المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في جولته العاشرة بالشرق الأوسط... كيري سيعود صفر اليدين



ابو العبد
07-01-2014, 05:04 PM
بكين 5 يناير 2014 (شينخوا) "لم نبلغ الهدف بعد، لكننا نحرز تقدما"، عبارة جاءت يوم السبت على لسان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عقب اجتماعه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس للمرة الثانية في غضون 24 ساعة ، معلنا بها عن إحراز تقدم في المفاوضات الرامية إلى إقرار السلام صعب المنال بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

ويذهب المحللون الصينيون إلى أن نية كيري في الواقع "طيبة" في ضوء كونها عاشر زيارة يقوم بها لإسرائيل والأراضي الفلسطينية منذ مارس الماضي عندما شرع في جهوده لاستئناف مفاوضات السلام بين الجانبين، ولكن هذه النية مازالت "حلما" لا يمكن أن يتحول إلى حقيقة في المستقبل القريب، لافتين إلى أن كيري سيعود إلى واشنطن "صفر اليدين" دون أن يجني من جولته أية ثمار ملموسة بشأن تحقيق انفراجة في تضييق هوة الخلافات بين الجانبين.

-- إدارة أوباما تتعجل تحقيق اختراقة في دبلوماسيتها

وحول هذه الجولة وتوقيتها، قال لي شاو شيان نائب رئيس الأكاديمية الصينية للعلاقات الدولية المعاصرة، خلال مقابلة هاتفية أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) إن كيري بدأ زيارته المكوكية للشرق الأوسط بعيد رأس السنة الجديدة ، وهو ما يدل على إصرار شديد من جانب إدارة الرئيس باراك أوباما على تسجيل هدف وتحقيق اختراقة على صعيد عملها الدبلوماسي من خلال دفع عجلة المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.

وأشار لي شياو شيان إلى أنه رغم جدية كيري في حلحلة حالة الانسداد التي تعترى مفاوضات السلام بالشرق الأوسط، إلا أن الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني ليسا على استعداد تام للتوصل إلى حل نهائى ومازالا يتبادلان الاتهامات بشأن من المسؤول عن تخريب جهود السلام .

إذ أعلن كيري في مؤتمر صحفي مقتضب مع رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض صائب عريقات عقب الاجتماع مع عباس في الضفة الغربية، أنه لا يزال هناك المزيد من العمل الذي يلزم القيام به في المفاوضات.

وأضاف في هذا الصدد "نحن نبذل جهودا جدية وكبيرة لإيجاد حل للقضية الفلسطينية تحقق ما يسعى إليه الطرفان، ونسعى لخلق الثقة بين الجانبين، كما نسعى لإزالة العقبات التي تقف في طريق التوصل إلى اتفاق سلام".

ومن جانبه , ذكر لي قوه فو، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط التابع لمعهد الصين للدراسات الدولية، "حسب المصادر المطلعة فإن مشروع اتفاق الإطار، الذي يقترحه كيري لرسم الخطوط العريضة لتسوية نهائية للقضية، قصير للغاية حيث أنه لا يتجاوز عدة صفحة ولا يتضمن أية تفاصيل, ومن ثم ليس من المرجح من وجهة نظرى أن تُحل النزاعات القائمة منذ عقود بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي من خلال عدة صفحة فحسب".

وأوضح الخبير لي أن كيري حمل في جعتبه وهو متجه إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية "عزم" من جانب إدارة أوباما التي تريد أن تصنع فرقا في التاريخ في حل قضايا كبيرة مثل الشرق الأوسط، ولكنه عجز عن أن يحمل فيها "قدرة" الحكومة الأمريكية على تحقيق السلام في الشرق الأوسط .

وأضاف لي أنه هذا يرجع في الأساس إلى تضاؤل النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط والذي وصف في بعض الأحيان بأنه لم يكن أبدا بهذا الضعف في أعقاب "الربيع العربي".

ومن المتوقع أن يغادر كيري عقب اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد إلى الأردن لعقد لقاءات هناك ثم يتجه إلى السعودية، وبعدها سيعقد لقاء مع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية.

وفي هذا الصدد، أشار ما شياو لين الخبير الصيني في شؤون الشرق الأوسط إلى أن أوباما لم يعد أمامه متسع من الوقت في ولايته الرئاسية الثانية والعام الجاري سيشهد إجراء الانتخابات النصفية الأمريكية ، علاوة على أنه لا يسهل عليه حل الأزمة النووية الإيرانية نهائيا رغم إبرام اتفاق مرحلي بشأنها مؤخرا، لذا سيتعجل تذوق ثمار نجاح مساعيه الدبلوماسية من خلال دفع المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية إلى تحقيق اختراقة بعدما باتت جهود وساطة كيري في الشرق الأوسط أولوية للخارجية الأمريكية .

وذكر ما شياو لين أن توقعه بعودة كيري خالى الوفاض من جولته التي خيمت عليها أجواء من التشاؤم يستند إلى حد كبير على أنه من المستحيل أن يقدم الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني أية تنازلات تتعلق بمصالحهما المحورية بغية "تجميل" النتائج الدبلوماسية التي ترنو إليها حكومة أوباما.

-- الخلافات لا تزال عميقة والتوصل إلى اتفاق إطار يتطلب مزيدا من الوقت

كانت المفاوضات قد استؤنفت في نهاية يوليو المنصرم برعاية أمريكية بعد انقطاع دام لأكثر من ثلاثة أعوام بسبب الخلاف على البناء الاستيطاني الإسرائيلي، وحددت واشنطن مهلة زمنية للمفاوضات تستمر حتى نهاية أبريل القادم.

ومع مطالبة عباس بتجميد اسرائيل البناء الاستيطاني خلال فترة اتفاق الإطار المؤقت واستمرار الخلاف بشأن مطالبة إسرائيل بالاعتراف بها كدولة يهودية، يرى المحللون الصينيون أن الخلافات بين الطرفين مازالت غائرة.

فمن وجهة نظر الخبير ما شياو لين، فإن ثمة خلافات عميقة مازالت قائمة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي حيث قال إن هناك عقبتين رئيسيتين تعترضان طريق محادثات السلام ، أولهما: إقامة دولة فلسطينية على أساس حدود 1967 وثانيهما: مسألة التوسع الاستطاني الإسرائيلي .

وشاطره الرأي الخبير لي قوه فو، موضحا أن "الأرضية المشتركة للمحادثات بين الجانبين تنضج تدريجيا لكن تحقيق اختراقة حقيقية في محادثات السلام بين الجانبين تتوقف على إزالة هاتين العقبتين".

فقد قال عريقات إن عباس طلب من كيري "إلزام الحكومة الإسرائيلية بالكف عن بناء المستوطنات والإملاءات وهدم البيوت والاعتقالات والحصار والإغلاق وقرارات ضم الأغوار لأن هذا يؤثر على عملية السلام".

ومن جانبهم، يرى المحللون الصينيون أن التوصل إلى اتفاق إطار نهائي للقضية الفلسطينية الإسرائيلية لن يتم بين عشية وضحاها في ضوء تصريح مصدر فلسطيني لـ ((شينخوا)) بأن كيري لم يطرح أي خطة مكتوبة على الجانب الفلسطيني وإنما قدم المزيد من الأفكار للترتيبات الخاصة بملفي الحدود والأمن وقضايا الوضع النهائي الأخرى.

وهذا ما أكدته إذاعة إسرائيل عندما نقلت عن مصادر أمريكية قولها إن التوصل إلى اتفاق إطار بين الطرفين الاسرائيلى والفلسطينى يتطلب حقا مزيدا من الوقت

بوفيصيل
07-01-2014, 10:49 PM
السلام عليكم اخي ابو العبد
ما ورد في هذا التقرير يتنافى مع ان امريكا قادرة على فرض الحل للقضية الفلسطينية

اخي الكريم ابو فيصل لا عباس ولا نتنياهو قادران على تنفيذ الحل السلمي ، وعلى ما يبدو ان جولات كيري المكوكية للمنطقة هى من اجل اتفاق سري على صيغة الحل النهائي يتم تنفيذها في نهاية المطاف - لا قدر الله -

وهذا يعني من هو الطرف القادر على تنفيذ الحل ومن هو القادر على فرض الحلول اذا كانت الادارة الامريكية تحاول ان تجني النتائج في هذا العام ؟؟؟؟؟

ابو العبد
08-01-2014, 04:16 PM
السلام عليكم اخي ابو العبد
ما ورد في هذا التقرير يتنافى مع ان امريكا قادرة على فرض الحل للقضية الفلسطينية

اخي الكريم ابو فيصل لا عباس ولا نتنياهو قادران على تنفيذ الحل السلمي ، وعلى ما يبدو ان جولات كيري المكوكية للمنطقة هى من اجل اتفاق سري على صيغة الحل النهائي يتم تنفيذها في نهاية المطاف - لا قدر الله -

وهذا يعني من هو الطرف القادر على تنفيذ الحل ومن هو القادر على فرض الحلول اذا كانت الادارة الامريكية تحاول ان تجني النتائج في هذا العام ؟؟؟؟؟


اخي الكريم ابو فيصل نشر التقرير ليس بالضرورة انني مقتنع بكل ما ورد فيه ولكن فيه معلومات جديرة بالاهتمام ، اما بالنسبة للسؤال المطروح من هو الطرف القادر عل تنفيذ الحل ؟ فهو مما لا شك فيه امريكا صاحبة المشروع والمتفردة في الموقف الدولي الدولي والصحيح ان امريكا تستطيع فرض الحل بجرة قلم ولكن امريكا وضعت مفصليات للحل السلمي في القضية الفلسطينية وتسعى الى تحقيق هذه المفصليات ولذلك المسألة ليست من هو القادر على الحل فهذا من البدهيات بحسب حالة الموقف الدولي ان امريكا هى الطرف القادر عل الحل ولكن المسألة مرهونة بنضوج الحل عل ارض الواقع وبخاصة ان امريكا تسعى الى تحقيق مشاريعها من خلال دفع الشعوب للمطالبة بالمشاريع الامريكية وكأنها مطالب الشعوب وهذا يعني ان الامر مرهون بتدجين الشعوب وترويضهم لهضم هذه المشاريع والمطالبة بها ومن هذه المشاريع " مشروع حل الدولتين " وتصفية القضية الفلسطينية
" والسؤال المطروح اذا كانت امريكا تدرك ان الارضية السياسية غير مهيأة لتنفيذ الحل السلمي وان القيادات السياسية في الجانبين "الاسرائيلي" او الفلسطيني عباس ونتنياهو غير قادران عل الحل ، ووزير خارجية امريكا في زيارته العاشرة لم يأتي بجديد وبحسب التقرير ((حسب المصادر المطلعة فإن مشروع اتفاق الإطار، الذي يقترحه كيري لرسم الخطوط العريضة لتسوية نهائية للقضية، قصير للغاية حيث أنه لا يتجاوز عدة صفحة ولا يتضمن أية تفاصيل)) ، فلماذا اذاً جولات كيري المكوكية للمنطقة ؟؟.

على ما يبدو ان زيارات كيري المكوكية للمنطقة واجتماعه بالجانب الفلسطيني والاسرائيلي وحكام السعودية صاحبة المبادرة العربية في قمة 2002 وكذلك اجتماعه مع حكام الاردن بالتزامن مع تصريحات اعلامية هنا وهناك في كل زيارة لكيري ال المنطقة كانسحاب القات الاسرائلية من غور الاردن ونشر قوات امريكية على امتدادنهر الاردن وكفكرة تبادل الاراضي وبخاصة منطقة المثلث وكالاعلان عن اسماء المستوطنات التي تقبل اسرائيل بتفكيكها وهكذا ، كل هذا وذاك يشير بوضوح ال ان كيري على ما يبدو يسعى لتحقيق اتفاقسري على كيفية الحل النهائي مع جميع الاطراف بحيث تبقى عملية الاخراج وهذا من خلال التصعيد واراقةدماء ابناء المسلمين في فلسطين حتى تتمكن امريكامن نشر قوات دولية على امتداد نهر الاردن وتتمكن حكومة يهودمن تفكيك مستوطنات الضفة الغربية ويتمكن حكام العرب من تسويق فكرة تدويل البلدة القديمة في القدس وطبعا كلهذا مرهون بمدى الامعان في تضليل الشعوب وهضم الحل السلمي والسير قدما في تصفية القضية الفلسطينية

بوفيصيل
10-01-2014, 01:15 PM
اتفاقية الإطار التي يقترحها كيري عالقة
استطلاع "معاريف": 80% من الجمهور الإسرائيلي لا يعتقد أن المفاوضات ستؤدي إلى السلام

المصدر 10 يناير 2014, 11:56
رئيس الخارجية الأمريكي، جون كيري، ورئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو لن يكون وزير الخارجية، جون كيري في نهاية هذا الأسبوع في إسرائيل، ولكن من المحتمل أن يكون مطلعًا على نتائج استطلاع "معاريف" الذي يكشف أن 80% من الجمهور الإسرائيلي، الأغلبية تقريبًا، لا يثق بكيري ومبادرته وهم على قناعة أنها لن تصنع السلام.

ولا يشكك الجمهور بجهود كيري فقط، وإنما السياسيون الإسرائيليون والفلسطينيون أيضًا، الذين عليهم دفع المفاوضات قدمًا، فهم يرفضون الموافقة على إملاءات كيري الواردة في اتفاقية الإطار التي يقترحها.
لقد أمل كيري أن تعود اتفاقية الإطار التي يعمل عليها بالفائدة على المفاوضات بين الطرفين، الإسرائيلي والفلسطيني، لكن حاليًا، يبدو أن الطرفين يتحفظان فيما يتعلق بالمواضيع الجوهرية التي يتطرق كيري إليها: الحدود، الأمن والقدس.

ويضغط كيري على نتنياهو لقبول الترتيبات الأمنية في غور الأردن، رغم أن ثلاثة وزراء من اللجنة السياسية الوزارية الأمنية- يعلون، شتاينيتس وإردان - لا يوافقون على هذه الترتيبات من الناحية الفعلية. قال شتاينيتس، يوم أمس، لإذاعة "غالي تساهل" إن الحديث يجري عن اقتراح ليس واقعيًا.

وفيما يتعلق بغور الأردن، يُستشف من استطلاع "معاريف" أن معظم الجمهور يدعم هذا الموقف، حيث أن 73% من المستطلعة آراؤهم، ليس مستعدًا للتنازل عن تواجد الجيش الإسرائيلي في غور الأردن.

ويضغط كيري أيضًا على نتنياهو لقبول صيغة تعترف بالقدس على أنها عاصمة الدولتين، وصيغة متساهلة في قضية اللاجئين، التي ستتيح إمكانية محدودة بالنسبة لحق العودة. وفي هذا الشأن، نقلت صحيفة "هآرتس" عن جهات إسرائيلية رفيعة المستوى أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، قال لوزراء من الليكود ومسؤولين آخرين في الأجهزة السياسية، إنه ليس موافقًا على أن تشمل اتفاقية الإطار التي يعدّها وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أي تطرق إلى قضية القدس.

ويشغّل كيري ضغوطا على الجانب الفلسطيني محاولا إقناع الرئيس الفلسطيني، أبي مازن، أن يعترف بالدولة اليهودية، لكن الجانب الفلسطيني ليس متحمسًا لهذا الاقتراح والاقتراحات أخرى.

وصرّح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، تيسير خالد، في مؤتمر صحفي أجري في رام الله، إن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، هدد بأنه في حال فشلت المحادثات الحالية مع إسرائيل، سيتم إيقاف الدعم المادي للسلطة الفلسطينية. لقد اتهم خالد الولايات المتحدة بتفعيل تهديدات سياسية من أجل الضغط على الفلسطينيين لقبول التنازلات.

"لم تؤد المفاوضات حاليًا إلى شق طريق هامة في المواضيع الجوهرية. لا يستطيع الفلسطينيون التوقيع على اتفاقية إطار لأنها لا تستوفي شروطًا بحد أدنى للمتطلبات والحقوق الفلسطينية"، قال خالد.

ويتلقى كيري في هذه الأثناء دعمًا من مصدر غير متوقع، إذ قال وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، يوم أمس (الخميس) لـ"تلغراف" البريطانية إن "اقتراح كيري هو الاقتراح الأفضل الذي يمكننا قبوله، ويجب علينا العمل بموجبه".

السؤال الذي يرد كيف الخروج من مأزق المفاوضات وهل تجبر الأطراف على سفك الدماء في فلسطين حتى يتحرك ملف التفاوض في مساره الامريكي ؟؟؟؟؟

بوفيصيل
26-05-2014, 06:19 AM
المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين بوساطة وزير الخارجية الأمريكي والتي استمرت تسعة أشهر، فشلت؛ لم ينجح الطرفان في الاتفاق حتى ولا على وثيقة مبادىء. وقررت الولايات المتحدة ان توقف حاليا مساعي استئناف المفاوضات واجراء اعادة تقويم للمسيرة السياسية بين اسرائيل والفلسطينيين. ويطرح الفشل سؤالين – لماذا فشلت المفاوضات وكيف يمكن الاستمرار بعد ذلك؟
لماذا فشلت جولة المفاوضات الأخيرة؟
تمتلىء وسائل الاعلام بالتشريحات ما بعد الموت للمفاوضات، ولكن تنعكس فيها أساسا محاولة الطرفين – الاسرائيلي والفلسطيني – نقل المسؤولية الى ملعب الطرف الآخر. أحد الاسباب المركزية للفشل، هو، أن الطرفين دخلا المفاوضات بينما لا يؤمن أي طرف بأن الطرف الآخر هو شريك للاتفاق. فمنذ بداية المفاوضات كان هدفهما انهائها بينما تلقى المسؤولية عن الفشل على الطرف الآخر. هذا مزاج لا يساعد على مفاوضات جدية يكون ممكنا فيها سد الثغرات بين المواقف. وكانت الدينامية الناشئة على نحو يثبت فيها كل طرف للطرف الآخر ما اعتقده عنه في بداية المفاوضات. فقد اعتقد الفلسطينيون بان اسرائيل نتنياهو لا تريد انهاء الاحتلال، السيطرة على المناطق الفلسطينية والمشروع الاستيطاني. كل هدفها هو مواصلة كل هذا بوسيلة أخرى تعطي شرعية للسياسة الاسرائيلية وتقلص الضغوط الخارجية والداخلية عليها. وجاء طلب مواصلة التواجد والنشاط العسكري الاسرائيلي في المناطق الفلسطينية حتى بعد التوقيع على اتفاق واقامة الدولة الفلسطينية، رفض الدخول في نقاش محدد على الحدود بين الدولتين وتسريع البناء في المستوطنات ليؤكد من ناحية الفلسطينيين هذا الاشتباه. أما الاسرائيليون فاعتقدوا أن الفلسطينيين لا يقبلون حقا حل الدولتين، واحدة يهودية والثانية عربية. فهم لا يعترفون بحق اسرائيل في الوجود ويريدون العمل على تصفيتها في المدى الابعد. فرفض الطرف الفلسطيني الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية والتنازل عن حق العودة فسرا كتأكيد لهذه الشبهات. واذا افترضنا بان مواقف الطرفين في هذه المسائل هي بالفعل مواقف اساسية لا يمكن تغييرها أو الالتفاف عليها بحلول عملية فمشروع الادعاء بان الطرفين محقان ولا توجد امكانية للوصول الى اتفاق دائم أو حتى لاتفاق مبادىء قبل ان يغير الطرفان بشكل جوهري مواقفهما الاساسية.
يمكن العثور على مشاكل في الطريق التي أديرت بها المفاوضات من قبل الولايات المتحدة، اسرائيل والفلسطينيون. فقد قرر وزير الخارجية كيري اجراء المفاوضات حصريا على الاتفاق الدائم ولم يرغب في اجراء بحث في جملة الامكانيات للتقدم، بما فيها – اتفاقات انتقالية غير كاملة وخطوات احادية الجانب منسقة. وذلك خوفا من أن تعطى بذلك للطرفين ذريعة للفرار من النقاش في مواضيع الاتفاق الدائم. وكانت المشكلة في أنه في اللحظة التي لم يكن فيها الطرفان مستعدين لاخذ القرارات المصيرية اللازمة لتغيير المواقف الاساسية، لم يتبقَ ما يمكن الحديث فيه وانهارت المسيرة برمتها. لقد جربت الولايات المتحدة بداية نهج التركيز على موضوعي الامن والحدود، ولكن هذا النهج ايضا لم ينجح. أولا لانه من الصعب الفصل بين هذه المواضيع والمواضيع الاخرى. موضوع الامن يرتبط ارتباطا وثيقا بموضوع سيادة الدولة الفلسطينية ونهاية الاحتلال. اما موضوع الحدود فيرتبط بشدة بالمواضيع الحساسة للقدس والمستوطنات. ثانيا، أدى التركيز على موضوع الامن الى أن تقترب الولايات المتحدة شوطا كبيرا من قبول مطالب اسرائيل في مجال الامن، ولكن اسرائيل لم توافق على التنازل عن مطلبها الا يكون قيد زمني على تواجدها العسكري وحرية عملها في المناطق الفلسطينية. من جهة اخرى، لم تصدر عن اسرائيل موافقة على بحث محدد في موضوع الحدود. التنازل الوحيد الذي نجح كيري في انتزاعه من رئيس الوزراء نتنياهو كان الموافقة على صيغة عمومية تقول ان الحدود ستكون على اساس حدود 1967 مع تبادل للاراضي، ولكن دون الموافقة على ان تكون الاراضي التي سيتم تبادلها بحجم متساوٍ. أمر مشابه حصل في مسألة الدولة اليهودية. فقد قدر الطرف الامريكي بانه اذا ما رضي الاسرائيليون في مسائل الامن وتعريف اسرائيل كدولة يهودية، فانهم سيكونوا مستعدين لابداء مرونة في المسائل الاخرى. فتبنوا الموقف الاسرائيلي في هذه المسألة بكاملها مثلما وجد الامر تعبيره في ورقة المبادىء التي اقترحوها، ولكن الطرف الاسرائيلي لم يكن مستعدا لان يعطي بالمقابل صياغات في مسألة اللاجئين تتيح لعباس الموافقة على تعريف الدولة اليهودية، وذلك لان احد المخاوف الاساسية للفلسطينيين هو أن يكون معنى الموافقة على تعريف الدولة اليهودية التنازل عن مطالبهم في موضوع اللاجئين. ولعل هذا هو السبب الذي جعل الطرف الاسرائيلي مستعدا لان ينظر في قبول الصيغة التي اقترحها الامريكيون لورقة المبادىء، بينما رفضها الفلسطينيون رفضا باتا.
رغم أن مستوى عدم الثقة المتبادل بين اسرائيل والفلسطينيين عالٍ للغاية ومشكوك أن يكون ممكنا جسره قبل أن يوقع اتفاق دائم وينفذ عمليا، فان مسيرة المفاوضات هي مع ذلك مسيرة ينبغي فيها أن تنشأ ثقة شخصية معينة بين الطرفين المتفاوضين كي يكون ممكنا الوصول الى اتفاق. هي المفاوضات يمكن أن تقرأ ككتاب تعليم يشرح كيف لا تبنى الثقة اللازمة في مسيرة المفاوضات. والمثال الاكثر بروزا كان خطوة بناء الثقة المزعومة لتحرير السجناء الفلسطينيين. فبداية عكس القرار بتحرير تلك الدفعات الاربعة وشدد على عدم ثقة اسرائيل بالفلسطينيين. ولكنها أعطت ايضا معارضي المفاوضات في الطرف الاسرائيلي الكثير من الفرص على مدى كل المفاوضات لجعل الامور اصعب على المتفاوضين الاسرائيليين والتلاعب بمشاعر الرأي العام الاسرائيلي. ثانيا، شرحت اسرائيل بان الاتفاق لتحرير السجناء يقف حيال موافقة عباس على مواصلة البناء في المستوطنات. هكذا حصل أن الخطوة التي كانت تستهدف تعزيز مكانة القيادة الفلسطينية – الشريك في المحادثات – تحولت عمليا الى خطوة اضعفته سياسيا. من الجهة الاخرى – رفض الفلسطينيون ان يفهموا بان تحرير سجناء قتلة هو موضوع حساس جدا في المجتمع الاسرائيلي، وبالتالي يتعين عليهم ان يعالجوا الموضوع بطريقة لا تفتح الجراح في الطرف الاسرائيلي. يبدو أن الطرفين يفعلان كل شيء كي يضعف كل منهما قدرة الطرف الاخر على ادارة المفاوضات والامتناع عن بناء رأي عام عاطف على الاتفاق.
وفي النهاية يطرح السؤال: هل كانت قيادات الطرفين في وضع كانت لها مصلحة سياسية وقوة سياسية للوصول الى اتفاق؟ الجواب على هذا السؤال هو على ما يبدو سلبي. فنتنياهو يقف على رأس ائتلاف من شأنه أن يتفكك حتى بدون اتفاق، اذا ما ابدى مرونة في مسائل حساسة. وهو لا يزال يحمل معه صدمة سقوط حكومته الاولى في 1999 بسبب اتفاق واي. اما عباس فيعاني من الضعف داخل معسكره السياسي ومن نقص في الشرعية في أوساط الجمهور الفلسطيني الغفير. مشكوك أن يكون هذان الرجلان شعرا بانهما قادران على اتخاذ القرارات المطلوبة منهما للوصول الى اتفاق. فقد فضل نتنياهو أن يستمر مع ائتلاف الحالي وعباس، الذي يفكر بالاعتزال قبيل الانتخابات التالية، فيفضل بأن يعتزل بينما يعتبر كمن يعمل من اجل الوحدة الفلسطينية ولا يتنازل عن المصالح الفلسطينية.
يخشى الطرفان من آثار انهيار المحادثات. فالخطر كبير والبدائل التي تحت تصرفهما ليست جذابة. صحيح أن الفلسطينيين يكثرون من الحديث عن فضائل التوجه الى الساحة الدولية التي تفرض اتفاقا على اسرائيل، ولكنهم يعرفون جيدا بان الساحة الدولية لن تفعل ذلك ونشاطهم لن يكون سوى ازعاج لاسرائيل. كما أن خيار «الاحتجاج الشعبي» خطير بسبب الانزلاق المحتمل نحو الصدام المسلح وفرص نجاحه موضع شك. اما اسرائيل فتخشى آثار استمرار الوضع الراهن وثمنه في الساحة الدولية وفي علاقاتها مع الولايات المتحدة. ولهذا يحتمل أن يكون ممكنا اقناع الطرفين بالاستمرار – ولكن في مسيرة اكثر تعقيدا – تتضمن دمجا للمفاوضات على الاتفاق الدائم مع اتفاقات انتقالية في اطارها تبنى بالتدريج دولة فلسطينية على أراضٍ تتسع على حساب المناطق ج ومع خطوات احادية الجانب منسقة تساهم في ذات المسيرة. إن ميزة هذا الاقتراح في أنه يسمح بأخذ مخاطر تدريجية ويجسد بانه يوجد تقدم نحو حل الدولتين رغم الازمات التي يمكن أن تكون في المفاوضات على الاتفاق الدائم. كما أن تبني هذا الاقتراح يتطلب ارادة سياسية وقوة سياسية في الطرفين وحده البحث في الاقتراح نفسه سيظهر اذا كانت موجودة.
نظرة عليا 22/5/2014

شلومو بروم