بوفيصيل
02-05-2014, 04:19 AM
ميشال نصر – الديار فتح كلام رئيس اركان الجيش الاسرائيلي، الجنرال بني غايتس،خلال اطلالته الاعلامية الاخيرة على شاشات التلفزة الاسرائيلية، الباب امام التكهنات والتحليلات حول ما ستؤول اليه الاوضاع العسكرية مع كل من سوريا لبنان وايران، في ظل التهديدات والتحديات الامنية القائمة والمقبلة، في حملة دعائية لم يسبق لها مثيل في صراعها مع «حزب الله» في لبنان منذ مطلع الثمانينات، تبريراً لحرب خاطفة يعتقد قادتها العسكريون والاستخباريون وعدد كبير من كبار ساستها انه اقترب موعدها، استنادا الى التطورات الميدانية السورية وارتداداتها على لبنان واسرائيل. فخلال الثلاثين دقيقة التي استغرقها الكلام، ارسل غايتس اكثر من رسالة في اكثر من اتجاه، مقرا بصعوبة التنبؤ بما ستؤول اليه الاوضاع في سوريا، محذّرا حزب الله من أن «الحرب المقبلة ستكون قاسية ومؤلمة»، بل وأكثر إيلاماً من حرب عام 2006، وقال «ما من شك لدي، أنه حين تنشب حرب لبنان الثالثة، التي إذا نشبت فستكون نتيجة لعمليات غير صحيحة يقوم بها حزب الله، ستجر هذه المنطقة إلى حرب، وستكون تجربة غير لطيفة، بل غير لطيفة أبداً في الجانب الثاني من الحدود». وأضاف: «آمل انهم هناك قد فهموا ذلك، وأعتقد انهم فهموه بالفعل». وهدد غانتس لبنان بعملية برية ،مشيرا إلى أن «المناورة البرية في لبنان أمر ضروري، وأيضاً هي أمر واقعي… والجيش الإسرائيلي سيستمر في العمل في أماكن بعيدة من أجل منع تعاظم حزب الله عسكرياً»، قائلا إنه «في الشمال يوجد حزب الله، الذي يهدد كل أراضي دولة إسرائيل، وهذه التهديدات ليست حملة تخويف من قبلي ضد الإسرائيليين، بل هي حقيقة قائمة ووقائع عمليَّة موجودة، لهذا علينا أن نكون مستعدين للانتقال من الروتين الاعتيادي، إلى حالة الطوارئ، إذا فرض الأمر علينا». غير ان اللافت في مضمون الكلام تكتمل صورته في ظل المعلومات الدبلوماسية التي وصلت الى بيروت وتحدثت عن اتجاه لاعادة خلط الاوراق الاقليمية وتغيير قواعد اللعبة بين «اقطاب» المنطقة الاساسيين، انطلاقا من الساحة اللبنانية ،حيث تشير التقارير الاستخباراتية عن حشود عسكرية اسرائيلية على طول الخط الواصل الى منطقة البقاع الغربي في مقابل استنفار ملحوظ لعناصر حزب الله في القرى الامامية. وتضيف المعلومات المستقاة من مصادر جنوبية واسعة الاطلاع أنّ المنطقة الحدوديّة تعيش حالة توتر، مع ارتفاع احتمالات حدوث توترات محدودة مع اسرائيل لن تلبث أن تتحوّل الى حرب بين الجانبين على رغم اعلانهما المستمرّ عن التقيّد ببنود القرار الدولي رقم 1701، وتشهد المناطق الحدوديّة حالة من الحرب الأمنيّة الصامتة، كما تصفها المصادر، بين حزب الله والجيش الاسرائيلي، مع أنّ قوات «اليونيفيل» ترصد بدقّة ما يجري وتتابع الوضع بتفاصيله. وتكشف المعلومات أن الحال الامنية السائدة حالياً على طول الحدود الجنوبية «مضللة للغاية» حيث يمكن للمشهد على الحدود اللبنانية ان يتغير في ثوان، بحسب ما ورد في احد التقارير التي رفعتها قوات اليونيفيل الى قيادتها في نيويورك،مؤكدة ان الحزب أنهى استعدادات ضخمة للمواجهة المقبلة وبنى ما يمكن وصفه بالتهديد التقليدي الأكثر جدية للأمن الاسرائيلي، اضافة الى حفر الخنادق والأنفاق . وفي هذا الاطار اشارت تقارير استخباراتية غربية الى نجاح حزب الله بحفر خنادق تحت «الخط الأزرق» تربط ما بين الجانب اللبناني من الحدود ونقاط داخل منطقة الجليل، لاستخدامها في الحرب المقبلة. امر تأخذه القيادة العسكرية الاسرائيلية على محمل الجد، حيث اجرت الالوية والكتائب النظامية المختلفة، تدريبات حاكت فرضية نجاح عناصر من حزب الله بنقل المعركة الى الاراضي الاسرائيلية في الحرب المقبلة، على نقيض مما حدث في حرب لبنان الثانية عام 2006،في اطار التعامل الجدي مع تهديدات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ومع اكتساب مقاتلي الحزب، نتيجة مشاركتهم في الحرب السورية، خبرة قتالية عالية، الأمر الذي وفر لهم خبرات تشغيلية عملياتية قيّمة وقدرة كبيرة على «المبادرة والهجوم». معطيات دفعت، بحسب تقارير اسرائيلية، الى تعزيز التعاون القائم مع قوات اليونيفيل، حيث تقوم الوحدات العسكرية الاسرائيلية المرابطة على الحدود، بتنبيه القوات الدولية إلى وجود عناصر غير مرغوب فيها، فتستجيب هذه القوات وتعمل على ابعادهم، الا انها في الوقت نفسه تمتنع عن دخول القرى حيث مركز ثقل انشطة حزب الله، بعد الاحداث المتكررة مع الاهالي والحساسيات التي يثيرها هذا الدخول، مع ازدياد وتيرة عمل هذه القوات نتيجة سحب وحدات كبيرة من الجيش اللبناني لتنفيذ عمليات حفظ امن في الداخل . ومع ادخال الجيش الاسرائيلي سيارات «الروبوت» الخدمة الفعلية على الحدود مع لبنان لاول مرة ،منذ عشرة ايام، وقيامه بدوريات على طول الخط الازرق، لوحظ أنّ فرقاً من الجيش الاسرائيلي عملت وعلى فترات متقطعة ،على التفتيش عن ثمانية أنفاق محتملة قد يكون الهدف منها التسلّل الى داخل المستوطنات، مستخدمة شاحنات ضخمة مجهزة بوسائل تقنية عالية بالتعاون مع خبراء عملوا على الجبهة الجنوبية مع قطاع غزة، بالتزامن مع تكثيف الطلعات الجويّة الاستكشافيّة فوق مناطق الجنوب وصولاً الى البقاع. تصريحات غانتس سبقها اثنان،أطلقها كل من وزير الدفاع موشي يعالون وقائد سلاح الجو الميجر جنرال عمري ايشيل، ركزت كلها على قوة حزب الله الصاروخية التي فاضت عن 100 ألف صاروخ وصل منها الى لبنان من ايران وسورية 30 ألفاً خلال الاشهر الخمسة الماضية، حسب يعالون، فيما قلل قائد سلاح الجو من هذه الكثافة الرهيبة في الترسانة الصاروخية للحزب بقوله ان الجيش الاسرائيلي هو حالياً أقوى من حزب الله عشرات المرات مما كان عليه عشية حرب 2006. فأجواء القيادات العسكرية الاسرائيلية تنم عن إلحاح كبير على القيادة السياسية لإطلاق حملة عسكرية شاملة على لبنان لتدمير امكانيات حزب الله الصاروخية, في خضم هذه الفوضى الضاربة في سورية ولبنان والعراق ومصر ودول أخرى في المنطقة، طالما ان تل ابيب مصممة عاجلاً أم آجلاً، على ازالة هذا الخطر الداهم على حدودها الشمالية، وطالما ان اي انتكاسة او هزيمة للنظام السوري لن تؤثرا كثيراً على مستقبل الحزب في لبنان، ولا على ترسانته الصاروخية. اما في لبنان، وفيما طالب مندوب اسرائيل لدى الامم المتحدة رون بروسور، امين عام الامم المتحدة بان كي مون باتخاذ خطوات ضد حزب الله بعد تبنيه تفجير العبوة في مزارع شبعا، نقل عن وزير سابق من خارج الاصطفاف السياسي انه سمع من شخصية حزبية رفيعة عن وجود معلومات دقيقة حول ضربة اسرائيلية وشيكة لحزب الله، بضوء اخضر دولي، من شانها ان تغير الستاتيكو القائم في سوريا. - See more at: http://www.alhadathnews.net/archives/119115#sthash.Xe4gqqWZ.dpuf