مؤمن
29-05-2009, 11:01 PM
أوباما ينتظر من حكومة نتنياهو قبول حل الدولتين ويدرج وقف البناء الاستيطاني ضمن المصالح القومية الاميركية
الرئيسان اوباما وعباس
الجمعة مايو 29 2009
واشنطن، لندن - - غداة تأكيد الرئيس الأميركي باراك اوباما انه سيستمر في الضغط على الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتينياهو لفرض تجميد كامل على بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة وتأييد هدف اقامة دولة فلسطينية، ابرزت صحف بريطانية عدة ادراج اوباما وقف البناء الاستيطاني الاسرائيلي في الضفة الغربية ضمن مصالح الأمن القومي الاميركي.
وقد اشارت صحيفة "ذي غارديان" الى الخلافات المتزايدة بين الولايات المتحدة واسرائيل قائلةً ان العلاقات بينهما انحدرت الى مستوى لم تشهده منذ عقدين من الزمن بسبب مسألة الاستيطان واشارت الى ان الناطق باسم الحكومة الاسرائيلية، مارك ريغف، قال امس ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو سيتحدى دعوة البيت الأبيض عن طريق مواصلة البناء في المستوطنات القائمة. وقال ريغف: "اسرائيل...ستلتزم بتعهداتها بعدم بناء مستوطنات جديدة وتفكيك المواقع الاستيطانية غير المرخصة. اما بخصوص المستوطنات القائمة، فان مصيرها سيتحدد في مفاوضات الوضع النهائي بين اسرائيل والفلسطينيين. وفي الفترة الانتقالية، يجب السماح باستمرار الحياة الطبيعية في هذه التجمعات".
وجاء رد الرئيس الاميركي على التحدي الاسرائيلي سريعاً اذ قال اوباما عقب انتهاء محادثاته مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) اذ اعلن معارضته التامة للبناء الاستيطاني وقال: "لا يمكن ان نستمر في السير على غير هدى يجب ان نعيد هذا الامر الى مساره". غير أنه أكد انه لن يضع ما سماه "إطارا زمنيا مصطنعا" لتحقيق السلام في المنطقة، وقال: "إنني قلت قبل قدومي للبيت الأبيض إن اكبر غلطة هي الانتظار حتى قرب انتهاء فترتي الرئاسة الأولى أو الثانية قبل التحرك... فهذا موضوع حساس والسلام مصلحة للولايات المتحدة." مشددا على ثقته بأن الحكومة الإسرائيلية ستدرك في القريب العاجل أهمية قيام دولة فلسطينية.
كما شدد اوباما على ان التزامات اسرائيل بموجب خطة "خارطة الطريق" للتسوية في المنطقة لعام 2003 تتضمن "ايقاف بناء المستوطنات وضمان أن توجد دولة فلسطينية لها مقومات البقاء".
وأوضح أوباما: "إنني واثق من أنه إذا نظرت إسرائيل، في ما يتعلق بمصالحها الاستراتيجية على المدى الطويل، فإنها ستدرك أن حل قيام دولتين هو في مصلحتها كما هو الحال بالنسبة الى الفلسطينيين". وقال: "أنا أشاطر الرئيس عباس مشاعره وأعتقد أن الكثير من الإسرائيليين يشاطرون هذا الرأي بأن الوقت هو لب المسألة. سأبذل كل ما في استطاعتي ...لضمان بدء انطلاق هذه العملية حتى تتحرك من جديد".
وأضاف انه يجب على الفلسطينيين تحقيق مزيد من التقدم نحو تعزيز قواتهم الامنية والحد من "التحريض" المعادي لاسرائيل الذي قال انه ينتشر في المدارس والمساجد. غير أن مصادر فلسطينية في الوفد المرافق للرئيس عباس أبلغت ان الرئيس الفلسطيني رد على ذلك خلال اجتماعه مع أوباما لمدة ساعة قائلا أن الكتب المدرسية الفلسطينية لا تشمل مواد تحريضية ضد إسرائيل، داعيا إلى تشكيل لجان تحقيق خارجية للتحقيق بشأن من يقوم بالتحريض متهماً إسرائيل بذلك.
وأشار أوباما إلى أن لدى الإسرائيليين سبباً وجيهاً للقلق بشأن أمنهم ولهذا فمن المهم مواصلة تحقيق تقدم على هذا الصعيد الذي غالبا ما يؤدي إلى تعطيل محادثات السلام بين الطرفين. وقال أوباما إن السلطة الفلسطينية حققت "تقدما كبيرا" في الموضوع الأمني بمساعدة الجنرال الأميركي دايتون. كما أعرب عن تقديره لإصرار الرئيس عباس على رفضه الموافقة على تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية إلا بعد أن تعترف "حماس" بالمباديء التي أرستها اللجنة الرباعية الدولية. وقال إنه في غياب الاعتراف بإسرائيل والإلتزام بالسلام وبالاتفاقات الموقعة سابقا "سيكون من الصعب أن نرى سلاما على المدى الطويل".
وقد شارك من الجانب الأميركي في المحادثات كل من نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ومستشار أوباما للأمن القومي جيمس جونز، والمبعوث الأميركي الخاص لتسوية الصراع العربي - الإسرائيلي جورج ميتشيل الذي كان قد عاد لتوه من لندن حيث التقى مسؤولين إسرائيليين.
ولم يتحدث في الاجتماع سوى أوباما وميتشيل اللذين أوضحا أنهما ينتظران ردوداً رسمية من الحكومة الإسرائيلية بشأن مطالب محددة تشمل وقف كافة أشكال النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية ورفع الحواجز والعوائق التي تعرقل حركة انتقال الفلسطينيين والقبول بحل الدولتين. وقال مسؤولون أميركيون إنهم يتوقعون أن يحمل وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك في زيارته لواشنطن الأسبوع المقبل ردود إسرائيل على الطلبات الأميركية.
وحاول اوباما طمأنة عباس بقوله: "نحن متمسكون تماما بكل التزاماتنا بموجب خارطة الطريق" ورد عليه عباس قائلا إن السلطة الفلسطينية أيضا ملتزمة تماما بكل تعهداتها بمقتضى خارطة الطريق لعام 2003 والتي تحدد مسار الجانبين للتوصل إلى اتفاق تسوية.
وقال أوباما انه سيتحدث عن افكارة بشان السلام بين اسرائيل والفلسطينيين في كلمته في الرابع من حزيران (يونيو) في القاهرة، لكنه نحى جانبا التكهنات بانه سيكشف النقاب عن مبادرة سلام جديدة وقال "انها عامل حاسم في عقول كثير من العرب في شتى انحاء المنطقة وخارج المنطقة". واشار اوباما مع ذلك الى انه يأمل أن يعمل من اجل سلام أوسع بين اسرائيل وجيرانها العرب.
وكان الرئيس عباس قد استبعد استئناف المحادثات مع إسرائيل حتى تلتزم بهدف قيام دولة فلسطينية وبتجميد بناء المستوطنات وقال: "بالنسبة الى ما قاله الرئيس أوباما، هو يؤكد الالتزامات الدولية الواردة في خطة خارطة الطريق ويؤكد ضرورة وجود دولتين ووقف النشاطات الاستيطانية والوصول إلى سلام من خلال مناقشة القضايا الخاصة بالمرحلة النهائية، فبدون مناقشة هذه القضايا لا يمكن أن يحصل أي تقدم"، مضيفا أن "هذه القضايا الست ناقشناها في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أيهود أولمرت والمفروض أن تستأنف هذه المفاوضات في ما بعد عندما يكون الجو مهيئا لذلك".
وقال موضحا: "ان الأفكار التي طرحناها على الرئيس أوباما هي ما ورد بالضبط في خطة خارطة الطريق والمبادرة العربية للسلام، وهناك آلية من اجل التطبيق من اللجنة الدولية الرباعية ومن اللجنة العربية للمتابعة وعدد من الدول الاسلامية، وهذا اقتراح قدمناه ويحتاج إلى دراسة وبحث من قبل الرئيس أوباما".
واضاف الرئيس الفلسطيني: "نعتبر أن الوقت حساس ومهم جدا وعلينا أن نستفيد من كل دقيقة وساعة من اجل دفع عملية السلام إلى الأمام من اجل تطبيق هذه العملية والوصول إلى السلام العادل".
وأشار الرئيس عباس إلى أن جميع الدول العربية والإسلامية ألزمت نفسها بالمبادرة العربية للسلام وهي تتحدث عن الأرض مقابل السلام، فإذا حصل انسحاب إسرائيلي من الأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية المحتلة، فإن جميع هذه الدول ستكون جاهزة لعلاقات طبيعية مع إسرائيل.
وقال: "نحن من جهتنا نقوم بواجبنا بضبط الأمن في الضفة الغربية وهو لمصلحتنا أولاً ولمصلحة الاستقرار في المنطقة، وهنا لابد الإشارة إلى الشكر للجنرال دايتون وفريقه في مساعدة أجهزتنا الأمنية".
عباس وسياسة الانتظار
من جانب آخر أكد الرئيس الفلسطيني في مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" نشرتها اليوم الجمعة إن دوره الوحيد هو "الانتظار" وقال: "سأنتظر حماس لأن تقبل الالتزامات الدولية. سأنتظر إسرائيل لأن تجمد المستوطنات. وإلى أن يحدث ذلك فإننا في الضفة الغربية لدينا واقعية جيدة.. الناس يعيشون حياة طبيعية".
وقال الرئيس عباس إنه سيرفض استئناف أي مفاوضات مع إسرائيل إلى أن تلبي مطالبه كما أنه لن يوافق على مساعدة جورج ميتشيل لإقناع الدول العربية للقيام بإجراءات صغيرة لبناء الثقة موضحاً: "لا نستطيع التحدث إلى العرب حتى توافق إسرائيل على تجميد المستوطنات وتعترف بحل الدولتين، وحتى ذلك فإننا لا نستطيع التحدث إلى أي جهة".
ودعا الرئيس الفلسطيني الولايات المتحدة إلى الضغط على إسرائيل قائلاً: "الأميركيون هم قادة العالم.. إن باستطاعتهم استخدام وزنهم مع أي كان في العالم. لقد استخدموا وزنهم قبل عامين بالضغط علينا، والآن ينبغي أن يقولوا للإسرائيليين: عليكم الامتثال لشروطنا".
وكشف عباس أن رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت عرض أمامه خارطة لدولة فلسطينية على 97 في المئة من أراضي الضفة الغربية، لكنه اشتكى من أن أولمرت رفض إعطاءه نسخة من الخارطة مؤكدا أن أولمرت قبل مبدأ حق العودة للاجئين الفلسطينيين وهو أمر لم يقره أي رئيس حكومة إسرائيلية من قبل.
وأضاف عباس أن أولمرت عرض إعادة توطين آلاف الفلسطينيين في إسرائيل. وقال إن عرض أولمرت كان أكثر كرما للفلسطينيين من بوش أو بيل كلينتون، مشيرا إلى استحالة قيام أوباما أو أي حكومة إسرائيلية بذلك.
وبالرغم من أن الاختلافات في السياسة كشفت صدعا أميركيا - اسرائيليا نادرا، فانه لم يتضح بعد الى اي مدى سيكون اوباما مستعدا للضغط على إسرائيل كي تقدم ما يمكن ان يساهم في دفع عملية السلام الى امام بينما لم تستكمل حكومته وضع استراتيجيتها بشأن المنطقة. وكشف مسؤولون أميركيون أن الإسرائيليين غاضبون إزاء ما يصفونه بالخط المتشدد الذي تتبعه ادارة أوباما بطلبها وقف الأنشطة الاستيطانية.
ويسعى البيت الأبيض إلى نيل دعم ومساندة مؤيدي إسرائيل في الكونغرس الأميركي من بينهم رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي جون كيري. وإذا ما تمكن البيت الأبيض توسيع هذا الدعم ليشمل أعضاء يهوداً بارزين في مجلس النواب مثل رئيس لجنة الشؤون الخارجية الفرعية للشرق الأوسط في مجلس النواب غاري أكرمان وزميلته نيتا لوي، فقد يجد نتنياهو نفسه في موقف الدفاع لتسببه في توتير العلاقة مع الولايات المتحدة الداعم الذي لا غنى عنه لإسرائيل.
وقال السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل مارتن إنديك المحسوب على اللوبي الإسرائيلي "إن هذا النهج يستند إلى فرضية أن رئيس الحكومة الإسرائيلية يحتاج إلى رئيس أميركي صعب المراس لتبرير قرارات قاسية أمام الرأي العام الإسرائيلي". واضاف: "هناك الكثير في الجالية اليهودية الأميركية وفي إسرائيل سئموا النشاط الاستيطاني.. إن روح العصر بالكامل قد تغيرت".
ونقلت صحيفة "ذي غارديان عن روبرت مالي مساعد الرئيس السابق بيل كلينتون الخاص حول الشؤون العربية- الاسرائيلية قوله عن الخلافات الاميركية-الاسرائيلية: "المفاجأة في هذا ليست الموقف الاسرائيلي. المفاجأة هي قوة الموقف الأميركي. نادرا ما شاهدنا ذلك بهذه الوتيرة وبهذه الكثافة والوضوح. ان الولايات المتحدة اتخذت موقفا لا يعطي الكثير من المجال للتملص على الاطلاق للحكومة الاسرائيلية".
اما صحيفة "ذي تايمز" فقالت الجمعة ان اسرائيل واميركا دخلتا الليلة الماضية في نزاع هو الاشد بينهما منذ عقود بعد ان رفضت الحكومة الاسرائيلية رفضاً تاماً دعوةً من الرئيس اوباما لوقف بناء مستوطنات يهودية في الضفة الغربية. واضافت ان اوباما اتخذ هذا الاسبوع موقفاً من اسرائيل اشد من موقف اي رئيس اميركي منذ عقدين من الزمن. وقالت ان هذا جزء من خطته لاعادة هيكلة علاقات اميركا مع المنطقة والعالم الاسلامي. وتساءلت عما اذا كان اوباما سيقرن كلماته بافعال و"هل سيقطع الرئيس اوباما الدعم المادي-كما هدد بذلك الرئيس بوش الأب-اذا رفضت اسرائيل الانصياع؟".
الرئيسان اوباما وعباس
الجمعة مايو 29 2009
واشنطن، لندن - - غداة تأكيد الرئيس الأميركي باراك اوباما انه سيستمر في الضغط على الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتينياهو لفرض تجميد كامل على بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة وتأييد هدف اقامة دولة فلسطينية، ابرزت صحف بريطانية عدة ادراج اوباما وقف البناء الاستيطاني الاسرائيلي في الضفة الغربية ضمن مصالح الأمن القومي الاميركي.
وقد اشارت صحيفة "ذي غارديان" الى الخلافات المتزايدة بين الولايات المتحدة واسرائيل قائلةً ان العلاقات بينهما انحدرت الى مستوى لم تشهده منذ عقدين من الزمن بسبب مسألة الاستيطان واشارت الى ان الناطق باسم الحكومة الاسرائيلية، مارك ريغف، قال امس ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو سيتحدى دعوة البيت الأبيض عن طريق مواصلة البناء في المستوطنات القائمة. وقال ريغف: "اسرائيل...ستلتزم بتعهداتها بعدم بناء مستوطنات جديدة وتفكيك المواقع الاستيطانية غير المرخصة. اما بخصوص المستوطنات القائمة، فان مصيرها سيتحدد في مفاوضات الوضع النهائي بين اسرائيل والفلسطينيين. وفي الفترة الانتقالية، يجب السماح باستمرار الحياة الطبيعية في هذه التجمعات".
وجاء رد الرئيس الاميركي على التحدي الاسرائيلي سريعاً اذ قال اوباما عقب انتهاء محادثاته مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) اذ اعلن معارضته التامة للبناء الاستيطاني وقال: "لا يمكن ان نستمر في السير على غير هدى يجب ان نعيد هذا الامر الى مساره". غير أنه أكد انه لن يضع ما سماه "إطارا زمنيا مصطنعا" لتحقيق السلام في المنطقة، وقال: "إنني قلت قبل قدومي للبيت الأبيض إن اكبر غلطة هي الانتظار حتى قرب انتهاء فترتي الرئاسة الأولى أو الثانية قبل التحرك... فهذا موضوع حساس والسلام مصلحة للولايات المتحدة." مشددا على ثقته بأن الحكومة الإسرائيلية ستدرك في القريب العاجل أهمية قيام دولة فلسطينية.
كما شدد اوباما على ان التزامات اسرائيل بموجب خطة "خارطة الطريق" للتسوية في المنطقة لعام 2003 تتضمن "ايقاف بناء المستوطنات وضمان أن توجد دولة فلسطينية لها مقومات البقاء".
وأوضح أوباما: "إنني واثق من أنه إذا نظرت إسرائيل، في ما يتعلق بمصالحها الاستراتيجية على المدى الطويل، فإنها ستدرك أن حل قيام دولتين هو في مصلحتها كما هو الحال بالنسبة الى الفلسطينيين". وقال: "أنا أشاطر الرئيس عباس مشاعره وأعتقد أن الكثير من الإسرائيليين يشاطرون هذا الرأي بأن الوقت هو لب المسألة. سأبذل كل ما في استطاعتي ...لضمان بدء انطلاق هذه العملية حتى تتحرك من جديد".
وأضاف انه يجب على الفلسطينيين تحقيق مزيد من التقدم نحو تعزيز قواتهم الامنية والحد من "التحريض" المعادي لاسرائيل الذي قال انه ينتشر في المدارس والمساجد. غير أن مصادر فلسطينية في الوفد المرافق للرئيس عباس أبلغت ان الرئيس الفلسطيني رد على ذلك خلال اجتماعه مع أوباما لمدة ساعة قائلا أن الكتب المدرسية الفلسطينية لا تشمل مواد تحريضية ضد إسرائيل، داعيا إلى تشكيل لجان تحقيق خارجية للتحقيق بشأن من يقوم بالتحريض متهماً إسرائيل بذلك.
وأشار أوباما إلى أن لدى الإسرائيليين سبباً وجيهاً للقلق بشأن أمنهم ولهذا فمن المهم مواصلة تحقيق تقدم على هذا الصعيد الذي غالبا ما يؤدي إلى تعطيل محادثات السلام بين الطرفين. وقال أوباما إن السلطة الفلسطينية حققت "تقدما كبيرا" في الموضوع الأمني بمساعدة الجنرال الأميركي دايتون. كما أعرب عن تقديره لإصرار الرئيس عباس على رفضه الموافقة على تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية إلا بعد أن تعترف "حماس" بالمباديء التي أرستها اللجنة الرباعية الدولية. وقال إنه في غياب الاعتراف بإسرائيل والإلتزام بالسلام وبالاتفاقات الموقعة سابقا "سيكون من الصعب أن نرى سلاما على المدى الطويل".
وقد شارك من الجانب الأميركي في المحادثات كل من نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ومستشار أوباما للأمن القومي جيمس جونز، والمبعوث الأميركي الخاص لتسوية الصراع العربي - الإسرائيلي جورج ميتشيل الذي كان قد عاد لتوه من لندن حيث التقى مسؤولين إسرائيليين.
ولم يتحدث في الاجتماع سوى أوباما وميتشيل اللذين أوضحا أنهما ينتظران ردوداً رسمية من الحكومة الإسرائيلية بشأن مطالب محددة تشمل وقف كافة أشكال النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية ورفع الحواجز والعوائق التي تعرقل حركة انتقال الفلسطينيين والقبول بحل الدولتين. وقال مسؤولون أميركيون إنهم يتوقعون أن يحمل وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك في زيارته لواشنطن الأسبوع المقبل ردود إسرائيل على الطلبات الأميركية.
وحاول اوباما طمأنة عباس بقوله: "نحن متمسكون تماما بكل التزاماتنا بموجب خارطة الطريق" ورد عليه عباس قائلا إن السلطة الفلسطينية أيضا ملتزمة تماما بكل تعهداتها بمقتضى خارطة الطريق لعام 2003 والتي تحدد مسار الجانبين للتوصل إلى اتفاق تسوية.
وقال أوباما انه سيتحدث عن افكارة بشان السلام بين اسرائيل والفلسطينيين في كلمته في الرابع من حزيران (يونيو) في القاهرة، لكنه نحى جانبا التكهنات بانه سيكشف النقاب عن مبادرة سلام جديدة وقال "انها عامل حاسم في عقول كثير من العرب في شتى انحاء المنطقة وخارج المنطقة". واشار اوباما مع ذلك الى انه يأمل أن يعمل من اجل سلام أوسع بين اسرائيل وجيرانها العرب.
وكان الرئيس عباس قد استبعد استئناف المحادثات مع إسرائيل حتى تلتزم بهدف قيام دولة فلسطينية وبتجميد بناء المستوطنات وقال: "بالنسبة الى ما قاله الرئيس أوباما، هو يؤكد الالتزامات الدولية الواردة في خطة خارطة الطريق ويؤكد ضرورة وجود دولتين ووقف النشاطات الاستيطانية والوصول إلى سلام من خلال مناقشة القضايا الخاصة بالمرحلة النهائية، فبدون مناقشة هذه القضايا لا يمكن أن يحصل أي تقدم"، مضيفا أن "هذه القضايا الست ناقشناها في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أيهود أولمرت والمفروض أن تستأنف هذه المفاوضات في ما بعد عندما يكون الجو مهيئا لذلك".
وقال موضحا: "ان الأفكار التي طرحناها على الرئيس أوباما هي ما ورد بالضبط في خطة خارطة الطريق والمبادرة العربية للسلام، وهناك آلية من اجل التطبيق من اللجنة الدولية الرباعية ومن اللجنة العربية للمتابعة وعدد من الدول الاسلامية، وهذا اقتراح قدمناه ويحتاج إلى دراسة وبحث من قبل الرئيس أوباما".
واضاف الرئيس الفلسطيني: "نعتبر أن الوقت حساس ومهم جدا وعلينا أن نستفيد من كل دقيقة وساعة من اجل دفع عملية السلام إلى الأمام من اجل تطبيق هذه العملية والوصول إلى السلام العادل".
وأشار الرئيس عباس إلى أن جميع الدول العربية والإسلامية ألزمت نفسها بالمبادرة العربية للسلام وهي تتحدث عن الأرض مقابل السلام، فإذا حصل انسحاب إسرائيلي من الأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية المحتلة، فإن جميع هذه الدول ستكون جاهزة لعلاقات طبيعية مع إسرائيل.
وقال: "نحن من جهتنا نقوم بواجبنا بضبط الأمن في الضفة الغربية وهو لمصلحتنا أولاً ولمصلحة الاستقرار في المنطقة، وهنا لابد الإشارة إلى الشكر للجنرال دايتون وفريقه في مساعدة أجهزتنا الأمنية".
عباس وسياسة الانتظار
من جانب آخر أكد الرئيس الفلسطيني في مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" نشرتها اليوم الجمعة إن دوره الوحيد هو "الانتظار" وقال: "سأنتظر حماس لأن تقبل الالتزامات الدولية. سأنتظر إسرائيل لأن تجمد المستوطنات. وإلى أن يحدث ذلك فإننا في الضفة الغربية لدينا واقعية جيدة.. الناس يعيشون حياة طبيعية".
وقال الرئيس عباس إنه سيرفض استئناف أي مفاوضات مع إسرائيل إلى أن تلبي مطالبه كما أنه لن يوافق على مساعدة جورج ميتشيل لإقناع الدول العربية للقيام بإجراءات صغيرة لبناء الثقة موضحاً: "لا نستطيع التحدث إلى العرب حتى توافق إسرائيل على تجميد المستوطنات وتعترف بحل الدولتين، وحتى ذلك فإننا لا نستطيع التحدث إلى أي جهة".
ودعا الرئيس الفلسطيني الولايات المتحدة إلى الضغط على إسرائيل قائلاً: "الأميركيون هم قادة العالم.. إن باستطاعتهم استخدام وزنهم مع أي كان في العالم. لقد استخدموا وزنهم قبل عامين بالضغط علينا، والآن ينبغي أن يقولوا للإسرائيليين: عليكم الامتثال لشروطنا".
وكشف عباس أن رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت عرض أمامه خارطة لدولة فلسطينية على 97 في المئة من أراضي الضفة الغربية، لكنه اشتكى من أن أولمرت رفض إعطاءه نسخة من الخارطة مؤكدا أن أولمرت قبل مبدأ حق العودة للاجئين الفلسطينيين وهو أمر لم يقره أي رئيس حكومة إسرائيلية من قبل.
وأضاف عباس أن أولمرت عرض إعادة توطين آلاف الفلسطينيين في إسرائيل. وقال إن عرض أولمرت كان أكثر كرما للفلسطينيين من بوش أو بيل كلينتون، مشيرا إلى استحالة قيام أوباما أو أي حكومة إسرائيلية بذلك.
وبالرغم من أن الاختلافات في السياسة كشفت صدعا أميركيا - اسرائيليا نادرا، فانه لم يتضح بعد الى اي مدى سيكون اوباما مستعدا للضغط على إسرائيل كي تقدم ما يمكن ان يساهم في دفع عملية السلام الى امام بينما لم تستكمل حكومته وضع استراتيجيتها بشأن المنطقة. وكشف مسؤولون أميركيون أن الإسرائيليين غاضبون إزاء ما يصفونه بالخط المتشدد الذي تتبعه ادارة أوباما بطلبها وقف الأنشطة الاستيطانية.
ويسعى البيت الأبيض إلى نيل دعم ومساندة مؤيدي إسرائيل في الكونغرس الأميركي من بينهم رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي جون كيري. وإذا ما تمكن البيت الأبيض توسيع هذا الدعم ليشمل أعضاء يهوداً بارزين في مجلس النواب مثل رئيس لجنة الشؤون الخارجية الفرعية للشرق الأوسط في مجلس النواب غاري أكرمان وزميلته نيتا لوي، فقد يجد نتنياهو نفسه في موقف الدفاع لتسببه في توتير العلاقة مع الولايات المتحدة الداعم الذي لا غنى عنه لإسرائيل.
وقال السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل مارتن إنديك المحسوب على اللوبي الإسرائيلي "إن هذا النهج يستند إلى فرضية أن رئيس الحكومة الإسرائيلية يحتاج إلى رئيس أميركي صعب المراس لتبرير قرارات قاسية أمام الرأي العام الإسرائيلي". واضاف: "هناك الكثير في الجالية اليهودية الأميركية وفي إسرائيل سئموا النشاط الاستيطاني.. إن روح العصر بالكامل قد تغيرت".
ونقلت صحيفة "ذي غارديان عن روبرت مالي مساعد الرئيس السابق بيل كلينتون الخاص حول الشؤون العربية- الاسرائيلية قوله عن الخلافات الاميركية-الاسرائيلية: "المفاجأة في هذا ليست الموقف الاسرائيلي. المفاجأة هي قوة الموقف الأميركي. نادرا ما شاهدنا ذلك بهذه الوتيرة وبهذه الكثافة والوضوح. ان الولايات المتحدة اتخذت موقفا لا يعطي الكثير من المجال للتملص على الاطلاق للحكومة الاسرائيلية".
اما صحيفة "ذي تايمز" فقالت الجمعة ان اسرائيل واميركا دخلتا الليلة الماضية في نزاع هو الاشد بينهما منذ عقود بعد ان رفضت الحكومة الاسرائيلية رفضاً تاماً دعوةً من الرئيس اوباما لوقف بناء مستوطنات يهودية في الضفة الغربية. واضافت ان اوباما اتخذ هذا الاسبوع موقفاً من اسرائيل اشد من موقف اي رئيس اميركي منذ عقدين من الزمن. وقالت ان هذا جزء من خطته لاعادة هيكلة علاقات اميركا مع المنطقة والعالم الاسلامي. وتساءلت عما اذا كان اوباما سيقرن كلماته بافعال و"هل سيقطع الرئيس اوباما الدعم المادي-كما هدد بذلك الرئيس بوش الأب-اذا رفضت اسرائيل الانصياع؟".