عادل محمد عايش الأسطل
21-01-2014, 11:42 PM
لجنة القدس ولجنة التهويد !
د. عادل محمد عايش الأسطل
لجنة القدس هي لجنة انبثقت عن منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد بمدينة جدّة في العام 1975، أي قبل حوالي أربعة عقود من الأن، وتهدف إلى الوقوف على الأوضاع والمستجدات العامة للمدينة المقدسة، وإلى تقديم مقترحات وتوصيات للبلدان الأعضاء، ومتابعة تنفيذ القرارات التي ستقوم باتخاذها المؤتمرات الإسلامية فيما بعد. وهي تنعقد بدعوة من رئيسها أو من الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، تبعاً للمستجدات السياسية أو حسب ما تتطلبه الضرورة والتطورات المفاجئة.
خلال تلك المدة كانت انعقدت اللجنة 20 مرة كان آخرها الدورة التي دعت إليها الرئاسة الفلسطينية، وتم عقدها خلال اليومين الماضيين، في المملكة المغربية، برئاسة العاهل المغربي الملك محمد السادس، وبحضور الرئيس الفلسطيني "أبومازن" وبمشاركة وزراء الخارجية للدول الأعضاء في اللجنة، وممثلين آخرين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والفاتيكان.
كانت خرجت هذه اللجنة كما كل مرة تختتم فيها اللجان السابقة، بقرارات سياسية تعبّر للوهلة الأولى وبصورة واضحة، ليس عن آمال وطموحات السكان المقدسيين وحدهم، بل عن كل العرب والمسلمين في أنحاء المعمورة. لا سيما وأن انعقادها جاء والمدينة المقدسة تمر بظرف عصيبة والتي اعتبرت الأصعب منذ احتلالها في العام 1967، حيث تتعرض لهجمة استيطانية شرسة طالت الهويات والممتلكات والمقدسات الإسلامية والمسيحية، بهدف تغيير معالمها الدينية والديمغرافية والجغرافية، وعزلها عن محيطها العربي والإسلامي نحو التهويد.
وبغض النظر فيما إذا تم تنفيذ القرارات للدورات التسعة عشر السابقة، فإنه ربما لا يمكننا بسهولة التعويل كثيراً على القرارات الجديدة، على الرغم من أنها تجاوزت الثلاثين قراراً، تضمنها النص الختامي للجنة، وربما يتأكّد ذلك من خلال العلم، بأن الدورة التاسعة عشر كان تم عقدها قبل 12 عاماً بالضبط من الآن وبالتحديد في يناير/كانون الثاني العام 2002، ومع أني لا أعرف بالضبط فيما إذا كان تم تحقيق شيء من قراراتها أو أجزاء منها أو لا بالمطلق، ولكن الذي هو بادٍ وبوضوحً صارخٍ إلى حد الآن، هو النشاط الإسرائيلي فقط، إذ لم نشعر ولا المقدسيين بخاصة، بأي شيء يدعم صبرنا ويسند صمودهم في المكان. لا سيما وأن اللجنة فقط أنشئت للقدس وهي مسمّاة باسمها، وما يتم اتخاذه من قِبلها من قرارات، تكون خالصةً لها وللأهداف التي تؤدّي إلى تعزيز صمودها في البقاء من جهة، ومواجهة المخططات الإسرائيلية المتصدية لذلك الصمود من جهةٍ أخرى.
من المهم أن لا يُقدِم أحد على الفهم بأن هناك معنى لنسف قرارات اللجنة أو التقليل منها، بل يوجد تقدير وتثمين كاملين لكل ما يتنج عنها من قرارات، وحتى القرارات الأولى وإن باعتبارها معنوية على الأقل، بالرغم من ذهابها في التاريخ، لكن من غير العقل أن نداوم الاهتمام دائماً بها وخاصة بتلك التي لا نفيد منها إلاّ في شأن تجديد الدعوة في دعم الجوانب المعنوية، من قبيل: أن القدس عربية إسلامية، وبأنها قضية العرب والمسلمين ولا يمكن التفريط بها، وهي مفتاح السلام، وأن على إسرائيل الانسحاب منها، وعدم القيام بتهويدها، لأنها ستكون عاصمة للدولة الفلسطينية وأن أي مساس بالقدس يعني القضاء على فرص السلام، إلخ. بسبب أن هذه شعارات هي من المسلّمات لدينا، ولا تُريد ولا شك عنها حِولا، ولكنها بمفردها غير مشبعة وغير كافية، لا في شأن الصمود المقدسي ولا في التصدي للمخططات الإسرائيلية.
والأنكى أنه وبينما كانت اللجنة منعقدة ومسترسلة في تكرارها لتلك المسلّمات، كانت هناك عطاءات جديدة للاستيطان والآلات لم ينطفئ ضجيجها، حيث تعمل بكامل طاقتها في البناء والتهويد. وبينما أيضاً كانت اللجنة منعقدة، كانت هناك جموع المستوطنين المتشددين والدينيين اليهود يدنسون الأقصى، ويؤدون صلواتهم بكل راحة وطمأنينة. وبينما كانت اللجنة منعقدة أيضاً، كانت هناك شخصيات يهودية مسؤولة تجوب العواصم العربية، ويقول الإسرائيليون بملئ أفواههم، أن أكثر العرب يعتبرون إسرائيل صديقة.
ولاشك هناك كثرة يستوعبون خطورة الأمور، ولكن بالمقابل لا يمكنهم فعل الكثير، وخاصةً عندما اضطر العديد من أبناء القدس لتركها، وآخرين يُجبرون على هدم بيوتهم بأنفسهم بسبب الممارسات الإسرائيلية طوال المدة الفائتة، ولم يحصلوا على شيء مما كانوا في انتظاره أن يحصل ومن اللجنة ذاتها على وجه الخصوص.
الكل يعلم بأن نيّة التهويد قائمة وهي ليست عفوية أو فردية، بل هي حكومية صِرفة، ناهيكم عن أن المدينة أصبحت بؤرة حجيج من المتشددين وكأن صلواتهم امتدت على مدار الساعة، وبات دعاة بناء الهيكل يقررون وكأن يوم الحسم قد آن، ولا يقابل ذلك كلّه أيّة إقدامات عربيّة وإسلاميّة، إلاّ ما ندر وقل، أو ما تكون في ظلال الوصل والتطبيع، وهي في مجملها لم تجدِ نفعاً طوال المدّة الفائتة وإلى الآن.
وعلى أيّة حال، فإنه وكما يبدو لا توجد أقوال أكثر من التي قيلت، أيضاً وإلى هذه اللحظة لا توجد أفعال يمكن مشاهدتها على الواقع أكثر من التي بُذلت من قبل، وحتى نكون أقرب إلى الحقيقة فإن هذه الحالة، لا تتنج عن قوة في الموقف وصلابة في المواجهة، وإنما هي ناتجة عن ضعف لأكثر القيادات السياسية العربية والإسلامية، والذي سببه في المقام الأول عدم التوافق فيما بينها بشأن خلافاتها المتعددة والمتجذرة فيما بينها، وبسبب أن منها من تقف أمام التعليمات الغربية وأخرى باتت واهنة أمام قدرة الكيان الصهيوني على مداومته اختراق قرارها، وفوق هذا عمليات التطبيع العربية القائمة مع إسرائيل المعتدية، والتي تفوق في معدلاتها قيمة العلاقات الثنائية بين الدول العربية والإسلامية نفسها، والتي من شأنهما العمل على تقليص أيّة إمكانية لتحقيق القدرة اللازمة في فرض الإرادة لنزع العرب والمسلمين والفلسطينيين بخاصة لحقهم كاملاً في المدينة وغير منقوص.
ربما يمكن نسيان ما مضي، بسبب ظروف سياسية واقتصادية وأعذار أخرى، ولكن لا يمكن بأي حال التغاضي وفي ظل استمرار الادعاء بأن القدس هي قضية عربية وإسلامية، عمّا هو حاضر ومستقبل، لا سيما فيما إذا جدّت النوايا في تنفيذ القرارات المنتوجة عن اللجنة في مواجهة المخططات الإسرائيلية، وكيف يمكن ترجمتها إلى تحرك عربي - إسلامي جاد، يُسهم فعلاً في دعم صمود القدس وسكانها المقدسيين، من خلال إيجاد المتطلبات الضرورية اللازمة لتعزيز صمودهم في مواجهة ما يتعرضون له من تضييقات جامدة وحملات عنصرية أخرى، لدفعهم إلى ترك المدينة والتي تحتاج في سبيل الصمود والتصدّي إلى الدعم المالي، ليس بمفهوم سد الرمق كما هو المعتاد، بل الدعم (المُلزم) للدول الأعضاء الذي يتوجّب بالضرورة أن يفوق الدعم اليهودي المخصص للأنشطة التهويديّة للمدينة أكثر من الكلام المرسل، أو باقتصار الأمر غلى الدعوة للتبرعات الشعبية فقط.
وللتذكير فقط، فإن لجنة التهويد الإسرائيلية كانت ولا تزال ماضية في تنفيذ مخططاتها الرامية إلى تهويد المدينة المقدسة، وماضية أيضاً في ممارساتها التهجيريّة ضد سكانها المقدسيين، وحتى في ضوء متابعتها لمداولات اللجنة ومشاهدتها لقراراتها أيضاً.
خانيونس/فلسطين
20/1/2014
د. عادل محمد عايش الأسطل
لجنة القدس هي لجنة انبثقت عن منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد بمدينة جدّة في العام 1975، أي قبل حوالي أربعة عقود من الأن، وتهدف إلى الوقوف على الأوضاع والمستجدات العامة للمدينة المقدسة، وإلى تقديم مقترحات وتوصيات للبلدان الأعضاء، ومتابعة تنفيذ القرارات التي ستقوم باتخاذها المؤتمرات الإسلامية فيما بعد. وهي تنعقد بدعوة من رئيسها أو من الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، تبعاً للمستجدات السياسية أو حسب ما تتطلبه الضرورة والتطورات المفاجئة.
خلال تلك المدة كانت انعقدت اللجنة 20 مرة كان آخرها الدورة التي دعت إليها الرئاسة الفلسطينية، وتم عقدها خلال اليومين الماضيين، في المملكة المغربية، برئاسة العاهل المغربي الملك محمد السادس، وبحضور الرئيس الفلسطيني "أبومازن" وبمشاركة وزراء الخارجية للدول الأعضاء في اللجنة، وممثلين آخرين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والفاتيكان.
كانت خرجت هذه اللجنة كما كل مرة تختتم فيها اللجان السابقة، بقرارات سياسية تعبّر للوهلة الأولى وبصورة واضحة، ليس عن آمال وطموحات السكان المقدسيين وحدهم، بل عن كل العرب والمسلمين في أنحاء المعمورة. لا سيما وأن انعقادها جاء والمدينة المقدسة تمر بظرف عصيبة والتي اعتبرت الأصعب منذ احتلالها في العام 1967، حيث تتعرض لهجمة استيطانية شرسة طالت الهويات والممتلكات والمقدسات الإسلامية والمسيحية، بهدف تغيير معالمها الدينية والديمغرافية والجغرافية، وعزلها عن محيطها العربي والإسلامي نحو التهويد.
وبغض النظر فيما إذا تم تنفيذ القرارات للدورات التسعة عشر السابقة، فإنه ربما لا يمكننا بسهولة التعويل كثيراً على القرارات الجديدة، على الرغم من أنها تجاوزت الثلاثين قراراً، تضمنها النص الختامي للجنة، وربما يتأكّد ذلك من خلال العلم، بأن الدورة التاسعة عشر كان تم عقدها قبل 12 عاماً بالضبط من الآن وبالتحديد في يناير/كانون الثاني العام 2002، ومع أني لا أعرف بالضبط فيما إذا كان تم تحقيق شيء من قراراتها أو أجزاء منها أو لا بالمطلق، ولكن الذي هو بادٍ وبوضوحً صارخٍ إلى حد الآن، هو النشاط الإسرائيلي فقط، إذ لم نشعر ولا المقدسيين بخاصة، بأي شيء يدعم صبرنا ويسند صمودهم في المكان. لا سيما وأن اللجنة فقط أنشئت للقدس وهي مسمّاة باسمها، وما يتم اتخاذه من قِبلها من قرارات، تكون خالصةً لها وللأهداف التي تؤدّي إلى تعزيز صمودها في البقاء من جهة، ومواجهة المخططات الإسرائيلية المتصدية لذلك الصمود من جهةٍ أخرى.
من المهم أن لا يُقدِم أحد على الفهم بأن هناك معنى لنسف قرارات اللجنة أو التقليل منها، بل يوجد تقدير وتثمين كاملين لكل ما يتنج عنها من قرارات، وحتى القرارات الأولى وإن باعتبارها معنوية على الأقل، بالرغم من ذهابها في التاريخ، لكن من غير العقل أن نداوم الاهتمام دائماً بها وخاصة بتلك التي لا نفيد منها إلاّ في شأن تجديد الدعوة في دعم الجوانب المعنوية، من قبيل: أن القدس عربية إسلامية، وبأنها قضية العرب والمسلمين ولا يمكن التفريط بها، وهي مفتاح السلام، وأن على إسرائيل الانسحاب منها، وعدم القيام بتهويدها، لأنها ستكون عاصمة للدولة الفلسطينية وأن أي مساس بالقدس يعني القضاء على فرص السلام، إلخ. بسبب أن هذه شعارات هي من المسلّمات لدينا، ولا تُريد ولا شك عنها حِولا، ولكنها بمفردها غير مشبعة وغير كافية، لا في شأن الصمود المقدسي ولا في التصدي للمخططات الإسرائيلية.
والأنكى أنه وبينما كانت اللجنة منعقدة ومسترسلة في تكرارها لتلك المسلّمات، كانت هناك عطاءات جديدة للاستيطان والآلات لم ينطفئ ضجيجها، حيث تعمل بكامل طاقتها في البناء والتهويد. وبينما أيضاً كانت اللجنة منعقدة، كانت هناك جموع المستوطنين المتشددين والدينيين اليهود يدنسون الأقصى، ويؤدون صلواتهم بكل راحة وطمأنينة. وبينما كانت اللجنة منعقدة أيضاً، كانت هناك شخصيات يهودية مسؤولة تجوب العواصم العربية، ويقول الإسرائيليون بملئ أفواههم، أن أكثر العرب يعتبرون إسرائيل صديقة.
ولاشك هناك كثرة يستوعبون خطورة الأمور، ولكن بالمقابل لا يمكنهم فعل الكثير، وخاصةً عندما اضطر العديد من أبناء القدس لتركها، وآخرين يُجبرون على هدم بيوتهم بأنفسهم بسبب الممارسات الإسرائيلية طوال المدة الفائتة، ولم يحصلوا على شيء مما كانوا في انتظاره أن يحصل ومن اللجنة ذاتها على وجه الخصوص.
الكل يعلم بأن نيّة التهويد قائمة وهي ليست عفوية أو فردية، بل هي حكومية صِرفة، ناهيكم عن أن المدينة أصبحت بؤرة حجيج من المتشددين وكأن صلواتهم امتدت على مدار الساعة، وبات دعاة بناء الهيكل يقررون وكأن يوم الحسم قد آن، ولا يقابل ذلك كلّه أيّة إقدامات عربيّة وإسلاميّة، إلاّ ما ندر وقل، أو ما تكون في ظلال الوصل والتطبيع، وهي في مجملها لم تجدِ نفعاً طوال المدّة الفائتة وإلى الآن.
وعلى أيّة حال، فإنه وكما يبدو لا توجد أقوال أكثر من التي قيلت، أيضاً وإلى هذه اللحظة لا توجد أفعال يمكن مشاهدتها على الواقع أكثر من التي بُذلت من قبل، وحتى نكون أقرب إلى الحقيقة فإن هذه الحالة، لا تتنج عن قوة في الموقف وصلابة في المواجهة، وإنما هي ناتجة عن ضعف لأكثر القيادات السياسية العربية والإسلامية، والذي سببه في المقام الأول عدم التوافق فيما بينها بشأن خلافاتها المتعددة والمتجذرة فيما بينها، وبسبب أن منها من تقف أمام التعليمات الغربية وأخرى باتت واهنة أمام قدرة الكيان الصهيوني على مداومته اختراق قرارها، وفوق هذا عمليات التطبيع العربية القائمة مع إسرائيل المعتدية، والتي تفوق في معدلاتها قيمة العلاقات الثنائية بين الدول العربية والإسلامية نفسها، والتي من شأنهما العمل على تقليص أيّة إمكانية لتحقيق القدرة اللازمة في فرض الإرادة لنزع العرب والمسلمين والفلسطينيين بخاصة لحقهم كاملاً في المدينة وغير منقوص.
ربما يمكن نسيان ما مضي، بسبب ظروف سياسية واقتصادية وأعذار أخرى، ولكن لا يمكن بأي حال التغاضي وفي ظل استمرار الادعاء بأن القدس هي قضية عربية وإسلامية، عمّا هو حاضر ومستقبل، لا سيما فيما إذا جدّت النوايا في تنفيذ القرارات المنتوجة عن اللجنة في مواجهة المخططات الإسرائيلية، وكيف يمكن ترجمتها إلى تحرك عربي - إسلامي جاد، يُسهم فعلاً في دعم صمود القدس وسكانها المقدسيين، من خلال إيجاد المتطلبات الضرورية اللازمة لتعزيز صمودهم في مواجهة ما يتعرضون له من تضييقات جامدة وحملات عنصرية أخرى، لدفعهم إلى ترك المدينة والتي تحتاج في سبيل الصمود والتصدّي إلى الدعم المالي، ليس بمفهوم سد الرمق كما هو المعتاد، بل الدعم (المُلزم) للدول الأعضاء الذي يتوجّب بالضرورة أن يفوق الدعم اليهودي المخصص للأنشطة التهويديّة للمدينة أكثر من الكلام المرسل، أو باقتصار الأمر غلى الدعوة للتبرعات الشعبية فقط.
وللتذكير فقط، فإن لجنة التهويد الإسرائيلية كانت ولا تزال ماضية في تنفيذ مخططاتها الرامية إلى تهويد المدينة المقدسة، وماضية أيضاً في ممارساتها التهجيريّة ضد سكانها المقدسيين، وحتى في ضوء متابعتها لمداولات اللجنة ومشاهدتها لقراراتها أيضاً.
خانيونس/فلسطين
20/1/2014