المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ٱلْمَلِكُ ٱلْقُدُّوسُ ٱلسَّلاَمُ ٱلْمُؤْمِنُ ٱلْمُهَيْمِنُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْجَبَّارُ



سليم
10-06-2009, 08:24 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في سورة الحشر ذكر أسماء الله الحسنى حيث يقول الله تعالى:"هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْمَلِكُ ٱلْقُدُّوسُ ٱلسَّلاَمُ ٱلْمُؤْمِنُ ٱلْمُهَيْمِنُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْجَبَّارُ ٱلْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ",والسؤال هو أهو ترتيب مقصود أم مصادفة؟ولماذا جاءت بهذا الترتيب؟
طبعًا لا يجوز ولا ينبغي أن يكون هذا الترتيب مصادفة أو عشوائيًا,فهو إذاً ترتيب مقصود,فما غايته؟
في إنتظار تفاعلكم.

مؤمن
11-06-2009, 04:22 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في سورة الحشر ذكر أسماء الله الحسنى حيث يقول الله تعالى:"هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْمَلِكُ ٱلْقُدُّوسُ ٱلسَّلاَمُ ٱلْمُؤْمِنُ ٱلْمُهَيْمِنُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْجَبَّارُ ٱلْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ",والسؤال هو أهو ترتيب مقصود أم مصادفة؟ولماذا جاءت بهذا الترتيب؟
طبعًا لا يجوز ولا ينبغي أن يكون هذا الترتيب مصادفة أو عشوائيًا,فهو إذاً ترتيب مقصود,فما غايته؟
في إنتظار تفاعلكم.

أفدنا بارك الله فيك و أضيف هل يترتب على هذا الأمر حكم شرعي هل يترتب عليه أمر عقائدي أم هو بيان لروعة القرآن في تقرير الحقائق أم هناك فائدة أو لفت النظر لأمر ما !!

سليم
11-06-2009, 08:56 PM
أفدنا بارك الله فيك و أضيف هل يترتب على هذا الأمر حكم شرعي هل يترتب عليه أمر عقائدي أم هو بيان لروعة القرآن في تقرير الحقائق أم هناك فائدة أو لفت النظر لأمر ما !!

السلام عليكم
وبارك الله بك أخي الحبيب مؤمن...والحقيقة أن الأمر هو بيان روعة القرآن وحبك نظمه وتألق أسلوبه:
الملاحظ أن آخر الآية " سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ" جاءت لتدل على تنزيه الله عن أن يكون له شركاء في أحد هذ الصفات,فهو _سبحانه وتعالى_ واحد أحد فرد صمد لا يوازيه أحد ولا يعادله شيء,ولتدل على أن الصفات هذه صفات تنزيه وكلها تصب في محل واحد:
فقوله تعالى:"ٱلْمَلِكُ" أي الحاكم في الناس ولا حاكم فوقه, وهو الملك الحق ولا ملك سواه, وجاء بهذه الصفة بعد صفة الرحمن الرحيم في الآية التي سبقت هذه بقوله:" هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ هُوَ ٱلرَّحْمَـٰنُ ٱلرَّحِيمُ"ليبيّن لنا أنها حاكمية رحمة ورأفة وليست جور وظلم.
وجاء بعدها بصفة " ٱلْقُدُّوسُ"لينزه الملك_ الله_ عن نقائص الملوك من بني آدم وما يلحقها من غرور واعتداد بالنفس واتباع الشهوات في الحكم,فالقدوس تعني المبارك والمطهر في ذاته.وذكر بعدها صفة "ٱلسَّلاَمُ"أي ذو السلام، أي السلامة، وهي أنه تعالى سالَمَ الخلقَ من الظلم والجور. وفي الحديث " إن الله هو السلام " ومنه السّلام.
وذلك للدلالة على العدل في معاملته الخلق.
وعقب صفه السلام بـ" ٱلْمُؤْمِنُ" وهواسم فاعل من آمن, أي جعل غيره آمن .فغيره يآمنون الغدر والكَيد منه,فهو لا يغدر ولا يمكر مكر البشر السيء.
وصفة "ٱلْمُهَيْمِنُ"جاءت بعد المؤمن والتي تعني الرقيب بلغة قريش، والحافظ في لغة بقية العرب, وذلك لدفع توهم أن تأمينه عن ضعف أو عن مخافة غيره، فأُعلموا أن تأمينه لحكمته مع أنه رقيب مطلع على أحوال خلقه فتأمينه إياهم رحمة بهم.
و"ٱلْعَزِيزُ" عقبت صفة المهيمن والتي تعني الذي لا يُغلب ولا يُذلّه أحد، فهو الغالب, ليعلم الناس أن الله غالب لا يعجزه شيء.
و"ٱلْجَبَّار" وتدل على أنّه مسخر المخلوقات لإِرادته ولا شيء يخرج عن مشيئته والكل طوع أمره,وختم بصفة"ٱلْمُتَكَبِّر" الدالة على أنه ذو الكبرياء يصغر كل شيء دون كبريائه فكانت هذه الصفات في جانب التخويف كما كانت الصفات قبلها في جانب الإِطماع.
فــــ" سُبْحَـٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ".

سليم
13-06-2009, 01:45 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الآية السابقة هي 23من سورة الحشر,والآية الآخيرة وهي رقم 24 ذُكرت فيها صفات الله أنه خالق بارئ مصور, يقول الله تعالى:"ُهوَ ٱللَّهُ ٱلْخَالِقُ ٱلْبَارِىءُ ٱلْمُصَوِّرُ لَهُ ٱلأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ ",فما معنى الخالق البارئ المصور؟, أهي مترادفة أم متباينة المعاني؟وما سر هذا الترتيب؟.

مؤمن
13-06-2009, 12:17 PM
بارك الله فيك اخي سليم و نفعنا الله بكم دائما

ابو عمر الحميري
31-05-2010, 05:04 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الآية السابقة هي 23من سورة الحشر,والآية الآخيرة وهي رقم 24 ذُكرت فيها صفات الله أنه خالق بارئ مصور, يقول الله تعالى:"ُهوَ ٱللَّهُ ٱلْخَالِقُ ٱلْبَارِىءُ ٱلْمُصَوِّرُ لَهُ ٱلأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ ",فما معنى الخالق البارئ المصور؟, أهي مترادفة أم متباينة المعاني؟وما سر هذا الترتيب؟.

هذا هو تفسير الآية الاخيرة من سرة الحشر وهو منقول من تفسير القرطبي ويوضح الفرق بين الخالق والبارئ والمصور واليك التفسير .
هو الله الخالق البارئ المصور

" الخالق " هنا المقدر . و " البارئ " المنشئ المخترع . و " المصور " مصور الصور ومركبها على هيئات مختلفة . فالتصوير مرتب على الخلق والبراية وتابع لهما . ومعنى التصوير التخطيط والتشكيل . وخلق الله الإنسان في أرحام الأمهات ثلاث خلق : جعله علقة , ثم مضغة , ثم جعله صورة وهو التشكيل الذي يكون به صورة وهيئة يعرف بها ويتميز عن غيره بسمتها . فتبارك الله أحسن الخالقين . وقال النابغة : الخالق البارئ المصور في الأرحام ماء حتى يصير دما وقد جعل بعض الناس الخلق بمعنى التصوير , وليس كذلك , وإنما التصوير آخرا والتقدير أولا والبراية بينهما . ومنه قوله الحق : " وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير " [ المائدة : 110 ] . وقال زهير : ولأنت تفري ما خلقت وبعض القوم يخلق ثم لا يفري يقول : تقدر ما تقدر ثم تفريه , أي تمضيه على وفق تقديرك , وغيرك يقدر ما لا يتم له ولا يقع فيه مراده , إما لقصوره في تصور تقديره أو لعجزه عن تمام مراده . وقد أتينا على هذا كله في " الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى " والحمد لله . وعن حاطب بن أبي بلتعة أنه قرأ " البارئ المصور " بفتح الواو ونصب الراء , أي الذي يبرأ المصور , أي يميز ما يصوره بتفاوت الهيئات . ذكره الزمخشري

سليم
16-06-2010, 12:02 AM
السلام عليكم
وبارك الله فيك أخي أبا عمر الحموري على ردك البهيّ.
وسر الترتيب_والعلم عند الله_:
فقد جاء ترتيب الصفات: ( الخالق ، البارىء ، المصور )ّ ومعانيها كما فسرها العلماء تدل على سر الترتيب فيها ، و أنها ليست مترادفة
فالخالق : المقَدِّر والمقلب للشيء بالتدبير إلى غيره.
والْبَارِئُ : المنشئ للأعيان من العدم إلى الوجود.
و أمّا الْمُصَوِّرُ:فهو الممثل للمخلوقات بالعلامات التي يتميز بعضها عن بعض. يقال: هذه صورة الأمر أي مثاله.
فأولا يكون خلقًا ثم بَرْءًا ثم تصويرًا. فالشيء قبل أن يتصور على حالته التي تميزه عن غيره لابد أن يكون قد أوجد من العدم و لابد أن يكون قبل ذلك قد قدر و هيكل ..فسبحان الله " لَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ".
وفي سورة الحشر وايراد الصفات الثنائية" العزيز الحكيم" نكتة بلاغية, فالله سبحانه وتعالى ذكرها في أول آية من السورة,وذكر التسبيح بصيغة الماض:"سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ",وختم السورة بالآية:"يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ",وهو من البلاغة السامية وهو ما يسمى برد الصدر على العجز,,حيث ذكر التسبيح بصيغة الماضي في البدء, لأن الماض يدل على الحدوث والثبات,وأنه هو العزيز الحكيم,وختمها بصيغة الماضي لبيان أن التسبيح مستمرًا غير منقطع, لأن المضارع يدل على الإستمرار,وهو أيضًا العزيز الحكيم, فتسبيحه يعني تنزيهه ,ففيح السورة بالتنزيه وختمها بالتنزيه.فسبحان الله عما يصفون.