عبد الواحد جعفر
24-01-2015, 07:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
متابعات سياسية
أولاً: استقالة عبد ربه منصور هادي هي الطريق لانفصال الجنوب
رغم تظاهر أميركا بدعم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أثناء حصاره في مقر الرئاسة من قبل عناصر الحوثي، إلا أن هادي قام بتقديم استقالته بعد أن أنهى المهمة. وهو بذلك يكون قد فتح الباب بشكل عملي لأميركا حتى تسير في تنفيذ فصل جنوب اليمن عن شماله. فرغم أن أميركا هي التي تقف وراء الأحداث في اليمن اكتفى المتحدث باسم البيت الأبيض، بالقول أن "واشنطن غير متأكدة من استقالة هادي وتدعو إلى انتقال ديمقراطي وسلمي في اليمن".
ظاهرياً قدم هادي استقالته بذريعة عدم قدرته على تحمل المسؤولية في ظل الأوضاع القائمة، ويعني بها محاصرة الحوثيين للقصر الرئاسي واختطاف رئيس مكتب الرئيس ومحاصرة رئيس الحكومة. فقد ذكر هادي في نص الاستقالة التي وجهها إلى رئيس مجلس النواب: "نظراً للمستجدات التي ظهرت على سير العملية الانتقالية للسلطة سليماً (..) وجدنا أننا غير قادرين على تحقيق الهدف الذي تحملنا في سبيل الوصول إليه الكثير (..) ولهذا نعتذر لكم شخصياً ولمجلسكم الموقر وأتقدم إليكم باستقالتي من رئاسة الجمهورية اليمنية".
وقد جاءت استقالة الرئيس هادي بعد ساعات من وصول مبعوث الأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر إلى صنعاء؛ ليكون شاهد زور على ما تنفذه أميركا. كما جاءت استقالة هادي بعد وقت قليل من استقالة حكومة خالد بحاح الذي برر استقالته بقوله: "قررنا اليوم أن نقدم استقالتنا لفخامة رئيس الجمهورية وإلى الشعب اليمني، حتى لا نكون طرفاً في ما يحدث وفيما سيحدث، ولا نتحمل مسؤولية ما يقوم به غيرنا أمام الله وأمام الشعب".
ورغم الاحتجاج الظاهري لوزراء خارجية دول الخليج في اجتماعهم يوم الأربعاء 21/1 على ما وصفوه بـ"فرض الأمر الواقع بالقوة" من قبل الحوثيين إلا أن دول مجلس التعاون الخليجي كلها متآمرة على وحدة اليمن بنفس المستوى الذي تتآمر به إيران. وهذا يؤكد مرة أخرى أن دول المنطقة ليست سوى بيادق في خدمة المشروع الأميركي.
والحقيقة أن الرئيس هادي نفسه جزء من الجريمة السياسية التي تتعرض لها اليمن حالياً. فهادي هو الذي سهل للحوثيين كل أسباب السيطرة على مفاصل الدولة وعلى مناطق واسعة من البلاد بسبب تخاذله أمامهم وأيضاً بسبب تحالف الحوثيين مع جماعة علي عبد الله صالح في المؤسسات الأمنية والعسكرية.
ورغم وجود خلاف بين منصور هادي وبين علي عبد الله صالح لكن الحقيقة أنهما مع الحوثيين يسيرون في تنفيذ مخطط أميركا بتقسيم اليمن وإضعاف مركز الإسلام في المجمتع وتمكين أميركا من السيطرة على الثروات النفطية الكبيرة التي تزخر بها البلاد.
ويكفي دلالة على تورط هادي مع الحوثيين ومع علي صالح في جريمة ضرب الوحدة في اليمن أن هادي وقع للحوثي على كل شروطه الأربعة قبل الإستقالة. وكان الأجدر به أن يستقيل من الرئاسة قبل أن يوافق للحوثي على شروطه بعد يوم واحد من خطاب الحوثي.
فقد أعرب بيان للرئاسة اليمنية الأربعاء 21/1، عن الاستعداد لـ"تعديل مسودة الدستور"، سواء بـ"الحذف أو الإضافة"، و"توسيع العضوية في مجلس الشورى خلال مدة أقصاها أسبوع واحد". ودعا البيان، الذي نشرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، ممثلي المكونات السياسية الموقعة على اتفاق السلم والشراكة لـ"وضع آلية تنفيذية لتطبيق الشراكة في مؤسسات الدولة"، مضيفاً أن "لأنصار الله والحراك الجنوبي السلمي وبقية المكونات السياسية المحرومة من الشراكة في مؤسسات الدولة حق التعيين في كل مؤسسات الدولة بتمثيل عادل وفقاً لما تضمنته وثيقة الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة".
وقد علق وزير الخارجية الأميركي على هذا الإتفاق الجديد بما يفيد أن أميركا تؤيد هذا الإتفاق بقوله: "هناك معلومات متضاربة وكثيرة فيما يخص الوضع باليمن حيث جرت محادثات بين الحوثيين وحكومة الرئيس هادي. فالحكومة اليمنية استجابت لمعظم مطالب واعتراضات الحوثيين ان لم يكن جميعها. فالحوثيون أقروا أن الرئيس عبد ربه منصور هادي ما زال رئيساً لليمن".
أما من سيتولى الأمر بعد الرئيس هادي، فمن الواضح أن أتباع الحوثي وأتباع صالح هم الذين سيتولون مباشرة حكم البلاد. فقد أعلن القيادي الحوثي علي العماد قائلاً: "نحن بصدد تشكيل مجلس رئاسي ولا نعترف بشرعية مجلس البرلمان لأنه غير شرعي ولا يحق له البت باستقالة الرئيس". وقال إن هذا المجلس "سيتشكل من الجيش واللجان الشعبية وأحزاب سياسية".
ولقطع الطريق على أي طرف ثان غير الحوثي وصالح لتولى الحكم، قام الحوثيون بوضع رئيس مجلس الأمن القومي ووزير الدفاع وبعض الشخصيات السياسية الهامة تحت الإقامة الجبرية. كما قام الحوثيون بمحاصرة مقر مجلس النواب بعد أن رفض ظاهرياً رئيس البرلمان يحيى الراعي، وهو من أتباع علي صالح، استقالة منصور هادي من منصبه وقرر عقد جلسة طارئة صباح الجمعة 23/1.
أما كيف ستنفذ أميركا عملية فصل الجنوب فقد بدأت علامات ذلك تظهر في تحركات الجنوبيين بالتهديد بالإنفصال وإيقاف ضخ النفط واعلان بعض المحافظات الجنوبية عدم تنفيذ أوامر وتعليمات العاصمة صنعاء, وتجميع القوى لخوض حرب ضد الحركة الحوثية إذا ما فكرت بالسيطرة على الجنوب. وفوق ذلك وبمناسبة استقالة الرئيس هادي أعاد أحمد بن أحمد الميسري القيادي في حزب المؤتمر الشعبي بالمحافظات الجنوبية دعوته للرئيس هادي بـ"العودة إلى الجنوب وإعلان الدولة الجنوبية وعاصمتها عدن وتحت توافق قيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي". وقال المسيري على الجزيرة الفضائية يوم 22/1 أنه يجب علينا "التقاط الفرصة التاريخية للخروج عن صنعاء" بعد أن وقعت في يد الحوثيين.
كما أصدرت اللجنة الأمنية بعدن، يوم 22/1 بعد استقالة هادي، بياناً تضمن دعوة كافة الوحدات العسكرية والأمنية في محافظات أبين وعدن ولحج والضالع إلى التزام مواقعها العسكرية. وتضمن البيان توجيهاً بعدم استقبال أي توجيهات من أي جهات حكومية في صنعاء والالتزام بالتوجيهات الصادرة من السلطات المحلية بهذه المحافظات ومن قيادة المنطقة العسكرية الرابعة. وتضمن البيان أيضاً دعوة للمواطنين إلى التعاون مع عناصر اللجان الشعبية التي قال أنها ستشارك منذ الليلة في حماية جميع المرافق والمؤسسات الحكومية في هذه المحافظات.
وفيما لم تذكر اللجنة الأمنية بعدن أية دعوة لاستقلال الجنوب، أعلن العميد ناصر النوبة مؤسس الحراك الجنوبي عبر قناة الجزيرة الفضائية عن استقلال الجنوب ابتداءً من يوم 22/1، وقال إن الجنوب سيكون مقسماً إلى إقليمين هما إقليم عدن وإقليم حضرموت .ودعا النوبة محافظي المحافظات الجنوبية إلى تسيير الأمور في المحافظات إلى حين تشكيل مجلس رئاسي عسكري يتولى الأمور في الجنوب .وقال النوبة بأننا على استعداد لحماية الجنوب، وندعو دول الجوار للاعتراف بدولتنا. وأخيراً وجه نداءً إلى أبناء الجنوب المقيمين بالشمال من قياديين وعسكريين وغيرهم بالعودة إلى الجنوب .
متابعات سياسية
أولاً: استقالة عبد ربه منصور هادي هي الطريق لانفصال الجنوب
رغم تظاهر أميركا بدعم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أثناء حصاره في مقر الرئاسة من قبل عناصر الحوثي، إلا أن هادي قام بتقديم استقالته بعد أن أنهى المهمة. وهو بذلك يكون قد فتح الباب بشكل عملي لأميركا حتى تسير في تنفيذ فصل جنوب اليمن عن شماله. فرغم أن أميركا هي التي تقف وراء الأحداث في اليمن اكتفى المتحدث باسم البيت الأبيض، بالقول أن "واشنطن غير متأكدة من استقالة هادي وتدعو إلى انتقال ديمقراطي وسلمي في اليمن".
ظاهرياً قدم هادي استقالته بذريعة عدم قدرته على تحمل المسؤولية في ظل الأوضاع القائمة، ويعني بها محاصرة الحوثيين للقصر الرئاسي واختطاف رئيس مكتب الرئيس ومحاصرة رئيس الحكومة. فقد ذكر هادي في نص الاستقالة التي وجهها إلى رئيس مجلس النواب: "نظراً للمستجدات التي ظهرت على سير العملية الانتقالية للسلطة سليماً (..) وجدنا أننا غير قادرين على تحقيق الهدف الذي تحملنا في سبيل الوصول إليه الكثير (..) ولهذا نعتذر لكم شخصياً ولمجلسكم الموقر وأتقدم إليكم باستقالتي من رئاسة الجمهورية اليمنية".
وقد جاءت استقالة الرئيس هادي بعد ساعات من وصول مبعوث الأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر إلى صنعاء؛ ليكون شاهد زور على ما تنفذه أميركا. كما جاءت استقالة هادي بعد وقت قليل من استقالة حكومة خالد بحاح الذي برر استقالته بقوله: "قررنا اليوم أن نقدم استقالتنا لفخامة رئيس الجمهورية وإلى الشعب اليمني، حتى لا نكون طرفاً في ما يحدث وفيما سيحدث، ولا نتحمل مسؤولية ما يقوم به غيرنا أمام الله وأمام الشعب".
ورغم الاحتجاج الظاهري لوزراء خارجية دول الخليج في اجتماعهم يوم الأربعاء 21/1 على ما وصفوه بـ"فرض الأمر الواقع بالقوة" من قبل الحوثيين إلا أن دول مجلس التعاون الخليجي كلها متآمرة على وحدة اليمن بنفس المستوى الذي تتآمر به إيران. وهذا يؤكد مرة أخرى أن دول المنطقة ليست سوى بيادق في خدمة المشروع الأميركي.
والحقيقة أن الرئيس هادي نفسه جزء من الجريمة السياسية التي تتعرض لها اليمن حالياً. فهادي هو الذي سهل للحوثيين كل أسباب السيطرة على مفاصل الدولة وعلى مناطق واسعة من البلاد بسبب تخاذله أمامهم وأيضاً بسبب تحالف الحوثيين مع جماعة علي عبد الله صالح في المؤسسات الأمنية والعسكرية.
ورغم وجود خلاف بين منصور هادي وبين علي عبد الله صالح لكن الحقيقة أنهما مع الحوثيين يسيرون في تنفيذ مخطط أميركا بتقسيم اليمن وإضعاف مركز الإسلام في المجمتع وتمكين أميركا من السيطرة على الثروات النفطية الكبيرة التي تزخر بها البلاد.
ويكفي دلالة على تورط هادي مع الحوثيين ومع علي صالح في جريمة ضرب الوحدة في اليمن أن هادي وقع للحوثي على كل شروطه الأربعة قبل الإستقالة. وكان الأجدر به أن يستقيل من الرئاسة قبل أن يوافق للحوثي على شروطه بعد يوم واحد من خطاب الحوثي.
فقد أعرب بيان للرئاسة اليمنية الأربعاء 21/1، عن الاستعداد لـ"تعديل مسودة الدستور"، سواء بـ"الحذف أو الإضافة"، و"توسيع العضوية في مجلس الشورى خلال مدة أقصاها أسبوع واحد". ودعا البيان، الذي نشرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، ممثلي المكونات السياسية الموقعة على اتفاق السلم والشراكة لـ"وضع آلية تنفيذية لتطبيق الشراكة في مؤسسات الدولة"، مضيفاً أن "لأنصار الله والحراك الجنوبي السلمي وبقية المكونات السياسية المحرومة من الشراكة في مؤسسات الدولة حق التعيين في كل مؤسسات الدولة بتمثيل عادل وفقاً لما تضمنته وثيقة الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة".
وقد علق وزير الخارجية الأميركي على هذا الإتفاق الجديد بما يفيد أن أميركا تؤيد هذا الإتفاق بقوله: "هناك معلومات متضاربة وكثيرة فيما يخص الوضع باليمن حيث جرت محادثات بين الحوثيين وحكومة الرئيس هادي. فالحكومة اليمنية استجابت لمعظم مطالب واعتراضات الحوثيين ان لم يكن جميعها. فالحوثيون أقروا أن الرئيس عبد ربه منصور هادي ما زال رئيساً لليمن".
أما من سيتولى الأمر بعد الرئيس هادي، فمن الواضح أن أتباع الحوثي وأتباع صالح هم الذين سيتولون مباشرة حكم البلاد. فقد أعلن القيادي الحوثي علي العماد قائلاً: "نحن بصدد تشكيل مجلس رئاسي ولا نعترف بشرعية مجلس البرلمان لأنه غير شرعي ولا يحق له البت باستقالة الرئيس". وقال إن هذا المجلس "سيتشكل من الجيش واللجان الشعبية وأحزاب سياسية".
ولقطع الطريق على أي طرف ثان غير الحوثي وصالح لتولى الحكم، قام الحوثيون بوضع رئيس مجلس الأمن القومي ووزير الدفاع وبعض الشخصيات السياسية الهامة تحت الإقامة الجبرية. كما قام الحوثيون بمحاصرة مقر مجلس النواب بعد أن رفض ظاهرياً رئيس البرلمان يحيى الراعي، وهو من أتباع علي صالح، استقالة منصور هادي من منصبه وقرر عقد جلسة طارئة صباح الجمعة 23/1.
أما كيف ستنفذ أميركا عملية فصل الجنوب فقد بدأت علامات ذلك تظهر في تحركات الجنوبيين بالتهديد بالإنفصال وإيقاف ضخ النفط واعلان بعض المحافظات الجنوبية عدم تنفيذ أوامر وتعليمات العاصمة صنعاء, وتجميع القوى لخوض حرب ضد الحركة الحوثية إذا ما فكرت بالسيطرة على الجنوب. وفوق ذلك وبمناسبة استقالة الرئيس هادي أعاد أحمد بن أحمد الميسري القيادي في حزب المؤتمر الشعبي بالمحافظات الجنوبية دعوته للرئيس هادي بـ"العودة إلى الجنوب وإعلان الدولة الجنوبية وعاصمتها عدن وتحت توافق قيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي". وقال المسيري على الجزيرة الفضائية يوم 22/1 أنه يجب علينا "التقاط الفرصة التاريخية للخروج عن صنعاء" بعد أن وقعت في يد الحوثيين.
كما أصدرت اللجنة الأمنية بعدن، يوم 22/1 بعد استقالة هادي، بياناً تضمن دعوة كافة الوحدات العسكرية والأمنية في محافظات أبين وعدن ولحج والضالع إلى التزام مواقعها العسكرية. وتضمن البيان توجيهاً بعدم استقبال أي توجيهات من أي جهات حكومية في صنعاء والالتزام بالتوجيهات الصادرة من السلطات المحلية بهذه المحافظات ومن قيادة المنطقة العسكرية الرابعة. وتضمن البيان أيضاً دعوة للمواطنين إلى التعاون مع عناصر اللجان الشعبية التي قال أنها ستشارك منذ الليلة في حماية جميع المرافق والمؤسسات الحكومية في هذه المحافظات.
وفيما لم تذكر اللجنة الأمنية بعدن أية دعوة لاستقلال الجنوب، أعلن العميد ناصر النوبة مؤسس الحراك الجنوبي عبر قناة الجزيرة الفضائية عن استقلال الجنوب ابتداءً من يوم 22/1، وقال إن الجنوب سيكون مقسماً إلى إقليمين هما إقليم عدن وإقليم حضرموت .ودعا النوبة محافظي المحافظات الجنوبية إلى تسيير الأمور في المحافظات إلى حين تشكيل مجلس رئاسي عسكري يتولى الأمور في الجنوب .وقال النوبة بأننا على استعداد لحماية الجنوب، وندعو دول الجوار للاعتراف بدولتنا. وأخيراً وجه نداءً إلى أبناء الجنوب المقيمين بالشمال من قياديين وعسكريين وغيرهم بالعودة إلى الجنوب .