المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما بعد إلغاء برافر المخطط القادم ؟؟؟؟



بوفيصيل
13-12-2013, 11:25 PM
بعد إلغاء برافر، ما هو المخطط القادم؟

بعد أن أخفى رئيس الوزراء الإسرائيلي قانون برافر، سادت الفرحة في الوسط البدوي ولكنهم يتساءلون: ماذا سيكون المخطط القادم وهل سيتم من خلال الحوار معهم؟

المصدر 13 ديسمبر 2013, 18:05
المجتمع البدوي في النقب
أدت رسالة الوزير السابق، بيني بيغن، حول إلغاء اقتراح قانون تنظيم سكن البدو في النقب من جدول أعمال الكنيست، والتي على ما يبدو أنها مهّدت الطريق لإلغاء اقتراح القانون على يد رئيس الوزراء نتنياهو، إلى ارتياح كبير من جهة البدو في القرى غير المعترف بها في النقب، والذين يعارضون بغالبيّتهم العظمى وبشدة مخطط برافر. ولكن حتى لا نخطئ: فإنّ إخفاء المخطط ودفن مقترح القانون لا يحمل إشارة بأن مشكلة البدو في النقب قد تلاشت.

هناك عشرات الآلاف من البدو، من مواطني دولة إسرائيل يعيشون في قرى غير معترف بها في النقب، دون بنى تحتية ودون تنمية، في ظروف ملائمة لدولة من العالم الثالث، وليس لدولة تفخر بكونها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط. والسؤال المهم الآن هو: ما الذي ستفعله حكومة إسرائيل من أجل تحسين ظروف معيشة البدو؟

ويخشى معارضو القانون من أن تقترح الحكومة مخططًا أكثر سوءًا، هذا ما قاله أحد النشطاء المعارضين للقانون، رجا إغبارية: "صحيح أن رئيس الوزراء سوف يلغي مخطط برافر، ولكن من الواضح أن الحكومة تعمل على إنتاج مخطط أكثر سوءًا لصالح اليمين المتطرف. وستواصل الحكومة أيضًا هدم البيوت في القرى غير المعترف بها في النقب".

وأشار فادي العبرة، أحد النشطاء البدو المعارضين للمخطط إلى "أنّ إلغاء التشريع من هذا الفصل هي أخبار ممتازة بالنسبة لنا، ولكن هذا الأمر لا يحلّ المشكلة الحقيقية وهي أنّ هناك قرى في النقب ستبقى من دون وجود بنى تحتية أساسية فيها".

وقد كتب اليوم مراسل صحيفة "هآرتس" لشؤون العرب، جاكي خوري، حول قضية البدو وتساءل هل ستفتح الحكومة "صفحة جديدة من الحوار الحقيقي من أجل اعتراف يعطي للبدو حقوقهم في أراضي النقب، أم إنها سوف تعود "للصيغة المألوفة من الإكراه والتكتم والتي ستؤدي إلى الصدام؟".

وقد بدأ الائتلاف في محاولة الحصول على مخطط جديد تتم الموافقة عليه من خلال اتفاقيات بين كتلة الليكود - بيتنا وبين البيت اليهودي. وسوف يركز الموضوع من الليكود - بيتنا رئيس الائتلاف عضو الكنيست يريف ليفين، وعضو الكنيست زبولون كالفا من البيت اليهودي. وسوف يعمل الإثنان بمصاحبة رئيسة لجنة الداخلية في الكنيست، العضو ميري ريغيف، والتي سوف تجري نقاشًا حول الموضوع يوم الإثنين القريب.

ومن الجدير بالذكر أن معارضة المخطط كانت من اليمين واليسار، بحيث كان لكل طرف مصالحه الخاصة، فحين تحدث البدو من جهتهم عن سلب أرضهم، تحدث اليمين من جهته عن سخاء زائد تجاههم.

بوفيصيل
16-12-2013, 04:15 AM
كل حكومة جديدة تشكل لجنة هدفها حل مشكلة البدو. في أرشيف الدولة محفوظة تقارير عديدة للجان المختلفة. المقدمة فيها جميعها مشابهة: دوما تتضمن جملة توجه اصبع اتهام للحكومات السابقة التي تتهم بالإهمال. أما فصول التقرير التالية فهو اقتراحات الحل التي تتقدم بها اللجنة الحالية. وهي أيضا مشابهة لاقتراحات اللجان السابقة، ونهايتها أيضا مشابهة وكلها يعلوها الغبار في رف لجان البدو في الأرشيف. ان سلسلة نقل مشكلة البدو من حكومة جديدة الى لجنة جديدة مستمرة. بشكل غير مفاجئ، لم يكن أي من رؤساء اللجان المختلفة بدويا. وفي اغلبيتها الساحقة لم يكن أي عضو بدوي في اللجنة.
وحسب اعتراف بيني بيغن، الذي اخذ على عاتقه تطبيق تقرير لجنة القاضي غولدبرغ، الاخيرة في قائمة اللجان، لم يكلف نفسه أبدا عناء سؤال البدو عن موقفهم. ولا غرو بالتالي في ان البدو يشكون في هدف التقرير الأخير، كهدف سابقيه، لسلبهم أراضيهم.
التمسك العنيد من جانب البدو بأراضي إبائهم وأجدادهم هو غير مسنود بسجلات في الطابو. الأساس الفكري والتقليدي لمطالباتهم هو حق الآباء والأجـداد، تعبير آخر لـ ‘بفضل حقوقنا التاريخية’.
حقوقهم التاريخية منصوص عليها في ذاكرة أجيالهم وكذا في سجلات الإمبراطورية العثمانية، التي نقلت إلى حكم الانتداب ومنه إلى دولة إسرائيل. نحن الصهاينة سبقناهم حين قلنا أمام الملأ بان المفعول الأخلاقي للحق التاريخي يفوق الكوشان في الطابو.
في السنوات الأخيرة للدولة نقلت قبائل بدوية في مناطق حساسة من ناحية امنية الى أماكن اخرى. وقد هجروا من الاماكن التي عاشوا فيها على مدى الأجيال واسكنوا من جديد في أماكن أمرتهم بها الدولة، دوما بسلطة وبصلاحية. ووفرت الدولة مالا في انها خلقت ‘الشتات’ البدوي بلا طرق، كهرباء وماء. في معظم البلدات ايضا دون جهاز تعليم وصحة. فقد نقلوا وتركوا لمصيرهم. ليس بسرور بل لانعدام البديل اقام البدو لسكنهم اكواخا بجوار مخازن النفايات السامة في رمات حوفيف وتحت خطوط التوتر العالي في الطريق الى ديمونا وعراد.
لا يمكن السكن في الهواء. عندما ينقل الحكم البدو من المكان الذي أسكنهم فيه الحكم الى اللامكان، فانهم يثورون. لا يمكن تبرير العنف، ولكن يجدر بنا أن نسأل أنفسنا ماذا كنا سنفعل نحن اليهود لو كنا مكانهم. توجد سوابق يهودية. مثلا، قضية الإخلاء بالقوة لسكان غوش قطيف. في تلك الايام اخليت البلدة البدوية الترابين المحاذية لعومر. أتذكرون أي انتباه وعطف ناله اليهود الذين اخلوا من غوش قطيف؟
أيتذكر احد اخلاء البدو؟ نقطة أخرى للمقارنة: التعويض المالي الذي اعطي للعائلة البدوية التي اخليت من الترابين كان اقل من عُشر التعويض الذي اعطي للعائلة اليهودية من الغوش.
الحل الوحيد للسلوك غير المرتب للبدو في النقب هو الاعتراف ببلداتهم. فهم يطالبون اعترافا فقط بالبلدات التي سكن فيها اباؤهم وأجدادهم قبل قيام الدولة. في هذه البلدات يجب ان تقام بنى تحتية، مثلما يبنى لعموم مواطني إسرائيل، ليس أكثر وكذا ليس اقل. الحل المبني على طردهم من الأرض التي يسكنون فيها لن ينجح.

يديعوت 13/12/2013