مؤمن
19-05-2009, 12:34 PM
مقابلة مع السفير الأمريكي في كابول:
واشنطن لأفغاستان: "لن نترككم لحالكم"
كيليد*/انتر بريس سيرفس
كابول, مايو (آي بي إس) - وضع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أفغانستان وباكستان علي قائمة أولويات سياسته الخارجية. ويعرض السفير الأمريكي في أفغانستان فرانسيس جي. ريتشاردوني، في المقابلة التالية مع كيليد/انتر بريس سيرفس، الخطوط العريضة لإستراتيجية بلاده علي المدي الطويل في أفغانستان.
كيليد: يشعر العديد من الأفغان بالإلتباس: لماذا ينادي الرئيس أوباما بإنهاء التدخل العسكري في العراق، مع زيادة التورط العسكري في أفغانستان رغم قول وزير دفاعه روبرت غيتس أنه "لا يوجد حل عسكري" للإنتصار علي طالبان والقاعدة؟.
ريتشاردوني: نحن نؤمن بأنه لا يوجد حل عسكري بحت. لم نؤمن بذلك أبدا. لكن الوسائل العسكرية ضرورية حتي وإن كانت غير كافية.
نتطلع إلي ثلاثة أشياء: السلام، العدالة، الرخاء. نحن في حاجة إلي الأمن. حكومتكم (الأفغانية) تريد الأمن، وأعتقد أن غالبية الأفغان سيشعرون بالقلق إذا سحبنا قواتنا العسكرية كما فعلنا بعد الإنسحاب السوفيتي.
وبالتالي فتعتبر قواتنا العسكرية جزء من إلتزامنا معكم. هذه المرة لن نترككم لحالكم. لن نترككم تحت رحمة المتعصبين القتلة. إننا نقف إلي جانبكم. نعلم أننا سنخسر بعض أبنائنا، لكنكم تستحقون ذلك.
كيليد: هل يمكنك شرح هذه الإستراتيجية بالمزيد من التفاصيل؟.
ريتشاردوني: إننا نعمل مع الحكومة والمجتمع المدني لا في أفغانستان فحسب بل في باكستان أيضا والجيران كذلك.
كما ركزنا علي التنمية. فقد أقر الرئيس أوباما لتوه تخصيص قدرا أكبر كثيرا من المال لمشروعات زراعية هنا، ولمشروعات التربية، والحكم الرشيد لمساعدة أفضل الناس العاملين بالفعل في حكومتكم علي تطهير الحكومة ومنع الفساد.
كيليد: كيف؟.
ريتشاردوني: هناك وسائل مختلفة، فيمكنك تقوية سيادة القانون، يمكنك تدريب المدعين والقضاة، يمكنك تدريب الشرطة، يمكنك أن تدفع أجورا مناسبة حتي لا يقعوا ضحية إغراءات الرشوة.
وفي الواقع، فإن مهمتي هنا هي جزء مما نسمية نهوض مدني. فبالإضافة إلي المزيد من الحنود، نحضر أيضا المزيد من المدنيين الأمريكيين، والمتخصصين في الزراعة، والتربية، والمناصب العليا. أعداد أكبر وخبرة أكبر للعمل مع حكومتكم ومع الأفراد.
كيليد: ما مدي واقعية مثل هذا النهوض المدني في وقت تواجه فيه السفارة الأمريكية وبعثة وكالة المساعدات الأمريكية صعوبات فعلية لدي محاولتها الحصول، من مسئوليكم أنتم عن الأمن، علي تصريحات للقيام بزيارات ميدانية؟.
ريتشاردوني: في وسعنا أن نخرج حتي الآن. وأتوقع أن نخرج أكثر. أعلم أن الأمن صعب وأنه مكلف ومضيع للوقت، لكننا علي الرغم من ذلك نصر علي الخروج في كابول وإلي المحافظات. وضمن أولي الأشياء التي فعلتها أنا، كان إزالة الأسلاك الشائكة عن مبانينا وخارجها، بغية فتح السفارة للخارج...
كيليد: بإفتراض أنهم صرحوا لكم بالخروج، علي أي منطقة أفغانية سيركزون؟.
ريتشاردوني: الواقع أن غالبية الأمريكيين المدنيين وأغلبية الأمريكيين العسكريين سيركزون علي الجنوب والشرق، حيث تتركز معظم المشاكل. نحن هنا لمساعدة رجال شرطتهم وجنودكم الشجعان جدا علي إلحاق الهزيمة بعدو رهيب: وهو بالنسبة لنا القاعدة والناس الذين يساندوها.
نريد أن نذهب حيث الحاجة أعظم، حيث معاناة الأفغان أكبر. نخطط لفتح قنصليات في الشمال والغرب لإقامة علاقات شخصية في المناطق المدنية أينما كان ذلك ممكنا.
أما في الجنوب والشرق، حيث العدو أكثر عنفا في قتل الأفغان، فنركز علي تدريب قواتكم، علي مساعدة قواتكم علي القتال.
وحيثما نخلق حيزا صغيرا آمنا، ستجدون خبرائنا الزراعيين، خبرائنا عامة. سنعمل في مجال الكهرباء، الماء، مشروعات مياه الصرف، مشروعات مالية، مشروعات تعليم، سيكون لدينا مدنييون في كل هذه الأماكن.
كيليد: ستعقد إنتخابات الرئاسة الأفغانية خلال أربعة أشهر...
ريتشاردوني: لقد أوضحنا لجميع المرشحين، بما فيهم الرئيس حامد كرزاي، أن مرشحنا الوحيد في هذه الإنتخابات هو الشرعية!. نريد أن تزداد دولة أفغانستان قوة عبر هذه الإنتخابات، وأعتقد أن الوسيلة الوحيدة لذلك هي مرشح قوي للتنافس علي الرئاسة، وأن يشعر الأفغان تالي يوم الإنتخاب أن الإنتخابات كانت نزيهة.
كيليد: رددت وسائل إعلامية أن وزيرة خارجيتكم هيلاري كلينتون تنظر إلي الرئيس كرزاي علي أنه يقود حكومة فاسدة وغير فعالة. هل هذا هو الأسلوب الذي تتبعه الحكومة الأمريكية لإرسال رسالة إلي الناخبين الأفغان حتي لا يعيدوا إنتخاب الرئيس كرزاي؟.
ريتشاردوني: لم نرسل مثل هذه الرسالة للناخبين، لا لصالحه أو ضده. الرسالة التي أرسلت مرارا وتكرارا هي صوت رجاء، سجل نفسك وصوت... نحاول أن نلتزم جانب الحياد الكامل.
كيليد: ومع ذلك، فقد شددت كلينتون علي مسألتي الفساد وعدم الفعالية.
ريتشاردوني: مسألة الفساد مهمة جدا، والمفهوم الشائع بين أهالي أفغانستان وبالتالي المجتمع العالمي هو أن الحكومة ليست فاسدة فحسب، بل وغير فعالة في توفير الخدمات الأساسية كالعناية الصحية والتعليم والأمن، التي يفترض علي أي حكومة أن توفرها.
وبالتالي، نحن نعمل مع حكومتكم لتمكينها بصورة أفضل من توفير مثل هذه الخدمات، ونسعي لمساعدة القطاع الخاص حيثما ينبغي
واشنطن لأفغاستان: "لن نترككم لحالكم"
كيليد*/انتر بريس سيرفس
كابول, مايو (آي بي إس) - وضع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أفغانستان وباكستان علي قائمة أولويات سياسته الخارجية. ويعرض السفير الأمريكي في أفغانستان فرانسيس جي. ريتشاردوني، في المقابلة التالية مع كيليد/انتر بريس سيرفس، الخطوط العريضة لإستراتيجية بلاده علي المدي الطويل في أفغانستان.
كيليد: يشعر العديد من الأفغان بالإلتباس: لماذا ينادي الرئيس أوباما بإنهاء التدخل العسكري في العراق، مع زيادة التورط العسكري في أفغانستان رغم قول وزير دفاعه روبرت غيتس أنه "لا يوجد حل عسكري" للإنتصار علي طالبان والقاعدة؟.
ريتشاردوني: نحن نؤمن بأنه لا يوجد حل عسكري بحت. لم نؤمن بذلك أبدا. لكن الوسائل العسكرية ضرورية حتي وإن كانت غير كافية.
نتطلع إلي ثلاثة أشياء: السلام، العدالة، الرخاء. نحن في حاجة إلي الأمن. حكومتكم (الأفغانية) تريد الأمن، وأعتقد أن غالبية الأفغان سيشعرون بالقلق إذا سحبنا قواتنا العسكرية كما فعلنا بعد الإنسحاب السوفيتي.
وبالتالي فتعتبر قواتنا العسكرية جزء من إلتزامنا معكم. هذه المرة لن نترككم لحالكم. لن نترككم تحت رحمة المتعصبين القتلة. إننا نقف إلي جانبكم. نعلم أننا سنخسر بعض أبنائنا، لكنكم تستحقون ذلك.
كيليد: هل يمكنك شرح هذه الإستراتيجية بالمزيد من التفاصيل؟.
ريتشاردوني: إننا نعمل مع الحكومة والمجتمع المدني لا في أفغانستان فحسب بل في باكستان أيضا والجيران كذلك.
كما ركزنا علي التنمية. فقد أقر الرئيس أوباما لتوه تخصيص قدرا أكبر كثيرا من المال لمشروعات زراعية هنا، ولمشروعات التربية، والحكم الرشيد لمساعدة أفضل الناس العاملين بالفعل في حكومتكم علي تطهير الحكومة ومنع الفساد.
كيليد: كيف؟.
ريتشاردوني: هناك وسائل مختلفة، فيمكنك تقوية سيادة القانون، يمكنك تدريب المدعين والقضاة، يمكنك تدريب الشرطة، يمكنك أن تدفع أجورا مناسبة حتي لا يقعوا ضحية إغراءات الرشوة.
وفي الواقع، فإن مهمتي هنا هي جزء مما نسمية نهوض مدني. فبالإضافة إلي المزيد من الحنود، نحضر أيضا المزيد من المدنيين الأمريكيين، والمتخصصين في الزراعة، والتربية، والمناصب العليا. أعداد أكبر وخبرة أكبر للعمل مع حكومتكم ومع الأفراد.
كيليد: ما مدي واقعية مثل هذا النهوض المدني في وقت تواجه فيه السفارة الأمريكية وبعثة وكالة المساعدات الأمريكية صعوبات فعلية لدي محاولتها الحصول، من مسئوليكم أنتم عن الأمن، علي تصريحات للقيام بزيارات ميدانية؟.
ريتشاردوني: في وسعنا أن نخرج حتي الآن. وأتوقع أن نخرج أكثر. أعلم أن الأمن صعب وأنه مكلف ومضيع للوقت، لكننا علي الرغم من ذلك نصر علي الخروج في كابول وإلي المحافظات. وضمن أولي الأشياء التي فعلتها أنا، كان إزالة الأسلاك الشائكة عن مبانينا وخارجها، بغية فتح السفارة للخارج...
كيليد: بإفتراض أنهم صرحوا لكم بالخروج، علي أي منطقة أفغانية سيركزون؟.
ريتشاردوني: الواقع أن غالبية الأمريكيين المدنيين وأغلبية الأمريكيين العسكريين سيركزون علي الجنوب والشرق، حيث تتركز معظم المشاكل. نحن هنا لمساعدة رجال شرطتهم وجنودكم الشجعان جدا علي إلحاق الهزيمة بعدو رهيب: وهو بالنسبة لنا القاعدة والناس الذين يساندوها.
نريد أن نذهب حيث الحاجة أعظم، حيث معاناة الأفغان أكبر. نخطط لفتح قنصليات في الشمال والغرب لإقامة علاقات شخصية في المناطق المدنية أينما كان ذلك ممكنا.
أما في الجنوب والشرق، حيث العدو أكثر عنفا في قتل الأفغان، فنركز علي تدريب قواتكم، علي مساعدة قواتكم علي القتال.
وحيثما نخلق حيزا صغيرا آمنا، ستجدون خبرائنا الزراعيين، خبرائنا عامة. سنعمل في مجال الكهرباء، الماء، مشروعات مياه الصرف، مشروعات مالية، مشروعات تعليم، سيكون لدينا مدنييون في كل هذه الأماكن.
كيليد: ستعقد إنتخابات الرئاسة الأفغانية خلال أربعة أشهر...
ريتشاردوني: لقد أوضحنا لجميع المرشحين، بما فيهم الرئيس حامد كرزاي، أن مرشحنا الوحيد في هذه الإنتخابات هو الشرعية!. نريد أن تزداد دولة أفغانستان قوة عبر هذه الإنتخابات، وأعتقد أن الوسيلة الوحيدة لذلك هي مرشح قوي للتنافس علي الرئاسة، وأن يشعر الأفغان تالي يوم الإنتخاب أن الإنتخابات كانت نزيهة.
كيليد: رددت وسائل إعلامية أن وزيرة خارجيتكم هيلاري كلينتون تنظر إلي الرئيس كرزاي علي أنه يقود حكومة فاسدة وغير فعالة. هل هذا هو الأسلوب الذي تتبعه الحكومة الأمريكية لإرسال رسالة إلي الناخبين الأفغان حتي لا يعيدوا إنتخاب الرئيس كرزاي؟.
ريتشاردوني: لم نرسل مثل هذه الرسالة للناخبين، لا لصالحه أو ضده. الرسالة التي أرسلت مرارا وتكرارا هي صوت رجاء، سجل نفسك وصوت... نحاول أن نلتزم جانب الحياد الكامل.
كيليد: ومع ذلك، فقد شددت كلينتون علي مسألتي الفساد وعدم الفعالية.
ريتشاردوني: مسألة الفساد مهمة جدا، والمفهوم الشائع بين أهالي أفغانستان وبالتالي المجتمع العالمي هو أن الحكومة ليست فاسدة فحسب، بل وغير فعالة في توفير الخدمات الأساسية كالعناية الصحية والتعليم والأمن، التي يفترض علي أي حكومة أن توفرها.
وبالتالي، نحن نعمل مع حكومتكم لتمكينها بصورة أفضل من توفير مثل هذه الخدمات، ونسعي لمساعدة القطاع الخاص حيثما ينبغي