المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طفرة خداع أخرى !



عادل محمد عايش الأسطل
02-04-2014, 11:59 PM
طفرة خداع أخرى !
د. عادل محمد عايش الأسطل
على الرغم من استعصاء الصراع الدائر بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ ما يزيد عن ستة عقود متتالية على أيّة حلول، أو أيّة تقدمات يمكن البناء عليها مستقبلاً، ولجوء "جورج ميتشل" الموفد الخاص لعملية السلام، إلى نفض يديه مبكراً مما علق بشأنها تماماً، كان الداعي - ربما الوحيد- لدى وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" لأن يشرع بالتشمير عن ساعديه العجوزين بنيّة الشروع في بذل مساعيه السياسية بشأن إيجاد حل لهذا الصراع، هو مدى الإجهاد الذي وصل إليه الطرفين بعد عقدين كاملين من المفاوضات، التي لم تُوصل إلى نتائج عملية يمكن ذكرها أو الاعتماد عليها، وأنهما باتا يسأم كل منهما الآخر حتى الغثيان. لكن ما فاجأه هو أن التطورات الميدانية والعملية، كانت تعمل على تعقيد القضية كلما مر الوقت، حيث تتكشف في كل ساعة ودقيقة دواعٍ واحتياجات لم تكن مرئيّة أو مسموعٌ بها من قبل، وخاصةً الآتية من الطرف الإسرائيلي.
وبسبب أن ليس لديه حاسة الشّم، أو لعناده - كما يدّعي - ولصبره الطويل، أصرّ على صعود القمة وتسجيل نجاح، لكن ومنذ بدئه في العمل وإلى الآن، لم تلتقط يديه أي شيء، ولم يطرب لسماع ما يوحي بأنّه يتقدم، وغلبت الدوائر الحمراء على كل جولاته التي امتحنها في المنطقة، بما يعني أنه راسب. لكن مهمّته في التوصل إلى اتفاق لعودة المفاوضات المباشرة في تموز/يوليو الماضي والتي حصل بناءً عليها، على درجة (يُرفّع)، كانت دافعاً لاستمراره على عناده، برغم أنها درجة لا تسمح لصاحبها بأن يمد رقبته بين الآخرين.
منذ بدء استئنافها،... كانت قضايا الأمن، الاستيطان، يهودية الدولة، حق العودة، القدس، الأسرى، وغيرها، هي التي تعثّرت وبقوة على أعتابها المفاوضات، وباتت كل قضيةٍ منها تُشكل تتويجاً نهائياً لانهيارات حقيقية لكل العملية السلمية وما يتعلّق بها.
جولة الرئيس الفلسطيني "أبومازن" الأخيرة والمُكلِفة إلى واشنطن كانت خاسرة، بسبب أن مضيّفه" الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" لم يدفع أموالاً، ولم يقدم شيئاً مكتوباً، وكل الذي استطاعه فقط، أن قدم أفكاراً شفهية، برغم علمه بأن "أبومازن" قد شبع مصنفات الأفكار وحتى المكتوب منها بسبب أنها ربما لا تصل في قيمتها إلى الشفهية.
الآن "كيري"، لا يُجاهد في شؤون الحل.. واتفاق الإطار أو وثيقة الإطار أو أشياء من هذا القبيل، لا زال مهتماً بإخفائها عن العيان، وهو يصارع حتى الرمق الأخير وإن - بخداع- من أجل تجديد مدّة المفاوضات، وإن اضطر إلى دفع تكاليف تجديدها من جيبه الخاص، على الرغم من رفض الجانب الفلسطيني ذلك، ولكنه يُحاول ويبذل جهوداً حثيثة لمنع انهيار تلك المفاوضات أو توقفها على الأقل. ومن أجل حيازة الهدف، وعلى الرغم من تصريحات إسرائيلية شاذّة، وأشدها التي تصدر تباعاً من وزير الجيش الإسرائيلي "موشيه يعالون" والتي سخر فيها من مساعي "كيري" للتوسط في اتفاق سلام، اضطر إلى الاستعانة برئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال "مارتين ديمبسي" بشأن أن تظل هناك مفاوضات، وبالموفد الخاص لمفاوضات السلام "مارتين إنديك" بشأن الدفعة الرابعة من الأسرى التي تصدّت الحكومة الاسرائيلية ضد تنفيذها، إلى جانب عمله على الاستفادة من لقائه مع الملك الأردني "عبدالله الثاني" من أجل الضغط باتجاه "تضييق الفجوة" بين المتفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين، وبإضافة الاعتماد على جولة "توني بلير"، مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام، إلى القاهرة لحشد رأيها، بغية دعم جهوده باتجاه مسألة التمديد.
وفي سبيل تعزيز تلك الجهود، اسقط "كيري" خلال جولته هذه، ما يمكن أن نطلق عليها صفقة سياسية أمام الجانبين وهي نافعة- حسب وصفه-، تتضمن تمديد المفاوضات، وإطلاق سراح أسرى، وتسهيلات إدارية متعلقة بلم الشمل ووقف الاستفزازات والاعتقالات، وضرورة تخفية النشاطات الاستيطانية، بالإضافة إلى اعطاء وعود أمريكية لدراسة الإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي "جوناثان بولارد" إلى جانب وعود مالية واقتصادية أخرى، على أمل أن تحول تلك الجهود مجتمعة دون وصول الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة لتعزيز مكانة دولتهم لديها، لاسيما أن الولايات المتحدة ليس بوسعها منعهم من الذهاب، في حال فشلت تلك الجهود، وستترك أمر ذهابهم على الأرجح لتهديدات "نفتالي بينت" زعيم حزب البيت اليهودي المشارك في الحكومة وستنظر فيما إذا كانت مجدية.
يُنظر إلى جولة "كيري" المستعجلة، على أنها مفصلية بالنسبة لجهوده، مع وضوح تراجعه عن طموحاته الكبيرة، كونها جاءت فقط للبحث عن صيغة لتمديد فترة المفاوضات، ولو أنها كشفت عن محاولته التغلب على الجدل الدائر حول مسألة الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، عن طريق تغيير تعريف الوطن القومي لليهود، في مقابل موافقة الفلسطينيين على أن يكون أحد أجزاء القدس الشرقية كافٍ كعاصمة المستقبل لدولتهم المرتقبة.
الإسرائيليون يريدون تجديد مدة المفاوضات ويرغبون بإدامتها، ويُحذرون من أن تكون هناك أياماً أسوأ من الحاصلة الآن، بسبب وصول الفلسطينيين –كما الزعم- إلى قناعة بضرورة تفجير المفاوضات، ويدّعي رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتانياهو" أن الفلسطينيين يعرقلون المساعي السلمية كلّما آن لها أن تتقدم، ويُناور في ذات الوقت باستعداده لتليين موقفه واقتراح حوافز، مثل تقديم إفراجات إضافيّة عن أسرى فلسطينيين.
ويأتي ادّعائه، في ظل حرصه الشديد بأن الأعمال الإسرائيلية بكُلّها، جارية على قدمٍ وساق، حيث يتواصل النشاط الاستيطاني ويستمر دعمه بملايين الدولارات، وتتسارع مشاريع تهويد القدس، ومصادرة الأراضي، وتتعاظم أشكال ممارسة العنصرية والأبرتايد، وإلى ما هنالك.
"كيري" وعلى الرغم من كل جهوده السابقة والمختلفة، وبما احتوت عليه من رؤى ومقترحات ومخططات وأفلام وخداع، يبدو أنها فاشلة، وبات في الحقيقة أنه سيغادر فترة التسعة أشهر بلا شيء، حيث لم تتواجد لديه أيّة فرصة للحصول على تنازل من أحد الطرفين، وليس معنى إطلاق أسرى أو تمديد مفاوضات أو إجراءات أخرى أنها تمثّل شيء ذا بال لدى الفلسطينيين، بسبب أن إسرائيل سيكون أمامها المزيد من الوقت لتغيير الوقائع على الأرض ومن ثمّ الاحتكام إليها من جديد، وهذا ما يُفسر جهود "كيري" المضنية باتجاه التمديد.
خانيونس/فلسطين
1/4/2014

وليد فهد
03-04-2014, 06:37 AM
امريكا منذ البداية واقصد هنا على الاقل منذ ما بعد وفاة ياسر عرفات واستلام ابو مازن السلطة هي تدير ازمة ليس من اجل حل هذه الازمة انما من اجل ان لا تدخل احد غيرها في حل هذه المشكلة و من اجل ان تقنع الفلسطينين سواء بحل مؤقت او دائم توافق عليه اسرائيل وهذا الحل يتضمن انسحاب اسرائيل من ما لا يزيد عن 40من الضفة الغربية واقامة عليها دويلة فقط ليس لها سيادة تهتم فقط بادارة شؤون السكان وتكون عاصمتها الرام او ابو ديس وليس القدس الشرقية .
ابو مازن يسير في طريق مملوء بالجليد فهو "يتزحلق" في سيره ولكن ستاتي الخطوة التي ستسبب في وقوع ابو مازن على الارض وتحطيمه لانه الى الان ما زال يثق بالادارة الامريكية او بوجود شريك اسرائيلي
لا ادري هل هناك خيارات امام ابو مازن ام انه مجبر في السير في طريق الجليد هذا

عادل محمد عايش الأسطل
03-04-2014, 08:41 PM
الأخ وليد فهد...
تحية لك واحترام..
أبومازن لا يثق في الولايات المتخدة ولا في إسرائيل، وهو يعلم يأن ليس هناك حلول وحتى على قيمة الأرض التي ذكرتها خلال مداخلتك، بسبب أنها لن تخلُ من التواجد الإسرائيلي والسيطرة عليه بطريق أو بأخرى، وبالمقابل ليس في نيّته هدم السلطة أو بالإقدام على تأييد انتفاضة ثالثة، ولكنه يعتبر أن هناك مكاسب وهناك مصالح تتطلب استمرار المفاوضات وإلى مالا نهاية إذا أمكن، إذ ليس لديه خيارات أخرى في نظري على الأقل، وحكاية التوجه إلى الأمم المتحدة لا أجد طائلاً منها كما هو المأمول.
شكراً على موروك ومداخلتك أيضاً..
عادل