المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأبعاد السياسية لإطلاق الصواريخ على فلسطين المحتلة عام 1948



بوفيصيل
12-07-2014, 09:35 PM
الابعاد السياسية لاطلاق الصواريخ على فلسطين المحتل عام 1948

ان المقصود من وراء نشر مشاهد حالة الرعب في كيان يهود من اطلاق الصواريخ على مناطق المحتل من فلسطين عام 1948 هو ارسال عدة رسائل من اهمها وابرزها اولاً:- ارسال رسالة لنواة اليمين الصلبة في كيان يهود ان التغيرات الجيوسياسية في المنطقة تفرض على "اسرائيل" تغيير عقيدتها الامنية وان ما يسمى العمق الاستراتيجي للدولة قدسقط وانتهى ويجب البحث عن حلول اخرى وهذا بدا واضحا في تصريحات مسؤول القبة الحديدية ان القبة الحديدية التي انفقت الدولة عليها المليارات قد فشلت فشلاً ذريعاً وانها اى القبة الحديدة لم تعترض سوى سدس الصواريخ واشار في تصريحه الى سقوط 5 صواريخ على ديمونا في جنوب فلسطين المحتل عام 1948 والتي يتواجد فيها المفاعل النووي ثانياً:- تحريض الشارع "الاسرائيلي" حتى ترتفع الاصوات المطالبة بالاجتياح البري حيث ان هناك معارضة في داخل المؤسسة العسكرية والوسط السياسي باجتياح قطاع غزة وحتى يتمكن نتنياهو من تحقيق ما اسند له بالتوافق مع امريكا والسلطة الفلسطينية وقيادة حماس وحكام المنطقة مصر والاردن والسعودية من القيام بالمهمة القذرة ضرب البنية العسكرية للفصائل الفلسطينية وبخاصة حماس اكبر فصيل فلسطيني في قطاع غزة تمهيداً لتحول حماس الى منظمة سياسية كما بدا واضحا من تصريحات خالد مشعل في مصر عام 2012 في تبني خيار المقاومة الشعبية ، وحتى لا يكون سوى سلاح واحد وجهاز امن واحد وهو الذي تم باشراف الجنرال دايتون ...... انه لا يخفى على كل ذي بصر وبصيرة سياسية ان حكام يهود عملاء لامريكا كحكام المسلمين سواء بسواء وان كيان يهود مجرد اداة في يد الغرب الكافر وإذا كانت الدولة التي زرعها الصليبيون في فلسطين قد احتاجت إلى مئة وخمس وعشرين سنة حتى سقطت وزالت، فإن الدولة التي زرعها الصليبيون الجدد لا تحتاج إلاّ إلى تصميم المسلمين على خلعها، وإلى مواصلة الكفاح لبينما تعود الدولة الإسلامية إلى الوجود، وحينئذ، فإن هذه النبتة المسخ إن لم تسقط من نفسها، فإن الشهداء سيطيحون بها بين عشية وضحاها ولو حَمَتها ملايين طائرات الاباتشي والمئات من القبة الحديدية
فالى الوعى السياسي على مخططات الكفار والعمل على افشالها ندعوكم ايها المسلمون ويا اهل فلسطين
منقول / ابوالعابد الشامي

بوفيصيل
12-07-2014, 11:41 PM
كتب رئيس التحرير د.ناصر اللحام - لم تقبل حكومة نتانياهو بأبي مازن رئيسا ، واعتبروه رجلا ضعيفا . ومهما حاول الرئيس وحكوماته اظهار السلام لاسرائيل ، ومدّ يد المصافحة لحكوماتها ، الا ان الصحف العبرية امتلأت بكاريكاتيرات السخرية وتظهره لا يقوى على ادارة الصراع ولا يمكن صنع السلام معه .

وحين أمر الرئيس ورئيس فتح . بحلّ كتائب شهداء الاقصى الذراع العسكري لفتح ، قامت اسرائيل بالتنكيل بالشعب الفلسطيني فواصلت الاعتقالات والاحكام العالية واجتياح مدن الضفة واهانة السلطة وتعمّد اهانة الاجهزة الامنية الفلسطينية ، ومحاصرة الموظفين في السلطة ماليا لدرجة غضب الشعب الفلسطيني تحوّل في فترة من الفترات ضد القيادة الفلسطينية ولماذا لا تزال حتى الان تفاوض مثل هذه القيادة الاسرائيلية . ومع ذلك وفي مقابلة مع التلفزيون الاسرائيلي قبل اكثر من سنة قال ابو مازن : انه مستعد ألا يعود الى مدينة صفد ( مسقط رأسه ) من اجل صنع السلام . ولكن اسرائيل زادت صلفا وعنجهية . ورد مكتب نتانياهو على هذا القول ( انه مجرد كلام لا يعني شيئا لحكومة اسرائيل ) .

تضاعف الاستيطان عشرات المرات ، واقتحام الاقصى وجرائم المستوطنين وانتشار الفاشية والعنصرية والدعوات الى طرد العرب ، فشعر الشعب الفلسطيني بالقهر ، وجاع أهل غزة ، وكاد اهل الضفة يموتون من القهر ، وصار التمييز العنصري داخل الخط الاخضر سمة العصر .

اما اليوم وحين ترى تل ابيب ومدن الساحل تنوء تحت صواريخ المقاومة ، فان الجبهة الداخلية الفلسطينية وفي ردة فعل تلقائية التفت حول المقاومة ، ويشعر كل فلسطيني وعربي ان هذا ما تستحقه اسرائيل فعلا ، وان هذه الصواريخ قد تعيد الى الاحزاب الصهيونية رشدها ، فلا الولايات المتحدة ولا وزير الدفاع الامريكي هيجل ولا الامم المتحدة ولا القبة الحديدية تستطيع ان تحمي تل ابيب من غضب الجياع ، وان هذا يوم " التشفّي " باسرائيل وجيشها وشرطتها العنصرية وبرلمانها العنصري واحزابها الفاشية .

نسبة ضئيلة في فلسطين لا تزال تؤمن بالسلام مع اسرائيل ، وهي نسبة مشابهة لنسبة اليسار في المجتمع الاسرائيلي وليس أكثر . امّا باقي الشعب الفلسطيني والامة العربية فانهم يفضّلون الموت تحت قصف الطائرات الاسرائيلية على ان يروا غطرسة اسرائيل وسفالة احزابها وجنون قادتها .

ولعل الصحفيين الاسرائيليين يعرفون اكثر بكثير من كل الوزراء والاحزاب الاسرائيلية ، ان الشعب الفلسطيني " اختنق " من القهر والفقر والبطالة والاحتلال والاعتقالات ، ويدرك معظم الصخفيين الاسرائيليين ان القادم أخطر بكثير ، وان الامور لن تقف عند هذا الحد . وان ابو مازن اّخر زعيم عربي يمكن ان يمدّ يده للسلام مع قادة اسرائيل ، وان غالبية المواطنين العرب لا يريدون التفكير بمنطق وتوازن ، وانما يريدون ان " ينتقموا " من غرور اسرائيل وأن يروا تل ابيب " دلوعة اسرائيل " وهي تحترق بالصواريخ ، فهي ليست أغلى من بغداد ودمشق وطرابلس وعدن وصنعاء وبيروت والقاهرة .

ومهما كانت نتيجة هذه الحرب المجنونة فان غالبية الشعب الفلسطيني انتصر في اليوم الاول لهذه الحرب ، انتصر حين شاهد سكان تل ابيب يركضون للاختباء والمبيت في بيت الدرج .

وحين يسقط الصاروخ القادم فوق صفد ، سيعرف كل عربي وفلسطيني الحقيقة السائدة في الشرق المتوحش : من لا تقنعه قوة المنطق يقنعه منطق القوة .

بوفيصيل
13-07-2014, 07:36 PM
أميركا لا ترى مشكلة في «دفاع إسرائيل عن نفسها»، لكن مع مراعاة رقم أقل للضحايا وفق مفهوم المتحدث باسم البيت الأبيض. إذاً، هو الضوء الأخضر لتل أبيب، بشأن شن عدوان بري على غزة بشرط ألا تخفق. في النهاية، الولايات المتحدة حاضرة للتهدئة عبر الوسطاء

محمد المدهون
غزة | لم يلق إعلان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، استعداده الوساطة لإنهاء التصعيد العسكري بين «حماس» وإسرائيل أذناً فلسطينية تسمعه في غزة. هذا العرض جاء في مكالمة هاتفية أجراها أوباما مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وهي الأولى بين الاثنين منذ بدء العدوان على القطاع.

الرئيس الأميركي لم يرمِ في تصريحه إلى دور جديد لم تفعله بلاده من قبل، ولتوضيح أكبر، فإن مسؤولاً كبيراً في الإدارة الأميركية أوضح أنه لم يطرأ أي تغيير على سياسة واشنطن التي تمنع التواصل مع قادة «حماس»، وهي مصنفة تنظيماً إرهابياً.
الأميركيون يريدون المشاركة في صياغة الاتفاق، بل توفير ظروف التوصل إليه ورعايته، لكن على أساسٍ من الشروط الإسرائيلية. والتجربة الفلسطينية مع الحضور الأميركي في اتفاقات وقف إطلاق النار لا تغري بالمحاولة. بصمة العم سام كانت حاضرة دائماً في كل ما يتعلّق بغزة، حتى لو لم يكن «اتفاقاً». في كانون الثاني 2009، وبعد 22 يوماً من القصف الجوي والتوغل البري، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، وقفاً لإطلاق النار من جانب واحد، سبقه بيومٍ، أي في 16 من ذلك الشهر، توقيع وزيرة الخارجية الإسرائيلية آنذاك، تسيبي ليفني، ونظيرتها الأميركية، كونداليزا رايس، اتفاقاً في واشنطن ينص على فرض مراقبة صارمة على مداخل القطاع بمشاركة حلف شمال الأطلسي وقوى إقليمية، وتشمل البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط وخليج عدن والخليج العربي، وكذلك سيناء المصرية. وتضمن الاتفاق أيضاً تعهد واشنطن لإسرائيل إقامة جهاز مراقبة واسع لمنع تهريب الأسلحة إلى غزة ومراقبة معابرها وتزويدها بأجهزة متطورة لاكتشاف الأنفاق.


مصر تنتظر طلباً بالتدخل، لكنها لا تريد إظهار «حماس» منتصرة
هذا جرى أيضاً في الحرب الثانية 2012 حين وصل الضغط الأميركي مقابل عجز تل أبيب عن تحقيق إنجاز بعد قصف المقاومة لها لأول مرة، لتقبل إسرائيل بعد ثمانية أيام هدنة صمدت لعامين. أما أمس، فأعلن السفير الأميركي لدى تل أبيب، دان شابيرو، أن واشنطن لا تعارض حملة إسرائيلية برية في غزة، «وإن كانت تفضل الامتناع عنها»، وذلك بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على تصريحات لأوباما أعرب فيها عن خشيته من خطر تصعيد النزاع، منبهاً إلى ضرورة «حماية المدنيين».
وقال شابيرو، خلال مقابلة مع موقع صحيفة «معاريف» العبرية، إن «أوباما أبلغ نتنياهو أنه يمنحه تأييداً كاملاً لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها من صواريخ حماس»، مستدركاً: «إذا كان هناك مجال لوقف الصواريخ من دون عملية برية، فسيكون ذلك أفضل لأن الجميع يعرفون نتائج هذه العملية». وفي سياق لاحق، أعرب السفير عن «رضاه عن النجاح الباهر للقبة الحديدية التي ساعدت الولايات المتحدة في تطويرها ومولت بناء ثلاث بطاريات منها».
يمكن من التصريحات السابقة فهم أن هناك ضوءاً أخضر أعطاه البيت الأبيض لهذه العملية بشرط أن تثمر نتائجها، وإلا فلا داعي لها مقابل أن تتكفل واشنطن بالبحث عن وسيط. لكن ما هي الدولة التي تستعدّ اليوم لتنفيذ دور الوساطة.
الخيار الأول كما كان دائماً في القاهرة. هنا حث وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، نظيره المصري، سامح شكري، على استخدام نفوذ مصر لتهدئة الأوضاع، وعرض العودة إلى اتفاق وقف النار 2012، وهو الاتفاق الذي أعلن في عهد الرئيس محمد مرسي، خلال مؤتمر مشترك بين وزيري الخارجية هيلاري كلينتون، ومحمد عمرو. اتفاق كان مختلفاً لجهة دور مصر فيه الذي تجاوز «الوساطة» إلى «الضمان»، ووصفه الأميركيون بأنه «دور قيادي ومسؤول» يضمن لإسرائيل وقف «الأعمال العدائية» الفلسطينية، في مقابل وقفها الاغتيالات والتوغلات وتسهيل الحركة عبر المعابر. أيضاً هو اتفاق هشّ، انهار بعد سنة ونصف من توقيعه، ليس لأن «الضامن» لم يعد موجوداً، بل بسبب تنصل إسرائيل المتدرج من التزاماتها فيه، بدءاً من إعادة فرض المنطقة العازلة على الحدود البرية والمائية، وتضييق حرية الحركة والتنقل، ومنع إدخال مواد البناء، واستئناف سياسة الاغتيالات، وصولاً إلى الحرب الجارية.
أما هذه المرة، فظهر واضحاً التململ المصري بشأن التدخل الحاسم والسريع للمساهمة في ضبط الأوضاع، كما أبدت القاهرة الرغبة في التمهل وانتظار طلب الأطراف ذات العلاقة، حتّى إنها لم تفتح معبر رفح إلا لأعداد محدودة جداً من المصابين وضمن عدد محدود من الساعات.
على الخيار الثاني، يبرز الوسيط التركي، فأنقرة عرضت على إسرائيل التوسط عند «حماس» للوصول إلى وقف إطلاق نار مقابل إنهاء الحصار بصورة تدريجية، وهو عرض قالت الإذاعة العبرية إن إسرائيل رفضته بل اشترطت وقف النار دون التزامات، ثم البحث مع السلطة في رام الله عن حلول لوضع غزة وحصارها. يأتي أخيراً الحديث عن الوساطة القطرية في التقارير الإسرائيلية التي أشارت خلال اليومين الماضيين إلى أن الدوحة تُسهم في رسم صورة الحل بقرينة وجود رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، خالد مشعل هناك.
مع هذا، ما من طرف أقدر على الوساطة في معضلة غزة من مصر، لكن المصريين يفكّرون كيف يرعون اتفاقاً جديداً ينقذون فيه الفلسطينيين من النار، دون أن يمنحوا غريمتهم «حماس» صورة النصر التي تبحث عنها، ليس على إسرائيل فحسب، بل على السلطة ومصر اللتين تحاربان الحركة كل بطريقته. هي معادلة تعمل المخابرات المصرية على تركيب عناصرها منذ ما قبل عملية «الجرف الصامد» التي سبقت استهلالها زيارة وزير المخابرات المصري، محمد التهامي، لتل أبيب وفق مصادر مصرية وعبرية، إذ لا يمكن، كالمعتاد، أياً من الجانبين أن يبدأ عملية عسكرية في غزة أو سيناء دون أن يستشير الطرف الآخر أو يطلعه على الأقل.

بوفيصيل
16-07-2014, 02:40 AM
يبدو الآن احتمال لانهاء عملية «الجرف الصامد» بوقف لاطلاق النار بعد أن بدأت باسبوع. وستصبح العملية منذ اليوم مساوية في طولها لعملية «عمود السحاب» في 2012. ويمكن في بداية اليوم الثامن من العملية أن نشير الى عدة استنتاجات أولية:
1.اسرائيل تحذر جدا عملية برية في قطاع غزة. وليس تردد القيادة الاسرائيلية عرضيا فقد نشر عدد من الفرق القتالية من الوية الجيش الاسرائيلي في الجنوب في نهاية الاسبوع الماضي. وتشهد سلسلة الجلسات الليلية للحكومة المصغرة على شيء واحد هو أن رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان يفضلون الامتناع عن دخول بري الى قطاع غزة. ويبدو أنهم يبحثون عن كل بديل يُمكّن من الامتناع عن عملية مداورة في داخل غزة. ومع ذلك كله قد تجيز الحكومة المصغرة آخر الامر وبلا مناص عملية محدودة اذا لم يحرز مخرج سياسي من الازمة.
وسيعتمد استقرار الرأي على عملية محدودة اذا فشلت المبادرة المصرية لوقف اطلاق النار، على تقديرين وهما: ارادة عرض انجاز على الجمهور الاسرائيلي (تؤالف خشية القادة من أن يُروا خائفين من ادخال قوات الى الميدان) ومعها الحاجة الى مواجهة تهديدات محددة قرب خط التماس مع القطاع. وقد أحبط الجيش الاسرائيلي و»الشباك» الى الآن جهود حماس لتنفيذ عمليات مباغتة – الانفاق والغواصين وارسال طائرة بلا طيار أمس واطلاق صواريخ على دبابات.
لكن تهديد الانفاق خاصة يقلق الجيش. واذا لم تتم معالجته الآن بصورة أساسية فقد يكون نقطة انطلاق الجولة القتالية التالية. وقد نشبت المواجهة الحالية بقدر ما بسبب محاولة حماس تنفيذ عملية واسعة النطاق من انفاق في كيرم شالوم. ولحماس عشرات الانفاق الهجومية كهذه. وتشهد جولة في انفاق كشف عنها في الماضي على أنها مشروعات طموحة أنفقت فيها المنظمة مبالغ باهظة وأعدتها مدة شهور كثيرة.
إن تأخر قرار الحكومة المصغرة يستتبع نفاد صبر المستويات الميدانية العسكرية. ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الآن في وضع يشبه جدا وضع سلفه اهود اولمرت بعد نهاية الاسبوع الاول من حرب لبنان الثانية. وسيؤيد الجمهور واحدة من خطوتين إما وقف اطلاق النار وإما الدخول البري. ولن يصبر على استمرار السير في نفس المكان. واذا لم تُصغ تسوية سياسية سريعة لانهاء القتال فقد يفحص نتنياهو مرة اخرى عن افكار اخرى كوقف اطلاق النار من طرف واحد مدة 24 ساعة تعترض اسرائيل خلالها قذائف صاروخية تطلق عليها دون أن تهاجم القطاع. واذا تم اعلان وقف اطلاق نار دائم فان مشكلة اسرائيل الاستراتيجية تتعلق بجولة العنف التالية وهي كيف يُمنع استمرار تسلح حماس بقذائف صاروخية أكثر دقة لمدى أبعد؟ وهل يتم احراز ردع لحماس حقا بين جولة مواجهة واخرى؟ إن الحقيقة هي أن حماس برغم تصريحات الساسة والجنرالات تُحسن فقط مدى صواريخها وتزيد عددها بين جولة واخرى.
2.القبة الحديدية بصفتها كاسرة للتعادل. إن هذه العملية اكثر حتى من سابقتها موسومة بسمة الحماية الفعالة جدا التي تهبها منظومة اعتراض الصواريخ للسكان الاسرائيليين. فمع تحسين ملحوظ لأداء كل الاجهزة التي تعالج الجبهة الداخلية، سجل نجاح جوهري في استعمال القبة الحديدية. ويوجد فرق بين مضاءلة تهديد وبين الأثر الذي ينشئه احباط التهديد على الطرف الذي يستعمله. ويقترب أداء القبة الحديدية الى الآن من اعتراض شامل، ومن المؤكد أنه سيفضي الى تفكير حماس وسائر المنظمات الارهابية مجددا. وهذا انجاز عظيم لمطوري هذه المنظومة. والمطلوب الآن الاستمرار على التسلح بها حتى الوصول الى عدد مثالي من المنظومات بمساعدة اقتصادية امريكية.
3.كيف بدأ كل شيء؟ إن التفسير الذي يقبله الجانب الاسرائيلي هو أن حماس قادت الى هذه المواجهة وجرت اسرائيل اليها دون أن تقصد هذه النتيجة مسبقا كما يبدو. وقد أخطأت المنظمة كما كانت الحال قبل «عمود السحاب» في تقدير الرد الاسرائيلي على عدوانها وهي تدفع ثمنا عن ذلك الآن. وهذا تفسير يجب الاستمرار على الفحص عنه. تشهد السرعة التي حاولت بها حماس تنفيذ عملياتها المفاجئة في الاسبوع الاخير على تخطيط مسبق. فهل كان هنا تخطيط استراتيجي ظهرت عليه اسرائيل متأخرة أو تطرية فقط لخطط مطوية تحت ضغط الزمن؟ وهل لاحظت الاستخبارات الاسرائيلية التحول في الوقت المناسب؟ ما زالت هذه اسئلة بلا أجوبة.
4.هل ضُربت حماس ضربة شديدة بقدر كاف؟ في هذه اللحظات، في عمليات عسكرية واسعة، ينشأ فضاء اشكالي تلتقي فيه الاستخبارات والسياسة والدعاية. وعند الاستخبارات ميل تقليدي الى تقدير زائد لاضرار الهجوم على العدو بسبب الرغبة الطبيعية في نجاح العملية وبسبب توقعات الجمهور والمستوى السياسي. لكن الرد الغزي على القتل والمعاناة يختلف عن الرد الاسرائيلي، وليس من المؤكد ألبتة أن حماس وقت القتال تكون مصغية اصغاءا خاصا لازمة السكان في القطاع. وقد ظنوا في الجيش الاسرائيلي أمس أن مقادير القتل (نحوا من 180 قتيلا) والدمار في القطاع قد تحث حماس على الموافقة على تسوية وقف اطلاق نار معقولة في الفترة القريبة وعلى الحد من بعض مطالبها المتطرفة. وتلاحظ في الوقت نفسه عودة مصر الى صورة الاتصالات بدعم امريكي. امتنع المصريون بضعة ايام عن اجراء لقاءات مع حماس في مستوى رفيع، لكن القاهرة تحاول الآن أن تضمن مكاسب للسلطة الفلسطينية في التسوية وتشترط اعطاء حماس تسهيلات في معبر رفح بضمان تمثيل السلطة الفلسطينية في المعبر.
5.مقادير المس بالمدنيين. يُقدر الجيش الاسرائيلي أن نحوا من نصف القتلى الفلسطينيين في العملية هم نشطاء في منظمات ارهاب. وتقدر منظمات دولية نسبتهم من القتلى بثلث فقط. وهذه معطيات يُختلف فيها دائما لأنه يوجد اشخاص يساعدون على قتال اسرائيل لكنهم ليسوا اعضاءا رسميين في منظمات. وما زال الطرفان يتجادلان في معطيات الخسائر الدقيقة في عملية «الرصاص المصبوب» حتى بعد مرور ست سنوات.
يمكن مع ذلك كله الحديث عما يشبه حركة رقاص في التوجه الاسرائيلي الى الهجوم على اهداف المنظمات الموجودة بين السكان المدنيين. كان التوجه في عملية «الرصاص المصبوب» أكثر عنفا (وكان أحد اسباب نشر تقرير غولدستون). وفي «عمود السحاب» خطا الجيش الاسرائيلي خطوة الى الوراء وتفاخر بهجمات «جراحية» أوقعت عددا أقل نسبيا من الخسائر من المدنيين في غزة. ويُشعر في هذه المرة في الاساس بعودة ما الى النسخة العنيفة بالاستعمال الواسع لقصف بيوت نشطاء في العمليات كبار يسبقها في الاكثر اجراء «أُطرق السقف»، الذي يحذر العائلات لتخلي البيوت سريعا. وستزيد الخسائر المدنية في غزة أكثر اذا حدث دخول بري لأن الجيش الاسرائيلي سيستعمل وسائل أكثر لحماية قوات المشاة والمدرعات. ويقولون في الجيش مع ذلك إنهم امتنعوا عن الهجوم على مئات الاهداف في الاسبوع الاخير لقربها من بيوت مدنيين.
6.آثار اقليمية. إن اطلاق الصواريخ من غزة قد صاحبته في الايام الاخيرة عدة حوادث اطلاق صواريخ على اسرائيل من لبنان واطلاق راجمات صواريخ من سوريا الى هضبة الجولان. ويزيد التوتر في سيناء ايضا ويُخشى أن تحاول منظمات اسلامية متطرفة أن تساعد حماس في المعركة. إن المسؤولة عن اطلاق الصواريخ من لبنان فصائل فلسطينية صغيرة يبدو في الاساس أنها من المعسكر المعارض لسوريا وحزب الله. ويبدو أن عدم الاستقرار على الحدود بسبب الزعزعة العربية يشترك مع المواجهة الاسرائيلية الفلسطينية ويسبب للجيش الاسرائيلي صداعا جديدا وقت الصدام مع حماس. ويلاحظ في مقابل ذلك أن حزب الله لا يريد الانضمام الى المعركة الى الآن لأنه غارق في الحرب الاهلية السورية وفي الصراعات الداخلية في لبنان. وقد فشلت الى الآن جهود حماس لاشعال الضفة الغربية، وتبذل السلطة الفلسطينية كل جهد لتهدئة النفوس هناك ولمنع الصدام مع جنود الجيش الاسرائيلي.
7.حرب ترف مع كل ذلك. سيكون خطأ أن نقيس صورة المعركة التالية في لبنان اذا نشبت وحينما تنشب على اخفاقات حماس حتى الآن. من المؤكد أن أداء الجبهة الداخلية بعامة والقبة الحديدية بخاصة في مواجهة اطلاق الصواريخ من القطاع يقلق ايران وحزب الله. لكن حزب الله يملك صواريخ وقذائف صاروخية يبلغ مداها 500 – 600 كم، ويمكن التحكم الدقيق بها من بعيد، وتحمل رؤوسا متفجرة يزيد وزنها على نصف طن. فالمعركة معه ستبدو مختلفة تماما، وستكون اضرار الجبهة الداخلية أكبر بما لا يحتمل المقارنة، وستستعمل اسرائيل بحسب ذلك قوة أكبر كثيرا في داخل لبنان. وسيتضاءل الجهد لمنع خسائر من المدنيين من العدو بسبب الضغط على السكان الاسرائيليين، ولن يبيح أحد لنفسه أن يفكر وأن يتردد في مسألة المداورة البرية مدة اسبوع. فاذا نشبت حرب لبنان الثالثة فستكون مكثفة وباهظة الكلفة من جهة حياة الناس من الطرفين أكثر مما رأينا في الاسبوع الاخير في غزة.

هآرتس 15/7/2014

عاموس هرئيل