بوفيصيل
18-11-2013, 07:07 AM
يرى منظرو علم العلاقات الدولية أمثال توماس شيلنج " بأنه لا يوجد حالة نزاع مطلق وحالة التقاء مطلق في العلاقات الدولية ، فالمصالح هي العامل الأساس لاستقرار العلاقات بين الدول " .
هناك تباين في التحليلات السياسية حول العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية وإمكانية دخول تلك العلاقات إلى التأزم لدرجة أن هناك من يطالب أمريكا بالتخلي عن إسرائيل . فالمعطيات ( الجيو - سياسية ) تشير إلى ثلاثة تطورات تحدد معالم مستقبل العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية .
وتلك التطورات الثلاثة هي :
الأول : إن المصالح القومية الأمريكية لم تعد بالضرورة متطابقة مع المصالح الإسرائيلية ، حيث تحولت الولايات المتحدة إلى لاعب إقليمي متواجد مباشرة في الشرق الأوسط بعد احتلالها للعراق وأفغانستان .
وتشكل تلك الرؤية نسفاً لوجهة النظر التي تقول بأن العلاقات بين أمريكا وإسرائيل تتجاوز أسس ومحددات العلاقات العادية ... فإسرائيل تعتبر أحد مكونات السياسة الداخلية الأمريكية وهي متجذرة في النسيج الاجتماعي والقيمي والديني للولايات المتحدة ، وهذا قد يفسر دور اللوبي اليهودي الذي يقف وراءه أكثر من (60) مليون مسيحي صهيوني يؤمنون بأن عودة المسيح مرتبطة بتجميع اليهود في فلسطين .
ولكن لا يجوز التسلم بوجهة النظر تلك ، فتبقى الولايات المتحدة دولة عظمى لها مصالحها الإستراتيجية العليا التي قد لا تلتقي بالمحصلة مع المصلحة الإسرائيلية .
الثاني : التصريحات التي أطلقتها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون خلال مؤتمر منظمة اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة ( ايباك ) حول مسألة الحرب والسلام في الشرق الأوسط .
ربما كانت المرة الأولى في تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي التي يتحدث فيما مسؤول أمريكي رفيع المستوى عن أن الحرب ليست في مصلحة إسرائيل .
وكانت القوة العسكرية الإسرائيلية إبان الحرب الباردة أهم ورقة تستخدمها الولايات المتحدة لردع خصومها ، وهذا النهج استمر حتى عهد الرئيس الأمريكي بوش الابن ولكن نتائجه لم تكن مشجعة بعد أن اتضح محدودية القوة العسكرية خلال حرب لبنان الثانية عام (2006) .
وكان قائد القيادة الوسطى الأمريكية المسؤولة عن العمليات في الشرق الأوسط وأفغانستان الجنرال ديفيد بترايوس قد ابلغ الكونغرس الأمريكي بأن رفض تل أبيب للسلام ودفعها الأمور إلى حافة الحرب سيعرض أمن الجنود الأمريكيين إلى الخطر في كل منطقة الشر ق الأوسط .
وحسب قوله : " إن العلاقة مع إسرائيل مهمة ولكنها ليست بنفس أهمية أرواح الجنود الأمريكيين " .
الثالث : خطاب نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن في جامعة
بار – ايلان الذي قال فيه بأن السلام ( الإسرائيلي – العربي ) هو مصلحة قومية أمريكية عليا .
إن مثل تلك التصريحات تعني تبنياًً رسمياً لوثيقة بيكر – هاملتون التي اعتبرت أن الولايات المتحدة لا تستطيع تحقيق مصالحها في الشرق الأوسط من دون تسوية الصراع (العربي – الاسرائيلي ) الأمر الذي يدفع إلى طرح
السؤال : انتم معنا أيها الإسرائيليون الأعزاء أم علينا حسب ما ذكره المحلل السياسي بن كسبيت في صحيفة معاريف (26/3/2010).
هناك تباين حقيقي بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول طبيعة الصراع وشكله في المنطقة ، وهو يفسر العديد من نواحي التباين بين الجانبين حيال كيفية معالجة المشاكل الإقليمية كافة ابتداء من ايران ومروراً بسوريا وانتهاءً بالمسألة الفلسطينية
وسأتطرق في هذه الدراسة إلى ملامح أزمة العلاقات ( الأمريكية – الإسرائيلية ) منذ بداياتها وتداعياتها على ملف الشرق الأوسط ومستقبل تلك العلاقات وذلك حسب رأي كبار المحللين السياسيين والاستراتيجيين في إسرائيل كما جاء في الصحافة الإسرائيلية .
أولاً : " بداية الخلاف الأمريكي – الإسرائيلي "
أشار المحلل السياسي بن كسبيت في صحيفة معاريف (18/3/2010) إلى " أن بداية الأزمة الأمريكية – الإسرائيلية قد بدأت في أعقاب إعلان إسرائيل عن بناء (1600) وحدة سكنية في حي رامات شلوماه بالقدس الشرقية خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل " .
وجاء في الصحيفة : " أكد مصدر أمريكي رفيع المستوى بأن الأحداث الأخيرة تثبت بأن التحالف بين نتنياهو وحزب شاس الديني أهم كثيراً من مصالح إسرائيل الإستراتيجية بما في ذلك العلاقات مع الولايات المتحدة . وحسب المصدر فإن الأمريكيين سيقترحون على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن يتخذ خطوة حقيقية ربما تكون المطالبة باستقالة وزير الداخلية ايلي يشاي من منصبه وذلك لأنه العامل الأساس في حدوث الأزمة بين إسرائيل
والولايات المتحدة " .
وحسب رأي بن كسبيت فقد طرأ انفراج في الأزمة بين إسرائيل
والولايات المتحدة من خلال التصريحات التي أطلقها الرئيس الأمريكي في مقابلة مع محطة فوكس ، حيث قال : " يختلف الأصدقاء أحياناً ، حيث توجد اختلافات مع إسرائيل حول سًبل التقدم في المسيرة السلمية ولكن يتوجب على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني اتحاد قرارات لإعادة الثقة بينهما " .
وحسب رأي المحلل السياسي جدعون ليفي في مقال لصحيفة هآرتس (18/3/2010) " فإن الحديث لا يدور حول مستقبل (1600) وحدة سكنية بل حول مستقبل إسرائيل " .
وحسب استطلاع مقياس الحرب والسلام – صحيفة يديعوت احرونوت (23/3/2010) فإن (81%) من الإسرائيليين يعتقدون بأن قرار وتوقيت البناء في حي رمات شلوماه بالقدس كان خاطئاً .
ثانياً : " أسوأ أزمة في ( العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية ) منذ أكثر من (35 )عاماً " .
ذكر المحلل السياسي في صحيفة هآرتس باراك رابيد (15/3/2010) " بأنه على الرغم من محاولات مكتب رئيس الوزراء التقليل من حدة الأزمة مع واشنطن على خلفية الإعلان عن بناء (1600) وحدة سكنية في القدس الشرقية فقد قدر السفير الإسرائيلي في واشنطن مايكل اورن في اتصالات هاتفية مع القناصل العامين الإسرائيليين في الولايات المتحدة بأن هناك حالياً أسوأ أزمة في العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية منذ أكثر من (35) عاماً .
وحسب الصحيفة فقد تصاعدت وتيرة التصريحات القاسية لمسؤولين في الإدارة الأمريكية ضد إسرائيل . فقال كبير مستشاري الرئيس الأمريكي ديفيد اكسلورد بأن الأعمال الإسرائيلية التي تم تنفيذها عن قصد تهدف للمس بالمسيرة السلمية ، كما قال الناطق باسم البيت الأبيض روبرت جيمس بأن هناك حاجة إلى مزيد من خطوات إعادة الثقة بين إسرائيل والولايات المتحدة .
وحسب رأي الكاتب كما جاء في الصحيفة فإن الإدارة الأمريكية قد طلبت من الحكومة الإسرائيلية ستة مطالب أساسية هي :
الأول : عدم الإعلان عن بناء (1600) وحدة سكنية بالقدس الشرقية اثناء زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل . فالأمريكيون مهتمون بتلقي إجابة رسمية من إسرائيل فيما إذا كان خطأ بيروقراطي ام سبق إصرار متعمد . وكان نتنياهو قد أعلن عن تشكيل لجنة تحقيق لتقصي الحقائق حول ذلك الأمر .
الثاني : إلغاء قرار اللجنة اللوائية للتخطيط فيما يتعلق ببناء (1600) وحدة سكنية في حي رمات شلوماه بالقدس الشرقية .
الثالث : ضرورة قيام إسرائيل باتخاذ خطوات ( حسن نية ) ملموسة تجاه الفلسطينيين لاستئناف المفاوضات ، وتشمل تلك الخطوات :
1- إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين .
2- الانسحاب من مناطق أخرى من الضفة الغربية .
3- إزالة مزيد من الحواجز في الضفة الغربية .
4- تخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة .
5- فتح مكتب التجارة الفلسطيني في القدس الشرقية .
6- وقف هدم البيوت والمباني الفلسطينية في القدس الشرقية .
الرابع : الإعلان الرسمي الإسرائيلي بأن المفاوضات التي ستجري مع السلطة الفلسطينية حتى في حال كونها غير مباشرة ستشمل كل المسائل
مثار الاختلاف بين الجانبين وهي الحدود والقدس واللاجئين والتسوية الأمنية .
الخامس : تحويل المفاوضات غير المباشرة لاحقاً إلى مفاوضات مباشرة .
السادس : إيجاد إطار يتم من خلاله فرض تسوية دائمة على الجانبين يتم بلورتها من قبل الأمريكيين .
ثالثاً : " محاور رسالة التحذير الأمريكية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو " .
قال المحلل السياسي الوف بن في صحيفة هآرتس (14/3/2010) :
" حقاً لقد وصل نتنياهو إلى نقطة الحسم بين عقيدته اليمينية وتحالفه مع اليمين المتطرف وبين الحاجة للدعم الأمريكي . إن مأزق نتنياهو صعب جداً ، ففي حالة إعلانه تجميد الاستيطان وحتى تقييد البناء الاستيطاني في القدس الشرقية فإن عقد ائتلافه الوزاري الهش سوف ينهار . وفي حال مواجهة نتنياهو مع الإدارة الأمريكية فإنه يعرض التعاون الأمني بين إسرائيل والولايات المتحدة إلى مخاطر جسيمة وتحديداً على ضوء التهديد النووي الإيراني " .
وحسب رأي الوف بن فقد جاءت رسالة التحذير الأمريكية لنتنياهو عبر المحاور الأساسية الأربعة التالية :
وفيما يلي تلك المحاور هي :
الأول : رسالة التوبيخ من قبل وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون خلال مباحثات هاتفية مع نتنياهو ، حيث اعتبرت بناء الوحدات الاستيطانية خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكي بمثابة إذلال له ، واعتبرت تلك الخطوة غير صحيحة .
الثاني : استدعاء السفير الإسرائيلي في واشنطن مايكل اورن إلى وزارة الخارجية الأمريكية ، حيث تباحث معه نائب وزير الخارجية جيم ستاينبرغ حول مسألة بناء وحدات استيطانية في القدس الشرقية .
الثالث : شجب اللجنة الرباعية للخطوة الإسرائيلية .
الرابع : تصريحات وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون لمحطة
( c.n.n) التي تضمنت عبارات توبيخ علنية لرئيس الوزراء .
هناك تباين في التحليلات السياسية حول العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية وإمكانية دخول تلك العلاقات إلى التأزم لدرجة أن هناك من يطالب أمريكا بالتخلي عن إسرائيل . فالمعطيات ( الجيو - سياسية ) تشير إلى ثلاثة تطورات تحدد معالم مستقبل العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية .
وتلك التطورات الثلاثة هي :
الأول : إن المصالح القومية الأمريكية لم تعد بالضرورة متطابقة مع المصالح الإسرائيلية ، حيث تحولت الولايات المتحدة إلى لاعب إقليمي متواجد مباشرة في الشرق الأوسط بعد احتلالها للعراق وأفغانستان .
وتشكل تلك الرؤية نسفاً لوجهة النظر التي تقول بأن العلاقات بين أمريكا وإسرائيل تتجاوز أسس ومحددات العلاقات العادية ... فإسرائيل تعتبر أحد مكونات السياسة الداخلية الأمريكية وهي متجذرة في النسيج الاجتماعي والقيمي والديني للولايات المتحدة ، وهذا قد يفسر دور اللوبي اليهودي الذي يقف وراءه أكثر من (60) مليون مسيحي صهيوني يؤمنون بأن عودة المسيح مرتبطة بتجميع اليهود في فلسطين .
ولكن لا يجوز التسلم بوجهة النظر تلك ، فتبقى الولايات المتحدة دولة عظمى لها مصالحها الإستراتيجية العليا التي قد لا تلتقي بالمحصلة مع المصلحة الإسرائيلية .
الثاني : التصريحات التي أطلقتها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون خلال مؤتمر منظمة اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة ( ايباك ) حول مسألة الحرب والسلام في الشرق الأوسط .
ربما كانت المرة الأولى في تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي التي يتحدث فيما مسؤول أمريكي رفيع المستوى عن أن الحرب ليست في مصلحة إسرائيل .
وكانت القوة العسكرية الإسرائيلية إبان الحرب الباردة أهم ورقة تستخدمها الولايات المتحدة لردع خصومها ، وهذا النهج استمر حتى عهد الرئيس الأمريكي بوش الابن ولكن نتائجه لم تكن مشجعة بعد أن اتضح محدودية القوة العسكرية خلال حرب لبنان الثانية عام (2006) .
وكان قائد القيادة الوسطى الأمريكية المسؤولة عن العمليات في الشرق الأوسط وأفغانستان الجنرال ديفيد بترايوس قد ابلغ الكونغرس الأمريكي بأن رفض تل أبيب للسلام ودفعها الأمور إلى حافة الحرب سيعرض أمن الجنود الأمريكيين إلى الخطر في كل منطقة الشر ق الأوسط .
وحسب قوله : " إن العلاقة مع إسرائيل مهمة ولكنها ليست بنفس أهمية أرواح الجنود الأمريكيين " .
الثالث : خطاب نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن في جامعة
بار – ايلان الذي قال فيه بأن السلام ( الإسرائيلي – العربي ) هو مصلحة قومية أمريكية عليا .
إن مثل تلك التصريحات تعني تبنياًً رسمياً لوثيقة بيكر – هاملتون التي اعتبرت أن الولايات المتحدة لا تستطيع تحقيق مصالحها في الشرق الأوسط من دون تسوية الصراع (العربي – الاسرائيلي ) الأمر الذي يدفع إلى طرح
السؤال : انتم معنا أيها الإسرائيليون الأعزاء أم علينا حسب ما ذكره المحلل السياسي بن كسبيت في صحيفة معاريف (26/3/2010).
هناك تباين حقيقي بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول طبيعة الصراع وشكله في المنطقة ، وهو يفسر العديد من نواحي التباين بين الجانبين حيال كيفية معالجة المشاكل الإقليمية كافة ابتداء من ايران ومروراً بسوريا وانتهاءً بالمسألة الفلسطينية
وسأتطرق في هذه الدراسة إلى ملامح أزمة العلاقات ( الأمريكية – الإسرائيلية ) منذ بداياتها وتداعياتها على ملف الشرق الأوسط ومستقبل تلك العلاقات وذلك حسب رأي كبار المحللين السياسيين والاستراتيجيين في إسرائيل كما جاء في الصحافة الإسرائيلية .
أولاً : " بداية الخلاف الأمريكي – الإسرائيلي "
أشار المحلل السياسي بن كسبيت في صحيفة معاريف (18/3/2010) إلى " أن بداية الأزمة الأمريكية – الإسرائيلية قد بدأت في أعقاب إعلان إسرائيل عن بناء (1600) وحدة سكنية في حي رامات شلوماه بالقدس الشرقية خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل " .
وجاء في الصحيفة : " أكد مصدر أمريكي رفيع المستوى بأن الأحداث الأخيرة تثبت بأن التحالف بين نتنياهو وحزب شاس الديني أهم كثيراً من مصالح إسرائيل الإستراتيجية بما في ذلك العلاقات مع الولايات المتحدة . وحسب المصدر فإن الأمريكيين سيقترحون على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن يتخذ خطوة حقيقية ربما تكون المطالبة باستقالة وزير الداخلية ايلي يشاي من منصبه وذلك لأنه العامل الأساس في حدوث الأزمة بين إسرائيل
والولايات المتحدة " .
وحسب رأي بن كسبيت فقد طرأ انفراج في الأزمة بين إسرائيل
والولايات المتحدة من خلال التصريحات التي أطلقها الرئيس الأمريكي في مقابلة مع محطة فوكس ، حيث قال : " يختلف الأصدقاء أحياناً ، حيث توجد اختلافات مع إسرائيل حول سًبل التقدم في المسيرة السلمية ولكن يتوجب على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني اتحاد قرارات لإعادة الثقة بينهما " .
وحسب رأي المحلل السياسي جدعون ليفي في مقال لصحيفة هآرتس (18/3/2010) " فإن الحديث لا يدور حول مستقبل (1600) وحدة سكنية بل حول مستقبل إسرائيل " .
وحسب استطلاع مقياس الحرب والسلام – صحيفة يديعوت احرونوت (23/3/2010) فإن (81%) من الإسرائيليين يعتقدون بأن قرار وتوقيت البناء في حي رمات شلوماه بالقدس كان خاطئاً .
ثانياً : " أسوأ أزمة في ( العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية ) منذ أكثر من (35 )عاماً " .
ذكر المحلل السياسي في صحيفة هآرتس باراك رابيد (15/3/2010) " بأنه على الرغم من محاولات مكتب رئيس الوزراء التقليل من حدة الأزمة مع واشنطن على خلفية الإعلان عن بناء (1600) وحدة سكنية في القدس الشرقية فقد قدر السفير الإسرائيلي في واشنطن مايكل اورن في اتصالات هاتفية مع القناصل العامين الإسرائيليين في الولايات المتحدة بأن هناك حالياً أسوأ أزمة في العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية منذ أكثر من (35) عاماً .
وحسب الصحيفة فقد تصاعدت وتيرة التصريحات القاسية لمسؤولين في الإدارة الأمريكية ضد إسرائيل . فقال كبير مستشاري الرئيس الأمريكي ديفيد اكسلورد بأن الأعمال الإسرائيلية التي تم تنفيذها عن قصد تهدف للمس بالمسيرة السلمية ، كما قال الناطق باسم البيت الأبيض روبرت جيمس بأن هناك حاجة إلى مزيد من خطوات إعادة الثقة بين إسرائيل والولايات المتحدة .
وحسب رأي الكاتب كما جاء في الصحيفة فإن الإدارة الأمريكية قد طلبت من الحكومة الإسرائيلية ستة مطالب أساسية هي :
الأول : عدم الإعلان عن بناء (1600) وحدة سكنية بالقدس الشرقية اثناء زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل . فالأمريكيون مهتمون بتلقي إجابة رسمية من إسرائيل فيما إذا كان خطأ بيروقراطي ام سبق إصرار متعمد . وكان نتنياهو قد أعلن عن تشكيل لجنة تحقيق لتقصي الحقائق حول ذلك الأمر .
الثاني : إلغاء قرار اللجنة اللوائية للتخطيط فيما يتعلق ببناء (1600) وحدة سكنية في حي رمات شلوماه بالقدس الشرقية .
الثالث : ضرورة قيام إسرائيل باتخاذ خطوات ( حسن نية ) ملموسة تجاه الفلسطينيين لاستئناف المفاوضات ، وتشمل تلك الخطوات :
1- إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين .
2- الانسحاب من مناطق أخرى من الضفة الغربية .
3- إزالة مزيد من الحواجز في الضفة الغربية .
4- تخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة .
5- فتح مكتب التجارة الفلسطيني في القدس الشرقية .
6- وقف هدم البيوت والمباني الفلسطينية في القدس الشرقية .
الرابع : الإعلان الرسمي الإسرائيلي بأن المفاوضات التي ستجري مع السلطة الفلسطينية حتى في حال كونها غير مباشرة ستشمل كل المسائل
مثار الاختلاف بين الجانبين وهي الحدود والقدس واللاجئين والتسوية الأمنية .
الخامس : تحويل المفاوضات غير المباشرة لاحقاً إلى مفاوضات مباشرة .
السادس : إيجاد إطار يتم من خلاله فرض تسوية دائمة على الجانبين يتم بلورتها من قبل الأمريكيين .
ثالثاً : " محاور رسالة التحذير الأمريكية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو " .
قال المحلل السياسي الوف بن في صحيفة هآرتس (14/3/2010) :
" حقاً لقد وصل نتنياهو إلى نقطة الحسم بين عقيدته اليمينية وتحالفه مع اليمين المتطرف وبين الحاجة للدعم الأمريكي . إن مأزق نتنياهو صعب جداً ، ففي حالة إعلانه تجميد الاستيطان وحتى تقييد البناء الاستيطاني في القدس الشرقية فإن عقد ائتلافه الوزاري الهش سوف ينهار . وفي حال مواجهة نتنياهو مع الإدارة الأمريكية فإنه يعرض التعاون الأمني بين إسرائيل والولايات المتحدة إلى مخاطر جسيمة وتحديداً على ضوء التهديد النووي الإيراني " .
وحسب رأي الوف بن فقد جاءت رسالة التحذير الأمريكية لنتنياهو عبر المحاور الأساسية الأربعة التالية :
وفيما يلي تلك المحاور هي :
الأول : رسالة التوبيخ من قبل وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون خلال مباحثات هاتفية مع نتنياهو ، حيث اعتبرت بناء الوحدات الاستيطانية خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكي بمثابة إذلال له ، واعتبرت تلك الخطوة غير صحيحة .
الثاني : استدعاء السفير الإسرائيلي في واشنطن مايكل اورن إلى وزارة الخارجية الأمريكية ، حيث تباحث معه نائب وزير الخارجية جيم ستاينبرغ حول مسألة بناء وحدات استيطانية في القدس الشرقية .
الثالث : شجب اللجنة الرباعية للخطوة الإسرائيلية .
الرابع : تصريحات وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون لمحطة
( c.n.n) التي تضمنت عبارات توبيخ علنية لرئيس الوزراء .