المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل الدولة الإسلامية ليست روحية؟؟



حسين ابوبكر
16-07-2014, 05:45 PM
أود سؤالكم عن هذا النص الوارد في نظام الحكم الطبعة الرابعة في صفحة 19 :- "وهي دولة سياسية بشرية وليست إلهية روحية" هل القول بأن "الدولة الإسلامية دولة سياسية وليست دولة روحية" هو قول صحيح حيث ينطبق مدلوله على واقع الدولة الاسلامية تمام الانطباق،فمن يقرأ هذا النص هل يستطيع أن يدرك واقع الدولة الاسلامية ادراكا يحدده ويميزه عن واقع الدولة الرأسمالية و يستطيع تصور مدلول الدولة في الاسلام تصورا صحيحا يعطي الصورة الحقيقية عنه؟ إذ يمكن أن يفهم من دلالة هذه الجملة أن واقع الدولة في الاسلام هو نفس واقع الدولة في الرأسمالية من حيث انفصال السلطة الزمنية عن السلطة الروحية ومن حيث عدم قيامها على الأساس الروحي ، أرجوا التوضيح ، بارك الله فيكم

عبد الواحد جعفر
17-07-2014, 05:59 PM
أود سؤالكم عن هذا النص الوارد في نظام الحكم الطبعة الرابعة في صفحة 19 :- "وهي دولة سياسية بشرية وليست إلهية روحية"

هذا النص: (وهي دولة سياسية بشرية وليست إلهية روحية) يتضمن مسألتين:
الأولى: "أن الدولة الاسلامية دولة بشرية وليست دولة إلهية"، وهذا القول صحيح حيث ينطبق على واقع الدولة الإسلامية تمام الانطباق، وهذا ما قاله الحزب ونص عليه في كتبه ونشراته؛ لذلك ليست هذه المسألة هي محل الاعتراض، وإنما المشكلة هي في المسألة الثانية، وهي: "أن الدولة الاسلامية دولة سياسية وليست دولة روحية" إذ يمكن أن يفهم من هذه الجملة أن واقع الدولة في الاسلام هو نفس واقع الدولة في الرأسمالية من حيث انفصال "السلطة الزمنية" عن "السلطة الروحية" ومن حيث عدم قيامها على الأساس الروحي.
أما واقع الدولة في الرأسمالية فقد بينه الحزب في كتبه ونشراته كما ورد في نظام الاسلام في صفحة 66 حيث جاء فيه ما نصه: "ومن هنا قامت في المسيحية سلطتان: السلطة الروحية والسلطة الزمنية "أعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله" وكان رجال السلطة الروحية هم رجال الدين وكهنته، وكانوا يحاولون أن تكون السلطة الزمنية بأيديهم، حتى يرجحوا عليها السلطة الروحية في الحياة، ومن ثم نشأ النزاع بين السلطة الزمنية والسلطة الروحية. وأخيراً تم جعل رجال الدين مستقلين بالسلطة الروحية، لا يتدخلون بالسلطة الزمنية، وقد فصل الدين عن الحياة لأنه كهنوتي، وهذا الفصل بين الدين والحياة، هو عقيدة المبدأ الرأسمالي، وهو أساس الحضارة الغربية، وهو القيادة الفكرية التي يحملها الاستعمار الغربي للعالم ويدعو لها".
وأما واقع الدولة في الاسلام فقد بلوره الحزب في كتبه ونشراته ومن ذلك ما ورد في كتاب نظام الاسلام في صفحة 68 حيث جاء فيه ما نصه:
"ولهذا يجب أن يُقضى على كل ما يمثل الناحية الروحية منفصلة عن الناحية المادية. فلا رجال دين في الإسلام، وليس فيه سلطة دينية بالمعنى الكهنوتي، ولا سلطة زمنية منفصلة عن الدين، بل الإسلام دين منه الدولة، وهي أحكام شرعية كأحكام الصلاة، وهي طريقة لتنفيذ أحكام الإسلام وحمل دعوته. ويجب أن يلغى كل ما يشعر بتخصيص الدين بالمعنى الروحي وعزله عن السياسة والحكم، فتلغى المؤسسات التي تشرف على النواحي الروحية، فتلغى إدارة المساجد وتكون إدارتها تابعة لإدارة المعارف، وتلغى المحاكم الشرعية والمحاكم النظامية، ويجعل القضاء واحداً لا يحكم إلا بالإسلام، فسلطان الاسلام سلطان واحد".
وكما ورد في صفحة 114 من نفس الكتاب:
"والإسلام يعالج مشاكل الانسان كلها، وينظر للإنسان كلا لا يتجزأ، ولذلك يعالج مشاكله بطريقة واحدة، وقد بنى نظامه على أساس روحي، هو العقيدة، فكانت الناحية الروحية هي أساس حضارته، وهي أساس دولته، وهي أساس شريعته"
على ضوء هذه النصوص؛ أي على ضوء إدراك واقع الدولة في الرأسمالية وفي الاسلام يتبين أن القول بأن الدولة الاسلامية "دولة سياسية وليست دولة روحية" يمكن أن يفهم منه مدلول فصل الدولة باعتبارها سلطة سياسية "دولة سياسية" عن الناحية الروحية أو عن الأساس الروحي "وليست دولة روحية" لذلك جاء تعبير الحزب عن واقع الدولة الاسلامية بكلام غاية في الوضوح والدقة "فكانت الناحية الروحية هي أساس دولته" "وليس فيه سلطة دينية بالمعنى الكهنوتي، ولا سلطة زمنية منفصلة عن الدين، بل الاسلام دين منه الدولة وهي أحكام شرعية كأحكام الصلاة".
وبناء على ذلك فإن هذا النص الوارد في الطبعة الرابعة من كتاب نظام الحكم في الإسلام غير صحيح ولا يطابق الواقع، وبالتالي فإن مدلوله يتعارض مع واقع الدولة في الإسلام، علاوة على أنه لا يعطي التصور الصحيح عن يدرك واقع الدولة في الإسلام.
ولذلك اعتبر ما جاء الطبعة الرابعة ملغى لمعارضته أفكار الإسلام وأحكامه التي يتبناها الحزب.