بوفيصيل
12-03-2014, 12:30 PM
كتب محرر الشؤون المحلية:الطليعة
بعد حلّ مجلس 38 – 39، وإنهاء كل نشاط شعبي، حتى النشاط الرياضي، سمح النظام للإخوان المسلمين بالعمل تحت مسمى جمعية الإرشاد الإسلامية، ولكن هذه الجمعية انتحرت عندما طالب أعضاؤها بنصرة زملائهم من عمال النفط الذين اعتقلوا وعذبوا عندما طالبوا شركة النفط مساواتهم بالأجانب.
في هذا الاجتماع الحاشد في مقرهم بمنطقة أم صدة، جاءتهم الرسالة من مرشدهم الأعلى بالكويت، بأن التعرض للحاكم والإنكليز خط أحمر، فانتهى عهدهم الذهبي بسرعة البرق، عندما استقالت معظم العناصر الفاعلة في الحزب، واحتلت الحركة الوطنية مكانتها اللائقة بها.
بعدها دخل حزب الإخوان المسلمين في سبات عميق، وفي السبعينات قررت أميركا تجنيد الأحزاب السياسية الدينية، وبالذات الإخوان المسلمين، في محاربة الدول الاشتراكية أثناء الحرب الباردة.
فصدرت الأوامر لبعض الحُكام العرب المرتبطين بأميركا، بأن يقيموا تحالفاً مع هذا الحزب، وسرعان ما برز هذا التحالف في بعض الدول، وأهمها تحالف السادات معهم في مصر.
وبدأت حملة الجهاد الإسلامي للحرب في أفغانستان ضد الانقلاب الشيوعي، ولعبت هذه الدول العربية دورها المؤثر بإعداد قوافل المجاهدين بعد تدريبهم ودعمهم مالياً، وتم تشكيل حزب الطالبان، المكون من تلاميذ المدارس الدينية التي أنشأتها ودعمتها السعودية، ودربتها الحكومة الباكستانية، واحتلت أفغانستان، وشاهدنا كيف استغل الإخوان المسلمون في الكويت هذه الفرصة، لبسط نفوذهم على الدولة التي فتحت لهم كل الأبواب، وذللت لهم كل الصعاب.
خاضوا انتخابات عام 1981 بتحالف من النظام وحرامية المال العام، بعد أن وفرت لهم السلطة كل سبل النجاح، فسلمتهم وزارات التربية والإعلام والأوقاف، والمساجد ومؤسسات مالية، كبيت التمويل والقصّر، وعدلت الدوائر الانتخابية، فصارت 25 دائرة، ليسهل التحكم بنتائجها.
إلا أنهم اختفوا تماما في مجلس 85، بعد أن اكتشف المواطنون ضحالة تفكيرهم، وعدم تبنيهم للمشاكل التي يعانيها الناس، وظهرت عليهم معالم البحبوحة المالية.
مرض الإخوان
المرض العضال الذي أصاب الإخوان، هو اعتمادهم على العنف، للقفز على السلطة، وهو ما أكده حسن البنا مؤسس حزب الإخوان المسلمين في إدخال العنف في برنامجه، للاستيلاء على السلطة، ومع أنه يقال بأن الهضيبي اعترض على ذلك، إلا أن سيد قطب كرّس ذلك، ووضع الجهاز العسكري بعهدته، بعيداً عن رقابة التنظيم.
مشكلتنا مع حزب الإخوان المسلمين، هو عدم إيمانهم بالديمقراطية التي ترفض استعمال العنف في تحقيق برامجها.
نهج تآمري
مقالة د.سعاد المعجل في «القبس» سردت أحداث العنف المعروفة من اغتيالات وغيرها، وهي في معظمها تؤكد هذا النهج التآمري، والوثيقة التي نشرتها «الطليعة» على عددين بتاريخ 1999/6/16
و1999/6/23، تؤكد أيضا استمرار هذا النهج، وفق ما شاهدناه من أحداث دموية في الكويت، وكذلك في البنود التي تضمنتها الوثيقة.
كيف تفسر الاهتمام الشديد والتخطيط الدقيق بتجنيد أفراد من الأسرة الحاكمة لصفوفهم؟
ويبدو أنهم نجحوا في ذلك، فأصبح هناك أفراد من العائلة لا يخفون تعاطفهم، إن لم يكن تجنيدهم في هذا المخطط.
وكيف نفسر أيضاً تركيز عملهم في المواقع التي جعلوها أولوية لهم، وهي الجيش والداخلية، وكذلك الهيئة التطبيقية، لسهولة الانتساب إليها، لخلق كوادر فنية تساعد على الالتحاق بالأجهزة العسكرية في الورش الضرورية لهذا القطاع؟
وكذلك تجنيد شخصيات كويتية دينية، لتفتح قنوات مع الحكومة، للتسويق لأنشطتهم الخيرية الدينية، لتخدم مخططاتهم الحقيقية التي تجهلها تلك الشخصيات التي تلعب دور الوسيط؟
صمتهم والعنف
يكرر الإخوان المسلمون في الكويت عدم ارتباطهم بتنظيم الإخوان المسلمين في العالم، بعد أن اتخذوا موقفاً محرجاً، بتأييدهم لصدام حسين، الذي أصبح بين ليلة وضحاها أميراً للمؤمنين، وكذلك بعد أن افتضح دورهم في العنف خلال مسيرتهم الحزبية الطويلة، وهذا ما فصّلته د.سعاد المعجل في مقالتها المطولة بجريدة «القبس». هذا العنف مارسته هذه الجماعة في الكويت أيضاً، ومن الملفت للنظر صمتهم المطبق على الأعمال الوحشية التي ترتكب في دول كثيرة، والتي أدَّت إلى سقوط ألوف الضحايا الأبرياء، من أطفال ونساء، في الأسواق والأماكن العامة.. لا، بل حتى في المناسبات الدينية أو أماكن العزاء في دور العبادة، ما أساء إلى ديننا المتسامح بين الأمم.
مفهومهم للشريعة الإسلامية وتطبيقها، هو تطبيق الحدود، حتى قبل قيام دولة الخلافة التي توفر للشعوب العيش بكرامة، متناسين أن الخليفة عمر بن الخطاب أوقف إقامة حد السرقة في فترة المجاعة التي عمَّت الدولة.
بعد حلّ مجلس 38 – 39، وإنهاء كل نشاط شعبي، حتى النشاط الرياضي، سمح النظام للإخوان المسلمين بالعمل تحت مسمى جمعية الإرشاد الإسلامية، ولكن هذه الجمعية انتحرت عندما طالب أعضاؤها بنصرة زملائهم من عمال النفط الذين اعتقلوا وعذبوا عندما طالبوا شركة النفط مساواتهم بالأجانب.
في هذا الاجتماع الحاشد في مقرهم بمنطقة أم صدة، جاءتهم الرسالة من مرشدهم الأعلى بالكويت، بأن التعرض للحاكم والإنكليز خط أحمر، فانتهى عهدهم الذهبي بسرعة البرق، عندما استقالت معظم العناصر الفاعلة في الحزب، واحتلت الحركة الوطنية مكانتها اللائقة بها.
بعدها دخل حزب الإخوان المسلمين في سبات عميق، وفي السبعينات قررت أميركا تجنيد الأحزاب السياسية الدينية، وبالذات الإخوان المسلمين، في محاربة الدول الاشتراكية أثناء الحرب الباردة.
فصدرت الأوامر لبعض الحُكام العرب المرتبطين بأميركا، بأن يقيموا تحالفاً مع هذا الحزب، وسرعان ما برز هذا التحالف في بعض الدول، وأهمها تحالف السادات معهم في مصر.
وبدأت حملة الجهاد الإسلامي للحرب في أفغانستان ضد الانقلاب الشيوعي، ولعبت هذه الدول العربية دورها المؤثر بإعداد قوافل المجاهدين بعد تدريبهم ودعمهم مالياً، وتم تشكيل حزب الطالبان، المكون من تلاميذ المدارس الدينية التي أنشأتها ودعمتها السعودية، ودربتها الحكومة الباكستانية، واحتلت أفغانستان، وشاهدنا كيف استغل الإخوان المسلمون في الكويت هذه الفرصة، لبسط نفوذهم على الدولة التي فتحت لهم كل الأبواب، وذللت لهم كل الصعاب.
خاضوا انتخابات عام 1981 بتحالف من النظام وحرامية المال العام، بعد أن وفرت لهم السلطة كل سبل النجاح، فسلمتهم وزارات التربية والإعلام والأوقاف، والمساجد ومؤسسات مالية، كبيت التمويل والقصّر، وعدلت الدوائر الانتخابية، فصارت 25 دائرة، ليسهل التحكم بنتائجها.
إلا أنهم اختفوا تماما في مجلس 85، بعد أن اكتشف المواطنون ضحالة تفكيرهم، وعدم تبنيهم للمشاكل التي يعانيها الناس، وظهرت عليهم معالم البحبوحة المالية.
مرض الإخوان
المرض العضال الذي أصاب الإخوان، هو اعتمادهم على العنف، للقفز على السلطة، وهو ما أكده حسن البنا مؤسس حزب الإخوان المسلمين في إدخال العنف في برنامجه، للاستيلاء على السلطة، ومع أنه يقال بأن الهضيبي اعترض على ذلك، إلا أن سيد قطب كرّس ذلك، ووضع الجهاز العسكري بعهدته، بعيداً عن رقابة التنظيم.
مشكلتنا مع حزب الإخوان المسلمين، هو عدم إيمانهم بالديمقراطية التي ترفض استعمال العنف في تحقيق برامجها.
نهج تآمري
مقالة د.سعاد المعجل في «القبس» سردت أحداث العنف المعروفة من اغتيالات وغيرها، وهي في معظمها تؤكد هذا النهج التآمري، والوثيقة التي نشرتها «الطليعة» على عددين بتاريخ 1999/6/16
و1999/6/23، تؤكد أيضا استمرار هذا النهج، وفق ما شاهدناه من أحداث دموية في الكويت، وكذلك في البنود التي تضمنتها الوثيقة.
كيف تفسر الاهتمام الشديد والتخطيط الدقيق بتجنيد أفراد من الأسرة الحاكمة لصفوفهم؟
ويبدو أنهم نجحوا في ذلك، فأصبح هناك أفراد من العائلة لا يخفون تعاطفهم، إن لم يكن تجنيدهم في هذا المخطط.
وكيف نفسر أيضاً تركيز عملهم في المواقع التي جعلوها أولوية لهم، وهي الجيش والداخلية، وكذلك الهيئة التطبيقية، لسهولة الانتساب إليها، لخلق كوادر فنية تساعد على الالتحاق بالأجهزة العسكرية في الورش الضرورية لهذا القطاع؟
وكذلك تجنيد شخصيات كويتية دينية، لتفتح قنوات مع الحكومة، للتسويق لأنشطتهم الخيرية الدينية، لتخدم مخططاتهم الحقيقية التي تجهلها تلك الشخصيات التي تلعب دور الوسيط؟
صمتهم والعنف
يكرر الإخوان المسلمون في الكويت عدم ارتباطهم بتنظيم الإخوان المسلمين في العالم، بعد أن اتخذوا موقفاً محرجاً، بتأييدهم لصدام حسين، الذي أصبح بين ليلة وضحاها أميراً للمؤمنين، وكذلك بعد أن افتضح دورهم في العنف خلال مسيرتهم الحزبية الطويلة، وهذا ما فصّلته د.سعاد المعجل في مقالتها المطولة بجريدة «القبس». هذا العنف مارسته هذه الجماعة في الكويت أيضاً، ومن الملفت للنظر صمتهم المطبق على الأعمال الوحشية التي ترتكب في دول كثيرة، والتي أدَّت إلى سقوط ألوف الضحايا الأبرياء، من أطفال ونساء، في الأسواق والأماكن العامة.. لا، بل حتى في المناسبات الدينية أو أماكن العزاء في دور العبادة، ما أساء إلى ديننا المتسامح بين الأمم.
مفهومهم للشريعة الإسلامية وتطبيقها، هو تطبيق الحدود، حتى قبل قيام دولة الخلافة التي توفر للشعوب العيش بكرامة، متناسين أن الخليفة عمر بن الخطاب أوقف إقامة حد السرقة في فترة المجاعة التي عمَّت الدولة.