المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بداية النهاية للعزلة الدولية لكيان يهود



بوفيصيل
02-06-2014, 01:23 AM
الخط الساخن بين بوتين ونتنياهو

خطّ هاتفي أحمر مباشر سيمتدّ بين نتنياهو وبوتين. بالإضافة إلى ذلك، تعزّز إسرائيل علاقاتها أيضًا مع الصين والهند، على خلفية البعد عن الإدارة الأمريكية.

يونتان توسيه-كوهين 1 يونيو 2014, 14:55
في الوقت الذي تشعر فيه إسرائيل أنها تُعامَل ببرود من قبل الدول الغربية، والتي ينظّم بعضها حركات احتجاجيّة تدعو إلى مقاطعة إسرائيل، تبذل إسرائيل جهودها في تعميق وتعزيز علاقتها مع دول صاحبة أسرع نمو اقتصادي بالعالم "برهصج" (روسيا، الصين، الهند والبرازيل).

كجزء من تعزيز العلاقات بين إسرائيل وروسيا، أعلنت الحكومة الروسية قبل عدّة أيام بواسطة وسائل إعلامية خاصة بها، على أنّه سيتم في القريب مدّ خطّ هاتفي مشفّر (خط أحمر) ومباشر بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقد حدث دفء العلاقات مع روسيا ودول "برهصج" مقابل البرود في العلاقات مع الولايات المتحدة. من المعروف منذ زمن طويل أنّه ليس هناك الكثير من الحبّ بين نتنياهو وبين الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في أفضل الأحوال، وقد أعرب نتنياهو في انتخابات 2012 عن دعمه لخصم أوباما الجمهوري، ميت رومني. وكذلك، فإنّ حقيقة أنّ أوباما لم يذكر المحادثات الإسرائيلية - الفلسطينية في خطاب سياسته الخارجية قبل عدّة أيام، هذه الحقيقة قد تلمّح إلى برود العلاقات بين إسرائيل والإدارة الأمريكية.
يعتبر الخط الأحمر بين نتنياهو وبوتين خطوة أخرى نحو دفء العلاقات بين إسرائيل وروسيا. تتلقّى روسيا في هذه الأيام انتقادات من غالبية دول العالم بسبب أعمالها في أوكرانيا، وقد تمّ نبذها من قمّة الدول الصناعية، التي سمّيتْ مجموعة الدول الصناعية الثمانية الكبرى "G8"، وبعد نبذ روسيا تمّ تغيير اسمها إلى مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى "G7".

الخط الأحمر الأكثر شهرة والذي تستخدمه روسيا هو الخطّ الذي يصل مباشرة بين الرئيس الروسي والرئيس الأمريكي، وقد تمّ مدّه عام 1963 بعد أزمة الصواريخ في كوبا، والتي كانت ستؤدّي إلى تدمير الإنسانية. بعد ذلك، تمّ مدّ خط أحمر بين الكرملين وفرنسا، بريطانيا، ألمانيا، إسبانيا، إيطاليا، كوريا الجنوبية ودول أخرى.

ولا عجب أن تبحث روسيا عن حلفاء جدد، وعلى هذه الخلفية تجدر الإشارة إلى أنّ إحدى الدول الوحيدة في العالم التي لم تُدِن غزوَها لشبه جزيرة القرم هي دولة إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، فتسود بين بوتين وبين وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، الذي وُلد في الاتّحاد السوفياتي، علاقات جيّدة، وقد كان ليبرمان أحد الدبلوماسيين القليلين في العالم الذين أعلنوا عن أنّ الانتخابات الروسية عام 2011 كانت "نزيهة".

وكجزء من تدفئة العلاقات، تجري في هذه الأيام محادثات بين ممثّلين إسرائيليين وروس حول إقامة اتفاق تجاري بين كلا الدولتين، والذي من المرتقب أن ينمّي العلاقات التجارية بين الدولتين إلى نطاق 6 مليار دولار حتى عام 2024.
وسوى المصالح الاقتصادية لإسرائيل في تعزيز علاقاتها مع روسيا، فإنّ إسرائيل قلقة أيضًا من بيع الصواريخ الروسية لسوريا وإيران. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ إسرائيل ليست راضية عن الدعم الذي تقدّمه روسيا للبرنامج النووي الإيراني، وستحاول التأثير على السياسة الروسية في هذا المجال.

تعزيز العلاقات مع الهند والصين أيضًا

وكما ذكرنا، فهناك دولتان أخريان من دول "برهصج" القوية اللتان تقوم إسرائيل بتعزيز العلاقات معهما وهما الهند والصين. قبل نحو شهر، فاز نرندرا مودي في انتخابات رئاسة الحكومة، وكان نتنياهو أحد الزعماء الأوائل الذين تواصلوا للمباركة له نتنياهو، على أمل تعزيز العلاقات بين الدولتين.

في السابق، زار مودي إسرائيل وأيضًا عمل فيها، وتشير التقديرات الأخيرة بأنّه سيعمل على تطوير اتفاقيات تجارية بين إسرائيل والهند بقيمة تصل إلى نحو 15 مليار دولار في السنة، وبالإضافة إلى ذلك ستتمّ صفقات أخرى ذات خلفية عسكرية بين الدولتين. في العام المنصرم فقط، أعلِنَ أنّ شركة إسرائيلية، إلى جانب شركة سويسرية، أنشأتا مصانع لوسائل النقل (‏Semiconductor fabrication plant‏) في الهند بقيمة تصل إلى نحو 10 مليار دولار.

تعزز إسرائيل علاقاتها مع الصين أيضًا، التي يعتبر اقتصادها اقتصاد المستقبل العالمي، مقابل الاقتصاد الأمريكي الذي يزداد عجزًا. لقد زار نتنياهو وأيضًا رئيس الدولة شمعون بيريس الصين مؤخرًا، وفي الوقت ذاته، زار أيضًا مسؤولين في النظام الصيني إسرائيل في السنوات الأخيرة.
تلقّتْ العلاقات التجارية بين الدولتين، التي تُقدّر بـ 10 مليارات دولار في العام، تعزيزًا هائلا قبل أيام حين اشترت شركة حكومية صينية شركة "تنوفا"، والتي تعتبر الشركة الإسرائيلية الرائدة في مجال صناعة الألبان، وذلك في صفقة بلغت قيمتها 2.5 مليار دولار.

بالإضافة إلى ذلك، كانت ستخرج إلى حيّز التنفيذ صفقة صينية ضخمة أخرى، حيث بيعت مجموعة التأمين والتقاعد الأكبر في إسرائيل، "التأمين العام"، إلى الصينيين بقيمة 1.4 مليار دولار، ولكن قررت مؤسسة "التأمين العام" في اللحظة الأخيرة الانسحاب من عملية البيع.

البرازيل هي الدولة الوحيدة من بين دول "برهصج" التي لم تعزّز إسرائيل علاقاتها معها، ولكن نظرًا إلى التطوّرات الأخيرة فلن يكون مفاجئا إذا تم تفعيل مثل هذه العلاقات. ومع ذلك، فإنّ الخط الأحمر بين بوتين ونتنياهو يشير أكثر ما يشير إلى الاتجاهات والتغييرات في سياسة إسرائيل الخارجية.

تعليق
على ما يبدو ان علاقة البرود بين امريكا وأوروبا التى طفح الكيل بها لكيان يهود وارتمائها في احضان مجموعة الشرق وروسيا وان كانت شكلية هو بداية الفشل لما يسمى كيان يهود وهم بذلك يسرعون في العزلة الدولية والتي بدأت معالمة ترتسم على الساحة الدولية وهم بذلك يقومون بقطع الحبال مع الدول الفاعلة التي تمدها بالوجود والقوة والتي سوف تنتهي بهذه الدول الجديدة التي ارتمت في أحضانها دولة يهود
وبذلك تكون تحققت الآية الكريمة بعد
قوله تعالى : ( ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون )

بوفيصيل
02-07-2014, 04:58 AM
العثور على جثث الفتيان المخطوفين واطلاق الصواريخ المتواصل في الايام الاخيرة يقربان اللحظة التي تكون فيها اسرائيل ملزمة أن تتخذ عملا ذا مغزى أكبر في غزة. هل بالفعل مثل هذا العمل ضروري؟ واذا كان نعم – فماذا سيكون هدفه؟
لا إسرائيل ولا حماس معنيتان في هذه اللحظة بالتصعيد. اسرائيل غير معنية فيه كون مصلحتنا الوحيدة بالنسبة لغزة هي أمنية وغايتها الحفاظ على هدوء مستمر. اذا كان ممكنا ضمان ذلك دون حملة واسعة، يحتمل أن يكون هذا أفضل.
حماس هي الاخرى غير معنية بالتصعيد، ولا سيما عقب ضعفها السياسي. عمليا، حماس بقيت اليوم دون مؤيدين. سوريا وحزب الله يوجدان في الجانب الآخر من المتراس، في المواجهة السنية – الشيعية، تركيا مشغولة بذاتها، ايران مشغولة بما يجري في العراق، والاهم – مصر تعرف حماس كعدو وتعمل بما يتناسب مع ذلك. الداعم الوحيد المتبقي هو قطر، ولكن تأثير هذه صغير.
في وضع الامور هذه، وبالذات في ضوء النهاية المأساوية لحدث الاختطاف، توجد امكانية للوصول الى التهدئة حتى دون حملة كبيرة. بالمقابل، اذا استمر تبادل النار ورغبنا في الخروج الى حملة كبيرة، سيكون مطلوبا منا ان نحدد الهدف.
هدف الحملة يمكن أن يكون في ترتيب متصاعد واحد من أربعة: المعاقبة على قتل الفتيان، المعاقبة وكذا خلق الردع المتجدد ضد نار الصواريخ؛ المعاقبة وتحقيق الردع ولكن بالاساس توجيه ضربة شديدة لمنظومة صواريخ حماس؛ انهيار حكم حماس.
رغم الحافز لمعاقبة حماس، مشكوك أن تكون عملية المعاقبة في غزة ناجعة. من الافضل تعميق الضربة لها في يهودا والسامرة، بما في ذلك هدم منازل القتلة واستمرار حبس قسم من محرري صفقة شاليط، وهكذا خلق ردع مباشر حيال الخاطفين المحتملين التالين.
اذا اكتفينا بالهدف الثاني، مثلما في حالة حملة «عمود السحاب» ينبغي الافتراض بان الردع الذي سيتحقق سيصمد لفترة محدودة (منذ «عمود السحاب» مرت سنة ونصف). من الطرف الاخر، محاولة تحقيق الهدف الرابع من شأنها أن تورطنا في حملة طويلة، ليس واضحا على الاطلاق بان الحكم الذي سيصعد في غزة في اليوم التالي سيكون أفضل لنا من حماس.
والهدف الثالث بالذات، ذاك الذي يتطلع الى تحقيق ضربة طويلة ومستمرة لترسانة الصواريخ، يستحق الفحص بجدية. فهذا الهدف لم يتحدد في الحملتين السابقتين (الرصاص المصبوب وعمود السحاب) ولكن الظروف الان تغيرت جدا.
اولا، هذا التهديد، الذي يتضمن عشرات الصواريخ أو أكثر، والقادرة على ضرب تل أبيب، أكثر خطورة من ذاك الذي كان معروفا في الماضي، ولهذا فانه يبرر عملا أعمق. ثانيا، الواقع السياسي مريح أكثر لاسرائيل. بسبب قتل الفتيان من جهة وما يجري في سوريا وفي العراق من جهة اخرى، فان احدا في العالم لن يحاول منعنا من تحقيق هذا الانجاز الان.
ثالثا، والاهم، المحور الذي يربط بين غزة ومصر مغلق الان من قبل مصر. وخلافا للماضي، عندما كانت كل ضربة لمخزون سلاح حماس تؤدي الى تهريب متجدد لصواريخ متطورة أكثر عبر سيناء، هذه المرة نجد أن هذا المسار مغلق. وصحيح انه يوجد لحماس منذ الان علم ذاتي، ولكن ضربة ذات مغزى للصواريخ القائمة ومنشآت انتاجها في غزة ستجعل من الصعب عليها جدا الانتعاش.
معقول أنه من أجل تحقيق هذا الهدف ستكون حاجة الى عملية برية معينة، ولكن المخاطرة التي في العملية ستكون مجدية مقارنة بالانجاز. وتعريف موزون للهدف هو شرط حيوي للنجاح.
ان الشكل البشع الذي انتهى فيه حدث الاختطاف، الى جانب الوضع الصعب لحماس في غزة، يخلقان فرصة لعملية تحقق نتيجة استراتيجية على مدى زمن طويل. من المفضل ألا نبذرها على عمل لغرض الرد والمعاقبة فقط.

ديعوت 1/7/2014

غيورا آيلاند