المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نظرة سياسية في المسيرة الفلسطينية( الامريكية ) الإسرائيلية المستعصية!!!!!



بوفيصيل
03-02-2014, 12:00 AM
لندن – – نشرت صحيفة "ذي اوبزرفر" الاسبوعية التي تصدرها في نهاية الاسبوع صحيفة "ذي غارديان" البريطانية مقالا لاحد محرريرها هو بيتر بومونت تناول فيه الكلمة التي القاها وزير الخارجية الاميركي جون كيري في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، ودعا فيها الى ايجاد حل للمشكلة "المستعصية" في التوسط السلمي بين اسرائيل والفلسطينيين. وفيما يلي نص المقال:

تعبير مستعص يحمل في طياته معان كثيرة. فهو يوحي ان المشكلة لا يمكن ايجاد حل لها، فيما تفيد الوقائع بخلاف ذلك.

لا يعني تأييد حل الدولتين – دولة فلسطينية مستقلة الى جانب دولة اسرائيل – انه امر دائم. ذلك انه بعد اوسلو، بدأت تتهاوى امواج التفاؤل باستمرار، خلال الانتفاضة الثانية والنزاع في غزة. وحتى في الوقت الحالي، فلا تزال هناك توترات غريبة لدى الرأي العام على الجانبين، مع الرغبة في استمرار تفاوض زعماء الجانبين من اجل التوصل الى تسوية.

ولا شيء في هذا يبعث على الحيرة. فالسياسات، ولا تخرج سياسات التفاوض السلمي عن اطارها، تتراوح باستمرار بين تفاؤل وتشاؤم. وعلى احد الجانبين احتمالات التغيير تدفعها الطموحات، وعلى الجانب الاخر ما يوصف بتوقف سريان الدم المقلق.

والسؤال الذي طرج نفسه في الجولة الاخيرة من المفاوضات، باعتبار ان كيري سيعود الى المنطقة هذا الاسبوع لمواصلة المباحثات حول صياعة اطار عمل لتحريك مسيرة السلام، هو ما اذا كانت هناك ما يكفي ليدب الحماس مرة اخرى في احد الجانبين ليحقق تقدما.

وفي هذا الشأن فان رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، يعكس قطاعا كبيرا من السياسات الاسرائيلية اليوم. وفيما كانت العقبات التي يضعها نتنياهو طوال الوقت للتحرك الى الامام نحو حل الدولتين، فقد اضحت ضيقة ونظرية وبدأ يقبل بتفاؤل اوسع بشأن مسيرة السلام.

لو ان الامور كلها تعكس هذه الصورة فان الوضع سيكون سهلا. ولكنها ليست كذلك. لان اسرائيل المتفائلة تعيش جنبا الى جنب مع اسرائيل اخرى التي تريد ان تكون اعتيادية وترى الانهماك بالامن والمحافظة على احتلال الضفة الغربية امرا حيويا لحقوقها.

وكبار رجال الاعمال الاسرائيليين الـ100 تقريبا الذين دعوا نتنياهو في دافوس الى التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين او مواجهة تهديد متواصل من العقوبات، ليسوا من المتطرفين ولا من ممثلي الدوائر الانتخابية الهامشية. فهم يدركون، مثل نتنياهو الذي دعا الى اجتماع للوزراء لبحث تنامي التهديد، ان حركة عدم التعاون مع الشركات الاسرائيلية، وبشكل خاص تلك التي لها مصالح في الاحتلال، تسير على هدي خطوات حركة العقوبات في جنوب افريقيا.

وكانت الحركة في البداية تقتصر على الدوائر الاكاديمية والنشيطة، لكنها اكتسبت اهتمام الكنائس واليوم عالم الاعمال. ومهما كانت طريقة تعريف حرمان الفلسطينيين من حقوقهم المدنية في الاراضي المحتلة، حيث القوانين والحقوق تفرض او يستمتع بها من يحمل هوية مختلفة، فان الوضع اخذ في تآكل المزيد من سمعة اسرائيل في الخارج. وما قرار اكبر صندوق تقاعد في هولندا (الـ بي جي جي ام) هذا الشهر، بقطع علاقاته مع خمسة مصارف اسرائيلية الا مؤشر على مسيرة الحركة الى الامام.

وفي هذا المقال، فان انتقاد اسرائيل يماثل "نزع الشرعية"، والمطالبة بالامن تعادل عدم الثقة بدوافع الفلسطينيين التي يجب ان تظل تحت المراقبة باستمرار.

ولكن اذا لم تحقق هذه الصيغة اي شي خلال السنوات الست الاولى من ادارة اوباما، فان هناك بعض الادلة بان فاعليتها اخذة في الاضمحلال.

وييدو ان سياسة نتنياهو بابقاء باراك اوباما رهنا لاشارته عن طريق سياسة التعالي والتذمر والمناورة، استنفدت معظم ذخيرته . فالتهيد بالحرب ضد ايران تراجع سريعا بعد الصفقة النووية الاخيرة، وبيان اوباما الذي دفعه نتنياهو للتراجع عنه من قبل، حثه في خطاب حالة الدولة الاسبوع الماضي الى القول انه سيتخطى محاولات الكونغرس لتغيير مسار الصفقة، وهو اشارة بان قواعد اللعبة قد تغيرت. وتزامن هذا مع اهتمام متجدد وملتزم لجون كيري، الذي تولى منصب وزير الخارجية بقدرات افضل من سابقته سريعة التحرك هيلاري كلينتون.

ووجد نتنياهو نفسه مكشوفا في السياسات الاسرائيلية ايضا. فالتنديد الذي وجهه له شريكه في الائتلاف وزير الاقتصاد نفتالي بينت، لتلميحه في دافوس ان مستوطنات اسرائيلية في الضفة الغربية قد تبقى كأقلية تحت السيادة المستقبلية الفلسطينية، لم تهدد ائتلافه فحسب، بل كشفت تلك الفكرة بما تحتوي عليه، وكانت دعوة ساخرة للفلسطينيين لرفضها.

وعلى ضوء مقتضيات السياسات التي تحيط بمسيرة سلام الشرق الاوسط، فان العاقل لا يمكنه ان يتكهن بالنتائج، وان كان بعض الدبلوماسين في واشنطن يرون ان هناك فرصة للاتفاق بنسبة 10 في المائة فيما يتعلق باطار العمل في موعد قريب ممن الموعد المقرر وهو شهر نيسان(ابريل). على انه بعد السنوات الطوال من المفاوضات المتوقفة، هناك اشارة باحتمال تبدأ الحركة من جديد. اما اذا كان التغيير يصب في موقف رئيس وزراء اسرائيلي استقال من الحكومة بسبب الانسحاب من الاستيطان في غزة وتعهد في الماضي بالمحافظة ما امكن على معظم الضفة الغربية، فالمسألة أكثر صعوبة.

الا ان الدروس المستقاة من جنوب افريقيا والمشاكل في ايرلندا الشمالية حيث كانت المشاكل "مستعصية" هي انه امكن الوصول الى حل عادل. واذا كانت هناك عناية بهذه القضية المتنامية، فانه ذلك بسبب مصالح شخصية. فالاحتلال يرهق ليس من يقع تحت الاحتلال فحسب، ولكنه يلحق الضرر بالمستعمر ايضا.