المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أميركا وأنموذج "داعش" وأنموذج الحكم العلماني العسكري



عبد الواحد جعفر
01-09-2014, 07:26 PM
أميركا وأنموذج "داعش" وأنموذج الحكم العلماني العسكري
يبدو أن الإدارة الأميركية قد نجحت أيما نجاح في إبراز نموذجين للحكم في المنطقة؛ النموذج الأول: هو النموذج الذي تجسده "دولة داعش في العراق والشام". والثاني: هو نموذج النظام العسكري في مصر. وهما نموذجان منفران، يقومان على الدماء والأشلاء. وواضح أيضاً أن هذين النموذجين جسدا أسوأ أنواع الحكم على الإطلاق؛ إذ الأول يحسب نفسه على الإسلام، في خطة واضحة، وهي ضرب مفهوم الخلافة عند الجماهير، وربطها بالتخلف والهمجية والبربرية ويقوم على الدماء والأشلاء. والثاني ينتمي إلى العلمانية الاستئصالية والتي جسدت بحق أسوأ انوع الحكم العسكري الديكتاتوري؛ الذي يفرض ما يريد بالقوة العسكرية وينشئ محاكم التفتيش ومقاصل الجلادين لخصومه!
ومن الطريقة التي يجري تسويق هذين النموذجين من الحكم يبرز بشكل واضح ما يلي:
أولاً: تريد أميركا ضرب مفهوم الخلافة، وتنفير الناس منها، بل وتشكيل رأي عام ضاغط ضدها، على اعتبار أنها تمثل القتل والتدمير! كما تريد في الوقت نفسه ضرب مفهوم الدولة العسكرية الأمنية القائمة على القمع والإرهاب.
ثانياً: ليس من المرشح أن يستمر هذان الانموذجان من الحكم طويلاً؛ بل المرجح هو أن يكونا حالة مؤقتة يجري التخلص منهما حال تحقيق الغاية من وجودهما. وليس مستغرباً أن تجند أميركا دول العالم قاطبة ضد النموذج الأول؛ ليكون سابقة في تجنيد العالم مستقبلاً عندما تقوم دولة الخلافة في أي قطر من أقطار المسلمين. والسير في الطريق السياسي والإعلامي لإبراز قمع وبطش النموذج العلماني العسكري.
ثالثاً: تريد أميركا من خلال إبراز هذين النموذجين من الحكم الفاشل في المنطقة أن تدفع بالناس للمطالبة بـ"الدولة المدنية" التي تسعى أميركا لتجعلها قبلة الجماهير، وموئل الأمل للشعوب المستضعفة المتطلعة للانعتاق و"الحرية"!
رابعاً: تستعمل أميركا لتسويق هذين النموذجين، وفي الوقت نفسه لهدمهما؛ الإعلام ،الذي تحتل مركز القلب فيه، فتظهر بشاعة هذين النموذجين، وتضلل الناس بأن الأول يمثل الإسلام.
خامساً: الأمة الإسلامية واقعة تحت عملية تضليل فظيعة يقصد منها ضرب الأمة ببعضها، وإشعال الفتن والحروب بينها، مع عملية غسيل للأدمغة بفكرة "الدولة المدنية" التي تتساوى فيها الحقوق والواجبات لمن يحمل تابعيتها، بغض النظر عن الجنس أو العرق أو اللون!
هذا ما تريده أميركا للمنطقة، وهي تعمل بمنتهى الخبث والدهاء لتحطيم أمل الأمة، وإبعادها عن غايتها في الحياة بالعيش في ظل الإسلام، ومن أجل الإسلام، فهل ستنجح أميركا في ذلك؟! هذا ما ستقرره الأمة الإسلامية بوعي أبنائها المخلصين.. ووقوفها إلى جانبهم في التصدي لهجمة أميركا على الإسلام والمسلمين..