المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدور الأمريكي والخلاف عليه في محادثات السلام السرية



بوفيصيل
23-08-2013, 02:19 AM
رام الله 21 أغسطس 2013 (شينخوا) خيم الخلاف على الدور الأمريكي في مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين على جولتهما الثالثة التي عقدت أمس (الثلاثاء)، في القدس وسط فرض السرية والكتمان على مجرياتها.

وعقد اجتماعين لوفدي التفاوض الفلسطيني والإسرائيلي في أحد فنادق القدس عصر ومساء أمس، بعيدا عن وسائل الإعلام ودون إعلان مسبق وذلك بعد أسبوع من عقد الجولة الثانية للمحادثات.

ولم يعقب الجانبان بأي تفاصيل عن مسار الاجتماعين اللذان كان مقررا عقدهما في مدينة أريحا في الضفة الغربية وجرى نقلهما لأسباب أمنية وفق ما صرحت مصادر فلسطينية.

ولم تبرز وسائل الإعلام الفلسطينية أو الإسرائيلية أي تفاصيل بشأن ما جرى التوصل إليه خلال الاجتماعين، كما لم يعلن أي مواعيد للاجتماعات القادمة.

وقال مصدر فلسطيني مطلع ل(شينخوا)، إن الوسيط الأمريكي للمفاوضات طلب من الجانبين فرض تعتيم كامل على مسار المحادثات ونتائجها بما في ذلك مواعيد وأماكن عقد الاجتماعات.

وأضاف المصدر إن هدف هذا التعتيم هو محاولة الوسيط الأمريكي تقليل حدة الفجوة بين الجانبين ومنع تفاقم الخلافات بينهما نتيجة التراشق الإعلامي.

واكتفى مسئولون فلسطينيون بالإعلان أن المفاوضات لم تدخل حتى الآن في صلب قضايا الصراع وأنها مازالت تقتصر على محادثات أولية تتضمن الاتفاق على جدول الأعمال.

من جهته، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لإذاعة (صوت فلسطين) الرسمية، إن الجانب الفلسطيني ملتزم بعدم الحديث عن مضمون المفاوضات الجارية.

وذكر عريقات أن المفاوضات ستستمر من 6 إلى 9 شهور على أن تتناول كافة القضايا الوضع النهائي بهدف الوصول إلى دولة فلسطينية على الحدود المحتلة عام 1967 مع تبادل طفيف للأراضي متفق عليه.

يأتي ذلك في وقت اعترض فيه الفلسطينيون على ما وصفوه محاولات إسرائيل تغييب المبعوث الأمريكي لعملية السلام مارتن انديك عن مجريات المفاوضات.

وفي هذا الصدد، قال المصدر الفلسطيني إن انديك لم يحضر اجتماع القدس أمس، الذي تخلله خلاف كبير بين المفاوضين الفلسطينيين والإسرائيليين على الدور الأمريكي خلال مسار المحادثات.

وذكر المصدر أن الجانب الفلسطيني يطالب بدور أمريكي فعال وحاسم خلال اجتماعات المفاوضات فيما تصر إسرائيل على أن يقتصر البحث الجدي بين الجانبين أنفسهما فقط دون تدخل.

وقال المندوب الفلسطيني السابق لدى جامعة الدول العربية والقيادي في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) نبيل عمرو، ل(شينخوا)، إن إسرائيل تعمل تاريخيا على إبعاد أي دور أمريكي في العلاقات مع الفلسطينيين.

ورأى عمرو أن إسرائيل ترغب دائما بمفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين دون حضور أمريكي أو أوروبي "غير أنه آن الأوان لتغيير هذا الموقف بحكم أن واشنطن هي من أطلقت مشروع المفاوضات وبدونها يستحيل التوصل إلى اتفاق سلام ".

واعتبر أن السرية المفروضة على مسار المفاوضات "أمر إيجابي لمنع إثارة البلبلة ومنع تجارب قديمة أحبط فيها الإعلام والتصريحات المتبادلة الجهد المبذول لإطفاء مزيد من الجدية وفرص التوصل إلى اتفاق".

إلا أن عمرو أكد على ضرورة أن يتحدث الأمريكان عن مدى التقدم الذي يتحقق خلال المفاوضات والتدخل بدور أكثر فاعلية للدفع باتجاه الهدف المنشود وهو التوصل لاتفاق سلام تاريخي ينهي الصراع في المنطقة.

من جهته، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد لإذاعة (صوت فلسطين)، إن الجانب الفلسطيني "غير متفائل" حتى الآن بشأن مسار المفاوضات مع إسرائيل.

وأتهم الأحمد إسرائيل، بأنها "تماطل وتضع العراقيل" أمام عملية السلام، مشيرا إلى إصرارها على مواصلة البناء الاستيطاني.

واستؤنفت مفاوضات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية يومي 29 و 30 من الشهر الماضي خلال اجتماعين في واشنطن عقدا على مستوى الفريق التفاوضي للجانبين برعاية أمريكية.

ومن المقرر أن يتوجه عريقات الذي يترأس الوفد الفلسطيني للمفاوضات غدا الخميس إلى روسيا للتباحث مع المسئولين في موسكو بشأن تطورات المفاوضات مع إسرائيل.

وقال عريقات بهذا الصدد، إنه سيلتقي وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لينقل رسالة إليه من الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وذكر أن هناك لجنة متابعة روسية فلسطينية تتعلق بمتابعة المفاوضات "باعتبار أن روسيا دولة عظمى وعضو في اللجنة الرباعية الدولية وتبذل كل جهد ممكن لتنفيذ خيار الدولتين".

وكان أوسكار فرنانديز تارانكو مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشئون السياسية أعلن أمس الثلاثاء، أن اللجنة الرباعية تنوي عقد اجتماع لها في وقت قريب لمناقشة الخطوات التالية للتسوية الفلسطينية الإسرائيلية.

وكانت الرباعية الدولية التي تضم إضافة إلى الولايات المتحدة وروسيا كل من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة رحبت باستئناف المفاوضات الذي تم الإعلان عنه في أعقاب سلسلة زيارات قام بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لكل من إسرائيل والضفة الغربية.

بوفيصيل
12-09-2013, 02:41 AM
بدأت القشرة التي وضعتها الولايات المتحدة على بيضة المفاوضات السياسية الإسرائيلية ـــ الفلسطينية في التشقق مؤخراً، في أعقاب انتقادات حادة للمفاوضات من جانب قياديين في السلطة الفلسطينية واتهامات إسرائيلية للفلسطينيين بالتسريب. وأشارت صحيفة «هآرتس» يوم أمس، إلى احتجاج إسرائيل رسمياً أمام الإدارة الأميركية على ما تصفه بالتسريبات الفلسطينية التي تعتبر «خرقاً لكل الاتفاقيات»، التي تم التوصل إليها مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري. ويأتي ذلك بالتزامن مع لقاء عقد أمس بين كيري والرئيس الفلسطيني محمود عباس في العاصمة البريطانية لندن.
وجرى خلال اجتماع كيري وعباس بحث عملية السلام، واستكمال المفاوضات الجارية، والأوضاع في المنطقة.
وحضر الاجتماع من الجانب الفلسطيني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية، بالإضافة إلى المتحدث الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، وسفير فلسطين لدى بريطانيا مانويل حساسيان. وشارك من الجانب الأميركي المبعوث الأميركي لعملية السلام مارتن انديك، والقنصل الأميركي العام في القدس مايكل راتني.
وقد تقدم اسحق مولخو، وهو مبعوث رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بالاحتجاجات إلى المبعوث الأميركي للمفاوضات مارتن إينديك، انطلاقاً من التفاهمات التي بنيت على أساسها المفاوضات، والتي تقضي بفرض تعتيم كامل على مجريات التفاوض وترك الحديث عنها فقط إلى الجانب الأميركي. وشدد الإسرائيليون على مجموعة من التصريحات الفلسطينية العلنية والتسريبات لوكالات الأنباء. وبين أبرز ما أشاروا إليه تصريحات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه حول «المفاوضات العقيمة» التي لا تحرز أي تقدم، حيث طالب عبد ربه الإدارة الأميركية بالتدخل لإنقاذ المفاوضات.
غير أن ما استفز الإسرائيليين أكثر من سواه كان ما نقلته وكالة «أسوشيتد برس» عن مسؤول فلسطيني رفيع المستوى، تحدث عن عرض إسرائيلي لإنشاء دولة فلسطينية في حدود مؤقتة على حوالي 60 في المئة من أراضي الضفة الغربية. وقادت تسريبات من هذا النوع قياديين حتى في حزب الليكود الحاكم، مثل نائب وزير الدفاع داني دانون، إلى تهديد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بالقول إن من يعرض حلولا كهذه «مكانه ليس الليكود».
كما نقلت وكالة الأنباء الصينية عن مسؤول فلسطيني حصر الإسرائيليين المحادثات حول الترتيبات الأمنية وعرضهم 17 نقطة في مجال الأمن. وأمس عرضت صحيفة «الحياة» مطالب إسرائيلية بينها إبقاء محطات إنذار إسرائيلية في أراضي السلطة الفلسطينية في أي حل مقترح.
وبحسب «هآرتس»، فإن الإسرائيليين التزموا الصمت لسبب أن معظم التصريحات والتسريبات إما غير صحيحة أو غير دقيقة، وأن من تحدثوا بها لا صلة لهم بالمفاوضات. ولكن الغضب تفاقم في أعقاب تصريحات عباس التي أشار فيها إلى أن إسرائيل ترفض مبدأ تبادل الأراضي. وكان عباس قد أبلغ وفداً رياضياً عربياً زار الضفة الغربية أن «إسرائيل تريد شطب كل ما اتفق عليه بشأن الحدود والأمن مع (رئيس الوزراء السابق) إيهود أولمرت. وقد أبلغنا الإسرائيليين أن التراجع عن الاتفاقات مع أولمرت، سيقود إلى تراجع الفلسطينيين أيضاً والمطالبة بإقامة دولة على حدود العام 67 من دون تعديلات».
وقال مسؤول إسرائيلي رسمي رداً على توجه «هآرتس» إن التسريبات – ولا سيما تلك المتعلقة بالعرض الاسرائيلي لإقامة دولة فلسطينية في حدود مؤقتة – ليست صحيحة. وأضاف «كما ان الطرف الفلسطيني لا يسرب فقط بل إنه يسرب معلومات غير صحيحة»، مشيراً إلى أن «هذا نمط عمل دائم للفلسطينيين قبيل الاجتماعات الدولية – في هذه الحالة لقاءات وزير الخارجية الاميركي جون كيري مع وزراء الخارجية الاوروبيين ووزراء خارجية الجامعة العربية. فهم يسربون بأنه لا يوجد تقدم كي يشددوا الضغط الدولي على اسرائيل».
ونقلت «هآرتس» عن مسؤول إسرائيلي قوله، رداً على ذلك، إن الطرف الفلسطيني «يقوم ليس بالتسريب وإنما بتسريب معلومات غير صحيحة». واعتبر أن هذا أسلوب معهود من الفلسطينيين قبيل اللقاءات الدولية كي يقولوا إنه لا يوجد تقدم ومطلوب الضغط على إسرائيل.
ولكن «هآرتس» اعترفت أنه حتى وإن لم تكن التسريبات المنسوبة للفلسطينيين صحيحة، فإن هناك إحساساً حقيقياً بالإحباط في رام الله من طريقة إسرائيل في إدارة المفاوضات. وحتى بعد ست جولات حتى الآن لا يمكن الإشارة إلى أي تقدم ولو طفيف فيها. فالمفاوضات تجري حتى الآن على جوانب إجرائية وقضايا تتعلق بالمبادئ ولم تدخل حتى الآن في أي قضايا جوهرية. ولا تزال الخلافات تدور حول النقاط المختلف عليها أثناء النقاشات مع كيري التي سبقت العودة للمفاوضات.
ومعروف أن الخلافات ليست فقط بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإنما هي أيضاً داخل الفريق الإسرائيلي المفاوض نفسه. وكثيراً ما أشارت الصحف الإسرائيلية إلى الاختلاف في الطريقة بين ما تريده تسيبي ليفني وما يريده اسحق مولخو. وكما هو معروف فإن العديد من القادة الإسرائيليين يرفضون علناً مبدأ حل الدولتين الذي لم يعرضه بنيامين نتنياهو حتى الآن على أي اجتماع للحكومة الإسرائيلية.
ونقلت «هآرتس» عن مسؤول إسرائيلي مطلع على تفاصيل المفاوضات، طلب عدم ذكر اسمه، وصفه الوضع الذي توجد فيه المحادثات في هذه المرحلة بكلمة «المراوحة». وعلى حد قوله، فإن الطرفين يتمترسان في مواقفهما الاساسية. وقال إنه «بهذا الشكل فإن المفاوضات لن تتقدم الى اي مكان».
عموما ألغى رئيس الحكومة الإسرائيلية لقاءً كان متفقاً عليه في روما مع وزير الخارجية الأميركي. وشددت الصحف الإسرائيلية على أن ضغوط كيري على الأتحاد الأوروبي أثمرت إرجاء تطبيق العقوبات الأوروبية على المستوطنات الإسرائيلية، الأمر الذي سيسهل انضمام إسرائيل إلى مشروع «هورايزن 2020» العلمي الأوروبي.
وعقب اجتماع مع لجنة مبادرة السلام العربية في باريس أمس، قال كيري إنه «برغم القرارات الصعبة التي يجب أن تتخذ وبرغم الضغوط الحالية على الجانبين، إلا ان الفلسطينيين والاسرائيليين ما زالوا ثابتين على التزامهم بمواصلة المحادثات».
وأضاف «لقد اتفقنا جميعاً على ان التوصل الى اتفاق الوضع النهائي مهم لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي في جميع انحاء الشرق الاوسط».
وبدوره، قــال وزير الخــــارجية القطــــــري خالد العطـــــــية في مؤتمــــر صحافي مشترك مع كــــيري إن المستوطنات تشــــكل عقبة أمــــام التوصل إلى اتفــــاق بـــــين الفلسطينيين والإسرائيليين.