بوفيصيل
23-04-2014, 01:55 AM
السحب التي تلبدت أمس في سماء دولة اسرائيل لم تمطر مطر البركة، وكان يمكن أن نرى وأن نسمع في السلطة الفلسطينية وفي حكومة اسرائيل، مثلما لدى سكان يهودا والسامرة أيضا ولدى الساحة السياسية الحزبية: محاولة الوساطة الامريكية بين اسرائيل وبين السلطة الفلسطينية على استمرار المحادثات لتسوية ما تسافر على قطرات الوقود الاخيرة. يوم آخر، اسبوع آخر ووزير الخارجية الامريكي، جون كيري، سيرفع يديه، ويتلفظ بشتيمة لذيذة من خلف ظهر المندوبين الاسرائيليين والفلسطينيين ويطلق رسالة للطرفين باسلوب: ‘زهقت منكم’.
وعلى ما يبدو فاننا سنرى اليد الطويلة والمنتقمة للولايات المتحدة في سياق الطريق ومع مرور الايام. أمريكا لا تنسى. أمريكا لا تغفر. هي ‘فقط تنتظر في الزاوية’.
التهديد الفلسطيني بالغاء اتفاقات اوسلو لا يؤثر كثيرا على القدس. فعلى أي حال، كان رؤساء وزراء اسرائيل في الجولة الحالية، وبالتأكيد الوزراء، فما بالك رجال اليمين الذين سيطروا على الليكود، يرغبون في أن يروا الالغاء السريع لها في عصرنا. وهم مستعدون لان يدفعوا ضريبة شفوية لتسوية ما مع الفلسطينيين، بل وان يحرروا هنا وهناك سجناء وقتلة، ولكن لا ينبغي المبالغة. فحتى الاكثر تطرفا في القوائم التي يتشكل منها الائتلاف الحالي يعرفون اليوم على نحو افضل من أي وقت مضى بان هذا سيكون انهيارا لحلم الاستيطان في مناطق يهودا والسامرة اذا ما قبلوا مطالب الفلسطينيين.
المشكلة هي أن حتى الامكانية الثانية، امكانية الدولة الواحدة بين النهر وبين البحر المتوسط، تبدو ككابوس للحكم الحالي. هذا طاعون وذاك كوليرا. وهكذا، بين هذين الشرين تترنح سفينة الضالين الاسرائيليين والفلسطينيين على أمواج عاصفة. كل اولئك الذين سخروا من ‘نافذة الفرص’ التي فتحت قبل عشرين سنة وأتاحت، بهذا الشكل أو ذاك، للوصول الى تسوية ما مع الفلسطينيين يقفون الان مثل اولئك الذين وقفوا على دكة التايتنيك، يرون الجبل الجليدي المقترب من الصدام بالسفينة التي اعتقدت أنه لا يمكن اغراقها، وينشدون ‘هتكفا’ (الأمل). ‘لم نفقد الأمل بعد’.
يديعوت ـ 22/4/2014
وعلى ما يبدو فاننا سنرى اليد الطويلة والمنتقمة للولايات المتحدة في سياق الطريق ومع مرور الايام. أمريكا لا تنسى. أمريكا لا تغفر. هي ‘فقط تنتظر في الزاوية’.
التهديد الفلسطيني بالغاء اتفاقات اوسلو لا يؤثر كثيرا على القدس. فعلى أي حال، كان رؤساء وزراء اسرائيل في الجولة الحالية، وبالتأكيد الوزراء، فما بالك رجال اليمين الذين سيطروا على الليكود، يرغبون في أن يروا الالغاء السريع لها في عصرنا. وهم مستعدون لان يدفعوا ضريبة شفوية لتسوية ما مع الفلسطينيين، بل وان يحرروا هنا وهناك سجناء وقتلة، ولكن لا ينبغي المبالغة. فحتى الاكثر تطرفا في القوائم التي يتشكل منها الائتلاف الحالي يعرفون اليوم على نحو افضل من أي وقت مضى بان هذا سيكون انهيارا لحلم الاستيطان في مناطق يهودا والسامرة اذا ما قبلوا مطالب الفلسطينيين.
المشكلة هي أن حتى الامكانية الثانية، امكانية الدولة الواحدة بين النهر وبين البحر المتوسط، تبدو ككابوس للحكم الحالي. هذا طاعون وذاك كوليرا. وهكذا، بين هذين الشرين تترنح سفينة الضالين الاسرائيليين والفلسطينيين على أمواج عاصفة. كل اولئك الذين سخروا من ‘نافذة الفرص’ التي فتحت قبل عشرين سنة وأتاحت، بهذا الشكل أو ذاك، للوصول الى تسوية ما مع الفلسطينيين يقفون الان مثل اولئك الذين وقفوا على دكة التايتنيك، يرون الجبل الجليدي المقترب من الصدام بالسفينة التي اعتقدت أنه لا يمكن اغراقها، وينشدون ‘هتكفا’ (الأمل). ‘لم نفقد الأمل بعد’.
يديعوت ـ 22/4/2014