القومية في الميزان

[ابو العبد]

بسم الله الرحمن الرحيم
تعيش الشعوب الاسلامية اجواء معركة شاملة ضد التخلف والانهيار وتحاول التحرك سياسيا واجتماعيا ضد سيطرة الاستعمار الغربي الذي بسط نفوذه عليها ما يزيد على قرنين من الزمن وجعلها مسرحا لامامته الفكرية وقيادته بعد ان نجح في القضاء على الرسالة الاصلية ومنهج الحياة التي كانت الامة الاسلامية المؤلفة من تلك الشعوب تحمله مصباح هداية ونورا يهدي سائر البشر قرونا متطاولة من الزمن
ولكن بالرغم من احساس الكثير من ابناء هذه الامة بالواقع الاليم الذي يعيشونه من تقسيم بلادهم وسيطرة اعدائهم عليهم وبالرغم من الذلة المخيمة عليهم ووجود الرغبة الاكيدة لديهم في الحياة الكريمة والرغبة في العودة الى تبؤ مقعد الصدارة بين شعوب الارض وتولى قيادة الحضارة البشرية مرة اخرى , الا ان القلائل منهم يدرك المنهج الصحيح او القواعد الاساسية التي تبنى عليها النهضة الحقيقية , واقل القليل يدرك الانظمة السليمة التي يتوصل بها لذلك , وصار اغلبهم يطرح شعارات عامة ومناهج غامضة ويتبنى اهدافا مبهمة مثل : التحرر من الاستعمار , تحرير الارض , حقوق الشعب والاستقلال ..الخ دون تحديد لواقع الاستعمار او حقيقة حقوق الشعب ودون ادراك لمعنى الاستقلال ومن غير اتخاذ قاعدة فكرية اساسية كمقياس للافكار والاعمال مما ساعد على استمرار تضليل الامة وبقاء ارادتها بيد اعدائها
ولعل من ابرز الافكار التي طرحت كعقيدة وقاعدة للنهضة واساس للتنظيم الاجتماعي في بلاد العرب فكرة القومية التي قام عليها عدد من التكتلات السياسية والاجتماعية وثار حولها الكثير من الجدل والنقاش من غير ان يدرك جمهرة الناس واقعها وحقيقتها. ومن ثم انقسم الناس حولها ما بين مغال في عداوتها حتى يصل الى حد غمط الشعب العربي وسلبه جميع ما حباه الله به من خصائص جبلية وبين اخرين غلب عليهم حب قومهم حتى شط بهم الفكر فصاروا لا يدركون الفرق بين الانتماء الى الشعب العربي لغة ونسبا وبين القومية كدعوة فكرية ومنهج سياسي . وقد تشعب هؤلاء القوميون الى من يتطرف ويتبنى العلمانية وهو بذلك يعادي الاسلام صراحة والى من يحتفظ بجوهر الفكرة القومية مع صبغها بالصبغة الاسلامية وفي هذه المقالة سنقوم بتوضيح للافكار المتعلقة بالقومية حتى يدرك القارىء الكريم الصواب بشأن ذلك ولعل ذلك يعيد من يحمل بعض الافكار الخاطئة المتعلقة بالقومية الى الحق وبخاصة ان في كل انسان قابلية العودة الى الرشد بعد الغى والاهتداء بعد الضلال

العرب واللغة العربية
يتبع ان شاء الله

[أبو محمد]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم

بوركت أخي على هذا الطرح، لقد لفظت القومية أنفاسها منذ زمن ولم تعد شعارات القومية العربية تحرك الجماهير بل صار من يرفع هذه الشعارات يتملق الأمة الإسلامية بصبغته لهذه الشعارات بالصبغة الإسلامية، وما أظن أن الأمة ستنطلي عليها هذه الدعوة الهالكة في مهدها لأنها لم تتخذ الأسلام كل الأسلام نورا لها ونبراسا لها.

ننتظر منك المزيد
ودمتم

[ابو العبد]

العرب واللغة العربية
ان المعلوم لكل واحد ان العرب شعب من شعوب الجنس البشري ينحدر من سلالات معينة ويستوطن بلادا يتكلم اغلب اهلها بلسان واحد هو اللسان العربي . وهم بذلك لا يختلفون عن سائر البشر الا انهم يتميزون بخصائص ومزايا جبلية منها المحمود , كالغيرة والدفاع عن الشرف ونصرة المظلوم الضعيف ورعاية شؤون الغير وتحمل الاذى في سبيل المبداء وعدم الرضا بالضيم , ومنها المذموم كسرعة الغضب والاخذ بالثار والعصبية والهوى ولو على الباطل . وكان العرب يعيشون على الغزو ويالفون الحروب فوجدت لديهم الخشونة والطبيعة العسكرية وقد اختارهم الله رب العالمين عند ظهور الاسلام لحمل رسالته الى الناس والله سبحانه وتعالى اعلم حيث يجعل رسالته , فكان في خصائصهم ما اهلهم لحمل الرسالة بطريقتها التي انزلها الله وهى اجهاد , اى القتال والتضحية بالارواح من اجل نشر دعوة الاسلام. ولقد هذب الاسلام نفوسهم وطهرها فزاد في خصالهم المحمودة وازال عنهم الاصرار والاغلال التي كانت عليهم وابدل اخلاق الجاهلية باخلاق الاسلام فكانوا بذلك خير امة اخرجت للناس . ولكن هذا مشروط بقبولهم الاسلام وحملهم اياه الى باقي الامم يقول تعالى ( وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم )
ولا يستطيع عاقل ان يخالف ان اجتباء الله للعرب من دون الناس وانزال كتابه بلسانهم هو فضل عظيم من الله سبحانه وتعالى لهم ونعمة كبرى انعمها عليهم , لذلك كان تعلم اللسان العربي لازم لكل مسلم يريد الاجتهاد في فقه دينه لكون كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه المطهرة بهذه اللغة واصبح فرضا على كل مسلم ان يحفظ من كتاب الله ما يلزمه للقيام بفرائض الشرع من صلاة وتلاوة للقران الكريم .
واللغة العربية هى وحدها لغة الاسلام وهى وحدها اللغة التي ينبغي ان تستعملها الدولة التي تقوم على تطبيق احكام الاسلام وحمل رسالته لان القران الكريم انزل باللغة العربية فاللغة العربية هى لغة الاسلام لانها لغة القران . والقرأن الكريم هو معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم واعجازه هو في تعبيره بهذا اللفظ العربي عن المعاني والاحكام , اى بعربية اللفظ والاسلوب فالاعجاز واقع في لفظ القران وفي معناه ولا ينفصل احدهما عن الاخر ومحل التحدى للبشر هو ان ياتوا بمثل هذا القران , اى ان ياتوا بمثل هذه المعاني والاحكام اتي جاء بها القران وبنفس اعجاز الاسلوب واللفظ العربي . فكون القران في اللغة العربية هو اصل في الاعجاز وجزء جوهري منه غير قابل للانفصال . ولذلك لا يكون القران قرأنا الا باللغة العربية فلذلك لا تجوز ترجمته لانه اذا غير خرج عن نظمه فلم يكن قرأنا ولا مثله وانما تجوز ترجمة معاني القرأن وتفسيراته . وذلك لان الله تعالى يقول ( انا انزلناه قرأنا عربيا ) ومعنى ذلك انه اذا لم يكن عربيا فليس بقرأن والمسلم يتعبد بلفظ القرأن فلا تصح صلاة بغيرها لقوله تعالى ( فاقرأوا ما تيسر من القرأن ) فمعنى قراءة القرأن اى قراء ة الفاظه ولذلك فلا تصح صلاة بغيرها اى لا يجوز ان يقرأ المسلم القرأن في صلاته بغير اللغة العربية . واللغة العربية يجب ان تكون لغة دولة الاسلام كذلك لان الرسول صلى الله عليه وسلم كتب الى الملوك بهذه اللغة ولم يترجمها الى لغاتهم مع امكانه ذلك مما يدل على انها لغة الدولة التي تقوم على الاسلام ولهذا كان من الواجب على جميع المسلمين ان يتعلموا هذه اللغة حتى يتمكنوا من القيام بفرائض دينهم وتطبيق احكامه , يقول الامام الشافعي في رسالته الشهيرة في الاصول " ان الله تعالى فرض على جميع الامم تعلم اللسان العربي بالتبع لمخاطبتهم بالقرأن والتعبد به " واللغة العربية ايضا هى من ضروريات الاجتهاد في الشريعة الاسلامية وهو استنباط الاحكام من النصوص الشرعية وهو فرض على المسلمين في كل مكان وزمان , فمن شروط المجتهد معرفته الادلة السمعية من قرأن وسنة التي هى باللغة العربية كذلك يجب عليه ان يعرف دلالة الالفاظ المستخدمة في لسان العرب معلافة البلغاء وهذا لا يمكن ان يحصل الا بتعلم اللغة العربية . ولهذا يجب ان تكون اللغة العربية هى لغة المسلمين فلا يجوز ان تحل محلها اى لغة اخرى لا فارسية ولا تركية ولا غيرها ولذلك ايضا لا يصح للمرء ان يغض من شأن العرب او من لغتهم لان ذلك هو غمط للحق ومحاولة لطمس الحقائق الملموسة
الا ان ادراك ذلك كله بشان الشعب العربي واللغة العربية امر يختلف تماما عن امر القومية العربية كدعوة فكرية سياسية كرابطة بين الناس , فهذه الدعوة تخالف كل ذي عقل ولب سليم , وهى بهذا لا تختلف عن الدعوى لاى قومية اخرى سواء كانت عربية او فارسية او تركية او غيرها , فهى فاسدة ومخفقة عقلا وشرعا وواقعها يشهد بذلك

الرابطة القومية فاسدة عقلا للاسباب التالية
يتبع ان شاء الله

[ابو طلال]

نعم اخي الكريم ان فساد القومية عقلا وشرعا وماضيها الخبيث وحاضرها الدموي ومستقبلها المظلم لجدير بان يحرك في نفوس الذين انبهروا بضوئها وخدعوا بالفاظها البراقة الرجوع عن الغي والعودة الى الحق
الم يكفهم ما حل بنا من مصائب منذ ان طرحت بذور هذه الفكرة الخبيثة في بلاد الاسلام

[عربي]

السلام عليكم ورحمة الله :

اخي الفاضل ابو العبد : جزاك الله خيرا فما أجمل ما كتبته في حق اللغة العربية التي افخر بها كثيرا واحمد الله بأني أتقنها وافهم معانيها لكي أتدبر جيدا في كتابه وآياته ، فهل هذا تعصبا ؟
أخي أبو العبد لقد نسيت أو تجاهلت نقطة رئيسة ، أن الله سبحانه وتعالى حكيم في فعله ، فأحيانا أتسائل لماذا أصطفى رسول الله عليه السلام العربي والذي من المعلوم بأنه عاش في بيئة غير متعلمة ولا ( متحضرة ) على غرار الرومان والفرس آنذاك ، فهذا يشعرني بأن العرب لهم ميزات خاصة تؤهلهم بأن يكونوا قادة الى يوم الدين ، خصوصا وأن الله سبحانه سلمهم مهمة جسيمة وعظيمة والله يعلم أن يضع رسالته ، الرسالة الاسلامية عالمية وحامل لوائها هم العرب حتى يومنا هذا ، أليس من الانصاف أن نقول كلمة الحق فيهم ، أوليس العرب المسلمون يقادرين على التنازل عن هذا الدين مقابل اراحة شعوبهم من الحروب الصليبية التي لم تنطفئ نارها منذ قرون !! ولكنهم رفضوا ذلك ، ومنذ فجر الاسلام والعرب المسلمون يسطرون تاريخا في البطولات والعناد والفتوحات حتى فرضوا أنفسهم على عدوهم ليومنا هذا ، ليس عيبا ولا عارا أن نقول أن العرب المسلمين قادة وسيظلون قادة الاسلام والمدافعين عنه وعن حياضه وحرمت مقدساته ، فهكذا أنظر للعرب المسلمون .

تحياتي .

[Abu Taqi]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد أورد الأخ عربي في معرض مداخلته ردا على الأخ أبي العبد ما نصه "أخي أبو العبد لقد نسيت أو تجاهلت نقطة رئيسة" ويقصد بالنقطة الرئيسية ما أورده بما نصه "أن الله سبحانه وتعالى حكيم في فعله ، فأحيانا أتسائل لماذا أصطفى رسول الله عليه السلام العربي والذي من المعلوم بأنه عاش في بيئة غير متعلمة ولا ( متحضرة ) على غرار الرومان والفرس آنذاك ، فهذا يشعرني بأن العرب لهم ميزات خاصة تؤهلهم بأن يكونوا قادة الى يوم الدين ، خصوصا وأن الله سبحانه سلمهم مهمة جسيمة وعظيمة والله يعلم أن يضع رسالته ، الرسالة الاسلامية عالمية وحامل لوائها هم العرب حتى يومنا هذا"

والذي لفت انتباهي هو أن الأخ أبا العبد قد غطى هذه النقطة تغطية شرعية وبأسلوب راق عندما قال ما نصه "وقد اختارهم الله رب العالمين عند ظهور الاسلام لحمل رسالته الى الناس والله سبحانه وتعالى اعلم حيث يجعل رسالته , فكان في خصائصهم ما اهلهم لحمل الرسالة بطريقتها التي انزلها الله وهى اجهاد , اى القتال والتضحية بالارواح من اجل نشر دعوة الاسلام" وهذا وإن كانت كل المقالة تبحث في أهمية اللغة العربية التي أتت من أهمية القرآن وليس لأن قادة الأسلام من الشعب العربي فإن العربي هو عربي اللسان وليس الدم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[ابواحمد]

السلام عليكم ورحمة الله
اخي ابا العبد لماذا تتركون المواضيع مفتوحة دون اكمالها كان الافضل اتمام موضوع القومية في الميزان . ودمتم

[سيفي دولتي]

السلام عليكم ورحمة الله :

اخي الفاضل ابو العبد : جزاك الله خيرا فما أجمل ما كتبته في حق اللغة العربية التي افخر بها كثيرا واحمد الله بأني أتقنها وافهم معانيها لكي أتدبر جيدا في كتابه وآياته ، فهل هذا تعصبا ؟
أخي أبو العبد لقد نسيت أو تجاهلت نقطة رئيسة ، أن الله سبحانه وتعالى حكيم في فعله ، فأحيانا أتسائل لماذا أصطفى رسول الله عليه السلام العربي والذي من المعلوم بأنه عاش في بيئة غير متعلمة ولا ( متحضرة ) على غرار الرومان والفرس آنذاك ، فهذا يشعرني بأن العرب لهم ميزات خاصة تؤهلهم بأن يكونوا قادة الى يوم الدين ، خصوصا وأن الله سبحانه سلمهم مهمة جسيمة وعظيمة والله يعلم أن يضع رسالته ، الرسالة الاسلامية عالمية وحامل لوائها هم العرب حتى يومنا هذا ، أليس من الانصاف أن نقول كلمة الحق فيهم ، أوليس العرب المسلمون يقادرين على التنازل عن هذا الدين مقابل اراحة شعوبهم من الحروب الصليبية التي لم تنطفئ نارها منذ قرون !! ولكنهم رفضوا ذلك ، ومنذ فجر الاسلام والعرب المسلمون يسطرون تاريخا في البطولات والعناد والفتوحات حتى فرضوا أنفسهم على عدوهم ليومنا هذا ، ليس عيبا ولا عارا أن نقول أن العرب المسلمين قادة وسيظلون قادة الاسلام والمدافعين عنه وعن حياضه وحرمت مقدساته ، فهكذا أنظر للعرب المسلمون .

تحياتي .
يا سيد عربي العربي عربي اللسان وهذا ما وضحه القرآن في غير موضع وأحدها (( بلسان عربي مبين )) أي واضح لا لبس فيه وبذات الوقت معجز لا يستطيع البشر اتيان مثله حتى العرب الأقحاح ..
أما الأفضلية بين البشر عند الله فهي للأتقى وليست لمن نزل فيهم الذكر تذكر سلمان الفارسي وصهيب الروماني وبلال الحبشي .. هؤلاء أكبر دليل على عظمة الإسلام كرسالة عالمية وليست خاصة بالعرب إنما العربية في اللسان هي أداة فهم لا أكثر ولا أقل ..
سيد عربي .. من قال لك أن الفرس والرومان أكثر تحضرا وتقدما من العرب في ذلك الوقت .. عن أي حضارة ورقي وتقدم تتكلم .. ليست في ميزان البشرية حضارة تلك التي ترسم بدماء العبيد وتسقى بماء الإذلال وتغذى بعظيم البنيان .. الحضارة والرقي والتقدم يقاسوا بما تملك من فكر وما تحمل من رسالة وما تنشده لغيرك من الحب والهداية .. أين كل هذه المعاني من حضارة فارس وروما ؟؟؟
ليس الأجدى أن نسأل لم كانت رسالة الإسلام في العرب ليحملوها إلى العالم .. وإنما التسليم بكلام الله حين يقول جل في علاه (( الله أعلم حيث يضع رسالته )) تشرف العرب بعظيم التضحية والفداء بحمل الرسالة وشاركهم من ابناء اللسان الأعجمي ذلك الحمل منذ بدايات الدعوة .. فالأجدى أن نسأل أين كنا وأين صرنا ..
والله من وراء القصد وهو ولي التوفيق

[سيفي دولتي]

أشكرك يا أخ أبو العبد على جميلب طرحك وروعة فكرك ..
لي تعقيب إن سمح لي الإخوة .. القومية العربية .. هي تعصب الدم للدم وهي من نتائج انحطاط الفكر عند الإنسان لأن القومية تسمو باحتلال الأرض وتخبو عند الدعة وراحة العيش .. القومية رباط بشري يورث التنافس في الجاه والمنصب ويغذي صراعات البشر بين بعضهم وبهذا لا توافق الفطرة التي فطر الله الناس عليها ..
القومية شعار من لا شعار له .. وكلام من فقد زنة الكلام .. وفكر من انحط به المقام .. أيها الإخوة الكرام إن طرح شعار القومية كمخلصلهذه الأمة هو نيل استعماري منها وفرقة ينشدها العدو ايما نشيد وهي لنزع عباءة التوحيد وروح الإسلام العظيم وفكرة الحاكمية للخالق الجليل .. أيها الإخوة الكرام .. القومية تنزع عن المسلم رقي فكره بعظمة دينه هي رباط بشري لا نصيب للخالق فيه فلا ترجعوا بعد الإسلام ...... يضرب بعضكم رقاب بعض .. نعم فباسم القومية شيدت السجون وعذب المسلمون وشردوا الى أقاصي الأرض وثكلت الأمهات ورملت الزوجات ويتم الأطفال .. لا لذنب إلا لسمو فكرهم .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
أتمنى أن أكون قد قدمت إضافة ولو بسيطة .. والله من وراء القصد ..

[ابو العبد]

العرب واللغة العربية
ان المعلوم لكل واحد ان العرب شعب من شعوب الجنس البشري ينحدر من سلالات معينة ويستوطن بلادا يتكلم اغلب اهلها بلسان واحد هو اللسان العربي . وهم بذلك لا يختلفون عن سائر البشر الا انهم يتميزون بخصائص ومزايا جبلية منها المحمود , كالغيرة والدفاع عن الشرف ونصرة المظلوم الضعيف ورعاية شؤون الغير وتحمل الاذى في سبيل المبداء وعدم الرضا بالضيم , ومنها المذموم كسرعة الغضب والاخذ بالثار والعصبية والهوى ولو على الباطل . وكان العرب يعيشون على الغزو ويالفون الحروب فوجدت لديهم الخشونة والطبيعة العسكرية وقد اختارهم الله رب العالمين عند ظهور الاسلام لحمل رسالته الى الناس والله سبحانه وتعالى اعلم حيث يجعل رسالته , فكان في خصائصهم ما اهلهم لحمل الرسالة بطريقتها التي انزلها الله وهى اجهاد , اى القتال والتضحية بالارواح من اجل نشر دعوة الاسلام. ولقد هذب الاسلام نفوسهم وطهرها فزاد في خصالهم المحمودة وازال عنهم الاصرار والاغلال التي كانت عليهم وابدل اخلاق الجاهلية باخلاق الاسلام فكانوا بذلك خير امة اخرجت للناس . ولكن هذا مشروط بقبولهم الاسلام وحملهم اياه الى باقي الامم يقول تعالى ( وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم )
ولا يستطيع عاقل ان يخالف ان اجتباء الله للعرب من دون الناس وانزال كتابه بلسانهم هو فضل عظيم من الله سبحانه وتعالى لهم ونعمة كبرى انعمها عليهم , لذلك كان تعلم اللسان العربي لازم لكل مسلم يريد الاجتهاد في فقه دينه لكون كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه المطهرة بهذه اللغة واصبح فرضا على كل مسلم ان يحفظ من كتاب الله ما يلزمه للقيام بفرائض الشرع من صلاة وتلاوة للقران الكريم .
واللغة العربية هى وحدها لغة الاسلام وهى وحدها اللغة التي ينبغي ان تستعملها الدولة التي تقوم على تطبيق احكام الاسلام وحمل رسالته لان القران الكريم انزل باللغة العربية فاللغة العربية هى لغة الاسلام لانها لغة القران . والقرأن الكريم هو معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم واعجازه هو في تعبيره بهذا اللفظ العربي عن المعاني والاحكام , اى بعربية اللفظ والاسلوب فالاعجاز واقع في لفظ القران وفي معناه ولا ينفصل احدهما عن الاخر ومحل التحدى للبشر هو ان ياتوا بمثل هذا القران , اى ان ياتوا بمثل هذه المعاني والاحكام اتي جاء بها القران وبنفس اعجاز الاسلوب واللفظ العربي . فكون القران في اللغة العربية هو اصل في الاعجاز وجزء جوهري منه غير قابل للانفصال . ولذلك لا يكون القران قرأنا الا باللغة العربية فلذلك لا تجوز ترجمته لانه اذا غير خرج عن نظمه فلم يكن قرأنا ولا مثله وانما تجوز ترجمة معاني القرأن وتفسيراته . وذلك لان الله تعالى يقول ( انا انزلناه قرأنا عربيا ) ومعنى ذلك انه اذا لم يكن عربيا فليس بقرأن والمسلم يتعبد بلفظ القرأن فلا تصح صلاة بغيرها لقوله تعالى ( فاقرأوا ما تيسر من القرأن ) فمعنى قراءة القرأن اى قراء ة الفاظه ولذلك فلا تصح صلاة بغيرها اى لا يجوز ان يقرأ المسلم القرأن في صلاته بغير اللغة العربية . واللغة العربية يجب ان تكون لغة دولة الاسلام كذلك لان الرسول صلى الله عليه وسلم كتب الى الملوك بهذه اللغة ولم يترجمها الى لغاتهم مع امكانه ذلك مما يدل على انها لغة الدولة التي تقوم على الاسلام ولهذا كان من الواجب على جميع المسلمين ان يتعلموا هذه اللغة حتى يتمكنوا من القيام بفرائض دينهم وتطبيق احكامه , يقول الامام الشافعي في رسالته الشهيرة في الاصول " ان الله تعالى فرض على جميع الامم تعلم اللسان العربي بالتبع لمخاطبتهم بالقرأن والتعبد به " واللغة العربية ايضا هى من ضروريات الاجتهاد في الشريعة الاسلامية وهو استنباط الاحكام من النصوص الشرعية وهو فرض على المسلمين في كل مكان وزمان , فمن شروط المجتهد معرفته الادلة السمعية من قرأن وسنة التي هى باللغة العربية كذلك يجب عليه ان يعرف دلالة الالفاظ المستخدمة في لسان العرب معلافة البلغاء وهذا لا يمكن ان يحصل الا بتعلم اللغة العربية . ولهذا يجب ان تكون اللغة العربية هى لغة المسلمين فلا يجوز ان تحل محلها اى لغة اخرى لا فارسية ولا تركية ولا غيرها ولذلك ايضا لا يصح للمرء ان يغض من شأن العرب او من لغتهم لان ذلك هو غمط للحق ومحاولة لطمس الحقائق الملموسة
الا ان ادراك ذلك كله بشان الشعب العربي واللغة العربية امر يختلف تماما عن امر القومية العربية كدعوة فكرية سياسية كرابطة بين الناس , فهذه الدعوة تخالف كل ذي عقل ولب سليم , وهى بهذا لا تختلف عن الدعوى لاى قومية اخرى سواء كانت عربية او فارسية او تركية او غيرها , فهى فاسدة ومخفقة عقلا وشرعا وواقعها يشهد بذلك

الرابطة القومية فاسدة عقلا للاسباب التالية
يتبع ان شاء الله

بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا لك اخي ابو احمد على المتابعة والتذكير
الرابطة القومية فاسدة عقلا لهذه الاسباب فهى
اولا - غير عقلية وليس للانسان خيار في قبولها او رفضها بل هى مفروضة عليه فرضا حيث ان الانسان لم يختر لنفسه نسبه او جنسه او شعبه ولذلك فهى لا تصلح لتوحيد بني البشر المختلفي الاجناس والاوطان والالوان للسير بالجنس البشري في طريق الرقي فهى بذلك لا تعتبر رابطة انسانية
ثانيا- رابطة مؤقتة تظهر عند الاعتداء على القوم والوطن اما في حالة الاستقرار والطمانينة فتختفي لانشغال اهلها بالنزاع والخصومة فيما بينهم كما هو مشاهد ولذلك فهى عرضة باستمرار للتغيير والتبديل ولا تصلح لربط البشر لان الرابطة الصحيحة ينبغي ان تكون دائمية لا تنفصم عراها سواء في حال الاضطراب او الاستقرار
ثالثا – رابطة تؤدي الى التطاحن بين الجماعات البشرية بهدف سيادة جنس على اخر وجماعة على اخرى بغير سبب وبغير ان توجد امكانية لتوحيد تلك الاجناس او الجماعات باعتناقها عقيدة واحدة وانضوائها تحت لواء واحد كما يحصل في الروابط العقلية التي يعتنقها الانسان باختياره
رابعا – رابطة لا تحمل انظمة للحياة منبثقة عنها ولذلك يحصل التطاحن بين اتباعها عند معالجة مشاكل الحياة فلا يعرفون نظاما يجتمعون عليه في الحكم او الاقتصاد او الاجتماع او غير ذلك فانظمة حياتهم كالثوب المرقع بالالوان المختلفة ويصبح الناس تحت حكم القومية كحيوانات المعامل تجري عليهم التجارب المختلفة في كل يوم والمتامل لحال بلاد المسلمين منذ ان تولي قيادتهم هؤلاء يجد هذا واضحا حيث يجد انظمة مهلهلة متنافرة فهذا قومي اشتراكي وهذا راسمالي وذلك علماني مع انهم جميعا يدعون للقومية كرابطة فيما بينهم


يتبع ان شاء الله

[ابواحمد]

بارك الله بكم وزادكم هدا ورشدا وكثر من امثالكم والسلام عليكم والر حمة

[ابو عمر الحميري]

لقد بين الحزب في كتاب نظام الاسلام فساد القومية حيث قال بأنها رابطة ناشئة عن غريزة حب البقاء ومظهرها السيادة فهي رابطة منحطة لانها تؤجج الصراعات بين الناس وإن شئت فقل بأنها رابطة قبلية وعصبية مقيتة.
لم تهدم دولة الخلافة الا بعد ان استطاع الكافر المستعمر من اثارة الصراع بين ابناء المسلمين على اساس القومية ف اقام الجمعيات والاحزاب السياسية على اساس القومية التركية والقومية العربية ثم سار العرب مع الانجليز ضد الدولة العثمانية دولة الخلافة فهدمت الخلافة وقسمت بلاد المسلمين الناطقة بالعربية بين فرنسا وبريطانيا واقيمت دولة اليهود في فلسطين .
خرج الاستعمار بجيوشه في منتصف القرن الماضي ولكنه بقي بفكره وبدأ الاستعمار الامريكي يحل محل الستعمار البريطاني والفرنسي وبدأت القومية تتلألأ في سماء بلاد المسلمين فظهر عبدالناصر الذي وصلت شعبيته اعنان السماء وكذلك حزبا البعث في سوريا والعراق ورأينا النكبات التي حلت بالامة على ايديهم فماذا بعد .
الاسلام حارب القومية والروابط كلها وجعل رابطة العقيدة التي ينبثق عنها نظام هي الرابطة بين المسلمين فقال تعالى في كنابه العزيز وهو اصدق القائلين (وإن هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون ) وقال ايضا (إنما المؤمنون إخوة ) وقال عليه الصلاة والسلام (ليس منا من دعا إلى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية ) وقال ايضا (ليس منا من تعزى بعزاء الجاهلية ) وقال ايضا (دعوها فإنها منتنة ) .
اما العربية كلغة فأننا نعتز بها لانها لغة القرآن ولغة الاسلام ولا يمكن ان يفهم الاسلام الا بها فتعلمها فرض على كل مسلم ومسلمة وهي لغة دولة الاسلام الرسمية لاغير .