بوفيصيل
08-06-2014, 08:19 PM
بعد 47 سنة
ايتان هابر
June 6, 2014
ستكون حالة الجو اليوم بحسب التنبؤات حارة. وستتناول الاخبار البنتين اللتين لقيتا حتفهما في بركة سباحة في سفيون. وسيوجد من يُقدمون في نشرات الاخبار على كل شيء المنافسة التي لا نهاية لها على رئاسة الدولة. سيكون هذا يوم خميس عاديا، وواحدا من ايام السنة. لكنه ما زال عند كثيرين في هذا البلد وربما في العالم ايضا يوما ليس كسائر الايام، ففي مثل هذا اليوم في الساعة 7:45 صباحا أرعبت صافرة الانذار مواطني اسرائيل، ونشبت حرب الايام الستة. حدث ذلك قبل 47 سنة، وأصبحنا اليوم ولا يوجد لا مجد ولا جلالة للحرب التي كانت.
ليس 47 عددا يوجب تناولا اعلاميا ما، فتلك الحرب لن تكون في مقدمة نشرات الاخبار، وربما لا تهم ايضا الاكثرية الغالبة من مواطني اسرائيل لأن أكثرهم لم يكونوا هنا في تلك الايام.
وليس 47 عددا يوجب ايام ذكرى واحتفال ومراسم وتذكارات مختلفة لذلك اليوم. يجب أن تكون اليوم في الستين أو أكثر كي تعلم أن دولة اسرائيل غيرت وجهها في ذلك اليوم، قبل 47 سنة. وقد تركت تلك الحرب آثارها الى اليوم على حياة ملايين في الشرق الاوسط وآخرين كثيرين ايضا في العالم كله. ولا ينسى أقرباء 700 ضحية في تلك الحرب ضحاياهم حتى لحظة واحدة، وما زال معوقو تلك الحرب يعانون. فالـ 47 عندهم يوم ذكرى طويل. ولم يعد الساسة الذين أداروا دولة اسرائيل آنذاك والدول العربية حولنا بين الأحياء، ومن المؤكد أنهم لا يحكمون. وقد أخذ يقل الناس الذين يتذكرون أن الدولة كانت آنذاك دولة مختلفة، فقد كانت منقسمة منشقة تعاني من عداوة جاراتها العربيات. يصعب على الناس مثلا أن يصدقوا أنه قد بُني في شارع مأمن الله في القدس سور اسمنتي عالٍ قسم المدينة الى اثنتين وحمى بذلك ايضا سكان القدس من رصاص القناصين الاردنيين الذي كان يُطلق من فوق سور المدينة القديمة. وقد تغير كل شيء منذ ذلك الحين كما سيقول بعضهم الى أحسن وسيقول آخرون الى اسوأ.
آمنت دولة اسرائيل الصغيرة آنذاك، قبل 47 سنة بأنها تواجه كارثة ثانية. وفي الايام التي سبقت الحرب كان الناس يسيرون في الشوارع ووجوههم حزينة، فقد كان يظهر الخوف من أعينهم وكان الخطر كبيرا. ولهذا كان الفرح بالنصر العسكري الذي لم يسبق له مثيل كبيرا جدا شارحا للصدر، وثم من ينتشون به الى اليوم . وسعت تلك الحرب مساحة دولة اسرائيل، ومكّنت من اخضاع مئات آلاف المواطنين الفلسطينيين لسلطتها، وخلقت مشكلة لم تجد حلا لها مدة 47 سنة ونشك في أن يوجد لها حل في الزمن القريب. وقويت العداوة العربية برغم أنه وقع على اتفاقي سلام مع مصر والاردن، وبُذلت جهود لمصالحة الفلسطينيين. لكن عداوة العالم كله تقريبا لدولة اسرائيل قويت وهي التي تحاول أن تحتال لنفسها في حقل الألغام الدولي.
في السنوات الماضية قويت العداوة ايضا بين من يعتقدون أن خالق العالم نزل الى هذه الارض في مثل هذا اليوم قبل 47 سنة ووهب لنا هذه الارض هبة أبدية. وثم بين أظهرنا من يعتقدون، وهم يُسمون «معسكر السلام»، أن دولة اسرائيل ستبلغ الى الراحة والسكينة اذا صالحت جيرانها الفلسطينيين فقط. ومهما يكن الامر فاننا ما زلنا اليوم على نفس الحال التي كنا عليها عند خروج السبت في العاشر من حزيران 1967 قبل 47 سنة إلا ستة ايام، حينما وقف اطلاق النار في الجبهة السورية وقبل ذلك في الجبهة المصرية. إن الحل السياسي لا يُرى في الأفق.
يديعوت 5/6/2014
ايتان هابر
تعليق
على ما يبدو ان الحلول التي تطرحها امريكا للمنطقة هي وهم يسير مع قطار امريكا فكما ضللت امريكا والغرب من وراءها في الأيقونة الإسرائيلية وحروبها فهي الان تضلل الشعوب في الأيقونة ولكنها بوجهها الاخر وهو ما يسمى السلام حتى تبقى الشعوب منتظره الخلاص والمرجو من امريكا علها تتفضل عليهم بجنات النعيم وهذا بات صعب ومستحيل تصديقه لان الجلاد والقاضي هو نفسه من يلعب مصائر الشعوب وليس بغريب الامر ان يكون هذا نهج امريكا حتى تتحقق مصالحها وتبقى الشعوب في حالة ترقب لكي لا تفيق من الغيبوبه التي هي فيها منذ مائة عام
والله المستعان
ايتان هابر
June 6, 2014
ستكون حالة الجو اليوم بحسب التنبؤات حارة. وستتناول الاخبار البنتين اللتين لقيتا حتفهما في بركة سباحة في سفيون. وسيوجد من يُقدمون في نشرات الاخبار على كل شيء المنافسة التي لا نهاية لها على رئاسة الدولة. سيكون هذا يوم خميس عاديا، وواحدا من ايام السنة. لكنه ما زال عند كثيرين في هذا البلد وربما في العالم ايضا يوما ليس كسائر الايام، ففي مثل هذا اليوم في الساعة 7:45 صباحا أرعبت صافرة الانذار مواطني اسرائيل، ونشبت حرب الايام الستة. حدث ذلك قبل 47 سنة، وأصبحنا اليوم ولا يوجد لا مجد ولا جلالة للحرب التي كانت.
ليس 47 عددا يوجب تناولا اعلاميا ما، فتلك الحرب لن تكون في مقدمة نشرات الاخبار، وربما لا تهم ايضا الاكثرية الغالبة من مواطني اسرائيل لأن أكثرهم لم يكونوا هنا في تلك الايام.
وليس 47 عددا يوجب ايام ذكرى واحتفال ومراسم وتذكارات مختلفة لذلك اليوم. يجب أن تكون اليوم في الستين أو أكثر كي تعلم أن دولة اسرائيل غيرت وجهها في ذلك اليوم، قبل 47 سنة. وقد تركت تلك الحرب آثارها الى اليوم على حياة ملايين في الشرق الاوسط وآخرين كثيرين ايضا في العالم كله. ولا ينسى أقرباء 700 ضحية في تلك الحرب ضحاياهم حتى لحظة واحدة، وما زال معوقو تلك الحرب يعانون. فالـ 47 عندهم يوم ذكرى طويل. ولم يعد الساسة الذين أداروا دولة اسرائيل آنذاك والدول العربية حولنا بين الأحياء، ومن المؤكد أنهم لا يحكمون. وقد أخذ يقل الناس الذين يتذكرون أن الدولة كانت آنذاك دولة مختلفة، فقد كانت منقسمة منشقة تعاني من عداوة جاراتها العربيات. يصعب على الناس مثلا أن يصدقوا أنه قد بُني في شارع مأمن الله في القدس سور اسمنتي عالٍ قسم المدينة الى اثنتين وحمى بذلك ايضا سكان القدس من رصاص القناصين الاردنيين الذي كان يُطلق من فوق سور المدينة القديمة. وقد تغير كل شيء منذ ذلك الحين كما سيقول بعضهم الى أحسن وسيقول آخرون الى اسوأ.
آمنت دولة اسرائيل الصغيرة آنذاك، قبل 47 سنة بأنها تواجه كارثة ثانية. وفي الايام التي سبقت الحرب كان الناس يسيرون في الشوارع ووجوههم حزينة، فقد كان يظهر الخوف من أعينهم وكان الخطر كبيرا. ولهذا كان الفرح بالنصر العسكري الذي لم يسبق له مثيل كبيرا جدا شارحا للصدر، وثم من ينتشون به الى اليوم . وسعت تلك الحرب مساحة دولة اسرائيل، ومكّنت من اخضاع مئات آلاف المواطنين الفلسطينيين لسلطتها، وخلقت مشكلة لم تجد حلا لها مدة 47 سنة ونشك في أن يوجد لها حل في الزمن القريب. وقويت العداوة العربية برغم أنه وقع على اتفاقي سلام مع مصر والاردن، وبُذلت جهود لمصالحة الفلسطينيين. لكن عداوة العالم كله تقريبا لدولة اسرائيل قويت وهي التي تحاول أن تحتال لنفسها في حقل الألغام الدولي.
في السنوات الماضية قويت العداوة ايضا بين من يعتقدون أن خالق العالم نزل الى هذه الارض في مثل هذا اليوم قبل 47 سنة ووهب لنا هذه الارض هبة أبدية. وثم بين أظهرنا من يعتقدون، وهم يُسمون «معسكر السلام»، أن دولة اسرائيل ستبلغ الى الراحة والسكينة اذا صالحت جيرانها الفلسطينيين فقط. ومهما يكن الامر فاننا ما زلنا اليوم على نفس الحال التي كنا عليها عند خروج السبت في العاشر من حزيران 1967 قبل 47 سنة إلا ستة ايام، حينما وقف اطلاق النار في الجبهة السورية وقبل ذلك في الجبهة المصرية. إن الحل السياسي لا يُرى في الأفق.
يديعوت 5/6/2014
ايتان هابر
تعليق
على ما يبدو ان الحلول التي تطرحها امريكا للمنطقة هي وهم يسير مع قطار امريكا فكما ضللت امريكا والغرب من وراءها في الأيقونة الإسرائيلية وحروبها فهي الان تضلل الشعوب في الأيقونة ولكنها بوجهها الاخر وهو ما يسمى السلام حتى تبقى الشعوب منتظره الخلاص والمرجو من امريكا علها تتفضل عليهم بجنات النعيم وهذا بات صعب ومستحيل تصديقه لان الجلاد والقاضي هو نفسه من يلعب مصائر الشعوب وليس بغريب الامر ان يكون هذا نهج امريكا حتى تتحقق مصالحها وتبقى الشعوب في حالة ترقب لكي لا تفيق من الغيبوبه التي هي فيها منذ مائة عام
والله المستعان