه .
ويبدوا أن مهندسي السياسة الأمريكية قد اقتفوا أثر بريطانيا في موضوع سياسة توازن القوى.
فبريطانيا مارست هذه السياسة قرونا طويلة حتى برعت فيها أيما براعة.
وقد جنت منها ثمارا يانعة، وقد حققت بها نتائج باهرة فهي بإمساكها عصا الميزان من وسطها استطاعت تجنب الكثير من المنازعات الدولية المسلحة التي كانت هي نفسها في غنى عنها، كما استطاعت أن تجعل من موقفها السياسي إزاء مختلف القوى الكبرى في العالم العامل الحاسم في تقرير مصير الدول التي تتصارع من اجل القوة والنفوذ والسيطرة .
من اجل ذلك وصفت السياسة البريطانية بأنها تسخر غيرها كي يخوض الحرب نيابة عنها ولمصلحتها.
كما أشتهر عنها في وقت من الأوقات أنها كانت تحارب حتى أخر جندي فرنسي.
إلى جانب ذلك فقد عرف عن السياسة البريطانية أنها كانت تعمل جاهدة على الدوام كي تظل أوروبا منقسمة على نفسها، من اجل أن تتمكن من احتواء خطرها والسيطرة عليها .

ابو العبد
21-01-2010, 10:14 PM
والممسك بعصا الميزان من وسطها يحتل المركز الأهم في نظام توازن القوى لأن مركزة هو الذي يقرر حصيلة الصراع من اجل القوة. فهو الذي يقرر من سيربح الصراع ومن سيخسره وهو إذ يمنع أي دولة أو مجموعة من الدول أن تسيطر على غيرها فإنه يحفظ لنفسه استقلاله ونفوذه ومركزة الدولي ولذلك فهو يلعب الدور الأقوى في السياسة الدولية.
يروى أن الملك هنري الثامن _ احد ملوك بريطانيا _ قال ذات مرة : " he whom I support will prevail " يعني أن الذين نقف إلى جانبهم وندعمهم أولئك هم الفائزون .
وقبيل نشوب الحرب العالمية الأولى أدرك أرباب القرار السياسي في أمريكا وعلى رأسهم ودرو ولسون أن قوة ألمانيا آخذه في التعاظم يوما بعد يوم، وأنه إن قيض لها أن تنتصر على سائر القوى الأوروبية في حرب وشيكة فإن ذلك سوف يخل بميزان القوى في أوروبا إخلالاً خطيرا من شانه أن يهدد أمن الولايات المتحدة نفسها وسلامتها واستعمارها .
لذلك بادرت إلى دخول الحرب إلى جانب الطرف الأضعف وهو بريطانيا وفرنسا كيلا تخرج ألمانيا من الحرب ظافرة منفردة بالسيطرة على دول القارة الأوروبية وقدراتها.
ولم يكن دخول أمريكا الحرب العالمية الأولى ضد ألمانيا كما يتصور السطحيون من المؤرخين بمثابة رد فعل لما قامت به الطوربيدات الألمانية .
حين أغرقت الباخرة الملاحية الانكليزية المشهورة "لوزيتانيا " وعلى متنها مئات من الرأسماليين وليس الأمريكان، من بينهم الملياردير الفرد فاندربلت وعدد من الأصدقاء الشخصين للرئيس الأمريكي ودرو ولسون، بل كان دخول الحرب العالمية الأولى قرارا استراتيجيا أملته الثوابت الكبرى في السياسة الخارجية الأمريكية وليس استدراجا انكليزيا لجر أمريكا إلى الحرب دفاعا عن بريطانيا كما ذهب إلى هذا التحليل رهط من المؤرخين والمحللين السياسيين .
وليس أدل على ذلك من أن أمريكا - رغم التهاب مشاعر الأمريكيين ضد ألمانيا بسبب إغراقها للسفينة لوزيتانيا ومقتل عدد كبير من وجهاء أمريكا - لم تبادر إلى دخول الحرب إلى بعد هذا التاريخ وهو 8/5/1915 بحوالي عامين، لأن أمريكا رأت في هذا العمل الاستفزازي الألماني محاولة لاستدراجها من قبل ألمانيا نفسها للدخول في وقت مبكر كي تحطم قوتها وتلحق بها هزيمة نكراء وألمانيا ما تزال في أوج قوتها وفي عنفوان قدرتها على البطش بأعدائها وذلك كله كي تمنع أمريكا من أن تلعب لعبة توازن القوى لصالح خصومها فالرئيس الأمريكي ومن حوله من راسمي السياسة وصناع القرار كانوا يخططون دخول الحرب في الوقت الذي يختارونه هم، وليس في الوقت الذي يريد أن يفرضه عليهم خصومهم الألمان .
ولما حسمت أمريكا بتدخلها العسكري المباشر الحرب العلمية الأولى بإلحاق هزيمة نكراء بألمانيا حاول الساسة الأمريكان -بزعامة ودرو ولسون - أن يستغلوا هذه الفرصة السانحة وهذه التجربة السياسية الجديدة الكبيرة للتدخل تدخلا مباشرا في شؤون القارة الأوروبية خاصة في شؤون العالم القديم عامة كما خططوا لذلك من قبل لإخراج أمريكا من عزلتها السياسية وجعلها تقبض على ميزان القوى في القارة الأوروبية كي تتمكن من أن تصبح لاعبا رئيسيا في السياسة الدولية وقوة عظمى فاعليه في المجتمع الدولي فقد برزت في تلك الآونة محاولات الرئيس الأمريكي ولسون لإقامة منظمة أمن جماعية للحفاظ على السلام العالمي المزعوم تفتح بابا واسعا أمام الزحف الأمريكي على القارة الأوروبية كما دعا إلى منح الشعوب حقها في التقرير مصيرها من أجل تقليص السيطرة الاستعمارية الأوروبية على أجزاء واسعة من المعمورة وإضعافها لصالح التوجه والتمدد الاستعماري الأمريكي الجديد في ربوع العالم القديم.
كما دعا إلى الاقتصاد الحر والأسواق المفتوحة بين الأمم والشعوب من أجل إزالة أسباب الحرب والقتال.
وما ذلك إلا لأن الاقتصاد الحر والأسواق المفتوحة هي اقصر سبيل لأن يفرض القوي نفسه على الضعفاء فهي تعمل حسب نظرية الأواني المستطرقة في علم الفيزياء حيث يتحرك السائل -طبقا لها- من النقاط ذات الضغط المنخفض ولا ريب أن إمكانيات أمريكا الهائلة في ذلك الوقت المبكر كانت ستضعها في قمة النقاط ذات الضغط المرتفع الذي يؤهلها لان تكتسح اقتصاديات العالم وأسواقه المفتوحة.
ولقد استطاع ولسون بذكائه أن يخفي الدوافع الاستعمارية الحقيقية لدى أمريكا تحت مسوح العفة ومثاليات النزاهة والبراءة. وشعارات العدالة والحرية والمساواة وحقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها واختيار نظام حياتها وطريقتها في العيش.
وكان الرئيس ثيودرو روزفلت قد مهد السبيل لولسون قبل ذلك الحين أعلن في 16/4/1904 إن الولايات المتحدة لها الحق في التدخل وأن الدبلوماسية العضلية هي جزء من الدور الأمريكي العالمي فاتساع المحيطات من حولها لا ينبغي أن يكون مبررا لعزلها عن فالولايات المتحدة لاعب أساسي على المسرح الدولي وضرورات التعاون المتبادل لأخذه في التعاظم بين الدول والتعقيدات المتزايدة التي تكتنف العلاقات السياسية والاقتصادية بين الشعوب والأمم تحتم على الدول المتحضرة أن تتدخل لصياغة السياسة الدولية الصحيحة ورغم أن أدبيات السياسة الخارجية الأمريكية _من الناحية النظرية والإعلامية _ منذ أيام ولسون وحتى أيامنا هذه تعتبر مبدأ " سياسة القوة" (power diplomacy) مبدأ همجيا في العلاقات الدولية ينبغي التنديد به باعتباره نهجا أوروبيا قديما غير سوي في ممارسة السياسة العالمية فان الأمريكان _مع ذلك _ ظلوا غارقين في ممارسته إلى أذقانهم . فهم من الناحية البراغماتية واعتبروه مبدأ ينزل في ميدان العلاقات الدولية منزل القانون الطبيعي أو السنة الكونية الغلابة التي لا تستطيع أية قوة أن تتنكر لها أو تسبح ضد تيارها.
فهي ضرورية للدولة ضرورة البقاء نفسه لا تستطيع لها تبديلا ولا تستطيع لها تحويلا.
فالساسة الأمريكان درسوا تجربة النظام الدولي الذي بزغ فجره في أوروبا عقب حرب الثلاثين سنة عام 1648 حين ظهر متيرنخ رئيس وزراء النمسا آنئذ كأول رجل دولة في أوروبا حالفته الظروف الدولية كي يبني منظومة دولية قوية متماسكة غير أن الذين جاءوا من بعدة سمحوا لتلك المنظومة أن تتداعى وتنهار حتى جاء بسمارك _زعيم ألمانيا حينئذ _ فأعاد بنائها وظلت صامدة حتى سمح الذين جاءوا من بعدة لهذه المنظومة الدولية أن تتداعى وتنهار مرة ثانية كما حصل لها بعد متيرنخ.
وقد استلهم قادة الفكر السياسي والمخططون والساسة في أمريكا من التجارب الأوروبية في ممارسة العمل السياسي الدولي مبدأين أساسيين لا غنى عن أي منهما لأية دولة تعد نفسها كي تكون لاعبا رئيسيا على المسرح الدولي :-
أولهما :- هو سياسة القوة (Power diplomacy ) .
ثانيهما :- هو ميزان القوى (Balance of power ) .
أما سياسة القوة فلا تعني الاقتصار على تجميع القوة العسكرية والتهديد باستخدامها أو استخدامها إذا لزم الأمر وإذا تطلب الموقف الدولي ذلك لان القوة العسكرية بالنسبة لسياسة القوة ليست هي كل شيء وليست هي الخيار الأوحد في اللعبة الدولية بل هي أداة من جملة الأدوات السياسة وخيار من جملة الخيارات في العمل السياسي الدولي . إما مبدأ " توازن القوى " فهو الآلية الثانية التي لا تقل أهمية وضرورة عن المبدأ الأول من حيث توظيفها في لعبة الأمم .
فالوسط السياسي في أمريكا في نهاية القرن التاسع عشر كان قد خلص إلى استلهام النمط الأوروبي في ممارسة العلاقات الدولية . وهذا النمط _ وكما تم تحديد معالمه على اليد الساسة الانجليز في القرن التاسع عشر _هو النموذج الذي رأى قادة أمريكا أن تسير العلاقات الدولية على منواله وان تسترشد بقواعده وأحكامه .
ولما انتهت الحرب العالمية الأولى بعد مشاركة أمريكا فيها حاول الساسة الأمريكان بزعامة ودرو ولسون أن يبتهلوا هذه الفرصة السانحة في المجتمع الدولي وهذه الإمكانات الهائلة التي كانوا يتمتعون بها آنئذ كي يبدءوا عهدا جديدا من العمل الدولي خارج نطاق الولايات المتحدة ومجالها الحيوي في أمريكا ألاتينية ينقلهم من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم ومن حالة الانطواء وراء أسوار العزلة (isolationism)
إلى حالة اقتحام أسوار العالم القديم وذلك بمحاولة ملئ الفراغ الدولي الذي نجم عن انهيار ألمانيا وحلفائها في الحرب العالمية الأولى أي جعل أمريكا تقبض على ميزان القوى في القارة الأوروبية وتمارس سياسة القوى كما مارسها الانكليز من قبل غير أنة حينما دعي الكونغرس الأمريكي عام 1919 للتصديق على الميثاق الذي على أساسة سوف تقوم عصبة الأمم تراجع ونكص على عقبيه لأنة كما تي1هب بعض التحليلات السياسية رأي في إقرار ذلك الميثاق والمصادقة علية قد يورط الولايات المتحدة في سلسة لا تنتهي من عمليات التدخل العسكري في شتى بقاع العالم وعوضا عن ذلك ارتد الكونغرس الأمريكي إلى اتخاذ القرار وهو العودة إلى تبنى سياسة العزلة التقليدية والناي بأمريكا عن الانغماس في الانغماس في شؤون العالم القديم .
و لربما كانت الوفرة الاكتفاء الذاتي واتساع المجال الحيوي للولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية وعدم إلا حساس الشعب الأمريكي بعد هزيمة ألمانيا وحلفائها بوجود بوجود تحديات كبيرة أو خطيرة تواجه مصيره أو أمنه أو ورفاهيته بالإفاضة إلى عدم نضجه لفهم سياسة الخروج من العزلة والانغماس كليا متواصلا فهم أن جاز أن يتدخلوا بين الفينة والفنية في شؤون العالم الخارجي لاحتواء خطر داهم أو تصويب معادلات دولية اختلت أو تعديل حالة اختلال خطيرة في ميزان القوى فما ينبغي أن

ابو العبد
21-01-2010, 10:15 PM
يكون ذلك النمط من العمل الدولي سياسة دائمة للولايات المتحدة عليهم في سبيل نجاحها استمرارها أن يقدموا تضحيات بشرية ومادية كبيرة متواصلة .
وربما كانت بريطانيا في ذلك الوقت المبكر من التحفز الأمريكي قد لعبت خفيا من إحباط تلك المحاولة الأمريكية الجديدة للسيطرة على القارة الأوروبية وفي أمريكا قابعة وراء أسوار العزلة السياسية في عالمها الخاص وذلك بوضع العصي في عجلات.
المشروع الولسوني أولا وبالتأثير على قطاع مهم في الوسط السياسي والرأسمالي الشعبي داخل أمريكا نفسها ثانيا .
والحاصل أن هذه المحاولة الأمريكية لتطبيق إستراتيجيتها الجديدة لأنها أنهت سياسية العزلة والزحف على العالم القديم قد أخفقت وعادت أمريكا لتنكفئ على نفسها إلى حين أن تحين فرصة ثانية تتغير فيها المعادلات الدولية تغيرا جذريا فتنطلق أمريكا انطلاقة جديدة جبارة لا رجعه فيها تضعها في قلب القارة الأوروبية .
أما روسيا فإنها بعد أن نجحت فيها الثورة البلشفية وخرجت من مهلكة الحرب العالمية الأولى قد فرضت على نفسها عزلة سياسية اختيارية عن المجتمع الدولي وصراعاته الفتاكة كي تتمكن من المضي قدما في ثورته الثانية اعني الثورة العلمية والصناعية والتكنولوجية بعد أن نجحت في ثورتها الأولى اعني الثورة الفكرية السياسية التي أوصلت الشيوعيين إلى الحكم فهي _والحالة هذه _أن فيض لها النجاح والاستمرار في هاتين الثورتين جنبا إلى جنب فترة كافية من الزمن فلسوف تخرج من عزلها قوة دولية كبرى قادرة على أن تعقد مكانتها اللائقة بها بين القوى العظمى في العالم تماما كما فعلت أمريكا من قبل حين انتهجت سياسية العزلة الاختيارية عن العالم القديم حتى نحت ونجح مشروعها النهضوي وبنت لنفسها قوة عسكرية صناعية جبارة أهلتها لان تلعب دورا قياديا في شؤون العالم غير أن الانكليز لما أحسوا أن هذه الثورة الصاعدة في روسيا أن ترك لها الحبل على الغارب وأعطيت فرصة كافية من الزمن كي تأخذ مداها فإنها ستؤدي لا محالة إلى نجاح مشروعها النهضوي الذي سوف يؤهلها لان تلحق بركب العالم المتقدم فشكل بالتالي خطرا على مركز بريطانيا الدولي وعلى ميزان القوى في أوروبا كلها وأقول لما أحس الانجليز بذلك بادروا إلى عقد صفقة سريعة مع هتلر الذي كان لا يزال في العشرينات من القرن العشرين شخصية حزبية مغمورة ولكنها واعدة فسمحوا له أن يخوض اول انتخابات للرايخ الألماني بعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى وخضوعها لشروط الدولة المنهزمة فخاض هتلر هذه الجولة الانتخابية تحت شعار تحرير ألمانيا من أغلال معاهدة فرساي المذلة المهينة للشعب الألماني العظيم التي وقعتها ألمانيا في أعقاب هزيمتها في الحرب العالمية الأولى سنة 1920.
وكانت هذه المعاهدة قد حظرت على ألمانيا كافة برامج التسلح وبناء الصناعات الحربية وكان من تداعياتها انهيار العملة الألمانية وتدهور هيبة الدولة في عهد جمهورية فايمار وانتشر فيها .
البؤس والفقر والكساد والتضخم بعد أن فقدت الأسواق العالمية لتصدير منتجاتها وصناعاتها المدنية .
وكان الهدف الانجليز من إعادة بناء قوة ألمانيا العسكرية هو إعدادها لضرب روسيا لإجهاض مشروعها النهضوي وإعادتها دولة هزيلة لا تقوى على أن تلعب أي دور خطير يف شؤون العالم ومقدراته .
وإعدادها كذلك لضرب فرنسا التي ما فتئت تنافس بريطانيا على الاستعمار وعلى مركز الدولة الأولى في العالم وبهذه المخاطرة (adventure) كانت بريطانيا تصبو إلى تحجيم القوى الرئيسية الكبرى في أوروبا وهي ألمانيا وفرنسا وروسيا وذلك بضربها ببعضها البعض باستدراجها وزجها في مواجهات عسكرية طاحنة تستنزف قدراتها وطاقاتها وتقزمها حتى يخلو لها الجو كي تبيض وتصفر وتنفرد بالسيطرة والهيمنة على مقدرات الشعوب ومصائر الأمم في كافة أرجاء المعمورة .
ولقد نجح هتلر نجاحا منقطع النظير في الانتخابات الألمانية التي أوصلت الحزب النازي بزعامته إلى الحكم وسار هتلر في عملية إعادة بناء ألمانيا بسرعة مذهلة وسار في الصفقة التي عقدها مع الانجليز في مراحلها الأولى سيرا حسنا يرضى عنه الانجليز رضا يمكنه من الاستمرار في مشروعة حتى الآن الأعمال الإرهابية التي قام بها ضد اليهود في ألمانيا وأوربا الشرقية في السنوات التي أعقبت وصولة إلى الحكم كانت باتفاق وتنسيق مع الدوائر الاستعمارية البريطانية لتهجير اليهود إلى فلسطين توطئة وتسهيلا لوعد بلفور في إقامة دولة لليهود في فلسطين
والأعمال الإرهابية التي قام بها هتلر ضد اليهود كانت محدودة جدا غايتها التخويف وليس الإبادة العرقية الجماعية كما زعم الانجليز واليهود وحكاية الهولوكوست أو المحرقة التي تعم الدوائر الصهيونية من ورائها الدعابات الغربية التي تذهب إلى أن هتلر كان قد أزهق فيها الأرواح ما يقارب من ستة ملايين يهودي في الأفران ومسكرات الاعتقال النازية لم تكن غير أكذوبة كبرى بل لعلها من كبريات الأكاذيب في القرن العشرين كيما تجد فيها الدوائر الاستعمارية والصليبية الغربية ذريعة تبرر لها أن تقتلع شعبا كاملا من ارض إبائه وأجداده وتقيم على أنقاضه كيانا يهوديا معاديا للأمة الإسلامية يعمل فيها عمل الفيروسات الممرضة (Sickening Viruses) سنين طوالا لا يعلم مداها إلا الله تعالى .
غير أن حساب العقل الانجليزي لم ينطبق على حساب البيدر النازي الألماني فحين اندلعت الحرب العالمية الثانية سنة 1939 بلع هتلر الطعم الانجليزي ولكنه بال على صنارتهم، على كما يقوا المثل الدارج فلم يبض على وتدهم كما كانوا يخططون، ولكنة بال على أسدهم . فشن الحرب عليهم كما شنها على فرنسا ثم اتبع ذلك بهجوم عسكري شامل على روسيا هنالك وجد قادة أمريكا أن عليهم أن يبادروا إلى دخول


الحرب لسببين :
أولهما :- أن النصر الألماني على باقي الأوروبية الكبرى وعلى روسيا سيؤدي إلى إخلال خطير بميزان القوى ما سيترتب علية أن تنفرد ألمانيا بالسيطرة على القارة الأوروبية برمتها وبالتالي ببسط سيطرتها الاستعمارية على المستعمرات الدول الأوروبية في أسيا وإفريقيا وهذا سيشكل بدورة خطرا عظيما واقعا على امن الولايات المتحدة وسلامتها واستعمارها .
وثانيهما :- أن القوى الدولية الكبرى في أوروبا بما فيها ألمانيا وروسيا سوف تستنزفها هذه الحرب استنزافا عظيما يؤدي_لا محالة_ إلى الحصول على فراغ سياسي هائل خليق بأمريكا أن تبتهل هذه الفرصة السانحة لملئه فالظروف الدولية كلها مواتية والقوى الكبرى محطمة والطريق ممهد لان تفرض أمريكا زعامتها وتبسط هيمنتها على كافة أرجاء العالم على نحو لا محيد عنه ولا رجعه فيه .
ولما كان الرأي العام في أمريكا ثانويا على حرير العزلة والحياد في الموقف الدولي كان لا بد من تحريكه في اتجاه الدخول في الحرب العالمية الثانية لتجاوز سياسة العزلة ووضع اليد على مقدرات الدول الأوروبية وعلى مستعمراتها في شتى أنحاء العالم ووضع نهاية للعبة توازن القوى بين الدول الأوروبية الكبرى ورسم خريطة جديدة للعلاقات الدولية .
فكان أن اصطنع الرئيس الأمريكي فرانلكين روزفلت حشدا بحريا هائلا في ميناء بيرل هابر(Pearl harbor) جمع فيه السفن والزوارق وكافة القطع البحرية الأمريكية المحالة على التقاعد كي يكون ذلك الحشد فخا دوليا لاستدراج اليابان لشن الحرب على أمريكا وبالفعل فقد نجحت هذه المناورة وقام اليابانيون بهجوم جوي كاسح على بيرل هاربر متوهمين أنهم بذلك يسددون ضربة وقائية ساحقة للأسطول الحربي الأمريكي فكان ذلك منهم أعظم هدية تقدم للرئيس روزفلت تمكنه من تعبئة الرأي العام في أمريكا لتطليق سياسة العزلة طلاقا بائنا بينونة كبرى والدخول في الحرب العالمية الثانية ضد دول المحور :ألمانيا وايطاليا واليابان بعد أن استنزفت الحرب كل الدول الأوروبية وأدت إلى انهيار بعضها كفرنسا وصار البعض الآخر على شفير الهاوية والانهيار التام .
كانت نتيجة تلك الحرب أن فتحت أبواب العالم على مصرع أمام الزحف الاستعماري الأمريكي الجديد على القارة الأوروبية وخاصة وعلى سائر أنحاء العالم القديم عامة.
وقد كان في مقدور الولايات المتحدة هذه المرة أن تضع يدها على مقدرات روسيا والصين كما وضعت يدها على مقدرات القارة الأوروبية فهي وحدها التي كانت تمتلك الأسلحة النووية كما تمتلك وسائل توصيلها إلى سائر أرجاء الأرض بل كان في وسعها أن تفتعل أكثر من ذلك اعني أن تفتت الاتحاد الروسي والصين إلى دويلات وإمارات ومشيخات ومحميات تابعة لها كما فعلت بريطانيا وفرنسا في أعقاب الحرب العالمية الأولى بالنسبة للدولة العثمانية وان تحفز أمريكا بين هذه الكيانات المصطنعة خنادق من الخصام والنزاع والصراع العرقي أو الديني أو المذهبي أو الطائفي أو العشائري أو الإقليمي يستحيل أن يعقد فوقها بجسور وبعبارة أخرى فان أمريكا كانت قادرة تماما على تجزئتها ووضع الإجراءات الكفيلة بتأييد تلك التجزئة بغير ما عناء أو تضحيات فالطريق كان أمامها سهلا ممهدا قليل التكاليف لبلوغ تلك الغاية .
غير أن أمريكا سارت على العكس من ذلك تماما فهي قد سمحت لروسيا في نهاية الحرب العالمية الثانية أن تمتد وتبسط سيطرتها المباشرة على دول أوروبا الشرقية وتصبح بالتالي إمبراطورية كبرى تقف في وجه الولايات المتحدة وتعمل على نقل حدودها إلى أماكن قاضية في أرجاء المعمورة كما تعمل على إقامة تنظيمات حزبية شيوعية في مختلف بلاد العالم تتولى مهمة أحداث ثورات وقلاقل للإطاحة بالأنظمة والحكام والنفوذ الاستعماري الغربي في تلك الأصقاع .

ابو العبد
21-01-2010, 10:16 PM
ولقد حار كثير من كبار المفكرين السياسيين والأيديولوجيين وحتى في الأوساط الأمريكية نفسها في دوافع هذه السياسة ومراميها فردها بعضهم إلى جهل الساسة الأمريكان في مضمار السياسة العالمية أو قلة خبرتهم ودرايتهم بشعاب السياسة الدولية وتشابكها وتعقيدها كما ردها بعضهم الآخر إلى جبن الساسة الأمريكان وترددهم في أن يقوموا بمخاطرة كبرى مدروسة ومحسوبة من شانها أن تقلب المعادلات الدولية رأسا على عقب وتغير العلاقات الدولية تغيرا جذريا من غير أن تجشم نفسها مخاطر الدخول مع القوى الدولية الكبرى يف حروب باردة وساخنة محدودة أو غير محدودة مباشرة أو غير مباشرة طالما كان بوسعها و بالضربة القاضية أن تجعل من هذه الحرب خاتمة الحروب .
غير أن أمر تلك السياسة قد بات واضحا لدى الكثير من المفكرين والمحللين السياسيين في أيامنا هذه فلقد تبين لهم أن تلك السياسة كانت مدروسة عميقة بعيدة النظر مبنية على فلسفة سياسة لخصها المحلل السياسي الأمريكي حون لويس جاديس في معرض مناقشته لأفكار وليام ابلمان وليامز وأطروحته الباهرة في مجلة الفورين افيرز، حيث قال :- " يلاحظ في هذه الأيام _بعد أن انتهت الحرب الباردة _ أن كثير من الدارسين والباحثين قد عادوا يتساءلون ترى لماذا كانت هذه الحرب الباردة من الأصل طالما كنا ندرك أن الاتحاد السوفيتي كان ضعيفا في داخلة، وأن الماركسية اللينينية لم تكن غير ضرب من ضروب السخافة الاقتصادية، وأن الشيوعية العالمية لم تكن تشكل في أي وقت من الأوقات صرحا متحداً متماسك الجنبات؟
وما الذي كان يهدد المصالح الأمريكية على وجه التحديد ؟ وما الذي كان يبرر ذلك الإنفاق الهائل على برامج التسلح ؟ وما الذي كان يبرر الانتهاكات المتواصلة لحقوق الإنسان في الخارج أو يبرر أن تنتقص الحريات المدنية من أطرافها في الداخل ؟ وما الذي كان يبرر القفز عن الأولويات الداخلية إلى السعي والتهديد بتفجير العالم على رؤوس أصحابة ؟ وما الذي كان يبرر كل تلك الأفاعيل المؤسفة والتجاوزات السياسية الخطيرة التي كانت الولايات المتحدة ترتكبها أثناء الحرب الباردة طالما أنه لم يكن هناك في حقيقة الأمر أي خطر داهم يهدد مصيرنا في أي لحظة من لحظات الصراع المتواصل ؟ " لا جرم أنه كان من شأن هذه التساؤلات وأمثالها أن تثير شكوك وليامز في أن النظام الأمريكي لدية دوما رغبة أصلية في إيجاد طرف آخر يلعب معه دولا الخصم الخطير العنيد كي يشن الحروب تارة باردة وتارة ساخنة .
كما أشار هنري كيسنجر في كتابة " الدبلوماسية " إلى حاجة النخبة السياسية والمفكرين السياسيين والمخططين في أمريكا إلى تنصيب عدو دائم للولايات المتحدة حقيقا كان أم وهميا كي يبرروا للرأي العام الأمريكي ضرورة أن تنغمس أمريكا في شؤون العالم الخارجي للحفاظ على أمنها وسلامتها وأسواقها ومصالحها الحيوية في شتى بقاع العالم مهما كلف ذلك من تضحيات مادية وبشرية .
ولقد كان الزعماء السياسيون السوفيات يدركون هذه اللعبة الأمريكية ويتعايشون معها فقد نقل عن جورج ارباتوف مستشار الرئيس السوفيتي الأخير ميخائيل جورباتشوف في أواخر عقد الثمانينات من القرن الماضي عندما كانت الحرب الباردة تقترب من نهايتها : " أننا سننزل بكم خطبا جللا .... إننا سوف نجردكم من العدو " وفي عام 1991 تكلم جوربا تشوف مخاطبا دول حلف الأطلسي عامة والولايات المتحدة خاصة قائلا: " سوف نلحق بكم أذى بليغا وضررا جسيما. سنحرمكم من خصم مبين " .
ومما يؤكد مصداقية هذا التحليل أن الأمريكان _بعد انهيار الاتحاد السوفيتي _ راحوا يصطنعون خصومات جديدة يفتعلونها هنا وهناك فمن صدام حسين وخطر العراق المدمج بأسلحة الدمار الشامل المزعومة على المنطقة بأسرها وعلى الولايات المتحدة وعلى العالم بأسره إلى خطر الإرهاب الدولي الإسلامي المتمثل في بعض رموزه من أمثال عمر عبد الرحمن العاجز الضرير والشريدين الطريدين أسامة بن لادن وأيمن الظواهري إلى ضرب قواعد الإرهاب المزعومة في السودان وأفغانستان باعتبارهما ملاذين امنين للإرهاب وقواعد انطلاق لعمليات الإرهاب الدولي في شتى أنحاء العالم ثم إلى الخطر الذي يشكله زعيم الصرب سولفان ميلوسوفتش على السلام والأمن الدوليين في البلقان و أوروبا والولايات المتحدة .
وفي هذا السياق اعني البحث عن عدو دائم حقيقي أو وهمي في السياسة الأمريكية طلع علينا المفكر الأمريكي صامويل هنتجتون (samuel Huntington) بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بنظرية تضليلية سماها " صراع الحضارات " كي يبقى على فكرة العدو الدائم الخطير الذي يشكل تهديدا للحضارة الغربية التي تعتبر أمريكا حامية حماها والمنافح عنها ووراثة أمجادها فبقاء الحضارة الغربية وازدهارها وهيمنتها على سائر حضارات الناس وخاصة الحضارة الإسلامية هو القضية المصيرية الكبرى التي يتوجب على أمريكا أن تخوض غمرات الصراع الدولي من اجلها وان تقدم التضحيات العظيمة في سبيلها فان من شان الحضارة الإسلامية _على وجه الخصوص _ لو كتب لها النجاح في صراعها وتحديها للحضارة الغربية أن تؤدي إلى انهيار تلك الحضارة والى سقوط القائمين عليها وعلى رأسهم أمريكا نفسها وهذه النظرية الفلسفية السياسية التي تصدر عنها السياسة الأمريكية ليست بالفكرة الجديدة في منظومة المفاهيم السياسية الأساسية التي تحكم النهج الأمريكي في ممارسة السياسة الدولية فهذه هي على وجه التحديد ما كان ينادي به الفيلسوف الألماني هيغل في القرن التاسع عشر في معرض بسط اطروحتة عن الحروب بين البشر باعتبارها تحديا كان على مر العصور أمرا لا مفر منة حينا ولا بد منة حينا آخر وحتى هيغل لم يكن بدعا بين المفكرين والفلاسفة قبلة وبعدة فهو إنما يمثل مدرسة فكرية فلسفية في هذا الاتجاه .
فأرباب هذه المدرسة وإن اعتبروا الحرب شراً لا بد منة فبواسطتها تحافظ الأمم على عافيتها الخلقية، وتصون نفسها من التراخي والترهل والتفسخ الذي يولده السلام الدائم وبحوافز الحرب تستخرج الأمم طاقاتها الكامنة فتحشدها وتطورها وتفجرها كي تحقق النصر وتتجنب الهزيمة لئلا يستعبدها خصومها أو يصدروا عليها حكما بإعدامها وتذهب هذه المدرسة إلى القول بان لم يحدث في التاريخ أن ارتقت امة أو قامت إمبراطورية أو دولة كبرى أو نشأت حضارة عظيمة إلا على اثر حروب والسلام ليس في حقيقة الأمر أكثر من استراحة بين الحربين فالحرب هي الحياة والحياة لا تنال بسلام واسترخاء بل تؤخذ فقط بالقوة والمغالبة كما قال الشاعر العربي " ولكن تؤخذ الدنيا غلابا " أو كما قال الفيلسوف الألماني نيتشه " إذا أرادت أن تجني من الوجود أسمى ما فيه فليس لذلك من سبيل إلا للعيش في خطر .
والأمم الحية هي تلكِ التي تستطيع أن تحارب دائما بشكل أو بآخر " أو كما قال الكاتب السياسي الأمريكي ألامع في عقد الستينات من القرن الماضي صول بادوفر " أن العيش في خطر ليس بالأمر المستنكر على أي حال أما العيش في جهالة واسترخاء فهو المصيبة التي ما بعدها مصيبة " .

ابو طلال
24-01-2010, 12:43 AM
وقد كان في مقدور الولايات المتحدة هذه المرة أن تضع يدها على مقدرات روسيا والصين كما وضعت يدها على مقدرات القارة الأوروبية فهي وحدها التي كانت تمتلك الأسلحة النووية كما تمتلك وسائل توصيلها إلى سائر أرجاء الأرض بل كان في وسعها أن تفتعل أكثر من ذلك اعني أن تفتت الاتحاد الروسي والصين إلى دويلات وإمارات ومشيخات ومحميات تابعة لها كما فعلت بريطانيا وفرنسا في أعقاب الحرب العالمية الأولى بالنسبة للدولة العثمانية وان تحفز أمريكا بين هذه الكيانات المصطنعة خنادق من الخصام والنزاع والصراع العرقي أو الديني أو المذهبي أو الطائفي أو العشائري أو الإقليمي يستحيل أن يعقد فوقها بجسور وبعبارة أخرى فان أمريكا كانت قادرة تماما على تجزئتها ووضع الإجراءات الكفيلة بتأييد تلك التجزئة بغير ما عناء أو تضحيات فالطريق كان أمامها سهلا ممهدا قليل التكاليف لبلوغ تلك الغاية .
غير أن أمريكا سارت على العكس من ذلك تماما فهي قد سمحت لروسيا في نهاية الحرب العالمية الثانية أن تمتد وتبسط سيطرتها المباشرة على دول أوروبا الشرقية وتصبح بالتالي إمبراطورية كبرى تقف في وجه الولايات المتحدة وتعمل على نقل حدودها إلى أماكن قاضية في أرجاء المعمورة كما تعمل على إقامة تنظيمات حزبية شيوعية في مختلف بلاد العالم تتولى مهمة أحداث ثورات وقلاقل للإطاحة بالأنظمة والحكام والنفوذ الاستعماري الغربي في تلك الأصقاع .
اخواني الكرام هذا الكلام يهدم راى الحزب المسطر في مفاهيم سياسية وايضا نشرات الحزب
نتمنى ان نرى راى الشباب في هذا الكلام

المثنى
24-01-2010, 06:09 PM
السلام عليكم

أخي الكريم،

هل لك أن تبين لنا كيف أن هذا الرأي يهدم رأي الحزب المسطر بكتبه، أو أن تشير إلى موطن الخلل، ثم بعد ذلك نبحث إن كان يهدم أم لا.

والسلام

مؤمن
24-01-2010, 10:52 PM
لا يقال أنه يهدم المفاهيم السياسية ثابته ولكنه يصحح بعض الفهم السياسي هناك فرق بين التحليل السياسي و المفهوم السياسي البحث في ما حوى البحث من أفكار و هل هي صحيحة أو خطا مع بيان وجه الخطا في أي فكرة وجدت.

ابو العبد
24-01-2010, 11:51 PM
لا يقال أنه يهدم المفاهيم السياسية ثابته ولكنه يصحح بعض الفهم السياسي هناك فرق بين التحليل السياسي و المفهوم السياسي البحث في ما حوى البحث من أفكار و هل هي صحيحة أو خطا مع بيان وجه الخطا في أي فكرة وجدت.



بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ الكريم مؤمن اليك تعليقي على المقال الذي ارسلته لي والمعنون ب ( ملاحظات حول السياسة الأمريكية في العالم الجديد والقديم )
لقد ورد في المقال ان اسرائيل قامت بعزل نفسها لكى تبني لها قوة عسكرية متفوقة تستطيع ان تغير بها المعادلات في المنطقة واستشهد على ذلك باقوال بن غوريون ...
ان هذا الكلام مناقض للواقع السياسي والعسكري في المنطقة سواء كان قبل تاريخ العزل الذي ذكره الكاتب او بعده حسب قول بن غوريون من 1957 – 1967
من المعلوم بداهة ان اسرائيل لم تنشاء بقواها العسكرية ولا نتيجة تفوقها العسكري فهى انشئت بقرار سياسي غربي وبمساعدة عسكرية مباشرة من الغرب وحكام المنطقة العملاء للغرب فهى لم تقم بقواها العسكرية هذا اولا
ثانيا خلال هذه الفترة وهى العشر سنوات جرت محاولات عديدة لحل القضية الفلسطينية سواء كان من عميل الانجليز الملك حسين سواء كان عام 1962 او معركة السموع عام 1965 الى ان نشبت حرب 1967 والتي لم تنتصر بها اسرائيل نتيجة قواها العسكرية المتفوقة بل نتيجة تسليم الانظمة العربية التي دخلت بلادها الحرب دون حرب وهذا ما يعرفه عامة الناس وما شاهدوه بام اعينهم علاوة على الباحثين والمتتبعين السياسيين , فلا دخل لقوة اسرائيل لهكذا انتصار مزعوم بل نتيجة قرار سياسي غربي نفذه حكام العرب عملاء الغرب لاهداف يريدها الغرب لا مجال لذكرها الان
ولا ادري كيف ذهب كاتب المقال الى ما ذهب اليه من ان اسرائيل عزلت نفسها لفترة زمنية مع ان اسرائيل هذه التي يزعم كاتب المقال انها عزلت نفسها لفترة زمنية نشأت بقرار دولي وهى خاضعة تماما للموقف الدولي منذ نشأتها الى ما شاء الله ولا تستطيع الانفكاك عنه فهى لا تستطيع ان تصنع سلاحا الا بموافقة صاحبة الموقف الدولي امريكا فاسرائيل حين ارادت ان تنتج طائرة ( لافي ) منعت من قبل امريكا بالرغم من محاولات موشي ارنس في حينه من اقناع امريكا , واسرائيل حينما ضربت بالصواريخ العراقية عام 1991 منعت من الرد من قبل امريكا والامثلة كثيرة في هذا السياق , فالدولة التي تتخذ قرارا بعزل نفسها تكون دولة ذات سيادة وذات استقلالية في اتخاذ القرارات واسرائيل ليست كذلك لانها دولة تعيش على المعونات الامريكية فمقارنة اسرائيل بروسيا مثلا لا محل له في الواقع هذا ان اتفقنا مع كاتب المقال ان سياسة عزل هذه الدول لنفسها كان من اجل بناء القوة العسكرية
اما النقطة الثانية التي استوقفتني في هذا المقال واريد التعقيب عليها فهى موقف امريكا من الاتحاد السوفياتي بعد الحرب العالمية الثانية حيث يقول كاتب المقال (وقد كان في مقدور الولايات المتحدة هذه المرة أن تضع يدها على مقدرات روسيا والصين كما وضعت يدها على مقدرات القارة الأوروبية فهي وحدها التي كانت تمتلك الأسلحة النووية كما تمتلك وسائل توصيلها إلى سائر أرجاء الأرض بل كان في وسعها أن تفتعل أكثر من ذلك اعني أن تفتت الاتحاد الروسي والصين إلى دويلات وإمارات ومشيخات ومحميات تابعة لها كما فعلت بريطانيا وفرنسا في أعقاب الحرب العالمية الأولى بالنسبة للدولة العثمانية وان تحفز أمريكا بين هذه الكيانات المصطنعة خنادق من الخصام والنزاع والصراع العرقي أو الديني أو المذهبي أو الطائفي أو العشائري أو الإقليمي يستحيل أن يعقد فوقها بجسور وبعبارة أخرى فان أمريكا كانت قادرة تماما على تجزئتها ووضع الإجراءات الكفيلة بتأييد تلك التجزئة بغير ما عناء أو تضحيات فالطريق كان أمامها سهلا ممهدا قليل التكاليف لبلوغ تلك الغاية )
اذا امريكا كانت قادرة على تفتيت الاتحاد السوفياتي والصين الى الى دويلات ومشيخات ولم تفعل لماذا ؟ حسب وجهة نظر الكاتب يستشهد هنا بقول وليامز في ان " النظام الامريكي لديه دوما رغبة اصيلة في ايجاد طرف اخر يلعب معه دور الخصم الخطير العنيد كى يشن الحروب تارة باردة وتارة ساخنة كما اشار كيسينجر في كتابه الدبلوماسية الى حاجة امريكا الى تنصيب عدو دائم للولايات المتحدة حقيقيا كان او وهميا كى يبرر للراى العام ضرورة ان تبقى امريكا في شتى بقاع العالم للحفاظ على امنها وسلامتها ومصالحها الحيوية "
اذا كانت امريكا لم تفتت الاتحاد السوفياتي والصين من اجل ان يبقى هناك طرف يلعب دور الخصم وشن الحروب الساخنة والباردة او من وجهة نظر كيسينجر الحفاظ على امنها وسلامتها ومصالحها الحيوية والسؤال المطروح على الكاتب لماذا تشن الحروب اليست من اجل القضاء على الخصم وتحقيق المصالح , فاذا كانت الصين والاتحاد السوفياتي ابقت عليهم امريكا من اجل لعب دور الخصم ويقول الكاتب ان اوروبا تهيمن عليها امريكا , فممن تخشى امريكا على امنها وسلامتها ومصالحها الحيوية ؟!! هل تخشى امريكا على امنها وسلامتها من نيكاراغوا او بنما مثلا ؟!! وهل كانت فرنسا وبريطانيا عندما فتتت الدولة الاسلامية العثمانية الى دويلات ومشيخات في غاية الغباء السياسي ؟!! فعلا هذا منطق غريب عجيب في الفهم السياسي
ثم لماذا خاضت امريكا الحرب الكورية والتي نتج عنها 150 الف قتيل امريكي وحوالي المليون جندي صيني ومثلهم من الكوريتين , اليس ذلك من اجل هدف سياسي استراتيجي وهو محاولة فصل الصين عن الاتحاد السوفياتي او عدم توحدهما في وجه امريكا , اذا كانت امريكا قادرة على تفتيت الصين والاتحاد السوفياتي فلماذا هذه الحروب المكلفة ؟ ولماذا كانت حرب فيتنام التي كلفت امريكا 70 الف قتيل ؟ الم يكن من اجل اجبار الصين على القبول بمبداء التعايش السلمي وهذا ما حصل بالفعل
ثم اذا كانت امريكا قادرة على جعل الاتحاد السوفياتي دويلات ومشيخات تركته يصنع السلاح النووي بعدما فرض على نفسه العزلة باسداله الستار الحديدي على نفسه , واذا كانت امريكا قادرة على تفتيت الاتحاد السوفيياتي الى عشائر وقبائل فلماذا تركته ينافسها وتخوض معه سباق التسلح ؟ !!
هذا منطق في الفهم السياسي يثير الدهشة والعجب
هذا من جانب اما الامر الاخر هو انه عندما مات الاتحاد السوفياتي بالسكتة القلبية اعلنت امريكا عن نصرها على الاتحاد السوفياتي وان الموقف الدولي تغير بحيث اصبحت امريكا المتفردة فيه وكان هذا من خلال ما بشر به جورج بوش الاب عن النظام العالمي الجديد وقد صرح جورش بوش اوائل التسعينات " ان القرن القادم ينبغي له ان يكون امريكيا " وهذ التصريح هو امتداد لقول الرئيس روزفلت في اربعينيات القرن الفائت " ان قدرنا هو امركة العالم "
طبعا هذا يدل دلالة واضحة على ان لامريكا استراتيجية كانت تعمل لتحقيقها وكانت ظروف الموقف الدولي في حينه تحول دون ذلك بحيث كان الاتحاد السوفياتي خصما حقيقيا لامريكا وعندما انتهى الاتحاد السوفياتي اعلنت امريكا عن نصرها وتغير حالة الموقف الدولي
اما بالنسبة لحاجة امريكا للعدو من اجل بقاء حالة التوازن في الموقف الدولي فهذا لا ينكره كل ذي بصر وبصيرة في الفهم السياسي ولكن لا يعني ان الخصم وهمي غير حقيقي بل على العكس كان الاتحاد السوفياتي خصما حقيقيا لامريكا وهذا بدا واضحا من خلال مجريات الاحداث السياسية وبعد تفكك الاتحاد السوفياتي بداءت امريكا تبحث عن عدو حتى تبقي على حالة التوازن في الموقف الدولي ولكن اختيارها للاسلام والامة الاسلامية عدوا لها لم يكن عبثا لانه لو كانت المسالة هى فقط ايجاد عدو يلعب دور الخصم كان من الاولى ان تختار الصين وبخاصة ان قوتها الاقتصادية تتنامى يوما بعد يوم واكثر اقناعا للشارع الامريكي وبخاصة ان نيكسون كان يحذر من المارد الصيني ايضا لماذا لم تختار عصابات الجريمة المنظمة وتجعلها عدوا يلعب دور الخصم وبخاصة انها موجودة في عقر دارها لامريكا ويعاني منها الشارع الامريكي وذاق ويلاتها ولكن مع كل ذلك اختارت امريكا الاسلام والامة الاسلامية ان يكون عدوا لها يلعب دور الخصم من خلال تنظيم القاعدة او طالبان او غيرها من الحركات الاسلامية
وكما قلت هذا ليس عبثا بل لان امريكا تخشى من عودة الاسلام
صحيح ان الامة الاسلامية لا حول ولا قوة لها في هذه الايام وصحيح انه لا يوجد خطر يحدق في امريكا من الامة الاسلامية وان هذه الامة محطمة الكيان مبعثرة القوى مفرقة الاقطار ولكن الامة الاسلامية تعيش في تربة صالحة للنمو والانبات من جديد نعم هذه الامة توجد لديها كل المقومات التي تؤهلها لان تكون قوة عظمى حيث تحمل الامة الاسلامية عقيدة قادرة على ان تدب فيها الحيوية وتجعلها تضحي بالغالي والنفيس وايضا تتوفر لديها كل الموارد التي تؤهلها لان تكون قوة عظمى علاوة على الكثافة البشرية الكبيرة التي هى احد مقومات القوة العظمى وهذا تعرفه امريكا حق المعرفة ومراكز الابحاث واصحاب العقول في امريكا يدركون هذه الحقيقة ولذلك عندما تفكك الاتحاد السوفياتي وتفردت امريكا في الموقف الدولي بداءت تعمل على صياغة المنطقة من جديد من خلال حفر خنادق بين ابناء الامة الاسلامية لا يمكن عقد جسور فوقها وهذا بدا واضحا من خلال السياسة الامريكية في المنطقة حيث انها تعمل على اثارة الطائفية والمذهبية وعليه فان امريكا تقوم بضربات استباقية حتى يكون القرن الحالي قرنا امريكيا بامتياز

فرج الطحان
25-01-2010, 12:00 AM
ثم لماذا خاضت امريكا الحرب الكورية والتي نتج عنها 150 الف قتيل امريكي وحوالي المليون جندي صيني ومثلهم من الكوريتين , اليس ذلك من اجل هدف سياسي استراتيجي وهو محاولة فصل الصين عن الاتحاد السوفياتي او عدم توحدهما في وجه امريكا , اذا كانت امريكا قادرة على تفتيت الصين والاتحاد السوفياتي فلماذا هذه الحروب المكلفة ؟ ولماذا كانت حرب فيتنام التي كلفت امريكا 70 الف قتيل ؟ الم يكن من اجل اجبار الصين على القبول بمبداء التعايش السلمي وهذا ما حصل بالفعل

بارك الله فيك أخي أبا العبد على هذا الرد الجميل..
وإليك تصحيحا لبعض الأرقام التي وردت في الرد..
ثم لماذا خاضت امريكا الحرب الكورية والتي نتج عنها 150 الف قتيل امريكي وحوالي المليون جندي صيني ومثلهم من الكوريتين (هذا الرقم غير دقيق والصحيح أن أميركا خسرت 36.516 ألف جندي، أما الصين فقد خسرت 114 ألف جندي، أما الكوريتان فقد خسرتا ما مجموعه 273.127 ألف جندي، وكانت الخسارة الفادحة في الجانب الكوري الشمالي), اليس ذلك من اجل هدف سياسي استراتيجي وهو محاولة فصل الصين عن الاتحاد السوفياتي او عدم توحدهما في وجه امريكا , اذا كانت امريكا قادرة على تفتيت الصين والاتحاد السوفياتي فلماذا هذه الحروب المكلفة ؟ ولماذا كانت حرب فيتنام التي كلفت امريكا 70 الف قتيل (الصواب 58.226 قتيل) ؟

ابو العبد
25-01-2010, 12:17 AM
بارك الله فيك أخي أبا العبد على هذا الرد الجميل..
وإليك تصحيحا لبعض الأرقام التي وردت في الرد..
ثم لماذا خاضت امريكا الحرب الكورية والتي نتج عنها 150 الف قتيل امريكي وحوالي المليون جندي صيني ومثلهم من الكوريتين (هذا الرقم غير دقيق والصحيح أن أميركا خسرت 36.516 ألف جندي، أما الصين فقد خسرت 114 ألف جندي، أما الكوريتان فقد خسرتا ما مجموعه 273.127 ألف جندي، وكانت الخسارة الفادحة في الجانب الكوري الشمالي), اليس ذلك من اجل هدف سياسي استراتيجي وهو محاولة فصل الصين عن الاتحاد السوفياتي او عدم توحدهما في وجه امريكا , اذا كانت امريكا قادرة على تفتيت الصين والاتحاد السوفياتي فلماذا هذه الحروب المكلفة ؟ ولماذا كانت حرب فيتنام التي كلفت امريكا 70 الف قتيل (الصواب 58.226 قتيل) ؟
بارك الله فيك اخي فرج وسدد خطاك
وشكرا لك على هذا الاهداء

ابواحمد
25-01-2010, 11:46 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم ابا العبد
اولا: قرأت المقال الذي عرضته في مداخلتك الثانية.
ثانيا: يبدولي انه قبل الاجابةعلى السؤال الذي طرحته للنقاش يجب السؤال على سؤال آخر هو هل في الاسلام ماتخشى منه امريكا او مايشكل خطرا عليها وقد كان الاخ الكريم ابومحمد اجاب على هذا السؤال كإجابةعلى السؤال الذي طرحته للنقاش وهي اجابه واضحة وحاسمة .
اما ماتريد ان تصل اليه فلايتأتى بالسؤال الذي طرحته للنقاش ،بل بطرح السؤال بطريقه اخرى .
فالسؤال هو :هل واصل الاسلام بالتأثيرعلى الرآي العام في المنطقة الى الحد الذي باتت امريكا تخشى منه ؟ وهل قيامها بمايسمى الضربات الاستباقية واعادة صياغة المنطقة يندرج في اطار مخاوفها من التأثيرالذي تشكله الاسلام ؟ام ان المسأله حاجة امريكا الي عدو وهمي يلعب دور الخصم ؟
طرح الموضوع من هذا الوجه الذي اشرت اليه سيقودنا من جديد الي احيا النقاش القديم حول موضوع الرأي العام وهو من الاهمية بحيث يحتاج الي مزيد من الجهد والتفاعل لندرك حقيقة وواقع الرآي العام الموجود وهل وصل الاسلام بالتأثير الى الحد الذي يجعل من امريكا تتخذ منه عدو حقيقي لها ؟ام ان محاولتها لابرازه كعدو هو حاجتها لوجود عدو وهمي ليلعب دور الخصم خدمة لسياساتها كما ورد في المقال الذي اوردته.
وببارك الله فيكم

عابر السّبيل
27-01-2010, 01:55 PM
السلام عليكم



فرانكلين روزفلت والتعاون الروسي – الاميركي
01:22 | 2002 / 02 / 02



بقلم: فيكتور سوبيان, بروفسور, نائب مدير معهد الولايات المتحدة الاميركية وكندا التابع لاكاديمية العلوم الروسية ان احد اكثر الرؤساء الاميركيين بروزا هو من دون شك فرانكلين ديلانو روزفلت, الذي خلف ورائها اثارا ليس فقط في التاريخ الاميركي, بل والعالمي ايضا. فمع الاحتفال بذكرى الميلاد الـ 120 لهذا السياسي الرائد فان في روسيا يقدرون حق المقدرة الافعال التي قام بها لبلاده وللتعاون الاميركي - السوفياتي. لقد تبوأ فرانكلين روزفلت سدة الرئاسة في الولايات المتحدة الاميركية في وقت صعب واستثنائي كانت تمر به البلاد ففي هذا الوقت كانت الولايات المتحدة الاميركية تعيش اكبر أزمة دورية في تاريخها, وهذه الأزمة لفت في بداية الثلاثينات من القرن الفائت سائر العالم الرأسمالي الا انها كانت اكثر ايلاما في الولايات المتحدة الاميركية حيث اتخذت الأزمة هناك طابع المقاييس الكارثية. وروزفلت بالذات هو من تمكن من اخراج الولايات المتحدة الاميركية من الازمة بفضل السياسة الاقتصادية الجديدة التي حصلت على تسمية "الخط الجديد". لقد القت اعوام الحرب العالمية الثانية /1939 - 1945/ الضوء على حدود جديدة من مواهب روزفلت الذي اظهر عن نفسه كرجل دولة من الطراز العالمي. لقد لعب روزفلت دورا هاما في تأسيس الائتلاف المعادي للهتلرية مما سمح بتوحيد جهود الدول العظمى الثلاث /الولايات المتحدة الاميركية, الاتحاد السوفياتي وبريطانيا/ وتحطيم المانيا الفاشية. ان انشاء الائتلاف كان امرا غير سهل, لان موسكو من جهة وواشنطن ولندن من جهة اخرى كانت تفصل بينهم حواجز ايديولوجية, وفي الولايات المتحدة الاميركية كان هناك عدد كبير من المعادين للتعاون مع الاتحاد السوفياتي كما ان موقف الانعزاليين الاميركيين الذين يدعون الى عدم دخول الولايات المتحدة الاميركية الحرب, كان قويا. بيد ان روزفلت وبعد وصوله مباشرة الى البيت الابيض في العام 1933 سارع الى اقامة العلاقات الديبلوماسية مع الاتحاد السوفياتي, كان يدرك بشكل جيد ان الخلافات الايديولوجية لا تحمل اي اهمية عندما يدور الحديث عن المصالح القومية للدول, ومعايشتها للحرب ضد العدو المخيف الا وهو الفاشية. ولذلك بالذات فان روزفلت وقبل دخول الولايات المتحدة الحرب شمل قانون "الاعارة والتأجير" الذي يعني امكانية تأجير او اقراض دولة اخرى اذا كان الدفاع عنها يعتبر مهما وحيويا للولايات المتحدة الاميركية /اسلحة وذخائر ومواد استراتيجة, وبضائع غذائية وصناعية/, الاتحاد السوفياتي. وحتى ايلول العام 1945 اي حتى الانتهاء الكامل للحرب العالمية الثانية كانت تتدفق من الولايات المتحدة الاميركية الى الاتحاد السوفياتي الشحنات المختلفة التي ساعدت على مواجهة العدو المشترك. وبالطبع فان روزفلت كرئيس للولايات المتحدة الاميركية ذاد بالدرجة الاولى عن المصالح الاميركية وقام بذلك بشكل متشدد وثابت بما فيه الكفاية, الا ان مواد مؤتمري طهران ويالطا لزعماء الدول العظمى الثلاث, والرسائل المتبادلة بين روزفلت ويوسف ستالين اظهرت بانه كان ديبلوماسيا ماهرا وافضل بكثير من رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرتشل, فقد عرف كيف يجد لغة مشتركة وتفاهما متبادلا مع الزعيم السوفياتي, بالرغم من ظهور مناقشات حامية بما فيه الكفاية. ان تجربة التعاون بين الدول العظمى في اعوام الحرب العالمية الثانية اظهر بانه يمكنهم العمل معا وتوفيق سياستهم وان ذلك يعتبر ضمانة النجاح في اي امر وضمانة لتوطيد السلام والامن. ولذلك فان الرئيس روزفلت كان وبعد الحرب, نصيرا للتعاون واحد المبادرين لتأسيس منظمة الامم المتحدة, وآلية عمل مجلس الامن الدولي المستند الى اتخاذ القرارات بالتوافق بين الاعضاء الدائمين فيه التي حسب رأيه كان يتعين ان تضمن السلام الثابت والموثوق. لقد مر اكثر من نصف قرن منذ وفاة روزفلت وبالطبع فان الوضع الدولي الحالي والعالم المعاصر لا يمكن ان يكونا مشابهين للفترة التي عاصرها روزفلت. فقد غاب عصر كامل وحل قرن جديد والفية جديدة وتغير العالم حتى بدا من الصعب معرفته. فبعد وفاة روزفلت مباشرة اضحت الولايات المتحدة الاميركية المالك الوحيد للقنبلة النووية وقررت ان تسود وحدها على العالم. ومع ظهور السلاح النووي في الاتحاد السوفياتي تأسس وضع من التوازن لسنوات عديدة. وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي في العام 1991 عادت واشنطن مجددا للوقوع في اسر الوهم بالسيادة المطلقة محاولة اقامة عالم القطب الواحد منتهكة التوازن في القوى مع روسيا للحصول على التفوق العسكري. ان هذا السعي يلحظ ايضا في السياسة الخارجية للادارة الاميركية برئاسة جورج بوش. بيد ان الاحداث المأساوية التي وقعت في 11 ايلول الماضي وعملية محاربة الارهاب التي اعقبتها في افغانستان برئاسة الولايات المتحدة الاميركية والتي دعمتها روسيا اظهرت ان الدولتين يمكنهما معا كما كان عليه الامر في بداية الاربعينات من القرن الماضي ان يكونا حليفين وان يكونا في جبهة واحدة خاصة وانه لا وجود لعوائق ايديولوجية حاليا كما في السابق. منذ 60 عاما خلت كان عدوهما المشترك الفاشية والان هو الارهاب الدولي الذي يشكل حاليا خطرا كبيرا. وفي هذه الحالة فان تجربة التعاون بين الدول العظمى خلال عهد روزفلت وستالين وتجربة ارساء العلاقات التحالفية ما زالت تتمتع بقيمة لم يطوها الزمان.
موسكو – نوفوستي.

ابو كفاح
29-01-2010, 09:32 PM
سم الله الرحمن الرحيم
هذا الرأي يتناقض مع الرأي المسطر في كتاب المفاهيم السياسيه للحزب ,وهو يهدم رأي الحزب ,كذلك هذا الرأي لا يفسر الاحداث السياسيه التي جرت في تلك الحقبه وبيان ذلك :
اولاـ ان امريكا لم تخرج من عزلتها الا بعد الحرب العالميه الثانيه ,وهي لم تقم بأي عمل سياسي يجعل لها وجود قبل الخروج من هذه العزله ,في العالم لا في اوروبا ولا في غيرها ، وليس لها اي نفوذ او تواجد في العالم القديم ،بل كانت تكتفي بالمحافظه على مجالها الحيوي في الامريكتين ،وهي عملت فترة طويله حتى استطاعت منع الدول الاوروبيه من العوده الى مستعمراتها ، وبالتالي اعتبار هذه المنطقه حديقتها الخلفيه ،التي لا تسمح لاجد التدخل في شؤونها ، اي تحقيق مبدأ مونرو ، فهذا المبدأ لم يتحقق منذ ان اطلقته الولايات المتحده ، بل عملت على تحقيقه لعقود ، وبالفعل اضحى هذا المبدأ سياسة امريكية ثابته ،سواء قبل الخروج من العزله ، او بعد الخروج من العزله، وحتى هذه اللحظه والموقف الدولي تتفرد به امريكا لا زال هذا المبدأ هو المعمول به في السياسه الامريكيه .
ثانيا ـ ان نجاح الثوره البلشفيه سنة 1917 هو الذي اوجد الاتحاد السوفيتي، بحيث اضحى له وجود في السياسه الدوليه ـ وهذا الاتحاد هو وريث روسيا القيصريه، والرأي الموجود لا يبين طبيعة العلاقات مع هذه الدوله اي علاقة امريكا والاتحاد السوفيتي ولا حتى العلاقه مع روسيا القيصريه ، فكيف تم التوصل ان بمقدور الولايات المتحده انهاء الاتحاد السوفيتي ،وهل امريكا هي التي اوجدت الثوره البلشفيه حتى نصل الى هذا الاستنتاج ، مع ادراكنا انه لا يوحد اي نفوذ سياسي لامريكا في العالم القديم ،كذلك فان وجود الاتحاد السوفيتي في العالم سبق امريكا بثلاثة عقود تقريبا ، من حيث التواجد والتأثير،فالاصل ان يعمل الاتحاد السوفيتي على منع امريكا من الولوج للعالم لو كان هو الدوله الاولى،مع الاخذ بعين الاعتبار ان دخول امريكا للعالم انما كان بطلب من بريطانيا ،والاتحاد السوفيتي كان شريكا لبريطانيا في تلك الحرب ، اي ان دخول امريكا تلك الحرب هو الذي اخرجها من عزلتها ،ومن تلك اللحظه اخذت تعمل امريكا في العالم وتضع الخطط السياسيه لتوجد لها موطىء قدم ، وحيث انها خرجت من تلك الحرب منتصره وباقل الخسائر
اخذت تعمل مع هذه الدول وهي تدرك ان بريطانيا وفرنسا قد خرجتا من تلك الحرب محطمتا الاضلاع وان الاتحاد السوفيتي قد خرج قويا ،وفي فترة قياسيه استطاع الاتحاد السوفيتي امتلاك السلاح النووي ،
فاصبح هو الدوله التي تزاحم امريكا على مكانة الدوله الاولى ،وتراجعت كل من فرنسا وبريطانياعن المزاحمه لامريكا ،وما هي الا سنوات حتى حصل الوفاق بين العملاقين على انهاء كل من بريطانيا وفرنسا من السياسه الدوليه اي من التاثير في الموقف الدولي .
ثالثا ـ بعد سياسة الوفاق تراجعت كل من بريطانيا وفرنسا من التاثير في السياسه الدوليه ،وانحسر رسم السياسه الدوليه في العملاقين اي امريكا والاتحاد السوفيتي ،ومع مرور الوقت صارت هذه الدول تسيرمع امريكا نتيجة لوجود معسكرين ـالمعسكر الغربي بقيادة امريكا والمعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفيتي دون ان يكون لهم اي تاثير في رسم السياسه الدوليه ،وقد قسمت امريكا والاتحاد السوفيتي اوروبا وحتى المانيا لهذين المعسكرين ،فعرفت اوروبا الشرقيه واوروبا الغربيه ،فاذا كانت امريكا قادره على تفكيك
الاتحاد السوفيتي لماذا تقتسم معه اوروبا والمانيا ،هل كل هذا من اجل عدو وهمي !!! ام ان امريكا غير قادره على تسيير العالم ،وفق رؤيتها ،وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي لماذا لم تكن روسيا هي العدو الوهمي وخاصة انها تمتلك السلاح النووي ،ولماذا تقوم روسيا بالعمل على ابعادامريكا عن مجالها الحيوي اوعلى الاقل صد الضربات الامريكيه ، لتقم امريكا بتفتيت روسيا بعد ان اوجدت العدو الوهمي الجديد!!!؟
رابعا ـ لقد كان انهيار الاتحاد السوفيتي في اوائل التسعينات نتيجة مجموعة عوامل ابرزها بطلان مبدأه ودخوله الحرب البارده ،وبعد هذا السقوط اعلنت امريكا انتصارها ،ومع ذلك بقيت روسيا هي الشريك لامريكا في السياسه الدوليه ،بالرغم من اعلان امريكا ولادة النظام العالمي الجديد ،ثم انشغلت روسيا بنفسها فظهر تفرد امريكا بشكل جلي ، وظلت كل من بريطانيا وفرنسا تسير في ذيل السياسه الامريكيه ،بل اضحت هذه الدول تدور في فلك الدوله الاولى وهي امريكا وخير شاهد على ذلك الاحداث السياسيه التي جرت في بريطانيا اي العمل على حل مشكلة ايرلندا وكذلك الاحداث التي جرت في فرنسا وكذلك احداث
البلقان ،فالتتبع السياسي يدلل على تفرد امريكا وتفسيرالوقائع يدلل على ذلك ،اما من يقول بخلاف هذا القول ، فعليه ان يبين اي الدول تزاحم امريكا وما هي مخططاتها على مستوى العالم ،وعليه تفسير الاحداث السياسيه بشكل ينسجم مع الاسس السياسيه ،وان يبين طبيعة الموقف الدولي الذي بنى عليه تتبعه وفهمه وتفسيره .
خامساـ ان راي الحزب مسطر منذ اصدار كتاب مفاهيم سياسيه ، والاصل في من يريد تصحيح الفهم ان لا ينتظر هذه المده ،اضف الى ذلك ان صاحب هذا الفهم قد ترك الحزب قبيل وفاة المؤسس ،وكان بامكانه طرح رايه على الحزب ، ومع ذلك الاصل في الشباب ان يردواعلى صاحب الرأي لان بامكانهم الرد ولا ينتظر من الشباب غير ذلك .

مؤمن
30-01-2010, 10:38 AM
سم الله الرحمن الرحيم
هذا الرأي يتناقض مع الرأي المسطر في كتاب المفاهيم السياسيه للحزب ,وهو يهدم رأي الحزب ,كذلك هذا الرأي لا يفسر الاحداث السياسيه التي جرت في تلك الحقبه وبيان ذلك :
اولاـ ان امريكا لم تخرج من عزلتها الا بعد الحرب العالميه الثانيه ,وهي لم تقم بأي عمل سياسي يجعل لها وجود قبل الخروج من هذه العزله ,في العالم لا في اوروبا ولا في غيرها ، وليس لها اي نفوذ او تواجد في العالم القديم ،بل كانت تكتفي بالمحافظه على مجالها الحيوي في الامريكتين ،وهي عملت فترة طويله حتى استطاعت منع الدول الاوروبيه من العوده الى مستعمراتها ، وبالتالي اعتبار هذه المنطقه حديقتها الخلفيه ،التي لا تسمح لاجد التدخل في شؤونها ، اي تحقيق مبدأ مونرو ، فهذا المبدأ لم يتحقق منذ ان اطلقته الولايات المتحده ، بل عملت على تحقيقه لعقود ، وبالفعل اضحى هذا المبدأ سياسة امريكية ثابته ،سواء قبل الخروج من العزله ، او بعد الخروج من العزله، وحتى هذه اللحظه والموقف الدولي تتفرد به امريكا لا زال هذا المبدأ هو المعمول به في السياسه الامريكيه .
ثانيا ـ ان نجاح الثوره البلشفيه سنة 1917 هو الذي اوجد الاتحاد السوفيتي، بحيث اضحى له وجود في السياسه الدوليه ـ وهذا الاتحاد هو وريث روسيا القيصريه، والرأي الموجود لا يبين طبيعة العلاقات مع هذه الدوله اي علاقة امريكا والاتحاد السوفيتي ولا حتى العلاقه مع روسيا القيصريه ، فكيف تم التوصل ان بمقدور الولايات المتحده انهاء الاتحاد السوفيتي ،وهل امريكا هي التي اوجدت الثوره البلشفيه حتى نصل الى هذا الاستنتاج ، مع ادراكنا انه لا يوحد اي نفوذ سياسي لامريكا في العالم القديم ،كذلك فان وجود الاتحاد السوفيتي في العالم سبق امريكا بثلاثة عقود تقريبا ، من حيث التواجد والتأثير،فالاصل ان يعمل الاتحاد السوفيتي على منع امريكا من الولوج للعالم لو كان هو الدوله الاولى،مع الاخذ بعين الاعتبار ان دخول امريكا للعالم انما كان بطلب من بريطانيا ،والاتحاد السوفيتي كان شريكا لبريطانيا في تلك الحرب ، اي ان دخول امريكا تلك الحرب هو الذي اخرجها من عزلتها ،ومن تلك اللحظه اخذت تعمل امريكا في العالم وتضع الخطط السياسيه لتوجد لها موطىء قدم ، وحيث انها خرجت من تلك الحرب منتصره وباقل الخسائر
اخذت تعمل مع هذه الدول وهي تدرك ان بريطانيا وفرنسا قد خرجتا من تلك الحرب محطمتا الاضلاع وان الاتحاد السوفيتي قد خرج قويا ،وفي فترة قياسيه استطاع الاتحاد السوفيتي امتلاك السلاح النووي ،
فاصبح هو الدوله التي تزاحم امريكا على مكانة الدوله الاولى ،وتراجعت كل من فرنسا وبريطانياعن المزاحمه لامريكا ،وما هي الا سنوات حتى حصل الوفاق بين العملاقين على انهاء كل من بريطانيا وفرنسا من السياسه الدوليه اي من التاثير في الموقف الدولي .
ثالثا ـ بعد سياسة الوفاق تراجعت كل من بريطانيا وفرنسا من التاثير في السياسه الدوليه ،وانحسر رسم السياسه الدوليه في العملاقين اي امريكا والاتحاد السوفيتي ،ومع مرور الوقت صارت هذه الدول تسيرمع امريكا نتيجة لوجود معسكرين ـالمعسكر الغربي بقيادة امريكا والمعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفيتي دون ان يكون لهم اي تاثير في رسم السياسه الدوليه ،وقد قسمت امريكا والاتحاد السوفيتي اوروبا وحتى المانيا لهذين المعسكرين ،فعرفت اوروبا الشرقيه واوروبا الغربيه ،فاذا كانت امريكا قادره على تفكيك
الاتحاد السوفيتي لماذا تقتسم معه اوروبا والمانيا ،هل كل هذا من اجل عدو وهمي !!! ام ان امريكا غير قادره على تسيير العالم ،وفق رؤيتها ،وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي لماذا لم تكن روسيا هي العدو الوهمي وخاصة انها تمتلك السلاح النووي ،ولماذا تقوم روسيا بالعمل على ابعادامريكا عن مجالها الحيوي اوعلى الاقل صد الضربات الامريكيه ، لتقم امريكا بتفتيت روسيا بعد ان اوجدت العدو الوهمي الجديد!!!؟
رابعا ـ لقد كان انهيار الاتحاد السوفيتي في اوائل التسعينات نتيجة مجموعة عوامل ابرزها بطلان مبدأه ودخوله الحرب البارده ،وبعد هذا السقوط اعلنت امريكا انتصارها ،ومع ذلك بقيت روسيا هي الشريك لامريكا في السياسه الدوليه ،بالرغم من اعلان امريكا ولادة النظام العالمي الجديد ،ثم انشغلت روسيا بنفسها فظهر تفرد امريكا بشكل جلي ، وظلت كل من بريطانيا وفرنسا تسير في ذيل السياسه الامريكيه ،بل اضحت هذه الدول تدور في فلك الدوله الاولى وهي امريكا وخير شاهد على ذلك الاحداث السياسيه التي جرت في بريطانيا اي العمل على حل مشكلة ايرلندا وكذلك الاحداث التي جرت في فرنسا وكذلك احداث
البلقان ،فالتتبع السياسي يدلل على تفرد امريكا وتفسيرالوقائع يدلل على ذلك ،اما من يقول بخلاف هذا القول ، فعليه ان يبين اي الدول تزاحم امريكا وما هي مخططاتها على مستوى العالم ،وعليه تفسير الاحداث السياسيه بشكل ينسجم مع الاسس السياسيه ،وان يبين طبيعة الموقف الدولي الذي بنى عليه تتبعه وفهمه وتفسيره .
خامساـ ان راي الحزب مسطر منذ اصدار كتاب مفاهيم سياسيه ، والاصل في من يريد تصحيح الفهم ان لا ينتظر هذه المده ،اضف الى ذلك ان صاحب هذا الفهم قد ترك الحزب قبيل وفاة المؤسس ،وكان بامكانه طرح رايه على الحزب ، ومع ذلك الاصل في الشباب ان يردواعلى صاحب الرأي لان بامكانهم الرد ولا ينتظر من الشباب غير ذلك .

الأخ الكريم تصحيح فقط لبعض الأمور.

من كتب هذا الراي لم يترك الكتلة في حياة المؤسس.

الإنسان في تطور فكري مستمر فلا يقال لماذا الآن صدر الرأي.

نائل سيد أحمد
13-02-2012, 09:38 PM
يرفع للتذكير ...