بوفيصيل
02-06-2014, 01:38 AM
الخليفة الثالث عثمان بن عفان (رض) عندما طلب منه التنازل عن الحكم قال:” كيف اخلع ثوبا ألبسني إياه الله وهل أجبرتكم على البيعة”, أي ان الخليفة يعتبر البيعة حقا ألاهياً وبيعة لا رجعة فيها فكيف يتنازل عن حق إلهي.
بشار حافظ الاسد عندما طلب شعبه منه الرحيل, وعلى لسان البوطي ومفتي الجمهورية ووزير الاوقاف: كيف يخلع بشار ثوبا ألبسه إياه الله وهل أجبركم بشار على البيعة, أي بعرف بشار فان البيعة حقا ألاهياً وبيعة لا رجعة فيها فكيف يتنازل عن حق إلهي.
حسني مبارك عندما طلب منه الرحيل وعلى لسان الازهر والمفتي ووزير الاوقاف :كيف يخلع مبارك ثوبا ألبسه إياه الله وهل أجبركم مبارك على البيعة, أي بعرف مبارك فان البيعة حقا ألاهياً وبيعة لا رجعة فيها فكيف يتنازل عن حق إلهي.
القذافي, صالح, البشير والشيخ حمد بن عيسى, عندما طلب منهم التنازل عن الحكم قالوا: كيف نخلع ثوبا ألبسنا إياه الله وهل أجبرناكم على البيعة, أي انهم يعتبرون البيعة حقا ألاهياً وبيعة لا رجعة فيها فكيف يتنازلون عن حق إلهي.
وغدا بقية الزعماء العرب سيقولون نفس الشئ وكانهم نسخة كربون عن بعضهم البعض منذ 1430 سنة وحتى الآن!
أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين (رض) عندما قاتل الذين خالفوه بتفسير الآية القرآنية (خذ من أموالهم) والتي فسروها بأنها تخص الرسول ولم ينكروها بل طالبو بحقهم بتوزيع الزكاة بمعرفتهم بما أن الرسول (ص) انتقل إلى الرفيق الأعلى فقاتلهم الخليفة قتال المرتدين أي جعلهم مرتدين لأنهم خالفوه في التفسير فقط رغم أنهم لم ينكروا شئ من الإسلام أو يتركوه؟
عندما نهض شبابنا العربي ثائرا مطالبا بحقوقه الاقتصادية المنهوبة وقف بوجوههم رجال الدين من مفتيي ووزراء اوقاف, ووعاظ السلاطين وجعلوهم مرتدين وباركوا قتالهم وقتلهم وحتى ابادتهم, وكأن القادة العرب نسخة كربون من بعضهم البعض منذ 1430 سنة وحتى الآن؟
منذ ظهور الاسلام وتأسيس اول دولة اسلامية قبل حوالي 1430 سنة, تم ارساء قواعد معينة لحكم الدول الاسلامية والمسلمين, هذه القواعد ترسخت مع الزمن واصبحت سنة يسير على هديها كل من يحكم أي بلد فيه اغلبية من المسلمين. أول هذه القواعد هي ان يكون الحاكم ديكتاتورا, أو سيفشل في مهمته وسيتم الانقضاض عليه ويمكن ان يتم سحله في الشوارع. القاعدة الثانية هي ان يخضع الحاكم المؤسسة الدينية لسيطرته لكي تساعده في تخدير شعبه وتطويعه, والا فان الفشل في انتطاره, بغض النظر عن ما اذا كانت طائفة هذا الحاكم الشخصية هي علوية او سنية او شيعية.
التاريخ يخبرنا بانه في بعض الفترات القصيرة وفي بعض المناطق العربية كان هناك حكام عادلون وخرجوا عن هذه القواعد ولكن لم تكن النتيجة مشجعة وتم الانقلاب عليهم. ومن هذه التجارب التي لم تلتزم بهذه القواعد نذكر لبنان, حيث عامل الحكام المسيحيون اللبنانيين بجميع طوائفهم باحترام , وسمحوا بالحريات وراعوا حقوق الانسان, وتمت تنمية البلد علميا وصناعيا وتجاريا, واصبح دخل المواطن اللبناني من اعلى المداخيل بالوطن العربي, فماذا كانت النتيجة؟ كانت النتيجة بأن قام الحكام المسلمون الذين يخافون من الحرية والديمقراطية, مثل شيوخ الوهابية والخليج والقذافي وملالي طهران, باستثمار اموالهم القذرة لتدمير لبنان وشعبه وانجازاته!! وبعد هذه التجربة اللبنانية الفاشلة باحترام الحقوق الآدمية للمواطنين المسلمين, اصبح حلم المسيحي اللبناني العماد ميشيل عون, ان يصبح النسخة المسيحية عن الديكتاتور صدام حسين أوالقذافي أوعبدالناصر,.. اي انه كفر بالحرية والديمقراطية.
يدعي الاسلاميون وعلى رأسهم الاخوان المسلمون بأن الاحزاب العلمانية قد اخذت فرصتها وحكمت بلداننا لعشرات السنين بعد الاستقلال وبالنهاية قد فشلت هذه الاحزاب, ولهذا السبب يجب اعطاء الفرصة الآن للاسلاميين ؟؟
ونحن نسأل هؤلاء الاسلاميين بأي إسلام ستحكموننا به؟؟ نريده مكتوب ومفسر ومشروح لنعلم على أي أساس سننتخبكم! هل إسلام الخلفاء الراشدين الذين قاتلو من خالفهم بالتفسير أم إسلام الخلفاء الذين خالفوا النصوص القرآنية أم إسلام الخلفاء الذين قاتلو وقتلوا بعضهم رضي الله عنهم أجمعين وكلهم لهم اجتهاداتهم, أم إسلام الأمويين أم إسلام العباسيين؟ أم إسلام العثمانيين وتاريخهم الدموي الذين كانوا يحكمون بالحذاء والسيف؟ او ربما اسلام طالبان او القاعدة او الصومال او السودان؟؟ ولا ننسى إسلام هذا الزمان الذي تعدد أكثر مما كان من السلفية إلى الصوفية فالقاعدة والتكفير والهجرة والدعوة والتبليغ والإخوان المسلمين والشيعة وتفرعاتها الكثيرة, والأحمدية والدهرية والبهائية وغيرها الكثير الذي لا يعد ولا يحصى.
اما بالنسبة لوصفهم للاحزاب العربية بالعالمانية, فنحن نقول لهم بان الحكم الذي يبني المساجد والكنائس من اموال المواطنين , لكي يضمن ولاء رجال الدين له وبالتالي ولاء الله له وبالتالي ولاء الشعب له هذا ليس حكم علماني وانما هذا حكم ثيوقراطي ديني, أي بكلام اخر ما هذا الا حكم جماعة الاخوان المسلمين بذاتهم. والحكم الذي ينفق من اموال المواطنين على حزب ذو عقيدة ما, سماوية او ارضية, لكي يستخدمه كواجهة لتلميع حكمه, هذا ليس حكم علماني وانما حكم ثيوقراطي ديني قمئ.
سنثبت في هذه المقالة بان الادعاء بوجود احزاب عربية هي بالاصل عبارة عن خرافة, ناهيك عن ان هذه الاحزاب علمانية؟ وسنثبت بان العالم العربي تم حكمه منذ 1430 وحتى الآن بحزب واحد هو حزب الاخوان المسلمين ولكن باسماء مختلفة مثل حزب البعث, الحزب الوطني المصري, الاحزاب الشيوعية واليسارية بانواعها, الاحزاب الاسلامية بانواعها, والاحزاب القومية بانواعها. سننهج في بحثنا هذا لاثبات وجهة نظرنا طريق استعراضنا لبعض اهم الاحزاب العربية.
حزب البعث بفرعيه العراقي والسوري
تاريخيا, نشأت الاحزاب القومية باوروبا كرد فعل على الاحزاب الشيوعية والتي قدست و نادت بمشاعية العالم, فكان الرد عليها بالأحزاب القومية , التي نادت وقدست القومية والخصوصية الوطنية. وهذا بالضبط ما قام به المثقف السوري المسيحي ميشيل عفلق, والذي كان يعيش في هذه الحقبة التاريخية من الزمن. ونحن نجزم, لو ان ميشيل عفلق يعيش في وقتنا هذا, لقام بتأسيس حزب ليبرالي, ينادي بتطبيق اقتصاد السوق التنافسي كوسيلة لتطوير البلد وتقدمه كما يفعل كاتب هذا المقال.
وبما ان الافكار القومية كانت قمة التقدم في ذلك الوقت, قام الاخوان المسلمون من مثل حافظ الاسد, وصدام حسين باستخدام هذا الحزب كواجهة فقط لكي يصلوا الى الحكم ويحكموا بلدانهم بمبادئ الاخوان المسلمين من ديكتاتورية وتطويع المؤسسات الدينية والتي اشرنا اليها سابقا.
لقد حكمت عائلة الاسد العلوية سورية على مدى اكثر من اربعين عاما, بطريقة اسلامية سنية, لا تختلف باي شئ عن حكم صدام حسين في العراق او الملك عبدالله بالسعودية او اي حاكم اخر بأي بلد اسلامي, منذ 1430 سنة وحتى الآن. صحيح ان الاسد ولد لابوين علويين, ولكنه كان يحكم حكما اسلاميا سنيا بامتياز, ولم يستخدم اي شئ من علويته في حكمه, وما حاجته اصلا لعلويته, اذا كان بين يديه وسيلة سهلة وميسرة لحكم المسلمين وهي السنة الاسلامية. ومن الطبيعي ان يعتمد الاسد بشكل اكبر على المقربين من طائفته وعشيرته وهذا ما يفعله وفعله كل الحكام المسلمون منذ 1430 سنة وحتى الآن. حتى ان بشار حافظ الاسد تزوج من زوجة سنية, ولقد تقاسم الاستبداد واحتكار الاقتصاد وسرقة البلاد مع كل من والاه من السنة ومن جميع الطوائف بدون استثناء. فنحن نقول للاسلاميين الذين يلعبون على الوتر الطائفي, وضرب عائلة الاسد من تحت الحزام على انها اسرة علوية, نحن لا نصدقكم فانتم كاذبون, فالاسد والذي هو لابوين علويين يحكم سوريا حكما اسلاميا سنيا, ولكي تتأكدوا من ذلك راجعوا ما كان يقوله وعاظ السلطان ووزراء الاوقاف ومفتيي سورية على مدى اكثر من اربعين عاما من حكم عائلة الاسد, فعلى سبيل المثال لا الحصر, لقد جعل النظام السوري من البوطي ممثل الله على الارض وكلمة الله على الارض, لكي يخضع الشعب السوري.
اضطر ميشيل عفلق مؤسس حزب البعث ان يفر الى العراق خوفا من حكم الاسد, وقد كان نظام الاسد قد انكر انه هو مؤسس حزب البعث واعطى هذا الفضل لزكي الارسوزي العلوي! فاستقبله صدام حسين, نكاية بغريمه من فرع سوريا, واجبره على اعتناق الاسلام, لانه من غير اللائق لرئيس مسلم سني ان يتبع حزبا سياسيا مؤسسه مسيحي. والجميع يذكر كيف ان صدام حسين امر بكتابة القرآن الكريم بدمه, وقام ايضا باضافة جملة ” لا اله الا الله ” على علم بلاده , وما زال يذكر العالم ادعائه بانه قائد وولي زاره الملاك بالحلم وامره بشن حرب لمدة ثمان سنوات ضد ايران.
مما سبق نصل الى نتيجة تدل على ان الحزب الذي كان يحكم بكل من سوريا والعراق, انما هو حزب الاخوان المسلمين وليس حزب البعث, وان هذا الحكم لا يختلف باي شئ عن اي حكم اسلامي اخر سوى بالاسم.
الحزب الوطني المصري
بشار حافظ الاسد عندما طلب شعبه منه الرحيل, وعلى لسان البوطي ومفتي الجمهورية ووزير الاوقاف: كيف يخلع بشار ثوبا ألبسه إياه الله وهل أجبركم بشار على البيعة, أي بعرف بشار فان البيعة حقا ألاهياً وبيعة لا رجعة فيها فكيف يتنازل عن حق إلهي.
حسني مبارك عندما طلب منه الرحيل وعلى لسان الازهر والمفتي ووزير الاوقاف :كيف يخلع مبارك ثوبا ألبسه إياه الله وهل أجبركم مبارك على البيعة, أي بعرف مبارك فان البيعة حقا ألاهياً وبيعة لا رجعة فيها فكيف يتنازل عن حق إلهي.
القذافي, صالح, البشير والشيخ حمد بن عيسى, عندما طلب منهم التنازل عن الحكم قالوا: كيف نخلع ثوبا ألبسنا إياه الله وهل أجبرناكم على البيعة, أي انهم يعتبرون البيعة حقا ألاهياً وبيعة لا رجعة فيها فكيف يتنازلون عن حق إلهي.
وغدا بقية الزعماء العرب سيقولون نفس الشئ وكانهم نسخة كربون عن بعضهم البعض منذ 1430 سنة وحتى الآن!
أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين (رض) عندما قاتل الذين خالفوه بتفسير الآية القرآنية (خذ من أموالهم) والتي فسروها بأنها تخص الرسول ولم ينكروها بل طالبو بحقهم بتوزيع الزكاة بمعرفتهم بما أن الرسول (ص) انتقل إلى الرفيق الأعلى فقاتلهم الخليفة قتال المرتدين أي جعلهم مرتدين لأنهم خالفوه في التفسير فقط رغم أنهم لم ينكروا شئ من الإسلام أو يتركوه؟
عندما نهض شبابنا العربي ثائرا مطالبا بحقوقه الاقتصادية المنهوبة وقف بوجوههم رجال الدين من مفتيي ووزراء اوقاف, ووعاظ السلاطين وجعلوهم مرتدين وباركوا قتالهم وقتلهم وحتى ابادتهم, وكأن القادة العرب نسخة كربون من بعضهم البعض منذ 1430 سنة وحتى الآن؟
منذ ظهور الاسلام وتأسيس اول دولة اسلامية قبل حوالي 1430 سنة, تم ارساء قواعد معينة لحكم الدول الاسلامية والمسلمين, هذه القواعد ترسخت مع الزمن واصبحت سنة يسير على هديها كل من يحكم أي بلد فيه اغلبية من المسلمين. أول هذه القواعد هي ان يكون الحاكم ديكتاتورا, أو سيفشل في مهمته وسيتم الانقضاض عليه ويمكن ان يتم سحله في الشوارع. القاعدة الثانية هي ان يخضع الحاكم المؤسسة الدينية لسيطرته لكي تساعده في تخدير شعبه وتطويعه, والا فان الفشل في انتطاره, بغض النظر عن ما اذا كانت طائفة هذا الحاكم الشخصية هي علوية او سنية او شيعية.
التاريخ يخبرنا بانه في بعض الفترات القصيرة وفي بعض المناطق العربية كان هناك حكام عادلون وخرجوا عن هذه القواعد ولكن لم تكن النتيجة مشجعة وتم الانقلاب عليهم. ومن هذه التجارب التي لم تلتزم بهذه القواعد نذكر لبنان, حيث عامل الحكام المسيحيون اللبنانيين بجميع طوائفهم باحترام , وسمحوا بالحريات وراعوا حقوق الانسان, وتمت تنمية البلد علميا وصناعيا وتجاريا, واصبح دخل المواطن اللبناني من اعلى المداخيل بالوطن العربي, فماذا كانت النتيجة؟ كانت النتيجة بأن قام الحكام المسلمون الذين يخافون من الحرية والديمقراطية, مثل شيوخ الوهابية والخليج والقذافي وملالي طهران, باستثمار اموالهم القذرة لتدمير لبنان وشعبه وانجازاته!! وبعد هذه التجربة اللبنانية الفاشلة باحترام الحقوق الآدمية للمواطنين المسلمين, اصبح حلم المسيحي اللبناني العماد ميشيل عون, ان يصبح النسخة المسيحية عن الديكتاتور صدام حسين أوالقذافي أوعبدالناصر,.. اي انه كفر بالحرية والديمقراطية.
يدعي الاسلاميون وعلى رأسهم الاخوان المسلمون بأن الاحزاب العلمانية قد اخذت فرصتها وحكمت بلداننا لعشرات السنين بعد الاستقلال وبالنهاية قد فشلت هذه الاحزاب, ولهذا السبب يجب اعطاء الفرصة الآن للاسلاميين ؟؟
ونحن نسأل هؤلاء الاسلاميين بأي إسلام ستحكموننا به؟؟ نريده مكتوب ومفسر ومشروح لنعلم على أي أساس سننتخبكم! هل إسلام الخلفاء الراشدين الذين قاتلو من خالفهم بالتفسير أم إسلام الخلفاء الذين خالفوا النصوص القرآنية أم إسلام الخلفاء الذين قاتلو وقتلوا بعضهم رضي الله عنهم أجمعين وكلهم لهم اجتهاداتهم, أم إسلام الأمويين أم إسلام العباسيين؟ أم إسلام العثمانيين وتاريخهم الدموي الذين كانوا يحكمون بالحذاء والسيف؟ او ربما اسلام طالبان او القاعدة او الصومال او السودان؟؟ ولا ننسى إسلام هذا الزمان الذي تعدد أكثر مما كان من السلفية إلى الصوفية فالقاعدة والتكفير والهجرة والدعوة والتبليغ والإخوان المسلمين والشيعة وتفرعاتها الكثيرة, والأحمدية والدهرية والبهائية وغيرها الكثير الذي لا يعد ولا يحصى.
اما بالنسبة لوصفهم للاحزاب العربية بالعالمانية, فنحن نقول لهم بان الحكم الذي يبني المساجد والكنائس من اموال المواطنين , لكي يضمن ولاء رجال الدين له وبالتالي ولاء الله له وبالتالي ولاء الشعب له هذا ليس حكم علماني وانما هذا حكم ثيوقراطي ديني, أي بكلام اخر ما هذا الا حكم جماعة الاخوان المسلمين بذاتهم. والحكم الذي ينفق من اموال المواطنين على حزب ذو عقيدة ما, سماوية او ارضية, لكي يستخدمه كواجهة لتلميع حكمه, هذا ليس حكم علماني وانما حكم ثيوقراطي ديني قمئ.
سنثبت في هذه المقالة بان الادعاء بوجود احزاب عربية هي بالاصل عبارة عن خرافة, ناهيك عن ان هذه الاحزاب علمانية؟ وسنثبت بان العالم العربي تم حكمه منذ 1430 وحتى الآن بحزب واحد هو حزب الاخوان المسلمين ولكن باسماء مختلفة مثل حزب البعث, الحزب الوطني المصري, الاحزاب الشيوعية واليسارية بانواعها, الاحزاب الاسلامية بانواعها, والاحزاب القومية بانواعها. سننهج في بحثنا هذا لاثبات وجهة نظرنا طريق استعراضنا لبعض اهم الاحزاب العربية.
حزب البعث بفرعيه العراقي والسوري
تاريخيا, نشأت الاحزاب القومية باوروبا كرد فعل على الاحزاب الشيوعية والتي قدست و نادت بمشاعية العالم, فكان الرد عليها بالأحزاب القومية , التي نادت وقدست القومية والخصوصية الوطنية. وهذا بالضبط ما قام به المثقف السوري المسيحي ميشيل عفلق, والذي كان يعيش في هذه الحقبة التاريخية من الزمن. ونحن نجزم, لو ان ميشيل عفلق يعيش في وقتنا هذا, لقام بتأسيس حزب ليبرالي, ينادي بتطبيق اقتصاد السوق التنافسي كوسيلة لتطوير البلد وتقدمه كما يفعل كاتب هذا المقال.
وبما ان الافكار القومية كانت قمة التقدم في ذلك الوقت, قام الاخوان المسلمون من مثل حافظ الاسد, وصدام حسين باستخدام هذا الحزب كواجهة فقط لكي يصلوا الى الحكم ويحكموا بلدانهم بمبادئ الاخوان المسلمين من ديكتاتورية وتطويع المؤسسات الدينية والتي اشرنا اليها سابقا.
لقد حكمت عائلة الاسد العلوية سورية على مدى اكثر من اربعين عاما, بطريقة اسلامية سنية, لا تختلف باي شئ عن حكم صدام حسين في العراق او الملك عبدالله بالسعودية او اي حاكم اخر بأي بلد اسلامي, منذ 1430 سنة وحتى الآن. صحيح ان الاسد ولد لابوين علويين, ولكنه كان يحكم حكما اسلاميا سنيا بامتياز, ولم يستخدم اي شئ من علويته في حكمه, وما حاجته اصلا لعلويته, اذا كان بين يديه وسيلة سهلة وميسرة لحكم المسلمين وهي السنة الاسلامية. ومن الطبيعي ان يعتمد الاسد بشكل اكبر على المقربين من طائفته وعشيرته وهذا ما يفعله وفعله كل الحكام المسلمون منذ 1430 سنة وحتى الآن. حتى ان بشار حافظ الاسد تزوج من زوجة سنية, ولقد تقاسم الاستبداد واحتكار الاقتصاد وسرقة البلاد مع كل من والاه من السنة ومن جميع الطوائف بدون استثناء. فنحن نقول للاسلاميين الذين يلعبون على الوتر الطائفي, وضرب عائلة الاسد من تحت الحزام على انها اسرة علوية, نحن لا نصدقكم فانتم كاذبون, فالاسد والذي هو لابوين علويين يحكم سوريا حكما اسلاميا سنيا, ولكي تتأكدوا من ذلك راجعوا ما كان يقوله وعاظ السلطان ووزراء الاوقاف ومفتيي سورية على مدى اكثر من اربعين عاما من حكم عائلة الاسد, فعلى سبيل المثال لا الحصر, لقد جعل النظام السوري من البوطي ممثل الله على الارض وكلمة الله على الارض, لكي يخضع الشعب السوري.
اضطر ميشيل عفلق مؤسس حزب البعث ان يفر الى العراق خوفا من حكم الاسد, وقد كان نظام الاسد قد انكر انه هو مؤسس حزب البعث واعطى هذا الفضل لزكي الارسوزي العلوي! فاستقبله صدام حسين, نكاية بغريمه من فرع سوريا, واجبره على اعتناق الاسلام, لانه من غير اللائق لرئيس مسلم سني ان يتبع حزبا سياسيا مؤسسه مسيحي. والجميع يذكر كيف ان صدام حسين امر بكتابة القرآن الكريم بدمه, وقام ايضا باضافة جملة ” لا اله الا الله ” على علم بلاده , وما زال يذكر العالم ادعائه بانه قائد وولي زاره الملاك بالحلم وامره بشن حرب لمدة ثمان سنوات ضد ايران.
مما سبق نصل الى نتيجة تدل على ان الحزب الذي كان يحكم بكل من سوريا والعراق, انما هو حزب الاخوان المسلمين وليس حزب البعث, وان هذا الحكم لا يختلف باي شئ عن اي حكم اسلامي اخر سوى بالاسم.
الحزب الوطني المصري