ابو تقي الدين
22-08-2009, 01:58 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
جواب سؤال
ما هي الأبعاد السياسية للتصعيد الأخير في غزة بين حماس وجماعة جند أنصار الله السلفية الذي أدى إلى مقتل حوالي 28 ومن بينهم عبد اللطيف موسى أمير الجماعة وإصابة حوالي 130 شخصاً؟
الجواب: يرجح أن الأبعاد السياسية لما حدث في رفح هي:
أولاً: إرسال رسالة للمجتمع الدولي بأن حركة حماس حركة وسطية منفتحة، وهو بمنزلة شهادة حسن سلوك لحماس تمكنها من الإستمرار في التفاوض مع الجهات الغربية، وتهيئة لجلوسها مع أعضاء من الإدارة الأميركية، حيث أن المذبحة الأخيرة التي حصلت في رفح جاءت تتويجاً لأعمال عديدة قامت بها حركة حماس من أجل أخذ شهادة حسن السلوك هذه من قبل الغرب، ولقد سبق لخالد مشعل أن صرّح على الملأ أن حركة حماس على استعداد لقبول قيام دولة فلسطينية على حدود العام 67، وتوقيع هدنة طويلة الأمد مع كيان يهود. شأنها في ذلك شأن منظمة التحرير وعلى رأسها حركة فتح.
وقد سبق أن لوحظ أن الإدارة الأميركية تعد العدة من أجل إشراك حماس في المفاوضات القادمة بحيث تكون حماس ضمن منظومة الحل، وقد برز ذلك في لقاء خالد مشعل مع جيمي كارتر الرئيس الأسبق للولايات المتحدة، كما لوحظ أيضاً من تصريحات جوهان برينين مستشار الرئيس أوباما لشؤون الإرهاب والأمن الداخلي في محاضرة ألقاها الأسبوع الماضي في معهد أبحاث في واشنطن حيث قال "أنه لا يوجد في نظر الإدارة الأميركية الحالية شيء يسمى إرهاباً عالمياً، ولهذا ينبغي أيضاً إخراج المصطلحات المعتادة (محاربة الإرهاب) أو (مكافحة الجهاد العالمي) من المعجم ..." ويضيف جوهان "أن ما يفرق بين القاعدة ومنظمات أخرى إسلامية هو طموح القاعدة إلى إنشاء خلافة إسلامية عالمية من جديد".
لذلك فإن تصريحات جوهان تدلل على أن أميركا تعمل على التفريق بين تنظيم القاعدة وتنظيمات أخرى مثل حزب الله وحماس، حيث تم إبراز حركة حماس وحزب الله بأنها حركات سياسية واجتماعية شرعية أو شبه شرعية لا يمكن إخراجها من اللعبة السياسية واستبعادها من عملية السلام في الشرق الأوسط.
ثانياً: زيادة الضغط على "إسرائيل" من أجل تقديم تنازلات لحل القضية الفلسطينية من خلال إرسال رسالة لـ"إسرائيل": أن التفاوض مع حماس الوسطية أفضل لها من الحركات التي تدعو إلى الجهاد العالمي ولا تقبل بأقل من القضاء عليها برمتها، وأن خطر تنظيم القاعدة أضحى على بعد عدة كيلو مترات من حدودها الجنوبية.
ثالثاً: تهيئة الأوضاع لتنفيذ صفقة شليط، فدمغ حركة حماس بأنها حركة ليبرالية أو وسطية يرفع الحرج عن حكومة نتانياهو في الإعلان عن التفاوض مع حركة حماس لإطلاق سراح الجندي شاليط، وتخفيف الضغط عليه من قبل أعضاء اليمين في حكومته، وتهيئة لحصول التفاوض مع حركة حماس على فيما يتعلق بالعملية السلمية برمتها.
رابعاً: عملت أميركا ولا تزال تعمل على مسخ فكرة الجهاد من خلال جعله مقتصراً على حركات هنا وهناك، وصرف أنظار الأمة عن الجهة المؤهلة للقيام بالجهاد وتحقيق إنجازات ألا وهى الجيوش. كما أنها عملت ولا تزال تعمل على مسخ فكرة الخلافة من خلال الإعلان عن "الإمارات الإسلامية" في أكثر من بلد من بلاد المسلمين وجعلها متناحرة تكفر إحداها الأخرى فعلى سبيل المثال في منطقة القبائل الباكستانية أعلن عن "سبع إمارات إسلامية" وعلى رأس كل إمارة "أمير للمؤمنين" وهذا ما حدث في غزة حيث جاء إعلان الإمارة في منطقة تحكم من قبل حماس الموصوفة بأنها حركة إسلامية.
26/شعبان/1430هـ
17/8/2009
جواب سؤال
ما هي الأبعاد السياسية للتصعيد الأخير في غزة بين حماس وجماعة جند أنصار الله السلفية الذي أدى إلى مقتل حوالي 28 ومن بينهم عبد اللطيف موسى أمير الجماعة وإصابة حوالي 130 شخصاً؟
الجواب: يرجح أن الأبعاد السياسية لما حدث في رفح هي:
أولاً: إرسال رسالة للمجتمع الدولي بأن حركة حماس حركة وسطية منفتحة، وهو بمنزلة شهادة حسن سلوك لحماس تمكنها من الإستمرار في التفاوض مع الجهات الغربية، وتهيئة لجلوسها مع أعضاء من الإدارة الأميركية، حيث أن المذبحة الأخيرة التي حصلت في رفح جاءت تتويجاً لأعمال عديدة قامت بها حركة حماس من أجل أخذ شهادة حسن السلوك هذه من قبل الغرب، ولقد سبق لخالد مشعل أن صرّح على الملأ أن حركة حماس على استعداد لقبول قيام دولة فلسطينية على حدود العام 67، وتوقيع هدنة طويلة الأمد مع كيان يهود. شأنها في ذلك شأن منظمة التحرير وعلى رأسها حركة فتح.
وقد سبق أن لوحظ أن الإدارة الأميركية تعد العدة من أجل إشراك حماس في المفاوضات القادمة بحيث تكون حماس ضمن منظومة الحل، وقد برز ذلك في لقاء خالد مشعل مع جيمي كارتر الرئيس الأسبق للولايات المتحدة، كما لوحظ أيضاً من تصريحات جوهان برينين مستشار الرئيس أوباما لشؤون الإرهاب والأمن الداخلي في محاضرة ألقاها الأسبوع الماضي في معهد أبحاث في واشنطن حيث قال "أنه لا يوجد في نظر الإدارة الأميركية الحالية شيء يسمى إرهاباً عالمياً، ولهذا ينبغي أيضاً إخراج المصطلحات المعتادة (محاربة الإرهاب) أو (مكافحة الجهاد العالمي) من المعجم ..." ويضيف جوهان "أن ما يفرق بين القاعدة ومنظمات أخرى إسلامية هو طموح القاعدة إلى إنشاء خلافة إسلامية عالمية من جديد".
لذلك فإن تصريحات جوهان تدلل على أن أميركا تعمل على التفريق بين تنظيم القاعدة وتنظيمات أخرى مثل حزب الله وحماس، حيث تم إبراز حركة حماس وحزب الله بأنها حركات سياسية واجتماعية شرعية أو شبه شرعية لا يمكن إخراجها من اللعبة السياسية واستبعادها من عملية السلام في الشرق الأوسط.
ثانياً: زيادة الضغط على "إسرائيل" من أجل تقديم تنازلات لحل القضية الفلسطينية من خلال إرسال رسالة لـ"إسرائيل": أن التفاوض مع حماس الوسطية أفضل لها من الحركات التي تدعو إلى الجهاد العالمي ولا تقبل بأقل من القضاء عليها برمتها، وأن خطر تنظيم القاعدة أضحى على بعد عدة كيلو مترات من حدودها الجنوبية.
ثالثاً: تهيئة الأوضاع لتنفيذ صفقة شليط، فدمغ حركة حماس بأنها حركة ليبرالية أو وسطية يرفع الحرج عن حكومة نتانياهو في الإعلان عن التفاوض مع حركة حماس لإطلاق سراح الجندي شاليط، وتخفيف الضغط عليه من قبل أعضاء اليمين في حكومته، وتهيئة لحصول التفاوض مع حركة حماس على فيما يتعلق بالعملية السلمية برمتها.
رابعاً: عملت أميركا ولا تزال تعمل على مسخ فكرة الجهاد من خلال جعله مقتصراً على حركات هنا وهناك، وصرف أنظار الأمة عن الجهة المؤهلة للقيام بالجهاد وتحقيق إنجازات ألا وهى الجيوش. كما أنها عملت ولا تزال تعمل على مسخ فكرة الخلافة من خلال الإعلان عن "الإمارات الإسلامية" في أكثر من بلد من بلاد المسلمين وجعلها متناحرة تكفر إحداها الأخرى فعلى سبيل المثال في منطقة القبائل الباكستانية أعلن عن "سبع إمارات إسلامية" وعلى رأس كل إمارة "أمير للمؤمنين" وهذا ما حدث في غزة حيث جاء إعلان الإمارة في منطقة تحكم من قبل حماس الموصوفة بأنها حركة إسلامية.
26/شعبان/1430هـ
17/8/2009