المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل كان الجيش والإخوان متواطوؤن مع امريكا ؟؟



بوفيصيل
07-09-2013, 11:55 AM
تتمتع مصر باستراتيجية هامة في المخططات الامريكية نظرا لعمقها السياسي في البلاد الاسلامية وخاصة العربية منها وكذلك نظرا لوجود معاهدة السلام مع اسرائيل . ولذلك فان السياسة الامريكية تجاه مصر لن تكون نفسها تجاه تونس او غيرها . ورغم اعتماد الامريكان على التيار الاسلامي المعتدل لانجاح خديعة الربيعة الا انه اعتماد مشروط لا يكتفي بالتطمينات المقدمة من قادة الاخوان لامريكا .ولذلك ابقت على الدور المحوري للجيش المصري حتى تمام صياغة الحياة السياسية بعد سقوط حسني مبارك , لكنه لن يكون دورا دائميا بل مؤقتا.وهذا ما جعل امريكا تدفع القيادة العسكرية سابقا الى عقد صفقة مع الاخوان وغيرهم ممن ارتهنوا للعبة الديمقراطية محصلتها :* تمكين التيارات العلمانية واليسارية من تثبيت مواقعها في المجتمع وتمرير برامجها الفكرية والسياسية في الدستور والاعلام .* منع التيار الاسلامي من التفرد بتشكيل الحياة السياسية والقانونية وهذا ما جعل الجيش يؤيد تحركات المنادين باسقاط مرسي وتعليق العمل بالدستور .بل وكان هو القوة الفاعلة في عزل مرسي وفض اعتصامات الاخوان في ميدان رابعة وميدان النهضة بتلك الفضاعة .ولكن هل باسقاط مرسي تنازلت امريكا عن دعمها للاخوان ؟وهل تنازلت بالتالي عن اعتمادها على التيار الاخواني في المرحلة المقبلة ؟لفهم ما يحدث في مصر لابد من العودة للوراء والتذكير ببعض الامور بشكل سريع .* خاضت مصر حروبا كثيرة مع اسرائيل وكانت هي متبنية لقضية فلسطين حتى عقد معاهدة كامب ديفيد , وبموجبها دخلت مصر في اتفاقيات سلام مع اسرائيل .* كان المشروع الامريكي لفلسطين يقوم على حل الدولتين " دولة لليهود واخرى للفلسطينيين منزوعة السلاح على الضفة وقطاع غزة* مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي اعلنته امريكا سنة 2004 في قمة الثماني يسير على محورين :1- اسقاط الحكام بثورات يتوهم انها شعبية من خلال خديعة الربيع العربي .2- انهاء الصراع العربي الاسرائيلي ودخول مرحلة السلام الوهمي وهذا يعني انهاء دور الجيوش في المنطقة وهو من اهداف خديعة الربيع وما يعنيه من التخلي عن القوة العسكرية الزائدة وابقاء جيش لا يمثل اي تهديد مستقبلي على اسرائيل وذلك بتخفيض اعداده وحجم تسلحه .وكذلك وجود حكم في البلاد لا يستمر بالاستقرار ووحدة الراي بل من خلال الفوضى والاختلاف تحت اسم التوافق وعدم التفرد بالحكم من اي جهة .ونعلم جميعا ان الاعلان الدستوري الصادر في 30-3-2011م فيه ثغرات تعتبر الغاما مفخخة يمكن لامريكا ان تفجرها متى شاءت من خلال قادة العسكر , وخاصة ان الذي يدير الاحداث في مصر هي امريكا من خلال جون كيري وزير الخارجية الامريكية و آن بترسون السفيرة الامريكية المخضرمة . ومما يسهل لامريكا تنفيذ مخططاتها منظمات المجتمع المدني التي انفقت عليها الملايين من الدولارات وكذلك الكنيسة القبطية . فهذه المنظمات هي التي ستقوم مقام الدولة في ظل " الربيع العربي " وذلك من اجل اضعاف دور الدولة وتاثيرها وهو ما يسهل لامريكا تملكها للبلد .اما انهاء دور الجيش كقوة تحمي البلاد فقد اصبح ملحا من اجل المرحلة المقبلة والمتعلقة بانهاء الصراع العربي الاسرائيلي والدخول في " سلام " دائم بعد تنفيذ مشروع الدولتين . ومن اجل ذلك وحتى يتسنى تحجيم المؤسسة العسكرية كان لا بد من التخلص من القيادات العسكرية القديمة بعد انتهاء دورها في تثبيت دولة اسرائيل , وهذا ليس من السهل تنفيذه الا بعد ضرب صورة الجيش في اذهان الناس وهز سمعته بينهم وذلك بتوريطه في اعمال رخيصة مجرمة . وما اقدم عليه عبد الفتاح سيسي ليس بطولة كما يتصورها بعض المغفلين بل هو استجابة لما طلبت منه امريكا ليكون الجيش هو الضحية التي تمهد لتحقيق اهم بنود الربيع العربي وخاصة انه يتم التحكم بالجيش المصري من قبل البنتاغون , افلم يكن وزير الدفاع المصري عبد الفتاح سيسي على اتصال دائم بوزير الدفاع الامريكي هيغل منذ 2011م وحتى اللحظات التي عزل فيها مرسي . ان " الربيع العربي " يقوم على تسليم الحكم للمدنيين ليحكموا وفق المفاهيم الغربية , والقيادة العسكرية في مصر تريد ان تكون لها الكلمة العليا وهو خلاف بين القادة العسكريين المصريين وامريكا وقد عبر عنه الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر في جانفي 2011م عندما قال " اعتقد ان السيطرة المدنية الكاملة تنطوي على قليل من المبالغة " . كما عبر عنه عضو مجلس الشيوخ الامريكي السناتور باتريك ليهي عندما قال " نريد توجيه رسالة واضحة للجيش المصري مفادها ان زمن الشيكات على بياض قد ولت " .اذن :هل يمكن ان يكون عزل مرسي فخا امريكيا للقادة العسكريين بموافقة الاخوان ؟وهل يمكن ان تكون مجزرةالميادين بعلم قادة الاخوان ؟بل هل يمكن ان تكون كل هذه الاحداث بالتنسيق بين العسكر والاخوان من جهة وامريكا من الجهة الاخري ؟اذا كانت عملية عزل مرسي قد تمت تحت انظار الامريكان وسمعهم بل ان امريكا امتنعت عن وصف العملية بالانقلاب حتى مدة قريبة .كما ان كل من مرسي ووزير الدفاع عبد الفتاح سيسي كانا على اتصال بالادارة الامريكية طيلة الايام الاخيرة قبل العزل .فالرئيس مرسي هاتف الرئيس الامريكي يوم 1-7-2013م كما تهاتف وزير الدفاع عبد الفتاح سيسي و نظيره الامريكي يوم 2-7-2013م , وقبلها اتصل بالجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة يوم 1-7-2013م كما اتصل هذا الاخير الجنرال الامريكي باللواء صدقي في نفس اليوم اي 1-7-2013م .فلا يعقل ان يكون القرار بعزل مرسي بدون امر من هؤلاء الامريكان وخاصة انهم يتعاملون مع عملاء بعيدون عن الاخلاص والوعي السياسي بل لا يهمهم الا البقاء في مناصبهم والاخلاص لاعداء الامة .ولا يمكن ايضا ان يكون عزل مرسي دليلا على ان امريكا تخلت عن اعتمادها على " الاسلاميين المعتدلين " وخاصة ان ما حققته امريكا معهم اكثر مما حققه حسني مبارك .فبفضل مجهودات مرسي دمرت الانفاق شرايين الحياة لغزة وسيناء .وبفضله وضعت كامراوات التصوير على المعابر وضبطت حركة الدخول والخروج بين القطاع وغزة .وحوصرت عمليات المقاومة ضد اسرائيل .وبفضل مجهوداته ايضا وقع لاول مرة خرق اتفاقية كامب دايفيد وادخال قوات من الجيش غير ما تسمح به الاتفاقية .وما تسرب من بعض المعلومات ايضا فان مرسي ومعه قيادات الاخوان وافقوا على اعطاء جزء من سيناء لغزة لتكون جزء من الدولة الفلسطينية الوهمية المزمع اقامتها .ومد الفلسطينيين بجزء من المياه العذبة مقابل الصمت عن سرقة اسرائيل للمياه والقبول بالتخلي عن مراجعة كامب ديفيد والدخول في سلام دائم مع اسرائيل .كما وافق على تخفيض عدد قوات الجيش الى اكثر من النصف . وكل هذه التنازلات لا يمكن وصفها الا بخيانة لم يجرؤ عليها من كان قبلا في الحكم وهي تنازلات ستؤدي الا بلبلة في اوساط الجيش وقواعد الاخوان وعموم الناس على السواء وقد تهدد نجاح " الربيع العربي " .لذلك كان لا بد من اعمال على الارض تدفع باتجاه فرض هذه الحلول على الواقع وجعلها مطلبا للناس او رضى بسياسة الامر الواقع حسب مفهوم " اللعبة واللاعب " في السياسة الامريكية ويبقى تحريك الدمى لخلق الوضعية المناسبة .وما يحث ويحدث على الساحة المصرية من سفك الدماء وازهاق للانفس يعتبر النموذج الامثل امريكيا لنجاح المخطط الاستعماري في ظل " الربيع العربي :1- فاظهار الاخوان في موقع الضحية يزيد من شعبيتهم وتاييد الناس لهم وخاصة مع الدور الخطير الذي تلعبه قناة الجزيرة الفضائية وكر المخابرات الامريكية المخصص للربيع .2- توريط الجيش في اعمال دموية هو توريط للمجلس العسكري تمهيدا لضربه والغاء دوره .3- اعادة الانتخابات وفوز الاخوان من جديد يعطي الشرعية مستقبلا لكل القرارات التي ستعلن مهما كان نوعها .4- تقليص نفوذ الاخوان في الساحة السياسية من خلال منعهم من الحكم منفردين واخضاعهم للتوافق والتشارك .5- ضرب مفهوم الدولة ودورها وتعويضه بمنظمات المجتمع المدني مما يسهل عملية القبض على البلاد واستعمارها .6- انهاء الصراع العربي مع اسرائيل والقبول بحل الدولتين وما في ذلك من تثبيت لكيان يهود .وختاما :ان اخطر ما تمر به الامة الاسلامية منذ سقوط الدولة الاسلامية هو هذه المرحلة في ظل خديعة الربيع العربي , اذ عجت الساحة بالدمى المتحركة الخاضعة لللاعبين الاساسيين وهم الامريكان .وخاصة بعد نجاح امريكا من اقصاء دور اوروبا في التاثير في السياسة الدولية وذلك منذ عقود ثم هدم الاتحاد السفياتي والآن تحجيم دور روسيا من خلال عقد صفقات معها .وقد ظهر جليا انه لا فرق بين من ينادي بالعلمانية والديمقراطية وعقيدة فصل الدين عن الحياة كما يراها الغرب وبين من يتبنى هذه الشعارات ويخفيها بشعارات تطبيق الشريعة تضليلا للناس .وما لم تدرك الامة الاسلامية خطورة هذه المرحلة فترفض واقعها المنحط وترنو لحياة ارقى وافضل فانها ستظل مرتعا للغرب المستعمر يذلها ويستعمرها ويخضعها لسلطته وارادته لعقود اخرى ..والمؤسف ان كل الدماء التي سالت والارواح التي زهقت هي فقط من اجل انجاح مشاريع امريكا في المنطقة .
لسعد بن رحومه

youniss
08-09-2013, 01:32 PM
بارك الله لك في عقلك ونفع بك