المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القاعدة على أبواب مطار بنغريون



بوفيصيل
07-12-2013, 02:54 AM
تتإن ‘التسويات الامنية’ التي يتحدث عنها الامريكيون قد تكون لها صلة بثمانينيات القرن العشرين، لكن الربيع السلفي غير كل شيء، فقد أصبحت العصابات السلفية من مخربي القاعدة واحدا من التهديدات المركزية، فهم يستطيعون بصواريخ كتف تعطيل مطار بن غوريون ودولة اسرائيل كلها في واقع الامر. ولن توقف قوة ‘سلام’ أو ‘أمن’ هؤلاء المخربين الذين لا ينجع فيهم ردع عادي؛ ولا اجهزة ‘أمن’ السلطة الفلسطينية بيقين التي لا يعتمد عليها أحد في اسرائيل.
هل الامريكيون مستعدون لنقل جزء كبير من العاصمة واشنطن الى مخربي القاعدة وجعل البيت الابيض تحت تهديد صواريخ؟ فلماذا يعرضون ذلك على اسرائيل؟ وهل تكون دولة ما في العالم كله مستعدة لذلك، فضلا عن أن يكون ذلك في عاصفة سلفية تهيج من كل صوب؟.
يتبين أن الربيع العربي ربيع سلفي. وقد تحولت حركة فتح الى معرض’ متحف في يهودا والسامرة، والى أثر باقٍ من الماضي، وكذلك حماس ايضا بقدر كبير. فكلتاهما كريهة الى الجمهور المحلي. وقد أخذت تنشأ قوة جديدة في المناطق هي الحركة السلفية التي يسمى بعضها ‘حزب التحرير’، ومركز نشاطها في الخليل. وقد شارك في مظاهرتي قوة ضخمتين قامت بهما الحركة في مدن مركزية في يهودا والسامرة عشرات آلاف يرفعون أعلام القاعدة السوداء. وهم يكرهون ‘السلطة’ أكثر مما يكرهون اسرائيل، وحماس ايضا. وهم غير مستعدين لدولة فلسطينية ولا يعترفون بأية حدود أو تفاوض. وطموحهم المعلن هو الى انشاء خلافة اسلامية في كل أنحاء الشرق الاوسط، ويؤيدون السلفيين في سوريا وفي لبنان وفي سائر الدول العربية.
أعلن تنظيم القاعدة في هذا الاسبوع عن انشاء فرعها الاول في مناطق يهودا والسامرة، وقد قضى الجيش الاسرائيلي على ثلاثة نشطاء من هذه المنظمة السلفية. واتهم السلفيون السلطة الفلسطينية بأنها نقلت الى الجيش الاسرائيلي معلومات استخبارية عن مكان وجودهم. واعترفت القاعدة بأن المخربين الذين قُضي عليهم ينتمون إليها ووعدت بعمليات ارهاب اخرى.
لنتخيل واقعا في يهودا والسامرة دون حضور دائم للجيش الاسرائيلي وجهاز الامن. ستصبح المنطقة في غضون ايام سلفي لاند. فهل يأتي وزير الخارجية الامريكي جون كيري آنذاك ليدافع عن اسرائيل بـ ‘الترتيبات الامنية’ التي سيقترحها خبراؤه؟ هذا الى أن القيادة الفلسطينية أعلنت أنها تنوي أن تستجلب الى المنطقة المستقلة مئات آلاف وربما ملايين من ‘الفلسطينيين’ من سوريا ولبنان لأنهم سلفيون مدربون مع اسلحتهم. فكيف سيبدو آنذاك واقع الحياة في اسرائيل اذا وجدت حياة أصلا؟.
وماذا سيكون مصير آخر المسيحيين الذين بقوا الى الآن في مناطق السلطة الفلسطينية؟ سيكون الطرد والاضطهاد الوحشي كما يحدث للمسيحيين القليلين الذين بقوا في قطاع غزة. وماذا عن الاماكن المقدسة للمسيحية؟ يكفي أن نرى ما حدث في هذا الاسبوع بالدير في معلولة المسيحية شمالي دمشق. فقد طهره السلفيون مع الراهبات البائسات اللاتي كُن يختبئن فيه. فقد يأتي خبراء كيري بخطة ‘أمن’ لسوريا وسيكون ذلك تغييرا منعشا. تسيطر الحركة السلفية على مناطق اخرى في الشرق الاوسط: في سوريا ولبنان ومصر والعراق وشمال افريقيا. فهل يستطيع الوزير كيري أن يزور كل تلك الاماكن؟ إن المكان الوحيد الذي يستطيع أن يسمح لنفسه بالهبوط فيه بأمن هو اسرائيل بفضل الأمن الاسرائيلي. واذا استمر التوسع السلفي فلن يستطيع أن يزور مناطق السلطة الفلسطينية ايضا، بل قد تصبح اسرائيل خطرا عليه ايضا.
ولهذا جيئونا من فضلكم بأمن ذي صلة بالحاضر لا بالتاريخ ولا بعلم الآثار.

يديعوت 5/12/2013

بوفيصيل
11-12-2013, 12:51 AM
الناصرة ـ ‘القدس العربي’ كشفت صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ العبريّة، في عددها الصادر أمس النقاب عن أنّ التحقيق الذي أجراه جيش الاحتلال، حول الانفجار الذي وقع نهاية الأسبوع المنصرم، بالقرب من السياج الحدوديّ بين الدولة العبريّة وسوريّة أكّد شكل غيرُ قابلٍ للتأويل أنّ تنظيم القاعدة بات يعمل على الحدود الإسرائيليّة. ونقل مراسل الشؤون العسكريّة في الصحيفة، يوسي يهوشواع، عن مصادر أمنيّة وصفها بأنّها رفيعة المستوى في تل أبيب، قولها إنّ التنظيم اقترب كثيرًا إلى الحدود، وأنّ هذه أوّل عملية يقوم بها ضدّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ.
وأضافت المصادر عينها قائلةً إنّ هذا التطوّر لا يُبقي مجالاً للشك بأنّ تنظيم القاعدة سجّل تصعيدًا مقلقًا للغاية، وأنّه بات قريبًا جدًا من الأهداف العسكريّة الإسرائيليّة في الجولان العربيّ السوريّ المحتّل، على حدّ تعبيرها.
علاوة على ذلك، لفتت المصادر الأمنيّة في تل أبيب، بحسب الصحيفة العبريّة، إلى أنّ التحقيق الذي أجراه جيش الاحتلال أكّد على أنّ العملية كانت مبادرة من تنظيم القاعدة، أو من قبل تنظيمات الجهاد العالميّ المنتشرة في بلاد الشام، موضحةً أنّ الهدف من وراء العملية ضرب الأهداف العسكريّة الإسرائيليّة، مع أنّه حتى الآن لم يُعلن أيّ تنظيم جهاديّ في سوريّة مسؤوليته عن العملية. وأردفت المصادر قائلةً إنّ الجيش الإسرائيليّ توصّل إلى نتيجة مفادها أنّ الانفجار نجم عن عبوة ناسفة مخبأة، تم تشغيلها ضد الجنود الإسرائيليين.
وساقت الصحيفة قائلةً إنّ قادة جيش الاحتلال عبّروا عن خشيتهم العميقة من هذا التطوّر اللافت، ذلك أنّ تعداد مقاتلي التنظيمات الجهاديّة في سوريّا يصل إلى الآلاف، ولفتت الصحيفة إلى أنّه في أعقاب الحرب الأهليّة في سوريّة قررت الحكومة الإسرائيليّة إقامة جدار عازل بينها وبين سوريّة، وهذا الجدار مُزوّد بأحدث التقنيات التكنولوجيّة، وذلك بهدف إحباط أيّ عملية تسلل إلى الأراضي الواقعة تحت السيطرة الإسرائيليّة، وبسبب حساسية الوضع في المنطقة فإنّ الجيش الإسرائيليّ يقوم باستعمال جرّافات كبيرة من طراز d9 المزوّدة باحدث الدفاعات لمنع الجهاديين من سوريّة من إصابة العامين فيها.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الانفجار وقع في الجانب السوري من السياج، الذي يفصل بين الشطر المحتل من الجولان والأراضي السورية في الهضبة.
وقالت الصحيفة العبريّة أيضًا: اعتبرت القيادة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، أن الانفجار بالقرب من دورية للجيش الإسرائيلي في الجولان، تطور خطير يضاعف تهديد امن إسرائيل في منطقة الحدود وتجاه التنظيمات والمسلحين، المنتشرين في البلدات السورية المطلة على الحدود والمنطقة المحاذية للجولان.
ولم تخف قيادة الجيش تخوفاتها في الفترة الأخيرة، من زعزعة الاستقرار الأمني على الحدود مع سورية، مع فقدان نظام الرئيس السوريّ بشّار الأسد لسيطرته على الأراضي السورية بشكل تدريجي، على حدّ تعبيرها. كما أعلن الجيش الإسرائيلي أن تحقيقاته في الانفجار تؤكد أن مسلحين من الطرف السوري، قاموا بزرع عبوة ناسفة على الجانب الشرقي من الجدار مع الجولان، قرب جبل الشيخ، وتفجيرها بالقوة العسكرية.
وبحسب تقرير الجيش الإسرائيلي، فقد وقع الانفجار في القاطع الذي يفصل بين قرية مجدل شمس ومعسكر 105، القريب من المستشفى الميداني العسكري في شمال هضبة الجولان.
وذكر التقرير أن الجيش وضع مؤخراً سياجاً إلكترونياً كجزء من مشروع تطوير العوائق على الحدود مع سوريا، إلى جانب مهمات الأمن المستمر بمساعدة جرافات خاصة بنشاط الجيش.
وأشار معدو التقرير إلى ارتفاع في مستوى التصعيد والمخاطر الأمنية، التي تواجه الجيش الإسرائيلي على الحدود السورية. وقد سبق هذه الحادثة عمليات إطلاق قذائف هاون ونيران رشاشة، ولكن هذه المرة الأولى منذ عام 1973 التي يتم فيها زرع عبوة ناسفة ضد أهداف إسرائيلية في هذه المنطقة. وفي السياق ذاته، هدد وزير الأمن الإسرائيليّ، الجنرال في الاحتياط موشيه يعالون، جميع الجهات المحاربة في سورية والنظام ومنظمة حزب الله اللبنانيّة من جهة، والتنظيمات الإسلامية المعارضة من جهة أخرى، في حال تجاوز أي منها ما اعتبرها الخطوط الحمر مع إسرائيل.
وقال يعالون، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي أن انفجار الجولان ناتج عن عبوة ناسفة، إنّ إسرائيل لا تعرف من هي الجهة التي تقف وراء وضع العبوة الناسفة، التي انفجرت، لكنها تحمل وتحذر وتهدد جميع الأطراف المشاركة في الصراع الدائر في سورية، على حدّ تعبيره.
وأشارت الصحيفة العبريّة إلى أنّ وزير الأمن الإسرائيليّ دعا جميع الجهات إلى عدم وضع الجيش الإسرائيلي في اختبار الخطوط الحمراء، على حدّ قوله.

تعليق
على ما يبدو ان طرح تنظيم القاعدة في هذه الأوقات هو أدات ضغط على المفاوض الاسرائيلي لتقديم التنازلات التي تريدها امريكا وكذلك لإيصال رسائل للناخب الاسرائيلي اليميني والتي مآلها في حالت عدم التوصل لسلام امريكا وحل الدولتين فان البديل ذاك التنظيم الذي تلاحقه امريكا بعظمتها ولم تستطيع ان تنهية فهو سوف يكون البديل !!!!

بوفيصيل
07-01-2014, 10:54 PM
‘ لم تُنشيء منظمة القاعدة الى الآن دولة لها، وتتناول التقارير ايضا عن نية المنظمة انشاء دولة اسلامية على حدود العراق مع سوريا، تتناول في الأساس رؤيا أو حلما أكثر مما تتناول قدرة عملية.
‘إن المنطقة الجغرافية التي تتناولها التحذيرات تقع بين مدينة نينوى في شمال غرب العراق وبين محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا. إن نينوى قريبة جدا من الموصل ومن الاقليم الكردي ذي الحكم الذاتي، ويسكن في محافظة الحسكة السورية أكثر السكان الاكراد السوريين.
وقد تسلح الاكراد عن جانبي الحدود بسلاح كثير وذخيرة وهم يحاربون نشطاء القاعدة، في حين يستعين المواطنون في أجزاء من منطقة نينوى العراقية بقوات المقاتلين الاكراد، البشمارغا. ويستعين نشطاء القاعدة بقوات اسلامية سنية متطرفة في الجانب العراقي وفي المعركة في سوريا، لكنهم يُجرون في نفس الوقت حروبا عنيفة لحركات ومنظمات سنية تعارض نشاط القاعدة. إن انشاء إمارة اسلامية مستقلة سيجعل المنظمة هدفا مريحا للهجوم عليها من قبل حكومة العراق والقوات الكردية أو هجمات من الجو كما يحدث في اليمن التي لم تنجح فيها القاعدة ايضا برغم كون الحكم فيها أضعف مما هو في العراق، في انشاء إمارة.
‘يعتمد نشاط القاعدة في كل مكان عملت فيه المنظمة أو تعمل على مساعدة مددية مدنية. هكذا كانت الحال في افغانستان وهي كذلك في اليمن حيث يتزوج نشطاء القاعدة بنساء محليات كي يُقبلوا جزءا من المجتمع. لكن المنظمة تحارب في سوريا اربع جبهات وهي: الجيش السوري، وعصابات المتمردين المسلحة، ومنظمات اسلامية تعارض ايديولوجية القاعدة وسبل عملها ومواطنون يخشون سيطرة القاعدة على مناطق في بلدهم، ولا سيما أن جزءا كبيرا من محاربي المنظمة ليسوا سوريين بل متطوعين من دول اخرى. وتبتز المنظمة المواطنين المساعدة المددية بالتهديد وبالعنف المخيف كقطع الرؤوس وحرق الكنائس وخطف المواطنين.
‘الوضع في العراق مختلف. كانت القاعدة في ذروة شعبيتها في السنوات 2005 2007 حينما نجحت في أن تُجند لدعمها أجزاءا من السكان السنيين ولا سيما في مدينة الفلوجة وفي محافظة الأنبار السنية، عاونوا المنظمة لضرب النظام الشيعي لا لبواعث دينية أو عقائدية. لكن حينما دخلت العراق مرحلة المصالحة الوطنية وبدأت اجراءات رسمية لتثبيت النظام بوسائل ديمقراطية جندت القبائل السنية نفسها ولا سيما في محافظة الأنبار وانشأت عصابات مسلحة (الصحوات) لمدافعة القاعدة وقتالها، اشتغلت ايضا بجمع معلومات استخبارية ساعدت الجيش الامريكي في أن يحارب قواعد القاعدة.
‘اكتسح نشاط هذه العصابات المسلحة نجاحات كثيرة ضاءلت كثيرا عمليات الارهاب في العراق. وتعمل الآن ايضا عصابات مسلحة سنية على القاعدة لكن عدد مقاتليها قلّ كثيرا (نحو من 40 ألف مقاتل قياسا بـ 100 ألف قبل ست سنوات). والمشكلة هي أن مكانتها بين السكان السنيين تعاني ضعفا شديدا لأنهم يُرون مقاتلين مع حكومة العراق الشيعية التي يصارعها السنيون صراعا سياسيا عنيفا قويا منذ نحو من سنة. يزعم السنيون أن حكومة نوري المالكي دفعتهم الى الهامش، ولم يتم الوفاء بالالتزامات التي أُعطيت لهم في الماضي، والنفقات التي تُحول الى محافظاتهم ضئيلة ولم يحظوا بانجاز حقيقي منذ أن سقط صدام حسين. ويقوم أعيان القبائل السنية في السنة الاخيرة في محافظة الأنبار باحتجاج على الحكومة أساسه اغلاق شوارع رئيسة بين العراق والاردن وسوريا واضرابات جلوس وعصيان مدني يتدهور احيانا ليصبح صدامات مسلحة.
‘يتوقع بعد اربعة أشهر أن تُجرى انتخابات البرلمان العراقي وهي الاولى منذ غادرت القوات الامريكية الدولة، وتختلف الآراء بين السنيين هل يشاركون فيها أم يقاطعونها ويرفضون شرعيتها بذلك. ويعتقد جزء من القيادة السنية أنه تجب المشاركة في الانتخابات وانشاء حلف قوي مع جزء من الحركات الشيعية وأن يُضمن بذلك انجازات سياسية وميزانية. ويُقدر جزء آخر أن السنيين لن يستطيعوا مواجهة حلف شيعي كردي ولهذا يُفضل الامتناع من المشاركة في الانتخابات. لكن توجد قلة سنية تؤيد عصيانا عنيفا للنظام وهذا هو الجزء الذي يعاون الآن نشطاء القاعدة في العراق لكن هذا دعم محدود الضمان. فاذا نجح نوري المالكي في مُصالحة القيادة السنية فقد يجد فيها شريكا فاعلا على القاعدة.
‘إن الغضب السني وادارة المالكي المختلة للسياسة الداخلية يعملان في مصلحة القاعدة التي ما زالت تنفذ عمليات في أنحاء العراق بل نجحت في السيطرة على مركز مدينة الفلوجة. وتُعد حكومة العراق الآن هجوما مضادا كبيرا على مدينة الفلوجة التي كانت في الماضي رمز مقاومة القوات الامريكية. لكن إبعاد القاعدة عن الفلوجة ايضا لا يضمن الهدوء في العراق ما لم تستجب الحكومة لمطالب السكان السنيين. وفي سوريا في المقابل نجح مقاتلو القاعدة في الاستيلاء على معابر حدودية والسيطرة على أحياء متفرقة في عدد من المدن وعلى جزء من المناطق القروية في ظواهر المدن الكبرى. لكن ليس للقاعدة بخلاف ما يوجد في العراق شريك بين أكثر السكان. وهكذا سيكون من الصعب جدا انشاء دولة القاعدة.””’

تسفي برئيل
هآرتس 6/1/2014

بوفيصيل
29-06-2014, 03:23 AM
بقلم: يورام شفايتسر
منذ علم بسقوط الموصل في أيدي تنظيم داعش، تنشر في الاعلام في الايام الاخيرة صورة متشائمة لسقوط العراق في ايدي هذا التنظيم. وحسب التقارير في وسائل الاعلام سيحتل التنظيم بغداد فيكمل بذلك سيطرته على العراق بأسره. كما قيل ان الاردن، الكويت ودول خليجية اخرى قلقة من مصير مشابه للسقوط في ايدي التنظيم شديد القوة وكأن الحديث يدور عن قوة عظمى تتشكل. ودون الاستخفاف بامكانيات التهديد الكامنة في المنظمة – في ضوء انجازاته المحلية واعماله الاجرامية – يجدر بنا أن نفهم السياق الواسع الذي يحظى فيه بانجازاته وبقوته.
بداية ينبغي ايضاح مسألة انتماء التنظيم للقاعدة على خلفية التقارير الرائجة في وسائل الاعلام. ومع أن الامر صحيح إذ أن داعش يشكل جزءاً من معسكر الجهاد العالمي، الذي يسعى الى أن يقيم في منطقة الهلال الخصيب خلافة اسلامية شرعية على نمط طالبان، الا ان النزاع الشديد الذي نشب بين زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي وبين زعيم القاعدة ايمن الظواهري أدى الى طرد داعش من الحلف الذي اقامته القاعدة مع عدة شركاء أساسيين. وبالتالي، فان الاستخدام السائد لتعبير “قوات القاعدة في العراق” لا يتناسب مع الواقع وبالتأكيد يعظم عبثا اسم القاعدة التي من جانبها تتمتع بتعظيم قوتها في مكان ليست جديرة به. فضلا عن ذلك، فانه أكثر من ان يكون كنتيجة للقوة والكفاءة العسكرية غير المسبوقة، فان انتصار داعش في العراق ينبع قبل كل شيء من انعدام الشرعية العامة لرئيس الوزراء الشيعي، المالكي، من الضعف الشديد للجيش العراقي ومن الزعامة الفاشلة لقادته. قسم كبير من نشاط التنظيم في غربي العراق تميز حتى وقت اخير مضى بهجمات اضرب واهرب وباستعراض التواجد العسكري الرمزي في الاماكن التي احتلها وفي اجراء مسيرات عسكرية تظاهرية. في المناطق التي نجح فيها التنظيم في رفع علمه، كان هذا اساسا عقب عدم الاهتمام والمقاومة من جانب السكان المحليين، بل ان هؤلاء ساعدوه احيانا بسبب الضغينة العميقة التي يكنوها للنظام المالكي، الذي يعتبر طاغية فاسدا يميز ضد المواطنين السنة بشكل فظ. هذه المشاعر تجاه النظام العراقي الشيعي دفعت سكان المناطق التي احتلت في غربي العراق، في المرحلة الحالية على الاقل، لان يروا في داعش اهون الشرور. واضح أن المواجهة مع التنظيم تأجلت للمستقبل في حالة محاولته فرض نمط الحياة الاسلامي المتطرف والمتصلب عليهم، مثلما فعل في الماضي في العراق وفي السنة الاخيرة في سوريا.
إن ادعاء داعش والجلبة الاعلامية حوله أكبر بكثير من حجومه. أولا، طبيعة الارقام التي تنشر في وسائل الاعلام عن الحجم الحقيقي للقوات التي تحت تصرف التنظيم في العراق ليست بالضرورة مصداقة. ولكن حتى لو اعتبرناها مصداقة فان التقدير يزيد عن نحو 10 الاف رجل هم في بعضهم متطوعون اجانب. واضح أن هذه ليست قوة كافية لاحتلال وادارة العاصمة بغداد حيث لنظام المالي وسكان بغداد مصلحة جوهرية في الدفاع عنها كجزء من الدفاع عن وحدة الدولة. فضلا عن ذلك، ليس لداعش عمليا القدرة على السيطرة بشكل كامل في مناطق اخرى ايضا احتلها في العراق. فما بالك فرض النظام الاسلامي الشرعي الذي يطمح اليه على السكان الذين يسكنون في هذه المناطق. في سوريا ايضا نجد أن التنظيم بعيد عن أن يسيطر على اجزاء واسعة وهو يكتفي بالسيطرة اساسا على منطقة الرقة وفي أجزاء من دير الزور.
التخوف والقلق الذي يثيره نجاح التنظيم بين الدول المحاذية للعراق، وعلى رأسها ايران، تركيا والاردن من المتوقع أن يكون عائقا له. في حالة فاجأ داعش مع ذلك وحقق انجازات اقليمية هامة في بغداد وهدد بشكل مباشر الامن القومي لجيران العراق، فانه سيصطدم بمقاومة جوية ومن شبه المؤكد ايضا بتدخل امريكي، حتى لو كان هذا محدودا، بسبب التخوف الامريكي من العودة الى التورط في الاستثمار الذي ينطوي عليه التواجد العسكري المكثف في العراق. هكذا مثلا، لا بد أن ايران ستتجند لمساعدة نظام المالكي الشيعي، الذي يعتبر حليفها لحماية مجال نفوذها على نظامه فتمنع بالقوة الخطر في شكل نظام اسلامي سني جهادي معادٍ على حدودها. يمكن التخمين بان تركيا هي الاخرى لن تجلس مكتوفة الايدي اذا ما بدا هذا السيناريو المتطرف قابلا للتحقق.
رغم كل ذلك، فان الخطر المحدث من نجاحات داعش في العراق هو في أن من شأنها أن تمنح زخما شديدا للفكر والطريق الذي يمثله، وتشارك فيه منظمات ارهابية عديدة تعمل في الشرق الاوسط وخارجه. وينبع الخطر الاساس في هذا الوضع من المال الاقتصادي الهائل الذي جمعه التنظيم في العراق، حين سيطر على أموال البنوك في المناطق التي فر منها الجيش العراقي وفشلت الشرطة المحلية في حمايتها. اضافة الى ذلك توجد لدى التنظيم اموال استخلصها من السيطرة على آبار النفط والطاقة مما يوفر له دخل كبير. ومن شأن هذه القدرة الاقتصادية الهائلة أن تستغل لدعم وشراء النفوذ على نشاط منظمات الارهاب التي تشاركه افكاره. اضافة الى ذلك، فقد وقعت في ايدي التنظيم كميات هائلة من الوسائل القتالية النوعية، بعضها غربي، لا بد ستجد طريقها الى منظمات ارهابية تعمل في مناطق القتال في الشرق الاوسط بل وخارجها.
اسرائيل مثل دول عديدة في العالم تشاهد باهتمام شديد تطورات المعركة في العراق وسيتعين عليها تصعيد يقظتها الاستخبارية المكرسة لداعش وعلاقاته مع المنظمات العاملة في حدودها، لاستباق الشر الذي قد ينأ من جهته. في هذه المرحلة وإن كان يبدو انه لا يوجد تهديد مباشر وفوري على أمن اسرائيل كنتيجة للتطورات في العراق، وان كانت الاجواء التي تبثها من شأنها أن تؤثر ايضا على تعزيز محافل الجهاد العالمي، العاملة في الدول المحاذية لاسرائيل، غير أنه من صورة الوضع في سوريا يتبين أن التهديد الكامن المحدق اسرائيل قد يأتي بالذات من جانب تنظيم جبهة النصرة، القائم الى جانب رجال الجبهة الاسلامية في هضبة الجولان السورية وعلى حدود الاردن. حتى الان لم توجه هذه المنظمات سلاحها الى اسرائيل ولا يمكن ربطها مباشرة بمعظم حالات اطلاق النار والتخريب التي نفذت ضدها من الجانب السوري، ولكن احتمال التصعيد من جانبها في هذه الجبهة قائم.
ان الفكر الايديولوجي والخطاب لداعش، جبهة النصرة والقاعدة التي أعلنت علنا عن نيتها الهجوم في المستقبل على اسرائيل يعزز التقدير بان هذه المنظمات ستحاول في المستقبل تنفيذ تهديداتها ضدها. وفي هذا السياق يجدر بالذكر بان اسم داعش ارتبط هذه السنة بعمل ارهابي احبط عندما خططت خلية نشطاؤها من شرقي القدس وجنين، باشاف من غزة وتوجيه من الباكستان للارتباط بنشطاء داعش في سوريا بتنفيذ عمليات انتحارية مشتركة في القدس وفي تل أبيب. ليس واضحا اذا كان هذا العمل يبشر بميل التنظيم للتسلل الى أراضي إسرائيل أم ان هذه مجرد محاولة وحيدة. على اي حال، فان الثقة بالنفس التي جمعها التنظيم من انجازاته في العراق وفي سوريا والمال الهائل الذي تحت تصرفه وجعله تنظيما غنيا بالمقدرات لا يمكنها أن تساعده في احتلال العراق الا أن بوسعها بالتأكيد أن تشجعه على استغلالها من أجل توسيع عمله الى ساحات اخرى بما فيها إسرائيل بل والمساعدة والتمويل لأعمال شركائه في الطريق.
نظرة عليا 27/6/2014

بوفيصيل
04-07-2014, 05:16 AM
بقلم: افرايم هليفي
في مساء الكشف عن جثث الفتيان الثلاثة المخطوفين عرض رئيس الوزراء نظريته السياسية والامنية على مواطني اسرائيل والعالم. فلم يعد يوجد خطوات رد مفصلة بحسب ضرورة الوقت، بل نظرية منظمة تشير الى نية تنفيذ سياسة متسقة خطوة بعد خطوة.
إن فرضه الاساسي هو أن تتحمل اسرائيل وحدها المسؤولية الامنية عن ارض اسرائيل كلها لأنه بهذه الطريقة وحدها تضمن سلامة مواطنيها. ويستمر هذا الوضع بصورة دائمة حتى لو وجدت على مر الايام سبل لمنح الفلسطينيين ما يشبه دولة في حدود ما، فستكون كيانا يفقد سمات استقلال سياسي كثيرة.
إن التطورات الاقليمية كما يرى نتنياهو توجب انشاء جدار امني ناجع موثوق به على طول حدود الاردن لتلقي الاخطار من الشرق والشمال الشرقي وللتحكم الفعال بحركة السكان الفلسطينيين الذين يعيشون بين جدار الامن الغربي وبين الجدار الجديد الشرقي.
والفرض الذي يُفهم ضمنا من خطبته أن الفلسطينيين في يهودا والسامرة سيوافقون على هذا الوضع إما لعدم وجود خيار وإما لأنه ستُبذل في نفس الوقت جهود لمنحهم ظروف عيش محسنة واقتصادا زاهرا وقدرا من الحكم الذاتي مع الخضوع لحاجات اسرائيل الامنية.
وستستمر اسرائيل كما يرى نتنياهو على نضالها الذي لا هوادة فيه للارهاب الذي تقوده حماس وستجبي أثمانا قد تكون أكبر وأقسى اذا احتيج الى ذلك. وفي موازاة ذلك ستطور سياسة اقليمية مبادرا اليها وتنضم الى دول كمصر والسعودية ودول الخليج وستكون مخلصة للاردن خاصة. وفي هذا الاطار أفرد نتنياهو قولا محددا لا لبس فيه لكردستان الذي ما زال اقليما في شمال العراق وأعلن على رؤوس الاشهاد تأييده لاستقلاله السياسي.
بيد أنه ليس من المؤكد ألبتة أن هذه السياسة قابلة للتنفيذ. فقد بدأ الجمهور الفلسطيني في يهودا والسامرة يصحو وأخذت الاضطرابات الناشئة بين اليهود والعرب تكثر وتقوى. وأخذت سيطرة أبو مازن على شعبه تضعف جراء تقصيراته هو ولأن اسرائيل عملت عليه في الاشهر الاخيرة علنا وبطرق اخرى كي تضطره الى السير في الطرق التي نرسمها له. ويمكن في هذه الحال أن توجد مبادرات أفراد وجماعات الى اعمال انتقام يتم احباط بعضها لكن يؤجج بعضها الآخر الغرائز أكثر.
ولما كان واضحا أن الجانب الفلسطيني لا يمكن أن يقبل المخطط المعروض عليه فسيضطر أبو مازن الى أن يناضله أو ينصرف من الميدان، وسيكون انهيار السلطة الفلسطينية نتيجة محتومة.
إن المسار الكردي مشحون بالمشكلات في الصعيد الاقليمي. وقد قيل كلام نتنياهو في موعد قريب من لقاء وزير الخارجية الامريكي كيري لمسعود برازاني رئيس الاقليم الكردي في شمال العراق الذي حثه فيه على ألا يعمل على استقلال الاقليم. إن اعلان نتنياهو يُبعد اسرائيل خطوة اخرى عن صديقتها الامريكية ويُضاف الى اجراءات ابتعاد اخرى عن حليفتها.
يرمي الاجراء الاسرائيلي الى تشجيع انشاء دولة كردية في الاراضي التي تعيش فيها جماهير كردية كبيرة. والحديث عن ضم في المستقبل لاراض من شمال ايران ومن تركيا وسوريا الى الدولة الجديدة. ولا توجد فكرة أبعد منها عن سياسة روسيا في هذه القضية.
اذا نشأت معارضة اقليمية قوية لانشاء دولة كردية فاننا نشك أن تستطيع اسرائيل برغم كل قدراتها أن تحمل على عاتقها المسؤولية عن هذا الاجراء. ونُذكر هنا بأن اسرائيل كانت تأمل في ايام حرب يوم الغفران أن يفتح الاكراد جبهة على العرب في شمال العراق وكان أملا خاب.
بل تحدث نتنياهو عن قوات الاسلام المتطرف – داعش – التي تنطلق جنوبا نحو بغداد وربط بينها وبين حماس وليس الامر كذلك، فحماس ألد عدو وأجداه لداعش.
أعلن خالد مشعل أمس أن حماس معنية بالحفاظ على الاتفاقات بينها وبين اسرائيل التي أنهت جولتي القتال: “الرصاص المصبوب” و”عمود السحاب”. وحماس في غزة أفضل من داعش في غزة.
من المؤكد أن هذا اسوأ وقت للحديث عن اشتراك في المصالح بين اسرائيل وحماس في ايام حداد سبعة الايام على قتل لا يوجد أقبح منه. إن القلب ليقول “لن يكون ذلك أبدا”، لكن ما الذي يقوله العقل؟.
يديعوت 3/7/2014

تعليق
على ما يبدو ان المجتمع الاسرائيلي بدا ينضج ووصلته الرسالة الامريكية بان بديل الحل هو الجهاد او الإرهاب الاسلامي كما تسميه دول الكفر

بوفيصيل
08-07-2014, 03:41 AM
بقلم: آريه إلداد
إن الانطلاق السريع لقوات داعش الظلامية في العراق وسيطرة إخوتهم من جبهة النصرة على أجزاء من سوريا يفضي بكثير من المحللين في منطقتنا الى اعلام الاردن باعتباره الهدف التالي لمتطرفي الاسلام في الشرق الاوسط. ويذكر عدد منهم أيضا أن اسرائيل ستكون التالية. ولا حاجة الى التعمق في الكتابات اللاهوتية لهؤلاء البرابرة الجدد، بل يكفي أن نفهم المعنى الجغرافي السياسي للحروف الاولى من “داعش”: الدولة الاسلامية في العراق والشام. فالشام هي سوريا الكبرى ويتعلق ذلك بوجهة نظر الناظر أو بالفترة التاريخية التي استُعمل فيها المصطلح منذ عهد بني أمية الى أيامنا – وهي التي تشمل سوريا ولبنان والاردن واسرائيل في الحدود المعروفة اليوم.
إن الاردن دولة صديقة في ظاهر الامر، ولنا معها معاهدة سلام وهي تقاتل الارهاب وهي “جزيرة استقرار” في الانفجار في الشرق الاوسط. واذا كانت المملكة في خطر من قبل الاسلام المتطرف الذي هو عدونا ايضا – فما هو الشيء الأكثر طبيعية من أن نمد لها يد الدعم في وقت الازمة؟ ولما كان استمرار وجود العائلة المالكة الهاشمية مصلحة واضحة لصديقتنا الولايات المتحدة ايضا، فمن الواضح أن اسرائيل ستهب للمساعدة.
لكن ينبغي أن نتذكر قبل أن نهب عددا من الدروس التاريخية نميل الى نسيانها وقت الهستيريا. ينبغي أن نتذكر هباتنا التاريخية السابقة في محاولة للتدخل في اجراءات في داخل دول عربية. منذ أيام المساعدة الهادئة لكردستان الى المغامرة اللبنانية النازفة في حرب سلامة الجليل، ومنذ أيام قتل عبد الله الأول الى قتل أنور السادات – إن العناق الاسرائيلي قد يحكم على المعتنقين بالموت. والمسارات “الطبيعية” في الدول العربية والاسلامية أقوى مما تستطيع اسرائيل أو تكون مستعدة لفعله، وأنا آمل أن يكون كبار اصدقاء العائلة المالكية الهاشمية في بلاط حكومة اسرائيل يقصدون فقط مساعدة استخبارية واستراتيجية ولوجستية – ولا يرون في خيالهم دبابات المركباة الاسرائيلية تنطلق نحو حدود الاردن والعراق وسوريا لتحمي عبد الله من قبائل “الهون” الجديدة.
ذات مرة – في ايلول الاسود في 1970 – أنقذت اسرائيل الملك حسين بانذار لسوريا بأنها اذا تدخلت في الحرب الأهلية في الاردن لصالح ياسر عرفات وفتح فستضطر الى مواجهتنا. وهزم الحسين عرفات وطرده الى لبنان، ومنذ ذلك الحين وكثيرون يلعبون بـ “لو”. فلو تركت اسرائيل الفلسطينيين يستولون على الاردن أكان وضعنا اليوم أفضل أم اسوأ؟ وهل كنا سنواجه “جبهة شرقية” خطيرة أم نوجد في وضع فيه للفلسطينيين من وجهة نظر العالم دولة في الاردن وتضعف جدا مكانتهم باعتبارهم شعبا مسكينا “ذا حق في تقرير المصير”؟ إن ألعاب “لو” كهذه لا يمكن أن تفضي الى استنتاج قاطع لا لبس فيه. لكن لا يمكن أن نتهرب منها في كل مرة نتعلم فيها فصلا من التاريخ.
كان كل زعماء اسرائيل من اليمين واليسار حتى أواخر ثمانينيات القرن الماضي بصور مختلفة من التعبير، وكان بعضهم يفعل ذلك بصورة صريحة تماما، كانوا يرون أن الاردن هي دولة الشعب الفلسطيني؛ من مناحيم بيغن الى اسحق رابين، ومن اريئيل شارون الى موشيه ديان ويغئال ألون. وقال الملك حسين ايضا للصحيفة العربية “الحياة” التي تصدر في لندن (في 26 كانون الاول 1982) إن “الاردن هو فلسطين وفلسطين هي الاردن، وكل من يقول غير ذلك فهو خائن”، لا أقل من ذلك. وأصبحت تلك التصريحات غير شرعية مع التوقيع فقط على اتفاق السلام مع الاردن. وفي كل مرة كنت أقول فيها ذلك في الكنيست كان سفير اسرائيل في الاردن يُستدعى الى حديث توبيخ. ولا يدور الحديث هذه المرة عن كلام، فالبرابرة آتون الآن.
لا شك في أنه اذا سيطر الاسلام السني المتطرف على الاردن فستصبح حدودنا الطويلة الهادئة معها حدودا دامية. ولا شك في أن ولادة “الجبهة الشرقية” المضادة لنا مرة اخرى ستكون تهديدا. لكن البديل وهو استمرار الضغط الدولي من الخارج وضغوط المستسلمين في الداخل، للاعتراف بانشاء دولة فلسطينية في اراضي يهودا والسامرة وغزة، أخطر من ذلك. وهذه مسألة جغرافيا، ومسألة حق في وطننا، ومسألة أمنية ومسألة اقتصادية ايضا. والأحمق الذي يعتقد أن دولة فلسطينية كهذه ستكون أكثر ثباتا في وجه احتلالات الاسلام من سوريا أو العراق أو الاردن هو ساذج أو يدعي السذاجة. فقد أصبح للقاعدة اليوم عدد من الخلايا الفاعلة في غزة ويهودا والسامرة يفوق عددها في الاردن. والذي يخشى دولة القاعدة في الاردن يجب أن يخشى أكثر بأضعاف دولة كهذه في يهودا والسامرة.
وعلى ذلك لا ينبغي لنا أن نحاول إنقاذ الملك عبد الله اذا أغرقته عصابات داعش المسلحة. وسيكون مآل خلافة داعش الانتقاض وأن تتحول الى كيانات عرقية قبلية. وتحتاج اسرائيل الى عنصر جديد في معادلة الانتحار التي هي “دولتان للشعبين غربي الاردن”. يجب عليها أن تستبدلها بالمعادلة الجديدة وهي: “دولتان للشعبين في ضفتي الاردن”.
هآرتس 7/7/2014