المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا ينتهج يعلون سياسة مغايرة لرئيس الوزراء؟؟



بوفيصيل
21-03-2014, 07:45 AM
وزير الدفاع موشيه يعلون هو الوزير الاكثر شعبية في الحكومة فهو يهيمن على أقوى وزارة وأكبرها ميزانية في الدولة. فحينما يجري مقابلة صحفية مدتها ساعة لرينا متسليح في برنامج (‘إلق الصحافة’، 15/3) نتوقع بشرى ما.
وقد أسرعت البشرى في الوصول وهي أنه لا حل، فلا حل للصراع الاسرائيلي الفلسطيني. والتفاوض السياسي لا بقاء له وكذلك ايضا صيغة دولتين للشعبين. وليس محمود عباس شريكا. واتفاق السلام؟ ليس في جيلنا. وقال وزير الدفاع جاعلا الأمر صعبا: من قال إن كل مشكلة لها حل.
كان يعلون يستطيع تسلق اشجار عالية. فقد برهن عالم المنطق كورت غيدل في ثلاثينيات القرن العشرين على معادلة عدم الكمال، التي ترى أنه توجد معادلات رياضية لا يمكن البرهنة عليها أو دحضها. وعُرضت بعد ذلك مشكلات رياضية محددة غير قابلة للبت والحل. فهل يطبق يعلون ثورة غيدل في المجال السياسي؟.
حينما يزعم وزير كبير أنه لا يمكن حل مشكلات يكون السؤال الملح هو: ما الذي يفعله في السياسة؟ فالناس يدخلون السياسة ليعرضوا حلولا لا ليرفضوا وجودها. هذا الى أن موقف يعلون مناقض لخطبة بار ايلان لبنيامين نتنياهو وللمسيرة السياسية التي تدفع الحكومة الحالية بها قدما في ظاهر الامر على الأقل. وهذا الموقف وهجمات يعلون التي لا ضابط لها على وزير الخارجية الامريكي جون كيري (الموسوس)، وعلى الولايات المتحدة عامة، تسبب لاسرائيل ضررا كبيرا. فوزارة الدفاع هي الرابحة الرئيسة من العلاقات القريبة بين الولايات المتحدة واسرائيل؛ ووزير الدفاع برفضه السياسي وبتصريحاته غير الدبلوماسية، يبصق في البئر التي يشرب منها.
اذا كان الامر كذلك فلماذا يصمت نتنياهو؟ وكل رئيس وزراء ذو مسؤولية لو كان في موقعه لدعا الوزير الذي يخالف أسس سياسته ويُفسد بصورة منهجية المسيرة السياسية والعلاقات الخارجية للدولة، الى النظام والانضباط. ونتنياهو يصمت لأن يعلون يساعده. فالنهج المتطرف الفظ لابن الكيبوتس الخشن يساعد رئيس الوزراء الداهية على أن يبدو معتدلا نسبيا. وحينما يحث الامريكيون نتنياهو على تبني عباس لأن البديل عنه اسوأ كثيرا، يغمز نتنياهو الامريكيين بصمته قائلا: يحسن بكم أن تتبنوا مواقفي لأن البديل اسوأ كثيرا.
لكن يوجد سبب آخر لصمت رئيس الوزراء: فبرغم الفروق البارزة في الاسلوب بين إبن البروفيسور من رحافيا والعامل في الاسطبل في الماضي يبدو أن نتنياهو يشبه يعلون في داخله، فكلاهما عارض الانفصال عن غزة، في حينه. وكلاهما يستخف بالمسيرة السياسية وعباس بل بكيري وبراك اوباما. إن يعلون هو الجانب المظلم من نتنياهو وهو يعبر بفظاظة عما يفكر فيه رئيس الوزراء في سرّه.
إن نظرية عدم وجود حل تلائم نتنياهو كالقفاز لليد، فالذي يقول إنه لا حل يخضع للوضع الراهن ويطمح الى تأبيده بالسير في نفس المكان. فقد كان هذا هو ميل نتنياهو الطبيعي دائما.
إن ادعاء أنه لا حل سياسيا يرمي الى تأبيد حل عسكري، وهو الاحتلال والاستيطان وسيطرة وزارة الدفاع على دولة اسرائيل. وقد بُشر الجمهور هذا الاسبوع بأن يعلون يؤيد حلا عسكريا (هجوما اسرائيليا) في القضية الايرانية ايضا. ويُشك في أن يستطيع يعلون الانتصار على ايران، لكنه قد انتصر على اسرائيل. فاذا رفضنا كل مبادرة سياسية وعشنا على سيوفنا الى الأبد فسننفصل عن حليفاتنا وستظل وزارة الدفاع تستهلك أفضل مواردنا وستنهار تماما المجالات المدنية الحرجة (التربية والصحة والسكن والرفاه). وفي هذه الحال لا داعي الى أن نسأل هل سيكون يعلون رئيس الوزراء في المستقبل، فقد أصبح الآن رئيسا للوزراء بالفعل وهو يُدهورنا الى الهاوية.
هآرتس 20/3/2014

تعليق
هل يزيد يعلون من احراج نتنياهو ام انه الوجه الحقيقي لرئيس وزراء اسرائيل ؟
هذا ما سوف تكشف عنه الأسابيع او الشهور القادمة !!!

بوفيصيل
21-03-2014, 07:56 AM
تعالوا نسمي الولد باسمه: إما أن وزير الدفاع يعرف شيئا نحن لا نعرفه أو انه، وكيف نقول ذلك بلطف، ببساطة غبي. هكذا فقط يمكن شرح سلوك الوزير الاكثر أهمية في الحكومة والذي من شأن تصريحاته عن الادارة الامريكية ان توقع كارثة في العلاقة الاكثر اهمية، إن لم نقل الوحيدة، التي توجد اليوم لدولة اسرائيل.
بكلمات اخرى: فقط اذا ما كان الوزير يعرف ما لا يعرفه احد آخر في العالم على ما يبدو، وهو أن اسرائيل هي القوة العظمى الاكبر في العالم، وانها لا تحتاج لاي دولة اخرى لا من ناحية عسكرية ولا من ناحية سياسية، وأنه خلافا لما هو دارج التفكير، فهي ليست عبئا على كتف الولايات المتحدة بل بالعكس والتعلق الحقيقي هو في واقع الأمر للادارة الامريكية بحكومة اسرائيل وعندها فقط يكون تفسير للسلوك عديم المسؤولية لوزير الدفاع.
ولكن ولما كان هذا على ما يبدو ليس الوضع، ورغم الغرور الذي ينم عن تصريحات الوزير يعلون فاننا لا نزال دولة كل جهازها الأمني، من إطارات سيارات الجيب وحتى الطائرات المتملصة كله أمريكي، دون أن نتحدث عن اضطرارنا لان نحظى بالفيتو الامريكي في مجلس الامن، فانه لا مفر من ان نعترف في أن لدينا وزير الدفع غير حكيم.
لو أن هذا حصل مرة واحدة، لقلنا فليكن. ولكن يعلون اضطر من قبل الى الاعتذار على الاهانات التي وجهها لجون كيري. أم الان فانه يوجه سهامه الى الرئيس. وبالتالي ما العجب في أن ردود الفعل التي تأتي من الادارة الامريكية غير مسبوقة في حدتها.
وكي لا نتشوش: لا يمكن الاشتباه بيعلون بأي استراتيجية. لا يوجد هنا أي تعقيد متطور. من الصعب حتى الاشتباه في أن يعلون يقوم بتلاعب ما كي يعجب الجمهور اليميني. ففي صالح يعلون يمكن ايضا القول ان لسانه وقلبه متساويان. هذا لا يعني أن وزير الدفاع السابق، باراك، الذي كل خطوة له كان ينبغي تقشيرها مثلما يقشر البصل من أجل فهم ماذا يختبىء تحتها. ولكن هذه هي بالضبط المشكلة: يعلون يقول بالضبط ما يفكر به. وعندما يفكر وزير الدفاع هكذا شخص يعرف تعلق جهاز الامن الاسرائيلي بالولايات المتحدة حتى مستوى البرغي، فهذا دليل على أنه حقا لا يفهم جوهر العلاقات.
فليكن واضحا: لو أنه كان يلحق الضرر بنفسه فقط، ما كنا حتى لنكرس له سطرا واحدا. المشكلة هي أننا كلنا مشكوكون في هذا السيخ والمشوي. في أجهزة الامن الامريكية يعرفون كيف يتخذون العقوبات الرسمية حتى بسبب اخطاء الافراد. والثأر الامريكي ليس كاسحا. فهو يأتي حقنة إثر حقنة من التبريد وتخفيض درجة العلاقات، عبر تقليص التعاون وحتى الغاء الدوريات، التدريبات والزيارات.
ولكن السؤال المثير للاهتمام هو، مثلما هو دوما، أين رئيس الوزراء. هل سكوته يدل على انه يوافق على مواقف يعلون؟ التنديد العلني، هو أقل ما ينبغي لنتنياهو أن يفعله. اذا كان يريد أن ينقذ العلاقات الامنية الاهم التي لديه، فانه ملزم بان يدعو يعلون الى التزام النظام. اعتذار يعلون لا يكفي. ينبغي لنتنياهو شخصيا ان يعتذر للامريكيين على الاقل مثلما اعتذر هذا الاسبوع للاردنيين على مقتل القاضي.
علاقاتنا مع واشنطن لا تقل أهمية عن علاقاتنا مع الاردن.
يديعوت 20/3/2014

بوفيصيل
25-03-2014, 07:48 AM
على رئيس الوزراء نتنياهو أن يقيل يعلون. بسبب الفظاظة، الاستفزاز ونكران الجميل الذي لا يطاق والذي عبر عنه تجاه الولايات المتحدة. على الاقــــل، على رئيس الوزراء أن يشجب الاقوال وان يضع يعلون في مكانه.
الأمر الاول لن يفعله نتنياهو لاعتبارات سياسية ولانه في الثقافة السياسية الاسرائيلية استبدلت المسؤولية، الانضباط والعقل السليم بالتسيب، الثرثرة والغرور. الامر الثاني لن يفعله نتنياهو لانه هكذا أيضا هو يفكر، ولجام الانفلات عديم المسؤولية تجاه الولايات المتحدة هو نفسه أرخاه في سلسلة مناوشات زائدة مع الرئيس اوباما منذ 2009.
يعلون رجل مستقيم، جندي شجاع، وطني اسرائيلي فائق. ما يبرر اقالته هو قدرة التفكر العليلة وعدم فهمه الاساس والجذري لعمق ومعنى العلاقات الاسرائيلية الامريكية ومركزيتها التي لا بديل عنها في امن اسرائيل القومي. لا شك أن يعلون يعرف كيف يثرثر بالكليشيهات عن ‘علاقاتنا الخاصة’ ولكنه حقا لا يفهم، والا لما كان صرح كما صرح، وبالتأكيد في الوقت الذي تعيد فيه الولايات المتحدة النظر في جملة علاقاتها الخارجية ولاسرائيل مصلحة واضحة باميركا كمشاركة وقوية، وليس باميركا منقطعة عن الشرق الاوسط.
لقد كانت هناك خلافات مع الولايات المتحدة دوما، ولكن أبدا لم يتجرأ وزير دفاع اسرائيلي على أن يهين بشكل شخصي وزير خارجية أميركي. وبعدها، ببضع اسابيع من ذلك، ان ينتقد عموم السياسة الخارجية الامريكية، والقول انها تبث ضعفا وتضعف حلفائها. فوزير دفاع اسرائيل لا يحصل فقط على 3 مليار دولار في السنة، تصويت فيتو متكرر في مجلس الامن، القبة الحديدية، قدرة وصول الى التكنولوجيات الاكثر تطورا والتعاون الاستخباري. بل انه كما يتبين، المراقب الداخلي للادارة الامريكية في موضوع السياسة الخارجية. وهذه المرة، فان يعلون لم يهن وزير الخارجية الامريكية فقط، بل اساء مباشرة الى الولايات المتحدة: قدرتها على ان تبث القوة في منتصف الازمة في اوكرانيا. يخلق يعلون صورة للولايات المتحدة في أنها لا تأثير لها على حلفائها. وعلى هذا لن تمر الولايات المتحدة مرور الكرام.
المساعدة لن تلغى، الطيارون سيواصلون التدرب، المعلومات الاستخبارية ستواصل العبور. ولكن وزير الدفاع الاسرائيلي سيعتبر شخصا لا يمكن الاعتماد عليه. ويوجد لهذا تأثير حقيقي على الاستعداد الامريكي للاستماع بجدية لاسرائيل ولوزير دفاعها في مواضيع حيوية مثل ايران أو في الموضوع الفلسطيني.

يديعوت 23/3/2014