بوفيصيل
14-07-2014, 03:33 AM
إن هدف عملية «الجرف الصامد» اعادة الهدوء، والوسيلة الى ذلك قتل مدنيين. فاسرائيل تؤمن جدا بأنها اذا قتلت مئات الفلسطينيين في غزة فسيُحرز الهدوء. والقضاء على سلاح حماس غير مأمول، فقد برهنت من قبل على أنها تعرف كيف تتسلح مرة اخرى؛ واسقاط سلطة حماس هدف غير واقعي (وغير شرعي) لا تريده اسرائيل: فهي تعلم أن البديل سيكون اسوأ كثيرا. وهكذا بقينا مع هدف واحد هو مع هتاف الجمهور. وقد أصبح عند الجيش الاسرائيلي «خريطة ألم»، وهي اختراع شيطاني جديد حل محل «بنك الاهداف» الذي لا يقل عنها شيطانية، وأخذت هذه الخريطة تتسع في سرعة مخيفة.
شاهدوا محطة «الجزيرة» باللغة الانجليزية، وهي محطة مهنية متزنة (بخلاف أختها «العربية»)، وانظروا الى مقدار النجاح. فلن تروه في المنتديات الاسرائيلية «المفتوحة» التي هي مفتوحة كالعادة للضحية الاسرائيلي فقط تقريبا – لكنكم سترون في «الجزيرة» الحقيقة الكاملة بل قد تُزعزعون. فقد أخذت الجثث في غزة تتراكم. وهي قائمة يأس لقتل جماعي يجدد كل لحظة وتفخر اسرائيل به، أصبحت تشمل عشرات المدنيين القتلى وفيهم 24 ولدا الى ظهر أمس؛ ومئات الجرحى ودمار ورعب وخراب، وقصف مستشفى ومدرسة ايضا. إن الهدف هو الهجوم على بيوت سكن، ولن يساعد أي نفاق، فالحديث عن جريمة حرب حتى لو كان الجيش الاسرائيلي يسميها «مواقع قيادة» أو «غرف جلسات». صحيح أنه توجد هجمات أقسى كثيرا من الهجوم الاسرائيلي لكنه لا يوجد حتى لاجئون في هذه الحرب التي ليست هي سوى هجوم متبادل على مدنيين – الفيل في مواجهة الذبابة. وليس للسكان في غزة بخلاف سوريا والعراق، ترف الفرار نجاة بأنفسهم لأنه لا يوجد مكان يُهرب اليه في قفص.
منذ كانت حرب لبنان الاولى، أي منذ أكثر من ثلاثين سنة، أصبح قتل العرب هو الوسيلة المركزية في الاستراتيجية الاسرائيلية، فلم يعد الجيش الاسرائيلي يحارب جيوشا وصار هدفه الرئيس السكان المدنيين. فقد ولد العرب فقط كي يقتلوا ويُقتلوا – كما يعلم الجميع – وليس لهم هدف آخر في حياتهم واسرائيل تقتلهم. يجب بالطبع أن نشمئز من طريقة عمل حماس، فهي لا توجه فقط صواريخها على أهداف مدنية في اسرائيل ولم تقم قواعدها بين السكان المدنيين فقط – ونشك في أن يكون عندها بديل في القطاع المزدحم – بل أسلمت ايضا سكان غزة للقصف الاسرائيلي الوحشي دون أن تهتم بمجال آمن واحد أو بملجأ أو بصافرة انذار. وهذه جريمة. لكن هجمات سلاح الجو الاسرائيلي لا تقل عن ذلك إثما بسبب النتيجة وبسبب القصد لأنه لا يوجد منزل في غزة لا يسكنه عشرات النساء والاولاد، ولهذا لا يستطيع الجيش الاسرائيلي أن يزعم أنه لا يقصد اصابة الأبرياء. واذا كان هدم بيت مخرب في الضفة قد أثار شيئا من الجدل الضعيف فانهم يهدمون الآن عشرات البيوت على ساكنيها. ويتنافس جنرالات احتياط ومحللون في الجيش النظامي فيمن يثير اقتراحا أكثر تغولا: «اذا قتلنا عائلاتهم فسيخيفهم ذلك» بين اللواء أورن شاحور دون أن يطرف له جفن؛ «يجب أن نُحدث وضعا بحيث لا يعرفون غزة حينما يخرجون من مكامنهم»، بين الآخرون، دون خجل ودون سؤال الى أن يكون تقرير غولدستون التالي.
إن الحرب دون هدف واضح هي من أقبح الحروب؛ والاصابة المتعمدة للمدنيين من أكثر الوسائل اجراما. يوجد الآن خوف في اسرائيل لكن نشك في أن يوجد اسرائيلي واحد يمكن أن يتخيل ما الذي يجري الآن على 1.8 مليون هم سكان غزة أصبحت حياتهم البائسة مرة اخرى حياة رعب. ليست غزة «جحر أفاعي» بل هي منطقة يأس لبشر. وليست حماس جيشا فهي بعيدة عن ذلك برغم كل التخويف: واذا كانت قد بنت حقا نظام أنفاق جد متطور في غزة فلماذا لا تبني قطار تل ابيب تحت الارض؟.
بعد قليل ستكون قد نفذت ألف طلعة جوية وألقي ألف طن من المتفجرات واسرائيل تنتظر «صورة النصر» التي قد أحرزت وهي .
هآرتس 13/7/2014
جدعون ليفي
تعليق
بعد ان جرت امريكا اسرائيل لحرب غير متكافئة بعد ان تم تمريغ وجه الجيش الذي لا يقهر وبعد ان تم تقتيل مدنيين بالجملة فانه بانتظار اسرائيل تقرير جولدستون رقم ٢ فيما اذا ما تم تطويع اليمين الاسرائيلي لتبقى السيوف مسلطة على رقبة اسرائيل
شاهدوا محطة «الجزيرة» باللغة الانجليزية، وهي محطة مهنية متزنة (بخلاف أختها «العربية»)، وانظروا الى مقدار النجاح. فلن تروه في المنتديات الاسرائيلية «المفتوحة» التي هي مفتوحة كالعادة للضحية الاسرائيلي فقط تقريبا – لكنكم سترون في «الجزيرة» الحقيقة الكاملة بل قد تُزعزعون. فقد أخذت الجثث في غزة تتراكم. وهي قائمة يأس لقتل جماعي يجدد كل لحظة وتفخر اسرائيل به، أصبحت تشمل عشرات المدنيين القتلى وفيهم 24 ولدا الى ظهر أمس؛ ومئات الجرحى ودمار ورعب وخراب، وقصف مستشفى ومدرسة ايضا. إن الهدف هو الهجوم على بيوت سكن، ولن يساعد أي نفاق، فالحديث عن جريمة حرب حتى لو كان الجيش الاسرائيلي يسميها «مواقع قيادة» أو «غرف جلسات». صحيح أنه توجد هجمات أقسى كثيرا من الهجوم الاسرائيلي لكنه لا يوجد حتى لاجئون في هذه الحرب التي ليست هي سوى هجوم متبادل على مدنيين – الفيل في مواجهة الذبابة. وليس للسكان في غزة بخلاف سوريا والعراق، ترف الفرار نجاة بأنفسهم لأنه لا يوجد مكان يُهرب اليه في قفص.
منذ كانت حرب لبنان الاولى، أي منذ أكثر من ثلاثين سنة، أصبح قتل العرب هو الوسيلة المركزية في الاستراتيجية الاسرائيلية، فلم يعد الجيش الاسرائيلي يحارب جيوشا وصار هدفه الرئيس السكان المدنيين. فقد ولد العرب فقط كي يقتلوا ويُقتلوا – كما يعلم الجميع – وليس لهم هدف آخر في حياتهم واسرائيل تقتلهم. يجب بالطبع أن نشمئز من طريقة عمل حماس، فهي لا توجه فقط صواريخها على أهداف مدنية في اسرائيل ولم تقم قواعدها بين السكان المدنيين فقط – ونشك في أن يكون عندها بديل في القطاع المزدحم – بل أسلمت ايضا سكان غزة للقصف الاسرائيلي الوحشي دون أن تهتم بمجال آمن واحد أو بملجأ أو بصافرة انذار. وهذه جريمة. لكن هجمات سلاح الجو الاسرائيلي لا تقل عن ذلك إثما بسبب النتيجة وبسبب القصد لأنه لا يوجد منزل في غزة لا يسكنه عشرات النساء والاولاد، ولهذا لا يستطيع الجيش الاسرائيلي أن يزعم أنه لا يقصد اصابة الأبرياء. واذا كان هدم بيت مخرب في الضفة قد أثار شيئا من الجدل الضعيف فانهم يهدمون الآن عشرات البيوت على ساكنيها. ويتنافس جنرالات احتياط ومحللون في الجيش النظامي فيمن يثير اقتراحا أكثر تغولا: «اذا قتلنا عائلاتهم فسيخيفهم ذلك» بين اللواء أورن شاحور دون أن يطرف له جفن؛ «يجب أن نُحدث وضعا بحيث لا يعرفون غزة حينما يخرجون من مكامنهم»، بين الآخرون، دون خجل ودون سؤال الى أن يكون تقرير غولدستون التالي.
إن الحرب دون هدف واضح هي من أقبح الحروب؛ والاصابة المتعمدة للمدنيين من أكثر الوسائل اجراما. يوجد الآن خوف في اسرائيل لكن نشك في أن يوجد اسرائيلي واحد يمكن أن يتخيل ما الذي يجري الآن على 1.8 مليون هم سكان غزة أصبحت حياتهم البائسة مرة اخرى حياة رعب. ليست غزة «جحر أفاعي» بل هي منطقة يأس لبشر. وليست حماس جيشا فهي بعيدة عن ذلك برغم كل التخويف: واذا كانت قد بنت حقا نظام أنفاق جد متطور في غزة فلماذا لا تبني قطار تل ابيب تحت الارض؟.
بعد قليل ستكون قد نفذت ألف طلعة جوية وألقي ألف طن من المتفجرات واسرائيل تنتظر «صورة النصر» التي قد أحرزت وهي .
هآرتس 13/7/2014
جدعون ليفي
تعليق
بعد ان جرت امريكا اسرائيل لحرب غير متكافئة بعد ان تم تمريغ وجه الجيش الذي لا يقهر وبعد ان تم تقتيل مدنيين بالجملة فانه بانتظار اسرائيل تقرير جولدستون رقم ٢ فيما اذا ما تم تطويع اليمين الاسرائيلي لتبقى السيوف مسلطة على رقبة اسرائيل