بوفيصيل
22-09-2014, 01:15 AM
من يأمر ضاربي الأعناق بقتل الغربيين ؟
الجمل- فينيان كانينغهام- ترجمة: رندة القاسم: بالتأكيد مجموعة داعش الارهابية تابعة للاستخبارات العسكرية الغربية، غير ان السؤال الذي يطرح نفسه: هل ضرب أعناق الرهائن الغربيين كان بأوامر من واشنطن ولندن؟
ربما افترض البعض أن داعش أضحت نوعا ما خارج السيطره، و انقلبت على أسيادها السريين في الاستخبارات الأميركية و البريطانيه. و لكن ان راقبت التبعات السياسية لإعدام مواطنين أميركيين و بريطانيين، سيبدو جليا أن هذه الشبكة الإرهابية في الواقع تنفذ أوامر لتسهيل أهداف جيوسياسيه.
النتائج السياسيه المباشره تتمثل في القيام الآن بتعبئة الرأي العام البريطاني و الأميركي من أجل دعم التدخل العسكري في الشرق الأوسط بحجة الثأر لقتل مواطنين غربيين على يد متعصبين بارعين باستخدام السكاكين. و بشكل خاص، تقوم كل من واشنطن و لندن بتحضير الرأي العام للقبول بضربات جوية داخل الأراضي السوريه، الأمر الذي يحقق مشروع تغيير النظام في سوريه الذي سعى له الغرب طويلا ضد حكومة الرئيس بشار الأسد، و هذا هو الهدف الحقيقي، لا ملاحقة داعش كما يريدون منا أن نعتقد.
شهد هذا الأسبوع اطلاق فيلم فيديو يظهر أول اعدام لرجل بريطاني على يد داعش. انه دايفيد هينس، عامل مساعد يبلغ من العمر أربعة و أربعين عاما أسر في سوريه العام الماضي، يظهر في الفيديو راكعا على الأرض مرتديا ملابس برتقاليه مع قيام رجل مقنع بقطع رأسه. ثم شوهدت جثته منبطحة على الأرض و قد وضع الرأس الدامي فوقها.
دايفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني، رد بذعر على الذبح و قال متوعدا أنه "سيلاحق القتله" من أجل عملهم "الشيطاني الصرف".
و في وقت مبكر هذا الشهر، لاقى الصحفي الأميركي ستيفن سوتلوف حتفه على يد ميليشيات داعش بضرب عنقه متبعين ذات الطقوس الهمجية، و كان قد سبقه بأسبوعين صحفي أميركي آخر، هو جيمس فولي ، قتل بنفس الطريقة أمام الكاميرا بينما قتلته من داعش يعلنون أن عملهم انتقام من الضربات الجوية الأميركية ضد قواعدهم في شمال العراق.
و يخشى أيضا أن مواطنا غربيا رابعا بريطانيا، آلان هيمينغ، ربما ذبح بعد أن نشر فيديو غير موثق عن اعدامه الوشيك الى جانب فيديو مقتل هينس.
بعض المحللين ألقوا بظلال الشك على صحة هذه الأفلام معتبرين أنها مزيفه. غير أن سلوك الضحايا و كلماتهم الأخيرة أمام الكاميرا تمنح المصداقية للتسجيلات.و مع وجود العديد من المواطنين الغربيين ،الذين يعتقد أنهم أسرى بيد داعش في سوريه، تسود رؤية مضطربة مفادها أن المزيد من أفلام مرعبة ستطلق في الأسابيع القادمه.
و كان للصور الرهيبة، للمواطنين الأميركيين و البريطانيين مقطوعي الرؤوس ، أثرها الكبير على الرأي العام حول العالم. و في خضم الغضب و الاشمئزاز العالمي المنتشر الآن أعلن الرئيس باراك أوباما عن تشكيل تحالف عالمي عسكري ل "تدمير داعش". و قال اوباما بأن التحالف بقيادة الولايات المتحدة سيقوم بضربات جوية على مقرات الميليشيات في شمال العراق و شرق سوريه.
الحكومة العراقية وافقت على ذلك، ولكن دمشق لم تفعل. و قالت الحكومة السوريه أن أي عمل عسكري كهذا بقيادة الولايات المتحدة يعادل الاعتداء على دولة ذات سياده. و لكن يبدو بأن الرأي العام الغربي ، المصدوم بأفلام الاعدام، سيمنح التحالف بقيادة الولايات المتحدة الموافقة للقيام بضربات جوية داخل سوريه بغض النظر عن القانون الدولي و دون موافقة سوريه.
و قبل ظهور أفلام الاعدام ، كانت الغالبية في الولايات المتحدة و بريطانيا و بقوة ضد أي تدخل عسكري في العراق و سوريه بشكل خاص. ففي العام الماضي، اجبر اوباما على التراجع عن خطة لشن ضربات عسكريه على سوريه خلال أيلول 2013 بعد الهجمات الكيماوية قرب دمشق في 21 آب . و كان الرأي العام حينها غير قانع بأن الحادث لم تقم فيه ميليشيات ترمي الى اثارة التدخل العسكري الغربي .و البرلمان البريطاني، الذي سمع همسات المعارضة المنتشرة بين الشعب البريطاني ضد التدخل، صوت ضد عمل عسكري مفترض. و مع غياب شريك قاس ، أجبرت واشنطن على التخلي عن خططها العسكرية ضد سوريه.
و يبدو الآن أن عقبة الرأي العام أمام تدخل واشنطن و لندن العسكري في سوريه قد زالت في ضوء القتل الوحشي لمواطنين أميركيين و بريطانيين على يد داعش.
و لكن داعش خلقت على يد الاستخبارات السريه الأميركية و البريطانيه و السعودية منذ السنوات الأولى لاحتلال العراق بقياده أميركا عام 2003 عندما قامت الشبكة باذكاء نار النزاع الطائفي لصالح الجيوش المحتله. و كما حال شبكة القاعدة الارهابيه، تخدم داعش أهدافا جيوسياسيه لواشنطن و حلفائها في الشرق الأوسط، هذه الأهداف تضم شن حروب بالوكاله من أجل تغيير أنظمة في دول مستهدفه مثل سوريه ، و تخليد عمليات بيع الأسلحة الأميركية عن طريق اثارة التهديد الأمني المتواصل.
و ارتباط داعش بالاستخبارات الغربية أمر أكده محللون رسميون و شخصيات سابقة في ال CIA و كذلك أعضاء سابقون في القاعده. لذا يبدو من المنطقي و القابل للتصديق قيام قوات حكومية سريه في واشنطن و لندن باعطاء أوامر لداعش من أجل قتل رهائن غربيين. فالنتائج السياسية تناسب الأجنده الجيوسياسيه المتمثلة في التدخل العسكري و تغيير النظام في سوريه. و ربما تكون شخصيات سياسيه في الواجهة مثل أوباما و كاميرون غير مدركة تماما لما تقوم بها قواها السرية، و عندها ستكون ردات فعلها العلنية المذعورة و الناقمة أكثر قابلية للتصديق.
غير أن هذا لا يقلل من شأن النتيجة المروعة و هي أن واشنطن و لندن متورطتان في جريمة قتل مواطنيها من أجل تحقيق أهدافهما الجيوسياسيه.
*بقلم الصحفي الايرلندي فينيان كانينغهام
تُرجم عن موقع Press TV
الجمل
الجمل- فينيان كانينغهام- ترجمة: رندة القاسم: بالتأكيد مجموعة داعش الارهابية تابعة للاستخبارات العسكرية الغربية، غير ان السؤال الذي يطرح نفسه: هل ضرب أعناق الرهائن الغربيين كان بأوامر من واشنطن ولندن؟
ربما افترض البعض أن داعش أضحت نوعا ما خارج السيطره، و انقلبت على أسيادها السريين في الاستخبارات الأميركية و البريطانيه. و لكن ان راقبت التبعات السياسية لإعدام مواطنين أميركيين و بريطانيين، سيبدو جليا أن هذه الشبكة الإرهابية في الواقع تنفذ أوامر لتسهيل أهداف جيوسياسيه.
النتائج السياسيه المباشره تتمثل في القيام الآن بتعبئة الرأي العام البريطاني و الأميركي من أجل دعم التدخل العسكري في الشرق الأوسط بحجة الثأر لقتل مواطنين غربيين على يد متعصبين بارعين باستخدام السكاكين. و بشكل خاص، تقوم كل من واشنطن و لندن بتحضير الرأي العام للقبول بضربات جوية داخل الأراضي السوريه، الأمر الذي يحقق مشروع تغيير النظام في سوريه الذي سعى له الغرب طويلا ضد حكومة الرئيس بشار الأسد، و هذا هو الهدف الحقيقي، لا ملاحقة داعش كما يريدون منا أن نعتقد.
شهد هذا الأسبوع اطلاق فيلم فيديو يظهر أول اعدام لرجل بريطاني على يد داعش. انه دايفيد هينس، عامل مساعد يبلغ من العمر أربعة و أربعين عاما أسر في سوريه العام الماضي، يظهر في الفيديو راكعا على الأرض مرتديا ملابس برتقاليه مع قيام رجل مقنع بقطع رأسه. ثم شوهدت جثته منبطحة على الأرض و قد وضع الرأس الدامي فوقها.
دايفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني، رد بذعر على الذبح و قال متوعدا أنه "سيلاحق القتله" من أجل عملهم "الشيطاني الصرف".
و في وقت مبكر هذا الشهر، لاقى الصحفي الأميركي ستيفن سوتلوف حتفه على يد ميليشيات داعش بضرب عنقه متبعين ذات الطقوس الهمجية، و كان قد سبقه بأسبوعين صحفي أميركي آخر، هو جيمس فولي ، قتل بنفس الطريقة أمام الكاميرا بينما قتلته من داعش يعلنون أن عملهم انتقام من الضربات الجوية الأميركية ضد قواعدهم في شمال العراق.
و يخشى أيضا أن مواطنا غربيا رابعا بريطانيا، آلان هيمينغ، ربما ذبح بعد أن نشر فيديو غير موثق عن اعدامه الوشيك الى جانب فيديو مقتل هينس.
بعض المحللين ألقوا بظلال الشك على صحة هذه الأفلام معتبرين أنها مزيفه. غير أن سلوك الضحايا و كلماتهم الأخيرة أمام الكاميرا تمنح المصداقية للتسجيلات.و مع وجود العديد من المواطنين الغربيين ،الذين يعتقد أنهم أسرى بيد داعش في سوريه، تسود رؤية مضطربة مفادها أن المزيد من أفلام مرعبة ستطلق في الأسابيع القادمه.
و كان للصور الرهيبة، للمواطنين الأميركيين و البريطانيين مقطوعي الرؤوس ، أثرها الكبير على الرأي العام حول العالم. و في خضم الغضب و الاشمئزاز العالمي المنتشر الآن أعلن الرئيس باراك أوباما عن تشكيل تحالف عالمي عسكري ل "تدمير داعش". و قال اوباما بأن التحالف بقيادة الولايات المتحدة سيقوم بضربات جوية على مقرات الميليشيات في شمال العراق و شرق سوريه.
الحكومة العراقية وافقت على ذلك، ولكن دمشق لم تفعل. و قالت الحكومة السوريه أن أي عمل عسكري كهذا بقيادة الولايات المتحدة يعادل الاعتداء على دولة ذات سياده. و لكن يبدو بأن الرأي العام الغربي ، المصدوم بأفلام الاعدام، سيمنح التحالف بقيادة الولايات المتحدة الموافقة للقيام بضربات جوية داخل سوريه بغض النظر عن القانون الدولي و دون موافقة سوريه.
و قبل ظهور أفلام الاعدام ، كانت الغالبية في الولايات المتحدة و بريطانيا و بقوة ضد أي تدخل عسكري في العراق و سوريه بشكل خاص. ففي العام الماضي، اجبر اوباما على التراجع عن خطة لشن ضربات عسكريه على سوريه خلال أيلول 2013 بعد الهجمات الكيماوية قرب دمشق في 21 آب . و كان الرأي العام حينها غير قانع بأن الحادث لم تقم فيه ميليشيات ترمي الى اثارة التدخل العسكري الغربي .و البرلمان البريطاني، الذي سمع همسات المعارضة المنتشرة بين الشعب البريطاني ضد التدخل، صوت ضد عمل عسكري مفترض. و مع غياب شريك قاس ، أجبرت واشنطن على التخلي عن خططها العسكرية ضد سوريه.
و يبدو الآن أن عقبة الرأي العام أمام تدخل واشنطن و لندن العسكري في سوريه قد زالت في ضوء القتل الوحشي لمواطنين أميركيين و بريطانيين على يد داعش.
و لكن داعش خلقت على يد الاستخبارات السريه الأميركية و البريطانيه و السعودية منذ السنوات الأولى لاحتلال العراق بقياده أميركا عام 2003 عندما قامت الشبكة باذكاء نار النزاع الطائفي لصالح الجيوش المحتله. و كما حال شبكة القاعدة الارهابيه، تخدم داعش أهدافا جيوسياسيه لواشنطن و حلفائها في الشرق الأوسط، هذه الأهداف تضم شن حروب بالوكاله من أجل تغيير أنظمة في دول مستهدفه مثل سوريه ، و تخليد عمليات بيع الأسلحة الأميركية عن طريق اثارة التهديد الأمني المتواصل.
و ارتباط داعش بالاستخبارات الغربية أمر أكده محللون رسميون و شخصيات سابقة في ال CIA و كذلك أعضاء سابقون في القاعده. لذا يبدو من المنطقي و القابل للتصديق قيام قوات حكومية سريه في واشنطن و لندن باعطاء أوامر لداعش من أجل قتل رهائن غربيين. فالنتائج السياسية تناسب الأجنده الجيوسياسيه المتمثلة في التدخل العسكري و تغيير النظام في سوريه. و ربما تكون شخصيات سياسيه في الواجهة مثل أوباما و كاميرون غير مدركة تماما لما تقوم بها قواها السرية، و عندها ستكون ردات فعلها العلنية المذعورة و الناقمة أكثر قابلية للتصديق.
غير أن هذا لا يقلل من شأن النتيجة المروعة و هي أن واشنطن و لندن متورطتان في جريمة قتل مواطنيها من أجل تحقيق أهدافهما الجيوسياسيه.
*بقلم الصحفي الايرلندي فينيان كانينغهام
تُرجم عن موقع Press TV
الجمل