المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل يتذكر الامريكيون حربهم الكيميائية على فيتنام؟؟؟



بوفيصيل
22-09-2013, 05:10 AM
يبدو "السخط الأمريكي النبيل" على الرئيس بشار الأسد، الذي يتهم من قبل الغرب باستخدام السلاح الكيميائي ضد مدنيين، أمام جرائم الحرب الأمريكية في فيتنام باستخدام السلاح الكيميائي نفاقاً واضحاً
يبقى موضوع استخدام سوريا للسلاح الكيميائي اليوم هو الأهم دولياً، وتتهم الولايات المتحدة وحلفائها نظام بشار الأسد بارتكابه وتهدد بتوجيه ضربة عسكرية إليه عقاباً على ذلك، بالرغم من أنّ الولايات المتحدة هي من قام بأكبر استخدام للسلاح الكيميائي في التاريخ تضرر منه حوالي 5 ملايين إنساناً خلال العدوان الأمريكي ضد فيتنام- ينوه مدير مركز جنوب شرق آسيا وأستراليا وأقيانوسيا في معهد الإستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية دميتري موسياكوف

قام الأمريكيون في محاولة منهم لعرقلة حركة الفدائيين الفيتناميين في الغابات وتخفيّهم فيها باستخدام مسقطات كيميائية تعري الأشجار وتقضي عليها فتصبح بذلك حركة الفدائيين وقواعدهم مكشوفة أمام الضربات الأمريكية. استخدم الأمريكيّون 15 مادة كيميائية كانت مادة المسقطات الكيميائية الأكثر استخداما بينها والتي تتألف من خليط كيميائي أخطر مكوناته مادة الديوكسين. وقام الأمريكيون بحسب معطيات البنتاغون في الفترة بين عاميّ 1961 و1971 بإلقاء حواي 72 مليون ليتراً من مادة المسقطات الكيميائية على اراضي جنوب الفيتنام شملت 43% من الأراضي الزراعي و44% من الأحراش والغابات تضرر منها الملايين من الفلاحين الفيتناميين.

الديوكسين سمّ رهيب وماكر يتسرب عميقاً في التربة ويتجمع فيها وعند التسخين يبعث تركيبات سامة جديدة. الأرض التي تتعرض لهذه المواد الكيميائية لا ينمو فيها أيّ نوع نباتي. سمّم الديوكسين في فيتنام الأنهار والمياه الجوفية. قضي على 140 نوعاً من الطيور واختفت الحشرات والبرمائيات، والاسماك في البرك وكذلك غابات المنغروف القديمة. وظهر عوضاً عنها جرذان سوداء ناقلة لمرض الطاعون وبعوض ملاريا ناقل لأمراض خطيرة.

الأهم في ذلك هو تأثير الديوكسين على الإنسان إذ حينما تدخل هذه المادة إلى جسمه وتتجمع فيه تقوم بتحريض الأمراض الجلدية وتزيد خطر المرض بالسكري والسرطان ويضعف المناعة. أنجبت النساء اللواتي تعرضن للمسقطات الكيميائية أطفالاً ميتين أو أحياءً مشوهين بأشكال مروعة. تضرر من الديوكسين 4ملايين و800 ألف شخصاً منهم 3 ملايين حملوا آثاراً جسيمة.

خرج الأمريكيّون من فيتنام قبل أربعين عاماً ولكن آثار استخدام مادة الديوكسين مازالت بادية للعيان حتى اليوم ومازال الناس في الجيل الرابع ممن تعرضوا للهجوم الكيميائي الأمريكي ينجبون أطفالاً حاملين أمراض عقلية أو تشوهات جسدية، في الوقت الذي لم تقدم فيه أمريكا إعتذارها على استخدام السلاح الكيميائي للفيتناميين حتى الآن. وترفض الشركات الأمريكية التي أنتجت حينها الديوكسين بصرف تعويضات للمتضررين الذين يقاضونها في المحاكم. هذا وأصيب الجنود الأمريكيّون الذين قاموا بإلقاء أحمالهم الكيميائية على الأراضي الفيتنامية بتأثير هذا السم أيضاً، حيث يولد لهم أيضاً أطفال ناقصون، ولكن محاربو الحرب الفيتنامية القدماء يحصلون من حكومتهم على تعويضات كضحايا حرب، في الوقت الذي تمنع فيه هذه التعويضات عن الفيتناميين"لعدم وجود الإثباتات". من هنا يصبح السخط "النبيل" الأمريكي على بشار الأسد "عديم الرحمة" الذي بحد زعمهم استخدم السلاح الكيميائي ضد مدنيين، نفاقاً واضحاً.