مشاهدة النسخة كاملة : بعد التقارب العلني الامريكي الإيراني مهمة نتنياهو هو الصمت!!
بوفيصيل
30-09-2013, 06:55 AM
انتهت في إسرائيل فترة الأعياد بعد نهاية أسبوع طويلة من الراحة، بدا خلالها أنّ الناس الأكثر انشغالًا كانوا المحلّلين السياسيين. بعد خطابَي أوباما وروحاني والمحادثة الهاتفية التاريخية، اختارت يديعوت أحرونوت وضع 9 تحليلات مختلفة على الصفحة الرئيسية، في حين افتتحت وسائل الإعلام الأخرى الأسبوع بعدد كبير من التحليلات.
قدّر ناحوم برنيع من "يديعوت" أنّ تحسّن العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران لم يحظَ باستحسان أية حكومة موالية للغرب في الشرق الأوسط، لا سيّما الحكومات السنية في السعودية، مصر، تركيا، الأردن، والسلطة الفلسطينية، وكذلك القوى المناهضة للشيعة في لبنان، سوريا، والعراق. ويقدّر برنيع أن تأثير نتنياهو على سياسة أوباما منخفض، حيث يراها في اللحظة الحاسمة "مترددة، أحيانًا تهكمّية، ساذجة وهاوية أحيانًا أخرى". لكنه يذكر أنّ لدى نتنياهو دائمًا إمكانية تجاوز الرئيس الأمريكي، والتوجه مباشرةً إلى الكونغرس أو إلى الرأي العام.
في صحيفة هآرتس، يصف حامي شيلو أسبوعًا من النجاحات الدبلوماسية للرئيس أوباما، على الأقل من وجهة النظر الأمريكية. ويتفق شيلو مع معظم المحلّلين على أنّ نتنياهو فاته القطار، والتوقيت الذي حُدّد لخطابه أمام الجمعية العامة يتركه مكبّل اليدَين، وعاجزًا عن التأثير بشكل ملحوظ في إجراءات الأسبوع الماضي. فهو يقول: "سيبذل أوباما بالتأكيد جهودًا دؤوبة لتهدئة مخاوف نتنياهو في محادثاتهما الخاصة، وللتعبير عن تعاطف معه في العلن. لكنّ نتنياهو سيضطرّ إلى التأقلم وحده مع الإعلام الأمريكي، الذي انجرف معظمه نحو رسائل الأخوّة، المصالحَة، والآخرة الخاصّة بروحاني". ويؤكّد شيلو: "يوم الثلاثاء، حين يصل الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، سيكتشف نتنياهو أنّ الحفلة قد انتهت".
ويوافق عاموس هرئيل من صحيفة "هآرتس" على هذا الرأي، قائلًا: "حتى إن حضّر خطابًا لامعًا هذه المرة، فإنّ نتنياهو يعلم أنّه يستطيع على الأكثر كشف ثغرات في المظهر الذي تعرضه إيران للعالم، لا قلب الاتّجاه". لكنه يضيف أنه يُمنع السماح للمحادثة الهاتفية بين أوباما وروحاني أن تُنسينا أنّ أوباما عرض في خطابه للمرّة الأولى منذ سنوات عقيدة أمريكية متبلورة حيال الشرق الأوسط، تشمل استعدادًا لاستخدام قوّة عسكرية لمنع حيازة دول سلاحًا نوويًّا.
ويرى دان مرجليت من إسرائيل اليوم إجراءات الأسبوع الماضي على أنها تدهوُر في التقدم الذي أُحرز ضدّ المشروع النووي الإيراني، ويؤكّد أنّه "حين يوجّه جوُّ التسوية بأي ثمن الدبلوماسيةَ الدولية، فلا أحد يريد الإصغاء إلى حجج ثقيلة تحذّر من فخّ الدول الشريرة". ويعارض مرجليت المعادلة القائمة على أنّ التوصلّ إلى حلّ سياسي للقضية الإسرائيلية - الفلسطينية سيحلّ القضيّة الإيرانية، قائلًا: "عندما يجري إيجاد حلّ للشأن النووي الإيراني، سيكون أسهل التوصّل إلى تفاهم في النزاع المحلي".
ويوافق محلّلون آخرون على أنّ من الخطأ الربط بين الشأن الإسرائيلي - الفلسطيني والشأن الإيراني. فقد أوضح الدبلوماسي السابق ألون بنكاس في إذاعة الجيش أنّه بعد سنوات نجحت فيها إسرائيل في أن توضح للعالم أنّ إيران نووية ليست خطرًا على دولة إسرائيل فحسب، بل على الاستقرار السياسي العالمي، فإنّ خطابًا حربيًّا لنتنياهو في هذه الظروف يمكن أن يمسّ بقوة بالتقدم الذي جرى إحرازه.
كذلك شدّدت الصحف على أنّ تقديرات المحللين في العالم العربي، لا سيّما السعوديين، مشابهة للتقديرات في إسرائيل، واختارت عمود عبد الرحمن الراشد في صحيفة الشرق الأوسط، حيث يذكر: "الجانب المقلق في خطابه وسياسته هو موقفه من إيران. يبدو أن أوباما مأخوذ بالرسائل الإيرانية من الرئيس الجديد روحاني الذي تقمص شخصية المحب للسلام، المستعد لمنح أوباما صفقة العمر سياسيا!" ويضيف: "إيران ليست الهند ولا باكستان، ولا حتى إسرائيل، نقول إنها تعرف حدود اللعب السياسي. يحكمها نظام متطرف عقائديا يعبر بشكل واضح منذ ثلاثين عاما عن طموحاته بالتوسع والهيمنة ومعاداة جيرانه والعالم. بوجه الرئيس روحاني الباسم وكلماته المعسولة، يرتكب أوباما خطأ غير قابل للإصلاح إن ترك الإيرانيين يعبثون به، سواء بشراء الوقت أو بتقديم وعد شرف رخيص يزعمون فيه أنهم لن يستخدموا سلاحهم النووي." وكذلك، تطرقت الصحف إلى عمود جمال خاشقجي الذي يذكر أنّ الإيرانيين بحاجة إلى سنة لخداع الأمريكيين، وحينها تصبح لديهم القدرة على إنتاج قنبلة نووية دون أن يزعجهم أحد".
بوفيصيل
04-10-2013, 11:35 AM
على ما يبدو ان سقف ما ذهب اليه نتنياهو الى الامم المتحدة من زيادة العقوبات والتلويح بحرب من طرف واحد الى رضوخه الى ما قبلت به الادارة الامريكية من ان حله يكون بالسبل السلمية في إشارة الى ان ما أعلنه في اسرائيل من إمكانية توجية ضربة منفردة فما هو موقف نتنياهو امام الشارع الاسرائيلي وهل ننتظر أقدامه على تنازلات للإدارة الامريكية على صعيد العملية السلمية الجارية مع الفلسطينيين وهل هناك مكافئة أمريكية لإسرائيل على المستوي ان تأخذ مقعد غير دائم في مجلس الأمن من جهة ومن جهة اخرى الاتصال الخليجي الاسرائيلي مما يمهد لان يكون هناك تمهيد للاعتراف حتى من السعودية علنا بإسرائيل ؟؟
بوفيصيل
18-11-2013, 04:40 AM
أوباما يرفض الرد على مكالمات نتنياهو
إسرائيل نجحت في تضمين «الاتفاق النووي» نقاطاً تتعلق بـ «حزب الله»
أفاد مصدر مطلع "الجريدة" بأن الخلاف الإسرائيلي - الأميركي بشأن إيران تعمّق أكثر فأكثر في الأيام الأخيرة ووصل إلى حد القطيعة.
وأكد المصدر أن الرئيس الأميركي باراك أوباما رفض في اليومين الأخيرين، أكثر من مرة، استقبال مكالمات هاتفية من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وحوّل هذه المكالمات إلى وزير الخارجية جون كيري.
وأشار إلى أن شخصيات يهودية أميركية نافذة توسطت لدى أوباما لرأب الصدع بين الجانبين، وهي تعمل لترتيب دعوة أميركية لنتنياهو للقاء أوباما قريباً في البيت الأبيض.
في غضون ذلك، نقل المصدر عن مقربين من نتنياهو قولهم إن اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة وأعضاء كونغرس موالين لإسرائيل من الجانبين الديمقراطي والجمهوري ضغطوا على البيت الأبيض، لتغيير الاتفاق الذي طُرِح على إيران في اجتماع جنيف قبل أيام، ونجحوا في تضمين الاتفاق، الذي من المتوقع توقيعه في جنيف في 20 نوفمبر الجاري، مسائلَ إقليمية لا تقتصر على حل الملف النووي بل شملت نقاطاً تتعلق بـ"حزب الله" وسورية لم يصفح المصدر عن مضمونها.
وأكد المصدر أن تضمين هذه الأمور في الاتفاق كلف إسرائيل تنازلات كبيرة وكثيرة ستظهر في المرحلة المقبلة، منها موافقة تل أبيب على مقترحات أميركية بشأن عملية السلام مع الفلسطينيين، ومستقبل مدينة القدس وبخاصة البلدة القديمة والحرم القدسي الشريف، إضافة إلى تجميد كامل للاستيطان في المرحلة المتبقية من المفاوضات الجارية.
بوفيصيل
22-11-2013, 01:28 AM
▴
4
خيبة أمل لنتنياهو في موسكو
على خلفية العلاقات المتملمِلة بين إسرائيل والولايات المتحدة، يسافر نتنياهو إلى موسكو، آملًا من بوتين أن يعمل كل ما في وسعه في الشأن الإيراني، لكنّ الروس أيضًا يرغبون في التوصل إلى اتفاق بسرعة
تال شنايدير 21 نوفمبر
رئيس الحكومة الإسرائيلية يجتمع بالرئيس الروسي في موسكو (flash90)
من الصعب التوقع مسبقًا كيف ستنتهي الجولة الثالثة من المحادثات مع إيران، وماذا سيتضمّن اتفاق الدول العظمى مع الإيرانيين، ولكن أمرًا واحدًا واضحًا ينبثق عن الأحداث الدائرة في الأسابيع الأخيرة. تستمر العلاقات المتوترة بين إسرائيل والولايات المتّحدة في التدهوُر.
سافر يوم أمس رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إلى موسكو للقاء هام مع رئيس روسيا، فلاديمير بوتين. وفي الوقت الذي لم ينجح فيه نتنياهو بتحقيق مطلبه من بوتين بكل ما يتعلق بوقف عمليات التخصيب في إيران، تأملت وزارة الخارجية الأمريكية في الضغط الذي يمارسه نتنياهو حول الاتفاق، وإلى لقائه مع الرئيس الروسي، محاولةً أن تفهم غايته.
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكترونيسجّلوا الآن!
ويبدو من خلال جدول الأعمال الدبلوماسي الضاغط في الأسابيع الأخيرة، أن نتنياهو عازمٌ على قلب الأمور رأسًا على عقب. بعد يومين مكثفين مع الرئيس الفرنسي في إسرائيل، غادر نتنياهو للقاء الرئيس الروسي وجهًا لوجه. قبل أسبوع، جرت محادثات هاتفيّة مستمرّة بين بوتين ونتنياهو، حول الشأن الإيراني، أمّا اللقاء فجرى أمس.
خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي تم في نهاية لقائه مع بوتين، حرص نتنياهو على عدم ذكر مساهمة الولايات المتحدة في المحادثات مع الدول العظمى، حتى إنه أثنى على الرئيس الروسي لتدخله في التوصل إلى اتفاق دولي مع سوريا لنزع السلاح الكيميائي منها. في هذه الأثناء، تأمل نتنياهو أن يعمل بوتين كل ما في وسعه في الشأن الإيراني أيضًا، غير أن رئيس الحكومة خابت آماله، عندما قُدّم للإعلام في نهاية اللقاء تصريح مُعدٌّ مسبقًا. تمت كتابة معظم التصريحات لوسائل الإعلام قبل اللقاء، حتى إنه تم تمريرها إلى الصحافيين في الكرملين قبل ظهور نتنياهو وبوتين أمام عدسات الكاميرات. ولم يتماشى ما كُتب مع طموحات نتنياهو. فالروس يرغبون في التوصُّل إلى اتّفاق سريع.
وبالعودة إلى العلاقات المعقّدة مع الولايات المتحدة، كان من المتوقع يوم الثلاثاء، مع نهاية جولة المحادثات الثالثة في جنيف، أن يصل وزير الخارجية، جون كيري، إلى إسرائيل لإطلاع نتنياهو على المُجريات، غير أن وزارة الخارجية أعلنت عن إلغاء اللقاء. يستمرّ نتنياهو في الوقوف جانبًا، حيث إنّ قدرته على التأثير في مضمون الاتفاق مع إيران محدودة. مع فائق الاحترام لرئيس حكومة دولة يبلغ تعداد سكانها 8 ملايين، تهتم الدول العظمى بالاتفاق مع إيران، وثمة مكان ضئيل لإسرائيل.
وتكشف استطلاعات الرأي التي أجريت في الولايات المتحدة هذا الأسبوع أن هنالك دعمًا واسعًا نسبيًّا للرئيس في المسار الذي يقوده أمام إيران. 65% من الأمريكيين يدعمون إزالة محدودة للعقوبات على إيران، على افتراض أن الإيرانيين سيجمّدون البرنامج النووي. ويجري الحديث عن دعم ملحوظ للرئيس أوباما، مقارنة بالدعم الضئيل الذي يلقاه بخصوص مهامّه كرئيس.
أمّا السؤال الذي يحوم فوق العملية الدبلوماسية في الشأن الإيراني فهو: كيف تخرج إسرائيل خاسرة بالضبط غي الفترة التي يُفترَض فيها أن تذهب إلى طاولة المفاوضات وتحلّ صعوبات الفلسطينيين. وتلقت العلاقات بين نتنياهو وكيري عددًا من الصدمات العامّة هذا الأسبوع (المقابلة مع القناة الثانية قبل أسبوع، التصريحات المتصلبة لنتنياهو، تصريح كيري أنّ نتنياهو لم يرَ الاتّفاق، وبالتالي لا يعرف ما يعارضه)، ما يصعّب التصوّر أنّ هذَين الرجلَين سيتقدّمان في حل القضية الفلسطينية مع الالتزام بحلّ الدولتَين.
تعليق
على ما يبدو ان نتنياهو راح اخرته يصير يكلم نفسه اما ان يسير في عملية السلام كما تريد امريكا وأما ان يقوم بضربة لإيران تفقده عقله وتكون الضربة القاضية التي من خلالها يتم حرق ما تبقى له بعد ان تم حرق ذراعه الأيمن ليبرمان
بوفيصيل
29-11-2013, 02:33 PM
الصراع الذي كنا نطلق عليه «الصراع العربي - الإسرائيلي» لا بد ان يكتسب اسماً جديداً مناسباً. وفي الوقت الحاضر ليس هناك ما هو أنسب من تسميته «الصراع الإيراني - الإسرائيلي».
لأن إسرائيل تريد ان تؤكـد نفســها وحــدها في منطقة الشرق الاوســط كقــوة اقليــمية فإنها تسعى بكل السبل لأن يتحول الصراع في المنطقة الى صراع بين العرب وإيران، الى صراع عربي - إيراني. ويبدو ان هذا الواقع عن الصراع العربي - الإيراني يكتسب وضوحاً لم يكن له من قبل حتى قبل الثورة الإيرانية. وأصبح من الواضح ايضاً ان أطرافاً عربية تسير في هذا الطريق وتعتبره مسعاها الرئيسي، حتى وإن بدا بوضوح ان الولايات المتحدة - وضد إرادة إسرائيل - تتبنى بقوة الاتفاق الجديد الذي تم التوقيع عليه بين الدول الاعضاء الدائمة في مجلس الامن، بالإضافة الى ألمانيا مع إيران لإنهاء الأزمة الإيرانية التي افتعلتها اسرائيل من البداية وشاركتها في ذلك الولايات المتحدة.
والآن صعدت بعض الاصوات الاميركية في حالة انقسام عميق بين من يدعو اميركا الى التمسك بالاتفاق الجديد مع ايران ومن يدعو الى ضرورة التخلص من هذا الاتفاق، باعتباره نكسة للعلاقات الاميركية - الاسرائيلية. على سبيل المثال فإن زبغنيو برجينسكي، مستشار الرئيس الاسبق جيمي كارتر لشؤون الامن القومي، دعا ادارة الرئيس اوباما لأن تبلغ اسرائيل بأن الولايات المتحدة ستهاجم الطائرات النفاثة الاسرائيلية اذا حاولت هذه الاخيرة ان تشن هجوماً على ايران. في الوقت نفسه فإن أعضاء في الكونغرس الاميركي - خاصة من الجمهوريين - أعلنوا انهم سيعملون بشتى السبل من أجل رفض هذه الاتفاقية مع ايران في الكونغرس الاميركي. وأعلنت منظمة «ايباك»، اقــوى تنظيــمات اللوبي الاسرائيــلي في اميركا، انها ستقف ضــد اوبامــا، فإما ان يــتراجع عن هذه الاتفاقية مع إيـران وإلا فإنها الحرب الاسرائيلية على إيران. بل إن السفير الاميركي لدى اسرائيل دان شابيرو أعرب في حديث مع التلفزيون الاسرائيلي ان مهاجمة ايران لا تزال خياراً عسكرياً مفتوحاً من جانب الولايات المتحدة على الرغم من توقيع هذه الاتفاقية.
ويتضح الآن بجلاء أن الخشية الاسرائيلــية الــتي تعلن بأعلى الاصوات داخل اسرائيل وداخل الولايات المتحدة لا تزال تلــعب دورهــا ضــد الاتفــاق مع ايــران بعد توقيعه، وعلى الرغم من ان هذه الخشية تبدو لكثيرين من المراقبين والمعلقين السياسيين مزيفة ولا اساس لهــا، بينمــا تــبدو لغيرهــم حــقيقية وصــادقة على اساس ان اسرائيل تخشى بالفعــل ان تفــقد تفردها بامتلاك الاسلحة النووية في الشرق الاوسط. غير ان هذه الخشية الاسرائيلية بلــغت حداً توغلــت فيه الى قيام ائتلاف بين اسرائيل والمملكة السعودية.. ائتلاف يسعى أساساً الى محــاصرة إيــران. الامــر الذي يثير مخاوف حقيقية من تخلي اسرائيل عن تحالفها القــوي مـع الولايــات المتحــدة لتــقيم تحالفــاً من نوع آخر ولكنه بديل مع المملكة السعودية وكل من يمكنه ان يسير خلف السعودية. وقد نجحت اسرائيل في دفع المملكة السعودية لفتح الباب أمام قادتها لزيارة السعودية وإجراء محادثات معها في هذا الشأن. وقد جاء ذلك بعد ان نجحت إسرائيل والسعودية في إجراء محادثات بين المسؤولين الكبار فيهما في عواصم خارجية، غربية بطبيعة الحال.
وقد وصل امر العلاقات الخفية بين اسرائيل والمملكة السعودية الى حد ان كتبت صحيــفة «آســيا تايمــز» (في 21 تشرين الثاني/نوفمبر) ان الانفجار الذي استهدف السفارة الإيرانية في بيروت تم نتيجة تنسيق بين المخابرات الاسرائيلية والمخابرات السعودية. ولهذا - أضافت الصحيفة - فإن دول الغرب لم تصف هذا الحــدث أبــداً بأنــه عمــل إرهــابي واكتفت بتسميته بأنه «تفجير»(...) ووصفت «آسيا تايمز» هذا العمل بأنه «عمل أدّاه بيت آل سعود الليكودي»، في اشارة صريحة الى امتزاج «الليكود» الاسرائيلي مع بيت آل ســعود. وبالتــالي فــقد أصــبح من التفسيرات المتاحة للــتقارب السعودي الى اسرائيل بأنه حافز وراء استرضاء إسرائيل للسلطة المصرية، باعتبار أن دوراً لمصر في محاصرة إيران في الشرق الاوسط امر لا مفر منــه. إلا أنــه يــبدو أن مــصر لــم ترضــخ لهــذا الاتجــاه، اذ رحــبت القاهــرة بشــكــل علــني وصريح بالاتفاقية التي وقعت في جنــيف بـين دول مجلس الأمن وألمانيا مع إيــران ضــد رغبــة إسرائيل وإلحاحها في ضرورة معاقبة إيران لا الاتفاق معها.
كذلك لا تزال السعودية تحاول - من دون ان يتطرق اليها اليأس بعد اتفاقية جنيف - ان تحول دون التقاء إيران ومصر تحت مظلة روسيا الاستراتيجية في الشرق الاوسط. والسعودية تحاول اقناع مصر بأن روسيا تعود الى المنطقة من بوابة إيران وتريد ان تنضم مصر الى هذا التحالف. وتعتقد المملكة السعودية إن موقف اميركا الجديد تجاه ايران لن يدوم طويلا، بل إن السعودية تفسر المدة التي حددت لاتفاقية جنيف، وهي ستة أشهر، بأنها مؤشر الى نية اميركا هدم هذه الاتفاقية بعد ان تكون قد حققت هدف إبطال مفعول الأسلحة الكيميائية السورية. إن موقف أميركا الجديد تجاه إيران يعامل من قبل كل من السعودية وإسرائيل باعتباره خدعة، وإن اميركا لن تسمح بأن تتحول الاتفاقية التي وقعت مع ايران الى طريق تسلكه إيران نحو دور إقليمي لها في المنطقة.
في الوقت نفسه فإن المملكة السعودية تريد ان تجنب إسرائيل حالة الغربة التي تشعر بها في الشرق الاوسط. ولهذا لا تحاول السعودية ان تنفي بكل قوتها الاعلامية اقترابها من اسرائيل. بل إنها تؤكده من خلال تصريحات يدلي بها الديبلوماسيون السعودين في العواصم الغربية من دون تحديد لهوياتهم. ولقد لجأت السعودية الى استخدام سلاح المال لمساعدة مصر لإجبارها على اتخاذ موقف ولاء للسعودية، فلا يكون من الصعب على مصر في هذا الموقف ان تناهض إيران وتقاوم دوراً لإيران في الشرق الاوسط. مع ذلك فإن اسرائيل لا تزال تلعب الدور الاساسي في معارضة ومهاجمة اتفاقية جنيف الاخيرة، التي لم يكن من قبيل الصدفة ان اسم اسرائيل لم يرد فيها مطلقاً ولا حتى لمرة واحدة، وهو ما يمكن اعتباره إرضاءً لإيران وحافزاً لها على التوقيع على هذه الاتفاقية.
مع ذلك، فإنه لا يمكن إغفال ما يمكن ان يسفر عنه هجوم اسرائيل غير المحدود على هذه الاتفاقية. لقد وصفها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنها «خطأ تاريخي». ولا تـزال اسرائــيل تبذل اقصى ما بوسعها لمعارضة الاتــفاقية باعتــبارها انتـصاراً إيرانياً على الولايات المتحدة والغرب، وهي بالتالي انتصار لروسيا والصين اللتين اديتا دوراً مرموقاً في التنسيق من اجـل الفــوز بتوقــيع هــذه الاتفــاقية. وهو ما اعتبر انتــصاراً للتيار المؤيد لدعــم العلاقــات الاميركية - الروسية. وقد كان من الواضح ان نتنياهو اخفق في تغيير موقف روسيا خلال زيارته الاخيرة لموسكو ومحادثاته مع الرئيس الروسي بوتين. وإن كان هذا الدعم للعلاقات الاميركية - الروسية يعتبر الاول من نوعه من ناحية كونه جاء على حساب اسرائيل.
عند هذه النقطة يصبح من الضروري التساؤل عما اذا كانت اسرائيل ستتمكن من الحصول على نتيجة من الضغط على اميركا بوسائل اللوبي الاسرائيلي في اميركا، وما اذا كانت الولايات المتحدة ستستدير بزاوية 180 درجة للخروج من، او على، هذه الاتفاقية الدولية مع ايران، إرضاءً لإسرائيل، ام ان الولايات المتحدة ستصمد في موقف تعتبره اسرائــيل مناهضاً لها ولمصالحها. لا يبدو ان هناك إجابــة صريحــة وقاطعة على هذا السؤال. ليس هناك من امر مؤكد إلا أن الأعضاء الجمهوريين في مجلسي الكونغرس الاميركي يملكون فرصة لاحتواء التأييد لإسرائيل. وفي ظل ظروف الرئاسة الاميركية فإن الرئيس الحالي انتخب بالفعل لفترة رئاسة ثانية وبالتــالي لا يعـود يهمه أن يحرص على اصوات اللوبي الصهيوني الى أقصى حد.
إن الفرصة الحقيقية التي تلوح الآن هي فرصة تقوية العلاقات الاميركية - الروسية بصورة لم تتحقق منذ سنوات الحرب العالمية الثانية في القرن الماضي. ومما لا شك فيه ان اوروبا ترحب بهذه الفرصة وتعتبرها انتصاراً لها ولأهدافها. وقد تجد الولايات المتحدة وأوروبا نفسيهما مضطرتين لتقديم تنازلات في بعض المجالات الأخرى لمصلحة إسرائيل على أمل إقناعها بأن تتوافق مع المصالح الاميركية والاوروبية. وتبدو في موقع المقدمة من هذه المصالح رغبة أوروبا غير الخفية في ان تضمن الحصول بلا عوائق على النفط الايراني من دون خشية حرب تشنها اسرائيل على خليج هرمز الحيوي الذي تسيطر عليه إيران إستراتيجياً واقتصادياً.
إن العلاقات الدولية مع إسرائيل ـ وخاصة العلاقات الأمريكية والأوروبية ـ تواجه اختباراً حاسماً في الوقت الحاضر بعد توقيع الاتفاقية مع ايران. ويبقى ان نرى اذا كانت الولايات المتحدة وأوروبا ستستطيعان الصمود في وجه إسرائيل. إن هذا يتطلب إدراكاً بأن الشرق الاوسط يرقب هذه المواجهة باهتمام فائق، حيث يتحول الى منطقة صراع ايراني - إسرائيلي في الاساس.
السفير
بوفيصيل
10-12-2013, 10:40 PM
كرر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو موقفه بضرورة إبقاء الخيار العسكري مع إيران من أجل نجاح المفاوضات في كلمة وجهها عبر دائرة تلفزيونية مغلقة إلى المشاركين في منتدى "سابان" بواشنطن. كما شكر نتنياهو الرئيس الأميركي باراك أوباما على التزاماته، وعلى التعاون العسكري والاستخباراتي مع تل أبيب.
وشغلت كلمة نتنياهو في مؤتمر "سابان" في الولايات المتحدة الأميركية المحللين السياسيين في اسرائيل لجهة أبعادها والرسائل التي تحملها.
ووصفت "قناة العاشرة" الاسرائيلية خطاب نتنياهو بـ"ممنهج وتصالحي أكثر من اللازم" في مؤتمر "سابان"، رداً على الكلمة التي سبقه الرئيس الأميركي باراك أوباما في إلقائها في المؤتمر نفسه.
المحللون الاسرائيليون قرأوا في كلام نتنياهو "لهجة تصالحية في محاولة لاحتواء الأزمة مع الأميركيين"، معتبرين أن نتنياهو "غير تكتيكه المتبع هذه المرة في مواجهة الادارة الأيريكية".
لقد انتقل نتنياهو من مرحلة المواجهة العلنية والمساومة من أن الأميركيين لا يفقهون شيئاً حيال ايران وأن الصفقة سيئة، إلى لهجة أخرى.
لهجة لم تنفع برأي البعض في اخفاء الخلافات القائمة بين الادارة الأميركية وإسرائيل. فكانت تصالحية في الظاهر، خلافية في المضمون. وبدأ نتنياهو كلامه بلهجة تصالحية، لكن خلف هذا الكلام مازالت الخلافات قائمة.
بدورها أشارت "القناة الثانية" إلى أن "نتنياهو بدا كمن سلم بإيران النووية في ظل غياب أي خيار آخر لديه، وربط في كلمته بين المسألة الايرانية والمفاوضات الفلسطينية". ربط قرأ فيه البعض ورقة ضغط ربما يحملها نتنياهو في يده بوجه جهود وزير الخارجية الأميركي جون كيري.
ربط نتنياهو بين حل المسألة النووية الايرانية والاتفاق مع الفلسطينيين، بمعنى أنه، من دون تفكيك البرنامج النووي الايراني لن تكون هناك فلسطين.
وأجمل المعلقون السياسيون خلاصة خطاب نتنياهو باعتماده هذه المرة أسلوباً آخر تمثل في توجيه كيل الاتهامات نحو الآخرين وإلقاء مسؤولية عرقلة الأمور عليهم.
vBulletin® v4.0.2, Copyright ©2000-2024, Jelsoft Enterprises Ltd.