مشاهدة النسخة كاملة : من الصحافة العبرية
بوفيصيل
16-12-2013, 03:59 AM
’1-’انسان أفضل
‘عملاق التاريخ، هكذا سمى الرئيس الامريكي نلسون مانديلا في مراسم جنازته، وتحدث عن معرفته الاولى لمانديلا قبل ثلاثين سنة حينما كان طالبا شابا، حينما درس عن نضال الزعيم الجنوب افريقي لاجل أبناء شعبه. وقد زعزع ذلك شيئا ما في داخله ونبهه الى مسؤوليته عن نفسه وعن الآخرين.
وحينها قال اوباما الجملة التي يريد كل زعيم وكل انسان في الحقيقة أن تُقال فيه وهي: لقد جعلني أود أن أكون انسانا أفضل.
كانت تلك خطبة تبعث الالهام، وذلك خاصة لأنها قوّت العلم بأن جنوب افريقيا يدفن هذا الاسبوع واحدا من أكبر زعماء البشر. فقد تحول من كان ارهابيا ونشيطا في تظاهرات عنيفة، وسجينا اتهم بنشاط تخريبي وبتآمر على السلطة وحكم عليه بالسجن المؤبد، ومناضل حرية مكث في السجن 27 سنة، تحول الى رمز النضال لنظام الفصل العنصري وأفضى الى انهائه. وكل ذلك بروح التصالح الوطني والوحدة والتساوي في الحقوق.
من منا، أعني الذين شاهدوا في هذا الاسبوع الاستعراضات الواسعة عن مانديلا، لم يقل في نفسه في أسى ما أقل الزعماء من أمثاله، أو كيف كانت اسرائيل ستبدو لو نشأ فيها مانديلا كهذا.
لكن اسرائيل ليست محتاجة اليوم الى رئيس مثل مانديلا بل الى شخص خفت ظهوره في مراسم الجنازة وهو فريدريك دي كلارك الذي كان آخر رئيس ابيض لجنوب افريقيا بين السنتين 1989 و1994 وأورث مانديلا كرسيه. إن دي كلارك هو الرجل الذي كان مسؤولا عن الغاء نظام الفصل العنصري وعن تحول جنوب افريقيا الى دولة ديمقراطية تتساوى الحقوق فيها لجميع الأعراق.
كانت عظمة دي كلارك أنه أدرك ما لم يدركه أحد حوله في تلك الفترة وهو أن نظام الفصل العنصري بلغ نهايته وأنه يجب إشراك الاكثرية السوداء في الحكم، وكان انسانا متنورا لم يحجم في خطبة تاريخية خطبها في مجلس النواب في شباط 1990 عن اعلان أن سياسة الفصل العنصري فشلت، وأباح نشاط احزاب كانت حتى ذلك الوقت خارج القانون، وأعلن الافراج عن سجناء سياسيين، وألغى عقوبة الاعدام وحدّ فترة الاعتقالات الادارية، وبعد ذلك باسبوع أعلن الافراج عن نلسون مانديلا من السجن.
كان دي كلارك هو الذي ألغى قوانين التمييز التي كانت مستعملة حتى ذلك الحين في جنوب افريقيا، ومنها قوانين كانت تتعلق بملكية الاراضي والمناطق السكنية والتصنيف بحسب العرق. وقام دي كليرك بتلك الاصلاحات مع معارضة قوية في داخل حزبه أدت بجماعة من المتمردين الى ترك الحزب والى أن يبحثوا لهم عن بيت آخر.
ولهذا يبدو أن اسرائيل لا تحتاج الآن الى مانديلا. ومع كل الاجلال لأول رئيس اسود لجنوب افريقيا فانه ما كان ليحدث شيء لولا أنه كان هناك انسان مثل دي كليرك عرف كيف يقرأ الواقع وكانت عنده الشجاعة والجرأة ليصوغه من جديد.
لكنه يحتاج لذلك الى زعيم براغماتي ذي شجاعة ورؤيا وعمود فقري قوي. وشخص لا يخشى حكومته وحزبه وزوجته؛ شخص يدرك أنه توجد لحظات في التاريخ يجب فيها تحريك الجبال وقلب المعايير والمواضعات وتغيير نظام العالم.
ينبغي أن تكون الزعيم الذي يُقال فيه: لقد جعلني أود أن أكون انسان أفضل.
‘
2-’الحراس مذنبون
‘
ما العجب اذا أنه في هذا الاسبوع ونحن نطلع على زعماء من نوع مانديلا ودي كليرك، بل إن اوباما عاد ليصبح مدة بضع دقائق، الرجل الذي كانه قبل أن ينتخب في المرة الاولى ليس ألذ شيء أن تكون اسرائيليا. وحدث ذلك حينما أعلن مُعلن في الملعب الرياضي ‘سوكر سيتي’ في جوهانسبورغ اسمي رئيس دولة اسرائيل ورئيس حكومة اسرائيل أنهما من الحاضرين هناك، وابتلعت صوته اصوات الغناء ولم يهم أحدا هل وُجدا هناك أم لا.
كان كل ذلك والدولة هنا مشغولة بأنه من يجب أن يسافروا ولماذا لم يسافروا وكم كان سيكلفنا لو سافروا؟.
بعد انقضاء اسبوع آخر تبين فيه سلوك الحكم الاعوج في اسرائيل يمكن أن نلخص الاحداث بقولنا إن ما وجد سفاحا وتطور لاعتبارات غير ذات صلة بالواقع تنتهي الى التفجر. فبهذا فقط يمكن أن نفسر تسلسل الاحداث الذي بدأ في اعلان موت مانديلا وانتهى بارسال رئيس الكنيست يولي ادلشتاين على عجل الى مراسم الجنازة في جنوب افريقيا.
في نهاية الاسبوع الماضي توجه مراسلون الى بيت الرئيس وطلبوا أن يعرفوا من الذي سيسافر. وقيل لهم إن رئيس الوزراء يريد أن يسافر لكنه لم يبت الامر بعد. وفي مساء يوم الاحد أُعلن بأن رئيس الوزراء وزوجته استقر رأيهما على السفر. وبعد ذلك بساعتين أُعلن بأن نتنياهو استقر رأيه على أنه لن يسافر بسبب تكاليف السفر الباهظة. واضطر بيرس، الذي أراد جدا أن يسافر قبل أن يعلن نتنياهو بأنه هو الذي سيمثل الدولة، الى البقاء في البيت بسبب المرض.
لم يُتخذ قرار نتنياهو على عدم السفر بسهولة. فقد قامت من جهة كل الاغراءات في هذا السفر ومنها المشاركة في حادث تاريخي لا تريد أية دولة أن تغيب عنه. وأن يكون بضع ساعات بحضرة عظماء العالم، وأن يعانق براك وميشيل وبيل وهيلاري. وأن يسير في الملعب الرياضي والمُعلن يعلن باسم بنجامين نتنياهو وربما باسم زوجته وكيف يتجرأون على ألا يفعلوا. وفي مقابل ذلك كان اولئك الذين اعتقدوا أن نتنياهو لا يجب أن يسافر فهو بين الاشخاص الذين توجه اليهم أكبر كراهية إن لم يكن ذلك في العالم ففي جنوب افريقيا. وكان لو فعل سيُستقبل في تظاهرات وصيحات احتقار. إن جهوده ليروج بيننا الملك بيبي، والرجل الذي يناطح الرئيس اوباما، كانت ستتلاشى هناك حينما يدخل هو وسارة الى الملعب الرياضي.
إن استقرار الرأي على عدم السفر تم في مزاج سيء أصلا بعد نهاية اسبوع نال فيه الزوجين نتنياهو النقد على حساب نفقاتهما، ويبدو أنهما اعتقدا أنهما اذا أشركا الجمهور في نفقات السفر وتشمل الكشف عن تكاليف الحراسة، فسيبدوان صدّيقين.
لكن حدث هنا ما ورد في مقولة ‘الخطآن لا ينتجان صوابا’: فقد حاول نتنياهو أن يُسوغ عدم سفره الى جنوب افريقيا بتكاليف الحراسة المرتفعة. لكن الأمرين مخطئان أعني الكشف الذي لا داعي له والغاء السفر ايضا. والأمران مخطئان لا يجعلان أمرا صوابا.
إن نشر تكاليف الحراسة فاضح. وقد حاولت أن أفحص هل كُشفت في يوم ما للجمهور تكاليف حراسة زعمائنا. وهل كشف شخص ما ذات مرة عن أن الحديث ايضا عن طائرة هيركوليس، وعن سيارات مدرعة تُنقل من البلاد جوا، وكم يكلفنا ذلك. يبدو لي ان ذلك لم يكن فربما حان الوقت للكشف عن ذلك حقا. ومن المثير أن نعلم مثلا كم كانت تكاليف حراسة حاشية رئيس الوزراء في السفر الى الصين. وربما يتضح أنه يوجد غير قليل من رحلات رئيس الوزراء يبلغ الى مثل هذه التكاليف لكنهم لم ينشروها قط لأنه لم يهتم أحد بذلك الى الآن.
وكما يحدث مع نتنياهو دائما سيرتد الامر عليه كعصا مرتدة، فسنستطيع منذ الآن أن نطلب أن نعرف ما هي تكاليف حراسة كل رحلة ويبدأ نقاش عام يتناول جدوى ذلك. هذا الى أنه اذا اتخذ قرار واذا أعلنوا أنهم مسافرون فما معنى تعويج الامور والقاء الامر على تكاليف الحراسة وكل ذلك في مدة انذار قصيرة في حين يجب أن يُحمل شخص ما في طائرة في آخر لحظة.
إن اعلان الغاء السفر بسبب كلفته إهانة للعقل. وغياب نتنياهو عن الحدث والنشر الصحفي العالمي لظروف غيابه إهانة للدولة.
‘
3-’نزاعات وطلاق
‘
ليس ثم ما يُحسد عليه رئيس الائتلاف الوطني. إن ياريف لفين متعب في هذه الايام كما لم يتعب كثير من رؤساء الائتلاف في الماضي. فقد استمرت النزاعات بين البيت اليهودي ويوجد مستقبل في كل مكان ممكن في هذا الاسبوع. في يوم الثلاثاء رفض رئيس اللجنة المالية، نيسان سلومنسكي، البحث في تحويل نفقة ملايين الى ديوان رئيس الوزراء على مشروعي ‘تغليت’ و’مساع′، اللذين يأتي في اطارهما الى البلاد في كل سنة آلاف الشباب اليهود، وكان ذلك ردا على قرار لبيد على التقليص من برنامج طلاب المدارس الدينية الذين يأتون من خارج البلاد للدراسة في البلاد.
وفسر سلومنسكي ذلك بأنه في حين يأتي الشباب في مشروعي ‘تغليت’ و’مساع′ لمدة عشرة ايام ويبقى قليل جدا منهم هنا، فانه في مشروع أبناء المدارس الدينية يستقر كثيرون من الآتين هنا.
في ذلك اليوم قاطع اربعة من اعضاء الكنيست من يوجد مستقبل الجلسة التي بحثت في تحويل 88 مليون شيكل الى قسم الاستيطان وخُصص جزء من المبلغ للمستوطنات. كان ذلك رد يوجد مستقبل على البيت اليهودي الذي يمنع اجازة قوانين كقانون التساوي الضريبي لازواج المثليين الذي رُفض مرتين.
في اللجنة الوزارية للتشريع لا يحسب وزراء يوجد مستقبل للبيت اليهودي حسابا. والزعم في البيت اليهودي هو أنه لو أراد لبيد أن يخلص حزب بينيت لاستطاع أن يجيز قانون المساواة الضريبية للمثليين بصورة تعليمات. لكن لبيد أصر على أن يرى ذلك مسألة حقوق انسان، تتطلب سن قانون لاحراج البيت اليهودي فقط.
ونشأ خلاف في الرأي في تباحث اللجنة في الدفع بمكانة المرأة قدما، بين يوجد مستقبل والبيت اليهودي في شأن اقتراح القانون من عضو الكنيست عليزة لافي التي طلبت الغاء الصلاحية المزدوجة بين المحاكم الدينية ومحاكم شؤون الأسرة. وعلى حسب اقتراح القانون الذي قدمته لافي، يُفتح ملف الطلاق بموافقة الطرفين فقط، فاذا لم توجد موافقة فان القضية تُبحث في محكمة شؤون الأسرة. وأعلن نائب وزير الاديان، ايلي بن دهان، أنه ينوي الاعتراض على الاقتراح. إن التوتر كبير جدا بحيث أُبلغ في يوم الاربعاء اجراء ‘لقاء قصير’ بين لبيد وبينيت. وتبين أن اللقاء شمل كلمتي ‘كيف حالك’ عند الدخول الى المجلس الوزاري المصغر. وفي ذلك اليوم ظهر بينيت في كل قناة اعلامية ممكنة.
تلك خلافات لا داعي اليها ألبتة، يقول لفين، لا يبعث عليها سوى طلب العناوين الصحفية. توجد مطاردة وسواسية للعناوين الصحفية، وارادة كل طرف أن يبقى ذا صلة بالواقع بأن يوقف الطرف الثاني.
يزعم لفين أن الاختلافات وهمية وأن المواجهة حقيقية ويبدو أن هذا غير داحض. يبدو أن الطرفين لبيد وبينيت ايضا محتاجان الى هذه المواجهة، فلبيد مدين بها لناخبيه وبينيت لحاخاميه.
‘ينوي لفين الآن أن ينشيء فريقا يكون فيه تمثيل لكل احزاب الائتلاف الحكومي، ويُركز التشريع كله في شؤون الدين والدولة والاحوال الشخصية. وسيبحث الفريق في كل قانون قبل أن يؤتى به للتصويت عليه في الكنيست كي لا يحدث ما حدث قبل اسبوع حينما اقتُرح قانون عدي كول أن يُمنح أزواج المثليين مع أولاد نصف نقطة استحقاق من ضريبة الدخل، واعتُرض عليه.
‘لكن أقبح شيء حقيقة أنه لا يوجد الى الآن رئيس للجنة الخارجية والامن. وتبين أن رئيس الكنيست يولي ادلشتاين أُرسل لاجراء سلسلة مشاورات مع رؤساء الكتل الحزبية للاتيان باقتراح رئيس لجنة مؤقت لا يكون من الليكود بيتنا لأن هذا سيبدو مثل عمل خاطف حزبي، ولا من يوجد مستقبل لأن لبيد لن يوافق على أي شخص ليس عوفر شيلح. وأُثيرت اقتراح مثل موتي يوغاف من البيت اليهودي ومئير شتريت من الحركة، بل فؤاد من المعارضة.
بيد أن الذي يرأس لجنة الكنيست التي يفترض أن توافق على التعيين هو تساحي هنغبي الذي يرى نفسه مرشحا للمنصب. فهل يكون هنغبي مستعدا للموافقة على هذا التعيين المؤقت الذي سيتحول سريعا جدا كما نعلم الى تعيين دائم؟.
‘ليس واضحا ما سيفعله هنغبي لكن ما سيفعله لبيد أوضح كثيرا وهو يقول ذلك علنا وهو أنه اذا عُين رئيس مؤقت فسيضطر لبيد الى إحداث قدر كاف من الفوضى للتحقق من أنه لن يتحول الى تعيين دائم. فلماذا نشتكي من سلوك أعوج من السلطة في السفر الى جنوب افريقيا، في حين لا يمكن التوصل هنا الى اتفاق حتى على رئيس لجنة.
‘
يديعوت13/12/13
هل يتعلق الامر في ضغوطات امريكا على نتنياهو ام انه يخشى وينتظر الفضائح الحكومية
؟؟
بوفيصيل
16-12-2013, 04:01 AM
‘وفاة نيلسون مانديلا، احد أبطال الكفاح من اجل الحرية والمساواة في القرن العشرين اثار سلسلة من التحليلات والمقارنات المختلفة والمتنوعة. المختلفة فيها هي تلك التي تتوجه كزعيم للكفاح غير العنيف. فليس رئيس وزرائنا وحده اخطأ في هذه التفسيرات المشوهة. ولكن في حالته النية السياسية مكشوفة: لعلمكم، السبب الذي لا يجعل الفلسطينيين ينالون الحرية والمساواة المنشودة هو أن ليس لديهم مانديلا خاص بهم يقود الكفاح غير’ العنيف. هذا التفسير لا يعبر عن الجهل بل عن التضليل المغرض. يخيل لي انه مرغوب فيه ان نتعلم من كفاح مانديلا ونقارنه بالكفاح الفلسطيني كي نفهم سواء وجه الشبه أم وجه الاختلاف. وسأقف هنا باختصار عند العلاقة بين العنف والتحرر.
‘لقد حظي مانديلا بمكانته الرفيعة حين قرر قيادة كفاح مسلح ضد النظام في جنوب إفريقيا وأقام الذراع العسكري للمؤتمر الوطني الإفريقي. وقد نزل تحت الأرض وقاد أعمال الإرهاب والتخريب ضد نظام الابرتهايد. وقد حكم على ذلك بالمؤبد؛ وفقط بعد 27 سنة تحرر كي يدير مفاوضات مع رئيس الوزراء فردريك فيلم دي كلارك على إنهاء نظام الابرتهايد. ونجح دي كلارك في حمل البيض على التنازل عن نظام الامتيازات والفصل العنصري وقبول مبدأ حق التصويت المتساوي للسود والبيض. هذه التنازلات لم تكن نتيجة للكفاح المسلح وحده بل وأيضا لعدم شعبية نظام الابرتهايد والمقاطعة السياسية والاقتصادية التي فرضت على جنوب إفريقيا. بمعنى انه عندما خافت النخب البيضاء المس المباشر بها، نجح دي كلارك في إقناع البيض بأنه عليهم التخلي عن نظام الفصل العنصري وعن امتيازاته. من المهم ان نفهم بانه دون كفاح عنيف ما كان السود في جنوب إفريقيا ليحظون بالاعتراف. ولكن الكفاح المسلح وحده ليس كافٍ، وذلك لان الحكام في الدولة هم دوما أقوى وأكثر تنظيما ولهذا مطلوب أيضا ضغط دولي. كلما كان ضغط دولي أكثر يكون العنف اقل ضرورة.
هل يمكن من خلال تحليل كفاح السود استنتاج شيء ما عن الكفاح الفلسطيني؟ برأيي نعم، رغم الاختلاف بين النظامين في شكل الفصل وأنواع الامتيازات. فقد ولد العنف الفلسطيني ضغطا دوليا في سنوات 1988 1992، واعترافا إسرائيليا بـ م.ت.ف في 1993. في أعقاب الاعتراف تعهد ياسر عرفات بحل النزاع بطرق سلمية، وعلى ذلك حصل على مباركة مانديلا. ولكن الاعتراف المتبادل أدى إلى الاتجاه المعاكس رفع مستوى السيطرة العسكرية والاقتصادية لإسرائيل. وسبب ذلك هو أن الإسرائيليين وباقي العالم تصوروا ان مجرد الاعتراف هو نهاية المسيرة وليس بدايتها. وكف العالم عن الضغط على إسرائيل، ورفعت المقاطعة العربية وكل دول العالم، وعلى رأسها روسيا، شرق أوروبا، الصين وقارتا آسيا وإفريقيا، فتحت أبوابها للتجارة مع إسرائيل. واشترى الإسرائيليون أيضا وهم السلام، فتوجهوا الى صراعات داخلية على جدول الأعمال ‘المدني’، وتجاهلوا تضاعف لثلاثة أضعاف عدد السكان اليهود في المناطق. وعندما عاد الفلسطينيون الى العنف بعد ان فشلت الدبلوماسية، فوجيء الإسرائيليون وخاب ظنهم (أسموا هذا ‘الصحوة’). وبكلمات بسيطة، عندما لا يضغط العالم على نظام القمع، لا يكون للجماعة ذات الامتيازات سبب للتنازل. وهكذا نشأت عادة ‘جولات’ من العنف، تندلع بين الحين والآخر، ولكنها لا تحقق شيئا غير القتل والدمار.
ان نتيجة وهم ‘مسيرة السلام’ كانت اسوأ من نظام الابرتهايد في جنوب إفريقيا؛ او للدقة، تجسد الحلم الرطب للبيض في جنوب إفريقيا: انقسام وانشقاق الفلسطينيين الى عدة مناطق منعزلة تحت أنظمة سيطرة مختلفة. كانت هذه هي نية خطة البانتوستانات لنظام الابرتهايد، التي فشلت.
وخشي عرفات أن تكون إسرائيل تدفعه الى البانتوستانات وأعلن بانه سيعترض، ولكن في ظل غياب دعم دولي فشل في كفاحه. فقد نجحت إسرائيل في ان تقسم الفلسطينيين’ بشكل ناجع الى خمسة أنظمة تفرقة مختلفة: مواطني إسرائيل، سكان شرقي القدس، سكان الضفة الغربية، سكان قطاع غزة واللاجئين خارج حدود السيطرة الإسرائيلية. كل مجموعة تتم السيطرة عليها بطريقة مختلفة. ولهذا فان كفاحها السياسي مختلف. ولم ينجح الفلسطينيون في الاتحاد وواضح انه دون دعم دولي كثيف لا يمكنهم ان يتحرروا من السيطرة الإسرائيلية. العنف وحده لا يؤدي الا الى ‘جولة’ دموية زائدة أخرى.
من المهم أن نفهم ان ليس الموضوع هو ان ليس للفلسطينيين مانديلا. ففي السجن الإسرائيلي يجلس زعماء جديون ذوو مكانة وطنية معترف بها ومحترمة، ولكن ليس لدى إسرائيل أي دي كلارك يحررها ويدير مفاوضات على وقف نظام الامتيازات لليهود. وبدون دي كلارك، فان مانديلا أيضا كان سيموت كشخص غير معروف.
‘ بروفيسور عالم اجتماع سياسي، كاتب كتاب ‘السلام الموهوم، خطاب الحرب’
هآرتس 15/12/2013
بوفيصيل
16-12-2013, 04:03 AM
‘العاصفة السياسية التي نشبت للحظة في بداية الاسبوع حول الآثار المحتملة للمفاوضات مع الفلسطينيين على مستقبل الائتلاف تبدو مبالغا فيها وسابقة لاوانها. فمتابعة التصريحات العلنية للرئيس الامريكي باراك اوباما، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وكبار رجالات السلطة الفلسطينية بمن فيهم الرئيس محمود عباس (ابو مازن) تفيد بانه في واقع الامر لم يحصل الكثير في المحادثات.
‘اذا كان الحلف بين يئير لبيد ونفتالي بينيت قد تشقق، فان هذا يحصل لان الكيمياء الشخصية بين الرجلين استنفدت’ نفسها على ما يبدو ومعها لقاء المصالح المؤقت الذي نشأ حول تشكيل ائتلاف. فليوجد مستقبل والبيت اليهودي مقترعون مختلفون توقعاتهم ممن انتخبوا للكنيست مختلفة، ويخيل أن الشرخ بينهم كان محتما حتى بدون المفاوضات السياسية التي من المتوقع لمفترق الحسم الهام فيها على أي حال ألا يحل إلا في ربيع 2014. ولكن ما حصل مع ذلك في المحادثات مع الفلسطينيين هو أن الوسطاء الامريكيون رفعوا معدل السرعة، بشكل كشف عمق الفجوة بين مواقف اسرائيل والسلطة.
فالتوقعات التي يطورها وزير الخارجية جون كيري والعمل المعمق للفريق الامني برئاسة الجنرال جون الن (والى جانبه الفريق السياسي الذي ينسق اعماله مارتين اينديك) اجبرت الطرفين على مواجهة نقاط الخلاف. فبعد اشهر من التعتيم النسبي، بدأت المعلومات عن الاتصالات ترشح الى الخارج.
‘مسألة مركزية عرضها الامريكيون مؤخرا تتعلق بالترتيبات الامنية في غور الاردن بعد انسحاب اسرائيلي من معظم مناطق الضفة الغربية. ويقترح الامريكيون بان يتم تخفيف التواجد العسكري الاسرائيلي في الغور بالتدريج على مدى عشر سنوات. والى جانب ذلك فانهم يعدون بتحسين وسائل جمع المعلومات الاستخبارية التي لدى اسرائيل والابقاء على تمثيل اسرائيلي في معابر الحدود، يكون ‘مكشوفا’. لاسرائيل توجد تحفظات على التسوية المقترحة ولكن على الاقل حسب ما تسرب من الجانب الفلسطيني يبدو أن الن وكيري يسيران بقدر كبير نحو اسرائيل. وان لنتنياهو اسباب تدعوه الى القلق بالنسبة للحدود الشرقية، تتعلق اساسها بفرص بقاء الاسرة المالكة الهاشمية في الاردن لزمن طويل. ومع أن الملك عبدالله فاجأ اسرائيل والغرب في رده الحاد والخبير على هزات الربيع العربي، ولكن الحصانة لن تدون ابدا. فالاردن يتصدى الان لمشكلة 1.5 مليون لاجيء من العراق ومن سوريا، عدد هائل بالنسبة لدولة ذات 6 مليون نسمة الى جانب التوتر الدائم مع السكان الفلسطينيين وحركة الاخوان المسلمين. وهذه ليست صيغة للاستقرار بعيد المدى، وليس فجأة أن نتنياهو ووزير الدفاع موشيه بوغي يعلون قلقات من امكانية أن يحكم الاردن في المستقبل نظام معادٍ، رغم التنسيق الامني’ الوثيق بين الطرفين اليوم.
‘ولكن ما يجري في الاسابيع الاخيرة في الخطاب الاسرائيلي العلني هو عكس الحجة: في الماضي شددت القيادة الاسرائيلية على اهمية الترتيبات الامنية في اتفاقات السلام المستقبلية. اما الان فهي غارقة برمتها في الرواية. فالتسوية في الغور تحتل فجأة مكانا جانبيا، مقابل الادعاءات الاسرائيلية عن عدم استعداد الفلسطينيين للوصول الى تسوية نهائية.’
‘الناطقون الاسرائيليون يعلون قد يكون أبرزهم يشددون على الرفض الفلسطيني للاعتراف باسرائيل كدولة يهودية والاعلان عن نهاية النزاع والمطالب المتبادلة. والى جانب ذلك فانهم يبرزون التحريض في وسائل الاعلام وفي جهاز التعليم الفلسطيني. وقيادة السلطة بالفعل توفر لذلك مناهج عديدة.
‘مثير مركزي للمشاكل في هذا المجال هو جبريل الرجوب، الذي كان ذات مرة رئيس جهاز الامن الوقائي في الضفة الغربية واليوم رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني، الذي يبدو انه وقع في عشق مكانته الجديدة ‘كموضع الشكاوى المركزي للاسرائيليين. فقد كان الرجوب هو الذي تحدث مؤخرا، في لقاء مع لاعبي فريق كرة القدم برشلونة عن فلسطين التي ستقوم ‘من رأس الناقوة (روش هنكرا) وحتى أم الرشراش (ايلات)’. وتعرض الشكاوى الاسرائيلية عن التحريض في السلطة بتوسع في كل لقاء لمستويات طواقم العمل مع مندوبي الدول الاجنبية.
في نظرة الى الوراء، يخيل أن اسرائيل وان كانت اخطأت في عهد اتفاقات اوسلو حين قللت من معنى التحريض في التعليم الفلسطيني. ولكن التشديد على ذلك يبدو الان مصطنعا بعض الشيء، مثابة محاولة لضمان حجة غيبة اسرائيلية لحالة فشل المحادثات، ولا سيما في ضوء سيناريو اندلاع انتفاضة ثالثة في المناطق. وعندها سيكون ممكنا القاء الذنب على قيادة السلطة بانها ساهمت في الانفجار في انها لم تعمل على وقف التحريض.
السؤال الذي سيطرح قريبا هو أي مسار سيختاره الامريكيون: هل سيصرون على محاولة فرض تسوية دائمة على الطرفين، فيقترحون بدلا منها اتفاقا مرحليا، أم سيهجرون أخيرا المحادثات ويقصرون الطريق الى تصعيد متجدد في الضفة؟ فجوات المواقف بين اسرائيل والفلسطينيين في المواضيع الجوهرية القدس، الحدود، المستوطنات واللاجئين بقيت كبيرة. ولكنه اكبر وأهم منها عدم الثقة المتبادلة. ففي القدس وفي رام الله لا يؤمنون بان الطرف الاخر مستعد للتنازلات اللازمة من أجل الوصول الى تسوية دائمة.
‘والتصعيد ليس بعيدا جدا. رئيس المخابرات، يوفال ديسكن، الذي حذر منه في مؤتمر عقد على مبادرة جنيف، تلقى ردا على ذلك اهانات شخصية من مكتب نتنياهو (ووجه سلسلة من الاهانات من جانبه الى رئيس الوزراء). ولكن يجدر الانصات الى أقواله: التوتر في الضفة يبنى بالتدريج في الاشهر الأخيرة. وهو يمكنه أن ينتهي باشتعال اوسع بسبب حادثة محلية ايضا، مثلما حصل في الانتفاضة الاولى التي اندلعت هذا الاسبوع قبل 26 سنة، بعد حادثة الشاحنة في قطاع غزة.
‘وتكثر وسائل الاعلام في البلاد من ذكر عدد الخسائر في الجانب الاسرائيلي منذ ايلول: مواطن وثلاثة جنود من الجيش الاسرائيلي قتلوا على أيدي فلسطينيين (أحد الاحداث وقع في نطاق الخط الاخضر). معطى يكاد لا يكثر هو عدد القتلى العالي في الطرف الفلسطيني. فحسب معطيات منظمة ‘بتسيلم’: ‘من كانون الثاني وحتى آب من هذا العام قتل في ا لمناطق 15 فلسطينيا واسرائيلي واحد. منذ بداية ايلول وحتى هذا الاسبوع قتل 11 فلسطينيا آخر. ‘آخره هو فتى ابن 14، اطلق النار عليه في ظهره جندي في مخيم الجلزون للاجئين قرب رام الله، بعد حادثة رشق حجارة. ويعد هذا ارتفاع متزايد في عدد القتلى، يندرج في المعطيات عن كثرة احداث رشق الحجارة والزجاجات الحارقة على طرق الضفة.
ديسكن لا يتحدث من بواطن قلبه. فالانتفاضة الثالثة لا تزال خطرا ملموسا، وان كان يبدو ان معظم الجمهور الفلسطيني لا يريدها بعد في ضوء الثمن الذي دفعه في الانتفاضتين السابقتين.
‘
كبح جماح مزدوج
‘
لقد سبق لنتنياهو أن ذُكر هنا امتداحا على الحذر الشديد الذي يبديه بشكل عام على المستوى الامني، في كل الجبهات. ويمكن الرهان على أنه لو علق رؤساء وزراء سابقون، مثل ايهود اولمرت او ايهود باراك، في الواقع الذي يتصدى له نتنياهو على الحدود السورية في السنتين والنصف الاخيرة، لكان فائض نشاطهم من شأنه أن يورط اسرائيل في حرب زائدة.
ثمة قدر من الحق في الادعاءات التي يوجهها اولمرت نحو نتنياهو بشأن خطابه في مسألة النووي الايراني وبالاساس حول الازمة الزائدة التي بادر اليها مع الادارة الامريكية. ولكن عمليا نتنياهو بالذات هو رئيس الوزراء الاكثر حذرا. وحتى عندما علق نتنياهو في المعضلة بالنسبة لقطاع غزة في تشرين الثاني من العام الماضي اختار حملة عسكرية محدودة، ‘عمود السحاب’ بدلا من ‘رصاص مصبوب’ المكثفة لاولمرت، وامتنع عن التورط في نشاط بري في القطاع.
وواصلت حجارة الدومينو تترتب في صالح نتنياهو في غزة في وقت لاحق ايضا بعد الانقلاب العسكري في مصر في تموز. فحكم حماس في القطاع يعمل منذئذ تحت كبح جماح مزدوج: الردع الاسرائيلي والى جانبه السياسة المتشددة جدا للنظام الجديد في القاهرة تجاهها. وفي الكماشة التي يعيشها القطاع، فان مصر هي بلا شك القسم الاكثر ايلاما. فاغلاق الانفاق والتهديدات المتواترة والفظة للجنرالات في القاهرة تجاه حكومة حماس تنغص عيش الغزيين. والان تمنع حماس من كل مبادرة عسكرية ضد اسرائيل. غير أن هذه الجبهة من شأنها أن تتقلب في غضون زمن غير طويل. فالضغط الاقتصادي المصري على القطاع يقترب من المستوى الذي لا يحتمل. فقد أثار اغلاق الانفاق ازمة وقود خطيرة. والخلاف الاقتصادي بين حماس والسلطة الفلسطينية في رام الله يمنع حاليا حلولا غير مباشرة تدفع باتجاه القطاع بالوقود بثمن زهيد يقل عن 7 شيكل للتر، التي هي كلفة الوقود من اسرائيل.
يشل النقص في الوقود محطات توليد الطاقة في القطاع ويملي انقطاعات كهربائية من 12 18 ساعة في اليوم. ولا يدور الحديث فقط عن المصاعد التي لا تعمل في المباني متعددة الطوابق. فالمستشفيات تتضرر، توريد المياه يتم على نحو متقطع فقط ووسائل تطهير النفايات لا يمكنها أن تعالج المجاري التي تفيض في مخيمات اللاجئين. ويضاف الى ذلك القرار الاسرائيلي بوقف ادخال مواد البناء الى القطاع، كعقاب على الكشف عن نفق حماس قرب كيبوتس عين هشلوشا. وحسبوا في الجيش فوجدوا ان لحفر النفق بطول 1.700 متر، والذي يستهدف الاعداد ‘لعملية رف’ مستقبلية، استخدمت حماس 700 طن من الاسمنت.
‘وقرر وزير الدفاع يعلون هذا الاسبوع سحب بعض من القيود. فقد اتصل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بيعلون وحذره من آثار الحظر على سوق البناء في غزة ومن الخوف على ان يؤدي وقف مواد البناء الى اخراج عشرات الاف العمال من دائرة العمل. واستجاب يعلون وسمح بدخول الاسمنت الى مشاريع البناء التي باشراف الامم المتحدة بعد أن ادرج بان بيان شجب لنفق حماس في تقريره الدوري. ولكن المستويات المهنية التي تحت الوزير لا تزال قلقة من امكانية أن تتحول غزة مرة اخرى الى برميل متفجر، نهايته أن يشتعل. فالقطاع لا يزال لا توجد الان كارثة انسانية، ولكن انهيار الخدمات التي يقدمها الحكم للمواطن بارز والازمة الاقتصادية للسكان تحتدم. من الصعب ان نعرف متى تقرر حماس حل اللجام عن الفصائل المتطرفة التي تسعى الى استئناف اطلاقا لنار على اسرائيل او اتخاذ نهج آخر مثل محاولة موجهة لاشعال الضفة الغربية، الخاضعة لحكم خصمها، السلطة الفلسطينية.
السؤال الذي سيطرح قريبا هو أي مسار سيختاره الامريكيون. هل سيصرون على محاولة فرض تسوية دائمة على الطرفين، ام سيقترحون اتفاقا مرحليا ام سيهجرون نهائيا المحادثات فيقصرون الطريق نحو تصعيد متجدد في الضفة؟.
عاموس هرئيل
هآرتس 15/12/2013
بوفيصيل
16-12-2013, 04:30 AM
لا ترووا لنا القصص: دولة اسرائيل توجد هذه الايام في واحد من مفترقات الحسم الاكثر مصيرية في تاريخها. اتفاق جنيف يترك في يد إيران القدرة على بناء منشأة نووية في غضون وقت قصير للغاية. الفرضية الاساس لكل الحكومات في الشرق الاوسط يجب أن تكون. إذا كان سيكون للإيرانيين قنبلة ذرية، فانهم يمكنهم أن يستخدموها فورا تقريبا. وقد تكون الاقوال التي تكتب هنا مخيفة جدا، ولكنها هي الحقيقة العارية. لن تجدي أي بيانات وتنديدات حين يكون كل العالم تقريبا، وبالتأكيد الولايات المتحدة يغمض عينيه ويتنكر للحقيقة. نحن في مشكلة كبيرة.
في اليومين الاخيرين يلعن بنيامين نتنياهو، على أي حال، اللحظة التي قرر فيها أن يكون رئيس وزراء في اسرائيل. وحتى لهذا الساحر الامريكي لا يوجد الان حل. لا يمكن لاحد أن يجد له صيغة الخلاص. قد لا يكون نتنياهو مذنبا في الوضع الحالي، الذي تتوجه فيه القوى العظمى وتعمل ضد دولة اسرائيل ومصالحها، ولكن رئيس وزراء حكيم، يستشرف المستقبل ينبغي أن يبحث من اللحظة الاولى عن محبة العالم – وبالأساس محبة الولايات المتحدة، التي بدونها لا تعود الحياة هنا حياتا. رئيس وزراء كهذا لا يدعو خصم الرئيس في السباق الى البيت الابيض كي يشرع في حملة التبرعات من أجل صندوقه.
ان الخصومة بين القدس وواشنطن قد تكلفنا غاليا جدا. كل قوتنا ومكانتنا الخاصة الفريدة من نوعها في العالم تنبع من قربنا من الولايات المتحدة. نحن النجمة الاضافية في علم الخطوط والنجوم الامريكي، وفي اللحظة التي تسقط او تبهت فيها هذه النجمة – ليس لنا ما نبيعه لبلدان الاغيار. في نظر امريكا نحن نعود لان نكن دولة في حجمها الطبيعي، وإذا ما حصل هذا فانه سيكون مصيبة لدولة اسرائيل. من مكانة الابناء الوحيدين قد نعلق في تالي السنين في مكانة الابناء غير الشرعيين.
منذ حرب الايام الستة صعد على ما يبدو سائل عضوي معين الى رؤوس الزعماء في دولة اسرائيل، وبدأنا نصدق ما نكتبه عن أنفسنا وبات يخيل لرؤساء الحكم هنا بان واشنطن تلعب حسب حركة الخيوط في مسرح الدمى للقدس. استخفينا بالجميع، وفي الزمن الاخير بالولايات المتحدة أساسا. والان ترينا امريكا من أين تنزل السمكة مياهها.
ثمة من هم مقتنعون بان صلاة الاستنجاد ستزيل شر القضاء. ولمن يؤمن بذلك يجدر بنا ان نقترح الشروع بالصلاة. اما كل الباقين فملزمون بان يفهموا بانه مع التوقيع على الاتفاق في جنيف يبدأ عهد جديد في الشرق الاوسط، ومثلما قال السعوديون أمس فان "كل مقيم في الشرق الاوسط يجب أن يبدأ بالخوف". وفي اعادة صياغة لما قاله ذات مرة بنيامين نتنياهو لعله حان الوقت للقول لقادة الحكم في اسرائيل: نحن خائفون. ابتداء من نهاية هذا الاسبوع لدينا كل الاسباب الوجيهة لذلك.
يديعوت آيتان هابر
بوفيصيل
27-12-2013, 12:06 AM
▴
قناة تواصل سرية بين نتنياهو وعباس
تكشف صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن قناة تواصل سرية بين ممثلين عن رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الفلسطيني من خلال مندوبين في لندن
يؤاف شاحام 26 ديسمبر 2013, 11:17
عباس ونتانياهو
هنالك قناة تواصل سرية بين رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس قائمة منذ عدة سنين. التقى المحامي يتسحاق مولكو المقرب من بنيامين نتنياهو وأمين أسراره بالمندوب الشخصي لعباس في لندن عدة مرات. هذا ما كشفت عنه صحيفة "يديعوت أحرونوت" هذا الصباح.
إن هوية المندوب الفلسطيني غير معروفة، لكن التوقعات تشير إلى أنه رجل الأعمال الفلسطيني، باسل عقل، الذي يعيش في لندن. التواصل بين الطرفين ليس رسميًا ويهدف إلى تبادل الرسائل وحل المسائل التي تشغلهما.
وفقا لما تم نشرة فإن للتواصل السري ثلاثة أهداف: حل المشاكل اليومية التي تحدث على أرض الواقع، التحضير لخطوة سياسية كبيرة، بعث إنطباع لدى من يطلع على المعلومات بأن هنالك رغبة بتحسين الوضع السياسي في حالات الجمود. وليس واضحًا حتى الآن مدى تأثير قناة التواصل على استئناف المحادثات مع الفلسطينيين خلال الصيف المنصرم.
ليست هذه المرة الأولى التي تستضيف بها لندن محادثات سرية تتعلق بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني. قام في عام 1987 وزير الخارجية شمعون بيرس والعاهل الأردني حسين بالتوقيع على "اتفاقية لندن" التي كانت باكورة العلاقات السرية بين الطرفين وكانت تهدف إلى تشكيل لجنة دولية تجري من خلالها إسرائيل والأردن محادثات حول الضفة الغربية.
بدأت اتفاقيات أوسلو عام 1993 أيضًا بعد إجراء محادثات سرية في لندن قام بها نائب وزير الخارجية يوسي بيلن حيث كان وزير الخارجة بيرس يعلم بوجود هذه المحادثات على عكس رئيس الوزراء يتسحاق رابين. بقي أن ننتظر ونرى ما الذي ستسفر عنه قناة التواصل السرية التي تم الكشف عنها اليوم.
بوفيصيل
27-12-2013, 01:58 AM
تحينما صاغ يغئال ألون الخطة المسماة باسمه، بيّن فقال، ‘أرى أن سيطرتنا على غور الأردن ضرورة ينبغي عدم التخلي عنها’. ومر منذ ذلك الحين أكثر من أربعة عقود وزالت التهديدات التي كانت تقلق ألون، فقد انتقضت ‘الجبهة الشرقية’ وخطر حرب جيوش نظامية تهاجم من قبل أرض الأردن، لم يعد قائما. ولذلك لم تعد توجد أهمية لغور الأردن باعتباره حاجزا لغزو بري محتمل من الشرق.
في عصر أصبح التهديد المستقبلي المركزي من الشرق هو السلاح المائل المسار (الصواريخ البالستية والقذائف الصاروخية)، لم تعد توجد أية أهمية وأية فائدة من وجود قوات الجيش الإسرائيلي في غور الأردن. إن ادعاء مؤيدي السيطرة على الغور هو أنه لا يمكن في الشرق الأوسط توقع تطورات وتحولات لأنه قد يمكن في المستقبل هجوم عسكري بري من الشرق، ولهذا فإن وجود الجيش الإسرائيلي الدائم في غور الأردن ضرورة أمنية. لكن من الواضح أن قوة الجيش الإسرائيلي التي ستمكث على الدوام في غور الاردن ستكون محدودة المقدار بالضرورة، وستكون بسبب ظروف المكان في وضع سيء من جهة التضاريس مُعرضة للنيران من الشرق والغرب ومُعرضة لخطر التطويق الدائم.
حينما يقول وزير الدفاع موشيه يعلون وقت زيارته للغور، ‘أنا رجل استيطان… لا يوجد أمن في مكان لا يسكنه اليهود’، فإنه ينسى كما يبدو درس حرب يوم الغفران. فبلدات هضبة الجولان فضلا عن أنها لم تُهيئ ‘الأمن’، أصبحت عبئا واحتيج إلى اخلائها بسرعة.
واذا تحقق مع كل ذلك السيناريو الأقل احتمالات لهجوم عسكري من الشرق فإن الجيش الإسرائيلي يملك قدرة عملياتية ممتازة للقضاء على قوات متقدمة تقدما عميقا في أرض الأردن. واذا لم يتم القضاء على جزء من قوات العدو المتجهة غربا فسيدخل الجيش الإسرائيلي آنذاك الضفة الغربية من الشمال والجنوب ويستطيع بالطبع أن ينقل قوات في الجو ويُنزلها لإغلاق الشوارع الرئيسة القليلة التي يمكن التقدم فيها من الغور إلى الغرب.
‘وفي كل ما يتعلق بتهديد حرب العصابات وإرهاب المنظمات عرفنا من قبل أن أنجع طريقة للمواجهة هي التأليف بين الإستخبارات وعائق أمين بين إسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينية (الجدار الأمني). وبعد أن تُقام الدولة الفلسطينية وبالإعتماد على الترتيبات الأمنية معها، ستكون مصلحة الفلسطينيين في منع بناء قاعدة إرهاب في أرضهم، وإحباط دخول إرهابيين من الأردن. وستمنع قوات الأمن الأردنية ذلك من الجهة الشرقية لنهر الأردن.
واذا تناولنا خطر تهريب وسائل قتالية إلى داخل الدولة الفلسطينية من الشرق، فإن من المناسب أن يتم تقوية عائق نهر الأردن مع نشاط الأردن وفلسطين لمنع التهريب، وأن يكون هناك وجود إسرائيلي في المعابر الحدودية، وينبغي أن يضاف إلى ذلك محطات الإنذار في باعل حتسور وجبل عيبال حيث سيكون وجود إسرائيلي أيضا. ينبغي عدم التخلي بالطبع في كل تسوية ستكون مع الفلسطينيين عن السيطرة الالكترو- مغناطيسية والجوية الإسرائيلية التي ستسهم في جمع المعلومات الاستخبارية أيضا.
ويتبين من كل ذلك أن قول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ‘سأوقع على تسوية دائمة اذا اشتملت فقط على بقاء إسرائيل في الغور’، هو قول سياسي لا يعتمد على تحليل عسكري مختص. يستطيع نتنياهو في الحقيقة أن يحاول احراز موافقة فلسطينية على وجود عسكري في الغور، بل إن فريق وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يساعده على ذلك، لكن يجب عليه أن يفهم أن للسيطرة على الغور فائدة أمنية هامشية قياسا بالمكسب الأمني الإستراتيجي الذي سنناله من التوقيع على اتفاق سلام مع الفلسطينيين.
هآرتس – 23/12/2013
بوفيصيل
27-12-2013, 02:08 AM
انتقد بنيامين نتنياهو وافيغدور ليبرمان وتسيبي لفني (التي كانت آنذاك عضو ليكود ورعة) وآخرون في الحكومة الحالية مبدأ ‘سنجري تفاوضا وكأنه لا يوجد ارهاب، ونكافح الارهاب وكأنه لا يوجد تفاوض’، انتقادا شديدا. صيغ هذا المبدأ في مدرسة اسحق رابين وشمعون بيريس، حينما بدأ الفلسطينيون المخلصون لاتفاق اوسلو، يفجرون حافلات مع ركابها، وقتل عشرات الاسرائيليين في العمليات. وقد جاء موشيه يعلون الذي كان رئيس ‘أمان’ آنذاك المجلس الوزاري المصغر ببراهين قاطعة على المشاركة المباشرة للفائز بجائز نوبل للسلام ياسر عرفات ومسؤولين كبار آخرين كانوا مشاركين في اوسلو في العمليات، لكن بلا فائدة. فقد استمرت المحادثات لأجل دفعات اخرى. وطويت كراسة خاصة أُصدرت بغرض أن يُبرهن للعالم على مشاركة عرفات الشخصية في الارهاب، بأمر من رابين.
‘ انفجرت الحافلة في بات يام بعد أن نجح الركاب في الهرب، لكن يجب أن يكون الرد مع ذلك كأنها انفجرت مع ركابها. وهكذا يجب أن تُعامل عمليات اخرى ايضا ومنها الرشق بالحجارة والطعن والتي انتهت الى جراح بلا قتلى. اذا سلكت حكومة بنيامين نتنياهو سلوك حكومة اسحق رابين فقد تكون النتائج مشابهة وهي العودة الى العمليات الفظيعة في بداية الألفية الثالثة.
إن حقيقة أن ‘أقلية متطرفة’ لا السلطة الفلسطينية، متهمة الآن كما كان الحال آنذاك بالمسؤولية عن الارهاب المجدد تثبت أنه ليس لحكومة الليكود بيتنا البيت اليهودي الجرأة الداخلية للسلوك سلوكا يخالف القائمين على اوسلو. واذا لم تصحُ فقد تصبح قائمة على دعامة مكسورة كما وجد رابين وبيريس أنفسهما حينما قتل عشرات اليهود والمئات احيانا في كل شهر. إن الحكومة وهي توشك أن تفرج عن الدفعة التالية من الارهابيين القتلة مع زيادة الارهاب قوة، تتابع في واقع الامر ذلك المبدأ الكارثي.
أجل، إنه لتجديد صارخ: ‘أقلية متطرفة فقط’. إن كارثة اوسلو برهان ساطع على نتائج النشاط المدمر لأقلية ارهابية متطرفة. إن هذه ‘الأقلية’ صدعت في العقدين الاخيرين صدوعا خطيرة في الاعتقادات الأساسية ومشاعر الأمن المادية والايديولوجية عند مواطني اسرائيل اليهود. وقد نجحت في ذلك لأن الذي كان يفترض أن يقضي عليها كان ايمانه مضعضعا ولهذا لم يكن مصمما على حربها تصميما كافيا وقتا طويلا جدا. وحينما جاء آخرون وقضوا عليها في النهاية وثبت أنه يمكن القضاء على الارهاب رُئبت الصدوع في الاعتقادات الأساسية بسبب التردد الطويل في النضال لكن جزئيا.
ينبغي القضاء على موجة الارهاب الحالية وهي ما تزال في مهدها، وهكذا تُمنع جولة اخرى من عمليات جماعية مع أثمان الضحايا الفظيعة والركود الاقتصادي وفقدان الجيش والمواطنين الثقة بالنفس. ينبغي استعمال وسائل ضغط اخرى سوى المفهوم من تلقاء نفسه، أعني النشاط العسكري الأساسي الذي لا يعوزه التردد والذي يسعى الى الاحتكاك المباشر.
وقد ثبت أن وسائل الضغط الاقتصادية ناجعة هذا مع وقف ‘دفعات’ الافراج عن القتلة. إن للسلطة الفلسطينية المستقلة وسائل فرض القانون وينبغي أن تلقى المسؤولية عن القضاء على الارهاب عليها.
يجب على اسرائيل أن تعلن (وتفي) أنه: لن يوجد بعد ارهاب مخصخص، فاذا لم يكف محمود عباس عن اللعب كعرفات فستدخل اسرائيل في عملية.
‘ إن الخشية هي من أن يتردد نتنياهو بسبب ضغط خارجي (وداخلي بقدر لا يقل عن ذاك). وسيصدر كالعادة حينما يبلغ السيل الزبى كما كان الوضع قبل عشرين سنة أمرا بالعملية يجب أن يصدر في هذه الايام.
إن عمل رفاقه في الحكومة والمجلس الوزاري المصغر أن يساعدوه على التغلب على أكبر نقاط ضعفه: التردد والتأجيل. لأنه اذا هاج الارهاب بسبب ذلك فستقع المسؤولية عليهم ايضا ولا سيما وزير الدفاع.
بوفيصيل
07-01-2014, 11:02 PM
توجد سرية كثيرة حول التفاوض ونسمع تفاؤل وزير الخارجية الامريكي، وتحليلات المراسلين السياسيين والكثير جدا من جُمل بنيامين نتنياهو وأوري اريئيل ويوفال شتاينيتس وشركائهم المستعلية. لو أن هؤلاء كانوا يمينيين متطرفين هاذين لقلنا من حسن الحظ أنهم لم يتجاوزوا نسبة الحسم، فهم قادرون على أن يحكموا علينا الى الأبد بالسيطرة على مناطق مشاعة، لكنهم يتحدثون كأسياد لأنهم الأسياد. فهم يرون أن الفلسطينيين يجب أن يظلوا عبيدا بلا حقوق. ويجوز أن نكون متشائمين لسماع هؤلاء المستكبرين، ويجوز أن نكون متشائمين’ لعجز اليسار المطلق في البرلمان وخارج البرلمان، ذاك الذي يتلذذ في الشبكات الاجتماعية.
يبدو أن القيادة الفلسطينية تشارك في التفاوض عوض الاعتراف الغربي بحقها في تمثيل شعبها وهو الحق الذي تستهين اسرائيل به لأنها تستهين بحق الفلسطينيين في الوجود. وهذا المفهوم من تلقاء نفسه هو القاسم الاستعماري المشترك بين الاسرائيليين: فلنا فقط حاجة الى الأمن وحق في امتلاك جيش، وعدم احترام القانون الدولي والاستمرار في الاستيطان. وتشارك قوة الفلسطينيين المسلحة في الدفاع عنا لا عن بيوتهم التي يداهمها جنود الجيش الاسرائيلي في الليالي ولا عن غراسهم التي يُحرقها مستوطنون بغيضون. هل يوجد جدول زمني للانسحاب؟ نحن نقرر ذلك ولا يقرر أحد لنا، يقول السيد، لأن فضاء العيش هو لنا.
وينشيء السيد ايضا ‘خطابا مضادا’، مع تلفازه: أعني موضوعات يجب على الفلسطينيين بحسبها أن يبرهنوا على ‘جدية نواياهم’ وعلى ‘صدقهم’. فهم يطلبون منهم مرة أن يعترفوا بيهودية الدولة وهو طلب لم يُعرض على أية دولة في العالم، ويأتي في الغد مجموع يتناول ‘التحريض’: أي أن الشعب الفلسطيني الذي يعيش خرابه المستمر منذ عشرات السنين ليس له الحق في الحديث عن هذا الخراب من وجهة نظر الدولة التي جعلت هي نفسها موضوع الحداد هو الموضوع الوحيد في ثقافتها.
إن مراسم الافراج عن السجناء هي الجزء الأشد داءا في الدعاية الاعلامية المتعلقة بالتفاوض. فحسبُنا أن ننظر في البروتوكول الذي يُجرون بحسبه لقاءات صحفية مع عائلات ضحايا قتل في كل ‘دفعة’. متى رأيتم مقابلة صحفية مع ‘مجرد’ أب، أُفرج عن قاتل إبنه بعد عشرين سنة؟ لم تروا. ولماذا؟ لأنهم يحددون العقوبة على كل سجين مؤبد ويُفرج عنه بعد 15 سنة أو 20 دون أية مقابلة صحفية مع الأب البائس. والدعوى الفلسطينية أبسط تقول من مِن قاتلينا حوكم؟ وهنا ايضا لا يُسمع صوت المحكومين باللغة العبرية. اذا كان يوجد شيء يستطيع أن يشهد على مستقبل التسوية فهو السلوك الاعلامي، وقبول الخطاب اليميني المتطرف مفهوما من تلقاء ذاته.
إن الآمال في الحل في الجولة الحالية تفرض أن يخضع الفلسطينيون وأن يفرض ممثلوهم على شعبهم الاملاءات الامريكية وإلا اتُهموا بافشال المحادثات، وحينها لن يستطيعوا أن يردوا علينا بأفظع ضرر يجوز لهم أن يُسببوه وهو التوجه الى المؤسسات الدولية كي تغضب هي على اسرائيل. أي استعمار انهار نتاج غضب دولي؟
ألم يحن الوقت ليُقال باللغة العبرية إن الفلسطينيين تخلوا عن ثلاثة أرباع البلاد وأن اسرائيل ترفض التخلي عن الربع الباقي. وفي المجال الضيق بين تسيبي لفني ونفتالي بينيت لا يتجادلون إلا في عدة أجزاء اخرى ستُؤخذ من الربع الباقي لهم.
تمحو اسرائيل الصوت الفلسطيني في كل يوم. هل الأمن؟ إن هذه الحاجة هي لنا فقط، هل الجدل الداخلي؟ إنه موجود عندنا فقط. هل اقتلاع الكتل الاستيطانية؟ لا يمكن. لكن ماذا عن نقل القرى في وادي عارة من داخل اسرائيل؟ لا يوجد أسهل من ذلك. لقد بنوا مدننا وأخذنا منهم الاراضي والماء وهم يستطيعون الآن أن يكونوا جزءا من الارض المشاعة التي يُعدها الامريكيون وراء الخط الاخضر. إن دمهم هدر. وليسوا منا ايضا.
هآرتس6/1/2014
بوفيصيل
21-02-2014, 05:39 AM
أربعة أرقام فقط: 1967
ايتان هابر
february 19, 2014
أربعة أرقام، أربعة ارقام فقط، تفصل بين ما هو حلم للكثيرين السلام مع الفلسطينيين وبين، ربما، ما يجعله واقعا. . الاسرائيليون لا يمكنهم معها. الفلسطينيون لا يمكنهم بدونها. هذه كل القصة.
لو كان الامر هكذا حقا، لكنا منذ زمن بعيد كتبنا هذا المقال في مقهى في قصبة نابلس أو في مكتب صديق، اذا كان سيكون كهذا، في رام الله. حتى هذه اللحظة توجد فجوة هوة بين الـ 1967 التي يستمتع بتلفظها صائب عريقات الفلسطيني بالعبرية: أحات تيشع شيش شيفع وبين ذات الاعداد التي تخرج من فم تسيبي لفني. على وجه عريقات ترتسم بشكل عام ابتسامة داهية تكاد تكون شريرة، حين يتلفظ بهذه الاعداد بالعبرية. اما تسيبي لفني فتبتسم بشكل مختلف. بيبي نتنياهو لا يبتسم على الاطلاق. 1967 هي بالنسبة له خلاصة وجود دولة اسرائيل.
1967هي خط فيضان الماء في النزاع الاسرائيلي الفلسطيني. بالنسبة للفلسطينيين، ومعهم الامريكيون وكل العالم، فان 1967 هي المنطلق لحل النزاع. بالنسبة لقسم كبير من الاسرائيليين هي وصفة للمصيبة، لدرجة ضياع الدولة. يهم للفلسطينيين ، ربما، ما يكتب: ‘على أساس خطوط 1967′، ‘حدود 67′، ‘صيغة 67′ وحتى قياس حذاء 67، على أن يتفق على هذه الاعداد الاربعة بين الطرفين وبالطبع تنفذ.
وكما قيل بالطبع القصة لا تتعلق بهذه الارقام بل ما تنطوي عليها: انسحاب الى خطوط الرابع من حزيران 1967، قبل دقيقة من انطلاق الجيش الاسرائيلي الى الحرب وفي اعقابها احتل شبه جزيرة سيناء من المصريين، يهودا والسامرة حتى نهر الاردن من الاردنيين والهضبة السورية من السوريين. بالنسبة لدولة اسرائيل المعنى هو في هذه اللحظة 360 ألف نسمة استقروا في يهودا والسامرة وفي القدس الشرقية. بالنسبة للفلسطينيين المعنى هو اقامة دولة على تلك المناطق وتلك الاماكن التي يعيش فيها في هذه اللحظة عشرات الاف الاسرائيليين.
بالنسبة لقسم من الاسرائيليين هذه عودة صهيون الحقيقية. بالنسبة للفلسطينيين الانسحاب الى خطوط الرابع من حزيران 1967 هو شطب تام للانجازات الاسرائيلية في حرب الايام الستة. مثلما مع الفارق، في يانصيب هبايس عندنا 1967 هو العدد الاضافي للفلسطينيين. ولكن الحجة الفلسطينية ليست بريئة، بالطبع، مثلما تسمع وتبدو.
لقد أخذت حكومة اسرائيل على عاتقها في تشرين الثاني 1967 ان تخرج الى حيز التنفيذ قرار 242 لمجلس الامن، الذي تحدث عن انسحاب الاسرائيلي الى خطوط الرابع من حزيران 1967، الى حدود آمنة ومعترف بها مع تعديلات طفيلة. الفلسطينيون يقولون: حسنا، مرت 47 سنة منذئذ. ويفهم الاسرائيليون اليوم بان الموافقة على مثل هذا الانسحاب معناها اقتلاع عشرات الاف المستوطنين من بيوتهم، صدمة لا تطاق لدولة كاملة وعرض دولة اسرائيل كدولة حدودها مؤقتة وقابلة للتغيير. من هنا فصاعدا الطريق قصير من ناحية الفلسطينيين لدحر دولة اسرائيل الى خطوط تقسيم الامم المتحدة من العام 1967.
يحتمل ان يكون هذا هو السبب الاساس للطلب الاسرائيلي في المفاوضات الحالية الاعتراف باسرائيل كدولة قومية يهودية والاعتراف بالاتفاق، اذا ما تحقق، كنهاية النزاع وختام كل المطالب. مثل هذا الاعتراف كفيل بان يثقل على الحلم الفلسطيني لعرض اسرائيل كدولة مؤقتة وآنية، واعتراف دولي بمثل هذه التسوية سيثقل عليهم أكثر فأكثر. ومثلما يبدو الامر في هذ اللحظة فان احتمالات ان يوافق الفلسطينيون على ذلك طفيفة حتى صفرية.
يقال ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مقتنع بان الفلسطينيين لا يمكنهم ان يأخذوا على عاتقهم اعترافا باسرائيل كدولة يهودية، واذا ما حصل الامر بالصدفة فانه سينجح في أن يثبت لسكان الدولة بانه أخرج من عقول الفلسطينيين حلمهم الكبير. مرة اخرى يتبين ان السياسة الخارجية لدولة اسرائيل هي سياسة داخلية، مثلما قال ذات مرة وزير الخارجية الامريكي هنري كيسنجر.
يديعوت 19/02/2014
بوفيصيل
04-03-2014, 02:01 AM
جيش الأخلاق يقتل الأطفال
صحف عبرية
march 2, 2014
أطلق أعظم الجيوش اخلاقا صاروخا مضادا للدبابات على بيت سكني كان يختبيء فيه شاب فلسطيني مطلوب. وسحق الجيش الأعظم اخلاقا في العالم بيتا بجرافة. واستعمل أعظم الجيوش اخلاقا في العالم الكلاب للبحث في الأنقاض، واستعمل الجيش الأعظم اخلاقا في العالم الفعل الذي يسميه ‘طنجرة ضغط’ وهو فعل فظيع جدا أوجده لنفسه.
حدث ذلك في يوم الخميس في بير زيت، فقد وصل جنود جيش الاخلاق الى القرية فجرا لاجل ‘عملية اعتقالات’ اخرى يتم مثلها في كل ليلة لا تكادون تسمعون بها. ويشمل ذلك بث الرعب في القرى تحت جنح الليل، ومداهمة بيوت يكون ساكنوها وفيهم الاولاد نائمين، وتفتيشات قاسية واشاعة الدمار. وينتهي ذلك احيانا بالقتل ايضا كما حدث يوم الخميس. ويحدث كل ذلك في وقت اصبح فيه النشاط الارهابي ضئيلا جدا. وتتم هذه العمليات احيانا بصفة حاجة عملياتية حقيقية لكنها تتم ايضا بصفة تدريبات معتادة للحفاظ على استعداد القوات واظهار قوة استعلائية نحو السكان. وقد أوجد الجيش الاسرائيلي بسبب هذا لنفسه، اسما آسرا وهو ‘لبنة تشويش’ وهي الهجوم على مجتمع مدني لاحداث الذعر والخوف وللتشويش على حياته كما كُشف عن ذلك مرة في محكمة عسكرية على يد جمعية ‘يوجد حكم’.
كان الحديث في بير زيت عن ثلاثة شباب من اعضاء الجبهة الشعبية، وهي منظمة ليست نشيطة بصورة مميزة، وإن سارع المراسلون العسكريون ايضا الى الترديد كعادتهم عن الجيش الاسرائيلي أنه كان للثلاثة ‘نية تنفيذ عملية قريبا’ فجيش الاخلاق هو جيش يقرأ النوايا ايضا فاننا نشك أن الحديث كان عن مستحقين للموت. لكن الجيش الاسرائيلي أعدم معتز وشحة الذي رفض أن يسلم نفسه بزعم أنه كانت معه بندقية، وكانت تلك تصفية دون وجود قنبلة متكتكة، وتقبلت اسرائيل هذه القصة ايضا في تثاؤب. هكذا يتصرف الجيش الاعظم اخلاقا في العالم وهكذا يجب عليه أن يتصرف؛ فلا توجد طريقة اخرى لاعتقال شاب سوى تصفيته بصاروخ لاو وهدم بيت عائلته.
إنه عمل شيطاني ـ وفي ذلك اليوم خصوصا نشر رأي استشاري اختصاصي في اخلاقية الجيش الاسرائيلي الحقيقية: فقد نشرت إمنستي العالمية تقريرا قالت فيه إن جنود الجيش الاسرائيلي يظهرون استخفافا واضحا بحياة الانسان، يعبر عنه قتل عشرات المدنيين الفلسطينيين وفيهم اولاد صغار. وتقول المنظمة إن الحديث عن قتل متعمد يبلغ الى أن يكون جرائم حرب. ولم ينجح ذلك ايضا بالطبع في تصديع ايمان الاسرائيليين الحماسي لاخلاقية جيشهم السامية. هل قلنا من قبل: ‘اذهبوا الى سوريا؟’ واوضحت وزارة الخارجية والجيش الاسرائيلي أن إمنستي مصابة بـ ‘عدم فهم مطلق للتحديات العملياتية’. حقا ماذا يفهمون في إمنستي. في نهاية الاسبوع أوقفت العصابة العسكرية التي تحكم ‘ميانمار’ (بورما) عمل منظمة ‘اطباء بلا حدود’ في تلك الدولة لاسباب مشابهة. ولو أنهم استطاعوا في اسرائيل فقط لأوقفوا عمل إمنستي وأشباهها.
لكن المواطن النزيه لا يحتاج الى إمنستي ليعلم. فقد قتل الجيش الاسرائيلي أول أمس فقط امرأة على حدود خان يونس بعد أن نفذ فيها اجراء ‘الابعاد’. إن قتل متظاهرين بالقرب من الجدار الذي يخنق قطاع غزة أمر عادي فماذا يُقدم من التقارير عنه وهو يشبه اطلاق النار على صيادي السمك فيه. ويُردى متظاهرون وراشقو حجارة واولاد وفتيان قتلى في الضفة باطلاق النار عليهم. فقد أطلقت النار قبل شهرين على الولد وجيه الرمحي في الجلزون. ونشرت ‘بتسيلم’ قبل اسبوعين نتائج تشريح جثته: فقد أطلقت النار على ظهره من مسافة نحو من 200 متر. وكان ذلك ايضا مصير الفتى سمير عوض من بدرس وعشرات القتلى الآخرين ممن لم يعرضوا حياة أحد للخطر، وأطلقت النار عليهم فماتوا بيد خفيفة بصورة مخيفة وماتوا عبثا. ولم يُحاكم أحد عن اعمال القتل تلك فما زال ملف عوض الذي أطلقت النار على ظهره من كمين وقد وثقت قتله في حينه، ما زال ملقى منذ اكثر من سنة في النيابة العسكرية ويعلوه الغبار.
وكل ذلك في اعظم الجيوش اخلاقا في العالم. وحاولوا فقط الاعتراض على ذلك؛ وحاولوا فقط أن تزعموا ان الجيش الاسرائيلي يأتي في المكان الثاني في عظم الاخلاق في العالم، لنفرض بعد جيش لوكسمبورغ.
جدعون ليفي
هآرتس 2/3/2014
بوفيصيل
06-03-2014, 02:54 AM
الغرب سيخون إسرائيل كما خان أوكرانيا
غي بخور
march 5, 2014
ارتبط اجتياح بوتين لاوكرانيا مع ‘ورقة الاطار’ و ‘الترتيبات الامنية’ التي يقترحها اوباما وكيري على اسرائيل، بشكل وثيق.
حسب ورقة الاطار، ستضمن الولايات المتحدة الامن، وفي واقع الامر الوجود الاسرائيلي مع ترتيبات امن في يهودا والسامرة ورقابة الامريكيين، ربما الناتو، وربما قوات اجنبية اخرى، على حد أفضل ما ينتجه الخيال.
وبالتوازي، ففي العام 1994 وقع في بودابست اتفاق بين اوكرانيا وبيل كلينتون، الرئيس الامريكي، جون ميجر رئيس الوزراء البريطاني وبوريس يلتسين، الرئيس الروسي لاخراج السلاح النووي من اوكرانيا الى روسيا. وبالمقابل، تعهد الزعماء الثلاثة الكبار، بتوقيعهم الشخصي، بضمان وحماية حدود اوكرانيا وأمنها.
وها هي شبه الجزيرة الاستراتيجية القروم يحتلها الروس منذ الان، واواكرانيا تهتف ‘النجدة’ وتلوح بالورقة من بودابست ولكن احدا لم يخرج، بل ولن يخرج لنجدتها. لا الامريكيون، الذين لن يعرضوا للخطر جندياً واحداً منهم، لا البريطانيين، لا الناتو ولا ‘الغرب’. اوكرانيا تركت لمصيرها، اذا ما اراد بوتين ان يواصل تخريبها اقتصاديا وعسكريا، ام لا، ولكن المساعدة العسكرية لن تحصل عليها.
هكذا خان الغرب اوكرانيا. وخان في واقع الامر توقيعه على الاتفاق معها. وبالضبط في نفس الوقت، ذات الولايات المتحدة قترح علينا ايضا ضمانتها الامنية في المناطق. لا توجد صدفة اكبر من هذه، ولكن الان يفهم الجميع ماذا يساوي الوعد الامني الامريكي وأي ‘ترتيبات امنية’ مشكوك فيها تقترحها ورقة كيري. هذه ورقة مثلما مع اوكرانيا. في الحالتين اوراق في الهواء.
براك اوباما يحاول ان يقاتل ضد بوتين بطريق اقتصادية، وربما ان يردعه. ولكن اي ردع سيكون ممكنا أمام العصابات الجهادية العنيفة التي ستسيطر على المنطقة فور خروج الجيش الاسرائيلي من المناطق؟ فالوضع سيكون هناك بالضبط مثلما في سوريا، ولكن فوق تل أبيب، مطار بن غوريون، حيفا والقدس.
هل تنجح الولايات المتحدة في عمل شيء في سوريا؟ ‘الضفة لن تكون غزة’، صرح جون كيري هذا الاسبوع من على منصة ايباك. وكيف بالضبط سيمنع هذا؟ هل واشنطن ستبعث الاف من جنودها لان يقاتلوا وان يقتلوا من أجل الاسرائيليين في أزمة جنين؟ فلاوكرانيا ايضا تعهدوا. كلمات واتفاقات تتطاير في الهواء.
وعليه، فليتفضل الامريكيون بطي الترتيبات الامنية المخجلة التي ‘يقترحونها’ على اسرائيل. بداية فليحرروا شبه جزيرة القرم من الروس، يوقفوا الحصار على اوكرانيا، يعيدوا بناء مصداقيتهم التي انهارت هذا الاسبوع، فقط بعد ذلك فليعودوا الى اسرائيل. فما بالك ان حجم التهديدات على اسرائيل اكبر ببضعة اضعاف. فقط التواجد الامني الدائم للجيش الاسرائيلي في المنطقة سيضمن الاستقرار. كل تسوية اخرى ليس معناها سوى المعاناة والتهديد الدائم لكل الجهات ذات الصلة، يهودا وعربا على حد سواء.
يديعوت 5/3/2014
بوفيصيل
07-03-2014, 04:50 AM
أعداء في داخلنا
نداف هعتسني
march 6, 2014
في ثلاث رحلات جوية مضنية من فلوريدا وصلت هذا الاسبوع الى البلاد ابنة اصدقاء اسرائيليين يعيشون في الولايات المتحدة منذ سنوات طويلة. عندما بلغت الفتاة عمرا يذهب فيه ابناء صفها الى الكلية الامريكية، قررت أنها بحاجة بالذات الى التجند للجيش الاسرائيلي. ومع أن العائلة وطنية اسرائيلية صرفة، ولكن يمكن تصنيفها كمهاجرين من اسرائيل بكل معنى الكلمة، مثل اولئك الذين اسماهم اسحق رابين في الماضي ‘سقط البعوض’. وها هي ابنة الساقطين اولئك وصلت هذا الاسبوع كي تودع بضع سنوات من حياتها من أجل دولة القومية اليهودية.
في اليوم الذي نزلت فيه ابنة المهاجرين من اسرائيل في البلاد المقدسة كي تتجند للجيش، أغلق أدوات القدسية ممن يلبسون السواد نصف الدولة، كي يهددونا الا نتجرأ على ان نطالبهم بان يشاركوا في الجهد القومي. ومسلحون بافضل ما انتجه تاريخنا وتراثنا نحن اليهود حاولوا ان يتحدوا النزعة القومية، السيادة والتكافل المتبادل للشعب اليهودي. فقد كفروا، عمليا، بالعلاقة الاساسية بيننا، التي تلزمهم، كجزء منا، بالمشاركة في الجهد القومي.
ويكاد يكون بالتوازي نشرت في صحيفة ‘امريكية’ مقابلة معادية مع الرئيس اوباما، كلها نتاج صنعة التحريض والعمل المعادي لمحافل اليسار المتطرف يهود من البلاد ومن الخارج ممن يعملون منذ سنوات طويلة في الجامعات ضدنا. هم الذين جلبوا علينا الهوس المسيحاني لجون كيري، هم الذين يبنون بمنهاجية التهديد بالمقاطعة، هم الذين يعدون مؤتمرات ديربن على أنواعها، هم الذين اصبحوا العدو الاخطر لدولة اسرائيل اليوم.
وفي الوسط، الاتون الصهيوني الذي يربط منذ منتصف القرن التاسع عشر الاطراف والجموع المتعذرين ظاهرا: من تربوا في البلاد، مهاجرين جدد من كل العالم، علمانيين صرفين، معتمري قبعات محبوكة، بل وحتى ابناء مهاجرين من اسرائيل من العالم ممن حتى لو ذهبوا بعيدا جسديا لم يبعدوا انفسهم ابدا عن الفعل الصهيوني. على اساس الخلفية المشوشة هذه من المهم الاعتراف بالواقع، دون امور وتشويش: حيال كل من يشخصون أنفسهم كملتزمين بالقومية وبالنزعة القومية اليهودية الاسرائيلية، تبلور في داخلنا جمهوران، حتى لو كانت امهم يهودية في غاية الشرعية، فانهم يتنكرون للرابط القومي الاساسي لنا. الرابط الذي يجمع معا الواجبات وليس فقط المغانم، الفلكلور والحقوق.
لقد نما في داخلنا جمهور آخذ في التعاظم بعد جيل من المغازلات الائتلافية والتغذية من اموال الرشوة السياسية اصبح مخلوقا اجتماعيا لم يسبق ان كان مثله في تاريخ اسرائيل. وهو يعيش في داخلنا، يرضع من مناهلنا، يتعالى علينا ويطلب ان نواصل كوننا عبيدا نركع له نعيله ونسفك دماءنا من اجله. التعليم الاصولي المنعزل، الذي يرفع اعلام القطيعة والاستقلال يؤدي عمليا الى قطع الحبال عن القومية اليهودية.
وبالتوازي، نشأ مخلوق اجتماعي قد يكون اخطر: جمهور يعيش في داخلنا، يستخدم اللغة القومية اليهودية ويدعي بانه يعرف ما هو خير لنا. ولكن حتى لو كان جزء منه لا يزال يسمي نفسه صهيوني، فهو معادٍ اساسي لافكار المشروع الصهيوني والاكثر اقلاقا من كل شيء يعمل بشكل منهاجي ضد قوميتنا في الخارج يفتح ثقبا في ارضية سفينتنا قدر الامكان. ومن هنا تتشكل خطوط اساسية جديدة، مشوشة، لهوياتنا. خطوط اساسية تبدا باعادة تعريف القومية اليهودية، خلافا للدين. وهم يخلقون معادلة جديدة لـ ‘كل اسرائيل متكافلون الواحد مع الاخر’. يبنون تكافلا متبادلا ينبغي كشفه وتطويره، والى جانب ذلك ابعاد كل من يكفر بوجود العربة في ظل التعلق الطفيلي بها او بمحاولة التخريب في عجلاتها.
معاريف 6/3/2014
بوفيصيل
10-03-2014, 01:26 AM
أسبوع من القرارات
قانون الاسفتاء الشعبي، قانون تجنيد الحاريديين والإصلاح الذي سيؤدّي إلى إضعاف أحزاب المعارضة كلها ستقترح هذا الأسبوع في الكنيست للموافقة النهائية. المتضرّرون الرئيسيّون: أعضاء الكنيست العرب والحاريديين
يؤاف شاحام 9 مارس 2014, 13:28
الكنيست الإسرائيلي
ثلاثة اقتراحات قوانين مهمّة بشكل خاصّ ستقترح هذا الشهر للتصويت عليها في الكنيست الإسرائيلي: قانون الاستفتاء الشعبي، إصلاح التجنيد في الجيش و"قانون الحكم". رغم المعارضة الشديدة من قبل أحزاب المعارضة للقوانين الثلاثة، فمن المرتقب أن تمرّر الحكومة اقتراحات القوانين هذه في الكنيست دون صعوبة حقيقية. إذا سقط أحد القوانين، فسيُعتبر الأمر إنجازًا كبيرًا للمعارضة، وفشلا مريرًا بالنسبة لائتلاف نتنياهو.
ومن بينها جميعًا، فإنّ القانون الأهمّ هو "قانون الحكم"، والذي حسب أقوال المعارضة خُصّص لإضعاف الأحزاب المعارضة للحكومة؛ وفي الواقع لإضعاف الديموقراطية الإسرائيلية. البند الأكثر بروزًا هو رفع نسبة الحسم في انتخابات الكنيست من 2% كما هو الحال الآن إلى 3.25%. ومعنى ذلك أنّ الأحزاب التي ستحظى بأقلّ من 3.25% من مجموع الأصوات لن تمثّل في الكنيست القادم. والمضرّرون الرئيسيّون من هذا البند هم الأحزاب العربية، والتي من المتوقع ألا يجتاز معظمها الحدّ الأدنى المطلوب.
يشكّل الوسط العربي نحو 20% من الشعب الإسرائيلي، بحيث ينبغي أن يكون تمثيلهم النسبي في الكنيست، الذي فيه 120 عضوًا، نحو 24 عضو كنيست. ولكن نسبة التصويت المنخفضة في الوسط العربي، بالإضافة إلى الانقسام بين الأحزاب المختلفة، أدّت إلى أن يمثّل المجتمع العربي في إسرائيل فقط 11 عضو كنيست عربي. ومن المتوقّع أن يضرّ الإصلاح الحالي بشكل أكبر في تمثيل العرب، أو على الأقل أن يجبرهم على العمل سويّة في حزب واحد.
وإلى جانب رفع نسبة الحسم، فمن المتوقّع أن يجعل القانون إسقاط الحكومة أمرًا أكثر صعوبة وتعقيدًا. من أجل إسقاط الحكومة من خلال التصويت على حجب الثقة فيتطلّب ذلك من المعارضة طرح حكومة بديلة وتسمية رئيس الحكومة المكلّف بالنيابة عنها. وستحظى الحكومة من جانبها بتخفيفات في عملية تقديم الميزانية، ويمكنها أن تقدّمها بعد مرور 100 يوم من تشكيلها بدلا من 45 يومًا المطلوبة وفق القانون الحالي.
قانون آخر من المتوقّع أن يتم تمريره هذا الأسبوع وهو إصلاح التجنيد. بموجب القانون، فستضع الحكومة أهداف التجنيد للجنود من الوسط الحاريدي الذين لا يخدمون اليوم في الجيش الإسرائيلي. وابتداءً من العام 2017 سيتمّ تجنيد 5,200 جندي حاريدي كلّ عام. الشبان الحاريديين الذين لن يتجنّدوا سيواجهون عقوبات جنائية، بما فيها السجن. وقد خرج في الأسبوع الماضي مئات الآلاف من الحاريديين للتظاهر ضدّ هذا الإصلاح، وأعلنوا بأنّهم لن يتجنّدوا للجيش. ومع ذلك، تعتقد جهات في إسرائيل بأنّه من غير المتوقّع أن يؤدّي القانون إلى تغيير حقيقي في نطاق تجنيد الحاريديين.
قانون ثالث من المرتقب أن يتمّ تمريره هذا الأسبوع وهو قانون الاستفتاء الشعبي، الذي ينص على أنّه على الحكومة عقد استفتاء قبل كلّ تنازل عن الأراضي الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية. ومعنى ذلك هو أنّه فيما لو حقّقت حكومة ما اتفاق سلام يلزم بانسحاب إسرائيل، فسيتطلّب ذلك موافقة أخرى على الاتفاق سواء من قبل الكنيست أو من قبل الناخب الإسرائيلي. فيما لو حقّقت الحكومة أغلبية من 80 عضو كنيست على انسحابها، فحينئذ لن يكون هناك حاجة للاستفتاء الشعبي. ويرى محلّلون أنّ هذا القانون مخصّص لتهدئة أحزاب اليمين الإسرائيلية، القلقة لأنه يتوقع بأنّ يقوم به رئيس الحكومة، نتنياهو، بتمرير اتفاق رغمًا عنهم يؤدّي إلى إقامة دولة فلسطينية.
وستقدم مشاريع القوانين الثلاثة إلى التصويت في نفس الأسبوع من أجل تشكيل صعوبة على أعضاء الائتلاف الذين لا يدعمون جميع القوانين الثلاثة من الحيلولة دون التصويت عليها. بالإضافة إلى ذلك، فقد أجبر الائتلاف المعارضة على التصويت وفق لوائح خاصة، من النادر استخدامها، والتي تقرّر بأنّ المعارضة لن تكون قادرة على تأجيل التصويت أو رفضه. هناك غضب في أوساط المعارضة من هذه الخطوات، ولكن حتى هذه اللحظة لا يبدو أنّهم يملكون خيارًا للنضال ضدّ سلسلة القوانين.
بوفيصيل
11-03-2014, 01:30 AM
قبل اسبوع أو أكثر بقليل قتل الجيش معتز الوشحة في بيته، إبن الرابعة والعشرين من بير زيت الذي كان ‘ينوي تنفيذ عملية في الفترة القريبة’، كما قال متحدث الجيش الاسرائيلي. وورد كذلك أن قوات من الشرطة الخاصة والكتيبة 50 حاصرت البيت وأطلقت عليه صاروخا. ولم يكن في نشرات الاخبار في التلفاز كلام زائد. ولم تقع خسائر في قواتنا.
اعتاد الاسرائيليون مدة 47 سنة أن يُعايشوا ثقافة محاكم ميدانية تضاف الى اعمال التعذيب والسجن بلا محاكمة والمحاكمات الوهمية والاجماع على أنه كلما زاد عدد السجناء كان ذلك أفضل. ويأتي فوق ذلك كله وكأنه جذر القضية الحق في القتل. فقد أصبح قتل الفلسطينيين أمرا بسيطا وأصبحت التقارير تتجه الى محاضر الجلسات. وأصبح الجنود يسمون منذ زمن بعيد ‘مقاتلين’، وهذا نعت جديد نسبيا يتلفظ به المحللون العسكريون وكأنه كان موجودة دائما، كالحرب، لكن هذا الاسم يُحسن عمل الشرطيين القضاة الجلادين الذي هو مداهمة بلدات بالسلاح فيها سكان غير محميين، مع الصراخ واخافة الاولاد في الليل وقتل المحكوم عليهم بالموت.
ويثور بين فينة واخرى زعزعة صغيرة بسبب اعمال تنكيل المستوطنين فتندد الصحف ويغضب ‘الجمهور المستنير’ قليلا حتى إن مقدمي نشرات الاخبار يجدون طريقة لتحريك رؤوسهم في أسى. فالمستوطنون ليسوا ‘نحن’، ويُبين الغضب مبلغ كون الجيش نفسه يقف فوق الوصمات، وأن من الواجب التجند وأن يُجند اليه أكبر عدد ممكن. وبرغم أن القائمين باعمال التنكيل يحظون بحماية الجيش فان الطهارة العسكرية على الخصوص تزداد لمعانا على مر السنين. إن احلال هذا الوباء متروك للمراسلين العسكريين فهم الذين يمتنعون عن السؤال عن الدكتاتورية العسكرية وعن عدد من يداهمون القرى، وعن الرتبة القيادية التي توافق على اعمال المداهمة هذه، وعن سهولة الموافقة على جعل حياة الفلسطينيين مُرة في داخل الضفة أو حول غيتو القطاع.
هذه هي خلفية مهرجان اختطاف سفينة ‘كلوز سي’. فهنا أنشدت وسائل الاعلام نشيدا جهيرا مشحونا بالهرمون الذكري والادرينالين، يُمجد الجرأة. وقد استمر الحفل اياما وليالي وكان يتغذى كله من متحدث الجيش الاسرائيلي وجنرالاته. وبخلاف هز الكتفين بشأن قتل ‘المطلوبين’ أو التجاهل أو صيغة جافة قصيرة أو الصمت، أنشد المحللون ثلاثة ايام الى أن تجرأوا على أن يسألوا سؤالا.
جاءت الاسئلة متأخرة كما هي الحال دائما. وباختصار: ما هي الجرأة بالضبط في سيطرة اسطول قوة من القوى الاقليمية على سفينة مدنية؟ والجواب موجود كالعادة في الحقيقة في الحروف الصغيرة للعدد القليل من المحللين العسكريين وهو أن هذه معركة بين المعارك. فهذا هو المصطلح الموجز الذي منحه الجيش الاسرائيلي لوصف الحاضر المستمر بلا مستقبل. وتجري حياتنا بين تجربة التسوق في المجمعات التجارية والرحلات الى الخارج والنقاش الذي لا نهاية له في غلاء المعيشة، والحياة الجنسية للمشاهير. ونحصل بين فينة واخرى ايضا على عملية عسكرية للتتبيل.
إن استعمارنا مصادرة الاراضي والحواجز والاعتقالات بلا محاكمة والقتل لاءم نفسه مع الدول القومية العربية، وكان أكثر ملاءمة مع الاقطاع العربي، وهو يستعد الآن لحياة عادية في مواجهة جموع المنظمات الارهابية التي ستبرهن آخر الامر على عدالتنا الوطاءة وأنه لا يوجد أمل ولن يكون. فالحياة هي معركة بين المعارك. وسيطلقون صاروخا في آن بعد آن وربما يطلقون قذيفة صاروخية. وستوجد قبة دفاعية وبلادة قلب وعمليات مدهشة، وسيوجد حولنا موت ونستمر على الشعور بأن الامر على ما يرام لأنه لا توجد خسائر.
وسيكبر الاولاد وسيصبحون جنود احتلال ويستدخلون في ذواتهم الاستخفاف العميق بالقانون ويستدخلون الايمان بالقوة وحب الاغتيالات أو الفيس بوك أو الحياة. وسيتعلم عدد منهم حقوق الانسان ويعتاشوا منها، ويتعلم آخرون ادارة الاعمال ويعتاشون. وسيتجه عدد آخر الى الخدمة الاحتياطية. ولن يكون عندنا قانون سوى قانون الطبيعة و’بقاء الاقوياء’.
ومن آن لآخر سيمنحون الشعب مجدا كجائزة اسرائيل، ومثل الطاهي المولود (برنامج اسرائيلي). إن الجيش وهو برنامج ريالتي مبحر يحب المجد والمال ويحتاج الشعب وهو بلا مال الى المجد. فقد خاب أمله الآن في أرباب المال وحاول أن ينسى اخفاق ‘مرمرة’، فليُعيدوا اليه الكلبة عزيت.
هآرتس 10/3/2014
بوفيصيل
25-03-2014, 07:43 AM
‘نعم، لكن…’ هذه طريقة اكثر تهذيبا لقول لا، وهكذا يجب أن نفهم كلام آري شبيط (‘الحبر الخفي على الناظر’، ‘هآرتس′، 20/3)، الذي يؤيد في ظاهر الامر حل الدولتين لكنه يهاجم من يعترضون على طلب بنيامين نتنياهو من محمود عباس أن يعترف بأن اسرائيل دولة الشعب اليهودي. ولكي نعلم أين يقف شبيط نفسه بالضبط، يهاجم معسكر السلام ايضا، بيد أن هجومه يعتمد على مواقف يختلقها لمعارضيه.
كتب شبيط يقول: ‘في واشنطن ونيويورك وفي تل ابيب ايضا يجري في الاسابيع الاخيرة هجوم عام على الدولة القومية للشعب اليهودي’. وهناك انقضاض ‘مسعور على طلب الاعتراف بأن اسرائيل دولة يهودية فلم تعد المستوطنات وحدها جريمة حرب بل أصبح كذلك ايضا طلب الشعب اليهودي الاعتراف بحقه في تقرير المصير. ولم تعد فجأة شرعية لفكرة الصهيونية التأسيسية التي تم الاعتراف بها في تصريح بلفور وفي قرار التقسيم الذي صدر عن الامم المتحدة وفي اعلان الاستقلال الاسرائيلي. وإن التفكير في أن توجد الى جانب الدولة القومية الفلسطينية (غير الديمقراطية) دولة قومية يهودية (ديمقراطية) تخرج كثيرين وأخيارا عن طورهم. فالاشخاص الذين يلتزمون المساواة في الاكثر ليسوا مستعدين لأن يمنحوا اليهود ما يطلبونه للفلسطينيين بقوة’.
لا أساس لهجوم شبيط هذا. فمن الواضح لمعارضي طلب اعتراف الفلسطينيين بأن اسرائيل دولة الشعب اليهودي أن فكرة الصهيونية التأسيسية وتقرير المصير للشعب اليهودي في دولة ذات سيادة يكون مسؤولا فيها عن مصيره وهي الدولة اليهودية هي الاساس لكل شيء. وتصريح بلفور وقرار التقسيم الصادر عن الامم المتحدة وما ورد في وثيقة الاستقلال خطوات في الطريق الى تحقيق فكرة الصهيونية التأسيسية. وبخلاف ما يقوله شبيط فان التفكير في أن تكون دولة اسرائيل الى جانب الدولة الفلسطينية وأن تتعايشا في سلام هو طموح كثيرين وأخيار. وسيكونون راضين اذا كان السلام مع الدولة الفلسطينية فقط لا مع الدولة القومية للشعب الفلسطيني.
إن شبيط يوجد شعبا فلسطينيا كي ينشيء تعادلا متكلفا وليسوغ موقفه. لكن اذا كان يوجد شعب فلسطيني (اذا كان يوجد أصلا ما يسمى شعبا) ففي الاردن كما يبدو شعبان: الشعب الفلسطيني والشعب البدوي. ‘الدولة القومية للشعب اليهودي’: ما هو هذا التعريف؟ أوليس يهودي ايطالي كانت عائلته في ايطاليا منذ طرد اليهود من اسبانيا جزءً من الشعب الايطالي؟ إنه يفضل ألا نستمر على هذا الاعوجاج.
حينما اعترفت اسرائيل بأنه يوجد فلسطينيون يستحقون تقرير المصير، اعترف الفلسطينيون باسرائيل؛ باسرائيل تلك التي نشأت على اساس فكرة الصهيونية التأسيسية. والشيء الناقص هو اتفاق جوهري على الحدود والامن واللاجئين والقدس.
يجب أن يحاسب شبيط ايضا على تشهيره بمعسكر السلام وكأن مواقفه تخضع لما سيقبله الفلسطينيون وكأنه لا توجد له أية مطالب منهم. إن الفلسطينيين قد تخلوا في هذه المرحلة عن 78 بالمئة مما كان من ارضهم أو عن ارضهم ايضا، ولم تتخل اسرائيل الى الآن عن الـ 22 بالمئة الباقية. ويجب على الفلسطينيين أن يتخلوا في واقع الامر عن مطلبهم الذي هو اكثر جوهرية ألا وهو عودة اللاجئين الفعلية. وهذا هو موقف معسكر السلام ايضا. ومن غيره فان الجدل في الموافقة أو عدمها على دولة قومية أمر لا داعي له.
لكن المطالب الاخرى التي يؤيدها شبيط وهي أن يتخلى الفلسطينيون عن تاريخهم حتى ذاك الذي كان موجودا في حدود الخط الاخضر قبل انشاء الدولة وأن يتجاهلوا خمُس الفلسطينيين وهم مواطنو اسرائيل، ترمي الى احباط احتمال السلام. أويريد اعترافا بالدولة اليهودية التي نشأت على انقاض 400 قرية فلسطينية ومئات آلاف اللاجئين الذين اصبحوا ملايين الآن والتي 20 بالمئة من مواطنيها فلسطينيون وقوميون مثله؟ إن الذين يعرضون انفسهم على أنهم مؤيدو حل الدولتين لكنهم يصرون على طلب الاعتراف بالدولة القومية يعملون على تأبيد الاحتلال والاستيطان.
هآرتس 24/3/2014
بوفيصيل
04-04-2014, 02:46 AM
الى أين يا نتنياهو؟
أسرة التحرير
april 3, 2014
قرار وزير الخارجية الامريكي جون كيري الغاء زيارته التي كان يعتزم عقدها الى القدس ورام الله أمس هو اشارة تنذر بالشر. هكذا ايضا الاقوال التي اطلقها مسؤولون امريكيون على مسامع ‘نيويورك تايمز′ و ‘واشنطن بوست’، وبموجبها وصلت الوساطة الامريكية الى استنفاد وقتها ودون قرارات من جانب اسرائيل والسلطة الفلسطينية لن يكون ممكنا التقدم بعد الان. وحسب تلك المصادر، فان الغاء زيارة كيري تعكس نفاد صبر متعاظم في البيت الابيض.
يمكن أن نفهم كيري. فحتى بعد أن فكرت الادارة الامريكية باتخاذ خطوة بعيدة الاثر من ناحيتها، وتحرير الجاسوس يونثان بولارد، فقط وخصيصا من أجل انقاذ استمرار المحادثات نشرت اسرائيل عطاء آخر، لبناء 708 شقة في حي غيلو في القدس. ودفع هذا محمود عباس الى التوقيع على 15 ميثاق دولي، بطلب دولة فلسطين بالانضمام اليها.
في وضع الامور هذا علقت المفاوضات التي كانت تعرج على اي حال في طريق مسدود. فقد رفضت اسرائيل تنفيذ النبضة الرابعة لتحرير السجناء، التي تعهدت بها، ورفض الفلسطينيون مواصلة المحادثات مع اسرائيل.
تتطلع العيون الى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسؤال: الى اين يفكر هو في قيادة المفاوضات ودولة اسرائيل؟ فبعد أن دق عصا في عجلات المفاوضات، في شكل مطالبته الزائدة بان يعترف الفلسطينيون بدولة اسرائيل كدولة يهودية، فانه ملزم بالجواب: ما الذي يقترحه الان؟
ان انصراف الولايات المتحدة من المفاوضات سيقضي على الفرصة الاخيرة للوصول الى تسوية الدولتين، التسوية التي تعهد بها نتنياهو. في وضع الامور الحالي، لا يوجد اي احتمال في أن يتوصل الطرفان الى التقدم دون الوساطة الامريكية.
يحتمل أن يكون كيري اتخذ خطوته الحادة فقط كي يمارس المزيد من الضغط على الطرفين، قبل لحظة من الانهيار. هذا التحدي موضوع الان امام رئيس الوزراء نتنياهو. فقد طرحت الولايات المتحدة اقتراحا مريحا لاسرائيل من أجل مواصلة المفاوضات: تجميد جزئي للبناء في المستوطنات، تنفيذ النبضة الرابعة بكاملها وتحرير سجناء صغار، مقابل تحرير بولارد واستمرار المحادثات مع الفلسطينيين.
بدلا من اصدار عطاء آخر للبناء، كان على اسرائيل أن تسارع الى تبني الاقتراح بكامله. لن يكون اقتراح افضل. البديل قد يوقع مصيبة بمساعي السلام، ونتنياهو سيتحمل المسؤولية عن ذلك.
هآرتس افتتاحية – 3/4/2014
بوفيصيل
04-04-2014, 04:16 AM
زامنت قراءة حكم المحكمة في قضية هولي لاند وجودي أمام جدار الفصل في دير العسل العليا، في المكان الذي قتل فيه جنود الجيش الاسرائيلي الفتى يوسف الشوامرة الذي ذهب ليقطف نباتا يؤكل. وأذاع المذياع الامر بصورة انفعالية وكان يقف أمامي قائد المنطقة الذي قتل جنوده الولد من الكمين، وقال إن القتل ‘لم يكن شخصيا’. وأذاع المذياع دراما وكان يقف أمامي الأب الثاكل الذي قتل ابنه ولا توجد كلمة اخرى لوصف ظروف قتله وحاول أن يثبت أن ابنه لم يمس الجدار (وكأن مس الجدار حكمه الموت).
وصفت اسرائيل وكأنها تقف عند خطها الفاصل: فاسرائيل الفاسدة الى أن كان بت الحكم على اهود اولمرت ومن والاه، والاخرى المطهرة في اليوم التالي. ولم تعرف الاقوال المنمقة حدا الى أن أصبحت شيئا قديما مبتذلا مثل: ‘رئيس منظمة الجريمة’، و’أكبر قصة فساد في الدولة’، و’انتصار أبناء النور’، و’الفاسد من الجبل’ الذي ‘كاد يحول اسرائيل الى مملكة فساد عفنة’. وخُيل الينا لحظة أن اسامة بن لادن اعتقل أو الكابونا الاسرائيلي على الأقل.
500 ألف شيكل لأخ في ضائقة، بتحويلات لم توجد لها تسجيلات، و60 ألف شيكل اخرى للانفاق على حملة انتخابات جعلت اهود اولمرت يتحول الى ما تحول اليه. وكلما كثرت المبالغة زاد الافراط في الثناء على أنفسنا وكأننا نقول أنظروا الينا كيف نحارب الفساد. وأصبحت الشجاعة والاستقامة والقانون والعدل كلمات رئيسة. إن اولمرت رئيس الوزراء الذي لم يُحاسَب قط على عملية ‘الرصاص المصبوب’ وهي أكثر عمليات اسرائيل اجراما، تم وقفه الى عمود العار ودُهن جسمه بالزفت والريش بسبب دولارات قليلة. وأصبحت اسرائيل التي قتلت قبل ذلك ببضعة ايام فقط ولدا فلسطينيا آخر وهو فعل راتب دون أن يحاكَم أحد، أصبحت تتطهر من فسادها بالجملة.
لكن فسادها الأكبر ليس في المال النقد لموشيه تلنسكي ولا في خزانة شموئيل دخنر. من الجيد أن اسرائيل تحارب الآن الفساد بالجملة، فهذا الفساد يجب القضاء عليه ايضا. ومن الحسن أن يخاف الرُشاة وأن يعاقب المرتشون. لكن ماذا عن التناسب؟ ينبغي أن نقول ذلك مرة اخرى، نقول إن الاحتلال هو أكبر فساد اسرائيل وهو ‘مملكة العفن’ وهو ‘منظمة جريمتها’ الحقيقية، ولا يحاكَم أحد عنه.
كان يجب أن يحاكم اولمرت لكن قبل كل شيء عن مسؤوليته عن قتل مئات الأبرياء. وعن قتله 21 من أبناء عائلة سموني في غزة، وعن تسوية حي الضاحية في بيروت بالارض وبيوت رفح في قطاع غزة، وعن قتل ريا وماجدة أبو حجاج، وهما أم وابنتها رفعتا علما ابيض أطلق الجنود النار عليهما، وعن استعمال الفوسفور الابيض ايضا. كان يجب أن يحاكم رئيس الحكومة الثاني عشر عن هذا. فقد كان رئيس حكومة جريمتي غزة ولبنان، ورئيس حكومة جرائم الحرب، لكنهم لم ينسوا له ذلك فقط بل لم يذكروه له قط. وأصبح بعد ذلك ايضا رئيس حكومة جريئا اعترف بضرورة التوصل الى تسوية عادلة مع الفلسطينيين ولا يجوز أن يُنسى له ذلك ايضا. واسرائيل تثور حماستها لاشياء صغيرة.
إن رئيس المحكمة العليا يطلب الى ممثل منظمات حقوق الانسان أن يقترح ‘وسائل بديلة’، سوى اعتقال طويل بلا محاكمة لطالبي اللجوء من افريقيا ‘لحماية أنفسنا من هجرة غير مراقبة’ وكأن احتجاز آلاف البشر هو ‘بديل’ أصلا. واضطر أب فلسطيني أطلقت النار على ابنه من كمين فأردي قتيلا، الى رفع استئناف الى المحكمة العليا بعد أن لم ينجح الجيش الاسرائيلي في اكمال التحقيق في الحالة حتى بعد سنة وربع. تطلق النار على الابرياء فيموتون في المناطق في كل اسبوع تقريبا، ولم نقل كلمة حتى الآن عن العفن والفساد في مشروع الاستيطان والفساد الأكبر هو في هولي لاند. إنها الارض المقدسة.
أشك في أن يكون اولمرت مستحقا لكل هذا الهجوم عليه بسبب أطماعه. لكن من المؤكد أن اسرائيل لن تنظفها محاكمته برغم مهرجان نفاقها كله. ولن توجد هنا أبدا دولة قانون ما بقي جنودها يطلقون النار على أولاد يذهبون لقطف النبات البري فيُردونهم قتلى.
هآرتس 3/4/2014
تساؤل
هل بدأت دولة اسرائيل تتآكل حيث ان النسيج الاجتماعي والمفارقات الاجتماعية في ما بين الشعب الإسرائيلي تعتبر تربة خصبة لان تتنامى فيها العنصرية فيما بينهم والفقر الذي بدا ينخر بعض طبقات المجتمع الاسرائيلي ؟؟؟؟؟
بوفيصيل
07-04-2014, 02:16 AM
الآن، بعد أن الغى وزير الخارجية الامريكي جون كيري وصوله الى رام الله واضح ان المسيرة السلمية الاسرائيلية الفلسطينية تقف على شفا الفشل. لا يوجد شيء أسهل من ايجاد مذنبين، فضلا عن السبب الفوري: بنيامين نتنياهو الذي جعل موضوع الاعتراف باسرائيل كالدولة القومية اليهودية حجر الاساس في المفاوضات؛ محمود عباس، الذي أقنع رفضه الاستجابة لهذا الطلب الكثيرين في اسرائيل بان الفلسطينيين غير مستعدين حقا لقبول دولة اسرائيل ولانهاء النزاع؛ وبالطبع الرئيس الامريكي براك اوباما ووزير خارجيته كيري، اللذين دمجا نشاطا لا يكل ولا يمل مع نقص مذهل بالواقعية وسلم أولويات هاذٍ، تجاهل المخاطر المتوقعة للساحة الدولية ومصالح الولايات المتحدة من التطورات الدراماتيكية في اوكرانيا. يتبين أن الفجوات بين المواقف الاسرائيلية والفلسطينية عميقة للغاية مثلما كان واضحا لكل من تابع فشل المفاوضات منذ عهد ايهود اولمرت.
كل هذا صحيح، ولكن هذا لا يجيب على السؤال الهام حقا: ماذا سيحصل الان؟ فالاتهامات والاتهامات المضادة لن تجدي نفعا، واولئك الذين يعتقدون مثل وزيرة العدل تسيبي لفني بان كل ما ينبغي هو قليل آخر من الوقت، سيكون من الصعب الاقناع بان الخطأ من نصيبهم مثلما هم مخطئون اولئك الذين يعتقدون بان الضغط الامريكي هو الحل. مخطئون الفلسطينيون أيضا الذين يعتقدون بان التوجه الى مؤسسات الامم المتحدة هو من ناحيتهم الحل: فمثل هذا التوجه، حتى لو نال هناك دعما كثيفا وألحق باسرائيل ضررا دوليا جسيما، لن يمنح الفلسطينيين ما يطمحون اليه دولة مستقلة. ففي نهاية المطاف، الحوار مع اسرائيل فقط والاتفاق معها سيسمحان بقيام دولة فلسطينية سيادية ومستقلة.
مهما يكن من أمر، واضح أنه من ناحية اسرائيل استمرار الوضع القائم ليس مرغوبا فيه ولهذا فمن الواجب عليها حتى وان كانت الولايات المتحدة تخطيء الان بالاوهام على الاتفاق الدائم اقتراح بديل للوضع الراهن. ولهذا الغرض يمكن التعلم من نزاعات مشابهة. في عشرات السنوات الاخيرة نشبت عدة نزاعات عنيفة يوجد لها أوجه شبه معينة مع النزاع الاسرائيلي الفلسطيني: فيها جميعها توجد عناصر الصراع بين حركتين قوميتين، الصدام بين روايتين تاريخيتين متضاربتين، احتلال عسكري، ارهاب وأعمال ضد الارهاب، استيطان في الارض المحتلة وتدخل دول مجاورة. ورغم ان هذه النزاعات ليست في اساسها نزاعات دينية، توجد فيها اساسات دينية تجعل من الصعب تحقيق اتفاق بشكل عام.
هكذا في قبرص، في البوسنه، في كوسوفو وحتى في كشمير البعيدة. كل العناصر الموجودة في النزاع الفلسطيني الاسرائيلي موجودة هناك وان كانت في حالتنا الكثافة تكون أكبر احيانا، وكنتيجة لذلك، الاحتمال للاتفاق أقل. فليس حكم المدينتين المنقسمتين نيقوسيا وميتروبتسا كحكم القدس.
في كل واحد من هذه النزاعات كانت محاولات، محلية، اقليمية ودولية، للوصول الى اتفاقات دائمة، وفيها جميعها فشلت هذه المحاولات. في المرة الاخيرة حصل هذا في قبرص، عندما أيد كل المشاركين، بما في ذلك أيضا الساحة الدولية كلها، خطة الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان، ولكن معارضة اليونانيين القبارصة منعت تحققها. ومع أن كوسوفو حظيت بالاستقلال، ولكن كون الصرب لا يزالون يرفضون الاعتراف بذلك، فان النزاع لم ينتهِ بعد، وفي البوسنة، لا تزال اتفاقات دايتون التي أنهت الحرب والقتل معلقة على شعرة ولم تحقق هدفها النهائي.
في كل تلك الحالات وجد بديل مؤقت، هش، ولكن في نهاية المطاف مقبول على الطرفين كبديل لاستئناف عنيف للنزاع. ودون التنازل عن رؤيا الاتفاق النهائي، تبلورت في كل واحدة من هذه الحالات تسويات جزئية أقامت منظومة لما يمكن ان نسميه في اللغة السياسية ‘ادارة فاعلة للنزاع′، بدلا من حل لا يزال ينفذ من بين أيدي الاطراف مثلما من أيدي الساحة الدولية. فاذا كانت الولايات المتحدة واوروبا لا تنجحان في حل مشاكل قبرص وكوسوفو، فمن المجدي الوصول الى الاستنتاج الواقعي بان ليس صدفة أنهما لا تنجحان في حل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني الذي هو اكثر تعقيدا تركيبا باضعاف.
ينبغي القول بصراحة: ما يقترح هنا ليس ‘السلام الاقتصادي’ الذي يشكل بالنسبة لنتنياهو بديلا للاتفاق النهائي ان لم يكن ذريعة للامتناع عنه. يدور الحديث عن خطوات تستهدف تقليص شدة النزاع، تقليل مستوى اللهيب، السماح باتفاقات جزئية، خطوات احادية الجانب (بعضها بموافقة صامتة، بعضها احادية الجانب تماما، ولكنها خطوات تساعد الطرف الاخر ايضا).
هكذا، مثلا، اتيح المرور بين شطري نيقوسيا كنتيجة لخطوة تركية احادية الجانب، وهكذا تتيح اتفاقات جزئية في كوسوفو التعاون الهش ولكن المتطور بالتدريج بين حكومة كوسوفو والسلطات المحلية للاقلية الصربية التي في نطاقها. ولم توقع الاطراف في اي واحدة من هذه الحالات على اتفاق مبادىء او قبلت رواية الطرف الاخر (رأينا كم هو صعب عندنا)، ولكنه كان من مصلحة الطرفين التقدم، بالتدريج، خطوة إثر خطوة، نحو تقليل حجوم النزاع.
ما هو معنى الامر في حالتنا؟ من الجانب الاسرائيلي، معنى الامر تقليل آخر لعدد الحواجز في مناطق الضفة ومنح حرية حركة اوسع للفلسطينيين في نطاقها؛ انهاء ما تبقى من حصار اقتصادي اسرائيلي على غزة (الموضوع الذي قد يكون ممكنا تحقيقه في اطار التنسيق مع مصر)؛ نقل مناطق ج أو اجزاء منها الى سيطرة فلسطينية؛ تسيهلات على عبور البضائع من الضفة واليها؛ ازالة بعض البؤر الاستيطانية غير القانونية المنعزلة؛ موافقة صامتة على الامتناع عن مزيد من البناء في المستوطنات (خطوة قد تكون سهلة اذا ما ذكرنا أنفسنا بانه في خريطة الطريق وافقت اسرائيل في حينه على عدم اقامة مستوطنات جديدة).
من الجانب الفلسطيني يجب لمثل هذه الخطوات ان تتضمن تغييرا ذا مغزى وان كان تدريجيا، في الخطاب الفلسطيني عن اسرائيل في جهاز التعليم وفي المنصات العامة، بما في ذلك تقليص الدعم الحماسي لما يسميه الفلسطينيون ‘الشهداء’، وفتح حوار داخلي صادق وحقيقي عن ان أنسال لاجئي 1948 سيتم استيعابهم في نهاية المطاف في مناطق الدولة الفلسطينية وليس في اسرائيل.
في المجدي ايضا أن يجري الفلسطينيون بعض الترتيب في بيتهم، وان يتوصلوا الى توافق ما بين فتح والسلطة الفلسطينية وبين حكومة حماس في غزة. فواضح انه طالما توجد سلطتين فلسطينيتين تقاتل الواحدة ضد الاخرى ايضا احيانا، فلا يوجد اي احتمال حقيقي لاتفاق حقيقي بين الفلسطينيين واسرائيل، بل وربما من المناسب اجراء انتخابات اخرى في السلطة الفلسطينية الكل يتجاهل أن ليس للسلطة اليوم من زوايا عديدة شرعية ديمقراطية. وهذا ايضا موضوع لا يمكن تجاهله للمدى البعيد، وان كان ينبغي التعاطي معه بالحذر المناسب: عندما لا تكون هناك أي حكومة في العالم العربي انتخبت ديمقراطيا وبحرية (وربما باستثناء تونس) يحتمل أن يكون مبالغا فيه مطالبة ذلك من الفلسطينيين بالذات. هذا موضوع حساس ولكنه جدير ببحث فلسطيني داخلي حقيقي.
بعض هذه الخطوات ستكون قاسية على اسرائيلن وبعضها سيكون صعبا على الفلسطينيين. يمكنني منذ الان أن اسمع الادعاءات المبررة من الطرفين بان مثل هذه الخطوات غير مقبولة. ما على الطرفين ان يفهماه وفي نهاية المطاف الولايات المتحدة ايضا، هو ان الاحتمال لاتفاق نهائي هو في هذه اللحظة وهم. والوضع الراهن ضار للطرفين اكثر بكثير من الخطوات الجزئية، التي اذا ما نفذت فسيكون لها احتمال في أن تدفع الى الامام، رويدا رويدا ومع الكثير من الصبر، السير نحو اتفاقات اوسع.
احدى المآسي في محادثات كامب ديفيد 2000 لم تكن أنها فقط فشلت، بل انه لم يكن لاي من الاطراف خطة بديلة لحالة فشل المحادثات. يجدر الا نكرر هذا الخطأ التاريخي.
هآرتس 4/4/2014
بوفيصيل
11-04-2014, 03:10 AM
أزمة داخلية أم أفول
يحزقيل درور
april 10, 2014
يخيل أن أزمة داخلية حتى وان كانت خطيرة، ضرورية من أجل السماح لاسرائيل ببلورة موقفها بالنسبة للحدود الدائمة مثلما هناك حاجة ماسة الى مسيرة سلمية جدية تضمن مستقبلنا. في ظل غياب مسيرة سلمية حقيقية فان الوضع السياسي الامني لاسرائيل سيتدهور
في 1858، قبل ثلاث سنوات من اندلاع الحرب الاهلية الامريكية، القى الرئيس ابراهام لينكولن خطاب ‘البيت المقسم’، الذي جاء بالدليل على أن حل مشاكل الساعة يمكن أن ينبع من أزمة فقط. اليوم ايضا، في اسرائيل، يوجد الخيار الصعب، هل نحدث أزمة داخلية على أمل أن تؤدي الى سياسة حديثة ذات فرص نجاح حقيقية أم نبقى نراوح في المكان، الذي يحافظ على هدوء سياسي مؤقت ولكن يتسبب بافول وطني، يكون الثمن المتعاظم عليه باهظا.
توجد صدوع في اسرائيل يمكن ترك مهمة رأبها الى السياقات التاريخية. مثل دمج الاصوليين في المجتمع الاسرائيلي. ولكن في ضوء صدوع تتسبب بمراوحة في المكان وتعرض المستقبل للخطر، من الافضل أزمة تؤدي الى حسم. هكذا كان الامر بالنسبة للعبودية في الولايات المتحدة، وكذا بالنسبة للحكم الفرنسي في الجزائر، مثلا، يخيل أن أزمة داخلية حتى وان كانت خطيرة، ضرورية من أجل السماح لاسرائيل ببلورة موقفها بالنسبة للحدود الدائمة مثلما هناك حاجة ماسة الى مسيرة سلمية جدية تضمن مستقبلنا.
ان طحن المياه في المحادثات مع الفلسطينيين، والتوصيات على انواعها لادارة النزاع في ظل تثبيت ‘حقائق’ على الارض، هي مؤشر يدل على انعدام استعداد القيادة السياسية للتصدي للازمات الداخلية النابعة من جهد حقيقي لتهدئة الصدام بين العرب والاسلام وبين دولة اسرائيل والشعب اليهودي، بما في ذلك المسألة الفلسطينية. ولكن هذا القصور سيؤدي على نحو شبه مؤكد الى أفول اسرائيل، إلا إذا غيرت سياستها الحالية.
لغياب السياسة الشاملة اللازمة عدة اسباب: غياب فهم البعد الاقليمي للنزاع والذي لن يغير فيه اي اتفاق مع الفلسطينيين بحد ذاته. تفكير موضعي بدلا من تفكير شامل؛ التركيز على ‘الحق’ و’حق الاباء والاجداد’ بدلا من امكانيات الواقع السياسي التي هي المفتاح للمستقبل؛ التعلق بتأييد الولايات المتحدة، حتى عندما تتآكل؛ الاستناد الى قوة الجيش الاسرائيلي التي هي بالفعل كبيرة ولكن في واقع الامر جوهرها لا يمكنه أن يعطي جوابا لهجمات سياسية. التقدير عديم الاساس بان الزمن يعمل في صالحنا؛ وعنصر صوفي سأطرحه بواسطة مثال تاريخي: فيليب الثاني، ملك اسبانيا والبرتغال، حذر من طقس سيء قبل أن يرسل الجيش ضد انجلترا ولكنه أجاب بان الله سيضمن نجاح الهجوم ضد الكفار.
وينبغي أن يضاف الى هذا نقيض الايمان بالمستقبل الواعد، اي الخوف، الذي له اساس تاريخي صلب في أن مجرد وجود اسرائيل في خطر وانه لا يجب الاعتماد على الاخرين وبالتالي محظور تعريض الامن القومي للخطر بـ ‘رهانات’ مع اتفاقات سلام على أنواعها.
ولكن هذه المفاهيم تستخف باهمية الاتفاقات كعنصر في رزمة الامن القومي كما يتجسد الامر في السلام مع مصر. والاخطر من ذلك فانها تتجاهل الامكانيات كثيرة الاحتمالية في أنه في ظل غياب مسيرة سلمية حقيقية فان الوضع السياسي الامني لاسرائيل سيتدهور. من هنا ضرورة التقدير الواقعي لمستقبل بديل، مع كل اليقين وبلورة سياسة حديثة جدا تستند اليه.
التقدير الذي وصلت اليه بعد سنوات طويلة من الانشغال في الموضوع عمليا ونظريا هو انه دون تقدم بمراحل سريعة الى اتفاق اقليمي سيتضرر وضعنا السياسي الامني وسنضطر، بعد أزمات أمن قومية جدية الى الموافقة على تسوية سيئة من ناحيتنا. وبالمقابل، اذا عرضت اسرائيل خطة سلام اقليمية ذات مصداقية، فانه يمكن التقدم نحو تطبيع العلاقات مع معظم الدول العربية والاسلامية، فيما نتمتع بترتيبات امنية ذات مصداقية ومن مكانة عالمية متينة. ولكن المقابل الاسرائيلي الضروري (وشبه المحتم في كل حال على مدى الزمن) هو انسحاب الى حدود 1967 الى هذا الحد أو ذاك، مع تبادل للاراضي، اقامة دولة فلسطينية مثابة سيادية، ونظام حديث في اجزاء من القدس (مثلا، مكانة الفاتيكان لا تمس بالسيادة الشاملة لايطاليا على عاصمتها).
ولكن لا يكفي التقدير والخطة السياسية الواعدة. مطلوب ايضا شجاعة سياسية للكفاح في سبيل خطة سياسية للسلام الاقليمي، رغم الثمن الذي ينطوي عليه ذلك، وحشد ما يكفي من القوة السياسية للتقدم في الاتجاه المقترح. مثل هذه القوة يمكن تحقيقها من خلال الانتقال الى نظام شبه رئاسي، ولكن ايضا في النظام الحالي يمكن لرئيس وزراء مصمم على رأيه، مستعد لاخذ المخاطر السياسية الضرورية لمستقبل الدولة، ان يجند الدعم اللازم من خلال التوجه المباشر، الذي اعد جيدا، الى الجمهور الغفير، وربما تشكيل حزب جديد (مثلما فعل ارئيل شارون)، وعند الحاجة التوجه الى استفتاء شعبي. يوجد الكثير مما يمكن ان نتعلمه عن هذه الامكانيات من شارل ديغول.
ولكن كما أسلفنا، يوجد بديل آخر، الكثيرون يؤيدونه، وهو مواصلة المراوحة في المكان. ولكن بقدر ما يكون هذا مريحا في المدى القصير، فإن نتائجه على مدى الزمن خطيرة، بما في ذلك أزمات سياسية امنية تؤدي الى تسوية في ظروف أسوأ بكثير يمكن لاسرائيل أن تحققها من خلال مبادرة سلام كما نوصي به.
نحن مخولون بان نختار بين الراحة قصيرة المدى للسلام الداخلي المبني على العمى السياسي الامني، وبين تجديدات سياسية ضرورية، وان كانت تنطوي على أزمات غير سهلة، لضمان مستقبلنا. الحسم متعلق بقدر كبير بمدى الفهم التاريخي، استشراف الوليد، الابداعية السياسية والشجاعة الحزبية لرئيس الوزراء الحالي، أو من يأتي بعده. في غياب مسيرة سلمية حقيقية، فان الوضع السياسي الامني لاسرائيل سيتضعضع.
هآرتس 10/4/2014
بوفيصيل
12-04-2014, 02:49 AM
كحلون وليبرمان يضمّان القوى؟
صحيفة إسرائيلية: "الأمل الإسرائيلي" موشيه كحلون وأفيغدور ليبرمان سيترشّحان معا للانتخابات القادمة. في المقابل، يهاجم كحلون نتنياهو
يونتان توسيه-كوهين 11 أبريل 2014, 17:46
بعد عدّة أيام من إعلانه بشكل احتفالي عن عودته إلى السياسة، بدأ وزير الإعلام السابق موشيه كحلون بالعمل بجدّ على جميع الجبهات.
نشرت صحيفة "معاريف" اليوم أنّه في الأسابيع الأخيرة حدث تقارب كبير بين كحلون ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، ويدرس الإثنان الترشّح سويّة للانتخابات القادمة في قائمة واحدة للكنيست. إنّ الاتصال بين كحلون، الذي يعتبر "رجل أخبار" من الزاوية الاجتماعية، وبين ليبرمان الذي يعتبر "رجل أفعال" من الزاوية الأمنية - السياسية؛ قد يؤدّي هذا الاتصال لولادة حزب شعبي يترشّح لرئاسة الحكومة.
وفقا لما ينشر، فمن غير المعروف إنْ تمّ لقاء بين الرجلين، ولكنهما يناقشان الفكرة منذ أسابيع. بشكل عامّ فإنّ العلاقات الشخصية بين الرجلين تعتبر جيّدة جدّا، وفي هذا الأسبوع فقط أجريتْ مقابلة مع ليبرمان في محطة إذاعية في إسرائيل وأعرب عن سعادته بعودة كحلون إلى السياسة.
من سمع الفكرة ولم يتحمّس لها كان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. وحّد نتنياهو وليبرمان قواهما قبل الانتخابات الأخيرة وترشّحا للكنيست في قائمة مشتركة، ولكن من غير المؤكّد أن يستمرّا بالتعاون في الانتخابات القادمة أيضًا.
مقابل الاتصالات مع ليبرمان، قدّم كحلون مقابلة ضخمة، والتي تمتدّ على سبع صفحات، لملحق نهاية الأسبوع في صحيفة "يديعوت أحرونوت". هاجم كحلون في المقابلة نتنياهو بشكل حادّ. ومن بين ما قال كحلون: "نتنياهو رئيس للحكومة منذ نحو 5 سنوات، ونحن نرى فقط نتائج غير جيّدة. نتائج غير جيّدة في غلاء المعيشة، نتائج غير جيّدة في أسعار المواد الغذائية، ونتائج غير جيّدة في هجرة الأدمغة (الإسرائيليون الموهوبون يهاجرون إلى خارج إسرائيل). الشعور اليوم سيّء جدّا".
بالإضافة إلى ذلك، هاجم كحلون حزب الليكود، والذي نشأ فيه وخلال عقدين اعتبر حزب الشعب في إسرائيل: "اليمين المتطرّف سيطر على الليكود. ليس هذا هو الحزب الذي قاده الراحل مناحم بيجن. لم يعد هناك برنامج اجتماعي لليكود". على أيّة حال، من المرجّح أن تستمر تحرّكات كحلون في إشغال وسائل الإعلام في إسرائيل.
بوفيصيل
14-04-2014, 04:05 AM
يعرف بنيامين نتنياهو شيئا واحدا: شعب اسرائيل لا يحب أن يكون إمعة. فليس من أجل هذا نجونا الفي سنة من المنفى وغيرها من التجارب. مهما كلف الامر، مهما تعرضنا من ضربات، المهم أن نريهم، أعداءنا وأصدقاءنا على حد سواء أننا لن نهان.
هذا باختصار هو المبدأ الاساس الذي يوجه السلوك السياسي لرئيس الوزراء. وبالتالي فانه بعد أن تجرأ جون كيري، وبوقاحة كما يمكن القول على أن يرسم في حديثه امام الكونغرس التسلسل الزمني للاحداث التي أدت الى الازمة في المحادثات الاسبوع الماضي، لم يتأخر الرد الصهيوني المناسب من القدس: توبيخ ساخر من جانب اوفير اكونيس، وتعليمات من نتنياهو لوزراء الحكومة بوقف كل اتصال مع نظرائهم في السلطة الفلسطينية، على سبيل الحرد. باستثناء تسيبي لفني بالطبع. فقد ‘استثنيت’. وهي سيسمح لها بمواصلة محاولة ‘انقاذ’ المفاوضات وفي نفس الوقت انقاذ حياتها السياسية ايضا.
لفني، بالمناسبة، لم تطلع مسبقا على الخطوة التي تحفظ كرامة نتنياهو. فلم يجد أحد في مكتب رئيس الوزراء أنه من الصواب تبليغها بذلك.
وسمعت الوزيرة المسؤولة عن المفاوضات هذا الامتشاق من تحت الابط مثل الجميع في وسائل الاعلام، صباح يوم الاربعاء. ففزعت وسارعت الى الاتصال بسكرتارية الحكومة خشية أن يكون الحظر ينطبق عليها. ولكنهم قالوا لها انك استثنيتِ.
وغني عن القول ان لفني لم تستطب هذه الخطوة الاستفزازية بينما تجتهد لبث روح الحياة في من ينازع الحياة ويسمى ‘مفاوضات’، التي دارت في الاشهر الثلاثة الاخيرة أساسا بين اسرائيل والولايات المتحدة.
يبين استطلاع ‘هآرتس′ الصورة التالية للمقاعد: احزاب اليسار (العمل، ميرتس، الحركة) تفقد معا أربعة مقاعد بالنسبة للاستطلاع السابق الذي اجري قبل ستة أسابيع. وبالمقابل فان احزاب اليمين (الليكود بيتنا والبيت اليهودي) تصعد سبعة مقاعد! ارتفاع حقيقي.
وقد أجرت الاستطلاع شركة ‘ديالوغ’ باشراف البروفيسور كاميل فوكس في جامعة تل أبيب في منتصف الاسبوع في ذروة أزمة المحادثات. وهو يدل كألف شاهد و 500 مستطلع على مزاج الجمهور في اسرائيل. على كل ميثاقين دوليين وقع عليهما ابو مازن في مسرحيته في المقاطعة اضيف مقعد واحد لاحزاب اليمين. انتخابيا، محمود عباس يساعد نفتالي بينيت اكثر بكثير من اوري اريئيل.
ولا غرو أن رئيس الوزراء يهدد بمواصلة الخطوات احادية الجانب في استخدام الادوات السياسية الامنية التي جرت حولها نقاشات مع مسؤولي الجيش والمخابرات الاسبوع الماضي.
تأثير المصاعب في المحادثات على الساحة السياسية في اسرائيل فوري وواضح. فالحركة بقيادة لفني فقدت تقريبا نصف قوتها. فليس هناك حزب أو زعيم حزب في اسرائيل يتماثل أكثر منهما مع المسيرة السياسية.
عمليا، حسب نسبة الحسم الجديدة أربعة مقاعد فان الحركة لا يفترض أن تظهر على الاطلاق في هذا الاستطلاع (مثل التجمع الديمقراطية ايضا)، وينبغي توزيع الاصوات التي حصلتها عليها من جديد. ولكن كون هاتين القائمتين تراوحان حول ثلاثة مقاعد ونصف، تقرر مع ذلك ادراجهما في الحساب العام. وبالمقابل، فان مصير كديما لم يتحسن. فاذا ما اجريت الانتخابات اليوم، فانها كانت ستحصل على مقعدين فقط وبالتالي ستبقى خارج الكنيست.
ويذكر ان الاستطلاع اجري قبل ان يعلن موشيه كحلون رسما عن عودته الى الحياة السياسية. وعلى اي حال فان استطلاع عاجل لشركة ‘برويكت همدغام’ نشر في القناة 10 تنبأ لكحلون بعشرة مقاعد، نحو نصفها على حساب الليكود بيتنا، شاس ويوجد مستقبل.
أخونا بيني
استطلاع الشعبية الاكبر السنوي الذي أجري بدعوة من ‘هآرتس′ في بداية الربيع، يفحص مدى شعبية ‘المستوى الاول’ لاصحاب المناصب الاعلى في الدولة، من منتخبين ومعينين من كل اجهزة الحكم، السياسة، الامن، القانون، القضاء والاقتصاد.
وقد تبين من الاستطلاع أن بيني غانتس رئيس الاركان يحظى باعلى نسبة من الشعبية حيث بلغت شعبيته 78 في المئة، يتلوه شمعون بيرس رئيس الدولة بـ 77 في المئة. ثم يولي ادلشتاين، 58 في المئة، موشيه يعلون كوزير دفاع، 54 في المئة، يورام كوهين كرئيس للمخابرات، 47 في المئة، يوحنان دانينو كمفتش عام للشرطة، 45 في المئة، بنيامين نتنياهو كرئيس للوزراء، 45 في المئة، تمير بردو كرئيس للموساد، 43 في المئة، أفيغدور ليبرمان كوزير للخارجية، 41 في المئة، كارنيت بلوغ كمحافظة بنك اسرائيل، 36 في المئة ويئير لبيد، 25 في المئة.
هآرتس 11/4/2014
بوفيصيل
23-04-2014, 02:01 AM
اللعب بالنار في الحرم
لماذا تقدم إسرائيل على اللعب في مكان يعد مقدساً لأكثر من مليار ونصف مسلم في العالم؟
april 22, 2014
المواجهات الأخيرة في الحرم بين قوات الشرطة والمتظاهرين الفلسطينيين هي تذكير بان الحرم مثله كمثل برميل البارود المتفجر، الذي يحتاج الى عناية حكيمة وحساسة قبل أن يشعل النار في كل المنطقة. وتشهد طبيعة الاحداث وعنفها على التصعيد الذي من شأنه أن يتدهور الى انتفاضة ثالثة.
ويضيف الجمود السياسي لاحتمال الاشتعال. وتغذي الاحباط في الطرف الفلسطيني مواقف وتصريحات وزراء ونواب من اليمين ممن يشجعون الحكومة على التنكر لمواصلة المفاوضات ويسارعون الى اقرار موتها.
نفتالي بينيت، اوري اريئيل، اسرائيل كاتس وآخرون لا يكتفون فقط بموقف المشاهدين الذين يشجعون انهيار المسيرة بل يعملون بشكل ناجع كي يدفعوا الامور بهذا الاتجاه. كهذا هو القرار بنشر عطاءات لبناء نحو 700 شقة في القدس الشرقية، وهكذا ايضا هو تهديد بينيت بحل الائتلاف اذا ما تحرر السجناء الاسرائيليون، بموجب اتفاق استئناف المفاوضات الذي وقعت عليه اسرائيل.
ولا تقول خطورة مبادرة النائبين ميري ريغف وموشيه فايغلين اللذين طالبا في النقاش في الكنيست قبل شهرين باتخاذ قرر وإن كان تصريحيا، بشأن سيادة اسرائيل على الحرم.
مثل هذا القرار لو اتخذ، كان من شأنه أن يشدد التوتر حول الزيارات الى الحرم بل وان يجر الحكومة الى خرق الوضع الراهن القائم منذ عشرات السنين، والقول ان لليهود مسموح الصلاة في المكان.
رغم ان فايغلين وريغف امتنعا ‘بتوصية الشرطة’ من الوصول أمس الى الحرم فان سعيهما الذي لا يكل ولا يمل للسماح بصلاة اليهود في المكان محمل بالمصير.
وهذا يعتبر في البلاد وفي العالم جهدا اسرائيليا ‘لاحتلال الحرم’ وتهويده، من أجل تحريره من ‘احتلال حماس′ على حد قول فايغلين.
لقد تقررت مكانة الحرم في الاتفاقات مع السلطة الفلسطينية ومع الاردن، وكل نية لتغييرها تستدعي مفاوضات واتفاق بين الاطراف. اما العمل احادي الجانب في الموقع المقدس لمليار ونصف مسلم فهو وصفة مؤكدة لمواجهة عنيفة مع الدول الاسلامية، ولتوتر شديد مع الغرب.
لقد تبين لاسرائيل في الماضي بان الصراعات السياسية تحتدم بسهولة شديدة وسرعان ما تصبح خطيرة للغاية عندما تتخذ طابع الحرب الدينية. ولا يمكن لرئيس الوزراء أن يكتفي بعد اليوم بالمناورات البرلمانية التي تمنع اتخاذ القرارات. عليه أن يعبر عن موقف حازم يوضح بان اسرائيل لا تعتزم خرق الاتفاقات في الحرم، وان يزيل التهديد بالمواجهة.
أسرة التحرير
هآرتس ـ افتتاحية ـ 22/4/2014
بوفيصيل
24-04-2014, 03:30 AM
نحن هزمنا… نحن مذنبون
درور إيدار
april 23, 2014
نشر البروفيسور زئيف شترنهل في ايام عيد الحرية (الفصح) مقالة زعم فيها أن ‘الطلب الموجه الى الفلسطينيين أن يعترفوا بالدولة اليهودية’ يطلب منهم ‘أن يكتموا هزيمتهم الداخلية في نفوسهم وأن يعترفوا بملكية اليهود وحدهم للارض كلها’. وقد لخص في جملة واحدة هرب اليسار من التاريخ. طُلب الى العرب منذ أكثر من 100 سنة في كل اتفاق تم اقتراحه أن يعترفوا بحق اليهود في جزء ما من ارض اسرائيل التاريخية. جزء لا ‘الارض كلها’. ويستطيع يساري فقط لا يؤمن بحق اليهود في ارضهم، ويحتقر النفاذ القانوني والاخلاقي لصلتهم التاريخية والدينية بوطنهم الواحد، يستطيع أن يصف هذا الطلب بأنه ‘طلب استدخال هزيمة’.
من الذي هزم عائلات رام الله ونابلس والخليل وغزة؟ كان اليهود هم الضاربين بالمطرقة فقط لأن المسؤولين عن مصيرهم الصراعي هم عرب المنطقة انفسهم. فهم لم يقبلوا قط وجودنا وهم يتلهون الى اليوم بوهم ان ينجحوا في طردنا بمساعدة شترنهل وأشباهه اذا انتظروا قليلا فقط. ولهذا لن يوقعوا أبدا على اتفاق لانهاء الصراع بصورة نهائية مطلقة لان مطلبهم (لا مطلبنا) هو ‘ملكية الفلسطينيين وحدهم للارض كلها’. لم تستطع عينا البروفيسور رؤية ذلك.
إن الطلب الى الفلسطينيين أن يعترفوا بالدولة اليهودية ذو صلة بمسألة المسائل التي ترفض دوائر في اليسار الاعتراف بها وهي هل يوجد لليهود بصفتهم مجموعا قوميا حق قانوني واخلاقي وتاريخي وديني في هذه الارض، أو في الارض التي يكون شترنهل مستعدا لابقائها في أيدينا، على الاقل؟ لن يكون انهاء للصراع دون هذا الاعتراف لان الفلسطينيين سيرون كل اتفاق غير مطلق استمرارا لـ ‘نظرية المراحل’: فبعد ذلك فورا سيتم الاستمرار على سلب دولة اليهود شرعيتها في حدودها الضيقة، وسيتهمنا رفاق شترنهل بالعنصرية والفصل العنصرية لأن العشرين بالمئة من غير اليهود ينشئون دولة ذات شعبين في حين تفضل قوانين الدولة الاكثرية اليهودية بصورة سافرة. وأنا استطيع أن اصور بسهولة شترنهل وهو يدير عينيه في رياء ويكتب مؤيدا جعل اسرائيل ‘دولة كل مواطنيها’ أي ‘دولة كل شعوبها’ لأنه يقول ‘إن المواطنة اقل درجة من الانتماء القومي’.
إن الامر أخطر من ذلك لانه يوجد في اصل هذه المزاعم فرض ان المذنبين الابديين هم اليهود. ومن المؤسف ان جزءا مهما من نخبتنا الفاسدة استدخل معاداة السامية العالمية. انظروا كيف يعرف شترنهل الاتفاق: ‘إن مصطلح ‘اتفاق’ يعني خضوعا فلسطينيا بلا شرط: فالفلسطينيون يجب عليهم ان يسلموا بدونيتهم’. من أين جاء هذا الرأي بربكم؟! لا يتكلم بهذا الكلام سوى استعماري لانه يرى ان الاتفاق مع الاسياد هو تسليم بالدونية. ويبدو ان الاتفاق المناسب في افضل الحالات هو الذي يضع فيه الفلسطينيون سكينا على اعناقنا ويدفعوننا رويدا رويدا الى البحر، ويحملوننا في سفن ويفرقوننا في اوروبا حبيبة شترنهل. ان للمجموع الفلسطيني (اذا كان موجودا) دولة في الاردن ودولة في غزة ودُويلة في رام الله وما زالت اليد مبسوطة. فهل هذه دونية؟.
ليس الاستعلاء اليساري محفوظا للعرب فقط لأن شبكته مبسوطة على الخصوم العقائديين ايضا. استدخل شترنهل في نفسه انه من الاقلية لكنه يعرض على بنيامين نتنياهو كما حدث في حالة شارون واولمرت ولفني ان يخون قيمه وناخبيه وان يخون في واقع الامر رسالته التاريخية بأن ‘يكتب اسمه في التاريخ مثل ديغول لا ابن البروفيسور نتنياهو’.
هل ديغول؟ أضحكتنا. اننا نتذكر خطبة ديغول المعادية للسامية بعد حرب الايام الستة، حينما شك في عدالة وجود دولة يهودية بين شعوب عربية معادية ونعتنا بأننا ‘شعب استعلائي واثق بنفسه ومسيطر’ (وهو استنتاج يظهر من قراءة مقالات شترنهل نفسه).
يشير البروفيسور الى انسحاب فرنسا من الجزائر بقيادة ديغول. لكن اليكم الفرق: ان الجزائر لم تكن قط فرنسية أما ارض اسرائيل فهي ارض شعب اسرائيل منذ الازل. انه شعبك يا شترنهل، هل تصدق؟ فيما يتعلق بالتماثل التاريخي فانني أحترم موقف ديغول الوطني السليم وقت الحرب العالمية الثانية في مواجهة انهزامية حكومة فرنسا التي استسلمت للشر الالماني. لأنه اذا أردت الواقعية فامض فيها حتى النهاية.
اسرائيل اليوم 23/4/2014
بوفيصيل
26-04-2014, 02:41 AM
الفلسطينيون يكافحون لنيل دولتهم
صحف عبرية
april 25, 2014
مؤخرا تنطلق اصوات في اليسار المتطرف الاسرائيلي تدعو الى مقاطعة عالمية على اسرائيل. وقد توصل هؤلاء الاشخاص الى الاستنتاج بان الجمهور الاسرائيلي ليس قادرا على انقاذ الدولة بنفسه. فاليمين يقود بثبات ومثابرة نحو نظام أبرتهايد في بلاد اسرائيل الكاملة، حيث يشكل الفلسطينيون أغلبية متنامية. ويعلق هؤلاء اليساريون على المقاطعة العالمية أملهم الاخير. فهم يؤمنون بان فقط من خلال المقاطعة سيقتنع الجمهور الاسرائيلي بالتخلي عن الاحتلال والصعود الى طريق السلام.
عندما يتوصل مقاتلون شجعان لا يكلون ولا يملون في سبيل السلام الى مثل هذا الاستنتاج، فهذا دليل على أن الوضع يبعث حقا على اليأس. فمؤيدو المقاطعة يئسوا من اليسار، ولا سيما من احتمال أن ينجح اليسار في أي وقت من الاوقات في الانتعاش فيستعيد لنفسه الحكم في الدولة. يئسوا من الجمهور الاسرائيلي كله، ومن قدرته على العودة الى سواء العقل. وعليه، فانهم يعلقون كل الأمل بقوة أجنبية تنقذنا.
تتشكل هذه القوة الاجنبية من محبي السلام في كل العالم ممن سيتجمعون ليفرضوا علينا المقاطعة. ليس فقط المقاطعة على المستوطنات (التي أعلن عنها رجال اكتلة السلامب منذ 1998)، بل المقاطعة على دولة إسرائيل وعلى كل مؤسساتها. هذه المقاطعة موجودة منذ الان وتنال الزخم في العالم، ومؤيدوها يأملون بان تصل الى حجوم تجعل كل مواطن في اسرائيل يشعر بنتائجها.
يقول مؤيدو المقاطعة، وعن حق، ان كل مواطني اسرائيل اليهود شركاء بشكل مباشر أو غير مباشر في الاحتلال والقمع، وهذا يضمنا نحن أيضا، المقاتلين ضد الاحتلال. فضرائبنا تمول المستوطنات. شبابنا يملأ صفوف جيش الاحتلال. كلنا نشارك في الانتخابات، وحتى عندما نصوت للاحزاب التي تعارض الاحتلال، فان الانتخابات تمنح الشرعية لحكومة الاحتلال. كلنا نتمتع بهذا الشكل أو ذاك بثمار الاحتلال (مثلا بحقيقة أن السوق الفلسطينية الاسيرة تضطر الى ان تشتري منتجات صناعتنا ومن حقيقة ان الفلسطينيين لا يمكنهم ان يصدروا البضائع التي تنافس تصديرنا.)
أتفق مع هذه الفرضيات، ولكن ليس مع استنتاجاتها. لا اؤمن بان قوة أجنبية – مهما كانت ذ ستنقذنا من أنفسنا. نحن فقط يمكننا أن نفعل هذا. عندما أكتب هذه السطور، ترن في رأسي كلمات االنشيد الاممي’، النشيد الرائع الذي كتبه مقاتل فرنسي فور انهيار كومونة باريس في العام 1871 (وبترجمة أبراهام شلونسكي): الا سيد ومنقذ/، لا ملك، لا بطل!/ بذراع مرفوعة سنخترق/ نحن الطريق الى النور!’.
هناك من يأتي بمثال جنوب افريقيا كدليل على قوة المقاطعة الدولية على اسقاط نظام قمعي. ومع أنه لا ريب بان المقاطعة ساهمت مساهمة هامة في كفاح السود هناك، ولكن هذه كانت بالاساس مساهمة أخلاقية. الكفاح الاساس حسمه الجنوب افريقيون أنفسهم، السود وحلفاؤهم البيض. فقد ثاروا، تظاهروا بجموعهم، قتلوا، عذبوا، بل واستخدموا الارهاب (نعم، نلسون مانديلا ايضا). الاضرابات الجماعية التي خاضوها هي التي كسرت ظهر الاقتصاد الابيض.
القوة الاجنبية يمكنها أن تساعد الشعب الذي يقاتل ضد الابرتهايد، ولكنها لا يمكنها أن تأتي محل كفاح الشعب نفسه.
صحيح، عند استعراض الوضع في اسرائيل يمكن بسهولة للمرء أن ييأس. فالكنيست يتملكها الشبح القومي ذ الديني. معسكر السلام تحطم الى شظايا بعد أن أن قال ايهود باراك ان الا شريك لنا للسلامب. الجمعيات الكثيرة التي تقاتل بشجاعة ضد الاحتلال غير قادر على ان تتحد في قوة سياسية. ورجال الاحتجاج الاجتماعي الكبير هم ايضا خافوا من أن يتهموهم بمقاومة الاحتلال. ومجرد كلمة االسلامب اصبحت كلمة نكراء، وحتى في اليسار لا يتحدثون الا عن اتسوية سياسية’.
يمكن النظر يمينا ويسارا، الى الاعلى والى الاسفل، فلا نجد الخلاص. في هذه اللحظة لا يبدو في المحيط شخصا قادرا على أن يجند الجماهير في الكفاح من أجل السلام والعدل الاجتماعي.
الوضع يبدو باعثا على اليأس، ولكن محظور ان يؤدي الى اليأس. بل العكس. عليه أن يشجعنا على العمل، تجنيد قوى جديدة، اقامة يسار جدي، شاب وحديث العهد.
لسيرتي الذاتي، التي صدرت هذا الشهر، أطلقت اسم امتفائلب (يديعوت للكتب). التفاؤل هو قوة ابداعية، محفزة، مجندة، وهي تقوم على أساس الايمان بانفسنا، بقدرتنا على انقاذ الدولة قبل أن يفوت الاوان. اؤمن بان وضع الطوارىء الوطني سيولد، مع قدوم اليوم، حملة الخلاص.
مبارك كل اجنبي يأتي لمساعدتنا، ولكن واجب انقاذ الدولة ملقى علينا، وبالاساس على الجيل الشاب.
الرئيس فرانكلين دلانو روزفيلد قال كما هو معروف: اليس لنا ما نخاف غير الخوف نفسه!ب. وأنا أسمح لنفسي بان اضيف: اليس لنا ممَ نيأس منه بل من اليأس نفسه!’.
أوري أفنيري
هآرتس 25/4/2014
تعليق
على ما يبدو ان نتنياهو يسير في طريق الطبخة على نار هادئة ليحمل الشعب الاسرائيلي لان ينبذ اليمين الاسرائيلي ويصبح السلام الامريكي مطلبا شعبيا لدى غالبية الشعب الاسرائيلي حتى تكون الامًور نضجت وتسير فيما هو مرسوم لها وما المصالحة والتقارب الفلسطيني الا مؤشرا على انقسامات داخل المجتمع الاسرائيلي والأيام حبلى بالأحداث على الصيعيد الداخلي للمجتمع في داخل اسرائيل !!!!!
بوفيصيل
03-05-2014, 04:20 AM
كيري محق
تشيلو روزنبرغ
may 2, 2014
لم تطب أقوال وزير الخارجية الامريكي كيري للاذان الاسرائيلية. فبضغط من جهات مختلفة تراجع عن اقواله. اذا كانت اقوال كيري تقصد الواقع اليوم، فليس لها الكثير مما تستند اليه. اذا كانت اقواله تقصد المستقبل المرتقب جراء عدم التوصل الى تسوية سلمية واقامة دولة فلسطينية، فان كيري لم يتوقع توقعا مدحوضا وغير مرتقب. ليس لطيفا سماع التقديرات التي تتضارب والمعتقدات او المفاهيم غير الواقعية. قبل أن نتعمق في الكتابة في هذه المسألة، هاكم أقوالا لشخص ليس سوى رئيس الوزراء، نتنياهو، قبل نحو شهرين: ‘الحل هو دولتان قوميتان واعتراف متبادل بينهما’. ومع ذلك على حد قوله، ‘على الدولة الفلسطينية أن تكون مجردة من السلاح وبالتالي فان جزءا من علائم سيادتها ينبغي أن تكون محدودة’.
ماذا يفهم من أقوال رئيس الوزراء إن لم يكن الخطر الذي في الدولة ثنائية القومية، التي بالضرورة ستؤدي الى وضع من تصفية الدولة اليهودية أو انتهاج نظام ابرتهايد لمنع من هم غير يهود من المشاركة في الحكم؟ رئيس الوزراء ليس رجل يسار ومع ذلك فانه يفهم بانه لا توجد أي امكانية لمواصلة المسار الذي يؤدي الى تحكم اسرائيل بمليوني عربي آخر.
منذ العام 1989، في تقرير طاقم مركز البحوث الاستراتيجية في تل أبيب، والذي درست فيه كل البدائل الممكنة بالنسبة للمناطق، قرر الطاقم بان الضم أو أي حكم اسرائيلي آخر في يهودا والسامرة معناه صعب على اسرائيل. وهكذا قيل: ‘على فرض أن اسرائيل ستتطلع الى البقاء دولة يهودية صهيونية، وبالاخذ بالحسبان وجود 1.5 مليون فلسطيني في المناطق، فان الضم سيجبر اسرائيل على الامتناع عن منح الفلسطينيين حقوقا سياسية او طرد معظمهم (ترانسفير) من الضفة الغربية الى الدول العربية المجاورة’.
ليس من كتب هذا يساريين مغالين. وما الذي يفهم من أقوالهم؟ اسرائيل لا يمكنها أن تمنح مساواة حقوق للفلسطينيين الذين بات عددهم اليوم أعلى بكثير، ولهذا فان السبيل الوحيد هو تمييز واسع، بما في ذلك منع الحقوق السياسية. الكلمة الواحدة والوحيدة القادرة على ان تصف وضعا من هذا النوع هي أبرتهايد.
صحيح ان لاسرائيل امكانية لطرد العرب من المناطق، ربما معظمهم، غير أن المشاكل في حينه ستتعاظم حسب ذات معهد البحث: ‘تطبيق هذا البديل سيؤدي الى نهاية تسليم العرب بوجود اسرائيل: وسيحرك ميل تصعيد نحو الحرب’.
رئيس الوزراء يعرف بان هذه هي الحقيقة، ولهذا فقد سلم بالتغيير في مفهومه الايديولوجي الذي يقضي بان دولة ثنائية القومية هي خطر على اسرائيل الصهيونية، غير مقبول بالنسبة لاغلبية الجمهور ويعرض للخطر مصالح حيوية اسرائيلية في الساحة الدولية التي تتحفظ على الوضع القائم. هذا هو سياق قول كيري، اذا كان ممكنا ان نحكم بشكل عاقل على تصريحه القاسي تجاه اسرائيل.
يشعياهو ليفوفيتش الذي يطيب للناس جدا التشهير به، كتب الاقوال التالية في آذار نيسان 1968: ‘المحور الذي يدور حوله الجدال السياسي هو ‘السلام والامن’. اذا كان يستخدم تعبير ‘السلام’ هنا بمعناه الحقيقي، فهذا يعني وضع من التعايش الجماعي لدولة اسرائيل وجيرانها حسب تسوية متفق عليها بين الطرفين. لا أمل في سلام كهذا اليوم وفي المستقبل المنظور.
‘ليس هنا المكان لاستيضاح تاريخي معمق هل النزاع اليهودي العربي منذ البداية بشكل عام على بلاد اسرائيل قابل للحل متفق عليه بين اليهود والعرب؛ على كل حال ينبغي القول انه لو كانت في العشرين سنة الماضية منذ قيام دولة اسرائيل فرص ربما لامكانية المحاولة للوصول الى اتفاق حل وسط، فاننا فوتناها جميعها، ونشأ وضع لا يمكن فيه التصور بان يتمكن احد الطرفين بارادته الحرة أن يعرض على الطرف الاخر عرضا يمكن أن يقبله بارادته الحرة’.
في نظرة تاريخية، هل هذه الاقوال مدحوضة؟ سمعت أن بينيت اقترح حكما ذاتيا للفلسطينيين. المشكلة هي أنهم جد لا يريدونه، على أقل تقدير. وماذا نفعل كي يقبلوه؟ نفرضها عليهم. هذا ايضا توقعه ليفوفيتش في ذات المقال: ‘الدولة التي تتحكم بسكان معادين من 1.4 2 مليون أجنبي ستكون بالضرورة دولة مخابرات، مع كل ما ينطوي عليه ذلك من آثار على روح التعليم، على حرية التعبير والتفكير وعلى النظام الديمقراطي. والفساد الذي يميز كل نظام استعماري سيصيب دولة اسرائيل أيضا.
‘يتعين على الادارة أن تعنى بقمع حركات العصيان العربية من جهة وشراء عملاء عرب من جهة اخرى. وثمة تخوف من أن الجيش الاسرائيلي أيضا الذي كان حتى الان جيشا شعبيا سيتعفن بتحوله الى جيش احتلال، وقادته الذين سيكونون حكاما عسكريين سيكونون كنظرائهم في الامم الاخرى’.
كيري ليس غبيا تاما ولا كارها لاسرائيل. هو واقعي يتوقع وضع ابرتهايد ان لم يوجد الطريق لاقامة دولة فلسطينية والوصول الى سلام. اخطاء الفلسطينيين ظاهرية وكارثية. اضافة الى ذلك اسرائيل لا يمكنها أن تعفي نفسها، من اجل نفسها، كي تصل الى حل. الغضب على الامريكيين لن يساعد في ذلك.
معاريف/الموقع 2/5/2014
بوفيصيل
06-05-2014, 03:28 AM
يوم الأربعاء قبل اسبوعين تقريبا التقى ممثلو فتح وحماس في غزة وتوصلوا الى اتفاق مصالحة جرت منذ زمن بعيد محاولة لتحقيقه. وفي ذات المساء ألغت حكومة اسرائيل لقاء كان تقرر بين المندوبين الاسرائيليين والفلسطينيين للمفاوضات، وفي الغداة صوتت بالاجماع على تعليق المحادثات. وتدعي اسرائيل بان ابو مازن، رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس م.ت.ف وفتح، رفض السلام في أنه تبنى حماس. عمليا، تسعة أشهر من المفاوضات التي سبقت المصالحة بين فتح وحماس (وهناك من سيدعون بان 20 سنة ايضا، في اثنائها تحركت المسيرة السلمية مع قيادات فتح وتوقفت على التوالي حتى دون اضطرارات الشراكة مع حماس) اثبتت بان فرص ان تتوصل اسرائيل وفتح الى اتفاق يوقف الحد الادنى من مطالب التيار السياسي المركزي لكل طرف هي طفيفة، حتى لو عمل كل طرف بمفرده. وعليه، ليس واضحا تماما لماذا بدلا من تعليق المحادثات، ولا سيما بعد اصرار اسرائيل المتكرر على أن يلتزم ابو مازن بمواصلتها، لم تحاول اسرائيل استغلال اعلان المصالحة كي تحسن موقفها في ‘اللعبة’ الدولية لتبادل الاتهامات، والتي كانت المعنى الخفي المركزي للمفاوضات على مدى طول الطريق.
رغم ان التفاصيل الكاملة ـ التي كما هو معروف تعيش الى جانب الشيطان لم تنشر، فان الخطوط المركزية لاتفاق المصالحة معروفة: ابو مازن سيشكل حكومة وحدة من التكنوقراط في غضون خمسة أسابيع، تستعد لانتخابات جديدة للرئاسة وللبرلمان في غضون ستة اشهر. قسم من التقارير اشار أيضا الى أنه توجد خطط لاعادة تشكيل م.ت.ف ـ الشريك السابق لاسرائيل في المفاوضات. ويعد هذا الاتفاق نقطة الذروة بعد سنوات من الجهود الفاشلة لاحلال مصالحة بين الحركتين، بداية من خلال المداولات على اصلاح م.ت.ف، وبعد ذلك من خلال محادثات مع جهات وسيطة. وكان الهدف هو رص صفوف الحكم في السلطة الفلسطينية بعد الانقسام العنيف بين فتح وحماس في 2007. وقد أنتجت المحادثات في حينه اتفاقين (القاهرة 2011، الدولة 2012)، ولكن كل مساعي المصالحة هذه انهارت في نهاية المطاف بسبب الصراعات على القوة والسيطرة ولا سيما على اجهزة الامن، والتي اثارت خلاف حتى أكثر من مسألة الموقف من اسرائيل. معقول الافتراض بان مصير هذا الاتفاق الاخير سيكون مختلفا، ولا سيما لانه يوفر تلبية فورية لاحتياجات الطرفين العاجلة. بالنسبة لحماس هذا هو السبيل لتحقيق تسهيل في القيود التي فرضها النظام العسكري المعادي في مصر، والذي يرى في حماس مثابة فرع للاخوان المسلمين الكريهين؛ وبالنسبة لفتح فان هذا سداد أمان لوقف الشرعية المتدهورة للرئيس، الذي مرت ثماني سنوات منذ انتخب ويتعرض لضغط سياسي شديد داخل فتح، بقيادة محمد دحلان؛ وبالنسبة للطرفين هذا هو السبيل لاستخدام العامل الشعبي ـ ‘الوحدة الوطنية’ لتقديم جواب على الوعي المتزايد في أوساط الجمهور في الضفة الغربية وفي غزة، في ضوء الاداء المتدني والخصومة التافهة للحكمين المحليين. لهذه الاسباب، فان فرص المساعي الحالية للمصالحة في النجاة افضل من كل المساعي التي سبقتها.
ومع ذلك، فان تجربة الماضي غير مشجعة، والاثار العملية والاليمة لحكومة الوحدة (مثل مصير سجناء حماس في سجون فتح والسيطرة على أجهزة الامن، لا تزال غير واضحة. والاهم من كل شيء على فرض أن الانتخابات المخطط لها ستخرج الى حيز التنفيذ، فان كل حركة ستضطر الى أن تقرر كيف ستتصرف في حالة الخسارة في الانتخابات ـ هل ستمنح طواعية الطرف المنتصر السيطرة على الارض التي توجد اليوم تحت سيطرتها؟ على هذه الخلفية، ينبغي الافتراض بان غسان الخطيب، المحلل السياسي الذي شغل في الماضي منصبا في السلطة الفلسطينية كان دقيقا للغاية حين قال لـ ‘نيويورك تايمز′ ان ‘الطرفين قد يكونا بحاجة ماسة الى المصالحة ولكن لا يمكن لاي طرف منهما أن يحتمل ثمن النجاح’.
ولكن حتى لو نجحت المصالحة بالفعل، فلن يكون لذلك تأثير هام على الفرص لاتفاق شامل بين اسرائيل والفلسطينيين. وبالفعل، يحتمل أن تكون حماس داخل الحكومة ستعرب عن أراء مختلفة عن أراء حماس خارج الحكومة (وان كانت التجربة القصيرة لسنة التعاون بين 2006 و 2007 بعيدة عن أن تثير توقعات بذلك)، ولكن ابو مازن نفسه في حديثه الى جمهور ناخبيه هو الذي لا يبدي الاستعداد أو غير قادر على ان يوافق على الشروط التي يراها الكثير من الاسرائيليين شروطا لازبة لسلام حقيقي: الاعتراف باسرائيل كالدولة القومية للشعب اليهودي، بمعنى مبدأ ‘دولتين للشعبين’، مثلما تضمن الاعلان التأسيسي للامم المتحدة في موضوع النزاع الاسرائيلي العربي، قرار رقم 181 للجمعية العمومية للامم المتحدة من العام 1947. ويمكن للوحدة الفلسطينية بالفعل أن تساعد في اتفاق السلام، ولكن فقط اذا ما كانت النتيجة ان تدفع حماس ابو مازن عمليا لان يهجر موقفه في هذه المسألة النتيجة التي هي غير منطقية على الاطلاق بل وهاذية.
ومع ذلك، من ناحية اسرائيل فان النقطة الحاسمة ليست هل كل الفصائل الفلسطينية ستتبنى اتفاقا مقبولا (فثمة احزاب اسرائيلية في الائتلاف تعارض ‘الدولتين للشعبين’) بل هل المضمون الجوهري للاتفاق سيلبي مطالب اسرائيل، وهل سيشترط تطبيقه بعملية اقرار معقدة، وعلى رأس ذلك استفتاء شعبي فلسطيني برقابة دولية يكون ‘حرا ونزيها’. والى أن تنضج الظروف لاتفاق شامل يكون ممكنا طرحه على هذا الاختبار، فلا يوجد اي سبب لان يجبر حكومة فلسطينية، تضم حماس على الامتناع عن السعي الدائم نحو تسويات لادارة النزاع (تسعى اسرائيل نفسها الى تحقيقها مع حماس في سياق غزة)، وعلى رأس ذلك تسويات مثل الالية الدولية المؤقتة التي سمحت باستمرار التمويل والاداء للسلطة الفلسطينية في عام 2006 2007.
ولما كانت لا توجد لتطورات عملية المصالحة بين فتح وحماس آثار مباشرة على مسيرة المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين، فالمنطق في أساس قرار حكومة اسرائيل المبادرة الى التعليق الرسمي للمحادثات ليس مفهوما من تلقاء نفسه. وبدلا من المخاطر بالاشتباه بانها تتعلق فقط بأول فرصة كي ترأب الصدع في صفوف الائتلاف، كان يمكن للحكومة أن تعمل على أن تلقي بالمسؤولية على الطرف الاخر، مثلا، في أن تجبر حماس على أن تعيد تعريف موقفها تجاه اسرائيل، وتصيغ بوضوح اكبر نهجها من المفاوضات. وفي نهاية المطاف، وان كان واضحا بان التطلع هو للوصول الى اتفاق سلام في أعقاب المفاوضات، الا ان هذا ليس هدفا واقعيا للمدى القريب، وبالتأكيد ليس الهدف الوحيد. في الوضع الحالي من الحيوي بقدر لا يقل عن ذلك، النجاح في ادارة نزاع غير قابل للحل، وبالتوازي تثبيت المكانة السياسية الدولية لاسرائيل. ان وضع السلطة الفلسطينية وم.ت.ف، بما في ذلك عناصر حماس التي ستندرج فيها في أعقاب الاصلاح، امام تحدي قبول الشرعية الدولة المندرجة في مبادىء الرباعية، اي، الاعتراف باسرائيل، وقف العنف وتبني الاتفاقات القائمة بين اسرائيل والفلسطينيين كفيل بان يدفع الى الامام بنجاعة لا تقل عن ذلك الاهداف الثانوية لاسرائيل، بل وربما اهدافها الاساسية.
نظرة عليا 5/5/2014
بوفيصيل
20-05-2014, 05:48 AM
المستوطِنون لا يثقون بنتنياهو
حملة جديدة لمجلس المستوطِنين تهاجِم رئيس الحكومة الإسرائيلي: "يقود تجميد البناء في المستوطنات"
يؤاف شاحام 19 مايو 2014, 12:45
رغم ما يبدو فشلًا للمفاوَضات مع الفلسطينيين، لم يهدأ روع المستوطِنين الإسرائيليين بعد، بل يُطلِقون حملة دعائيّة ضدّ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. فقد أطلق مجلس البلدات اليهودية في الضفة الغربية وغزة، الذي يمثّل المستوطِنين في الضفة الغربية، حملة إعلانية جديدة ضدّ نيّة نتنياهو تجميد البناء في المستوطنات، على حدّ زعمهم.
ونشرت صحيفة "مكور ريشون" الإسرائيلية صباح اليوم (الإثنين) أنّ رئيس الحكومة أوعز كما يبدو بتجميد عمل مجلس التخطيط الأعلى للإدارة المدنيّة، المسؤول عن التخطيط للبناء في المستوطنات في الضفة الغربية. وكان العنوان الذي اختير للحملة "التجميد الثاني لنتنياهو - إنه يخنقنا".كما هو معلوم، فور انتخاب نتنياهو لولاية ثانية في رئاسة الحكومة، باشَر اتّصالات مع الإدارة الأمريكية حول تجميد البناء في المستوطنات الإسرائيلية، وذلك بناءً على طلب السلطة الوطنيّة الفلسطينية، التي رأت تلك الخطوة شرطًا لأية مفاوضات مستقبليّة. وكان الأمر دخل حيّز التنفيذ أواخر تشرين الثاني 2009، وجرى تطبيقه على مدى عشرة أشهر، رغم أصوات الاحتجاج القويّة للمُستوطِنين. رغم التجميد، استمرّت المحادثات مع الفلسطينيين تسير بتثاقُل، ولم تؤدّ إلى أيّ اختراق حقيقيّ.
في إطار الحملة الجديدة، ستُعلَّق لافتات في أرجاء المستوطنات في الضفة الغربية، تدعو أعضاء الكنيست والوزراء من الكتل اليمينية في إسرائيل إلى إلغاء أمر تجميد التخطيط للبناء. في الأيام الماضية، نُشر إعلان تضمّن أقوالًا لرؤساء السلطات في المستوطنات توضح الضرر الذي سيلحق بهم جرّاء تجميد البناء.
فضلًا عن ذلك، توجّه زعماء المستوطِنين برسالة إلى رئيس الحكومة والوزراء، قائلين: "إنه من أخطر التجميدات التي عرفناها. معناه هو مسّ أساسيّ بقدرة النموّ الطبيعيّة للقُدس، والمدن والبلدات في يهوذا والسامرة (الضفة الغربية)، وإنتاج توازُن هجرة سلبي في الاستيطان، إذ إنّ أبناء الجيلَين الثاني والثالث ليس لديهم أمل ببناء بيت في المكان الذي فيه وُلدوا وترعرَعوا".
في خطابهم للوزراء، شدّد زعماء المستوطِنين: "الآن تحديدًا، على ضوء فشَل المفاوضات، وبعد أن كُشفت للعالم حقيقة الرفض العربي وتعاوُن السلطة الفلسطينية مع التنظيم الإرهابي حماس، عليكُم العمل بكلّ ما أوتيتم من قوّة من أجل دفع مسارات التخطيط قُدُمًا، والمصادقة على مناقَصات البناء في القدس وفي يهوذا والسامرة. نناشدكم أن تصرّحوا عَلَنًا عن معارضتكم هذا التجميد، وأن تعملوا بكل ما أوتيتم من قوّة سياسية وشعبيّة من أجل دعم الاستيطان".
بوفيصيل
20-05-2014, 05:56 AM
رئيس مجلس ‘يشع′ للمستوطنين سابقا، داني ديان، محق. فمؤخرا يكثر من الادعاء بانه مع فشل المسيرة السياسية الحالية، ‘يجب النظر الى الخريطة والتفكير في سبيل آخر’. بالفعل، يجب اعطاء مكان للتفكير الابداعي عن السبل البديلة لحل النزاع، أوعلى الاقل الوصول الى واقع الدولتين.
ولكن ديان مخطيء أيضا. فالشك في ان صيغة ‘الدولتين’ ليست قابلة للتحقق هوعلى ما يبدومن نصيبه، ونصيب رفاقه في جهاز العلاقات الخارجية (والداخلية) لمجلس ‘يشع′، وهوكذلك في رأس الكثيرين والكثيرات في أوساط المستوطنين. وحتى اولئك الذين يسكنون في ما يسمى ‘المستوطنات المنعزلة’. ديان يعرف المعطيات جيدا. وهويحبذ التجاهل، إن لم نقل التنكر، لنحو30 في المئة من سكان يهودا والسامرة والغور، المعنيين منذ اليوم بنقل سكنهم الى داخل الخط الاخضر، دون أن تعلق باتفاق سياسي مع الفلسطينيين.
كما أن ديان لا يكشف لنا ماذا يقترح حقا على كل مواطني اسرائيل: دولة ثنائية القومية أم كل قومياتها، دون حدود، شعبين يواصلان القبض الواحد على عنق جاره وبالاساس التنازل المطلق عن الحلم الصهيوني. إذ أن ‘دولة’ داني ديان لن تكون ديمقراطية يهودية، هذا مؤكد.
للأسف الصيغة الحالية فشلت. لكل أنواع الاسباب، على ما يبدولدى كل طرف تنبع أكثر من الفكر واقل من الواقع أومن الحقائق. ولكن هذا لا يعني بان علينا أن نجلس مكتوفي الايدي ونتنازل عن امكانية تحقيق الصهيونية. ما ينبغي عمله الان هوتغيير نمط الفكر السياسي.
معظم الجمهور في اسرائيل يعرف مبادىء التسوية المستقبلية: خطوط حدود على أساس خطوط 67 مع تبادل للاراضي، اللاجئين الفلسطينيين يعودون الى فلسطين فقط، ترتيبات امنية مقبولة على اسرائيل، حفظ الاحياء اليهودية في القدس في سيادة اسرائيل والعربية في سيادة فلسطين وحرية وصول وعبادة في الاماكن المقدسة. هذا لا يتم بالمفاوضات المباشرة؟ لا يوجد شريك؟ حسنا، على اسرائيل أن تعمل بشكل مستقل من أجل الدفع الى الامام بواقع سياسي يقربنا من الحلم الصهيوني لدولة يهودية وديمقراطية دون أن نكون أسرى في أيدي معارضي المسيرة في المجتمع الاسرائيلي وفي المجتمع الفلسطيني.
وعليه، فان اسرائيل ملزمة باتخاذ مبادرة سياسية جديدة، تقوم على أساس خطوات مستقلة الى جانب استعداد لمواصلة المفاوضات. على الحكومة ان تعلن بانها ترحب باستمرار المفاوضات، ولكن بالتوازي تعمل بشكل مستقل من أجل خلق واقع سياسي على اساس خطوط التسوية المستقبلية. في ضوء ذلك، تعلن الحكومة بان ليس لاسرائيل تطلعات لسيادة سياسية في شرقي خطوط الجدار الامني، ولكن الحدود النهائية تتقرر في المستقبل بالمفاوضات. وبالتوازي، ينبغي الاستعداد لتشريع قانون يسمح لكل مستوطن يسكن شرقي الجدار الامني بالعودة الى حدود اسرائيل مقابل تعويض مناسب واستيعاب محترم.
لقد كان الاستيطان دوما جزءا من الشعب. والمستوطنون يقولون ايضا اننا ‘ارسلنا بقرار حكومة اسرائيل’. مع حلول اللحظة، وينبغي الاستعداد اليها منذ الان، يحتمل أن يتغير موقف اصحاب القرار، وكجمهور ديمقراطي، يهودي واسرائيلي ينبغي الامل بان يعمل المستوطنون بما يتوافق مع ذلك.
‘المديرة العامة لـ ‘مستقبل أزرق أبيض’
معاريف 18/5/2014
در ندلر
بوفيصيل
27-05-2014, 05:39 AM
العقيد عناف شيلو هو وجه الجيش الاسرائيلي الجميلُ. فليس هو «دافيد النحلاوي» الأزعر، ولا حارس الحدود الذي قتل فتيين في بيتونيا ولا جندي المدرعات الذي قتل فتى العكوب من دير العسل الفوقا. فهو ضابط شعبة عمليات في قيادة المركز، وخريج معهد الامن القومي، الذي كان مقر قيادة سابقا من لواء «مراكب النار»، وهو حسن النظرات، وذو لغة منمقة واسم لا يقل عنها تنميقا، أعطاه الله وأعطاه أبوه وأمه. فماذا نقول وماذا نتحدث، إنه ملح الارض.
قبل نحو من شهر جاءت قصة النجاح اللامعة هذه من الجيش الاسرائيلي الى الكنيست ليؤدي تقريرا الى اللجنة الثانوية التابعة للجنة الخارجية والامن في شأن «إيوش»، عن الحرب التي خاضها جيشه الاعظم اخلاقا في العالم على «ظاهرة البناء غير القانوني»؛ واقتبست عميره هاس التي كتبت تقريرا عن تلك الجلسة البرلمانية في صحيفة هآرتس في 21/5 من كلام العقيد المنمق: «اعتقد أن حركة المدرعات والمركبات وما أشبه في هذه المنطقة وآلاف الجنود الذين يسيرون، تنحي جانبا، فحينما تسير الطوابير يتنحى الناس جانبا… وفي المكان الذي ضاءلنا فيه مقدار التدريبات كثيرا نشأت هناك ثآليل. وهذا أمر يجب أن يُحتسب في المعادلة».
أجل يجب أن يُحتسب كلام شيلو في «المعادلة»: فقد اعترف بأن تدريبات الجيش الاسرائيلي في غور الاردن ترمي الى طرد سكانه وهم الثآليل، مُحدثي البناء غير المرخص. ولندع الكلام الشيطاني الآخر الذي سمع في تلك الجلسة على لساني عضوي الكنيست الوحيدين اللذين شاركا فيه وهما معرفتنا أوري ستروك («كيف تتحقق من أن البدوي بدوي») ومردخاي يوغاف («يوجد فرق بين عربي له بيت في طوباس ويجب طرحه هناك وبين الموجود على الارض واذا طيرته سينتقل الى الوادي القريب»)، وهما اللذان يلائمهما تعريف النازيين الجدد الذي قاله عاموس عوز ملاءمة عجيبة – لأنه تخيلوا فقط اعضاء برلمان اوروبيين يتحدثون بهذه الصورة عن يهود. لكن يحسن حصر العناية في كلام الضابط الكبير.
إنني أعرف جيدا «ثآليل» شيلو، فأنا أعرف برهان بشارات وحكم أبو الاكباش، وهما راعيا غنم؛ وأعرف سكان حمسة وخربة أم الجمل، وحلة مكحول وخربة عين كرزلية. وهم فلاحون مُعسرون تكاد ظروف عيشهم تكون غير انسانية وكأنهم أُخذوا من قرون سابقة. وأعرف آلاف السكان الذين يعيشون في الغور منذ عشرات السنين على الاقل والذين هدم الجيش الاسرائيلي بيوتهم وخيامهم وأسلم حياتهم وحياة أبنائهم لرحمة السماء. وأعرف اعمال الهدم ومكعبات «ميدان الرماية» قرب كل خيمة التي ترمي الى تخويفهم وطردهم، وأكوام التراب التي أقيمت لقطعهم عن طرقهم والانقاض التي كانت قرى ذات مرة. إن شيلو يفخر بكل ذلك ويسميه «أحد الاجراءات الحسنة» وهو يريد أكثر من كل ذلك.
إفتخر شيلو ذات مرة في مقابلة فيديو لصحيفة «اسرائيل اليوم» بـ «القوة الساحقة» للوائه وبـ «تراث الدبابات» و»قوة النيران». وابتدع تجديدا ذات مرة فقد وزع على آباء الجنود في لوائه مغناطيسات عليها شارة اللواء وعنوان بريده الالكتروني الشخصي، وذلك مؤثر. وكتب في مقالة نشرها في «معراخوت» تحت عنوان «كيف ننشيء القادة العسكريين» يقول: «ستعود ثقة الجمهور بقادة الجيش الاسرائيلي على أثر نجاحات القادة العسكريين والقرارات التي سيتخذونها في حروب المستقبل» – وهذه كليشيهات الجيش العادية.
أجل أصبح الجيش الاسرائيلي قلقا مؤخرا من انحطاط مكانته العامة ومكانة قادته العسكريين، ويشتكي قادته شكوى مُرة من أنهم «يسفحون دماءهم». وتعرفون أن الصراع على ميزانية الدفاع التي هي البقرة المقدسة باعتبارها ضحية. لكن لا أحد سفح دم الجيش الاسرائيلي بسبب كلام ضابطه الكبير ونظرته الى البشر بأنهم ثآليل وسلبه سكان المباني غير المرخصة انسانيتهم وتجنيد الجيش الاسرائيلي نفسه لتنفيذ جرائم حرب لاغراض سياسية واضحة – تطهير الغور العرقي. فلهذا السبب خاصة كان شيلو والجيش الاسرائيلي يستحقان التشهير لكن ذلك على الخصوص يمر هنا
هآرتس 25/5/2014
جدعون ليفي
بوفيصيل
29-05-2014, 03:26 PM
تتجه اسرائيل في بطء لكن في ثقة نحو الشرق. وليس الحديث عن تطور مفهوم من تلقاء نفسه لأن اوروبا هي أصل أكثر مواطني اسرائيل وكذلك جذور أكثر قادة الدولة. وكانت اسرائيل تُرى مدة سنين كثيرة الموقع المتقدم لاوروبا في الشرق الاوسط. وسواء أحبت اوروبا اسرائيل أم أبغضتها فانها كانت بالنسبة لاسرائيل أقرب شيء ربطها بثقافة الغرب.
بيد أنه أخذ يحدث تغير في الفترة الاخيرة إذ زار رئيس الوزراء الصين واليابان ويبدو أنه سيزور الهند قريبا. وليس هذا التطور غير متوقع تماما فالاقتصاد في دول شرق آسيا ينمو منذ سنوات كثيرة بمعدل أكبر من معدل نمو الاقتصاد الاوروبي. والصين هي المعجزة الاقتصادية في القرن الواحد والعشرين، وتوجد أدلة على نمو اقتصادي سريع في الهند ايضا التي هي أكبر ديمقراطية في العالم. ولهذا من الطبيعي أن تبدأ العلاقات الاقتصادية التي لاسرائيل بهذه الدول في التغلب على علاقاتها الاقتصادية بدول اوروبا، اوروبا التي يبدو في السنوات الاخيرة أنها في ازمة اقتصادية لا تنتهي.
لكن ليس ذلك هو السبب الوحيد لتوجه اسرائيل الى الشرق. إن اوروبا هي مقبرة يهود اوروبا، فقد ذُبح اليهود في ميادين القتل في الاتحاد السوفييتي – في لتوانيا ولاتفيا وأستونيا وروسيا البيضاء واوكرانيا، اليوم ـ التي احتلها الالمان في عملية «بربروسا».
وقُتل اليهود ايضا في مواقع القتل المصنوعة التي أنشئت فوق ارض بولندة. وكانت اوروبا كلها تقريبا مشاركة مباشرة أو غير مباشرة في خطة القتل حتى إن البريطانيين الذين واجهوا المانيا النازية عملوا على التأكد من ألا يُسمح لأي يهودي أن يفر من اوروبا ليأتي الى ارض اسرائيل. وقد أغلق «الكتاب الابيض لماكدونالد» الذي صدر عن حكومة تشمبرلين في ايار 1939 أبواب ارض اسرائيل في وجوههم وأُعمل مدة سنوات الحرب كلها بل بعدها، واهتم اسطول بريطانيا وجهازها السري بأن يوقفا قبل الحرب وفي اثنائها اللاجئين الذين كانوا في طريقهم اليها.
أبحرت سفينة «ستروما» من رومانيا في كانون الاول 1941 وعلى متنها نحو من 800 لاجيء، في فترة أصبح معلوما فيها أن رومانيا بدأت بتشجيع الالمان تعمل في القضاء على سكانها اليهود.
وبرغم ذلك رفضت حكومة بريطانيا أن تمنح ركاب السفينة الذين وصلوا الى اسطنبول إذن دخول الى ارض اسرائيل، وجُرت «ستروما» الى البحر الاسود وأُغرقت هناك. فمات كل ركابها ما عدا واحدا. وكان يمكن أن ينجو مئات الآلاف لو أبطلت حكومة بريطانيا سياستها غير الانسانية هذه.
وبرغم كل ذلك وبرغم معاداة السامية التي عمرها مئات السنين وبرغم ذنبها الجاثم فوقها بسبب سلوكها في الكارثة لم تكف اوروبا بواسطة الاتحاد الاوروبي عن انتقاد سياسة حكومات اسرائيل والتنديد بها، بل إنها تبالغ وتفرض على اسرائيل عقوبات اقتصادية.
وفي مقابل ذلك فان علاقات اسرائيل بدول الشرق الاقصى ليس فيها كل هذه الرواسب الماضية. فليس للصين واليابان والهند تاريخ معاداة سامية. وهي تعبر عن إجلال للحضارة اليهودية القديمة ولانجازات اسرائيل العلمية والتقنية وهي في حماسة لتوسيع علاقاتها الثقافية والاقتصادية بها.
إن النجاح المدهش لشنزو آبا رئيس حكومة اليابان في إحياء الاقتصاد الياباني، والفوز الكاسح لنرندرا مودي في الانتخابات في الهند، يُبشران بامكانية نمو سريع للعلاقات بين اسرائيل وهاتين الدولتين. والعلاقات المتطورة سريعا بين اسرائيل والصين وامكانية تطوير علاقات بكوريا الجنوبية، علامات واضحة على أن اسرائيل تتجه الى الشرق وتبتعد عن اوروبا وعن التراث الاوروبي الحزين.
هآرتس 27/5/2014
موشيه آرنس
بوفيصيل
11-06-2014, 04:33 PM
وجدت واشنطن لنفسها تعليلا حسنا لتُفسر تأييدها المرتقب لحكومة الوحدة الفلسطينية. فقد بينت متحدثة وزارة الخارجية قائلة: «لا يوجد في الحكومة ناس من حماس». وهذا التعليل بعيد عن اقناع جماعة الضغط اليهودية، الايباك، التي ذكّرت اعضاء مجلس النواب الامريكي باعلان على عجل نشرته في الاسبوع الماضي بأن «القانون الامريكي واضح تماما وهو أنه ينبغي ألا تحول اموال الى حكومة فلسطينية حماس شريكة فيها، أو لها فيها تأثير غير مناسب. فنحن نحث مجلس النواب على أن يفحص من جديد عن المساعدة الامريكية التي تعطى للسلطة الفلسطينية لضمان أن يكون القانون مطبقا تطبيقا كاملا».
إن القانون الامريكي في الحقيقة مقدس لكن القداسة ايضا يمكن أن تصبح مرنة وقت الحاجة. فحينما يبدأ اصدقاء الولايات المتحدة في الشرق الاوسط يتبخرون ويقل عدد الصراعات التي تستطيع التأثير فيها، قد تكون القطيعة مع السلطة الفلسطينية كارثة. قد تستطيع اسرائيل الوجود دون تعاون مع السلطة، لكن حينما يتجه نتنياهو الى واشنطن طالبا اليها أن تستعمل حق النقض مرة اخرى على مبادرة في الامم المتحدة الى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، أو للتأثير في محمود عباس كي لا يرفع دعاوى قضائية الى المحكمة الدولية، فمن المستحسن جدا أن يكون لوزارة الخارجية الامريكي خط هاتف مفتوح مع الحكومة الفلسطينية حتى لو كانت حماس شريكة في تركيبتها.
أدركت واشنطن في السنوات الثلاث الماضية أنها لم تعد تستطيع انتقاء اصدقاءها في الشرق الاوسط. وأشد من ذلك وقد أخذ تأثيرها يقل، أنه يجب عليها أن تحافظ على قرب من نظم الحكم على الأقل. فقد وجدت نفسها في السنة الاخيرة خارج الجدار في مصر تقريبا. وحارت حيرة لم تكن في صالحها تسأل هل تم تولي عبد الفتاح السيسي للحكم بثورة أم بانقلاب؟ ونجحت الادارة في التملص من الضغط الثقيل الذي تم استعماله عليها لوقف المساعدة لمصر لأنه لا يجوز لها بحسب القانون أن تمنح دولا تم الاستيلاء على الحكم فيها بانقلاب عسكري، أن تمنحها مساعدة. لكن حينما تبين أن مصر بدأت تعقد صفقات سلاح مع روسيا، سارع البيت الابيض الى اطلاق بيع المعدات العسكرية لأن من أراد أن تستمر مصر على محاربة الارهاب في سيناء وأن تستعمل حينما يحين الوقت تأثيرها في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني وتتمسك بالحلف الموالي للغرب فانه يجب عليه أن يهادن. هكذا تم انقاذ قدرة الولايات المتحدة على الاتصال بقصر الرئاسة في القاهرة، وبفضل دعم السيسي خف التوتر الذي نشأ بينها وبين السعودية ايضا. وسوريا دولة اخرى لم تفقد الولايات المتحدة تأثيرها فيها فقط بل قدرتها على الاتصال بها. وأسهم في ذلك القفز الطويل المعذب على حبلين الذين يميز سياسة الادارة الامريكية اليوم. وفي نهاية المطاف وقف بشار الاسد واشنطن – وليست هي فقط – أمام حقيقة مكتملة وهي أن من أراد أن يحارب فروع القاعدة فسيضطر الى المرور من طريق قصره وأنه أصبح من الآن «الرئيس المنتخب»، والرئيس المنتخب لا يتم اسقاطه بتدخل اسرائيل.
وفي لبنان نسيت واشنطن منذ زمن قاعدة عدم التعاون مع حكومة تشارك فيها منظمات ارهاب. فحكومات لبنان تتمتع بمساعدة امريكية حتى حينما يوجد بين وزرائها ناس من حزب الله الذي يُعرف بأنه منظمة ارهاب. ففي الاسبوع الماضي حينما زار جون كيري بيروت منح رئيس الوزراء سلام تمام نصف مليار دولار مساعدة للاجئين السوريين الذين فروا الى لبنان. وما زال حزب الله في الوقت نفسه يقاتل مع الاسد، ويؤدي بذلك الى فرار لاجئين آخرين الى لبنان. فهل هي مناقضة؟ لا حينما تكون واشنطن على شفا هاوية متمسكة بأوهى الخيوط.
يمكن أن نستنتج من تعوجها في لبنان كما يبدو سياستها المتوقعة في فلسطين حينما تتجه هذه الى انتخابات المجلس التشريعي وانتخابات الرئاسة بعد ستة اشهر اذا سار كل شيء على ما يرام. فآنذاك لن تستطيع واشنطن أن تختبيء وراء زعم أن الحكومة لا تتضمن ناسا من حماس. ويمكن أن نخمن أن المصوتين وإن لم يمنحوا حماس نصرا ساحقا سيعطونها نصيبا وفيرا من الحكم. وسيطلب الى واشنطن آنذاك أن تُبين لماذا تكون حكومة لبنان مع حزب الله حلال في نظرها، ولماذا تكون حكومة افغانستان التي انتخبت بصورة ديمقراطية وتوشك أن تصالح طالبان حكومة مناسبة، أما حكومة فلسطين مع حماس فمرفوضة. وهل تكفي حقيقة أن تصرخ اسرائيل وتركل لاقناع واشنطن بالتخلي عن محاولة الاتصال بالحكومة الفلسطينية. يبدو بحسب ردها الايجابي على حكومة الوحدة الفلسطينية أن الضجيج الاسرائيلي لم يعد يشوش على أذنيها الحساستين فقد اعتادت على الأمر.
لكن اذا استطاعت واشنطن أن تبتلع التعاون مع حكومة فلسطينية الى الآن بتعليل تقني، فمن المثير للاهتمام أن نعلم كيف تنظر الى المادة الصريحة المتعلقة بسلاح غير مسموح به التي يشتمل عليها اتفاق واي في 1998 والتزمت فيها السلطة الفلسطينية بأن تعمل «في تصميم ونجاعة» على مكافحة حيازة سلاح غير مرخص وانتاجه واستيراده على أيدي جهات مختلفة. وقد كان يمكن أن يُغفر للسلطة ذلك الامر ما بقيت حماس تحكم غزة حكما مطلقا. والآن وقد بدأت مرحلة تنفيذ المصالحة تثور الاسئلة بكامل قوتها فهل يتم توحيد الاجهزة الامنية؟ وهل يتم استيعاب سلاح حماس في مستودعات قوات الامن الموحدة؟ وهل توافق حماس أصلا على نزع سلاحها؟ ستضطر واشنطن الى مواجهة هذه المعضلة في غضون وقت قصير، لكن الجواب قد يكون بحسب النموذج اللبناني فهناك ايضا تم اتخاذ غير قليل من القرارات المتعلقة بنزع سلاح حزب الله، وما زال حزب الله هناك ايضا متمسكا بسلاحه وما زالت واشنطن هناك ايضا تمنح مساعدة.
تسفي برئيل
هآرتس 9/6/2014
صحف عبرية
بوفيصيل
12-06-2014, 03:38 AM
يهودا والسامرة أولا؟
درور زرسكي
June 11, 2014
الأصعب عليّ هو أن أرى أسى الخاسرين. ليس الالم على الخسارة هو ما يصعب مشاهدته بل نبل الخاسر صعب على الهضم. ففي ذروة الاهانة، على الخاسر ان يتوجه نحو المنتصر وان يصافحه. هناك من يبالغ ويرفق المصافحة بتهنئة عذبة من الفم الى الخارج بينما في العمق في الداخل توجد المهانة والخيبة متداخلتين دون عراقيل.
هذا تقريبا هو وضع اليسار في اسرائيل، في كتاب التاريخ عن المسيرة السلمية التي كانت موجودة ولم تعد. واذا لم يكن بكاف أن مبادرة الدولتين آخذة في التبخر، فان خطاب الضم سيطر على الجمهور الاسرائيلي وهو هنا كي يبقى. احدى الحجج الممجوجة التي استخدمها الناطقون بلسان اليسار في وجه اليمين هي انعدام البشرى لدى مؤيدي الاحتلال. وكانوا في اليسار يشتكون: «انكم لا تعرفون سوى ان تقولوا لا ولا. لا يوجد اي اقتراح تضعونه على الطاولة، فقط الرفض».
وها هي إذن مرت السنون، ويئس مبعوثو الولايات المتحدة الى المنطقة وفي اليمين قبلوا تحدي غصن الزيتون. يوجد حل وهو الضم. نبدأ من الكتل الاستيطانية التي «ليس عليها خلاف». تلك التي كانت بيد اسرائيل حتى قبل اندلاع حرب الايام الستة. غوش عصيون بشكل خاص وباقي اراضي ج بشكل عام. البعض سيقول ان هذا يعني ضم نحو مئتي الف فلسطيني الى حضن اسرائيل. «هذه ليست مشكلة على الاطلاق»، سيقول الاخرون. فهم سيحصلون على حقوق كاملة كآخر المستوطنين. بل ان هؤلاء سيروون لنا بان حلم الفلسطينيين في المناطق ج هو أن يكونوا مواطنين أزرق – أبيض. وسيقولون: «انهم يرون ما حصل في الربيع العربي وهم يعرفون بان افضل ما يكون للمرء هو أن يكون اسرائيلي – عربي».
عند الدخول في تفاصيل الضم، تتضح الصورة. مؤيدوه يوضحون بان حتى الاقتصاد الاسرائيلي سيكسب. فالدعم لحقوق عشرات الاف مواطنينا الجدد سننتجه من الطلب على الاراضي مثلا. فالاف الدونمات ستفرز للتنمية السريعة، ولن يعود خط اخضر واضح وحتى اليساريين سيرغبون في شراء أرض للبناء في أرض الميعاد المضمومة. وسنقلل غلاء المعيشة بفضل الدولة الجديدة والموسعة. وهذا مجرد أحد البنود في قائمة الربح الذي في الضم. وجوانب اخرى عديدة له وأمامه. وبالطبع المناطق ج هي فقط البداية، وهي فقط الذريعة لاستعادة ما نستحقه، أ و ب أولا.
كم هو صعب أسى الخاسرين. الاستيعاب بانهم وصلوا الى نهاية الطريق. الفهم بان من هنا لم يعد سبيل للاصلاح. والهتافات ليست لك ومن أجلك. فقد اخذ مصيرك منك وهو الان في أيدي الاخرين. وهذا الضام هو منذ زمن بعيد مثابة الاغلبية.
ليس لك الكثير من البدائل الا ان تلف وجه الخاسر النبيل وان ترفع الى الملعب فقط كي تتمكن من مصافحة يد المنتصر – الذي سيضم كل ما يتحرك وكل ما سيتحرك في دولة واحدة كانت ذات مرة ترغب في أن تنقسم الى اثنتين.
معاريف/الاسبوع 10/6/2014
درور زرسكي
بوفيصيل
24-06-2014, 03:14 AM
وحل حماس
سيفر بلوتسكر
june 23, 2014
في لحظة كتابة هذه السطور لم يتحرر بعد الابناء المخطوفون. حبذا لو ان هذه الجملة لا تعود واقعية في ساعة قراءتها، ولكن التتمة كفيلة مع ذلك بان تكون واقعية: الى جانب التمشيطات والتفتيشات المكثفة تجري في مناطق يهودا والسامرة حملة عسكرية اخرى، عديمة الاسم، تستهدف القضاء على البنى التحتية لحماس. ولاصحاب الذاكرة الطويلة مثلي فانها تبدأ بالتذكير – بسلاح وصخب – حرب لبنان الاولى، الزائدة، الغبية والطويلة بين حروب اسرائيل.
مفهوم ان الحاضر لن يشبه الماضي ابدا. فلتبرير حرب لبنان الاولى تمسك، بيغن، شارون ورافول باغتيال السفير الاسرائيلي في لندن. ومع ان منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة عرفات لم تكن ضالعة في الاغتيال، استغلته حكومة اسرائيل كذريعة «للقضاء على البنى التحتية الارهابية لـ م.ت.ف في جنوب لبنان.
والان تعمل اسرائيل ضد بنى الارهاب التحتية لحماس استنادا الى معلومات (موثوقة، كما نأمل) عن ضلوع عميق للمنظمة في اختطاف الشبان الثلاثة. وفي الوقت الذي اعتبرت فيه م.ت.ف حركة تحرر وطني، عرفت حماس في العالم كمنظمة ارهاب اسلامية متطرفة. وعليه فان غزو لبنان شجبته على الفور معظم الدول الغربية والاعمال ضد حماس يرحب بها كثيرون.
وفضلا عن ذلك: كان لبيغن، شارون ورافول اصبع رشيق على الزناد. فقد أعدوا الجيش للحرب وفتشوا فقط عن سبب ما للشروع فيها. اما نتنياهو، يعلون وغانتس، بالمقابل، فلا يسارعون الى المعركة. تركيبة حكومة بيبي تختلف تماما عن حكومة بيغن التي ضمت اغلبية متماسكة من أسوياء العقل.
وبعد أن طرحت وفصلت كل هذه الاختلافات، لا يزال مجال للخوف اليوم ايضا من فقدان قدرة كبح الجماح لدى اصحاب القرار. فشخصيات سياسية وامنية تصرح علنا منذ الان: هذا ليس عملا محدود الهدف (حتى العثور على المخطوفين) أو الزمن (حتى عيد رمضان). هذه حملة تطهير متدحرجة، ترمي الى التحطيم النهائي لحماس. وهي «ستستمر قدر ما تستمر»؛ اشهر، سنين. لهذه التصريحات نبرة معروفة: هكذا تحدث المسؤولون عن تحول حملة الاربعين كيلو متر في جنوب لبنان الى حرب عديمة الغاية استمرت لسنوات.
اسرائيل لن تنجح في ابعاد حماس من مناطق السلطة الفلسطينية. يمكنها أن توجه اليها ضربة اليمة جدا، تضعفها، تفتت بعضا من معاقلها – ولكن لن تشطب وجودها.
هذه المنظمة متجذرة في الواقع الفلسطيني والفلسطينيون وحدهم يمكنهم في يوم من الايام ان يزيحوا عنهم عبئها. ما كان يمكن لاحد من الخارج ان ينجح في وقف الاخوان المسلمين في مصر: فعل هذا الجيش المصري. حملة تطهير وقضاء لا تنتهي في المناطق لن تخدم مصالح دولة اسرائيل. فهي ستعيد وتبرز الوجه الوحشي للتواجد العسكري الاسرائيلي في مناطق السلطة الفلسطينية ستجعل من الصعب على ابو مازن التعاون معنا، ستوجه الينا انتقادا دوليا متعاظما وستعزز المتطرفين.
اليوم، يردع نشاط الجيش الاسرائيلي الارهاب، اما غدا فسيشكل محفزا له. ولا ينبغي أن نصل لهذا الغد. من الافضل ان نترك حماس جريحة، مطاردة تلعق جراحها ونحرص على أن ينفر السكان الفلسطينيون منها ويرفضوا أساليبها. وعندها فان جراح حماس لن تلتئم. في حرب لبنان الثانية تمكنت حكومة اسرائيل من وقف القتال دون أن «يقضي الجيش الاسرائيلي من الاساس» على البنى التحتية لحزب الله، لهذا كانت لها انجازات استراتيجية بعيدة المدى وغير مسبوقة. والان، في ظروف مختلفة، يهددنا مرة اخرى خطر التدهور الى النموذج اللعين لحرب لبنان الاولى، رغم أن درسه معروف وواضح: من السهل الغرق في الوحل، من الصعب جدا الخروج منه.
يديعوت 22/6/2014
سيفر بلوتسكر
بوفيصيل
25-06-2014, 01:36 AM
لا أشرار ولا أخيار في العراق
زلمان شوفال
June 24, 2014
«هذا طاعون وذاك كوليرا». يبدو أن هذا هو التعبير الأنسب عن الصراع الدامي في العراق بين المعسكر الشيعي لرئيس الوزراء المالكي بدعم من ايران وبين فصيلة القاعدة الجهادية السنية المسماة «الدولة الاسلامية في العراق والشام». وليس الحديث عن حرب أهلية تقليدية اخرى ولا عن حرب دينية بين الشيعة والسنة، بل الحديث عن حرب لا هوادة فيها بين كتلتين اسلاميتين تتنافسان على الهيمنة على الشرق الاوسط كله. وإن النجاحات السريعة الميدانية للمجاهدين السنيين في وجه قوات حكومة المالكي المنحلة هي الشهادة ايضا على أخطاء السياسة الامريكية منذ كانت حرب الخليج الاولى لبوش الأب مرورا بحرب الخليج الثانية لبوش الابن وانتهاءً الى عهد اوباما وسحب جنوده من العراق وردوده الخاطئة على «الربيع العربي» واستقرار رأيه على انهاء محاربة الارهاب. وقد أسهم كل ذلك في نمو وانتشار عناصر ارهابية اسلامية في كل أنحاء الشرق الاوسط وشمال افريقيا ـ مع العراق وسوريا.
لكن الولايات المتحدة قد تزل الآن مرة اخرى وستكون لهذه الزلة آثار خطيرة بعيدة المدى تتجاوز الشأن العراقي. ففي واشنطن أصوات عن جانبي المتراس السياسي تدعو الى التعاون مع ايران لمحاربة الاسلاميين السنيين الذين يهددون باحتلال بغداد، وكل ذلك صادر عن التعليل المبتذل وهو «أن عدو عدوك صديقك». وقد قال وزير الخارجية الامريكي جون كيري: «إن واشنطن منفتحة لمحادثات مع طهران اذا استطاعت هذه أن تساعد على وقف العنف واعادة بناء الثقة بحكومة العراق».
كانت جماعة الضغط الموالية لايران في واشنطن برئاسة الزوجين لبريت، وكانا في الماضي «خبيرين» بالشرق الاوسط في وكالة الاستخبارات المركزية وفي مجلس الامن القومي، وسيد محمد مراندي وهو امريكي من أصل ايراني يؤيد علنا البرنامج الذري الايراني، هم الذين قفزوا فورا الى المركب بحماسة كما كان متوقعا. وكان أكثر من ذلك مفاجأة تصريح الشيخ الجمهوري الصقر (وصديق اسرائيل الواضح) لندزي غراهام الذي قال فيه «إنه يجب على الولايات المتحدة أن تتعاون مع ايران لمنع أن تصبح هي المنتصرة الكبرى في العراق». وفي مقابل ذلك أجاب الشيخ مكين مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة في 2008 ومشارك غراهام في الرأي على نحو عام بأن «مصالح وأهداف الولايات المتحدة وايران في العراق متضاربة تضاربا تاما، فيجب أن يكون هدف امريكا مضاءلة التدخل الايراني لا تشجيعه».
لا شك في الحقيقة في أن «حركة الدولة الاسلامية في العراق وسوريا» التي بنيت بالمناسبة بقدر غير قليل بفضل عدم وجود مساعدة امريكية كافية للجهات العلمانية التي تكافح نظام الرئيس الاسد في سوريا ـ هي عدو امريكا والغرب بعامة، اللدود والمتطرف. لكن زعم أن هذه الضرورة تسوغ التعاون مع ايران أحمق وغير اخلاقي معا. ولا يوجد هنا أخيار ولا أشرار بل يوجد شريران سافران أحدهما وهو ايران يسعى الى احراز سلاح ذري ويهدد بابادة شعب؛ ونظام هو المعبر الرئيس عن الارهاب العالمي وتخالف مصالحه ودعاواه مصالح العالم الحر وآماله مخالفة شديدة. ومن الواضح مع كل ذلك أن العالم السني المعتدل ايضا مع كل تحفظه من المجاهدين في العراق لن يتحمس تحمسا خاصا للعلاقة الغرامية التي أخذت تنشأ بين الولايات المتحدة وايران الشيعية. صحيح أن هذا اختيار بين الطاعون والكوليرا، لكن ينبغي أن نتوقع من صاغة السياسة الامريكية أن يكونوا بعيدي النظر بقدر كاف كي يلاحظوا المعضلة التي يواجهونها ملاحظة صحيحة.
إن المصلحة الامريكية الحقيقية واضحة شفافة جدا لا يلاحظها إلا صاحب نظارتين قد غُطيت عدستاهما. هذا الى أن سخونة العلاقات بالولايات المتحدة – وستكون هذه هي النتيجة المباشرة للعلاقة الامريكية الايرانية – ستمنح نظام آيات الله شرعية اخرى وتقويه في التفاوض في الاتفاق الذري وتفضي الى نشر قوات عسكرية ايرانية بصورة دائمة في ارض العراق وتكون نتيجة ذلك تقريب «الجبهة الشرقية» من حدود اسرائيل والاردن. وتوجد نتيجة مصاحبة اخرى هي حقنة تشجيع لحزب الله في سوريا ولبنان.
اسرائيل اليوم 24/6/2014
زلمان شوفال
بوفيصيل
26-06-2014, 04:22 AM
تحدث رئيس وزرائنا الى رئيس السلطة الفلسطينية وقال له إن حادثة الاختطاف «تكشف عن طبيعة الارهاب الذي نحاربه نحن (الاسرائيليين). فالارهابيون (الفلسطينيون) يخطفون اولادا اسرائيليين أبرياء أما نحن (الاسرائيليين) فنعالج في مستشفياتنا اولادا فلسطينيين مرضى لانقاذهم. وهذا هو الفرق بين سياستنا الانسانية (نحن الاسرائيليين) وبين الارهاب (الفلسطيني) القاتل الذي يهاجمنا نحن (الاسرائيليين.»)
عبَّر رئيس الوزراء في كلامه هذا تعبيرا دقيقا عن رأي أكثر مواطني اسرائيل اليهود. فكلنا تقريبا نؤمن بأننا لسنا لا نقتل الاولاد الفلسطينيين فقط بل نعرض أنفسنا للخطر لانقاذهم، أما هم، أعني الفلسطينيين، فلا يشتغلون فقط إلا بقتل أكبر عدد من الاولاد اليهود الاسرائيليين.
قبل شهر فقط في مظاهرات يوم النكبة في «يهودا والسامرة» قتل فتيان هما محمد أبو طاهر ابن السادسة عشرة ونديم نوارة ابن السابعة عشرة، وهما في نفس عمر الفتيان الاسرائيليين الثلاثة. وقد برهنت آلات التصوير في ذلك المكان على أنهما لم يرميا الحجارة ولم يعرضوا حياة للخطر بل كانا في الحاصل يسيران على بعد عشرات الامتار عن جنود الجيش الاسرائيلي. بيد أننا حينما نقلتهم نسمي أبناء السادسة عشرة والسابعة عشرة «شبابا فلسطينيين»، ليدل ذلك على أنهم في الحقيقة مخربون ولهذا «يستحقون الموت»، أما حينما يقتلون منا فنسمي أبناء السادسة عشرة والسابعة عشرة منا «أولادا» لندل على أنهم «قتلة أولاد» بخلافنا.
هل ندد رئيس وزراء اسرائيل بالقتل كما نطلب دائما من كل فلسطيني؟ وهل تحملت اسرائيل أصلا مسؤولية عن موتهما؟
وهل نبس ضابط اسرائيلي أو نطق متلعثما بشيء من الاعتذار؟ وهل طلب وزير اسرائيلي حتى وزير صغير المعذرة من الآباء الثاكلين؟ لم يوجد لا تنديد ولا اعتذار ولا نعال مظليين بل ما زالت اسرائيل تزعم أن الفلسطينيين يكذبون وأننا لسنا نحن الذين أطلقنا النار على أولادهم بل هم أنفسهم.
ونُذكركم بأن الجيش الاسرائيلي أطلق في عملية «الرصاص المصبوب» دون أي سبب قذائف دبابات على بيت الدكتور عز الدين أبو العيش وقتل ثلاثا من بناته (لن تجدوا أسماءهن في أي موقع اسرائيلي في الشبكة لأنه «لكل شخص إسم» إلا الاولاد الفلسطينيين). وحينما عُلم ذلك أنكر الجيش الاسرائيلي وتنكر ولم يتحمل قط مسؤولية كاملة عن القتل. وكان «التقرير الكامل» في ظاهر الامر الذي نشره آخر الامر إنكارا كله، وجاء فيه أن «قوة من غولاني عملت في منطقة قرية الشجاعية (لاحظت) اشخاصا ظُن أنهم مراقبون كانوا يوجهون نيران القناصين وراجمات صواريخ حماس من الطوابق العليا لبيت الطبيب». قد يقنعكم ذلك بيد أنهم في التحقيق كما رد الدكتور أبو العيش، «يتحدثون عن الشجاعية وأنا أسكن أصلا في منطقة جباليا».
والاجمل في هذه القصة أن الدكتور أبو العيش كان يعمل في ذلك الوقت طبيب توليد في مستشفى شيبا في اسرائيل. فقد ولد النساء بنين وبنات وقتلنا بناته، هكذا حقا. وهذا بالضبط هو عكس الوصف الذي قاله رئيس وزرائنا في مسامع أبو مازن وهو العكس بالضبط للقصة الكاذبة التي نقصها على أنفسنا. لكن لا تدعوا الحقائق تبلبلكم فنحن على حق لا غير.
هآرتس 24/6/2014
كوبي نيف
بوفيصيل
29-06-2014, 03:26 AM
الخطر الجديد على إسرائيل
آري شبيط
June 26, 2014
وُجدت ذات يوم جبهة شرقية، وقبل سنين كثيرة، عشرين أو ثلاثين، كانت اسرائيل معرضة لتهديد استراتيجي من الشرق. وقد قاد البعث العراقي العدو والبعث السوري العدو دولتين قوميتين حديثتين في ظاهر الامر لهما جيشان حديثان في ظاهر الامر – كثيرا الجنود والدبابات والصواريخ. وأوجد الخوف من حرب في الشرق أو في الشمال الشرقي على إسرائيل أن يكون لها جيش قوي وأن تحيا على تأهب دائم وأن تسيطر على مناطق مسيطرة في غور الاردن وهضبة الجولان. لكن الجبهة الشرقية تلاشت في العقود الاخيرة، فقد ضرب بوش الأب العراق أولا وبعد ذلك نقض بوش الابن عُرى العراق. وصديء الجيش السوري أولا وبعد ذلك انتقضت عُراه. وجاء الربيع العربي معه برياح التحرير والأمل فخُيل لكثيرين أخيار أن اسرائيل لم تعد محتاجة الى جيش كبير والى مناطق سيطرة والى حياة تأهب. وحل محل الخوف من الحرب التالية التي أثرت تأثيرا عميقا في منظومات حياتنا جميعا، حل محله شعور مستريح مفهوم بأن وضعنا لم يكن قط أفضل مما هو عليه الآن.
لكن أخذت تحدث في الاشهر الاخيرة تغييرات حادة في الشرق، فهناك انتعاش ما للنظام الموالي لايران في دمشق، وتأثير ايران المتزايد في بغداد وزيادة قوة حزب الله العسكرية وهو ما ينشيء محورا شيعيا متطرفا قويا جدا. وفي مقابل ذلك أظهر الظهور المفاجيء لداعش فوق خشبة المسرح قوى سنية متطرفة متوحشة لم نرَ لها شبيها في الماضي. لا توجد دولة قومية عربية في الشرق ولا جيش عربي قوي في الشرق لكن توجد فوضى عارمة. ويفضي الضعف الداخلي للقومية العربية والحماقة المستمرة للسياسة الامريكية الى انتقاض النظام الاقليمي النسبي، فحلت محل الجبهة الشرقية القديمة جبهة شرقية جديدة فيها عدم استقرار وعدم يقين.
لا تشبه الجبهة الشرقية الجديدة الجبهة القديمة ألبتة. ولن يوجد في العقد القريب هنا حرب يوم غفران جديدة. ولن تجتاز الجيوش العربية النظامية الحدود ولن تغرق الدبابات السورية هضبة الجولان. لكن التأليف بين سلاح مُحكم وجيوش اسلامية قد ينشيء زعزعات اقليمية تقترب من حدودنا. وعلامات السؤال أكثر من علامات القراءة مثل: ماذا سيكون مصير الاردن؟ وهل يتحول وسط العراق وجنوب سوريا الى مثل افغانستان؟ وهل يصبح قطاع غزة كالصومال؟ وماذا ستكون تأثيرات نشوء مناطق واسعة جدا لا توجد عليها سيطرة دولة لا لبس فيها وسيادة واضحة؟.
الواضح شيء واحد وهو أن الخطر الجديد الذي تتعرض له اسرائيل في العصر الجديد مضاعف. فهناك من جهة تحول ايران الى قوة كبيرة مهيمنة تستغل انهيار العروبة الحديثة لمصلحتها. وهناك من جهة اخرى ظهور لاعبات متطرفة ليست دولا لا يمكن صنع سلام معها، ومن الصعب جدا ردعها.
إن التغيير العميق في الشرق يتحدى اليسار الاسرائيلي، لأنه سيكون من الصعب في الظروف الاستراتيجية التي أخذت تنشأ الانسحاب من غور الاردن ولن يمكن الانسحاب من هضبة الجولان. ومن اعتقدوا أنه لم تعد حاجة الى جيش اسرائيلي قوي والى حذر استراتيجي ظهر وهمهم أسرع من المتوقع. لكن التغيير في الشرق يتحدى اليمين الاسرائيلي ايضا لأن اسرائيل المحتلة والاستيطانية لن تكون لها الشرعية الدولية المطلوبة لتدفع عن نفسها التهديدات الجديدة. وقد صارت المستوطنات تضر بالأمن القومي اليوم أكثر من أي وقت مضى.
إن العاصفة الاقليمية تجعل من الصعب احراز سلام اسرائيلي فلسطيني لكنها توجب التقدم في المسار الاسرائيلي الفلسطيني. ويُحتاج الى تصور سياسي جديد يواجه على نحو خلاق الواقع المركب مع السعي الى حلف حقيقي بين الدولة اليهودية الديمقراطية والدول العربية السنية المعتدلة. ولا يستطيع لا اليمين ولا اليسار ولا الحكومة ولا المجتمع المدني الاستمرار على تجاهل الآثار العميقة لما يحدث حولنا. فالشرق الذي يقع شرقينا هو في الحقيقة شرق جديد وهو يوجب علينا جميعا أن نفكر تفكيرا جديدا صافيا وأن نفكر خارج كل صندوق.
هآرتس 26/6/2014
آري شبيط
بوفيصيل
02-07-2014, 05:01 AM
إن الذين يصرفون في الايام الاخيرة ما يجري في المنطقة الجنوبية هم بضعة عشرات نشطاء الارهاب الفوضويين لا اكثر، ويحاولون تحويل المنطقة الى تصعيد عسكري بالقوة.
في كل مساء ويكون ذلك على نحو عام في وقت قريب من نشرات الاخبار المركزية في الساعة الثامنة، يطلقون عددا من القذائف الصاروخية على اسرائيل – على سدروت أول أمس وعلى نتفوت أمس – وهم على علم بأنهم سيخرجون سالمين من ذلك في اكثر الاحتمالات.
أحبطت خلية كهذه أمس في خانيونس لكن نظيراتها تجاوزت عمليات الاطلاق في الايام الاخيرة سالمة. وليس من الممتنع أن تكون حماس التي تعرف المطلقين (بل تدفع الاجور الى عدد منهم) قد امتنعت عن العمل عليهم بحزم لعدم القدرة أو لعدم الارادة – ويتعلق ذلك بمن نسأل.
وتمتنع اسرائيل، التي تعرف اكثرهم هي ايضا، عن تصفيات بالجملة خشية أن تكون مسؤولة هي نفسها عن التصعيد؛ ويعللون في غزة اطلاق الصواريخ في الايام الاخيرة بأنه رد على تصفية النشطاء في نهاية الاسبوع الاخير.
يستغل هذا الفراغ جيدا نشطاء المنظمات المتطرفة وهم الذين ايديولوجيتهم الوحيدة هي الفوضى. وينتمي عدد منهم الى الجهاد الاسلامي الذي تنفق عليه طهران، وينتمي اكثرهم الى مختلف المنظمات السلفية وغيرها.
تزعم اسرائيل في الحقيقة أنه لا يهم من الذي يقوم بالاطلاق، فحماس هي صاحبة السيادة وهي لذلك العنوان، لكن يصعب ألا نلاحظ في الايام الاخيرة علامات قلق تتزايد في جهاز الامن بسبب كثرة الأدلة على عدم وجود حكم في القطاع.
من الصحيح الى أمس أن السياسة بقيت كما كانت، فهناك رد على كل اطلاق، وكل رد يكون أشد مما سبقه. وفي فجر أمس هوجم 12 هدفا ردا على اطلاق صواريخ على سدروت، ومن المعقول أن الاطلاق أمس على نتفوت لم يُترك هذه الليلة دون رد.
لكن الكرة ما زالت عند الطرف الآخر، فاسرائيل سلبية بل هناك من يعتقدون (ولا سيما في منطقة الجنوب) أنها سلبية جدا، وتدع ادارة الاخطار لصاروخ القسام الفرد الذي قد يوقع اذا اصاب روضة اطفال أو مركزا جماهيريا لا سمح الله عددا من المصابين يلزم اسرائيل ردا شديدا.
يجب أن نأمل ألا يحدث ذلك وأن تصحو حماس بضغط مصري نتاج الهجمات الاسرائيلية أو بمبادرة منها، وأن تبدأ العمل وإلا كان الاحصاء وحده هو الذي يحدد موعد التصعيد العسكري.
ما زالت حماس الى الآن تتلعثم كما قلنا آنفا، وبرغم خوفها الواضح من تصعيد عسكري وارادتها الامتناع عن منح اسرائيل ذريعة لاخراج غضبها بسبب خطف الفتيان بهجمات على غزة، امتنعت عن كف جماح مطلقي الصواريخ في الحقيقة.
إن هذا السلوك يعرض حماس نفسها للخطر ويعرض اسرائيل للخطر، وهي التي تراهن رهانا كبيرا جدا لأنهما تُمكّنان المتطرفين من تحديد سير الامور وتخاطران بتدهور الامور الى مواجهة عسكرية ليس الطرفان معنيين بها.
يوآف ليمور
إسرائيل اليوم 30/6/2014
صحف عبرية
بوفيصيل
03-07-2014, 04:54 AM
بقلم: يوسي بيلين
كتبت درور ايدار في مقالته أمس عن ثقافة رسل الموت في منطقتنا، وثار على اولئك الذين يقترحون ضبط النفس دائما مبينا أن ليس الاحتلال هو الذي يقف وراء ثقافة الموت في الشرق الاوسط لأنهم يقتلون وينتحرون في اماكن اخرى ايضا، وكرر زعمه أننا جميعا مستوطنون حتى سكان تل ابيب، ولهذا فليست هذه هي المشكلة، وأعلن أنه يجوز لنا في هذه اللحظات أن ننفعل وأوصى في نهاية مقالته بسحق رأس الافعى. إن القتل المثير للقشعريرة للفتيان الثلاثة يغضب كل صاحب روح لكنه لا يُحل الانفعال الحماسي. فالانفعال الحماسي ليس صحيحا على أي حال لأنه ليس حلا إلا للتنفيس عن الغضب. والولد يحق له أن ينفس عن غضبه. أما التوصية السياسية بالتنفيس عن الغضب فلا مسؤولية فيها لأنها لا تحرز أي هدف، وقد تبدأ دائرة انفعال حماسي لا نهاية لها. ولا يحتاج المنفعلون الى ذرائع ثقيلة الوزن لافعالهم.
وفيما يتعلق بدعاواه في شأن المستوطنات ووزنها في اغضاب الفلسطينيين فلا أسهل من إدخال الآخرين جميعا في سلة واحدة. يوجد بين الفلسطينيين من يرون حقا أن اسرائيل مستوطنة كبيرة ولا يفرقون بين جانبي الخط الاخضر، ويوجد من يُسلمون بالسيادة الاسرائيلية (دون حماسة بيقين) ولا يُسلمون بالمستوطنات اليهودية وراء الخط الاخضر. وعلى حسب كل استطلاعات الرأي فان هؤلاء الاخيرين هم الاكثرية ولا فائدة ألبتة في محاولة عرض الأولين خاصة على أنهم الاكثرية. لكن أهم من ذلك أن العالم كله يفرق بين اسرائيل صاحبة السيادة وبين سيطرتها على المناطق، ولهذا فان انهاء السيطرة على اكثر المناطق سيحررنا من عبء سياسي ملقى علينا منذ يوبيل تقريبا، ويلزمنا بدفع ثمن باهظ جدا يشمل ثمنا سكانيا لا يوجد عند ايدار أي رد عليه.
يعدنا ايدار بالاستمرار على العيش على سيفنا ويقول إن هذا هو الحل الوحيد لمن يريد الاستمرار على العيش في اسرائيل. وقد يكون على حق وآمل جدا ألا يكون، واؤمن بأن ذلك غير ضروري. فالمحيطون بنا بشر لا يمكن أن ننسب اليهم قدرا من القسوة أكبر من ذاك الذي عند اصدقائنا الالمانيين أو البولنديين أو الاوكرانيين أو اليوغسلافيين في الماضي. والذي صالح المانيا بعد الكارثة لا يستطيع أن يقول بجد أنه لا يمكن التوصل الى حل ما مع العرب فقط.
لست مُسالماً ولا أقترح أن نحكم على انفسنا بالامتناع عن الردود العنيفة دائما. ولم أخف رأيي حينما عُلم أمر اختطاف الفتيان فورا في أن العملية المفضلة هي عملية عسكرية لاطلاق سراحهم اذا كانت ممكنة. لكن السياسة الصحيحة الآن هي أن نقوي الاشخاص الفلسطينيين البراغماتيين وأن ننضم اليهم وأن نُسهل عليهم وأن نعمل معهم في مواجهة غير المستعدين للاعتراف بنا والذين يعتقدون أن العمل العنيف على الاسرائيليين فقط هو الحل. إن قتل الثلاثة يخيف كل انسان لكن لا يجوز له أن ينقلنا الى نوع من النيوترول وأن نسمح لأنفسنا بالتخلي عن الجهد للوصول الى حياة سوية في هذه المنطقة، ولا نورث أبناءنا الرؤيا غير المثيرة للحماسة وهي العيش على السيف أبدا.
اسرائيل اليوم 2/7/2014
بوفيصيل
04-07-2014, 04:28 AM
إلحانان ميلر
الكلمات التي تقلّل من إنسانيّتنا
اللغة التي يستخدمها الإسرائيليون والفلسطينيون من أجل وصف الأحداث المؤلمة في الأيام الأخيرة تدلّ على كمية استخدامنا للكلمات التي تقلّل من إنسانية الطرف الآخر. الاسم الشخصي للإنسان، العربي أو اليهودي، يعطيه وجهًا بأنّنا لسنا مستعدّين لرؤيته
3 يوليو 2014, 21:31
اللغة التي يستخدمها الإسرائيليون والفلسطينيون من أجل وصف الأحداث المؤلمة التي تمرّ علينا في الأيام الأخيرة تدلّ على كم نميل إلى استخدام الكلمات لاستبعاد العدوّ وللتقليل من إنسانيّته.
تطرّقت وسائل الإعلام الفلسطينية - بلا استثناء تقريبًا - إلى الشبان الثلاثة المختطفين بوصفهم "مستوطنين" وأحيانًا "مجنّدين". رغم أنّ واحدًا فقط من بين الشبان الثلاثة يعيش خارج الخط الأخضر، لم تجرؤ أي جهة من الإعلام الفلسطيني، كما يبدو، على الاختلاف مع الوصف التقليدي. وقد انتشر هذا التعريف أيضًا في وكالات الأنباء المعتدلة مثل "معًا" بل وحتى في النسخة العربية لعناوين وكالات أنباء عالمية مثل رويترز أو bbc بالعربية.
لم يهتمّ الإعلام الفلسطيني بأبي مازن الذي تطرّق في خطابه أمام مؤتمَر وزراء خارجية الدول المسلمة في الضفة في 18 حزيران لـ "الشبان الثلاثة" الذين "اختطفوا". أنشأ التطرّق إليهم كمستوطنين تغريبًا واجتثاثًا وجعل القارئ الفلسطيني يشعر تجاههم بالعداء وتبرير اختطافهم باعتباره أمرًا مشروعًا. وأكثر من ذلك عندما تمّ تصنيفهم كجنود مقاتلين، كما أصرّ زعيم حماس خالد مشعل على وصفهم في مقابلة مع الجزيرة الأسبوع الماضي.
كانت الإشارة في وسائل الإعلام الفلسطينية للشبان اليهود، الذين بقوا غالبًا مجهولي الاسم، مغايرة بشكل محسوس لإشارتها لاختطاف وقتل الشاب الفلسطيني أبو خضير. لقد ذُكر الشاب في الإعلام الفلسطيني باسمه، مع إضافة اللقب "الفتى" أو "الطفل". أما المخطوفون، الذين لم يتمّ التعرّف على هويّتهم أو القبض عليهم بعد حتى كتابة هذه السطور، حظوا بوصف "المستوطنين".
إنّ عزو الأفراد المجهولين لمجتمع واسع أكثر لم يميّز الجانب الفلسطيني فقط. ظهرت الظاهرة ذاتها في الخطاب الإعلامي الإسرائيلي - اليهودي، حتى وإنْ كانت بشكل أقلّ بروزًا.
يمكننا التخمين بدرجة ما من اليقين الموقف السياسي للمتحدّث الإسرائيلي وفقًا للكلمة التي يختار استخدامها في وصفه لأبناء الشعب الذين يعيشون بجوارنا. إنّ استخدام العنوان الشمولي "العرب" يميّز الخطاب اليميني، الذي يلغي بشكل قاطع تعريفهم كجماعة قومية منفصلة ضمن جماعة عربية أوسع. يميل اليساريّون الذين يحملون حساسية أكبر تجاه الموضوع إلى استخدام تعريفهم الذاتي كـ "فلسطينيين"، والذي تمّ استخدامه في معظم وسائل الإعلام في إسرائيل.
ولكن واقع التغريب قائم لدينا أيضًا. غالبًا ما يشير الإعلام الإسرائيلي إلى القتيل الفلسطيني (في التقارير عن حوادث الطرق، على سبيل المثال) فقط وفقًا لانتمائه القومي، دون ذكر اسمه. وحين يتمّ ذكر الاسم فغالبًا ما يكون مشوّهًا من قبل الصحفيّين والمذيعين من غير الناطقين بالعربية ولا يقمهون معنى الاسم أو الحاجة إلى التدقيق في التلفّظ به. تنشئ هذه الظاهرة أيضًا إقصاءً واغترابًا بين المجموعات السكانية.
في خطابه في اجتماع "تدفيع الثمن" في القدس في 2 تموز، تحدّث الحاخام بيني لاو عن المسافة النفسية التي تشكّلت في المجتمع اليهودي في إسرائيل لعدم استخدام اسم القتيل الفلسطيني. "كنت أريد أن أعرف اسم ذلك الشاب العربي الذي قُتل، كما حفظنا غيبًا أسماء إيال، جلعاد، نفتالي وأمهاتهم".
"ماذا يوجد في الاسم؟" تسأل جولييت حبيبها روميو في مسرحية شكسبير الشهيرة، تحاول أن تشرح له بأنّ حبّها له سيسود ضدّ التسميات التعسّفية، رغم كلّ شيء. ولكن الأسماء، كما يتّضح، هي أداة نفسية مهمّة جدًا لإيجاد التقارب بين الناس. وهكذا أيضًا الكلمات التي نستخدمها لوصف صراعنا الدامي.
تعليق
على ما يبدو ان الامًور تتسارع ويأخذ الاعلام دوره في عملية صياغة الشارع الاسرائيلي على الوجه الذي يريده الأمريكان للوصول الى سلام الشعوب
بوفيصيل
06-07-2014, 09:50 AM
ما زالت اسرائيل تصوغ خطوات ردها بعد الكشف عن جثث الفتيان الثلاثة المخطوفين. وجلس المجلس الوزاري المصغر يبحث في ذلك في ليلة أمس ولم ينجح في أن يبت الامر وسيجتمع في هذا المساء مرة اخرى لتباحث آخر. وتدل الانباء المسربة من الجلسة الاولى على أن اللقاء كان مشحونا، فقد طلب الوزير نفتالي بينيت عقابا شديدا للفلسطينيين؛ وطلب وزير الدفاع يعلون ورئيس هيئة الاركان غانتس صد ذلك. وسُمع رئيس الوزراء نتنياهو ميالا الى الأخذ بموقف جهاز الامن لكنه كان قلقا من الآثار السياسية لضبط النفس.
إن المعضلة الاسرائيلية في أساسها هي بين عملية عسكرية عنيفة في قطاع غزة قد تنشب صداما مع حماس، وبين اجراءات أضيق في الضفة الغربية. ويلاحظ أن نتنياهو غير مهتم بجولة حرب في غزة لكن يجب عليه في مقابل ذلك أن يعمل على نحو يُهديء النفوس الهائجة من نشطاء الليكود والمستوطنين (وقد أصبح التطابق بين هاتين المجموعتين في السنين الاخيرة أكبر مما كان في الماضي). وقد وعد نتنياهو في تصريح نشره بعد كشف الجثث فورا قائلا: "سنحاسب حماس، وستدفع حماس الثمن"، لأن هذا هو ما تطلبه الغريزة الاسرائيلية الآن.
واقتبس رئيس الوزراء ايضا في تصريحه من شعر الشاعر بيالك الذي قال: "إن الانتقام لدم ولد صغير لم يخلقه الشيطان بعد". ووجد هنا فقدان تناسب ما كما هي الحال في كثير من التصريحات الاخرى التي سُمعت في اليوم الذي تلا ايجاد الجثث. لا اعتراض على أن المقتولين كانوا فتيان أبرياء، لكن يُخيل إلينا أن نتنياهو كآخرين ينسى أن ليس الحديث عن ضحايا عملية تنكيل في اوكرانيا قبل مئة سنة بل عن مواطني دولة قوية كثيرا مسلحة حتى بقدرة ذرية بحسب ما تقوله أنباء غير رسمية.
في أحاديث مع نشطاء غاضبين من الليكود اليوم وعد وزراء بأن الدولة "ستُعد عددا من ساحات وقوف السيارات الجديدة" في الخليل. وهذه اشارة خفية الى نية تجديد سياسة هدم البيوت التي حظيت أمس بموافقة المحكمة العليا التي رفضت استئنافا يعترض على هدم بيت المتهم بقتل ضابط الشرطة باروخ مزراحي. ومن المحتمل أن تُهدم ايضا بيوت قاتلي الفتيان الثلاثة ومساعدي الخلية. وبُحثت في الوقت نفسه خطوات اخرى موجهة على الجهاز المدني – الاقتصادي لحماس وطرد نشطاء كبار من الضفة.
وتظهر مقدمة مشكلة في المادة الاخيرة أثارها المستشار القانوني للحكومة يهودا فينشتاين، فالقانون الدولي يبيح نقل مدنيين من مكان الى مكان في داخل ارض محتلة لا خارجها – وقد أعلنت اسرائيل أنها تخلت عن مسؤوليتها عن قطاع غزة بالانفصال (كان طرد السجناء الذين أُفرج عنهم بصفقة شليط من الضفة الى غزة ممكنا في حينه لأنهم وقعوا على كتاب موافقة). وترمي كل هذه الخطوات الى عرض سقف عقاب رسمي من اسرائيل على الفلسطينيين وأن تحبط بذلك عمليات شارة ثمن مستقلة من اليمين المتطرف الذي تخشى الشرطة و"الشباك" أن يحاول الانتقام قريبا لقتل الفتيان بعمليات. وهذا مع تفهم العوامل القسرية السياسية عند نتنياهو هو السبب الذي جعل أفراد الجناح الذين هم أكثر حمائمية في الائتلاف الحكومي يكونون مستعدين للتفكير فيه.
والقضية الجوهرية الثانية المطروحة للنقاش هي البناء في المستوطنات. فالمستوطنون يأملون موافقة غير عادية على بناء عشرات آلاف الوحدات السكنية الجديدة. وينضم يعلون الذي يعرض في المسائل العسكرية خطا معتدلا، ينضم هنا الى جناح الصقور وعرض أول أمس الانشاء المجدد لمستوطنة في البؤرة الاستيطانية المهجورة جفعوت غربي غوش عصيون.
قال ساسة إن نتنياهو التقى أمس عددا من قادة المستوطنين منهم زئيف (زمبيش) حفير، المدير العام لـ أمانه. وزمبيش غير معني بغزة بل يريد وحدات سكنية. وهنا ايضا يقوم الجناح الاكثر اعتدالا في المجلس الوزاري المصغر – الوزيران لفني ولبيد واهارونوفيتش أحيانا على نحو مفاجيء ايضا – بمعركة صد. سيكون بناء لكن الحمائم يفضلون أن يتم في داخل غوش عصيون لا في مستوطنات مفرقة. وسيحاولون ايضا أن يضائلوا عدد الوحدات التي تتم الموافقة عليها. يتوقع بالطبع أن يثير البناء في المستوطنات نقدا دوليا لاسرائيل، لكنه سيفضي مع كل ذلك الى غضب أقل من الغضب لعملية عسكرية كبيرة في غزة.
نشر اللواء (احتياط) غيورا آيلاند الذي كان رئيس مجلس الامن القومي في الماضي، نشر اليوم مقالة في صحيفة "يديعوت احرونوت" أوصى الحكومة فيها بأن تفكر مع كل ذلك بهجوم واسع على القطاع. فـ آيلاند يلاحظ فرصة ويلاحظ ضعف حماس بسبب القطيعة مع مصر. والى جانب ذلك يلاحظ الحاجة الى عملية والمس بقدرة حماس على صنع قذائف صاروخية لمدى متوسط تستطيع أن تصيب غوش دان. وقد اعتاد آيلاند بعد أن تولى مناصب رفيعة في عهد حكومتي شارون أن يصف بشيء من السخرية المباحثات العاجلة التي تمت على أثر عمليات انتحارية قاتلة. وفي الاكثر كان يوجد فرق بين تصريحات البدء القتالية وبين القرارات التي اتخذت في النهاية، وقد يتكرر هذا الامر عند نتنياهو ايضا.
إن اسرائيل ردها منضبط الى الآن. وتمدح الجيش الاسرائيلي هذا الصباح بهجوم ليلي على 34 هدفا في القطاع. وهوجمت في واقع الامر في الاساس مكاتب ومستودعات في داخل موقع عسكري لحماس وأصيب اربعة سكان اصابات طفيفة. وتشهد الساعة المتأخرة وعدد المصابين القليل على أن المخططين أرادوا أن يتحققوا من أن يكون آخر موظفي حماس قد خرج الى بيته ليشاهد لعبة كرة القدم للجزائر قبل الموافقة على القصف.
يتحدث عدد من الخبراء في النقاشات التلفزيونية الطويلة عن الحاجة الى عمليات اغتيال لكبار قادة حماس في غزة. وليس احتمال أن تتاح هذه الفرصة في الايام القريبة كبيرا لأن أكثر القادة الكبار من المنظمة بادروا الى الاختفاء بعد ايجاد الجثث فورا ومن المؤكد أنهم سيحرصون على حذر زائد في الايام القريبة.
حفظ الروح العامة والطمس التلفازي
في مساء هذا اليوم بعد العثور على الجثث بيوم واحد سمحت المحكمة بنشر الشريط المسجل للمكالمة الهاتفية بين الفتى المخطوف ومركز طواريء الشرطة. والشريط المسجل يحدد عظم التقصير بخلاف اللغة التي كانت تستعملها الشرطة في الايام الاولى التي تلت الاختطاف – وبخلاف كلام الطمس والتضليل للوزير يئير لبيد مع مجري المقابلات الصحفية من القناة الثانية في 20 حزيران. ففي النسخة التي نشرت يُسمع بوضوح الهمس بقول "خطفوني" وبعدها صرخات "الرأس الى أسفل" وما يُسمع على أنه ضجيج طلقات.
حتى لو كان الصوت يُسمع في المكالمة الاصلية أكثر غموضا بسبب قوة الضجيج في السيارة، فان حقيقة أن من يعملون في مركز الطواريء اتصلوا ثماني مرات بالهاتف المحمول للفتى تشهد كألف شاهد على أن الارتياب ثار عندهم وبأنه كان يجب عليهم أن يستصرخوا كل الاذرع الامنية وأن يبدأوا مطاردة. ويبدو أن هذا ما كان لينقذ الفتيان (الذين أطلقت النار عليهم في اثناء المكالمة)، لكن ذلك كان سيسلب الخاطفين مهلة بضع ساعات فازوا بها قبل أن تبدأ المطاردة وربما كانت المطاردة تبلغ نهايتها في وقت أسرع ويُحل مع ذلك لغز مصير المخطوفين بدل الدراما الفظيعة في الاسبوعين ونصف الاسبوع الاخير.
أنتج نشر التفاصيل كما كان متوقعا نظريات مؤامرة كثيرة احدى الشائعات منها سياسية من قبل اليسار وهي أن القيادتين السياسية والعسكرية عرفتا فورا أن الفتيان أموات بسبب تحليل الشريط المسجل وآثار الرصاص في السيارة المحروقة التي استخدمت للخطف. وبدل قول ذلك للجمهور اختبأتا وراء مقولة: "فرض عملنا أن المخطوفين أحياء". وأخفيت المعلومة لخدمة اجراء عسكري واسع على الفلسطينيين ولاحباط المصالحة بين السلطة وحماس بذلك أو لصرف التباحث عن الحاجة الملحة الى تغيير ترتيب الأولويات الاقتصادي (وتتعلق النهاية بوجهة نظر المتأمل).
لا تثبت هذه النظريات لامتحان الواقع لأن الذي منع اعلان موت الفتيان في بداية القضية عدم وجود معلومة قاطعة. فقد كان المحققون يملكون الشريط المسجل وآثار رصاص وتحليل قضايا اختطاف سابقة شهد بأن خلايا حماس في الضفة تفضل ألا تورط نفسها في الابقاء على المخطوفين أحياء وتترك وراءها في الاكثر "أثرا" استخباريا لقوات الامن. ولم تبق في السيارة المحروقة آثار دم تشهد على مصير المخطوفين ولهذا بقي شيء من الأمل على الأقل أن يكون أحد الفتيان بخلاف المنطق قد بقي حيا بعد اطلاق النار واحتجز حيا.
وكانت هناك حاجة مع ذلك الى حفظ الروح العامة، أعني توجه الجيش الاسرائيلي الذي يرى عدم ترك جرحى أو مفقودين في الميدان (حتى لو كانوا مدنيين) وواجب حث القادة والجنود على الاستمرار على اعمال البحث بكامل القوة برغم الحرارة الشديدة. قبل اسبوع وعلى نحو متأخر بدأت محاولة للجم توقعات الجمهور وكان الذي بادر اليها رئيس هيئة الاركان بني غانتس الذي تحدث عن خوف متزايد على حياة المخطوفين بعد زيارة لقوات التمشيط.
ومع ذلك وكما كتب هنا اكثر من مرة طول القضية، كان يجب قول ذلك في وقت أبكر وعلى نحو أكثر قطعا. فقد دخلت في الفراغ الذي خلفته القيادة وسائل الاعلام التي شجع بعضها على عمد مهرجانا شعوريا على شاكلة قضية شليط. ومن حاول أن يعرض نهجا مختلفا قد يكون أكثر براغماتية اضطر الى أن يتكلم بالاشارات الخفية والرموز بسبب قيود الرقابة وأوامر حظر النشر. ومن هنا نبعت الدعوى المكررة في صحيفة "هآرتس" أنه يحسن عدم انشاء أمل باطل في نهاية جيدة هوليوودية للقضية.
والآن ايضا ما زال بعض أوامر الحظر ساري المفعول وهذا توجه غريب في أحسن الاحوال. لأن المخربين يدركان أن هويتهما معلومة ومنشورة ويعلمان بالضبط ما الذي يُنسب اليهما. والاثنان مسلحان موجودان في مكان سري لكن "الشباك" والجيش الاسرائيلي سيكشف عنهما في وقت ما. وحينما يوجدان فان أكثر الاحتمالات أن ينتهي الامر بمعركة وجها الى وجه لا باجراء اعتقال مشتبه به ومحاكمة.
بوفيصيل
07-07-2014, 04:12 AM
ما زالت اسرائيل تمتنع عن رد قاس في غزة برغم نهاية الاسبوع العاصفة التي جرت على بلدات الجنوب وبرغم الانتقاد المتزايد في الحكومة والجمهور. وكان من الصحيح الى أمس أن السياسة الاسرائيلية بقيت كما كانت ترفض التصعيد وتريد التهدئة.
ونُقلت رسائل على هذه الشاكلة أمس ايضا الى غزة بواسطة مصر. وكان جواب حماس: نحن ايضا نريد التهدئة ونحاول احتواء الاحداث، لكنه وجد فرق كبير بين كلمات التهدئة والواقع على الارض، ويبدو ان ذلك نتيجة سياسة مستقلة تستعملها الذراع العسكرية للمنظمة بقيادة محمد ضيف. ففي حين ترد الذراع السياسية – التي تتحدث اسرائيل اليها بوساطة مصر- باعتدال، استقر رأي النشطاء العسكريين على توسيع حدود اطلاق النار (والصبر الاسرائيلي) حتى النهاية.
يعتقد عدد من الاشخاص أن غاية اطلاق الصواريخ الذي تُنفذه (وتُمكن منه) حماس بسيطة وهي الحصول على مال، فالمنظمة لم تدفع الرواتب ولهذا ينفس نشطاؤها العسكريون الغضب. إن حدود اطار اطلاق الصواريخ ولا سيما على البلدات القريبة من القطاع محفوظة لكن اطلاقها امس على بئر السبع – لاول مرة منذ كانت عملية عمود السحاب – كان اشارة واضحة مزدوجة الى النشطاء السياسيين أنه اذا لم يحول مال فسيدفع القطاع الى دوامة، والى اسرائيل تقول انهم لم ينسوا في غزة كيف يهاجمون بلدات اكبر وابعد، مع اشارة واضحة الى تل ابيب.
وما زالت اسرائيل تضبط نفسها برغم هذا التحرش. والرأي الاسرائيلي هو الامتناع عن معركة يعود بعدها الطرفان الى النقطة التي انطلقا منها، أعني وقف اطلاق النار. ويريد نتنياهو بدعم من يعلون ولبيد ولفني وسائر الامنيين أن يحرز النتيجة نفسها دون دفع ثمن باهظ من الطرفين، لكن اسرائيل تستعد في مقابل ذلك ايضا بامكان عكسي. وقد تجول رئيس الاركان امس في الجنوب ووافق على بعض خطط العمل، وقد يفضي استمرار اطلاق الصواريخ الى تقوية الرد والى تصعيد عسكري. ان للاعتدال الاسرائيلي سببين مهمين آخرين الاول هو التفاوض مع ايران في القضية الذرية والرغبة في الامتناع عن اشتغال زائد للقوى الكبرى باسرائيل نتاج عملية محتملة في القطاع والمس بقدرتها لذلك على اقامة جبهة حصينة موحدة (صارمة) في وجه طهران. والثاني المواجهات التي حدثت في نهاية الاسبوع مع عرب اسرائيل والرغبة في الامتناع عن توحيد الجبهات بين القطاع والضفة والجبهة الداخلية. وقد نجحت اسرائيل الى الان أن تعزل كل جبهة، وقدروا أمس في الجيش الاسرائيلي و»الشباك» أنه اذا لم تقع احداث اخرى تشعل الميدان (مثل وقوع اصابات بين عرب اسرائيل أو عمليات شارة الثمن) فسيمكن احتواء الاحداث في كل الجبهات.
إسرائيل اليوم 6/7/2014
يوآف ليمور
بوفيصيل
08-07-2014, 03:47 AM
بقلم: جدعون ليفي
يعربد فتيان الدولة اليهودية على الفلسطينيين في شوارع القدس كما كان الاغيار ذات مرة يعربدون على اليهود في شوارع اوروبا. ويهيج اسرائيليو الدولة اليهودية في الشبكات الاجتماعية في مظاهرة شهوة انتقام وكراهية لم يوجد لها مثيل في مقدارها وشيطانيتها. ويبدو أن شباب الدولة اليهودية ايضا خطفوا وقتلوا فتى فلسطينيا بسبب أصله فقط. فهؤلاء هم أولاد جيل القومية والعنصرية، فتية نتنياهو.
ما زالوا يسمعون منذ خمس سنين من استاذ الجيل الحقيقي بنيامين نتنياهو كلام التحريض والتخويف والاستعلاء على العرب، فقط، ولم يسمعوا كلمة واحدة في الانسانية أو الشفقة أو الاعتراف بالمساواة. وقد ترعرعوا على الطلب المتحرش الاعتراف بأن اسرائيل دولة يهودية فاستنتجوا الاستنتاجات المحتومة. ولم يكد يُفهم بعد معنى “الدولة اليهودية” – هل تكون دولة ترتدي رداء الصلاة وتُقبل صلاة العضادة وتقدس التمائم، ومحصورة في ايام السبت ولا تأكل إلا ما يحل من الطعام – حتى بت الجموع أمرهم؛ فقد كانت الغوغاء أول من أدركت معناها الحقيقي، فالدولة اليهودية هي دولة لا مكان فيها إلا لليهود.
لا مكان في الدولة (اليهودية) الآتية حتى لعربي حاول بما أوتي من قوة أن يكون عربيا صالحا كسيد قشوع. وفي الدولة اليهودية تقطع نائبة رئيس الكنيست، النائبة روت كلدرون (من “المركز″ السياسي، ومن المؤكد أنها من المركز) تقطع كلام النائب احمد الطيبي الذي عاد هائجا من بيت عزاء الفتى محمد أبو خضير، وتعظه بوقاحة أن عليه أن يتحدث ايضا عن طلاب المدرسة الدينية الثلاثة الذين قتلوا (حتى بعد أن فعل ذلك)؛ وفي الدولة اليهودية تجيز المحكمة العليا “المستنيرة” هدم بيت عائلة المشتبه فيه بالقتل حتى قبل أن يحكم عليه؛ وفي الدولة اليهودية تسن قوانين عنصرية وقومية سافرة. والاعلام في الدولة اليهودية يكثر من الكلام عن قتل طلاب المدرسة الدينية الثلاثة، في حين يخفي تقريبا مصير لداتهم الفلسطينيين الذين قتلوا في الاشهر الاخيرة بنار جنود الجيش الاسرائيلي الحية بلا ذنب اقترفوه احيانا. ولم يعاقب أحد على ذلك. وفي الدولة اليهودية يوجد قانون لليهود وقانون آخر للعرب الذين حياتهم رخيصة، ولا ذكر فيها للقانون الدولي. ولا مكان في الدولة اليهودية للشفقة إلا على اليهود، وليست انسانية إلا مع شعب اسرائيل، ولا حقوق إلا للشعب المختار. فالدولة اليهودية هي لليهود وحدهم فقط.
إن الجيل الجديد الذي نشأ في كنفها هو جيل خطير جدا على نفسه وعلى محيطه. ونتنياهو هو وزير تربيته، والاعلام القومي العسكري هو شِعره التربوي، وجهاز التربية الذي يأخذه الى اوشفيتس والى الخليل هو دليله. إن “الصبار” الجديد، هو نوع جديد شائك من الخارج ومن الداخل ايضا، وهو لم يلق قط نظيره الفلسطيني لكنه يعرف كل شيء عنه، فهو يعرف فقط أنه يريد أن يقضي عليه، وأنه حيوان بشري ومخرب وغول؛ وأنه لا شريك لاسرائيل كما سمع مرات لا تحصى من نتنياهو أو افيغدور ليبرمان أو نفتالي بينيت؛ وسمع من يئير لبيد أنهم “زُعبيز″.
يُعد كونك يساريا أو طالبا للعدل في الدولة اليهودية جريمة، ويُعد المجتمع المدني خائنا، والديمقراطية الحقيقية جريمة. ويُطمس جوهر الدولة اليهودية التي لا يحلم اليمين فقط بها بل الوسط – اليسار في ظاهر الامر ويشمل ذلك تسيبي لفني ولبيد. وليس حليقو الرؤوس هم مشكلتها الحقيقية بل المنافقون والزعران والمستوطنون واليمين المتطرف؛ ولا الهوامش بل التيار المركزي الذي هو في جزء منه قومي جدا في سريرته على الأقل والجزء الآخر غير مبالٍ.
لا ذكر في الدولة اليهودية للمعاملة اليهودية الاخلاقية لغير اليهودي وللاقلية وللغريب، ولا أثر تقريبا لليهود الذين ساروا في مسيرات مع مارتن لوثر كينغ أو مكثوا في السجن مع نلسون مانديلا. إن الدولة اليهودية التي تطلب اسرائيل اعتراف الفلسطينيين بها يجب أن تعترف بنفسها قبل كل شيء: ففي نهاية المطاف، وبعد انتهاء اسبوع فظيع، اصبحت الدولة اليهودية تعني دولة عنصرية قومية، لليهود فقط.
هآرتس 6/7/2014
بوفيصيل
09-07-2014, 05:03 AM
في السنة الماضية حينما كانت الطائرة الرئاسية (إير فورس 1) تستعد للهبوط في الارض المقدسة، نظرت من النافذة فصفعتني مرة اخرى حقيقة أنه يمكن تقدير أمن اسرائيل بدقائق وكيلومترات معدودة. وعلمت معنى الأمن لاولئك الذين يسكنون قرب الحدود الشمالية، وللاولاد في سديروت الذين لا يريدون سوى أن يترعرعوا بلا خوف، وللعائلات التي فقدت بيوتها وأملاكها في هجمات صواريخ حزب الله وحماس. وأستطيع بصفتي أبا أن أتخيل فقط الألم الذي يشعر به الآن والدو الفتيان الثلاثة الاسرائيليين الذين اختطفوا وقتلوا على نحو جد مأساوي في شهر حزيران.
كانت الولايات المتحدة دائما منذ عهد هاري ترومان الى اليوم أكبر صديقة لاسرائيل. وإن التزام الولايات المتحدة والتزامي بأمن اسرائيل ومواطني اسرائيل لن يتضعضع أبدا كما كررت القول مرة بعد اخرى. وسيبقى ايماننا بالسلام موجودا في أساس هذا الالتزام الى الأبد.
وسعنا التعاون بيننا في السنوات الخمس الاخيرة، وإن العلاقات الامنية بين الدولتين هي اليوم أقوى مما كانت دائما كما أكد قادة اسرائيل. ويجري جيشانا تدريبات مشتركة أكثر وبلغ التعاون الاستخباري ذُرى لم يسبق لها مثيل. ونحن نعمل معا في تطوير وسائل تقنية أمنية مثل معدات للتعرف على العبوات الناسفة الجانبية من بعيد ودروع واقية خفيفة تحمي جنودنا.
إن المخصصات الميزانية في واشنطن في عُسر في الحقيقة، لكن التزامنا لاسرائيل بقي قويا. وتلزم الولايات المتحدة بالانفاق على أمن اسرائيل حتى 2018 باعطاء مساعدة سنوية تزيد على 3 مليارات دولار. والتعاون الذي لم يسبق له مثيل بيننا يخدم أمن اسرائيل في حين تنقذ الحياة استثمارات امريكية في منظومات امنية متقدمة – مثل منظومة حيتس ومنظومة القبة الحديدية.
ويتجلى التزامنا بأمن اسرائيل ايضا بعملنا في الشرق الاوسط كله. ففي الشهر الماضي فقط أزال المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة بنجاح آخر بقايا السلاح الكيميائي المعلن عند بشار الاسد. وإن القضاء على هذا المخزون يضائل قدرة طاغية قاس على استعمال سلاح ابادة جماعية لا ليهدد الشعب السوري فقط بل ليهدد جارات سوريا ايضا ومنها اسرائيل. وسنستمر على العمل مع شركائنا في اوروبا والعالم العربي لدعم المعارضة السورية المعتدلة ولحل سياسي للصراع الذي يؤبد ازمة انسانية وعدم استقرار اقليميا.
ونحن نعمل ايضا لضمان ألا تحصل ايران أبدا على سلاح ذري. ونحاول بتفاوض دولي قوي يتعلق بالبرنامج الذري الايراني، نحاول أن نواجه بالطرق السلمية تهديدا مركزيا لأمن العالم والشرق الاوسط واسرائيل. وبينت الولايات المتحدة أن كل اتفاق سيتم احرازه سيشمل ضمانات حقيقية قابلة للتحقق منها أن يكون البرنامج الذري الايراني لغايات سلمية فقط ويوجد تشاور دائم مع اسرائيل طول الوقت. ويقترب الموعد الاخير للمحادثات الذرية ولا نعلم الى الآن هل سينجح التفاوض، لكن الخلاصة لم تتغير بالنسبة إلينا فنحن مصممون على منع ايران من احراز سلاح ذري، ونحن نبقي كل الامكانات مفتوحة على الطاولة لاحراز هذا الهدف.
أظهرت الولايات المتحدة التزامها بأمن اسرائيل بسعيها المستمر الى سلام قابل للبقاء في الشرق الاوسط. وقد علمنا دائما أن حل الصراع الذي عمره عشرات السنين بين الاسرائيليين والفلسطينيين يحتاج من الطرفين الى جهد عظيم والى قرارات صعبة. ولذلك وبرغم أننا خاب أملنا لأن الطرفين لم يتخذا القرارات الصعبة ليدفعا بالمسيرة السلمية قدما، لن تتخلى الولايات المتحدة أبدا عن الأمل في سلام قابل للبقاء هو الطريق الوحيد لضمان أمن حقيقي لاسرائيل.
إن السلام ضروري وعادل وممكن كما قلت في العام الماضي في القدس. وقد آمنت بذلك آنذاك واؤمن به الآن. إن السلام ضروري لأنه الطريق الوحيد لضمان مستقبل أمن وديمقراطية لدولة اسرائيل اليهودية. وفي حين قد تساعد الأسوار والمنظومات الدفاعية المضادة للصواريخ على الحماية من تهديدات ما، لا يكون الأمن الحقيقي ممكنا إلا في اطار حل شامل يُحرز بالتفاوض، وسيساعد احراز اتفاق سلام مع الفلسطينيين ايضا على تغيير الرأي العام العالمي، وعلى عزل المتطرفين العنيفين وعلى تقوية أمن اسرائيل ايضا.
إن السلام عادل ايضا بلا اعتراض. وكما أن للاسرائيليين حقا في العيش في وطن الشعب اليهودي التاريخي، للفلسطينيين ايضا حق في تقرير المصير. وللاولاد الفلسطينيين أمل وأحلام للمستقبل ويحق لهم أن يعيشوا في كرامة – كرامة لا تُحرز إلا في دولة لهم. إن الرئيس عباس شريك اسرائيل وهو يلتزم بحل الدولتين والتعاون الامني معها. وقد عادت الولايات المتحدة فبينت أنه يجب على كل حكومة فلسطينية أن تتمسك بتلك المباديء القديمة وهي الالتزام بعدم العنف والاتفاقات السابقة والاعتراف باسرائيل، وحينما يكون التفاوض جامدا تكون تلك المباديء أهم مما كانت دائما. يجب على الاطراف جميعا أن تتصرف بضبط للنفس وأن تعمل معا للحفاظ على الاستقرار على الارض.
وأقول في الختام إن السلام ممكن. وهذا من أهم ما ينبغي أن نذكر حينما نواجه عوائق ولحظات خيبة أمل. ويُحتاج الى ارادة سياسية لتنفيذ الاختيارات الصعبة المطلوبة والى تأييد من الشعبين الاسرائيلي والفلسطيني ومن المجتمع المدني ايضا. ويجب أن يكون الطرفان مستعدين للمخاطرة من اجل السلام. ونحن نعلم آخر الامر ما هو الهدف الضروري للتفاوض: دولتان للشعبين. وإن رفض المصالحة والتعاون لن يقوي بشيء لا أمن الاسرائيليين ولا الفلسطينيين. والحل الوحيد هو دولة يهودية ديمقراطية تعيش في سلام وأمن بجوار دولة فلسطينية مستقلة قابلة للبقاء. ولذلك فان وزير الخارجية كيري وأنا مصممان على العمل مع رئيس الوزراء نتنياهو ومع الرئيس عباس للتوصل الى حل الدولتين. وحينما توجد الارادة السياسية للالتزام بتفاوض جدي مرة اخرى ستقف الولايات المتحدة جاهزة مستعدة للاسهام بما يجب عليها.
التقيت مع الرئيس بيرس في البيت الابيض قبل بضعة اسابيع في اثناء استعداده لانهاء ولايته. وكما كان الامر دائما كان شرفا أن أتحدث الى انسان أفرد جزءً كبيرا جدا من حياته لبناء دولة اسرائيل وهو مشحون بالأمل فيما يتعلق ببلده. وقد دفع شمعون بيرس أمن اسرائيل قدما دائما بشجاعة. وفي الشهر الماضي، في لقائه التاريخي مع الرئيس عباس والبابا فرنسيس في الفاتيكان، قال ببساطة: «لسنا كاملين بلا سلام».
برغم انجازات اسرائيل كلها الى الآن، وكل انجازاتها في المستقبل، لا تستطيع أن تكون كاملة آمنة بلا سلام. ولن يكون متأخرا أبدا بذر بذور السلام – السلام الحقيقي والحيوي الذي لا يوجد فقط في خطط الزعماء بل في قلوب الاسرائيليين والفلسطينيين جميعا. هذا هو المستقبل الذي ما زالت الولايات المتحدة تلتزم به لأنها أعظم صديقة لاسرائيل وأقدمها وأقواها.
باراك اوباما
هآرتس 8/7/2014
صحف عبرية
بوفيصيل
10-07-2014, 03:32 AM
خيبة الأمل العامة في اسرائيل
صحف عبرية
July 9, 2014
برغم أن حماس في نقطة ضعف بل في ازمة استراتيجية، فانها هي التي تحدد صورة الامور الى الآن في المواجهة الحالية. وقد أخذت اسرائيل تُجر الى صدام عسكري لم ترده من البداية. وإن عدد الخسائر المرتفع في قطاع غزة وحقيقة أن نحوا من 3 ملايين اسرائيلي جربوا أمس الجري الى الملاجيء والغرف الامنية مع سماع الانذارات، وأن اكثر من 100 قذيفة صاروخية أطلقت على اسرائيل – تملي تصعيدا أخذ يقوى. ولأنه لم تُصغ الى الآن خطة خروج منظمة للطرفين ولأنه لم يتضح في هذه المرحلة مبلغ استعداد الوسطاء المصريين لبذل الجهد المطلوب للتوصل اليها، فلا يبدو الآن في الأفق موعد انهاء متكهن به للصدام.
إنتهزت المواجهة في القطاع عملية الخطف وقتل المخطوفين الاسرائيليين الثلاثة في غوش عصيون، لكنها تتسع دون صلة بها. ولم تكن قيادة حماس في القطاع كما نعلم جزءً من سلسلة القيادة التي تولت الخطف الذي نفذته خلية من المنظمة من الخليل في 12 حزيران. لكن فشل العملية – عدم قدرة الخلية على عرض مطالب على اسرائيل وكشف الجيش الاسرائيلي عن الجثث – ترك حماس بلا انجاز. وأضيف الى ذلك الشعور بالحصار الذي أخذ يقوى للقطاع وفشل محاولات قيادة حماس لكسره.
بحثت حماس عن انجاز بديل ولهذا بادرت الذراع العسكرية كما يبدو (إن مقدار التنسيق مع القيادة السياسية للمنظمة ليس واضحا تماما)، بادرت الى تسخين الجبهة باطلاق قذائف صاروخية أخذ يقوى. وردت اسرائيل بضبط نسبي للنفس وبهجمات جوية محددة. وقد بادرت المنظمة في مطلع الاسبوع الحالي الى عمل طموح جدا هو محاولة محكمة لتنفيذ عملية بواسطة نفق هجومي الى داخل ارض اسرائيل قرب كيبوتس كيرم شالوم على حدود القطاع الجنوبية. ويبدو أن العملية أحبطت حينما نزلت قوة حماس المتقدمة الى داخل النفق وأصيبت على نحو ما بـ «حادثة عمل». ومن هنا وما بعد ذلك بدأ حساب آخر في وقت نزلت فيه قيادتا حماس السياسية والعسكرية كما يبدو تحت الارض وأخذ نشطاء الميدان يتلقون توجيهات الى زيادة قوة الاطلاق.
إن مشكلة اسرائيل هي أنها جُرت الى المواجهة مرغمة. وقد حدث شيء مشابه جدا في الاسبوع الذي سبق عملية عمود السحاب في تشرين الثاني 2012، فقد اخطأت حماس آنذاك ايضا تقدير مقاصد حكومة نتنياهو (السابقة) وقدرت أنها ستضطر الى ضبط نفسها في وجه تصعيد متعمد منها. بيد أن اسرائيل كان لها آنذاك ميزة المفاجأة. وفي بداية العملية صفي احمد الجعبري، رئيس الذراع العسكرية لحماس، وأصيب أكثر مخزون القذائف الصاروخية لمدى متوسط. واصبح الوصول الى وقف اطلاق نار من هنا أسهل.
وفي هذه المرة اصبح قادة المنظمة في مكان عميق في الملاجيء تحت الارض، ويقدر عدد القذائف الصاروخية التي يبلغ مداها الى غوش دان ببضع مئات أخفي بعضها على الاقل اخفاءً جيدا. ويبدو أن حماس تعلمت أن تكون أكثر حذرا. فقد برز في جولات مواجهة سابقة عدد خلايا الاطلاق التي قتل رجالها بهجمات سلاح الجو في حين كانت تُعد القذائف الصاروخية للاطلاق. وفي هذه المرة، وعلى حسب افلام نشرت في السنتين الاخيرتين، اصبح بعض قواعد الاطلاق على الاقل موجودا في ملاجيء تحت الارض ويحافظ مشغلوا القذائف الصاروخية على مسافة أمن من المكان وقت الاطلاق.
في هذه الظروف، وبازاء خيبة أمل الجمهور التي اخذت تقوى في اسرائيل، يجب على الحكومة أن ترد ردا قويا جدا. وقد تحدث وزراء كبار أمس عن أن اسرائيل أزالت كل الحواجز، وقالوا إن كل هدف في حماس اصابته مشروعة الآن. ويبدو أن «كل هدف» يشمل اصابة القادة الكبار كما حدث أمس. ولن تكون الهجمات الجوية التالية «هجمات عقارية» يتحققون فيها من أن المكاتب فارغة قبل اطلاق القذيفة.
تواصل حماس في الوقت نفسه البحث عن انجازات لها. أحبطت عملية النفق في كيرم شالوم لكن وردت انباء أمس عن انفجار آخر في المنطقة نفسها دون مصابين من الجانب الاسرائيلي هذه المرة ايضا. فأرسلت مع ذلك خلية غواصين الى ساحل زيكيم بعد أن قتل سلاح الجو الاسرائيلي اربعة من رجال القوة البحرية لحماس بساعات قليلة. وقتل المخربون بعد نزولهم على الشاطيء في صدام مع قوة من جفعاتي. وقد لوحظ أن حماس أعدت سلسلة مفاجآت تكتيكية كهذه ترمي الى التشويش على العملية الاسرائيلية والى تسجيل انجازات معنوية ما. لكنها لم تنجح في ذلك الى الآن.
دخلت غوش دان ايضا في معادلة الردع أمس كما كان متوقعا في وقت خطط لأن يكون قريبا من نشرات اخبار المساء في التلفاز. واعترضت قذيفة صاروخية في منطقة ريشون لتسيون. وتحملت منظمة «كتائب الاقصى» وهي فصيل ضئيل في قطاع غزة تعمل مع صلة ما بحماس، تحملت المسؤولية واعلنت أن الحديث عن صاروخ «براق 70» وزعم التصريح أن الاطلاق كان موجها أصلا الى مطار بن غوريون. وتفسير ذلك واضح وهو أن المنظمات الغزية قد اطلقت من قبل الصواريخ على تل ابيب في عملية عمود السحاب. وسيصنف مطار بن غوريون على أنه انجاز آخر يتضمن تهديد الطيران المدني الى اسرائيل ومنها – وإن كان الحديث ايضا عن مبالغة غزية نموذجية. ووردت الانباء في المساء عن سقوط صواريخ في منطقة القدس مع اطلاق صواريخ اوسع على غوش دان. وسجل قبيل منتصف الليل سقوط قذيفة في الخضيرة، وهذه شهادة على أن حماس نجحت برغم الحصار في أن تهرب صواريخ معدودة يبلغ مداها اكثر من 100 كم. وسجلت بطاريات القبة الحديدية اعتراضات ناجحة كثيرة، ويبدو انه حدث تحسن لقدرتها منذ كانت عمود السحاب. ويتوقع أن يستمر اطلاق الصواريخ، ومعنى ذلك أن يكون نصف مساحة اسرائيل تحت هجوم. ويوجب الامر حالة طواريء فورا في الجبهة الداخلية وسيترجم بموازاة ذلك الى اجراءات هجومية.
بينوا أمس في المستويين السياسي والعسكري في اسرائيل أن فترة ضبط النفس قد انتهت. وأحد الامكانات عملية برية برغم أن الحكومة لم ترد ذلك من البداية. ويبدو على ما في ذلك من التناقض أن الجيش الاسرائيلي أقرب الى دخول القطاع مما كان وقت عمود السحاب حينما جند نحوا من 75 ألف جندي احتياط.
بيد أن يد اسرائيل كانت هي العليا من البداية في الجولة السابقة بسبب العملية الافتتاحية. وليس لنتنياهو في هذه المرة انجاز في يده، وقد يتسع اطلاق الصواريخ على النقب والوسط. ويزيد الضغط على الحكومة والجيش في هذه الظروف لفعل شيء ما، وقد يكون هذا الشيء هو اطلاق الفريقين اللذين نظما من المظليين ومن جفعاتي في عمل هجومي محدود.
أجاز المجلس الوزاري المصغر تجنيد 40 ألف جندي من الاحتياط بطلب من الجيش. ولم يستدع الجيش الاسرائيلي الجميع في هذه المرحلة. ودُعي الى الخدمة جنود من عدة وحدات: ممن يعملون بصفتهم جزءً من الغلاف حول الوحدات النظامية، ورجال استخبارات وقيادة الجبهة الداخلية، ومنظومة الدفاع الجوي وكتائب مشاة احتياطية مهمتها أن تحل محل الكتائب النظامية التي تتجه الى الجنوب. وهم لم يكرروا خطوة تمت في عمود السحاب الى الآن حينما انتظر آلاف من رجال الاحتياط في مناطق التدريبات في الجنوب وتلقوا قذائف صاروخية واشتكوا من أن الحكومة غير قادرة على أن تقرر هل ترسلهم في عملية أو ترسلهم الى بيوتهم. وقد كان للتجنيد كما يبدو قيمة ردعية لكن كان للغليان تأثيرات عامة اشكالية. ويبدو أنهم يريدون في الجيش هذه المرة الامتناع عن ذلك. وإن تجنيدا اوسع يشمل الوية احتياط من اجل عملية برية سيوزن مجددا بسبب اتساع اطلاق الصواريخ في الليل.
يمكن أن تستمر جولة القتال بين اسرائيل والقطاع بضعة ايام اخرى على الاقل بل قد تقوى بصورة ملحوظة. وهنا يوجد دور رئيس للوساطة المصرية. وتقول مصادر فلسطينية إن قادة كبارا من الاستخبارات المصرية كانوا في اسرائيل في مهمة وساطة في مطلع الاسبوع، وقد اصبحت حماس تعرض مطالبها علنا، واساسها تخفيف الحصار (وهذا في الحقيقة طلب موجه الى مصر أساسا)، والعودة الى وقف اطلاق النار الذي كان بعد عمود السحاب والافراج عن السجناء الذين اعتقلوا مجددا بعد أن أفرج عنهم بصفقة شليط.
إن للقاهرة التي علاقاتها بغزة مشحونة جدا، تأثيرا كبيرا فيما يجري في غزة. لكن يُظن أن الجنرالات المصريين لا يعارضون أن تتلقى حماس ضربات من اسرائيل مدة بضعة ايام قبل أن يفرض عليها وقف اطلاق نار. ويجب أن نتذكر ايضا أن للمصريين مشكلاتهم: موجة رفع اسعار ضخمة – الى درجة مضاعفة اسعار الوقود والسجائر – يتوقع بعدها مظاهرات ضخمة في مصر قبيل نهاية الاسبوع. ويبدو هذا هامشيا من وجهة نظر اسرائيلية لكنه يوجد الآن حتى للوضع الاقتصادي المصري تأثير فيما يجري بين اسرائيل وغزة.
عاموس هرئيل
هآرتس 9/7/2014
صحف عبرية
بوفيصيل
13-07-2014, 12:21 AM
بقلم: البروفيسور إيال زيسر
إن المواجهة بين اسرائيل وحماس هي كلها فعل يدي قيادة حماس. فقد بذلت حكومة اسرائيل في الايام التي سبقت “الجرف القوي” كل ما تستطيع لمنع التصعيد العسكري حتى لو كانت كلفة ذلك نقدا قاسيا من الداخل. لكن الارادة الاسرائيلية لم تجد شريكا من الطرف الآخر.
إن حماس موجودة اليوم في درك سياسي لم تعرف له مثيلا، فقد أدارت مصر لها ظهرها وهي تراها عدوا، وفي العالم العربي عدم اهتمام سافر بما يجري في الساحة الفلسطينية، وينحصر اهتمام الاعلام العربي والدولي في المأساة السورية وفي انشاء خلافة اسلامية في أجزاء كبيرة من العراق وسوريا.
ويُسأل ما الذي أرادت حماس بالضبط احرازه حينما دفعت اسرائيل الى الخروج للعملية. هل فقدت قيادة حماس حقا كل سيطرة على رجالها أم تبحث عن نجاحات أو ربما عن مخرج من الطريق المسدود الذي دُفعت اليه؟.
إن هدف حماس الاول هو أن تحرز نقاطا من الرأي العام الفلسطيني باظهار القدرة على الثبات في وجه اسرائيل وبمساعدة الضرر الذي تريد أن توقعه عليها. والهدف الثاني ردع اسرائيل واضطرارها الى قبول إملاءات حماس وفي مقدمتها شروط متشددة لوقف اطلاق النار تمنع اسرائيل من العمل في داخل غزة.
إن الطريقة هي اطلاق لا ينقطع للقذائف الصاروخية لاضطرار الرأي العام الاسرائيلي الى الضغط على الحكومة لوقف العملية حتى لو كان ثمن ذلك تنازلات سياسية. وتعتمد حماس على حرب استنزاف تثبت فيها وتعلن انتصارها كما فعل نصر الله في وقت سابق. لكن ميزانها حتى الآن ميزان سلبي.
فشلت حماس الى الآن في احراز اهدافها. ولا يمكن ترجمة الانجازات في وجه اسرائيل على هيئة اطلاق صواريخ على الخضيرة وغوش دان الى رواتب لموظفي حكومة حماس في القطاع أو الى اعادة بناء البنية التحتية المدنية التي أخذت تُدمر.
لكن اسرائيل ايضا تسير على حبل دقيق. إن ردع حماس هدف مناسب لكنه متملص ومؤقت. وإن اسقاط حماس هدف أنسب بشرط أن يكون واضحا ما الذي سيحدث في غزة في اليوم التالي وألا يحل محل حماس في الاساس منظمات مثل أنصار بيت المقدس التي تعمل في سيناء أو داعش التي تعمل في العراق تجعل القطاع مثل الصومال، فلا يكون لاسرائيل فيها عنوان للمحادثة أو للردع.
اسرائيل اليوم 10/7/2014
بوفيصيل
16-07-2014, 02:47 AM
غزة دولة مستقلة، لكنها ليست كذلك، فهي والضفة الغربية وحدة اقليمية واحدة مؤلفة من جزئين. وقد قضت القرارات الدولية ان تنشأ دولة في هذين الجزئين. وما زال الجزآن مع سكانهما الفلسطينيين تحت احتلال اسرائيلي. ولغزة والضفة نفس المقدمة الهاتفية الدولية 970 (اما المقدمة المستقلة فهي بادرة حسن نية فارغة من فترة اوسلو. والمنظومة الهاتفية الفلسطينية فرع من الاسرائيلية. وحينما يتصل «الشباك» ببيت في غزة ليقول انهم يوشكون ان يفجروه فانه لا يحتاج الى ان يضرب 970.)
اخرج اريئيل شارون المستوطنين من القطاع بعظم دهائه الاستعماري وخبرة مباي. وحاول باسلوب سيطرة آخر ان يفصلها فصلا نهائيا عن الضفة الغربية. وبقيت السيطرة الفعالة على البحر والجو والحدود والحواشي الواسعة على طولها في يد اسرائيل. وصحيح ان حماس وفتح اللتين تحركهما تقديرات فئوية اسهمتا كثيرا في الفصل بين الجزئين وقوت حماس بدعايتها وهم «استقلال» غزة.
ما زالت اسرائيل تسيطر على سجل سكان قطاع غزة وسكان الضفة الغربية. فكل مولود فلسطيني في غزة والضفة يجب ان يسجل في وزارة الداخلية الاسرائيلية (بواسطة مديرية التنسيق والارتباط) كي يستطيع في عمر الـ 16 ان يحصل على بطاقة هوية لا تكون قانونية الا اذا اجازتها اسرائيل. وبطاقات الهوية مكتوبة باللغة العبرية ايضا، فهل سمعتم بدولة مستقلة يجب على سكانها ان يسجلوا في «الدولة الجارة» (أي المحتلة والمعتدية) وإلا اصبحوا بلا وثائق تعريف وبمثابة غير موجودين؟
وحينما يقول خبراء مثل غيورا آيلاند وهو من المخططين للانفصال ان غزة دولة مستقلة تهاجمنا فانهم معنيون بمحو كل السياقات الحقيقية لهذه الجولة الدامية. وعملهم سهل لان الاسرائيليين محوا هذه السياقات اصلا.
دفاع عن النفس
يقول الطرفان (حماس واسرائيل) ان اطلاقهما النار للدفاع عن النفس، ونعلم ان الحرب هي استمرار للسياسة بوسائل اخرى. وسياسة اسرائيل واضحة (وان لم تكن واضحة لمستهلكي الاعلام الاسرائيلي) وهي فصل غزة بقدر اكبر واحباط امكان الوحدة الفلسطينية وصرف الانتباه عن الاستعمال المتسارع في الضفة. وماذا عن حماس؟ انها تريد أن تقوي مكانتها بصفة حركة مقاومة بعد ضربات اصابتها بصفة حركة حاكمة. وربما تظن حقا ان تفرض تغيير كل استراتيجية القيادة الفلسطينية على الاحتلال الاسرائيلي، وربما تريد ان توقظ العالم (والدول العربية) من سباتهما.
ومع كل ذلك ومع كل الاحترام لكلاوزفيتش فان الحسابات العقلية ليست تفسيرا كاملا. وينبغي الا ننسى التنافس الذكري القضيبي وأي الفريقين اكبر واقوى وأنفذ. يلعب الاولاد بالعابهم واعتدنا ان نسمي ذلك سياسة.
اسرائيل ضبطت نفسها: من أين نبدأ حساب ضبط النفس؟ لماذا لا نبدؤه من صيادي السمك الذين يطلق سلاح البحرية النار عليهم فيجرحهم ويقتلهم احيانا برغم ان تفاهمات 2012 تحدثت عن زيادة مساحة منطقة الصيد؟ ولماذا لا نبدؤه من المزارعين ولاقطي الخردة قرب جدار الفصل ممن ليس لهم مصدر رزق آخر ويطلق الجنود النار عليهم فيجرحونهم ويقتلونهم ايضا؟ أو من هدم البيوت الفلسطينية لاسباب ادارية في ظاهر الامر في الضفة والقدس؟ ألا نسمي ذلك ضبطا للنفس لانها فقط حالات يتجاوزها الاعلام العام الاسرائيلي في صلف الحاكم؟ ولماذا لا يحسب ضبط النفس الفلسطيني من نديم نوارة ومحمد ابو ظاهر رحمهما الله اللذين قتلهما جنود الجيش الاسرائيلي عند حاجز «عوفر»؟ إن «ضبط النفس» هو مصطلح آخر يمحو السياقات ويقوي شعور القوة العسكرية الرابعة في العالم بأنها ضحية.
تمد اسرائيل غزة بالماء والكهرباء والغذاء والادوية
لكنها لا تفعل ذلك. فهي تبيع 120 ميغا واط من الكهرباء بثمن كامل وهي نحو ثلث الطلب أو اقل.
ويحسم هذا الحساب من اموال الضرائب التي تجبيها اسرائيل على سلع تمر من موانئها متجهة الى المناطق المحتلة. ويدخل الطعام والادوية التي يشتريها التجار الفلسطينيون بمال كامل الى قطاع غزة من المعابر التي تسيطر عليها اسرائيل.
في 2012 كانت قيمة المنتوجات الاسرائيلية التي اشتريت في الضفة 1.3 مليار شيكل، وهكذا فان غزة هي ايضا سوق اسيرة لاسرائيل.
وبخصوص الماء فرضت اسرائيل على القطاع ان يكتفي بماء المطر وبالمياه الجوفية التي تستخرج منه. ولا تبيح اسرائيل التي تفرض على الفلسطينيين حصة من الماء، لا تبيح للفلسطينيين أن يشركوا غزة في موارد الماء في الضفة. ولهذا يزيد الطلب ويوجد ضخ زائد. ولهذا يتغلغل ماء البحر الى المياه الجوفية ومياه الصرف الصحي ايضا من شبكة انابيب محطمة. ولهذا فان 95 بالمئة من الماء في القطاع غير صالح للشرب. وتبيع اسرائيل غزة بسبب اتفاقات في الماضي نحوا من 5 ملايين متر مكعب من الماء (وهي قطرة في بحر.)
اهداف مشروعة
تقصف بيوت نشطاء صغار وقادة كبار من حماس ـ مع الاولاد ومن غيرهم ـ ويعرض الجيش الاسرائيلي ذلك على انه هدف مشروع. فهل يوجد بيت يهودي في اسرائيل ليس فيه قائد يشارك في التخطيط لاطلاق النار والهجوم أو جندي اطلق النار أو سيطلقها على فلسطيني؟
استعمال السكان درعا بشرية
ان وزارة الدفاع موجودة في قلب تل ابيب إن لم اكن مخطئة. وتوجد البئر ايضا هناك، اليس كذلك؟ وماذا عن غليلوت؟ ومقر قيادة «الشباك» في القدس في طرف حي مشهور؟ وكم يبعد المفاعل في ديمونة عن السكان المدنيين؟ فلماذا يحرم عليهم ما يحل لنا؟ هل لانهم لا يملكون القدرة الذكرية على قصف هذه الاماكن؟
عميره هاس
هآرتس 14/7/2014
صحف عبرية
vBulletin® v4.0.2, Copyright ©2000-2024, Jelsoft Enterprises Ltd.