المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفكيك لغز "داعش"



ابو العبد
15-01-2014, 01:51 PM
تفكيك لغز "داعش"

سقط المقر الرئيسي لما يُسمى "الدولة الاسلامية في العراق والشام" في مدينة حلب شمال سوريا في أيدي مقاتلي المعارضة الذين يخوضون معارك مع هذا التنظيم منذ ستة أيام حسبما أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان يوم الاربعاء 8 يناير 2014. وقال المرصد: "سيطر مقاتلون من عدة كتائب إسلامية مقاتلة على مشفى الأطفال بحي قاضي عسكر وهو المقر الرئيسي للدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) ولا يُعلم حتى اللحظة مصير المئات من مقاتلي الدولة الاسلامية الذين كانوا يتحصّنون فيه".

هذا التطور الملفت بل الدراماتيكي على الساحة السورية سبقته حادثتان ملفتتان وقعتا مؤخرا تستوجبان شيئا من التدقيق.. فقد أمر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الجيش العراقي بالإنسحاب من الفلوجة، الأمر الذي سهّل على تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام" (داعش) اجتياح المدينة التي اشتهرت بمقاومتها العنيفة للإحتلال الأمريكي، ثم لا يلبث أن يرسل الجيش مرة أخرى لاستعادة المدينة. لماذا؟

أما الواقعة الثانية فتمثلت في قيام الطيران الحربي السوري بقصف كل مواقع الثوار ماعدا مواقع (داعش)، في الوقت نفسه الذي يصوّر نفسه للعالم على أنه يخوض مع هذا التنظيم الإسلامي المغالي في تطرفه "المعركة الكبرى" ضد الإرهاب الإسلامي.

والسؤال: ما هذا الذي يجري هنا؟ كيف يمكن أن يكون المالكي والرئيس السوري الأسد في حالة حرب ووئام في آن واحد مع بعض جماعات " التطرف الأصولي" الأكثر تشددا ودموية؟

تفكيك اللغز
شخصية ماجد الماجد، أمير "كتائب عبد الله عزام" الذي اعتُقل ثم توفي قبل أيام في بيروت في ظروف غامضة، قد توفّر لنا بعض الإجابات التي تصب كلها في كيفية استخدام مختلف أجهزة الإستخبارات الإقليمية والدولية للإسلام المتطرف كسلاح سياسي وتكتيكي.

فهذا المواطن السعودي المولود في الرياض العام 1973، مطلوب من السلطات السعودية بتهمة الإرهاب منذ سنوات. ومع ذلك تتهم طهران المخابرات السعودية بأنها جنّدته منذ أن "اخترعت" تنظيم "فتح الإسلام" الذي خاض معركة مخيم نهر البارد في شمال لبنان.

في المقابل، ترد السعودية على إيران بتذكيرها بأن السيد حسن نصر الله، زعيم حزب الله اللبناني، حذّر العام 2007، حين كان الماجد يقود المعارك ضد الجيش اللبناني، من أن اقتحام مخيم نهر البارد هو "خط أحمر". وهذا دليل برأي الرياض على أن الماجد تابع للمخابرات الإيرانية والسورية.

الولايات المتحدة، من جهتها، وضعت "كتائب عبد الله عزام" على لائحة الإرهاب، واعتبرته من أخطر الفصائل التابعة لتنظيم القاعدة. ومع ذلك، لم تضع زعيمها الماجد على لائحة الإرهاب. لماذا؟

وحين اندلعت الإنتفاضة الشعبية في سوريا، عمد النظام إلى إطلاق سراح مئات الإسلاميين من السجون وسهّل أمر إعادة تنظيمهم وتسليحهم، بعد أن كان قد استخدمهم في وقت سابق ضد الإحتلال الأمريكي للعراق. ومن أبرز من حظي بحرية الحركة بين سوريا ولبنان بمعرفة وإشراف المخابرات السورية كان ماجد الماجد. فكيف يمكن لهذا الرجل أن يكون في كل مكان؟ وهل يُعقل أن ينتمي، أو أن يكون على علاقة، مع كل أجهزة الإستخبارات هذه في نفس الوقت؟

تأريخ الإرهاب
في خضم الإجابة على هذا السؤال، يُمكن أن تتفكك أمامنا بعض خلفيات لعبة الشطرنج الكبرى التي تُمارس في العالم الإسلامي منذ نيف و35 عاماً، والتي يبدو - برأي مراقبين ومحللين - أن الأصوليون الإسلاميون المتطرفون يُستخدمون فيها تارة كبيادق وتارة أخرى كسلاح سياسي.

صحيح أن الولايات المتحدة أبرمت منذ عام 1945 حين التقى الرئيس روزفلت والملك عبد العزيز على متن البارجة الأمريكية كوينسي، حلفاً مع السعودية ضد الشيوعية (ثم مع الإخوان المسلمين ضد الحركة الناصرية حسب بعض الروايات)، إلا أن الأمر كان يجب أن ينتظر حتى 25 ديسمبر 1979 حين غزا الجيش السوفياتي بلاد الأفغان، كي تبدأ واشنطن ألعابها الدموية مع التطرف الإسلامي الذي أُطلق عليه في الغرب (قبل الشرق) اسم "الإسلام الجهادي".

آنذاك، وُلد في الثمانينات تنظيم القاعدة بإشراف وكالة الإستخبارات الأمريكية "سي. أي. آي" (بل يتردد أن تسمية "القاعدة" ولدت في واشنطن باسم ترميزي هو Base)، واستمر هذا الإشراف حتى هزيمة القوات السوفياتية بعد عشر سنوات، كما يكشف عن ذلك بجلاء كتاب جون كولي الشهير "الحرب غير المقدسة" (Unholy war).

هذا التطور أثبت أنه حدث جلل بالفعل. فمنذ ذلك الحين، دأبت إيران والسعودية ومصر (أيام الرئيس السادات) والعراق (في عهد صدام حسين) وسوريا على استخدام التنظيمات المتطرفة الموجودة أو تلك التي تخترعها أجهزة المخابرات المختلفة لتنفيذ أهداف خاصة ومحددة. لم يكن هذا في يوم ما تحالفاً استراتيجياً أو أيديولوجياً بين هذه الدول وبين التنظيمات المتطرفة، بل كان مجرد لعبة استخبارية أمنية جهنمية يعتبر فيها كل طرف أنه يستخدم الآخر.

الآن، إذا ما كان من "حـق" القوى الغربية والأجنبية أن تلعب ورقة الأصولية المتطرفة على هذا النحو، طالما أن النظام العالمي ليس بأي حال منظومة أخلاقية أو جمعية خيرية، فهل ينطبق الأمر نفسه أيضاً على القوى الإقليمية الإسلامية؟ (هنا لا بد من توضيح المقصود بهذا السؤال بشكل محدد عبر الإشارة إلى حقيقة لا يُمكن لأحد أن يُجادل في صحتها مفادها أن المنظمات الإسلامية المتطرفة، بشتى أشكالها، لا تمت بأيّ صلة إلى التيار الإسلامي العام الذي يشكّل الأغلبية الكاسحة من الأمتين العربية والإسلامية، كما أنها قليلة التعداد ولا يُمكن في يوم من الأيام أن تتحوّل إلى حركة جماهيرية واسعة). إضافة إلى ذلك، يجب الإعتراف هنا أنه ليس ثمة في الواقع دولة إقليمية واحدة بريئة من الصفقات الفاوستية (أي الجهنمية) مع تيارات التطرف هذه. تماماً كما أن الولايات المتحدة لم تكن، ولم تزل، غير بريئة حسب مراقبين من جعل المتطرفين يعتقدون أنهم قادرون على السيطرة على العالم، من خلال تسهيل نصرهم في أفغانستان على الإتحاد السوفياتي، أساساً عبر تزويدهم بالصواريخ المضادة للطائرات والدبابات.

سعد محيو
8/1/2014

بوفيصيل
16-01-2014, 12:21 AM
السلام عليكم اخي ابوالعبد
لا ارى في هذه الحركات المسماه بالجهادية الا عملاء وادوات تستخدمها امريكا وعملائها لترسيخ اجندتها في المنطقة سواء استخدمت مباشرة من قبل امريكا او من قبل عملائها الحكام واجهزت المخابرات العربية
لكن السوال الذي يطرح نفسه هو الهذا الحد وصل هولاء المقاتلين من الغباء السياسي الذي وصولوا اليه اصبحوا لا يميزون ولا يدركون من ان مصيرهم هو القتل على ايدي الجهات التي يعملون تحتها سواء في باكستان او افغانستان او سوريا وليبيا واليمن وغيرهم ؟

ابو العبد
16-01-2014, 10:26 AM
السلام عليكم اخي ابوالعبد
لا ارى في هذه الحركات المسماه بالجهادية الا عملاء وادوات تستخدمها امريكا وعملائها لترسيخ اجندتها في المنطقة سواء استخدمت مباشرة من قبل امريكا او من قبل عملائها الحكام واجهزت المخابرات العربية
لكن السوال الذي يطرح نفسه هو الهذا الحد وصل هولاء المقاتلين من الغباء السياسي الذي وصولوا اليه اصبحوا لا يميزون ولا يدركون من ان مصيرهم هو القتل على ايدي الجهات التي يعملون تحتها سواء في باكستان او افغانستان او سوريا وليبيا واليمن وغيرهم ؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه اخي ابو فيصل

نعم صدقت اخي الكريم ما يسمى تنظيم القاعدة واخواتها مجرد ادوات للغرب الكافر وعملائه من الحكام واجهزة مخابراتهم ، وللاسف هؤلاء المقاتلين كالفراش الذي يحوم فوق النار فيحرق فيها ، ويعود هذا لسوء التفكير السياسي عند الامة وبخاصة هؤلاء المقاتلين حتى صاروا فريسة سهلة الوقوع في فخاخ ومصائد الغرب الكافر وادواته من الحكام وقيادات مايسمى بالجماعات الجهادية وبخاصة تنظيم القاعدة واخواتها ، ومما لا شك فيه عند كل ذي بصر وبصيرة سياسية انه لن تقوم قائمة للمسلمين الا بنضوج ثقافة الوعى السياسي والفكري في اوساط الامة ..

بوفيصيل
16-01-2014, 07:37 PM
جزاك الله خير اخي ابوالعبد

بوفيصيل
26-06-2014, 05:30 AM
بون ـ دوتشية فيللة:
تعتبر داعش أغنى التنظيمات الإرهابية في العالم خاصة بعد سيطرتها على مدينة الموصل. رغم عدم وجود بيانات محددة إلا أن التكهنات تتشابك للكشف عن مصادر تمويل داعش وأيضا أوجه الإنفاق المتعددة لها.
استولى مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) على 500 مليار دينار عراقي (ما يعادل أكثر من 420 مليون دولار أمريكي) من البنك المركزي في مدينة الموصل بشمال العراق. صارت داعش تمتلك الآن نحو ملياري دولار يمكنها استخدامها فيما تسميه “الجهاد”. مصدر أموال داعش مسألة تثير الكثير من الجدل.
توجه الحكومة العراقية أصابع الاتهام بشأن تمويل داعش، للسعودية إذ قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بشكل مباشر(يوم الثلاثاء 17 حزيران/يونيو 2014) إنه يحمل السعودية مسؤولية الدعم المالي لداعش.
قوبلت هذه التصريحات برفض الولايات المتحدة، حليف السعودية إذ وصفت جين بساكي، المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، تصريحات المالكي بـ”العدائية وغير الدقيقة”.
دعم من دول الخليج؟
“لا يوجد سجل حسابي متاح يكشف عن مشاركة حكومة إحدى الدول في نشأة وتمويل داعش كمنظمة” كما يقول تشارلز ليستر الباحث الزائر بمركز بروكينجز الدوحة. لكن غونتر ماير مدير مركز أبحاث العالم العربي في جامعة ماينز الألمانية لا يتشكك مطلقا في مصدر أموال داعش ويقول في تصريحات لـ dw:”الدعم القادم من دول خليجية وفي مقدمتهم السعودية وأيضا قطر والكويت والإمارات”.
ويوضح ماير أن سبب تمويل دول خليجية سنية لداعش هو دعم مقاتلي الحركة ضد نظام بشار الأسد في سوريا. من ناحية أخرى يشير ماير إلى وعي السعودية بالمخاطر التي قد تنتج عن عودة مقاتلي داعش السعوديين وإمكانية انقلابهم على النظام السعودي نفسه. يرى ماير أن مصدر التمويل الأكبر ليس الحكومة نفسها وإنما “شخصيات سعودية ثرية”.
النفط والابتزاز كمصدر للمال
النفط هو ثاني أهم مصدر تمويل لداعش التي استولت على حقول النفط في شمال سوريا وتقوم بنقل النفط عبر الحدود إلى تركيا. في الوقت نفسه صارت داعش في وضع يمكنها من تمويل نفسها بشكل مستقل كما يقول تشارلز ليستر:”سعت داعش لتأسيس شبكات في المجتمع لضمان مصدر تمويل دائم”. يظهر هذا من خلال عدة أمثلة من بينها عمليات الابتزاز الممنهجة التي تقوم بها عناصر داعش في مدينة الموصل.
وعن ضحايا عمليات الابتزاز يقول ليستر لـ dw:” صغار رجال الأعمال والشركات الكبرى وشركات البناء وبعض رجال الحكومة المحليين، إن صحت الشائعات” ويضيف:”ثمة تخمينات حول قيام داعش بفرض ضرائب في المناطق الخاضعة لسيطرتها بالكامل مثل محافظة الرقة في شمال شرق سوريا”.
أما فكرة إمداد بعض الدوائر ذات الصلة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين، لداعش بالمال فهي مستبعدة من وجهة نظر الخبير ماير الذي يرى أن أهداف الطرفين متعارضة ولا يمكن أن تلتقي فبالرغم من أن كليهما يرغب في إسقاط الحكومة الشيعية في العراق إلا أن داعش ترغب بعد ذلك في تأسيس دولة إسلامية في حين أن عناصر حزب البعث يرغبون في ديمقراطية علمانية.
شراء السلاح
استيلاء داعش على أكثر من 420 مليون دولار من البنك المركزي في الموصل والحصول على أموال من بنوك أخرى في المدينة والمناطق الأخرى التي تسيطر عليها، يمكنها من تجنيد المزيد من “الجهاديين”. ووفقا للمدون البريطاني إليوت هيغينز فإن الأموال التي صارت الآن تحت تصرف داعش تمكنها من “دفع 600 دولار شهريا لـ 60 ألف مقاتل لمدة عام واحد”. وتشير التقديرات إلى أن عدد المقاتلين في صفوف داعش يبلغ حاليا نحو عشرة آلاف شخص.
يعتقد تشارلز ليستر أن داعش تدفع أموالا على الأقل للمقاتلين الأجانب في صفوفها وربما للقوات كلها أيضا. من ناحية أخرى تتولى داعش كما يقول ليستر، دعم الخبز والماء والوقود في المناطق التي تسيطر عليها علاوة على إصلاح وتشغيل الخدمات الأساسية ولكنها أمور تتكلف المال. من غير المستبعد أن تنفق داعش المال أيضا على التسليح كما يشير الخبير ماير، فبعد أن استولت داعش على الكثير من الأسلحة الأمريكية لدى دخولها الموصل ، يمكن أن تنفق داعش الآن المال في السوق العالمية للحصول على المزيد من الأسلحة الحديثة.

وليد فهد
26-06-2014, 06:55 AM
اخي الكريم
منظمة داعش هي منظمة تابعة للقاعدة وما ادراك ما القاعدة وهذه المنظمة الذي تمولها المخابرات السعودية ورئسيها الفعلي هو عبد الرحمن ابن الملك فيصل واحيانا يحركها حلف الاطلسي من خلال تركيا حتى ان امريكا سمحت لها بتصدير النفط من خلال شركة ارامكو السعودية الامريكية تماما مثل جبهة النصرة التي تحركها حكومة قطر ولا ننسى ان قطر كلها مملوكة لاحدى العائلات اليهودية (عائلة روكفلر)
بغض الامر عن صحة هذه المعلومات لمنظمة داعش اهداف عدة منها تاجييح الصراع ما بين السنة والشيعة واعطاء المبرر لامريكا للتمركز في شمال العراق من جديد بحجة مخاربة الارهاب تمهيدا لغزو سوريا
ان الهدف النهائي لمثل هذه الحركات يتمثل في ابادة المسلمين فامريكا ومن ورائها لن يهدا لهم بال الا بابدة جماعية
للمسلمين والمخطط مستمر
الله يفرجها

بوفيصيل
29-06-2014, 03:29 AM
منذ علم بسقوط الموصل في أيدي تنظيم داعش، تنشر في الاعلام في الايام الاخيرة صورة متشائمة لسقوط العراق في ايدي هذا التنظيم. وحسب التقارير في وسائل الاعلام سيحتل التنظيم بغداد فيكمل بذلك سيطرته على العراق بأسره. كما قيل ان الاردن، الكويت ودول خليجية اخرى قلقة من مصير مشابه للسقوط في ايدي التنظيم شديد القوة وكأن الحديث يدور عن قوة عظمى تتشكل. ودون الاستخفاف بامكانيات التهديد الكامنة في المنظمة – في ضوء انجازاته المحلية واعماله الاجرامية – يجدر بنا أن نفهم السياق الواسع الذي يحظى فيه بانجازاته وبقوته.
بداية ينبغي ايضاح مسألة انتماء التنظيم للقاعدة على خلفية التقارير الرائجة في وسائل الاعلام. ومع أن الامر صحيح إذ أن داعش يشكل جزءاً من معسكر الجهاد العالمي، الذي يسعى الى أن يقيم في منطقة الهلال الخصيب خلافة اسلامية شرعية على نمط طالبان، الا ان النزاع الشديد الذي نشب بين زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي وبين زعيم القاعدة ايمن الظواهري أدى الى طرد داعش من الحلف الذي اقامته القاعدة مع عدة شركاء أساسيين. وبالتالي، فان الاستخدام السائد لتعبير «قوات القاعدة في العراق» لا يتناسب مع الواقع وبالتأكيد يعظم عبثا اسم القاعدة التي من جانبها تتمتع بتعظيم قوتها في مكان ليست جديرة به. فضلا عن ذلك، فانه أكثر من ان يكون كنتيجة للقوة والكفاءة العسكرية غير المسبوقة، فان انتصار داعش في العراق ينبع قبل كل شيء من انعدام الشرعية العامة لرئيس الوزراء الشيعي، المالكي، من الضعف الشديد للجيش العراقي ومن الزعامة الفاشلة لقادته. قسم كبير من نشاط التنظيم في غربي العراق تميز حتى وقت اخير مضى بهجمات اضرب واهرب وباستعراض التواجد العسكري الرمزي في الاماكن التي احتلها وفي اجراء مسيرات عسكرية تظاهرية. في المناطق التي نجح فيها التنظيم في رفع علمه، كان هذا اساسا عقب عدم الاهتمام والمقاومة من جانب السكان المحليين، بل ان هؤلاء ساعدوه احيانا بسبب الضغينة العميقة التي يكنونها لنظام المالكي، الذي يعتبر طاغية فاسدا يميز ضد المواطنين السنة بشكل فظ. هذه المشاعر تجاه النظام العراقي الشيعي دفعت سكان المناطق التي احتلت في غربي العراق، في المرحلة الحالية على الاقل، لان يروا في داعش اهون الشرور. واضح أن المواجهة مع التنظيم تأجلت للمستقبل في حالة محاولته فرض نمط الحياة الاسلامي المتطرف والمتصلب عليهم، مثلما فعل في الماضي في العراق وفي السنة الاخيرة في سوريا.
إن ادعاء داعش والجلبة الاعلامية حوله أكبر بكثير من حجومه. أولا، طبيعة الارقام التي تنشر في وسائل الاعلام عن الحجم الحقيقي للقوات التي تحت تصرف التنظيم في العراق ليست بالضرورة ذات مصداقية. ولكن حتى لو اعتبرناها كذلك فان التقدير يزيد عن نحو 10 الاف رجل هم في بعضهم متطوعون اجانب. واضح أن هذه ليست قوة كافية لاحتلال وادارة العاصمة بغداد حيث لنظام المالكي وسكان بغداد مصلحة جوهرية في الدفاع عنها كجزء من الدفاع عن وحدة الدولة. فضلا عن ذلك، ليس لداعش عمليا القدرة على السيطرة بشكل كامل في مناطق اخرى ايضا احتلها في العراق. فما بالك فرض النظام الاسلامي الشرعي الذي يطمح اليه على السكان الذين يسكنون في هذه المناطق. في سوريا ايضا نجد أن التنظيم بعيد عن أن يسيطر على اجزاء واسعة وهو يكتفي بالسيطرة اساسا على منطقة الرقة وفي أجزاء من دير الزور.
التخوف والقلق الذي يثيره نجاح التنظيم بين الدول المحاذية للعراق، وعلى رأسها ايران، تركيا والاردن من المتوقع أن يكون عائقا له. في حالة فاجأ داعش مع ذلك وحقق انجازات اقليمية هامة في بغداد وهدد بشكل مباشر الامن القومي لجيران العراق، فانه سيصطدم بمقاومة جوية ومن شبه المؤكد ايضا بتدخل امريكي، حتى لو كان هذا محدودا، بسبب التخوف الامريكي من العودة الى التورط في الاستثمار الذي ينطوي عليه التواجد العسكري المكثف في العراق.
هكذا مثلا، لا بد أن ايران ستتجند لمساعدة نظام المالكي الشيعي، الذي يعتبر حليفها لحماية مجال نفوذها على نظامه فتمنع بالقوة الخطر في شكل نظام اسلامي سني جهادي معادٍ على حدودها. يمكن التخمين بان تركيا هي الاخرى لن تجلس مكتوفة الايدي اذا ما بدا هذا السيناريو المتطرف قابلا للتحقق.
رغم كل ذلك، فان الخطر المحدث من نجاحات داعش في العراق هو في أن من شأنها أن تمنح زخما شديدا للفكر والطريق الذي يمثله، وتشارك فيه منظمات ارهابية عديدة تعمل في الشرق الاوسط وخارجه. وينبع الخطر الاساس في هذا الوضع من المال الاقتصادي الهائل الذي جمعه التنظيم في العراق، حين سيطر على أموال البنوك في المناطق التي فر منها الجيش العراقي وفشلت الشرطة المحلية في حمايتها. اضافة الى ذلك توجد لدى التنظيم اموال استخلصها من السيطرة على آبار النفط والطاقة مما يوفر له دخل كبير.
ومن شأن هذه القدرة الاقتصادية الهائلة أن تستغل لدعم وشراء النفوذ على نشاط منظمات الارهاب التي تشاركه افكاره. اضافة الى ذلك، فقد وقعت في ايدي التنظيم كميات هائلة من الوسائل القتالية النوعية، بعضها غربي، لا بد ستجد طريقها الى منظمات ارهابية تعمل في مناطق القتال في الشرق الاوسط بل وخارجها.
اسرائيل مثل دول عديدة في العالم تشاهد باهتمام شديد تطورات المعركة في العراق وسيتعين عليها تصعيد يقظتها الاستخبارية المكرسة لداعش وعلاقاته مع المنظمات العاملة في حدودها، لاستباق الشر الذي قد ينأى من جهته. في هذه المرحلة وإن كان يبدو انه لا يوجد تهديد مباشر وفوري على أمن اسرائيل كنتيجة للتطورات في العراق، وان كانت الاجواء التي تبثها من شأنها أن تؤثر ايضا على تعزيز محافل الجهاد العالمي، العاملة في الدول المحاذية لاسرائيل، غير أنه من صورة الوضع في سوريا يتبين أن التهديد الكامن المحدق ابسرائيل قد يأتي بالذات من جانب تنظيم جبهة النصرة، القائم الى جانب رجال الجبهة الاسلامية في هضبة الجولان السورية وعلى حدود الاردن. حتى الان لم توجه هذه المنظمات سلاحها الى اسرائيل ولا يمكن ربطها مباشرة بمعظم حالات اطلاق النار والتخريب التي نفذت ضدها من الجانب السوري، ولكن احتمال التصعيد من جانبها في هذه الجبهة قائم.
ان الفكر الايديولوجي والخطاب لداعش، جبهة النصرة والقاعدة التي أعلنت علنا عن نيتها الهجوم في المستقبل على اسرائيل يعزز التقدير بان هذه المنظمات ستحاول في المستقبل تنفيذ تهديداتها ضدها. وفي هذا السياق يجدر بالذكر بان اسم داعش ارتبط هذه السنة بعمل ارهابي احبط عندما خططت خلية نشطاؤها من شرقي القدس وجنين، باشاف من غزة وتوجيه من الباكستان للارتباط بنشطاء داعش في سوريا بتنفيذ عمليات انتحارية مشتركة في القدس وفي تل أبيب. ليس واضحا اذا كان هذا العمل يبشر بميل التنظيم للتسلل الى أراضي إسرائيل أم ان هذه مجرد محاولة وحيدة. على اي حال، فان الثقة بالنفس التي جمعها التنظيم من انجازاته في العراق وفي سوريا والمال الهائل الذي تحت تصرفه وجعله تنظيما غنيا بالمقدرات لا يمكنها أن تساعده في احتلال العراق الا أن بوسعها بالتأكيد أن تشجعه على استغلالها من أجل توسيع عمله الى ساحات اخرى بما فيها إسرائيل بل والمساعدة والتمويل لأعمال شركائه في الطريق.

يورام شفايتسر
نظرة عليا 27/6/2014

صحف عبرية