المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رجل الدولة الذي صنعته امريكا لإسرائيل



بوفيصيل
02-07-2014, 05:10 AM
بقلم: اليكس فيشمان

المعاقبة وأحاسيس الغضب والثأر ليست خطة عمل. على الهدف الاسمى الذي ينبغي أن يوجه عمل الجيش الاسرائيلي في الايام القريبة القادمة هو تعزيز الردع حيال حماس وحيال منظمات الارهاب بشكل عام. إذن ما الذي يقصد رئيس الوزراء عمله حين يعلن: “حماس مذنبة، حماس ستدفع الثمن”؟
على طاولة نتنياهو توجد جملة واسعة جدا من الامكانيات: ابتداء من اعلان الحرب، كما فعل اولمرت في 2006، وانتهاء بالخطابات الحماسية التي ليس خلفها اي فعل حقيقي. هذا اختبار زعامة أعلى لنتنياهو. ماذا سيختار؟ هل ستغريه خطوة متزلفة للجمهور ومغامرة فيقرر عملية عسكرية دراماتيكية، تبقي الجمهور فاغرا فاه في الايام الاولى، ولكنه مصاب ومحبط على مدى السنين، أم ربما سيختار خطة تحقق الردع الاكثر نجاعة؟
هنا محظور الامتشاق من البطن. قبل اصدار الامر بفتح النار يجب فحص القدرات العسكرية، مراجعة حجم بنك الاهداف ونوعيتها، وينبغي أيضا الحديث مع الامريكيين والاوروبيين. كله عدا السير بالرأس الى الحائط وبدلا من تحقيق الردع انهاء الخطوة مع حماس معززة تحظى بالعطف الدولي، مع تقرير غولدستون آخر ومع عزلة دولية. في هذا الفيلم ايضا سبق أن كنا.
الان، على خلفية اكتشاف الجثث، تركض اسرائيل بعيون مفتوحة، على نحو تلقائي تقريبا، الى جولة اخرى عنيفة، كبيرة، حيال حماس في قطاع غزة. وقد بدأ بناء حجة هذا الهجوم قبل أن تكتشف الجثث: فقد دعا رؤساء بلديات ومجالس في غلاف غزة الجيش الاسرائيلي للعمل، ونشر الجيش عدد الصواريخ التي اطلقت من غزة في السنة الاخيرة، في الشهر الاخير وفي الساعات الاخيرة – هكذا يعد الرأي العام وتسخن الاجواء – وبالتوازي يجري اخراج الخطط العسكرية الى الهواء لانعاشها.
لقد بدأ العد التنازلي نحو الهجوم في غزة في واقع الامر بعد يومين من اختطاف الفتيان. وعمليا بدأ ما أن قرر المجلس الوزاري الاخذ بتوصية جهاز الامن لاستغلال الفرصة وتوسيع حملة التفتيش الى حملة قمع لحماس ايضا. وفي هذه النقطة كانت حاجة لان يكون واضحا للوزراء بان العنوان الحقيقي لاضعاف حماس ليس في الضفة بل في غزة.
لا شك أن منظمة حماس تقف خلف قتل الفتيان الثلاثة. كل قول يتحدث عن خلية محلية، عملت من تلقاء ذاتها، دون صلة بجهات خارجية رفيعة المستوى في حماس، يعبر عن موقف سياسي ولكن ليس عن الواقع الاستخباري. فحماس العسكرية في الضفة تعمل بصيغة مشابهة جدا لصيغة منظمة القاعدة. لديها قدرة على العمل في خلايا صغيرة سرية، لا تتلقى الاوامر من الخارج بل تستغل الفرص العملياتية. الزعماء يقررون السياسة ويساعدون بوسائل البنى التحتية المدنية للدعوة. هذا هو جوهر المنظمة العسكرية الحماسية – ولهذا فان حماس مسؤولة.
لقد دفن الفتيان الثلاثة على ما يبدو على عجل. وعمل الخاطفون ضمن فرضية أن المطاردة لهم بدأت في موعد قريب جدا من الاختطاف. ولهذا فقد التصقوا بالاماكن التي يعرفوها. ودفن الفتيان في منتصف الطريق – بين مكان الاختطاف ومدينة الخليل، المدينة التي تربى فيها الخاطفون ويعرفونها جيدا. وتقول الفرضية انه في غضون فترة زمنية غير طويلة “سيرفعون الرأس″ من المخبأ فيمسك بهم. معظم ابناء عائلاتهم يوجدون في الاعتقال والتحقيق وهذه رافعة ضغط اخرى على القتلة. رافعة اخرى هي هدم منازلهم.
حتى يوم امس “رفضت” حماس التعاون مع اسرائيل. بل العكس. حتى في اسرائيل اعترفوا بان حماس في غزة تجتهد لمنع النار. فالمصالح السياسية لحماس هي التي أملت عليها ضبط النفس. فقد علقت حماس الآمال بحكومة المصالحة الفلسطينية، بالتقرب من الغرب والعالم العربي – ولا سيما من مصر. ولكن عندها جاء الاختطاف وسرق لها ايضا كل الاوراق. وهي ببساطة أطلقت على نفسها رصاصة في الساق.
منذ الاختطاف تلقت حماس الضربات: رجالها قتلوا في نفق تفجر، منشآت المنظمة اصيبت في تفجيرات سلاح الجو وفي بداية الاسبوع عادت اسرائيل الى سياسة الاحباطات المركزة ليس فقط ضد المنظمات الهامشية بل وايضا ضد رجال حماس.
لقد ترددت قيادة حماس على مدى بضعة ايام بشأن سياسة الرد. اما أمس، أغلب الظن، فقد انتهى التجلد وبات ممكنا أن نشخص انقلاب الميل: حماس ليس فقط لا تريد أن تعطي اسرائيل ذريعة للهجوم – بل انها حتى “تستدعي” اسرائيل للهجوم عليها في فترة رمضان. الاجواء في غزة صعبة. اموال كان ينبغي أن تصل من رام الله لغرض دفع الرواتب لـ 43 الف موظف دولة، لم تصل. ولحماس مصلحة في صرف الانتباه عن هذا الرمضان النحيف نحو العدو الاكبر الذي دمر لها العيد – اسرائيل. جنازات، دم وقتلى ستعيد لها مكانة الضحية.
صاروخ غراد الحماسي والمعترض الاسرائيلي يطيران الان الواحد نحو الاخر وليس هناك من يحرفهما عن الصدام شبه المؤكد. الان ينبغي الصلاة من أجل حكمة الزعيم.
يديعوت 1/7/2014
تعليق
هل اذا ما خطى نتنياهو الخطوة التالية في عدم شن حرب على غزة سوف يكون هو رجل الدولة الإسرائيلية الذي صنعته امريكا لكيان يهود ويكون بذلك قد سحب البساط من تحت اليمين وكسر شوكتهم؟؟؟؟

بوفيصيل
02-07-2014, 05:18 AM
Jul 1, 2014
على اسرائيل بعد انهاء العملية الحالية أن تعمل على كسب ود الفلسطينيين في الضفة الغربية وفي اسرائيل ايضا وليس ذلك أمرا مستحيلا

بقلم: موشيه آرنس
كانت اسرائيل كلها موحدة في الايام الاخيرة حول هدف مركزي واحد هو اعادة ابنائنا الى البيوت واعتقال خاطفيهم. وفرضت اعمال البحث التي قام بها الجيش الاسرائيلي وجهاز الامن ليل نهار في البلدات والقرى الفلسطينية، على نحو غير ممتنع على الفلسطينيين بخلاف ارادتهم، ولم تزد في الود لاسرائيل عند اولئك الذين تمت في بيوتهم. لكن كان ذلك ثمنا من الضرورة دفعه في الظروف الموجودة. ومن المحتمل أن العداء لاسرائيل الآن في المنطقة أكبر مما كان. فاذا كان هذا واحدا من اهداف نشطاء حماس الذين اختطفوا وقتلوا الفتيان الثلاثة فانه قد أُحرز.
سيأتي يوم تضطر فيه اسرائيل الى ازالة الضرر الذي وقع على السكان الفلسطينيين نتيجة ذلك. وسواء كنتم ممن تؤيدون حل الدولتين أو تؤيدون حل الدولة الواحدة أو تؤيدون استمرار الوضع الراهن. إننا جميعا نتفق على أن تحسين العلاقات بين السكان الفلسطينيين في يهودا والسامرة وبين اسرائيل ذو أهمية عليا. وليس انشاء دولة فلسطينية أو انسحاب الجيش الاسرائيلي من يهودا والسامرة الخطوة الوحيدة التي يمكن بها احراز هذا الهدف. لأنه لا أحد يعلم في الحقيقة الى ماذا سيفضي انشاء دولة فلسطينية أو انسحاب الجيش الاسرائيلي، وقد تكون نتيجتهما فوضى من النوع الذي يميز جدا الشرق الاوسط في هذه الايام، واضرارا بالاسرائيليين والفلسطينيين معا، ونشوب عنف وزيادة في شعور العداوة بين اليهود والعرب الفلسطينيين.
إن هذه المهمة وهي احراز ود الفلسطينيين – التي ستواجهها حكومة اسرائيل بعد اتمام العملية الحالية – قد تبدو في نظر الكثيرين مهمة غير ممكنة. أوليس عدد من مواطني اسرائيل العرب عبروا عن دعم لاختطاف الفتيان. وزعمت عضو كنيست عربية أن ليس الحديث عن عمل ارهابي، وقال عضو كنيست آخر إن حماس ليست منظمة ارهاب. فاذا كانت هذه الاقوال تعبر عن موقف المواطنين الاسرائيليين العرب، فما الذي يمكن أن يتوقع من السكان الفلسطينيين في يهودا والسامرة، وهل يمكن أصلا أن نحظى بودهم؟.
بيد أن ذلك ليس القصة كلها لأنه برغم العنف واعلام منظمة التحرير الفلسطينية التي رفعت في المظاهرة العنيفة في أم الفحم، قلعة الجناح الشمالي من الحركة الاسلامية، فان اكثر مواطني اسرائيل العرب لم يؤيدوا الخطف وأملوا هم ايضا أن يعود الفتيان الى بيوتهم أصحاء سالمين. ولا حاجة الى استطلاع الرأي العام للتحقق من ذلك. ندد محمود عباس بالاختطاف وعبر عن أمل أن يوجد المخطوفون. وليس ذلك أمرا يستهان به بازاء الضغوط التي استعملتها عليه حماس وجهات متطرفة في حزبه، دون شك. إن تحسين العلاقات بالسكان الفلسطينيين ممكن برغم الخطف. كيف نفعل ذلك؟.
اشار داني ديان الى الاتجاه الصحيح في مقالة نشرها مؤخرا. ويمكن أن نلخصها في جملة واحدة وهي أنه ينبغي تحسين وضعهم الاقتصادي وتسهيل حياتهم. لقد أصبح الفلسطينيون يعلمون أن اقتصادهم متصل اتصالا وثيقا باقتصاد اسرائيل ومتعلق به. وإن اولئك الذين يطمحون الى انشاء دولة فلسطينية ايضا معنيون بحياة أفضل لهم ولأبنائهم. ولا يسير هذان الطموحان بالضرورة معا. ويعلم الفلسطينيون ولا سيما بازاء ما يحدث في الشرق الاوسط في السنوات الاخيرة أن مستقبل الدولة الفلسطينية اذا نشأت حقا يلفه الضباب، وأن حماس ستستمر على نضالها في القضاء على دولة اسرائيل. إن الحفاظ على علاقات باسرائيل ولا سيما اقتصادها قد يكون هو اختيار اكثر الفلسطينيين. وسيوجد بينهم من يفضلون الانضمام الى اسرائيل حتى لو نشأت دولة فلسطينية. وليس الفوز بودهم مهمة مستحيلة.
هآرتس 1/7/2014
تعليق
ان راي مثل هذا الشخص والذي كان في يوم من الأيام وزيرا للدفاع وقبله صرح بمثل هذه الأطروحات بعض من كانوا مسؤولي الشباك والاستخبارات لا يصب الا في تقوية نتنياهو في مثل هذه الظروف ولو على حساب اليمين المتطرف !!!

بوفيصيل
02-07-2014, 07:49 PM
"لا فرق بين دم ودم آخر"

صرحت عائلة أحد الشبان المختطفين الذين قُتلوا بأنه إن كان قتل الشاب العربي جاء على خلفية قومية "فهذا الأمر مريع". الليلة في القدس سيقام نشاط يهدف إلى استنكار نداءات الانتقام

هداس هروش 2 يوليو 2014, 15:38
صرحت عائلة فرانكل، التي كان أحد أبنائها من بين القتلى، على اثر نشر معلومات تفيد بأنه تم قتل شاب عربي ووجدت جثته متفحمة في غابة في القدس، وبعد انتشار خبر أن جريمة القتل جاءت على خلفية قومية بعد قتل الشبان الثلاثة الذين تم اختطافهم، بأن العائلة تشجب الانتقام العنيف. من الجدير بالذكر أن الشرطة لم تنشر بعد حيثيات الجريمة وربما الحديث يدور عن جريمة قتل على خلفية جنائية وأن مرتكبوها ليس من اليهود.

"لا نعرف تمامًا ما الذي حدث الليلة في شرقي القدس ولا زال الأمر يخضع للتحري في الشرطة. وإن كان الشاب العربي قُتل على خلفية قومية فلا بد أن هذا أمر مخيف ومروع" ، قالت العائلة في معرض ردها. "لا فرق أبدًا بين دمٍ ودم آخر" . القتل هو القتل، لا يهم ما هي القومية ولا العمر. لا يوجد تبرير، لا توجد جريمة قتل مبررة ومغفورة أبدًا."
طالب الكثير من الإسرائيليين بالمقابل إدانة تلك النداءات المحرضة والداعية للانتقام التي تم إطلاقها منذ شاع خبر قتل المختطفين. نشر نواب كنيست من اليسار والوسط السياسي إدانات لاذعة تدين تلك النداءات العنصرية ودعوا إلى التحلي بالصبر والتكاتف.

ستقام الليلة مسيرة على روح المختطفين والتي ستنادي بمعارضتها أيضًا لنداءات الانتقام. وكتب على هامش هذا الحدث: "بالأمس, بالساعة التي رافقنا بدموع جيل-عاد ايال ونفتالي إلى طريقهم الاخيرة إلى مثواهم الاخير,اقيمت بشوارع القدس مظاهر عنصرية وتعصب من قبل اليهود على العرب محاولين الاعتداء على العرب والإجرام بهم اليوم كلنا نجتمع بدوار "كيكار تسيون" بشارع يافا لكي نقول : لا للعنف لا للعنصرية لا للانتقام, هذه ليست الطريقة الصحيحة". كُتبت الرسالة باللغة العبرية، العربية، الانكليزية، والروسية."

ويتم التحضير في تل أبيب لفعالية احتجاج ضد الحكومة. يمكن أن نرى على صفحة الفيسبوك التي دعت إلى هذه الفعالية موقفاً حادًا جدًا ضد نتنياهو وحكومته، والذين حسب رأيهم هم من يحرضون على الكراهية والعنف. كُتب هناك أيضًا "هذا الوضع لا يتيح أبدًا إمكانية خلق مجتمع صحيح وديمقراطي ويمنع اليهود والعرب من العيش بسلام وأمان. لن ندع هذه الحكومة التي ليس لديها أي رادع والتي تسعى إلى وقوع حرب بأن تستمر بالسيطرة على حياتنا. علينا أن نعود إلى الشارع وأن نسقط الحكومة لكي نخلق مستقبلاً مشتركًا للإسرائيليين والفلسطينيين."

بوفيصيل
04-07-2014, 05:01 AM
ما زالت اسرائيل تصوغ خطوات ردها بعد الكشف عن جثث الفتيان الثلاثة المخطوفين. وجلس المجلس الوزاري المصغر يبحث في ذلك في ليلة أمس ولم ينجح في أن يبت الامر وسيجتمع في هذا المساء مرة اخرى لتباحث آخر. وتدل الانباء المسربة من الجلسة الاولى على أن اللقاء كان مشحونا، فقد طلب الوزير نفتالي بينيت عقابا شديدا للفلسطينيين؛ وطلب وزير الدفاع يعلون ورئيس هيئة الاركان غانتس صد ذلك. وسُمع رئيس الوزراء نتنياهو ميالا الى الأخذ بموقف جهاز الامن لكنه كان قلقا من الآثار السياسية لضبط النفس.
إن المعضلة الاسرائيلية في أساسها هي بين عملية عسكرية عنيفة في قطاع غزة قد تنشب صداما مع حماس، وبين اجراءات أضيق في الضفة الغربية. ويلاحظ أن نتنياهو غير مهتم بجولة حرب في غزة لكن يجب عليه في مقابل ذلك أن يعمل على نحو يُهديء النفوس الهائجة من نشطاء الليكود والمستوطنين (وقد أصبح التطابق بين هاتين المجموعتين في السنين الاخيرة أكبر مما كان في الماضي). وقد وعد نتنياهو في تصريح نشره بعد كشف الجثث فورا قائلا: «سنحاسب حماس، وستدفع حماس الثمن»، لأن هذا هو ما تطلبه الغريزة الاسرائيلية الآن.
واقتبس رئيس الوزراء ايضا في تصريحه من شعر الشاعر بيالك الذي قال: «إن الانتقام لدم ولد صغير لم يخلقه الشيطان بعد». ووجد هنا فقدان تناسب ما كما هي الحال في كثير من التصريحات الاخرى التي سُمعت في اليوم الذي تلا ايجاد الجثث. لا اعتراض على أن المقتولين كانوا فتيان أبرياء، لكن يُخيل إلينا أن نتنياهو كآخرين ينسى أن ليس الحديث عن ضحايا عملية تنكيل في اوكرانيا قبل مئة سنة بل عن مواطني دولة قوية كثيرا مسلحة حتى بقدرة ذرية بحسب ما تقوله أنباء غير رسمية.
في أحاديث مع نشطاء غاضبين من الليكود اليوم وعد وزراء بأن الدولة «ستُعد عددا من ساحات وقوف السيارات الجديدة» في الخليل. وهذه اشارة خفية الى نية تجديد سياسة هدم البيوت التي حظيت أمس بموافقة المحكمة العليا التي رفضت استئنافا يعترض على هدم بيت المتهم بقتل ضابط الشرطة باروخ مزراحي. ومن المحتمل أن تُهدم ايضا بيوت قاتلي الفتيان الثلاثة ومساعدي الخلية. وبُحثت في الوقت نفسه خطوات اخرى موجهة على الجهاز المدني – الاقتصادي لحماس وطرد نشطاء كبار من الضفة.
وتظهر مقدمة مشكلة في المادة الاخيرة أثارها المستشار القانوني للحكومة يهودا فينشتاين، فالقانون الدولي يبيح نقل مدنيين من مكان الى مكان في داخل ارض محتلة لا خارجها – وقد أعلنت اسرائيل أنها تخلت عن مسؤوليتها عن قطاع غزة بالانفصال (كان طرد السجناء الذين أُفرج عنهم بصفقة شليط من الضفة الى غزة ممكنا في حينه لأنهم وقعوا على كتاب موافقة).
وترمي كل هذه الخطوات الى عرض سقف عقاب رسمي من اسرائيل على الفلسطينيين وأن تحبط بذلك عمليات شارة ثمن مستقلة من اليمين المتطرف الذي تخشى الشرطة و»الشباك» أن يحاول الانتقام قريبا لقتل الفتيان بعمليات. وهذا مع تفهم العوامل القسرية السياسية عند نتنياهو هو السبب الذي جعل أفراد الجناح الذين هم أكثر حمائمية في الائتلاف الحكومي يكونون مستعدين للتفكير فيه.
والقضية الجوهرية الثانية المطروحة للنقاش هي البناء في المستوطنات. فالمستوطنون يأملون موافقة غير عادية على بناء عشرات آلاف الوحدات السكنية الجديدة. وينضم يعلون الذي يعرض في المسائل العسكرية خطا معتدلا، ينضم هنا الى جناح الصقور وعرض أول أمس الانشاء المجدد لمستوطنة في البؤرة الاستيطانية المهجورة جفعوت غربي غوش عصيون.
قال ساسة إن نتنياهو التقى أمس عددا من قادة المستوطنين منهم زئيف (زمبيش) حفير، المدير العام لـ أمانه. وزمبيش غير معني بغزة بل يريد وحدات سكنية. وهنا ايضا يقوم الجناح الاكثر اعتدالا في المجلس الوزاري المصغر – الوزيران لفني ولبيد واهارونوفيتش أحيانا على نحو مفاجيء ايضا – بمعركة صد. سيكون بناء لكن الحمائم يفضلون أن يتم في داخل غوش عصيون لا في مستوطنات مفرقة. وسيحاولون ايضا أن يضائلوا عدد الوحدات التي تتم الموافقة عليها. يتوقع بالطبع أن يثير البناء في المستوطنات نقدا دوليا لاسرائيل، لكنه سيفضي مع كل ذلك الى غضب أقل من الغضب لعملية عسكرية كبيرة في غزة.
نشر اللواء (احتياط) غيورا آيلاند الذي كان رئيس مجلس الامن القومي في الماضي، نشر اليوم مقالة في صحيفة «يديعوت احرونوت» أوصى الحكومة فيها بأن تفكر مع كل ذلك بهجوم واسع على القطاع. فـ آيلاند يلاحظ فرصة ويلاحظ ضعف حماس بسبب القطيعة مع مصر. والى جانب ذلك يلاحظ الحاجة الى عملية والمس بقدرة حماس على صنع قذائف صاروخية لمدى متوسط تستطيع أن تصيب غوش دان. وقد اعتاد آيلاند بعد أن تولى مناصب رفيعة في عهد حكومتي شارون أن يصف بشيء من السخرية المباحثات العاجلة التي تمت على أثر عمليات انتحارية قاتلة. وفي الاكثر كان يوجد فرق بين تصريحات البدء القتالية وبين القرارات التي اتخذت في النهاية، وقد يتكرر هذا الامر عند نتنياهو ايضا.
إن اسرائيل ردها منضبط الى الآن. وتمدح الجيش الاسرائيلي هذا الصباح بهجوم ليلي على 34 هدفا في القطاع. وهوجمت في واقع الامر في الاساس مكاتب ومستودعات في داخل موقع عسكري لحماس وأصيب اربعة سكان اصابات طفيفة. وتشهد الساعة المتأخرة وعدد المصابين القليل على أن المخططين أرادوا أن يتحققوا من أن يكون آخر موظفي حماس قد خرج الى بيته ليشاهد لعبة كرة القدم للجزائر قبل الموافقة على القصف.
يتحدث عدد من الخبراء في النقاشات التلفزيونية الطويلة عن الحاجة الى عمليات اغتيال لكبار قادة حماس في غزة. وليس احتمال أن تتاح هذه الفرصة في الايام القريبة كبيرا لأن أكثر القادة الكبار من المنظمة بادروا الى الاختفاء بعد ايجاد الجثث فورا ومن المؤكد أنهم سيحرصون على حذر زائد في الايام القريبة.

حفظ الروح العامة والطمس التلفزيوني

في مساء هذا اليوم بعد العثور على الجثث بيوم واحد سمحت المحكمة بنشر الشريط المسجل للمكالمة الهاتفية بين الفتى المخطوف ومركز طواريء الشرطة. والشريط المسجل يحدد عظم التقصير بخلاف اللغة التي كانت تستعملها الشرطة في الايام الاولى التي تلت الاختطاف – وبخلاف كلام الطمس والتضليل للوزير يئير لبيد مع مجري المقابلات الصحفية من القناة الثانية في 20 حزيران. ففي النسخة التي نشرت يُسمع بوضوح الهمس بقول «خطفوني» وبعدها صرخات «الرأس الى أسفل» وما يُسمع على أنه ضجيج طلقات.
حتى لو كان الصوت يُسمع في المكالمة الاصلية بشكل أكثر غموضا بسبب قوة الضجيج في السيارة، فان حقيقة أن من يعملون في مركز الطواريء اتصلوا ثماني مرات بالهاتف المحمول للفتى تشهد كألف شاهد على أن الارتياب ثار عندهم وبأنه كان يجب عليهم أن يستصرخوا كل الاذرع الامنية وأن يبدأوا مطاردة.
ويبدو أن هذا ما كان لينقذ الفتيان (الذين أطلقت النار عليهم في اثناء المكالمة)، لكن ذلك كان سيسلب الخاطفين مهلة بضع ساعات فازوا بها قبل أن تبدأ المطاردة وربما كانت المطاردة تبلغ نهايتها في وقت أسرع ويُحل مع ذلك لغز مصير المخطوفين بدل الدراما الفظيعة في الاسبوعين ونصف الاسبوع الاخير.
أنتج نشر التفاصيل كما كان متوقعا نظريات مؤامرة كثيرة احدى الشائعات منها سياسية من قبل اليسار وهي أن القيادتين السياسية والعسكرية عرفتا فورا أن الفتيان أموات بسبب تحليل الشريط المسجل وآثار الرصاص في السيارة المحروقة التي استخدمت للخطف. وبدل قول ذلك للجمهور اختبأتا وراء مقولة: «فرض عملنا أن المخطوفين أحياء». وأخفيت المعلومة لخدمة اجراء عسكري واسع على الفلسطينيين ولاحباط المصالحة بين السلطة وحماس بذلك أو لصرف التباحث عن الحاجة الملحة الى تغيير ترتيب الأولويات الاقتصادي (وتتعلق النهاية بوجهة نظر المتأمل).
لا تثبت هذه النظريات لامتحان الواقع لأن الذي منع اعلان موت الفتيان في بداية القضية عدم وجود معلومة قاطعة. فقد كان المحققون يملكون الشريط المسجل وآثار رصاص وتحليل قضايا اختطاف سابقة شهد بأن خلايا حماس في الضفة تفضل ألا تورط نفسها في الابقاء على المخطوفين أحياء وتترك وراءها في الاكثر «أثرا» استخباريا لقوات الامن. ولم تبق في السيارة المحروقة آثار دم تشهد على مصير المخطوفين ولهذا بقي شيء من الأمل على الأقل أن يكون أحد الفتيان بخلاف المنطق قد بقي حيا بعد اطلاق النار واحتجز حيا.
وكانت هناك حاجة مع ذلك الى حفظ الروح العامة، أعني توجه الجيش الاسرائيلي الذي يرى عدم ترك جرحى أو مفقودين في الميدان (حتى لو كانوا مدنيين) وواجب حث القادة والجنود على الاستمرار على اعمال البحث بكامل القوة برغم الحرارة الشديدة. قبل اسبوع وعلى نحو متأخر بدأت محاولة للجم توقعات الجمهور وكان الذي بادر اليها رئيس هيئة الاركان بني غانتس الذي تحدث عن خوف متزايد على حياة المخطوفين بعد زيارة لقوات التمشيط.
ومع ذلك وكما كتب هنا اكثر من مرة طول القضية، كان يجب قول ذلك في وقت أبكر وعلى نحو أكثر قطعا. فقد دخلت في الفراغ الذي خلفته القيادة وسائل الاعلام التي شجع بعضها عن عمد مهرجانا شعوريا على شاكلة قضية شليط. ومن حاول أن يعرض نهجا مختلفا قد يكون أكثر براغماتية اضطر الى أن يتكلم بالاشارات الخفية والرموز بسبب قيود الرقابة وأوامر حظر النشر. ومن هنا نبعت الدعوى المكررة في صحيفة «هآرتس» أنه يحسن عدم انشاء أمل باطل في نهاية هوليوودية للقضية.
والآن ايضا ما زال بعض أوامر الحظر ساري المفعول وهذا توجه غريب في أحسن الاحوال. لأن المخربين يدركان أن هويتهما معلومة ومنشورة ويعلمان بالضبط ما الذي يُنسب اليهما. والاثنان مسلحان موجودان في مكان سري لكن «الشباك» والجيش الاسرائيلي سيكشف عنهما في وقت ما. وحينما يوجدان فان أكثر الاحتمالات أن ينتهي الامر بمعركة وجها الى وجه لا باجراء اعتقال مشتبه به ومحاكمة.

هآرتس 2/7/2014

عاموس هرئيل

بوفيصيل
04-07-2014, 05:07 AM
Jul 3, 2014
الثأر.. لا أخلاقي.. لا يهودي ولا قانوني

بقلم: الحاخام البروفيسور دانييل هرشكوفيتس
نداءات الثأر والاعتداء على المارة العرب في أعقاب الجريمة النكراء بحق غيل عاد، ايال ونفتالي، هي أفعال مرفوضة ومحظورة، وبقدر لا يقل عن ذلك، ضارة أيضا. فاذا ما كانت بالفعل يد يهودي هي التي قتلت الفتى العربي في القدس على سبيل الثأر (الامكانية التي اصلي كي تتبدد)، فانه يكون حصل لنا ما هو يشبه الاسوأ من كل شيء: أن نكون تبنينا قيم اعدائنا.
كم هي عميقة الهوة التي تفغر فاها بين عائلات القتلى الذين يجلسون حدادا في بيوتهم وبين اولئك المتظاهرين الذين يهتفون “الموت للعرب” ويؤذون المارة العرب. من بيت العزاء نشرت عائلة فرنكل بيان شجب بقتل الفتى في القدس، جاء فيه ان لا فرق بين الدم والدم. كم من نبل الروح واي أخلاق يهودية منشودة تبدي بذلك العائلات الحزينة التي امس فقط دفنت ابناءها.
ان قتل غيل عاد، ايال ونفتالي هو فعل منكر وباعث على الصدمة، يخرج منفذيه ومؤيديه من عموم الانسانية. هذا القتل يضعنا، نحن المجتمع الاسرائيلي اليهودي، في اختبار عسير. فهو يضع في الاختبار حصانتنا الوطنية، تمسكنا بالقيم الانسانية وايماننا بالله.
محظور علينا أن نفشل في هذه الاختبارات. فالرغبة في التخلص ممن اضر بنا واضراره، والرغبة في معاقبة من قتل، هي رغبة انسانية ومفهومة وعادلة. ولكن فعل الثأر يجب تركه في يد اولئك الذين هذه هي مهمتهم – سلطات القانون والقضاء والجيش الاسرائيلي واذرع الامن.
“لي ثأر ودفعه” يأمرنا الرب تعالى اسمه في آية انصتوا. هذا الثأر لا يعطى لاي شخص، حتى عندما نكون نحن نبكي قتلانا. يجب الايضاح وربما التعديل ايضا: فالمس بالابرياء ليس “أخذ القانون في الايدي”، كما درج على القول. هذا تخلٍ عن القانون. وعندما يتم بدافع ديني، فانه يصبح ايضا تدنيسا لاسم الرب.
وشيء واحد آخر: الاضرار بالعرب كثأر على قتل الفتيان الابرياء الثلاثة ليس فقط لا أخلاقي، لا قانوني ولا يهودي – بل انه ضار أيضا. وبدلا من الانشغال بالقتل الفظيع في حلحول، يعطى انتباه العالم كله وانتباه الاعلام العالمي الان، ولا سيما منذ اكتشاف جثة الفتى العربي، بمحاولات ثأر اليهود. وبدلا من عرض الوجه البشع للقومية الفلسطينية الاجرامية، ننشغل الان بمحاولات تفسير وتبرير مظاهرة العنف هذه.
عندما تكتب هذه السطور يتواصل التحقيق في القتل في القدس، ونحن كلنا نصلي كي “لا تكون ايدينا سفكت هذا الدم”، لا سمح الله.
معاريف الاسبوع 3/7/2014

تعليق
عندما يكون مثل هذا الراي صادر عن حاخام يهودي وفي الاعلام الاسرائيلي لا يمكن فهمه الا في صياغ حرق شعارات اليمين على الجانبين وتقوية الرئيس نتنياهو فهل يستطيع نتنياهو الصمود في وجهة هذه العواصف ؟
هذا ما سوف تخبرنا به الأسابيع والشهور القادمة

بوفيصيل
07-07-2014, 03:23 AM
ملاسنة حادة بين ليبرمان ونتنياهو

رئيس الحكومة يوبخ الوزراء الّذين انتقدوا سّياسته العامّة، وبالمقابل يرد وزير الخارجيّة قائلا: "أنت آخر من يمكنه أن يتكلّم، لأنّك لم تلتزم بكلامك"

يؤاف شاحام 6 يوليو 2014, 20:14

انزلق التّوتّر الّذي هيّمن على الشّعب الإسرائيليّ إلى الحكومة الإسرائيليّة أيضًا. ولقد جرى اليوم نقاش حادّ وساخر بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وبين وزير الخارجيّة أفيغدور ليبرمان، حول الرّدّ المناسب لحكومة إسرائيل على إطلاق الصّواريخ من قطاع غزّة.

لقد أشار نتنياهو، الّذي واجه في الأيّام الأخيرة نقدًا لاذعًا من قبل الوزير ليبرمان ونفتالي بينيت عبر وسائل الإعلام حول كيفيّة تّعامله مع حماس، إلى تّصرّف الوزيرين غير المسؤول. "لا يعتبر من وجه إلي انتقادًا شخصًا مسؤولا، وهناك من يسعى إلى استغلال الموقف لصالحه"، قال هذا نتنياهو قاصدًا ليبرمان وبينيت. قال الوزيران في الأيّام الأخيرة أن مقولة نتنياهو "الصّمت يجلب الصّمت" تضرّ بقوة الرّدع الخاصّة بإسرائيل.

قال وزير الخارجية ليبرمان لنتنياهو فورًا: "أنت الشّخص الأخير الّذي يحقّ له الحديث عن هذا". ردّ رئيس الحكومة على أقوال ليبرمان وانتقده على تغيّبه عن جلسات المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون الأمنية السياسية الأخيرة، قائلا: "على حدّ قولك، تذكّر أنّك لم تشارك في الجلستين الأخيرتين لمجلس الوزراء، وأضاف أنّه لا يحق للوزراء التّصرّف كمحلّلين.

لذغ رئيس الخارجيّة رئيس الحكومة مرّة أخرى قائلا: "لم أتواجد، ولذلك لا تستطيع إدانتي بتسريبات". من هذه النّقطة، بدأ ليبرمان بهجوم مباشر على نتنياهو، قائلا: "قلت أنّك ستضرب حماس بيد من حديد، ولم تلتزم بأقوالك".

حظي نتنياهو بدعم وزير الماليّة، يائير لبيد، " نحن نريد أن نخمد النّار، ليس إلا. يستحيل أن نسلّم المتطرّفين زمام دولة إسرائيل". وجه لبيد نقدًا لليبرمان وبينيت الّلذين أثارا النّفوس من أجل أن يحظيا بربح سياسيّ.

بوفيصيل
16-07-2014, 02:44 AM
تواصل حماس والجهاد الاسلامي اطلاق الصواريخ على المراكز السكانية في اسرائيل. في هذه المرحلة يوجد لاسرائيل اصابات قليلة، ولكن توجد أجواء صعبة في ضوء الاصابة – المتكررة – لنمط الحياة في اسرائيل، منذ صعود حماس الى الحكم في قطاع غزة في 2007. وحسب مصادر فلسطينية، فقد احصي حتى الان في القطاع أكثر من 125 قتيلا، مئات عديدة من الجرحى ودماء غزيرة، جراء الهجمات المضادة من سلاح الجو الاسرائيل. وقريبا ستقرر حكومة اسرائيل تنفيذ خطوة برية. وتعنى هذه الوثيقة بالعناصر التي تؤثر على البعد الزمني لحملة «الجرف الصامد» وبالتوصيات للمدى القصير.
يخيل لنا، ان من الافضل الامتناع – حاليا على الاقل – عن خطوة برية وانه ينبغي اعطاء فرصة لمساعي الوساطة بل واتخاذ وقف للنار من طرف واحد لفترة قصيرة لهذا الغرض. ومثل هذه الخطوات ستعزز موقف اسرائيل وتمنحها مهلة زمنية عندما تكون مطالبة بردود اقسى لاحقا.

الساعات الاستراتيجية

الساعة الداخلية – تقيس الزمن الذي تنفد فيه، او تتزايد، القدرات والاستعدادات لحكومة اسرائيل لمواصلة الحملة. والمقاييس المؤثرة على ذلك هي: استقرار الحكومة والساحة السياسية، تقدير القدرات العسكرية والسياسية، تقدير الكلفة – المنفعة للحملة، وكذا قدرة الصمود امام الضغوط من الجهات الداخلية، المحلية والخارجية. اليوم، يمنح الجيش الاسرائيلي الحكومة مجال مناورة واسع، ولكن لا يوجد حل بسيط ورخيص لوقف النار من القطاع، ولكل صيغة عملية توجد أثمان ومخاطر خاصة بها. وكلما مر الوقت قد تشتد الفجوات في الحكومة بين اولئك الذين سيطلبون «القضاء على حكم حماس في غزة»، الامر الذي يفترض احتلال القطاع، وبين اولئك الذين سيسعون الى الاكتفاء بوقف للنار على نمط تفاهمات «عمود السحاب».
الساعة المحلية – تقيس طول نفس الجمهور في اسرائيل والضغوط التي يمارسها على القيادة السياسية. المقاييس المؤثرة: الاقتراب أو الابتعاد عن تحقيق اهداف الحملة، توقعات الجمهور، كمية المصابين بين المدنيين وجنود الجيش الاسرائيلي، العبء الاجتماعي والاقتصادي للحملة وكذا الارتفاع في التوتر مع عرب اسرائيل. في هذه المرحلة يوجد لحكومة اسرائيل زمن كبير للعملية، ولا سيما لان عدد المصابين في اسرائيل منخفض، بفضل منظومات الدفاع الناجعة في الجبهة الداخلية. ومع ذلك، فانه كلما مر الوقت سترتفع التوقعات لانجازات أكبر في ضوء الثمن الذي يدفعه سكان اسرائيل.
الساعة الاقليمية – تقيس زمن نفاد صبر الزعماء والسكان في الشرق الاوسط (بما في ذلك في السلطة الفلسطينية) لعملية اسرائيل ضد حماس في القطاع، والضغوط النابعة جراء ذلك على حكومة اسرائيل. المقاييس المؤثرة: شكل تصدي اسرائيل، وضع السكان في القطاع، الضغوط من جانب زعماء الاردن، مصر وتركيا على اسرائيل. لقد بدأت الضغوط على اسرائيل في مستوى معتدل، ومن المتوقع لها أن تشتد في الايام القريبة القادمة. وهكذا مثلا، قال رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان في 11 تموز 2014 في اجتماع انتخابي: لا يمكننا أن نطبع العلاقات مع اسرائيل بينما اخوتنا واخواتنا يقصفون ويموتون في غزة. وقال ملك الاردن عبدالله في نفس اليوم ان «التصعيد الخطير سيؤدي الى تشديد معاناة الفلسطينيين وسيمس بفرص العودة الى طاولة المفاوضات». اما مصر فأعربت عن قلقها من التصعيد وبلورت مسودة أولية لصيغة وقف للنار بين اسرائيل وحماس، تتضمن مطلب حماس تحرير النشطاء الذي اعتقلوا في حملة «عودوا أيها الاخوة». وحسب هذه الساعة لا يزال لحكومة اسرائيل وقت كثير للعمل، في صيغة العمل الحالية، ولا سيما بفضل المكانة المتدنية لحماس في الساحة الاقليمية ونهج ضبط النفس لدى حكومة اسرائيل.
الساعة العالمية – تقيس مدى الزمن حتى تآكل صبر الزعماء في العالم، الناس والمنظمات الدولية تجاه عملية اسرائيل والضغط الممارس على حكومة اسرائيل جراء ذلك. المقاييس الاساسية: شكل تصدي اسرائيل للوضع، تبلور اجماع دولي لانهاء الحدث، المعركة في وسائل الاعلام، تقدير توازن أو عدم توازن الرد الاسرائيلي، وبالاساس – كمية المصابين بين السكان المدنيين الفلسطينيين.
واذا كانت اسرائيل تمتعت في الايام الاولى بالتفهم في العالم في ضوء اطلاق الصواريخ على المراكز السكانية في اسرائيل، فاليوم يتم الاعراب امام اسرائيل عن القلق في ضوء الخسائر والضائقة في اوساط السكان في القطاع، كنتيجة للهجمات الاسرائيلية المضادة لمنظومة الارهاب هناك. ودعا مجلس الامن في الامم المتحدة في 12 حزيران 2014 الى وقف النار بين اسرائيل والفلسطينيين وأعرب عن القلق على أمن المدنيين في الطرفين.
وحسب البيان، فان «اعضاء مجلس الامن يدعون الى تهدئة التصعيد، العودة الى الهدوء وتطبيق وقف النار من تشرين الثاني 2012». وتشدد وسائل الاعلام الاجنبية على الفجوة بين كمية المصابين الفلسطينيين وتلك بين الاسرائيليين، وتخلق ظاهرا انطباع المواجهة غير العادلة. في الساعة العالمية لا يزال يوجد لاسرائيل زمن للعمل بالاشكال الحالية، ولكن الاشارات التي تصل من دول العالم لاسرائيل لانهاء الحملة بدأت منذ الان. وهام على حو خاص موقف الولايات المتحدة، المؤيد لاسرائيل، ولكن الذي يعرب عن القلق من استمرار التصعيد. وقد طلب رئيس الولايات المتحدة، براك اوباما، من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الامتناع عن مزيد من التصعيد في الوضع (أي الامتناع عن خطوة برية) واقترح وساطة الولايات المتحدة بين اسرائيل والفلسطينيين.
ساعة الخصم – تقيس الزمن، القدرة والارادة لدى حماس والجهاد الاسلامي لمواصلة القتال. المقاييس المؤثرة: احساس الانجاز أو الفشل، الاضرار، تآكل القدرات العسكرية، المس بالدافع، الضغط من جانب السكان المدنيين على المنظمة وغيرها. لا تزال لا توجد مؤشرات على انخفاض في ارادة أو قدرة الطرف الاخر على مواصلة الهجمات على اسرائيل. ومع ذلك، فان كمية الصواريخ للمدى البعيد التي لدى المنظمتين محدودة. وحاليا، ترفض حماس البحث في صيغة لوقف النار، الامر الذي يظهر بان ليس في وسعها عرض انجازات ذات مغزى، حتى وان كانت تظاهرية.
بالاجمال يبدو أنه في خمسة ايام الحملة، عقارب كل الساعات الاستراتيجية تحركت ببطء وبوتيرة مشابهة، والان – تغيرت الوتيرة. لقد حصلت حكومة اسرائيل على حرية العمل من الداخل ومن الخارج. غير أن عقارب الساعات قد تنتقل الى وتيرة عمل اسرع بسبب الظروف التالية:
1.خطوة برية. مثل هذه الخطوة تتضمن اجتياح بري مكثف بل وتواجد (خلافا للاقتحامات) في مناطق في القطاع. يبدو أن ليس في نية اسرائيل تنفيذ خطوة برية لاحتلال القطاع، والتي تفترض استعدادا مختلفا. ومع ذلك، فان كل خطوة برية كثيفة، مهما كانت، ستعتبر تغيير جوهريا في الوقع، في نظر اللاعبين. معنى الامر – تغيير في وتيرة كل الساعات. في هذا الوضع ستتحرك بسرعة الى الامام بقدر ما يكون الوضع البري أعمق، أطول وكثير الاصابات في الطرفين. وينبغي أن يضاف الى ذلك خطر السخونة الامنية في الجبهات الاخرى. الخطر الذي في الانجرار الى خطوة برية واسعة، طويلة ومحدودة في عمقها، ينطوي على أمكانية ان تعلق الحكومة في وضع الاضطرار لانهاء الحملة دون انجازات كافية وبأثمان اعلى.
2.ارتفاع في عدد المصابين وضائقة متعاظمة للسكان في القطاع. كمية المصابين المدنيين والوضع الانساني في القطاع هما عاملان ذوا مغزى في تصميم موقف الساحة الدولية والاقليمية. فمثلا، في اعقاب تقارير فلسطينية، دعت منظمة الصحة العالمية دول العالم الى مساعدة اقتصادية للسلطة الفلسطينية بسبب «انهيار الجهاز الصحافي في قطاع غزة، والنابع من احتدام العنف». وأعرب وزير الخارجية البريطاني عن قلقه من وضع السكان في القطاع. هذا الوضع يزيد اعتبارات اسرائيل في عدم المس بتوريد المقدرات الحيوية الى القطاع. ومن المتوقع لهذا العامل تأثير كبير، كلما استمرت الحملة.
3.ارتفاع عدد المصابين في اسرائيل. مثل هذه الظروف من شأنها أن تقع في الوضع الحالي وبالتأكيد في وضع الخطوة البرية. في هذه الحالة سيزداد الضغط على الحكومة لزيادة قوة الهجوم الاسرائيلي في القطاع، بما في ذلك في الاوضاع البرية الاعمق.

الخاتمة

يبدو أن من السابق لاوانه اليوم الانتقال الى حملة برية. من الافضل منح فرصة لمساعي الوساطة المختلفة. اضافة الى ذلك، من الافضل لاسرائيل أن تتخذ وقفات للنار من طرف واحد في الهجمات على قطاع غزة، تتيح للطرف الاخر وقف النار، لغرض الوصول الى اتفاق، الذي يتطابق وشروط اسرائيل ولغرض تحقيق ارادتها في وقف العنف.
اذا لم تتوقف النار، فان هذا النهج سيسمح لاسرائيل بالحصول على نقطة استحقاق في المحيط الاقليمي والدولي، يسمح بدوره لمواصلة القتال أو اتخاذ اعمال أكثر حدة. اما بديل الشروع الان بحملة برية واسعة النطاق، فسيغير وتيرة عمل الساعات الاستراتيجية ومشكوك أن يسمح بانهاء الحملة في ظروف افضل.

نظرة عليا 15/7/2014

شموئيل ايفن