المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معلومات حول منطقة وزيرستان



ابو طلال
24-10-2009, 11:34 AM
"إسلام أون لاين.نت" تسعى في هذا التقرير إلى سد هذا النقص في المعلومات حول منطقة وزيرستان؛ من أجل مساعدة القراء على فهم ما يحدث هناك بشكل أفضل، ويشمل ذلك معلومات حول: جغرافية المنطقة، وسكانها، والجماعات المسلحة، والقبائل، والأحزاب السياسية الفاعلة فيها، وماهية "العدو" الذي سيواجهه الجيش الباكستاني هناك.

جغرافية المنطقة

تجاور منطقة "وزيرستان" دولة أفغانستان من جهتها الشمالية الغربية، وهي منطقة جبلية تقدر مساحتها بنحو 12 ألف كم، وتعتبر جزءا من المناطق القبلية التي تديرها الحكومة الفيدرالية (fata)، وجاء اسم المنطقة من اسم قبيلة محلية تدعى "وزير" والتي تتمتع بنفوذ قوي حتى إنها كانت تحظى حتى عام 1893 بإدارة منطقة قبلية مستقلة.

وبرغم السيطرة الكاملة لقوات الإمبراطورية البريطانية على شبه القارة الهندية، فإنها لم تتمكن من إخضاع انتفاضة القبائل خلال غزوها للمنطقة الذي تكرر عدة مرات خلال الفترة بين عامي 1860 و1945؛ نظرا للمهارة القتالية لرجال القبائل، وفي نهاية المطاف أصبحت المنطقة جزءا من باكستان عام 1947، مع التمتع بحكم شبه ذاتي بموجب اتفاق بين القبائل المحلية والحكومة.

وتنقسم وزيرستان إداريا إلى منطقتين هما: شمال وزيرستان، وجنوب وزيرستان، ويقدر إجمالي سكان المنطقتين بنحو 1.2 مليون، بينهم 500 ألف يقطنون الجزء الشمالي، و700 ألف يقطنون الجنوب.

جنوب وزيرستان

تعد هذه المنطقة أكثر تقدما وغنى من منطقة الشمال، وتجاور إقليمي باكتيكا وباكتيا شمال شرق أفغانستان، وتعد "وانا" وهي عاصمة هذه المنطقة من أكثر المدن ازدهارا وتقدما مقارنة بأي مدينة أخرى في جنوب وزيرستان، وتعد المركز الرئيسي لإمدادات الأدوية ليس فقط لإقليم وزيرستان بأكمله وإنما أيضا لمناطق شمال شرق أفغانستان.

وكانت "وانا" تتمتع بأعلى معدل للمتعلمين في المناطق القبلية؛ وذلك باحتوائها على مئات المدارس والعديد من المعاهد التي يتبع بعضها نظام تعليم كامبردج في بريطانيا، بيد أن هذه المؤسسات التعليمية تم إغلاقها إما جزئيا أو كليا خلال العامين الماضيين على خلفية المناوشات بين عناصر طالبان وقوات الأمن والضربات الجوية التي شنتها الحكومة.

شمال وزيرستان

وتجاور هذه المنطقة إقليم "خوست" شمال شرق أفغانستان، وكانت عاصمتها "ميرامشاه" طريق الإمداد الرئيسي لشمال شرق أفغانستان أثناء الحرب الأفغانية ضد الاتحاد السوفيتي (سابقا) في ثمانينيات القرن العشرين، وتعتبر "مير علي" ثاني أهم مدينة في المنطقة، وتعتبر مركزا للمسلحين الأجانب الموالين للقاعدة ومعظمهم من أصول وسط آسيا.

القبائل

يقطن جنوب وزيرستان 3 قبائل رئيسية، وتعد قبيلة "محسود" أكبرهم وأكثرهم نفوذا؛ حيث تمثل وحدها 60% من إجمالي السكان، أما قبيلة "وزير" فهي ثاني أكبر قبيلة في منطقة جنوب وزيرستان ويشكل أفرادها 30% من السكان، تليها قبيلة "بهتاني" وبعض القبائل الصغيرة التي تشكل معا 10% من السكان.

ويقيم أفراد قبيلة "محسود"، الذين يعدون الهدف الأساسي للعملية العسكرية الحالية للجيش الباكستاني، في ضواحي جنوب وزيرستان، أما العاصمة "وانا" فيسكنها أغنياء قبيلة وزير.

ويقطن أفراد قبيلة "بهتاني" المنطقة الحدودية في جنوب وزيرستان التي تجاور مقاطعة "تانك".

ويعد أفراد قبيلة "محسود" و"وزير" متنافسين تقليديين، وشكل أفراد الثانية الداعم الأساسي لحركة طالبان، وكان من بينهم قادة للحركة حتى مقتل "نايك محمد" وهو قائد طالباني بارز تم اغتياله في غارة أمريكية تلت اتفاق سلام بين الجيش والحركة عام 2004.

وبعد وفاته، انتقلت قيادة طالبان إلى أفراد من قبيلة محسود تقدمهم: "عبد الله محسود"، ثم إلى "بيت الله محسود"، وأخيرا "حكيم الله محسود"؛ وهو ما دفع أفراد قبيلة "وزير" إلى الانضمام للقوات الموالية للحكومة.

ويعرف عن قبيلة "بهتاني" أنها موالية للحكومة، لكنها لا تملك تأثيرا كبيرا في السياسات المحلية.

أما شمال وزيرستان، فتعد معقلا لقبيلتي "وزير" و"دوار" اللتين تشكلان على التوالي 65 و35% من السكان.

ويسكن أفراد قبيلة "دوار" المناطق المستقرة والممهدة في شمال وزيرستان برغم أنهم يشكلون أقلية في هذه المنطقة، بينما تسكن قبائل وزير المناطق الجبلية.

الجماعات المسلحة

من الجماعات المسلحة الرئيسية في وزيرستان: جماعة "بيت الله محسود" التي تعرف أيضا باسم "تحريك طالبان باكستان"، وجماعة "الملا نذير"، وجماعة "جول بهادور".

ويتشاطر جنوب وزيرستان جماعة "بيت الله محسود" وجماعة " الملا نذير".

وتعد "بيت الله محسود" الجماعة الأكبر والأكثر شراسة في المنطقة، وتضم ما يتراوح بين 10 و12 ألف مقاتل مدرب، وتمتلك معاقل في الجبال وضواحي جنوب وزيرستان.

وفي الوقت الذي تحتفظ فيه بعلاقات قوية مع قوى في الأجزاء الشمالية والجنوبية والشرقية من منطقة جنوب وزيرستان، فإن لها حلفاء أيضا في منطقة شمال وزيرستان، والقائد الحالي للجماعة هو "حكيم الله محسود"، ومن أبرز قادتها أيضا: "قاري حسين"، و"ولي الرحمن"، و"مولوي عظمة الله".

وتضم جماعة "الملا نذير"، التي تعرف أيضا باسم جماعة "طالبان البنجابية"، نحو 600 مقاتل، وتعد "وانا" معقلهم الرئيسي.

ويقود الجماعة الملا نذير الذي ينتمي لقبيلة "وزير"، وكانت هذه الجماعة في الأصل موالية للحكومة، وخاضت مؤخرا مصادمات دموية مع جماعة "بيت الله محسود"، لكن غارات الولايات المتحدة المتواصلة في الفترة الأخيرة على المنطقة دفعت الملا نذير إلى تغيير مسار جماعته.

وحاليا تتخذ الجماعة موقفا محايدا؛ فهي لا تؤيد الحكومة ولا جماعة "بيت الله محسود"، وإن كانت قد أعلنت تأييدها الكامل للهجمات على قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان.

أما "حافظ جول بهادور" الذي ينتمي لقبيلة "دوار" فهو يقود ميليشيا يتراوح قوامها بين 3000 و4000 مقاتل في شمال وزيرستان، وكان له تاريخ متقلب من العلاقات مع جماعة "بيت الله محسود"؛ حيث كانت جماعته ذات يوم جزءا منها قبل أن ينشق عنها بسبب خلافات حول شن هجمات على قوات الأمن الباكستانية، وفي الوقت الراهن يحتفظ بهادور أيضا بموقف محايد من المعارك التي تدور رحاها حاليا بين الجيش الباكستاني وقوات "بيت الله محسود".

الأحزاب السياسية

قبل أشهر قليلة مضت، كانت الأنشطة السياسية في وزيرستان محظورة مثل غيرها من مناطق القبائل، لكن هذا الوضع تغير بعد تعديل استحدث في قوانين المناطق القبلية وسمح بمقتضاه حزب "الشعب" الباكستاني الذي يقود الحكومة الائتلافية بالأنشطة السياسية.

وتم انتخاب كل أعضاء البرلمان من المنطقة بدون أساس حزبي، برغم أنهم حظوا بدعم من مختلف الأحزاب السياسية في باكستان، وهناك وجود قوي حاليا في وزيرستان لكل من "جمعية علماء الإسلام" التي تمثل مدرسة "ديوبندي" التي تؤيد أفكار طالبان، وكذلك "الجماعة الإسلامية"، وحزب الشعب الباكستاني، وحزب عوامي الوطني (قومي يساري).

ولجمعية علماء الإسلام حضور قوي في المنطقة بسبب المدارس التي تمثلها والتي تستخدم أيضا كمقار لمكاتبها وكأماكن لاجتماعاتها.

ولجنوب وزيرستان مقعدان في الجمعية الوطنية (مجلس النواب) أحدهما يشغله "مولانا عبد المالك"، والآخر لا يزال شاغرا بسبب تأجيل التصويت على خلفية تردي الوضع الأمني، إضافة إلى مقعد واحد في مجلس الشيوخ يتولاه حاليا "صالح شاه".

وينتمي مولانا عبد المالك لقبيلة محسود، في حين ينتمي السيناتور "شاه" إلى طائفة "سيد" الذين يعرفون أنفسهم بأنهم من نسل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وينتمي النائبان سياسيا إلى جمعية علماء الإسلام.

أما شمال وزيرستان فلها مقعد واحد في الجمعية الوطنية وكان من نصيب "كامران خان" الذي ينتمي لقبيلة "وزير"، وينتمي سياسيا أيضا لجمعية علماء الإسلام.