المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نهاية القرار الفرنسي !



عادل محمد عايش الأسطل
14-12-2014, 12:25 AM
نهاية القرار الفرنسي !
د. عادل محمد عايش الأسطل
دخول مشروع القرار الفرنسي بالاشتراك مع لندن وبرلين على الخط، لم يكن سهلاً على الولايات المتحدة، والذي يحمل الخطوط العريضة لمبادئ اتفاقية سلام بين إسرائيل والفلسطينيين خلال فترة عامين بدءاً من تاريخ تسجيله، كبديلٍ للخطوة الفلسطينية باتجاه مجلس الأمن، بشأن تبني قرار الاعتراف بالدولة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، قبل وصول أعياد الميلاد تحديداً، كون القرار في نظر فرنسا وشركائها، يحمل مقترحات جيّدة للطرفين، فمن ناحية يُجنّب الفلسطينيين متاعب البحث عن الدعم الكافي بين أعضاء المجلس لنجاح مشروعهم، ويساعد الإسرائيليين من ناحيةٍ أخرى، باتجاه دفع عملية السلام قدماُ، ودعت بأن على الولايات المتحدة، المسارعة بردّها على القرار بالضوء الأخضر أو بحيادها على الأقل، كي يأخذ طريقه المخصصة له، باعتباره فرصة مهمّة يجب عدم تفويتها، كونه يدعو إلى استئناف سريع للمفاوضات، على أساس سلسلة من المبادئ الكبرى – حل الدولتين- مع تحديد عامين كحدٍ أقصى لإنهاء المفاوضات، وفي مرحلة لاحقة، تنوي الدول صاحبة القرار، عقد مؤتمر دولي لدعم المفاوضات السياسية بمشاركة الدول العربية.
فواشنطن ولأسباب حساسة وأكثر لصيقة بإسرائيل، لم (تحفُل) كثيراً بمشروع القرار الأوروبي، فعلاوةً على الرفض الإسرائيلي له، فإنها تسعي لجعل نهاية له أولاً، لاعتبارها المنبر الحصري والراعية الرئيسة لمسألة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وأنها في هذا الصدد، لم تُشر لأحدٍ بأن يقوم مقامها ثانياً، كما أنها لم تشأ أن تردّ (بنعم) على تلك الدعوة، بحجة أنها ليست مستعدّة لذلك، وأن الوقت ليس مناسباً تماماً، بالنظر إلى شكوكها في قدرتها على التأثير على حليفتها إسرائيل، وهي في أوج المعركة الانتخابية الداخلية والتي بدأت منذ الآن.
عدم الحفل الأمريكي بالقرار، بقدر ما كان مُؤذياً للأوروبيين، بقدر ما ضغط بشدّة على واشنطن، لإظهار ما يشبه الانفتاح السياسي، باتجاه أن تقوم بتجربة ما، عبر مؤسسات الأمم المتحدة، بهدف تسوية القضية الفلسطينية بناءً على طريقتها، مع اتخاذ كافة تدابير الحرص والحذرٍ اللازمين، سيما بعد الأفشال المتتالية للمسارات التفاوضيّة المباشرة بين الطرفين، وبالنظر لمشاهدتها تنامياً في عدد الاقتراحات ومشاريع القرارات- الفلسطيني والفرنسي- وعدد الدول داخل الأمم المتحدة المطالبة بالحركة في القضية ذاتها.
ترتيباً على ما سبق، فقد أضاءت واشنطن لوزير خارجيتها "جون كيري" بأن يقوم بإفشاء صيغة أمريكية خلال لقائه مع رئيس الوزراء "بنيامين نتانياهو" في العاصمة الإيطالية (روما) الاثنين المقبل، تهدف إلى الخروج من الأزمة المشتركة، والتي تنحصر في قيام واشنطن بنشر قرار يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية، بصيغة مخفّفة وأكثر مُريحة لإسرائيل، وستعمل بالمقابل، من أجل أن يقبل به الفلسطينيين، كون مشروعهم ليس مضمون النجاح، والقرار الفرنسي أيضاً، ليس جديراً بالاهتمام لديهم، كونه فضفاضاً بالنسبة لهم، لذلك فإن عليهم إدراك أن قرارها يمثّل الحل الوسط، وبالإمكان تشغيله فوراً، والذي يرتكز على تعزيز مقترحاتها السابقة ضمن خطّة (اتفاق الإطار)، والذي يشمل من ناحية، الإشارة إلى حدود 1967، (مع تبادل للأراضي)، وعلى الجانب الآخر يؤكد متطلبات الأمن الإسرائيلية، بما في ذلك إشارة واضحة إلى الهوية اليهودية لإسرائيل، وإسقاط البند الخاص بتحديد موعد نهائي للانسحاب الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
المشروع الأمريكي يبدو صعباً أمام الفلسطينيين باعتباره مؤلماً أكثر من المبادرات والمقترحات الفائتة، وإن كان سيصدر عن مجلس الأمن كونه مُلزماً، ولكن البيت الأبيض يأمل بأن لا يغيب عنهم، بأن هناك فيتو في الانتظار، وأن عليهم مراعاة تدفق المساعدات الأمريكية لصالح السلطة الفلسطينية تحديداً، كما يقع على عاتقهم تقدير قيمة دفعهِ (الخفي) باتجاه إسقاط "نتانياهو" عن الحكم، لصالح اليسار الإسرائيلي.
خانيونس/فلسطين
13/12/2014

youniss
10-01-2015, 11:02 AM
الان وبعد ما جرى في فرنسا هل هناك رابط يمكن من خلاله تفسير ما حدث ام انه لا علاقة بين الامرين وان ما يجري يهدف من خلاله مشروع اخر وصفحة جديده من صفحات المشاريع الامريكيه

عبد الواحد جعفر
11-01-2015, 12:42 PM
الان وبعد ما جرى في فرنسا هل هناك رابط يمكن من خلاله تفسير ما حدث ام انه لا علاقة بين الامرين وان ما يجري يهدف من خلاله مشروع اخر وصفحة جديده من صفحات المشاريع الامريكيه
من تتبع واقع حادثة الهجوم على صحيفة شارلي أبيدو وحيثياتها، والتي تدل بشكل شبه قاطع على أن مثل هذه العملية لا يمكن أن يقوم بتنفيذها إلا عناصر جرى تدريبها على يد أجهزة أمنية سهلت لها عملية التنفيذ، وأخرجتها على أنها هجوم إرهابي استدلت الأجهزة الأمنية الفرنسية على هوية فاعليه من نسيان! أحدهم هويته في السيارة التي استقلوها لتنفيذ العملية!!! ليجري بعد ساعات قليلة تحديد الفاعلين المزعومين وهما الأخوين كواشي؛ لتجري الملاحقة والعثور على المكان الذي يتحصنا فيه محتجزين رهينة ليجري تصفيتهم جسدياً، دون الحرص على الإمساك بهما لاستجوابهما وأخذ معلومات عن الجهات التي تقف خلف العملية وكيفية الحصول على المعلومات والأموال والأسلحة، إلا أن السلطات الفرنسية قامت بإنهاء الأدلة ظناً منها أن ستميت الحقيقة بموتهما!
أما ما هي الأهداف والدوافع لهذه العملية، والجهات التي تقف خلفها، فلا بد من معرفة واقع فرنسا ودورها في السياسة العالمية وعلاقتها بأميركا وسيرها في مشاريعها. ففرنسا ومنذ سنة 2007؛ أي منذ مجيء اليميني نيكولا ساركوزي إلى الحكم، وفرنسا تدور في فلك أميركا، حيث أحدث ساركوزي قطيعة مع سياسة سلفه جاك شيراك، والذي كان ينتهج سياسة محاولة تهديد مصالح أميركا إلى السير في سياسة تأمين هذه المصالح؛ أي الدوران في فلك السياسة الأميركية، والمؤشرات على ذلك كثيرة، وبخاصة سياسة الوفاق التي انتهجتها الإدارة الأميركية وفرنسا في إدارة صراع المصالح في إفريقيا. ومن ذلك أيضاً سير فرنسا إلى جانب أميركا في مشروع الشرق الأوسط الكبير، وكذلك سيرها حالياً في الحلف الشيطاني الذي تقوده أميركا في الحرب على الإسلام والمسلمين. في الوقت الذي تعتبر فيه فرنسا أكبر دولة غربية تضم أكبر جالية مسلمة في أوروبا.
وهذا الدور الذي تقوم به فرنسا يعرضها لنقمة المسلمين من جهة، ويعرضها أيضاً لنقمة الشعب الفرنسي الذي يرى أن لا ناقة ولا جمل لفرنسا في هذه الحرب التي تشنها أميركا على بلاد المسلمين.
وبناءً على ذلك فإن من أهداف العملية المسلحة التي استهدفت صحيفة شارلي أبيدو، والطابع الذي جرى تصويرها به؛ بأنها عملية انتقام لرسول الله صلى الله عليه وسلم لنشر هذه الصحيفة رسوماً مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم منذ قرابة السنتين. إنما يتعلق بإشعار الفرنسيين بخطورة "الإرهاب" الإسلامي وأن الشعب الفرنسي ليس بمنأى عنه. وأن على فرنسا أن تقوم بأعمال وقائية لتجنيب الفرنسيين ويلات هذا "الإرهاب"، وبالتالي هي لخلق المبرر لدى الحكومة الفرنسية للقيام بأعمال أمنية داخلية وعسكرية خارجية هدفها ضرب المسلمين، وتبرير المشاركة في هذه الأعمال _العسكرية الخارجية_ لدى الشارع الفرنسي.
وهذه سياسة لن تكون خاصة بفرنسا وحدها وإنما ستكون ذريعة لدول العالم كلها وبخاصة تلك الدولة التي تشارك أميركا حلفها الشيطاني لضرب المسلمين.