المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : احداث غزه الاخيرة الى اين؟؟؟



بوفيصيل
15-03-2014, 01:24 AM
أن عملية ‘كسر الصمت’ التي أعلنها الجهاد الاسلامي في يوم الاربعاء هي في الحقيقة دعوة الى الاستيقاظ، وليس التحدي الذي تقيمه عسكريا بالضرورة وهو قبل كل شيء تحد سياسي للقيادة الاسرائيلية التي تعيش في شعور بأن الوضع في قطاع غزة كما هو اليوم يمكن أن يستمر الى الأبد.
في تقديرات الوضع التي قام بها وزير الدفاع وقادة الجيش في ساعات اطلاق الصواريخ الاولى على البلدات في الجنوب، تحدثوا عن عملية ليست أكثر من تنفيس غضب. وأوضحوا أنه لا توجد هنا في الحقيقة محاولة لجر اسرائيل الى مواجهة عسكرية شاملة في القطاع. ويشير ‘الشباك’ على الدوام الى ضرورة الامتناع عن كل اجراء قد يجر حماس الى مواجهة عسكرية. وهو يرى أنه لا يجوز الانجرار بصورة آلية بافلوفية وراء رشقة الصواريخ الكبيرة بصورة مميزة من الجهاد الاسلامي.
يزعم مختصون أن الحديث عن عملية مخطط لها حصلت على موافقة قادة المنظمة والدليل على ذلك أن اطلاق الصواريخ تم بصورة منسقة على عدد من الجبهات. لكنهم يشيرون في نفس الوقت الى حقيقة أن الجهاد الاسلامي اختار أن يستعمل سلاحا قصير المدى وغير دقيق، على الخصوص وهي قذائف صاروخية قطرها 4 إنشات. وكانوا يستطيعون أن يختاروا من ترسانتهم صواريخ لمدى متوسط أو طويل كانت ستقع في مراكز سكنية في جنوب البلاد ومركزها لكنهم لم يفعلوا ذلك. فقد أرادوا في الحاصل العام أن يرسلوا رسالة تحذير لـ ‘كسر الصمت’ مع اسرائيل ومع حماس ومع المصريين. والاصوات في الجيش الاسرائيلي أكثر تنوعا فقيادة الجنوب تحث على عملية، بصورة طبيعية لكن قائد المنطقة سامي ترجمان قال في الماضي إن لنظام حماس في غزة دورا في الحفاظ على الاستقرار ايضا.
ونقول بايجاز إن القرار الذي اتخذ هذا الاسبوع في اسرائيل كان عدم التحمس للرد العسكري وعدم الانجرار الى مواجهة عسكرية غير مضبوطة. وعاد المصريون الذين لهم دور مركزي في حفظ التوازنات بين اسرائيل والقطاع، يُحذرون ويقولون إن غزة حبة بطاطا ساخنة يمكن أن تدحرج في كل لحظة لا نحو اسرائيل فقط بل نحوهم ايضا. ولهذا عادوا يطلبون من اسرائيل ألا تضر بالمصالح المصرية بعمليات عسكرية تقلب الطاولة.
كانت الردود الكلامية عندنا حماسية لأن اكثر من 70 قذيفة صاروخية هي تحد سياسي قبل كل شيء، ورئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع يعلون يعلنان عن سياسة اليد الشديدة في القطاع ويحذران من أن كل اطلاق نار سيُرد عليه ردا عنيفا. وهنا جاء الجهاد فقال: أطلقت 90 قذيفة صاروخية فماذا ستصنعون بي؟ هل تتجهون للحرب؟ وفي هذه الحال لا يستطيع رئيس الوزراء ووزير الدفاع أن يبيحا لأنفسهما الحديث عن الحاجة الى ضبط النفس واحتواء الحادثة. وحينها يتحدثان في اندفاع لأن الكلمات لا تكلف مالا.
كان الرد العسكري في مقابل ذلك موزونا جدا، فقد هوجم في الحقيقة 29 هدفا لكن اكثرها ‘أهداف عقارية’ فارغة. وقيل للجمهور الاسرائيلي إن ذلك كان أكبر هجوم تم تنفيذه على أهداف في القطاع منذ كانت عملية ‘عمود السحاب’، لكنهم في غزة فهموا ما أرادوا.
يعلمون في جهاز الامن منذ زمن أن تنفيس الغضب في القطاع مسألة وقت فقط، فقد حطم عدد القتلى الذي اجتمع في الجانب الثاني نتاج عمليات للجيش الاسرائيلي مختلفة، ارقاما قياسية. وكان اولئك الرهط الثلاثة من المنظمة الذين قتلوا يوم الثلاثاء القشة التي قصمت ظهر البعير من وجهة نظر الجهاد الاسلامي. وليست سلطة حماس مهتمة بكف جماح الجهاد، فالسلطة من جهة غيرقادرة على منح السكان الأمن الاقتصادي، وهي من جهة اخرى لا تشارك في مقاومة الصهاينة. وهذه السياسة تُحدث عند ناسها ولا سيما في الذراع العسكرية مشاعر قاسية من خيبة الأمل من القيادة المدنية لاسماعيل هنية ومحمود الزهار. ولا تستطيع قيادة حماس أن تصد تنفيس الغضب لأن الغضب سيتجه عليها آنذاك.
إن الجهاد الاسلامي في الحقيقة تلزمه تفاهمات مع حماس تتعلق بعمليات منسقة على اسرائيل، لكن حماس يصعب عليها أن تكف جماحه ايضا. وأصبحت نقطة الانطلاق في اسرائيل الآن هي أن قادة الجهاد الاسلامي في قطاع غزة ودمشق غير ناضجين الى الآن لمواجهة عامة مع اسرائيل ولهم مصلحة في احتواء المواجهة العسكرية. وهم مع ذلك محتاجون فينة بعد اخرى الى تقديم دليل للايرانيين يُسوغ المساعدة المالية الكبيرة التي يتلقونها منهم وأن ينفذوا عمليات على اسرائيل.
إن الأهداف التي تهاجَم في غزة تجمعها ‘أمان’ بصورة تدريجية متصلة. وحينما يدخل هدف الى البنك يظل هدفا الى لا نهاية. ويمكن أن تكون الاهداف قادة سياسيين وعسكريين أو مواقع كمخازن وسائل قتالية ومصانع انتاج وآبار اطلاق وأنفاق وما أشبه. وتُقسم الاهداف الى درجات ‘نوعية’ مختلفة. فليس حكم قائد عسكري في حماس كحكم موقع يشغله نشيط ارهابي مرة من آن لآن.
حينما يخرجون لعملية في حجم ‘الرصاص المصبوب’ يُنفق بنك الاهداف الذي أنشيء في مدة سنوات دفعة واحدة. وتمر بضع سنوات اخرى لبناء بنك جديد يُمكّن من الاضرار الفعال بحماس في العملية التالية. وليس استقرار الرأي الآن على قصف اهداف نوعية في غزة أمرا لا شأن له حينما يكون القصد الى عقاب رمزي لاجل ردع، واحتواء الحادثة وانهاؤها في أسرع وقت ممكن. ومن المؤكد أصلا أن القادة العسكريين في غزة انتقلوا الى العمل السري بعد اطلاق الصواريخ فورا. فيجب أن يتم التقرير الآن هل تتجه اسرائيل الى ‘احراق’ اهداف نوعية جُمعت بجهد كبير أو يحسن التحول الى الاهداف العقارية.
في حالة جو عاصف يوجد احتمال أكبر لأن يصيب هجوم على هدف نوعي يقع بالقرب من سكان غير مشاركين في القتال، أن يصيب اشخاصا لا صلة لهم باطلاق الصواريخ ويجر المنطقة الى جولة قتال اخرى لا حاجة اليها. ولا يجوز الاستخفاف ايضا بتقدير تعطيل فرح عيد المساخر. فلاسرائيل طريقة لعقاب الجهاد الاسلامي وردعه في الايام العادية ايضا. والتصفيات المركزة لاولئك الذين وقفوا وراء رشقة اطلاق الصواريخ هذا الاسبوع هي خيار دائما. فقد فقد الشخص الذي كان مسؤولا عن اطلاق القذيفة الصاروخية الاخيرة على ايلات بعد ذلك باسبوع رجليه في تصفية مركزة من الجو.
إن كل التقديرات العسكرية لا يمكن أن تحل محل إقرار سياسة نحو القطاع لأن الوضع هناك أخذ يتدهور. وسيكون في غزة انقطاع للكهرباء مخطط له مدة ثماني ساعات بسبب نقص الوقود الذي ارتفع سعره ضعفين ونصفا ويبدأ ذلك من الاسبوع القادم. وارتفعت اسعار الغذاء عشرات الدرجات المئوية بسبب فروق الاسعار بين السلع الاسرائيلية والسلع المصرية. ولم تعد اجهزة تصريف الماء تعمل لأنه لا يوجد ما يكفي من الوقود للمضخات، ومواد البناء لا تدخل وارتفع سعر الاسمنت ثلاثة اضعاف وأصبح 70 ألف عامل بناء عاطلين. وارتفعت الجريمة الى مستويات لم تعهدها غزة من قبل. ويبتعد صيادو الاسماك ثلاثة أميال عن الساحل ويمسك بهم سلاح البحرية الاسرائيلي، وحينما يتجهون جنوبا يلاقون الاسطول المصري، فقد أصبح القطاع في غليان اقتصادي واجتماعي دائم.
بعد رشقة القذائف الصاروخية هذا الاسبوع أغلقت اسرائيل معبر السلع في كرم سالم وأوقفت زيارات عائلات السجناء، وهذه خطوة ستثير على حماس مجموعة ذات تأثير كبير في الشارع الفلسطيني. ولا يريد أحد أن يشغل نفسه بغزة: لا مصر ولا اسرائيل ولا العالم. وليس الامر أمر الانهيار الاقتصادي فقط بل الازمة السياسية التي دُفعت حماس اليها منذ كان سقوط الرئيس مرسي. إن غزة دُمل سينفجر في وجوهنا جميعا. وما زال من الممكن في جولة اطلاق النار الحالية الحديث عن تنفيس غضب، ويمكن النظر الى اطلاق القذائف الصاروخية على أسدود وعسقلان كأنه اطلاق من عدد من العُصاة يستغلون الفوضى في القطاع لضرب اسرائيل. لكن ذلك وهْم لأن الانفجار التالي لن يكون مجرد مسألة تنفيس غضب.

يديعوت 14/3/2014

بوفيصيل
16-03-2014, 06:35 AM

4
هداس هروش
الهدف: إضعاف حماس

مصدر عسكري إسرائيلي يقول للمصدر: "أستطيع أن أقول لك إنّه حسب رأيي لن تكون هناك انتفاضة قريبًا، فهذا ضدّ المصالح الفلسطينية. ولكن هل يمكن أن يحدث بعد شهر شيء متطرّف وأكتشف أنّني أخطأت؟ بالتأكيد هذا ممكن"

15 مارس 2014, 17:28

محمود عباس وإسماعيل هنية
هنا رضى في المنظومة الأمنية الإسرائيلية من الهدوء الذي يسود الضفة الغربية في السنوات الأخيرة. ولكن في الأشهر الأخيرة فإنّ هذا الهدوء يتم خرقه عدّة مرات، ويريد الجيش الإسرائيلي أن يؤكّد أنه يجري الحديث عن أحداث عيّنية وإرهاب مستقلّ، وليس بتنظيم إرهابي يشكّل تهديدًا.

في جولة خاصّة في نقاط الاحتكاك في الضفة الغربية، أوضح المسؤول العسكري لـ "المصدر" أنّ مصلحة الحفاظ على الهدوء موجودة لدى كلا الطرفين. يتمركز القليل من نقاط التفتيش في الضفة، المعابر مفتوحة والحركة سهلة نسبيًّا في جميع مناطق الضفة. والاقتصاد الآن مستقرّ نسبيًّا، وليس هناك تواجد محسوس للجيش الإسرائيلي في المدن باستثناء العمليات والاعتقالات المحدّدة.
"تتحوّل رام الله إلى مدينة حديثة غربية، ويُفتتح فيها المزيد والمزيد من فروع الشبكات الدولية، ابتداءً من ماكدونالز وكنتاكي وغيرها"، يروي المصدر العسكري. "الفلسطينيون يعلمون أنّه من غير المفضّل لهم تصعيد الأوضاع. هم الرابح الرئيسي من هذا الهدوء".
مدينة رام الله - "تتحوّل إلى مدينة حديثة غربية" ولذك، حسب تعبيره، هناك عدّة عوامل ملحوظة تساهم في الاستقرار الأمني. أحد أهمّ هذه العوامل هو التعاون مع السلطة والمؤسسات الفلسطينية. "مصلحة عباس الآن هي الحفاظ على الهدوء، لأسبابه الذاتية".

هذا لا يحدث في جميع المناطق، ولكن في معظم الأماكن هناك منظومة مصالح مشتركة. "المصالح المشتركة الأهم للجيش الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية هي منع الإرهاب، وأيضًا إضعاف حماس في مناطق الضفة".

والمشكلة مع كلّ ذلك هي أنّها مصالح مشتركة ابتداء من هذه اللحظة. "لا يمكن أن نعرف متى يتغيّر ذلك".


مظاهرة مأيدة لحماس في رام الله; "إضعاف حماس في الضفة هو مصلحة مشتركة للجيش الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية" (Issam Rimawi/Flash90)

ولذلك، لا يسمح الجيش الإسرائيلي لنفسه بأنّ يعتمد على أي أحد آخر. "عامل الاستقرار" الأول، يقول المسؤول، هو تمكّن الجيش الإسرائيلي من العمل في جميع مناطق الضفة. "في كلّ ليلة يقوم الجيش الإسرائيلي بعمل عدّة اعتقالات داخل منطقة A، وهو يعمل مع الكثير من الدقة، بشكل أساسيّ عن طريق المعلومات التي نتلقّاها من الشاباك، ولكن أيضا بالدمج مع عمل استخباراتي جيّد، بل معلومات تأتي من الشبكات الاجتماعية والفيس بوك بشكل أساسيّ، وهو مجال جمع المعلومات الذي نحسّن من أدائنا فيه".

حسب تعبيره، بفضل تمكّن الجيش الإسرائيلي من الوصول إلى كلّ مشتبه، يعلم الفلسطينيون اليوم أنّه لا يجدي لهم أن يحاولوا تنفيذ عمليات إرهابية. وأيضًا بسبب ما يصفه بأنّه "الذاكرة المتبقية من عملية الدرع الواقي". لن ينسى الفلسطينيون لفترة طويلة وجود أعداد كبيرة من الجيش الإسرائيلي في فترة الانتفاضة الثانية، ونقاط التفتيش في كلّ مكان.

"كانت رام الله مدينة مدمّرة، مع دبّابات في الشوارع، وتمّ تدمير المقاطعة. لا يريد أحد، لا نحن ولا هم، أن يعود للحياة بتلك الطريقة وأن يرى مشاهد كتلك. يتمتّع الفلسطينيون اليوم من شريان الحياة الذي يعزّزه الجيش الإسرائيلي، ومرة أخرى فهذه مصلحة مشتركة لكلا الطرفين. جميعنا يُفضّل أن يرى رام الله المدينة التي تستمرّ بالتطوّر".


نشاط الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية
حسب أقوال المصدر العسكري الإسرائيلي، يخشى الفلسطينيون جدًّا من نتائج "الربيع العربيّ" الذي يحيط بنا. إنّهم حقّا لا يريدون أن ينتهي بهم الأمر كما في سوريا أو مصر، ولذلك فإنّه لا يتوقّع مظاهرات ضخمة أو انقلابات كبيرة. وهو يعتقد أنّ معظم الاعتداءات الفلسطينية خرجت في فترة الانتفاضة الثانية، ولذلك يمكننا القول بأنّه "قد كان لهم الربيع العربي الخاصّ بهم". اليوم تحديدًا يهمّهم الحفاظ على الاستقرار.

ولذلك، فإنّ استقرار الاقتصاد الفلسطيني هو، وفقًا لتقدير المسؤولين في الجيش الإسرائيلي، أحد أفضل سلّم أولويّات المواطِن الفلسطيني. حاليًا، فإنّ حالة الاقتصاد الفلسطيني مستقرّة. ليست جيّدة بشكل خاصّ، لا يمكن القول بأنّ فلسطين دولة غنيّة، ولكن مع ذلك فالاقتصاد مستقرّ.

ومع ذلك لا يمكن أن نقدّر كم من الوقت سيبقى بحالة مستقرّة. نسبة كبيرة من الاقتصاد الفلسطيني مؤسّسة على المعونات، وحالة الفساد كذلك ليست مشجعة. أيضًا، يتمّ اليوم توجيه الشكاوى بخصوص الاقتصاد ضدّ السلطة، ولكن الجيش الإسرائيلي لا يستبعد توجيه إصبع الاتّهام مع مرور الأيام إلى إسرائيل، ولذلك فهو يخشى كثيرًا من التقلّبات الاقتصادية الفلسطينية، ويتابعها بدقة.


مماطلة في دفع الرواتب، وموجات إضرابات واحتجاجات في المدن الفلسطينية
وليس الاقتصاد الفلسطيني فحسب، بل هناك عوامل أخرى يمكنها زعزعة الاستقرار في غمضة عين. القدس على سبيل المثال، والأقصى على وجه الخُصوص، يشكلان نقطة حساسة بشكل خاصّ، وأقلّ انتهاك للوضع الراهن قد يؤدّي إلى عاصفة مرّة أخرى. لقد حدث ذلك في الماضي.

أيضًا قضية الأسرى الفلسطينيين تحظى، مثل القدس، بإجماع واسع بشكل خاصّ، وأصبحت روحًا وطنيّة. ولذلك إنْ حدث شيء لأسير فلسطيني، مثل الإضراب عن الطعام أو التورّط في أذى، فمن الممكن أن يؤدّي إلى "دومينو" من أعمال الشغب، ابتداءً من قرية نفس الأسير، القرى المجاورة، عشيرته في مدن أخرى، وصولا إلى اشتعال الضفّة بأكملها.

ولكن الجيش الإسرائيلي لا يخاف من الفلسطينيين فحسب. فإنّ الأعمال العدوانية للمتطرّفين اليهود، والتي تسمّى في الإعلام "تدفيع الثمن"، وفي الجيش الإسرائيلي "جريمة أيديولوجية قومية"، هي إحدى العوامل الأكثر شيوعًا في الضفة. "إضافة إلى ذلك، حين يكون الحديث عن ظاهرة حقيرة إلى هذه الدرجة، على المستوى الأخلاقي"، يقول المصدر العسكري، "فهذا يشكّل خطرًا على الأمن القومي".

يخشى الجيش الإسرائيلي من تورّط يتشكّل في أعقاب عملية تدفيع الثمن، ويؤدّي إلى تصعيد شامل في المنطقة بأسرها. لقد حدث ذلك تقريبًا قبل عدّة أسابيع، حين وصلت مجموعة من المستوطنين من مستوطنة "إيش كودش" إلى كسرى من أجل تنفيذ عملية تدفيع الثمن، تم القبض عليهم من قبل السكّان المحلّيّين، وبمعجزة فقط، أو بفضل عبقرية بعض السكان المحلّيّين، تم تجنّب الكارثة.


إيقاف لمنفذي عمليات "تدفيع الثمن
"تخيّلي لو تمّ قتل شخص ما في هذه المواجهة، أو تطوّر ذلك إلى جريمة قتل. خرج المستوطِنون لعملية انتقام، واضطر الجيش الإسرائيلي إلى التدخّل لمنع المزيد من القتلى، والمسافة بين ذلك وبين يوم غضب أو أعمال شغب ليست كبيرة".

حسب تقديرات مسؤولين في الجيش الإسرائيلي فمن غير المتوقّع حصول انتفاضة ثالثة قريبًا، ولكن لا يمكن التنبّؤ بالمستقبل. في واقع مثل الواقع الذي نعيشه، حيث يفقد الربيع العربيّ سيطرته في كل مكان حولنا، لا يمكن التأكد من شيء. "أستطيع أن أخبرك بأنّه حسب رأيي لن تكون هناك انتفاضة قريبًا. كما قلت، فهذا ضدّ المصالح الفلسطينية. ولكن هل يمكن أن يحدث بعد شهر شيء متطرّف وأكتشف أنّني أخطأت؟ بالتأكيد هذا ممكن".

وعلى السؤال إذا ما كان التقدّم في المفاوضات أو تفجيرها قد يؤثّر على الأوضاع في الواقع، يجيب المسؤول العسكري بشكل مماثل. يقول: "من الناحية التاريخية، في كلّ مرة كان يتم فيها فتح مفاوضات بين الطرفين، كانت هناك جهات لا ترغب في ذلك، وحاولت تخريب العملية بواسطة الإرهاب". "أؤمن الآن أنّ المحادثات ستستمرّ، ولكن الآن لا يوجد في الشارع الفلسطيني تفاؤل في الواقع إزاء التقدّم في المفاوضات التي ستؤدّي إلى إقامة دولة فلسطينية، ولذلك فحتى لو فشلت المحادثات، لا أعتقد أنّه ستكون هناك أيّة خيبة أمل مفاجئة تؤدّي إلى انتفاضة".