المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رد على الكاتب زياد أبو غنيمة حول حديث حزب التحرير عن قبول حماس حل الدولتين



فرج الطحان
25-08-2009, 12:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم زياد أبو غنيمة المحترم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قرأت مقالتك المنشورة بتاريخ 24/8/2009 في جريدة الدستور، حول ما أسميته أنت (اتهام حماس بأنها تتبع سنن سلطة فتح) من قبل حزب التحرير، وبعد ان تحدثت عن أن ما كتبته هو باب النصيحة وليس من باب الخصومة، وأنك كنت تتمنى أن "الذين صاغوا بيان حزب التحرير درسوا جيدا واستوعبوا جيدا طرح حماس بخصوص قبولهم بدولة فلسطينية ضمن حدود عام م1967" لما وقعوا في مغالطة توجيه الاتهام لحماس، وأن طرح هذه الأخيرة ليس جديدا وإنما هو قديم طرحه مؤسسها أحمد ياسين رحمه الله، ثم وجهت "نصيحتك" للحزب بعدم المزاودة على حركة حماس.
ثم قبل أن تنهي مقالتك وجهت السؤال التالي "وهل يؤمن الحزب أصلا بواجب الجهاد على أرض فلسطين ضد المغتصبين المحتلين اليهود أعداء الله ، وأعداء دينهم ، وأعداء نبيهم صلى الله عليه وسلم"
وختمت مقالك بقولك "إخواني في حزب التحرير ، قولوا خيرا أو فاصمتوا ، مع رجائي أن لا يفسد الخلاف في الرأي للود قضية."..
ونأمل حقيقة أن لا يفسد الخلاف في الرأي للود قضية.. ونحن عندما نخاطب الأخوة في حماس، أو أي حركة إسلامية أخرى، نخاطبهم أخوة لنا _مع حذف حرف الكاف للتشبيه لأنهم أخوة حقاً_ وننصح لهم جاهدين، ويعز علينا أن ينهجوا نهجاً يخالفون فيه الإسلام، ويعز علينا أيضا أن ينزلقوا في دهاليز مخططات الكفار لتصفية قضية فلسطين.. وهي الحركة التي قدم أبناؤها زهرة حياتهم في سبيل تخليصها من اليهود، وتحرير كامل ترابها من دنسهم.
نعم يعز علينا ذلك، وننصح لهم جاهدين وجاهياً، وغيابياً، بشكل شخصيِ، وبشكل مفتوح، عبر اللقاءت الفردية أو عبر المنشورات، توعية لهم وللأمة بالمكر الخبيث الذي يصنعه أعداء الأمة للمسلمين من الكيد والتآمر لتصفية قضية فلسطين، بعد أن أشغلوا العالم كله ومنه العالم الإسلامي بهذه القضية أكثر من ستة عقود.
وقبل التعليق على مقالك، أود في البداية أن أوضح أمراً مهماً، وهو أن الأخوان المسلمون وحماس منهم، قد حرَّموا ما يسمى بالحكم الذاتي وكذلك الانتخابات للحكم الذاتي والسلطة الفلسطينية، فضلاً عن تحريمهم تشكيل الحكومة في ظل سقف أوسلو وما أفرزته اتفاقية أوسلو وقد جاء هذا في الفتوى الشرعية التي نشرتها جريدة الرباط العدد 81 الصادرة في الأردن يوم الثلاثاء 4_11 ربيع الأول 1413هـ الموافق 1_7 أيلول 1992م والموقعة من قبل عشرين من علماء جماعة الأخوان في الأردن منهم على سبيل المثال د. محمد أبو فارس ود. همام سعيد، ود. صلاح الخالدي، ود. راجح الكردي، ود.عمر الأشقر وغيرهم والتي جاء فيها ما نصه "وإذا كان المقرر شرعا أن الحكم الذاتي محرم شرعاً والانتخابات وسيلة مؤدية إليه فإن الوسيلة إلى الحرام حرام، ومن ثم فالمشاركة في الانتخابات ترشيحاً ودعاية وانتخاباً حرام شرعاً". فإذا كانت جماعة الأخوان المسلمين ترى حرمة المشاركة في الحكم الذاتي وأن ذلك هو (تنازل معظم أرض فلسطين) وأنه تفريط بأرضها و(التفريط بشبر واحد من أي أرض إسلامية خيانة لله وللرسول وللمؤمنين، فكيف بالتفريط بأرض فلسطين المقدسة؟ فإن الخيانة أكبر والحرمة أشد، وتصبح الخيانة خيانة عظمى وكبيرة من الكبائر وبخاصة حين يسلم بالقدس أو بجزء منها لتكون عاصمة لدولة اليهود) كما أن (التسليم بالأمر الواقع المخالف للشرع مرفوض شرعاً ومحظور ديناً؛ لأن الواقع الذي يتصادم مع الشرع باطل، ولا يجعل التقادم حقاً مشروعاً وأمراً مقبولاً، بل يبقى باطلاً ومحرماً أبداً) وأن (التفريط بحقوق الشعب الفلسطيني حرام) وأن (بيع الأوطان للأعداء اليهود حرام حرمة قاطعة خاصة وأنه يؤدي إلى زوال السيادة الإسلامية عنها وبسط سيادة اليهود عليها).
وإذا كانت جماعة الأخوان المسلمين ترى حرمة المشاركة في انتخابات الحكم الذاتي و(المقصود بالانتخابات للحكم الذاتي هو أن يقوم الفلسطينيون الذين يعيشون في الضفة الغربية وقطاع غزة وحدهم دون غيرهم بانتخاب مجلس تشريعي أو إداري يقوم بسن القوانين لتنظيم شؤونهم الداخلية وإدارتها وحتى يتم ذلك ينبغي إسكات صوت الانتفاضة، ووقف فريضة الجهاد لتحرير الأوطان والمقدسات، وملاحقة الصحوة الإسلامية وإذا كان الأمر كذلك فإن المشاركة في هذه الانتخابات وإفراز الحكم الذاتي القائم على ما قررناه سابقاً من أمور وما ترتب عليها من آثار محرمة تصبح حراماً شرعاً لا شبهة في ذلك)..
وهذه كلها نقول من نص الفتوى، وبإمكانك أن ترجع إليها..
أخي الكريم.. إذا كان هذا هو رأي الأخوان المسلمين ومنهم حماس في الحكم الذاتي وما ينبثق عنه من انتخابات.. فلماذا أقدمت حركة حماس على المشاركة في انتخابات الحكم الذاتي والسلطة الفلسطينية ومن ثم المشاركة في تشكيل الحكومة في ظل اتفاق أوسلو وكجزء من مؤسسات السلطة التي قامت وفقاً لاتفاق أوسلو "الخياني"؟؟ ثم كيف يتحول الحرام ليصبح واجباً، كما هو الحال في الانتخابات التي جرت في 25/1/2006 وفازت فيها حماس بالأغلبية؟؟!! ثم ما الذي تغير في واقع السلطة وانتخاباتها، حتى يصبح الحرام ليس مباحاً فحسب، بل واجباً؟؟!!
وكم نصحنا لحماس بعدم المشاركة في انتخابات السلطة.. لكنها صمت آذانها وبادلت النصح بالاتهام.. وأنا هنا أذكرك ببعض ما جاء في التعليق السياسي المؤرخ في 26/جمادى الأولى/1422هـ الموافق 16/8/2001م والذي كان تعليقاً على دعوة سلطة عرفات (توسيع قاعدة المشاركة السياسية لتشمل كافة أطياف الشارع الفلسطيني عبر جر حركات وفصائل المعارضة الفلسطينية للمشاركة في حكومة فلسطينية قادمة ، والتي سيكون دورها تمثيل كافة أطياف الشارع الفلسطيني في التوقيع على اتفاقيات الحل النهائي للقضية الفلسطينية) حيث جاء فيه ما نصه:
(إن اتجاه الأحداث اليوم يسير نحو العمل على إنهاء العملية السلمية والتوقيع عليها من قبل جميع الأطياف التي تمثل الشارع الإسرائيلي بما يقابله التوقيع من كافة أطياف الشارع الفلسطيني، فتكون العملية السلمية قد وقع عليها وقبلها من يمثل الطرفين، لذلك فإننا نحذر الفصائل الفلسطينية من هذا الشرك الذي تسعى السلطة الفلسطينية إلى جرها إليه لتكون معينا لها على تمرير اتفاقيات الحل النهائي.
وإننا لنربأ بالمخلصين في هذه التنظيمات من أن يكونوا أداة لتصفية قضية فلسطين وأن يثبتوا الكيان الإسرائيلي ويعطوه شرعية وجوده، وأن تكون دماء أبناء المسلمين الذين قضوا هي المداد الذي تسطر فيه كلمات معاهدات الخيانة وبيع فلسطين كي تثبت إسرائيل ويثبت الاستعمار وقوى الكفر الجاثمة على صدر هذه الأمة.
إننا نحذر الحركات الفلسطينية من الانجرار والاستدراج للوقوع في مثل هذا الشرك وبالتالي في تثبيت إسرائيل والمشاركة مع من أسس لأوسلو وسار في العملية السلمية التخاذلية والتي تلمسون بأيديكم وتبصرون بأم أعينكم بعضا من نتائجها وما وراء ذلك أكبر.
وفي الوقت نفسه نحذر المسلمين من طول صمتهم ومن موقفهم الحيادي إزاء ذلك، فالذين يذبحون هم أبناؤكم وإخوانكم، والمقدسات التي تدنس هي مقدساتكم، والمسؤولية عن كل ذلك هي مسؤوليتكم.) وواضح أن حماس انزلقت في هذا المخطط، وسارت فيه، ولم تلتزم لا بالحكم الشرعي، ولا بفتواهم ولا بنصحية حزب التحرير.
وبالرجوع إلى مقالتك، أقول أن حزب التحرير حزب سياسي مبدؤه الإسلام، وهو يتخذ من الإسلام وعودته لمعترك الحياة والدولة والمجتمع قضية له، وهو يرى أن ما تعيشه الأمة الإسلامية من تجزئة ومن تبعية حكامها للغرب، ليس من حل لذلك إلا بالعمل الجاد والمنتج لإقامة الخلافة لتطبيق الإسلام كاملاً في الداخل وحمله إلى الخارج عن طريق الجهاد وتحرير ما احتل من بلاد المسلمين وضم البلاد الأخرى التي خضعت للإسلام سابقاً إلى دولة الخلافة، هذا هو الحل الجذري لمشكلة الأمة الإسلامية، وهذا الحل طرحه حزب التحرير ولا يزال منذ أكثر من ستة عقود، وهو يعمل في سبيل تحقيقه، رغم المواجهات والاصطدامات والصعوبات التي واجهته، ورغم من قضى من شبابه في سجون الظلمة وأقبية مخابراتهم وزنازين أجهزتهم الأمنية، ورغم ما نالهم من أذى في سبيل تحقيق غايتهم، إنما يحتسب ذلك كله عند الله ولا يرجو على ذلك جزاءً أو شكوراً من أحد.. والقضية أخي الكريم ليست مزاودة أبداً.. فعقلية شباب حزب التحرير لا تعرف شيئاً اسمه المزاودة.. فهم يقدمون دون أن ينتظروا شكراً.. ويبذلون دون أن ينتظروا ثناءً، همهم الوحيد هو نوال رضوان الله عليهم في التزامهم بقضيتهم وعدم الحيد عنها رغم كل المشاق التي يتعرضون لها.. فهم هم لم يبدلوا ولم يغيروا .. ولن يبدلوا ولن يغيروا ما بقي فيهم نفس.
أما طرح حماس فهو واضح إلى درجة أنه ليس بحاجة إلى تفسير، وقد توقعناه قبل طرحه، سواء من قبل المؤسس المرحوم أحمد ياسين، أو من قبل كلاً من خالد مشعل وإسماعيل هنية، ولقد كان خالد مشعل واضحاً في قبوله بحل الدولتين في مقابلته مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وأنت تعلم أن حل الدولتين، هي خطة أميركا لتصفية قضية فلسطين، فعن أي استيعاب تتحدث يا أبا غنيمة، وهل أصبح القبول بخطط الكفار بحاجة إلى استيعاب؟؟! وهل هذا الطرح "القبول بحل الدولتين" يختلف عن طرح حركة فتح بشيء؟؟! وأنت نفسك تقر أن طرح حركة حماس (بخصوص قبولهم بدولة فلسطينية ضمن حدود عام م1967) هو( طرح قديم) وأنا أسألك هنا: هل العمل لإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وفق خطة أميركا الدولية لتصفية قضية فلسطين هل هو عمل جائز شرعاً؟ بمعنى آخر: هل العمل لإيجاد الدولة الفلسطينية جائز شرعاً؟ وهل استبدال الدولة الفلسطينية بالتحرير الكامل لتراب فلسطين هل هو استبدال شرعي؟!
أما إيمان الحزب بالجهاد على أرض فلسطين، وما قدمته حركة حماس من شهداء، والسؤال عما قدمه حزب التحرير من شهداء دفاعاً عن القبلة الأولى ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالحزب يؤمن إيماناً قاطعاً أن تحرير فلسطين لا يكون إلا بالجهاد، والجهاد مفهوم شرعي، بين الشرع أحكامه وكيفية القيام به، وإذا غاب عنك فقه الجهاد فارجع إلى كتاب الحزب (الجهاد في الإسلام) الصادر سنة 2008م ففيه البيان الشافي.
وإذا كنت تنفر من المزاودة في المواقف فماذا تسمي أسئلتك هذه التي جاءت في نهاية مقالك؟! أترك لك الحكم..
وآمل فعلاً أن لا يفسد الخلاف للود قضية..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم أحمد الحلواني/الأردن

مؤمن
25-08-2009, 12:59 PM
الأخ احمد الحلواني أخ عزيز علينا و لا ادري لماذا ترك المشاكرة في المنتدى وهو أحد شباب الدعوة الذين نعتز بهم

فرج الطحان
03-09-2009, 12:29 AM
الورق ، لا يحرر وطنا ، ولا يعيد خلافة * زياد أبو غنيمة


تلطف الأخ أ.ح بالتعليق على مقالي المنشور في عدد (الدستور) الصادر في 24 ـ 8 ـ 2009 م تحت عنوان :"إخواني في حزب التحرير ، قولوا خيرا أو فاصمتوا" ، ويبدأ التعليق بهذا الإستهلال : ( نحن عندما نخاطب الأخوة في حماس نخاطبهم لأنهم أخوة حقاً ، وننصح لهم جاهدين ، ويعزُّ علينا أن ينهجوا نهجاً يخالفون فيه الإسلام أو أن ينزلقوا في دهاليز مخططات الكفار لتصفية قضية فلسطين) ، ولقد إستوقفني في هذا الإستهلال أنه يتحدث بصيغة الجمع ، ما يضعني أمام إفتراض أنه رد من الحزب أكثر منه تعليقا شخصيا ، ومن موقع المحبة وليس من موقع الخصومة سأكون صريحا وأعترف أنني لم أستوعب كيف يتلاقى في هذا الإستهلال الحرص على التعامل مع حماس على أنهم أخوة مع إتهامهم بأنهم ينهجون نهجاً يخالفون فيه الإسلام (تكفير) وينزلقون في دهاليز مخططات الكفار لتصفية قضية فلسطين (تخوين) ..؟ .

ويقول التعليق أو الرد : ( إن الأخوان المسلمين وحماس منهم قد حرَّموا ما يسمى بالحكم الذاتي وكذلك الانتخابات للحكم الذاتي والسلطة الفلسطينية ، وقد جاء هذا في الفتوى الشرعية التي نشرتها جريدة الرباط العدد 81 الصادرة في الأردن يوم الثلاثاء 4 ـ 11 ربيع الأول 1413هـ الموافق 1 ـ 7 أيلول م1992 والموقعة من قبل عشرين من علماء جماعة الأخوان في الأردن ، فكيف يتحول الحرام ليصبح واجباً ، كما هو الحال في الانتخابات التي جرت في 25 ـ 1 ـ 2006 وفازت فيها حماس بالأغلبية ؟ ) ، أما الفتوى فقد صدرت فعلا ، ولكن موضوعها لم يرد فيه نص قاطع من قرآن كريم أوسنة مطهرة ، فهي إذن إجتهاد ليس حراما أن يعاد النظر فيه على قاعدة تغير الأحكام بتغير الأحوال ، تماما كما فعل حزب التحرير حين حلل المشاركة في الإنتخابات النيابية في الأردن في الخمسينيات ورشح لها الشيخ أحمد الداعور (فاز عن طولكرم ـ قلقيلية ) والشيخ أسعد بيوض التميمي في الخليل والأستاذ غانم عبده في عمـَّان والأستاذ داود حمدان في القدس ، ثمَّ راجع الحزب إجتهاده فتراجع عنه وحرَّم المشاركة ، ومع أنني لا أزال أؤمن بكل حيثيات فتوى الإخوان المنوه عنها ، إلا أنني أعتقد أنه أمام ما ظهر واضحا قبل إنتخابات التشريعي في عام م2006 من إصطفاف أمريكي أوروبي روسي وبعض العربي وراء منظمة التحرير الفلسطينية بزعامتها الفتحاوية لتمرير مشروع تصفية القضية الفلسطينية ، صارت المشاركة في الإنتخابات من قبل الرافضين لمشروع تصفية القضية أوجب من مقاطعتها لتفويت الفرصة على تيار التصفية ، وأحسب أن أي منصف لا يملك إلا أن يعترف بأن دخول حماس الإنتخابات وفوزها فيها قلب الطاولة على جميع أطراف مشروع التصفية.

وينقل التعليق أو الرد مقتطفات من تعليق سياسي للحزب صدر في عام 2001 جاء فيه ( إن اتجاه الأحداث اليوم يسير نحو العمل على إنهاء العملية السلمية والتوقيع عليها من قبل جميع الأطياف التي تمثل الشارع الإسرائيلي بما يقابله التوقيع من كافة أطياف الشارع الفلسطيني ، لذلك فإننا نحذر الفصائل الفلسطينية من هذا الشرك الذي تسعى السلطة الفلسطينية إلى جرها إليه لتكون معينا لها على تمرير اتفاقيات الحل النهائي ) ، وأعتقد أن هذه العبارات التي أوردها التعليق السياسي لحزب التحرير هي شهادة لحماس لا عليها ، فحماس تقف خندقا متقدما في مواجهة مشروع التصفية وتواجه بسبب ذلك لا حصارا فقط وإنما حربا تكاد تكون كونية لإستئصالها لأنها تقف حجر عثرة أمام تمرير مشروع تصفية القضية ، وبالمناسبة ، وأرجو أن لا يساء فهمي ، فإنني أعجب أن يتقاطع إصرار إخواني في حزب التحرير على دعوة حماس لمقاطعة الإنتخابات مع مانشرته صحيفة القدس العربي في عددها الصادر في 27 ـ 8 ـ 2009 م عن عزم الكيان الصهيوني بدعم من أمريكا تمرير مشروع قرار في الامم المتحدة يحظر بموجبه على أية دولة من الدول الاعضاء في الجمعية العامة للامم المتحدة السماح لأي حزب او حركة إسلامية المشاركة في أية انتخابات تجرى فوق أراضيها ، ويخص المشروع بالذكر حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في فلسطين وحزب الله في لبنان ، وأتساءل : لو كانت مشاركة حماس في الإنتخابات جعلتها معينا لسلطة أوسلو على تمرير اتفاقيات الحل النهائي ولو أن حماسا انزلقت في هذا المخطط وسارت فيه أو جعلتها تنزلق في دهاليز مخططات الكفار لتصفية قضية فلسطين ، هل كان اليهود وحلفاؤهم يحرصون على إصدار قرار أممي لمنعها من المشاركة في الإنتخابات ..؟ ويتحدث التعليق أو الرد عن حزب التحرير وتضحيات شباب الحزب : ( إن حزب التحرير حزب سياسي مبدؤه الإسلام وهو يرى أن ما تعيشه الأمة الإسلامية من تجزئة ومن تبعية ليس من حل لذلك إلا بالعمل الجاد والمنتج لإقامة الخلافة لتطبيق الإسلام كاملاً في الداخل وحمله إلى الخارج عن طريق الجهاد وتحرير ما احتل من بلاد المسلمين وضم البلاد الأخرى التي خضعت للإسلام سابقاً إلى دولة الخلافة ، هذا هو الحل الجذري لمشكلة الأمة الإسلامية ، وهذا الحل طرحه حزب التحرير ولا يزال منذ أكثر من ستة عقود ، وعقلية شباب حزب التحرير لا تعرف شيئاً اسمه المزاودة ، فهم يقدمون دون أن ينتظروا شكرا ) ، أرجوأن يتحملني إخواني في حزب التحرير إذا سألتهم : عندما قام حزبكم بشـَّـرتم المسلمبن أن دولة الخلافة ستقوم في بضع سنين وستنتهي مع قيامها كل مشاكل المسلمين ومآسيهم ، وها قد مضى على وعدكم ستين عاما كما تقولون أنتم ، ومشاكل المسلمين ومآسيهم تتضاعف ، ومظم أرض المسلمين محتلة ، وجيوش أمريكا وأساطيلها وطائراتها تغطي الوطن العربي والإسلامي ، ولم تقم دولة الخلافة بعد ، فأين ستقوم بوجود هذا الإحتلال العلني والخفي للأرض الإسلامية .؟ وكم ستين عاما أخرى سننتظر حتى تقيموا لنا دولة الخلافة ..؟ ، ولماذا يزعجكم أن يسألكم سائل عن تضحيات شباب حزب التحرير من أجل فلسطين أو عن عدد شهداء الحزب دفاعا عن فلسطين .؟ ويقول التعليق أو الرد : ( أما إيمان الحزب بالجهاد على أرض فلسطين ، والسؤال عما قدمه حزب التحرير من شهداء دفاعاً عن القبلة الأولى ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فالحزب يؤمن إيماناً قاطعاً أن تحرير فلسطين لا يكون إلا بالجهاد ، والجهاد مفهوم شرعي ، بين الشرع أحكامه وكيفية القيام به ، وإذا غاب عنك فقه الجهاد فارجع إلى كتاب الحزب (الجهاد في الإسلام) الصادر سنة م2008 ففيه البيان الشافي ) ، ومع إحترامي لكتاب الحزب الحديث الصدور فإنني لست بحاجة لرؤية جهاد الحزب على الورق ، أريد أن أراه على الأرض ، فالجهاد على الورق لا يحرًّر وطنا ولا يعيد خلافة . مع صادق محبتي للأخ أ.ح ولإخواني في حزب التحرير ، وأرجو أن لا يفسد الخلاف للود قضية .

[email protected]

فرج الطحان
04-09-2009, 10:54 AM
الأخ الكريم زياد أبو غنيمة المحترم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قرأت الرد المنشور في الدستور بتاريخ 3/9/2009 على تعليقي على مقالك، ووقفت على ما جاء فيه وإليك هذا التعليق:
ورد في ردك ما يلي:
(أما الفتوى فقد صدرت فعلا ، ولكن موضوعها لم يرد فيه نص قاطع من قرآن كريم أوسنة مطهرة ، فهي إذن إجتهاد ليس حراما أن يعاد النظر فيه على قاعدة تغير الأحكام بتغير الأحوال)
ويبدو أنك سلمت بوجود هذه الفتوى تسليماً، ولم تقرأها أبداً، وإلا لو أنك كنت قد قرأتها لوقفت على هذا النص الوارد فيها: (وخلاصة القول: إن الحكم الشرعي في جميع هذه الأمور السابقة ثابت لا يتغير وإن تغير الظروف لا يحيل الحرام إلى مباح، كما أن الاحتجاج بالواقع مرفوض شرعاً كذلك. والمطلوب ألا نساير الواقع الفاسد وندخل فيها ونرضى به ونصبح من سدنته، بل المطلوب شرعاً أن نرفضه وننكره وأن نقوم بتوعية الناس بخطورته على دينهم ودنياهم وحشدهم للجهاد والبذل والاستمرار في التضحية حتى النصر المؤزر بإذن الله. قال تعالى {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا}) انتهى وهذا النص يهدم قولك أنها _أي الفتوى_ (إذن إجتهاد ليس حراما أن يعاد النظر فيه على قاعدة تغير الأحكام بتغير الأحوال) فضلاً عن أن قاعدة "لا ينكر تغير الأحكام بتغير الزمان والمكان" قاعدة فاسدة، وليس لها دليل شرعي، وهي من اجتهادات عصر الهبوط الفكري أواخر الدولة العثمانية.
أما قولك "ثمَّ راجع الحزب إجتهاده فتراجع عنه وحرَّم المشاركة" فأتمنى أن تضع إصبعي على مثل هذا التراجع، وأين ورد، وفي أية نشرة أو كتاب، والرأي عند حزب التحرير لا يتغير بتغير الزمان والمكان، وقد هاجم الحزب هذه القاعدة الآنفة الذكر، وبين فسادها بالأدلة الشرعية، فكيف تجعله يسير ملتزماً بها؟! والحزب لا يزال يرى جواز الترشح لمجلس النواب لمحاسبة الدولة، ويحرم عليه المشاركة في التشريع أو إعطاء الثقة، أما موضوع المشاركة من عدمها فهذا أمر يرجع للحزب.
أما موضوع أن المشاركة أوجب من المقاطعة لوجود الاصطفاف الأميركي والأوروبي والروسي وبعض العرب وراء منظمة التحرير بزعامتها الفتحاوية لتمرير مشروع تصفية القضية الفلسطينية، فلماذا لم يقل هذا الكلام عندما أجريت الانتخابات الرئاسية للسلطة الفلسطينية وجاءت بعباس رئيساً للسلطة، وحماس وهي الخبيرة هي التي تعلم من هو محمود عباس، أم أن الترشح للانتخابات الرئاسية لم يكن واجباً عندها، ووجب عند الانتخابات النيابية؟! وهل أفصحتم عن الأدلة الشرعية في ذلك كله، ولا تقل لي المصلحة، فالمصلحة تبع للشرع، والشرع ليس تبعاً للمصلحة، فحيثما يكون شرع الله تكون المصلحة، وليس العكس. هذا أولاً.
وأما ثانياً، فهل أوقفت مشاركة حماس مشروع التصفية؟! أم ساهم في دفع حماس لوقف المقاومة لصالح التصفية، وهذا واضح من الهدنة غير المعلنة بين "إسرائيل" وحماس في غزة. هذا من جهة، ومن جهة أخرى مشاركة حماس في السلطة وما تعرضت له من حصار تحمل الجزء الأكبر منه المسلمون في غزة، دفعها للقبول بحلول التسوية، وليس للمحافظة على الثوابت، فالثوابت باتت متحركة، وتحرير كامل الأرض أصبح قبولاً بدولة فلسطينية على حدود عام 1967، والمقاومة أصبحت وسيلة وليست غاية تنتهي عندما تسترد بعض الحقوق، وعندما سئل إسماعيل هنية من قبل مراسل محطة البي بي سي البريطانية السؤال التالي: "هل بإمكانك أن تذهب يوما ما إلى واشنطن وتوقع اتفاقية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، هل تتمنى حصول ذلك؟" فأجاب "فلنأمل حصول ذلك"؟!! والمقابلة موجودة ومنشورة ومثبتة على شبكة النت وبإمكانك مراجعتها، وبإمكاني إرسالها إليك. وما تصريحات قادة حماس المنشورة على الفضائيات أنه لن يكن هناك حل دون حماس، وتصريحات خالد مشعل الأخيرة بقبول حل الدولتين أنهى أي نقاش، فالموضوع محسوم، وليس بحاجة إلى فذلكة وتوضيح، قبول بحل الدولتين، خطة أميركا، فمن فوت الفرصة على الآخر، اتركه لاستنتاجك.
أما بالنسبة لخبر عزم الكيان الصهيوني بدعم من أمريكا تمرير مشروع قرار في الامم المتحدة يحظر بموجبه على أية دولة من الدول الاعضاء في الجمعية العامة للامم المتحدة السماح لأي حزب او حركة إسلامية المشاركة في أية انتخابات تجرى فوق أراضيها، ويخص المشروع بالذكر حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في فلسطين وحزب الله في لبنان. فأستغرب أن تقول هذا الكلام، وأنت تعلم أن مشاركة حماس في الانتخابات لم تكن لتحدث دون موافقة أميركية على ذلك، ولم يكن عباس ليسمح لحماس المشاركة في تلك الانتخابات لولا الضوء الأخضر الذي أخذه من أميركا في السماح لها بالمشاركة، بل كان دفع حماس للمشاركة هدف أميركي، فهي تبحث عن الممثلين من التيار الإسلامي ليوقعوا على حل تصفية قضية فلسطين، وأظنك تتذكر أيضاً أن الرئيس الأميركي السابق كارتر كان أحد المراقبين الدوليين على هذه الانتخابات، وصرح وقتها أنها الأكثر شفافية ونزاهة في المنطقة.
أما موضوع التضحية من أجل فلسطين، فأقول باختصار وقد سبق أن أشرت إلى ذلك في ردي السابق، إن شباب حزب التحرير يضحون في سبيل ما هو أغلى من قضية فلسطين، في سبيل إعادة دولة الخلافة لاستئناف الحياة الإسلامية بتطبيق الإسلام في الداخل وحمله إلى الخارج، فمن يضحى في سبيل الأغلى، هل يقصر نفسه عن التضحية في سبيل الغالي؟!! والحزب لا يرى أن قضية فلسطين هي قضية العرب المركزية كما أراد الغرب أن يفهم المسلمين، وأن يشغلهم بها، فقضية العرب والمسلمين هي عودة الإسلام إلى معترك الحياة والدولة والمجتمع، وليس قضية فلسطين على أهميتها، ولا قضية العراق أو أفغانستان، والعمل يجب أن يكون باتجاه الحلول الجذرية، وأن تحشد طاقات الأمة باتجاهها، لا أن تبعثر الجهود في سبيل القضايا الفرعية الناتجة في الأساس عن المشكلة الأولى للمسلمين، وهي هدم دولتهم وتجزئتها.
أما قولك "فإنني لست بحاجة لرؤية جهاد الحزب على الورق ، أريد أن أراه على الأرض ، فالجهاد على الورق لا يحرًّر وطنا ولا يعيد خلافة" فبيان كيفية القيام بالجهاد ليست جهاداً على ورق، ولا هي جهاد من حيث مفهوم الجهاد؛ لأن الجهاد مفهوم شرعي وهو يعني قتال الكفار إعلاء لكلمة الله، فهل من "يجاهد" لإيجاد الدولة الفلسطينية ورفع العلم الفلسطيني مع قوله أن تطبيق الشريعة راجع لخيار الشعب، هل من يفعل ذلك يكون مجاهداً في سبيل الله، وتكون تضحيته من أجل الأقصى ومن أجل الإسلام، أم من أجل الدولة الفلسطينية؟؟!!
أحمد الحلواني/ الأردن

مؤمن
04-09-2009, 03:23 PM
ما شاء الله رد جميل من الأخ أحمد وعميق نسال الله له كل الخير و ندعوا لكل الشباب في هذا الشهر الفضيل أن يلهمهم الله الصبر والثبات على حمل دعوة الإسلام.