عادل محمد عايش الأسطل
25-06-2014, 01:54 AM
سيطرة حماس على الضفة !
د. عادل محمد عايش الأسطل
منذ توقيع اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس في أواخر أبريل الماضي، ذهبت حماس من تلقاء نفسها إلى إلقاء ما عليها من أحمال سياسية ومالية، كانت سبباً في تخلّيها عن بعض اشتراطاتها التي تضمن بدرجةٍ أعلى تكريس وجودها وفعاليتها على الساحتين المحلية والخارجية، ومن ناحية أخرى تقدّمت نحو تحصيل مغانم أخرى، حيث سمح لها الاتفاق بالتمدد الرسمي والمشروع من خلال تجديد نشاطاتها السياسية وتنفيذ العديد من فعالياتها الوطنية في أنحاء الضفة الغربية. وعلى الرغم من جملة المضايقات من الأجهزة الأمنية التابعة لسلطة رام الله ضد تلك النشاطات على اختلافها، إلاّ أنها لم تكن كافية أو ذات قيمة لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو" الذي رفض اتفاقية المصالحة من الأساس، وهدد حينها، بأن على الرئيس "أبومازن" الخيار بين حماس والسلام مع إسرائيل، وبكى بشدة أمام الغرب والولايات المتحدة كي لا يباركون المصالحة، كونها ستفرز حكومة إرهاب وقتلة، كما ساق من الدلائل التي تشير إلى أن "أبومازن" سوف يفقد السيطرة على الضفة، وأن حماس هي التي ستسيطر في المكان، بما لديها من بنية تحتية قوية وثابتة في سائر مدن الضفة وقُراها.
"نتانياهو" وعلى الرغم من مواجهته لأنواع الأفشال المتأتية من اليمين والشمال كونه كان سبباً في توقف مسيرة السلام، وفي دحرجة إسرائيل إلى الزاوية، تتلقى داخلها التعنيف والانتقاد والهجران الدولي، وشعوره بألوان العذاب من جراء تخبطه في معالجة قضية الخطف التي تعرض لها ثلاثة من مستوطنيه خلال الأسبوع الفائت، إلاّ أنه بات سعيداً على في كل ليلة، لأمرين مهمين، الأول: بسبب نجاح توقعه ربما لأول مرّة على الأقل، حيث لم يُصب مرة واحدة لا على المستوى المحلى ولا الدولي ولا أي مستوً آخر طوال فترتين رئاسيتين أي منذ 2009، وإلى الآن، في إثبات السيطرة الواضحة لحماس أمام المجتمع الدولي على الأقل، وأن إسرائيل وحدها تُعاني من جرّاء تلك السيطرة، والتي توضحت - كمثال- في تنفيذ عملية الاختطاف. والثانية: شعوره بأن الغرب والولايات المتحدة بدأوا يصدّقونه، لا سيما بعد أن تمكن من الربط بين كلمة رئيس المكتب السياسي "خالد مشعل" أكّد خلالها، أن حماس أسهمت في الإفراج عن الكثير من الأسرى وستكمل مسيرتها حتى تحريرهم عن آخرهم، وأنها ستعطى جواباً على أيدي أفراد كتائب عز الدين القسام، بما يعني لدى الإسرائيليين، بأن تلك الأقوال هي إشارة واضحة الدلالة على أن حركته وراء عملية الخطف. على الرغم من سماع تلك الدول، مراراً وتكراراً تنصل حماس من عملية الخطف، وإثبات أن ليس لها أيّة صلة بها، لسبب وجيه، وهو رغبتها في تنمية اتفاق المصالحة الوطنية، وهي وإن كانت العملية محل ترحيب لديها، فإنها من باب النظر إلى الأوضاع المأساوية التي يعيشها السجناء والأسرى الفلسطينيين داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية، وبمماطلة إسرائيل ونكوفها عن تنفيذ اتفاقات سابقة بشأن إطلاق أسرى من سجونها.
الدول الغربية وأيضاً الولايات المتحدة تفهم تماماً، بأن أقوال "مشعل" جاءت للإخافة وليست للفعل، لكنها بالنسبة إلى أوضاعها مثّلت حجة قوية ضد حماس والفلسطينيين بشكلٍ عام، وللتعاطف مع إسرائيل من جديد. تصريحات "أبومازن" النارية المتواترة منذ يوم حادثة الاختطاف، ضد المصالحة وضد حركة حماس فيما لو كانت وراء العملية، وأنه جادٌ في السعي إلى المشاركة في إنهاء ملف المختطفين من خلال مضاعفة عمليات التنسيق الأمني مع الجانب الإسرائيلي، لم تأتِ من فراغ، بل جاءت نتيجة شعوره بأن أقوال "نتانياهو" تتحقق، وبأثر رجعي، أي منذ اللحظة الأولى من توقيع الاتفاق، وجاءت تصريحاته أمام وزراء خارجية دول التعاون الاسلامي في جدة، بأن السلطة الفلسطينية تنسق مع إسرائيل من أجل الوصول إلى المستوطنين المفقودين، وبأنه يتمنى أن يرجع ثلاثتهم أحياء، وتشدده من ناحيةٍ أخرى على أنه لن يسمح بعودة انتفاضة كونها دماراً على الفلسطينيين. وكتتويج لتصريحاته وفي إطار خطوات مقبلة، تأكيده على معاقبة من قام بعملية الخطف أيّاً كان، وحياً منه ليس ضد الجهة الخاطفة ولاشك، بل ضد حماس تحديداً وإن لم يتم إثبات صلتها بعملية الخطف، بهدف الردع النهائي من التمادي في جولاتها، وللحيلولة دون وقوع حوادث مشابهة.
هناك من رأى في أقوال "أبومازن" بأنها إنسانيّة بحتة، وانتقاداً لِما يقوم به الإسرائيليون من ممارسات عنصرية وعمليات قتلٍ وبطش ضد الفلسطينيين بعمومهم، وهناك من يرى بأنها جاءت درءاً لحدوث المزيد من المخاطر المحتملة، نتيجة أعمال العنف الإسرائيلية أثناء عملية البحث عن مستوطنيها، ولعدم إثارة المزيد من الاحتقان لدى الإسرائيليين عموماً والحكومة بوجهٍ خاص. ووجهات نظر أخرى رأت أنها موجهة للمجتمع الدولي، كون السلطة تهتم أثناء كل مناسبة بتكريس اعتقادها، بأن ليس للعنف مسلكاً لديها، وأن السلام هو المنهاج الرئيس الذي توليه جل مراعاتها، كونه الأجدى في كل حال. وسواء ثبت الرأي الأول أو الثاني أو الثالث أو كلّها معاً، إلاّ أنها لم تنل إعجاب أحد، سواء لدى الإسرائيليين، أو لدى حركات وأحزاب فلسطينية، فقد أكّدت إسرائيل وعلى لسان "نتانياهو" بأن تصريحاته من ألفِها إلى يائِها غير جديدة، ومطالبته بعودة المختطفين هي غير كافية، وبات عليه من الأفضل، حل يده من حماس ونسف اتفاق المصالحة، وليس هذا وحسب، بل يتوجب عليه إفساح المجال أمام إسرائيل لتنفيذ خططها المتعلقة بإطلاق سراح مختطفيها، ولو أدى ذلك إلى مداهمة وتفتيش البيت تلو الأخر، بما في ذلك بيوت مسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية.
بالمقابل، استهجنت العديد من الفصائل الفلسطينية أقوال "أبومازن" وعلى رأسها حماس، التي أعلنت بأن تصريحاته بشأن التهديدات الموجهة للخاطفين، أو بشأن التنسيق الأمني، بأنها ضارة ولا تخدم القضية الفلسطينية ولا اتفاق المصالحة، ووصفت التنسيق والتعاون الأمني في ملاحقة المقاومة والإرشاد عنها، بالجريمة الوطنية التي يعاقب عليها القانون الفلسطيني. وكما انتقدت حركة الجهاد الإسلامي تلك التصريحات وحذرت من تبعاتها، فقد رفضتها الجبهة الديمقراطية باعتبارها غير مقبولة، واعتبرت خطف الجنود حق مشروع للمقاومة الفلسطينية، خاصة في ظل ما تقوم به إسرائيل من انتهاكات يومية ضد الشعب الفلسطيني. ومن جانبها أكّدت الجبهة الشعبية على أن لدى "أبو مازن" مشكلة، كونه يريد إرضاء الأطراف الخارجية على حساب مشاعر ومصالح الفلسطينيين، باعتبار أن التنسيق الأمني لا يحمي إلاّ الإسرائيليين فقط.
كما أفرزت تصريحات "أبومازن"، غُصّة لدى الشارع الفلسطيني في القطاع والضفة الغربية بما فيها مدينة الخليل حسب استطلاعات إسرائيلية، فمعظم سكانها لا يستمعون إلى الموسيقى، ويقيّمون عملية الخطف بالخطوة الإيجابية، كونها قضية (وطنية ومشروعة) تمس السواد الأكبر من الفلسطينيين، حتى في صفوف حركة فتح، ومن شأنها أن تساهم في حل قضية الأسرى، علاوة على أن تصريحاته، تُعتبر مُحبطة ومخيبة للآمال، ولن يُثاب عليها من قِبل الإسرائيليين، وسواء في شأن حادثة الاختطاف، أو بإمكانية تقديم تنازلات خلال مفاوضات مستقبلية محتملة. فضلاً عن أن الأوضاع الفلسطينية المأزومة في الأصل ستزداد تأزّماً أكثر بسببها، حيث تصعب معها العودة إلى الهدوء والمصالحة، وسيكون الخاسر الأكبر ليس "أبومازن" كونه سيخسر الإسرائيليين والفلسطينيين معاً، وإنما الشعب الفلسطيني ككل سيخسر أيضاً، حيث سيجد نفسه في لُجّة من التشتت والانقسام، وعلى نحوٍ أكبر من ذي قبل.
لذا لا ينبغي أبداً، أن يتجاهل نقطة هامّة كهذه، في ضوء عملية الاختطاف، وكان من اللازم الموازنة بين حادثة الاختطاف والممارسات العدوانية الإسرائيلية بقدرٍ ما، حتى لا يفقد المزيد من الفلسطينيين ومن فتح أيضاً، والكل يعلم أن صعود أطراف إلى درجةٍ أعلى، لا يتم إلاّ بناءً على أخطاء آخرين.
خانيونس/ فلسطين
20/6/2014
د. عادل محمد عايش الأسطل
منذ توقيع اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس في أواخر أبريل الماضي، ذهبت حماس من تلقاء نفسها إلى إلقاء ما عليها من أحمال سياسية ومالية، كانت سبباً في تخلّيها عن بعض اشتراطاتها التي تضمن بدرجةٍ أعلى تكريس وجودها وفعاليتها على الساحتين المحلية والخارجية، ومن ناحية أخرى تقدّمت نحو تحصيل مغانم أخرى، حيث سمح لها الاتفاق بالتمدد الرسمي والمشروع من خلال تجديد نشاطاتها السياسية وتنفيذ العديد من فعالياتها الوطنية في أنحاء الضفة الغربية. وعلى الرغم من جملة المضايقات من الأجهزة الأمنية التابعة لسلطة رام الله ضد تلك النشاطات على اختلافها، إلاّ أنها لم تكن كافية أو ذات قيمة لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو" الذي رفض اتفاقية المصالحة من الأساس، وهدد حينها، بأن على الرئيس "أبومازن" الخيار بين حماس والسلام مع إسرائيل، وبكى بشدة أمام الغرب والولايات المتحدة كي لا يباركون المصالحة، كونها ستفرز حكومة إرهاب وقتلة، كما ساق من الدلائل التي تشير إلى أن "أبومازن" سوف يفقد السيطرة على الضفة، وأن حماس هي التي ستسيطر في المكان، بما لديها من بنية تحتية قوية وثابتة في سائر مدن الضفة وقُراها.
"نتانياهو" وعلى الرغم من مواجهته لأنواع الأفشال المتأتية من اليمين والشمال كونه كان سبباً في توقف مسيرة السلام، وفي دحرجة إسرائيل إلى الزاوية، تتلقى داخلها التعنيف والانتقاد والهجران الدولي، وشعوره بألوان العذاب من جراء تخبطه في معالجة قضية الخطف التي تعرض لها ثلاثة من مستوطنيه خلال الأسبوع الفائت، إلاّ أنه بات سعيداً على في كل ليلة، لأمرين مهمين، الأول: بسبب نجاح توقعه ربما لأول مرّة على الأقل، حيث لم يُصب مرة واحدة لا على المستوى المحلى ولا الدولي ولا أي مستوً آخر طوال فترتين رئاسيتين أي منذ 2009، وإلى الآن، في إثبات السيطرة الواضحة لحماس أمام المجتمع الدولي على الأقل، وأن إسرائيل وحدها تُعاني من جرّاء تلك السيطرة، والتي توضحت - كمثال- في تنفيذ عملية الاختطاف. والثانية: شعوره بأن الغرب والولايات المتحدة بدأوا يصدّقونه، لا سيما بعد أن تمكن من الربط بين كلمة رئيس المكتب السياسي "خالد مشعل" أكّد خلالها، أن حماس أسهمت في الإفراج عن الكثير من الأسرى وستكمل مسيرتها حتى تحريرهم عن آخرهم، وأنها ستعطى جواباً على أيدي أفراد كتائب عز الدين القسام، بما يعني لدى الإسرائيليين، بأن تلك الأقوال هي إشارة واضحة الدلالة على أن حركته وراء عملية الخطف. على الرغم من سماع تلك الدول، مراراً وتكراراً تنصل حماس من عملية الخطف، وإثبات أن ليس لها أيّة صلة بها، لسبب وجيه، وهو رغبتها في تنمية اتفاق المصالحة الوطنية، وهي وإن كانت العملية محل ترحيب لديها، فإنها من باب النظر إلى الأوضاع المأساوية التي يعيشها السجناء والأسرى الفلسطينيين داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية، وبمماطلة إسرائيل ونكوفها عن تنفيذ اتفاقات سابقة بشأن إطلاق أسرى من سجونها.
الدول الغربية وأيضاً الولايات المتحدة تفهم تماماً، بأن أقوال "مشعل" جاءت للإخافة وليست للفعل، لكنها بالنسبة إلى أوضاعها مثّلت حجة قوية ضد حماس والفلسطينيين بشكلٍ عام، وللتعاطف مع إسرائيل من جديد. تصريحات "أبومازن" النارية المتواترة منذ يوم حادثة الاختطاف، ضد المصالحة وضد حركة حماس فيما لو كانت وراء العملية، وأنه جادٌ في السعي إلى المشاركة في إنهاء ملف المختطفين من خلال مضاعفة عمليات التنسيق الأمني مع الجانب الإسرائيلي، لم تأتِ من فراغ، بل جاءت نتيجة شعوره بأن أقوال "نتانياهو" تتحقق، وبأثر رجعي، أي منذ اللحظة الأولى من توقيع الاتفاق، وجاءت تصريحاته أمام وزراء خارجية دول التعاون الاسلامي في جدة، بأن السلطة الفلسطينية تنسق مع إسرائيل من أجل الوصول إلى المستوطنين المفقودين، وبأنه يتمنى أن يرجع ثلاثتهم أحياء، وتشدده من ناحيةٍ أخرى على أنه لن يسمح بعودة انتفاضة كونها دماراً على الفلسطينيين. وكتتويج لتصريحاته وفي إطار خطوات مقبلة، تأكيده على معاقبة من قام بعملية الخطف أيّاً كان، وحياً منه ليس ضد الجهة الخاطفة ولاشك، بل ضد حماس تحديداً وإن لم يتم إثبات صلتها بعملية الخطف، بهدف الردع النهائي من التمادي في جولاتها، وللحيلولة دون وقوع حوادث مشابهة.
هناك من رأى في أقوال "أبومازن" بأنها إنسانيّة بحتة، وانتقاداً لِما يقوم به الإسرائيليون من ممارسات عنصرية وعمليات قتلٍ وبطش ضد الفلسطينيين بعمومهم، وهناك من يرى بأنها جاءت درءاً لحدوث المزيد من المخاطر المحتملة، نتيجة أعمال العنف الإسرائيلية أثناء عملية البحث عن مستوطنيها، ولعدم إثارة المزيد من الاحتقان لدى الإسرائيليين عموماً والحكومة بوجهٍ خاص. ووجهات نظر أخرى رأت أنها موجهة للمجتمع الدولي، كون السلطة تهتم أثناء كل مناسبة بتكريس اعتقادها، بأن ليس للعنف مسلكاً لديها، وأن السلام هو المنهاج الرئيس الذي توليه جل مراعاتها، كونه الأجدى في كل حال. وسواء ثبت الرأي الأول أو الثاني أو الثالث أو كلّها معاً، إلاّ أنها لم تنل إعجاب أحد، سواء لدى الإسرائيليين، أو لدى حركات وأحزاب فلسطينية، فقد أكّدت إسرائيل وعلى لسان "نتانياهو" بأن تصريحاته من ألفِها إلى يائِها غير جديدة، ومطالبته بعودة المختطفين هي غير كافية، وبات عليه من الأفضل، حل يده من حماس ونسف اتفاق المصالحة، وليس هذا وحسب، بل يتوجب عليه إفساح المجال أمام إسرائيل لتنفيذ خططها المتعلقة بإطلاق سراح مختطفيها، ولو أدى ذلك إلى مداهمة وتفتيش البيت تلو الأخر، بما في ذلك بيوت مسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية.
بالمقابل، استهجنت العديد من الفصائل الفلسطينية أقوال "أبومازن" وعلى رأسها حماس، التي أعلنت بأن تصريحاته بشأن التهديدات الموجهة للخاطفين، أو بشأن التنسيق الأمني، بأنها ضارة ولا تخدم القضية الفلسطينية ولا اتفاق المصالحة، ووصفت التنسيق والتعاون الأمني في ملاحقة المقاومة والإرشاد عنها، بالجريمة الوطنية التي يعاقب عليها القانون الفلسطيني. وكما انتقدت حركة الجهاد الإسلامي تلك التصريحات وحذرت من تبعاتها، فقد رفضتها الجبهة الديمقراطية باعتبارها غير مقبولة، واعتبرت خطف الجنود حق مشروع للمقاومة الفلسطينية، خاصة في ظل ما تقوم به إسرائيل من انتهاكات يومية ضد الشعب الفلسطيني. ومن جانبها أكّدت الجبهة الشعبية على أن لدى "أبو مازن" مشكلة، كونه يريد إرضاء الأطراف الخارجية على حساب مشاعر ومصالح الفلسطينيين، باعتبار أن التنسيق الأمني لا يحمي إلاّ الإسرائيليين فقط.
كما أفرزت تصريحات "أبومازن"، غُصّة لدى الشارع الفلسطيني في القطاع والضفة الغربية بما فيها مدينة الخليل حسب استطلاعات إسرائيلية، فمعظم سكانها لا يستمعون إلى الموسيقى، ويقيّمون عملية الخطف بالخطوة الإيجابية، كونها قضية (وطنية ومشروعة) تمس السواد الأكبر من الفلسطينيين، حتى في صفوف حركة فتح، ومن شأنها أن تساهم في حل قضية الأسرى، علاوة على أن تصريحاته، تُعتبر مُحبطة ومخيبة للآمال، ولن يُثاب عليها من قِبل الإسرائيليين، وسواء في شأن حادثة الاختطاف، أو بإمكانية تقديم تنازلات خلال مفاوضات مستقبلية محتملة. فضلاً عن أن الأوضاع الفلسطينية المأزومة في الأصل ستزداد تأزّماً أكثر بسببها، حيث تصعب معها العودة إلى الهدوء والمصالحة، وسيكون الخاسر الأكبر ليس "أبومازن" كونه سيخسر الإسرائيليين والفلسطينيين معاً، وإنما الشعب الفلسطيني ككل سيخسر أيضاً، حيث سيجد نفسه في لُجّة من التشتت والانقسام، وعلى نحوٍ أكبر من ذي قبل.
لذا لا ينبغي أبداً، أن يتجاهل نقطة هامّة كهذه، في ضوء عملية الاختطاف، وكان من اللازم الموازنة بين حادثة الاختطاف والممارسات العدوانية الإسرائيلية بقدرٍ ما، حتى لا يفقد المزيد من الفلسطينيين ومن فتح أيضاً، والكل يعلم أن صعود أطراف إلى درجةٍ أعلى، لا يتم إلاّ بناءً على أخطاء آخرين.
خانيونس/ فلسطين
20/6/2014