المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لسنا لنا معاذ الكساسبة



عبد الواحد جعفر
26-12-2014, 12:04 PM
لسنا ‫كلنا_معاذ_الكساسبة‬
بقلم: كفاح عيسى

ما رأيكم أن نضع جانبا ولو للحظة شخوصنا ونبتعد ولو لبرهة عن المؤامرة والتشكيك في نوايا المُتحدث؟ وأن نضع جانبا إحساسنا جميعا بهول الصدمة لما سمعنا ورأينا، وأن نعقد نقاشا حضاريا بخصوص ما حدث.

أسرد هنا مجموعة من النقاط المرقمة والتي يمكن مُناقشة وتفنيد كُلُّ واحدة منها على حدة:

1. مشاركة الأردن في التحالف الدولي ضد "الدولة الإسلامية" ولو بالمساندة (اللوجستية) هو خطأٌ جسيم: أقف (كواحدٍ من أبناء هذا البلد) ضد مشاركتنا في هذا التحالف قلبا وقالبا ومن حيث المبدأ. فهذه أمريكا ومعها الدول الغربية لا تسعى لنا في خيرٍ أبدا وهي دول مستعمرة وجديرٌ بنا أن نكون قد تعلمنا الدروس المريرة والأثمان الباهظة التي دفعناها جراء التعاون مع المستعمر ضد إخوة لنا وما حدث قبل مئة عام تقريبا فيما يُسمى بالثورة العربية. ومن الناحية الشرعية (وهي الأهم بلا شك) لا أظن أنه يختلف إثنان في حُرمة الإستعانة بالعدو الذي دمّر العراق وأفغانستان وقتل واغتصب المسلمين في كل مكان ونهب خيراتهم وقطّع أوصالهم وزرع إسرائيل بينهم.

2. مشاركة الأردن في قصف إخوتنا بالطائرات (مهما اختلفنا معهم) هو جريمة: لا نعرف على وجه التحديد عدد الطلعات الجوية التي نفذتها الطائرات الأردنية كما ولا نعرف (ولا أظن أن أحدا يعرف) على وجه التحديد عدد الضحايا الذين سقطوا جرّاء هذا القصف. ولكن كلنا نعرف أن هذه الطائرات غير دقيقة في قصفها فلن تقصف لنقل "المُحاربين" من الدولة الإسلامية والذين أُصر على اعتبارهم إخوة لنا (مهما كان الخلاف) بل -ونعرف يقينًا- أنها ستقصفُ أبرياء من نساءٍ وأطفال.
ولتذكيركم، فقد تسابقنا منذ فترة وجيزة في شتم الطيّارة الإماراتية التي شاركت في القصف بل وقيل بأن عشيرتها تبرأت منها.

3. تعاطُفُنا مع الطيار الأسير والدعوة له بالرجوع بالسلامة والدعوة لأهله بالصبر والثبات دون اعتبار لما كان يفعله على بعد 800 كلم من الحدود الأردنية شمال سورية فيه ظُلمٌ كبير ووقوفٌ إلى جانب المعتدي: فإذا كان ‫#‏معاذ_الكساسبة‬ ابنًا لنا فماذا يكون من يسقط من الضحايا الذين تقصفهم الطائرات الأردنية؟! أطفالا ونساءً!؟ كلهم جزءٌ من أمة واحدة ودماؤهم متكافئة. أن نتعاطف مع الطيار فيه ظلمٌ كبير لمن سقطوا ضحايا له. ولا أنكر أننا كلنا شعرنا بالصدمة وأنا عن نفسي شعرت بالعار والخزي أن يسقط واحد من شباب هذه البلد بهذا الشكل متلبسا بهذا العمل الإجرامي ولكن علينا أن نتحرى العدل والقسط ولو على أنفسنا.

4. الحادثة التي أثارتنا أمس هي حادثة واحدة تخص فردا واحدا، المصيبة الأكبر بمراحل هي "ماذا بعد ذلك؟" و "لماذا نفتح على أنفسنا أبواب جهنم؟ ونقف مع العدو؟" : أُصيبت البلاد باضطراب والناس بالوجل منذ أعلن الأردن مشاركته التحالف الدولي، وكنا نظن أنه تحالف إسنادي (لوجستي) ولكن الآن وقد بدت الصورة الواضحة في عمليات قصف جوي مُباشرة بل وحرب بالوكالة عن أمريكا وذيولها أصبح عندنا ألف سبب لنقف بحزم ونضع حدا لهذا المشاركة وأن تنسحب الأردن فورًا منها. لأن هذا التحالف الشيطاني لن يجر علينا سوى الويلات وسيغرق البلاد في ويلات الحروب والتي بقيت بعيدة عنها حتى الآن. سندخل الحرب ونحن نقف مع الطرف الخاسر، سندخل الحرب متعاونين مع الدولة السورية المجرمة والتي سمحت لطيراننا بقصف شمالها ومع التحالف الدولي الشيطاني.

5. الموقف الشعبي يقف ضد المشاركة في الحرب على "الدولة الإسلامية": على الرغم من الجهد الإعلامي الخيالي والذي بُذل على شيطنة الدولة الإسلامية، وإشاعة الأكاذيب عنها (فيما يبدو لتبرير ضربنا لإخوتنا) فإنني التقي وفي كل يوم (وفي أماكن لا يمكن توقعها) من يُبدي تعاطفا مع الدولة، وحتى من لم يتعاطف معها من الإخوة والحركات الإسلامية والتي وقفت ضد الدولة تماما فإنهم جميعا رفضوا وبشكلٍ قاطع ومستندٍ على الدليل الشرعي فكرة مساندة التحالف ضد الدولة الإسلامية. بعبارة أخرى: مهما كان الموقف الشعبي فإنه في غالبه يضم إما متعاطفين أو غير متعاطفين ولكنهم معارضون تماما لفكرة مشاركة العدو في ضرب إخوتنا. بل وهنالك الشريحة الثالثة والتي ترى أن ضربنا للدولة هو دخولٌ في حربٍ ليست حربنا وهي جرٌ للبلاد إلى الهاوية.

6. تبرير الجريمة: لا أستغرب أبدا من وجود شريحة تبرر ما تقوم به الدولة الأردنية، وتبرر ضربنا لشمال سورية والعراق، وبأن تلك هي ضربات استباقية إلى آخر ذلك. إلى أولئك أقول، أنكم لا تختلفون شيئا عمن يقف مع نظام بشار الأسد المجرم، في حربه المزعومة ضد الإرهاب.

أقول قولي هذا وأستغفر اللهَ العظيم لي ولكم ولا حول ولا قوة إلا بالله.