المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل العراق سوف يكون الأنموذج الذي يهوي الى الهاوية ويتبعه بلاد الربيع الامريكي؟؟؟؟



بوفيصيل
30-10-2013, 04:19 AM
قتل 44 عراقيا وجرح 70 آخرون، أخيرا، عندما فجر انتحاريون أنفسهم في مقهى في بغداد. لكن ربما لم يستمع الشعب الأميركي إلى الأخبار. فالعراق الذي سقط فيه 4488 أميركيا، وشكل هاجسا لواشنطن على مدى عقدين من الزمن، توقف فعليا عن الوجود بالنسبة لأغراض السياسة الأميركية. فقد ألغي العرض، ولن يكون هناك عرض آخر. والإنجاز العراقي للرئيس الأميركي باراك أوباما هو أن المرء أصبح حرا في التفكير بأن التفجيرات الانتحارية في بغداد، كحال أي انهيار طيني في باكستان، أو انتشار الكوليرا في هايتي، هي واقع سيء لكنه بعيد عنه.

حصاد دموي

لكن كان هناك عدد كبير من التفجيرات الانتحارية في العراق خلال الشهرين الماضيين:

في 22 أغسطس الماضي: أسفرت هجمات المتمردين، بما في ذلك تفجير انتحاري لنفسه في حفل زفاف عن مقتل 24 شخصا على امتداد البلاد.

في 23 أغسطس الماضي: فجر انتحاري نفسه، وقتل 36 شخصا في متنزه في شمالي بغداد.

21 سبتمبر الماضي: قتل انتحاريان 72 مشيعاً في مأتم للشيعة في بغداد.

22 سبتمبر الماضي: قتل انتحاري 16 شخصاً وجرح 35 في مأتم آخر في بغداد.

23 سبتمبر الماضي: في مأتم آخر قتل انتحاريان آخران 14 شخصا على الأقل.

في 5 أكتوبر الماضي: قتل انتحاري 66 زائرا شيعيا وجرح 80 في بغداد.

في 6 أكتوبر الماضي: موجة من الهجمات أسفرت عن مقتل 33 شخصا على الأقل على امتداد البلاد، بما في ذلك 12 طفلا في مدرسة ابتدائية.

في 7 أكتوبر الماضي: موجة من التفجيرات ضربت أحياء عديدة من بغداد، وأسفرت عن مقتل 45 شخصا على الأقل.

في 17 أكتوبر الماضي: قتل 61 شخصا في تسعة تفجيرات بسيارات مفخخة.

وبالإجمالي، فان ما يقرب من 7 آلاف مدني عراقي لقوا حتفهم هذا العام حتى الآن، بما يناهز المستويات التي شهدناها في عام 2008. ومعظم عمليات القتل كانت من تدبير تنظيم القاعدة في العراق، وهي المجموعة التي تلقت ضربة ساحقة نتيجة لتضافر جهود خطة زيادة عدد القوات الأميركية، وجماعة الصحوة السنية، إلى حد أنها لم تعد موجودة تقريبا. والآن، فإنها قد عادت لتقتل عددا أكبر من الناس، وتحاول جرف العراق نحو الحرب الأهلية، وتضم صفوفها إلى صفوف حلفائها المتشددين في سوريا.

لكن عند أي لحظة سيبدأ هذا كله في إثارة القلق لدينا؟

ربما عندما يبدأون بقتل الأميركيين مجددا. وإلى أن يحدث ذلك، فإن رد الفعل السياسي فيما يتعلق بعودة القاعدة في العراق هو الإصرار على أنها مجموعة محلية بطموحات داخلية محدودة في الغالب، وأنها إلى حد بعيد رد فعل على سياسات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ضد السنة. وليس هناك في الحياة ما هو أصعب من إزالة افتراض راسخ ومريح.

الافتراضات والحقائق

ومع ذلك، فإن الافتراضات يتعين عليها في النهاية حتما أن تصطدم بالحقائق. فلا يوجد فرع للقاعدة في الظاهر "محلي" بقي محليا لفترة طويلة على الإطلاق، وهذه النقطة اتضحت أخيرا، عندما مضت حركة "الشباب" من الصومال في موجة القتل داخل مركز "ويست غيت" التجاري في نيروبي. من خلال قيامها بالقليل لجهة وقف الفوضى المتصاعدة في العراق وسوريا، فإن إدارة أوباما لا تبقي أميركا بعيدا عن الأذى، بل إنها تسمح باحتضان وإنتاج وتنشئة جيل مقبل من المتشددين، دون عائق من قبل الأميركيين، في معظم الأحيان.

وفي سبيل معرفة المزيد حول كيفية نجاح هذا الأمر، لنفكر في السياسة الأميركية تجاه أفغانستان خلال الفترة 1989 -2001. وحقيقة أخرى هي أن المالكي، على الرغم من صيته كطائفي عريق، إلا أنه لا زال يدير دولة ديمقراطية إلى حد ما، وهذا إنجاز أميركي يستحق المحافظة عليه.

والمالكي يواجه انتخابات في السنة المقبلة، وهو لا يملك تكتلاً شيعياً موحداً حوله، وكان يمد يده إلى السنة في سبيل العثور على تسوية سياسية. وهذا الجهد يتضمن السماح للبعثيين السابقين بتولي المناصب الحكومية ونقل السلطة من الحكومة المركزية إلى الأقاليم. والمشكلة في العراق لا تكمن في أوتوقراطية المالكي الزائدة، بل في إخراج أميركا نفسها من الصورة بشكل كامل.

وهذه النقطة لا تتناسب مع الاعتقاد السائد حول العراق، والذي اكتسب قوة في منتصف العقد الماضي. حينها، كانت الفكرة أن وجود أميركا في العراق كان يعزز من قوة تنظيم "القاعدة"، وأن خروجها لا بد بالتالي من أن يضعف من قوته.
المساعدة المطلوبة
ما يريده تنظيم القاعدة هو السلطة، ويعتقد أن بإمكانه تحقيق ذلك من خلال ما دعاه أحد منظري التنظيم في إحدى المرات "إدارة التوحش". وكلما اصبح الشرق الأوسط أكثر فوضوية، غدا مضيافا أكثر لأهداف القاعدة. ولهذا السبب فإن انسحاب أوباما من العراق ورفضه التدخل في سوريا في الأيام الأولى للحرب كانا بمثابة هدية للقاعدة.

وكلما طال هذا، ازدادت قوة القاعدة. والعراق كان يطلب المساعدة من الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، بما في ذلك استخدام الولايات المتحدة للطائرات الأميركية الموجهة عن بعد في مساعدة تأمين حدودها النافذة مع سوريا.

وإدارة اكثر وعيا بالمصالح الأمنية لأميركا منها بشأن شعارات حملتها الانتخابية يفترض بها مساعدة العراقيين. قد يعتقد الأميركيون انهم غيروا القناة التلفزيونية بعيداً عن العراق، إلا أن العرض الرهيب مستمر. ويفترض الانتباه لما يجري قبل أن تزداد الأمور سوءا.
برت ستيفينز