المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كاتبة إسرائيلية مشعل بديل عباس



بوفيصيل
21-07-2014, 04:08 AM
هذا ما حدث مساء السبت الماضي، اتصل وزير الخارجية الأمريكي " جون كيري" برئيس الوزراء الإسرائيلي " نتنياهو " وعرض عليه خدماته الجيدة الخاصة بالتوسط بين إسرائيل وحماس.
ماذا اقترح كيري على نتنياهو؟, في هذه المرحلة بقيت تفاصيل اقتراح كيري سرية لكن لا يتوجب على الإنسان ان يكون خبيرا مطلعا على الأسرار حتى يخمن ويقدر هوية الوسيط المقترح امريكيا, فمن سيكون غير الشريك الاستراتيجي الأهم للولايات المتحدة الأمريكية ويمتلك علاقات حميمية مباشرة مؤثرة مع حماس إنها بكل بساطة " قطر".
بهذه المقدمة المكثفة استهلت الكاتبة والمحللة الإسرائيلية المعروفة " فيزين رابينا " مقالتها المطولة المنشورة اليوم " السبت " على موقع " nrg" أو " معاريف" سابقا" تحت عنوان "هناك سببا للقلق فأمريكا في طريقها للاعتراف بحماس ".
قبل أسبوعين نشر موقع " nrg " وثيقة قيل إنها تسربت من الخارجية القطرية تتكون من ثمان صفحات يتضح منها بان حوارا يدور منذ فترة بين أمير قطر والإدارة الأمريكية يتعلق بهوية وشخصية وريث " ابو مازن" وان خالد مشعل احد ثلاثة أسماء مطروحة وليس مجرد واحد من مجموعة بل يشكل اسما مفتاحيا في هذا المخطط .
ووفقا للنموذج الأمريكي فان مشعل لم يكن الوريث الوحيد بل جزءا من قيادة جماعية تضم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الى جانب شخصيات أخرى مقربة من قطر مثل جبريل الرجوب لكن في هذا الوضع الأسماء هي الشيء غير الهام بل ان بداية مشاركة حماس هو المهم لأنه يؤشر إلى أفكار ورؤى تنضج حاليا في أروقة البيت الأبيض .
والسؤال الهام حاليا هل تقرب الأزمة الحالية المتفجرة بين حماس وإسرائيل هذا اليوم الموعود يوما تسيطر فيه حماس على غزة والضفة الغربية ؟ هل نشهد أمام أعيننا ولادة محور جديد يتكون من الولايات المتحدة وقطر وحماس ؟ يبدو ان اقتراح كيري ضم قطر للوساطة يؤشر ايجابيا الى الجواب على هذه الأسئلة الهامة ويبدو إن الجواب على هذه الأسئلة هو " نعم " خاصة وان قطر ليست فقط حليفا للولايات المتحدة بل هي الوسيط المفضل لدى حماس .
يقيم خالد مشعل حاليا في قطر ويحظى باحترام الملوك ويلتقي مع امير البلاد ويجري اجتماعات ولقاءات سياسية وأظهرت المرحلة الأولى من عملية " الجرف الصامد " " بين يوم السبت والاثنين " بان قطر يمكن ان تكون وسيطا واقعيا محتملا او يمكن القول بان محور " تركيا- قطر " وان خالد مشعل أمضى هذه الفترة متنقلا بين الدوحة وأنقرة ما عزز الشعور بان القطرين شددوا قبضتهم على سير الامور وعززوا صورتهم كوسيط محتمل مستغلة الفراغ الذي تركه غياب الرئيس المصري " عبد الفتاح السيسي" الذي لاذ بالصمت وفضل البقاء على مسافة آمنة من العملية وذلك على عكس الدور المصري في المرات السابقة حين قامت مصر دور الوسيط بين إسرائيل وحماس لكن هذه المرة خلق " السيسي" شعورا بأنه يفضل أن يجلس جانيا وترك حماس تأكل من الطبخة التي ارتضتها لنفسها .
وناسب الموقف المصري إسرائيل التي كانت تبحث عن متسع من الوقت يتيح لها فرصة تدمير البنية التحتية لحماس وكذلك لائم موقف " المتفرج" مصر التي أعلنت في وقت سابق حماس كحركة إرهابية فقامت بتدمير الأنفاق وأغلقت معبر رفح وأيضا لائم الموقف المصري حركة حماس التي ترتاب وتشك بنوايا الرئيس المصري ولا تثق به كوسيط وبالمقابل تعزز الشعور بان قطر ترسخ موقعها كوسيط ويمكن ملاحظة هذا ليس فقط لان القطريين عقدوا هذا الأسبوع صفقة أسلحة أمريكية بقيمة 11 مليار دولار بل يمكن ملاحظة هذا أيضا عبر تغيير نغمة قناة الجزيرة وذلك خلافا لرئيس وزراء تركيا " اوردغان " الذي لم يتمالك نفسه وساوى هذا الأسبوع بين عضو الكنيست المتطرف " ايلت شاكيد " وهتلر حولت الجزيرة من مسارها وتراجعت عن الحملة العنيفة التي شنتها بداية الحرب وطالبت فيها بتوسيع المواجهة لتشمل الضفة الغربية والقدس وتوقفت هذه الحملة وهذا ما فسره بعض المختصين كشرط إسرائيلي أساسي لقبول دور قطري في جهود الوساطة .
متوج الملوك
وفجأة انقلب كل شيء حيث اجتمع يوم الاثنين الماضي وزراء الخارجية العرب في القاهرة واستغل " السيسي " الذي جلس جانبا حتى تلك اللحظة الفرصة وحرق الأوراق جميعها وقدمت مصر لإسرائيل مقترحا أوليا لوقف إطلاق النار كان من المقرر أن يتحول المقترح المصري إلى قرار عربي صادر عن الجامعة العربية وكان هذا ردا مصريا ذكيا .
بدورها تصرفت إسرائيل أيضا بذكاء وحكمة وأعلنت قبولها المقترح المصري وهنا وجدت حماس نفسها داخل الشرك وادعت بأنها علمت بالمقترح المصري من وسائل الإعلام فقط وكانت الليلة الواقعة بين الاثنين والثلاثاء ليلة صعبة وقاسية على حماس حيث تفجر داخل قيادتها جدالا عنيفا أعلن الجناح العسكري في نهاية الجدال رفضه للمقترح المصري وتجسيدا لهذا الرفض شن صباح اليوم التالي هجوما صاروخيا على إسرائيل فتح الطريق أمام المرحلة الثانية من عملية " الجرف الصامد.
واتضح بعد فوات الأوان أن ادعاء حماس يحمل في طياته الكثير من الحقيقة وتبين بان المقترح المصري لم يكن سوى خطوة تكتيكية تتضمن كمين سياسي الهدف منها منح إسرائيل مزيد من الوقت لمواصلة تدمير وضرب حماس تحت ستار من الشرعية الدولية وهذا الفهم بالضبط هو من أغلق الطريق أمام جون كيري الذي كان في طريقه للقاهرة للاجتماع بالرئيس السيسي وعاد أدراجه إلى واشنطن بعد إطلاق المبادرة المصرية.
هل هذه هي نهاية الوساطة القطرية ؟ الأمر بعيد جدا عن هذا بل يمكن القول بان العكس هو الصحيح لان تحرك " جون كيري" تحرك بعيد المدى إضافة إلى ذلك كانت الخطوة التالية التي قام بها" كيري" بعد إعلان مصر ان اتصل هاتفيا بالعاصمة التركية أنقرة حيث كان يعقد اجتماعا ضم وزراء خارجية قطر وتركيا وهمس في أذانهم بان اتفاق وقف إطلاق النار يجب أن يضم ويشمل جميع الإطراف .
من ناحيتنا يمكن للتوتر الذي انفجر بين الجناح العسكري لحركة وحماس وخالد مشعل وإسماعيل هنية ان يشكل مع الوقت " تبييضا" محتملا لصورة خالد مشعل استعدادا للمرحلة القادمة من المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس .