المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حول مصر



عبد الله حامد
19-08-2013, 12:05 PM
أردوغان: "يوماً ما سيظهر موسى ويقضى على الفرعون

وصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب ردوغان فض قوات الأمن المصرية لاعتصامات أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي بـ "المجزرة" بحق المدافعين عن الديموقراطية، داعياً مجلس الأمن الدولي إلى الاجتماع "سريعاً" لبحث الوضع في مصر. وأكد أردوغان أن من إرتكبوا تلك المجزرة لن ينجوا بفعلتهم، قائلاً "يوماً ما سيظهر موسى، ويحاسب فرعون على ما إقترفه".

أخبار العالم-
وقال أردوغان في مؤتمر صحافي عقده في أنقرة قبيل توجهه إلى تركمانستان في زيارة رسمية تستغرق يوماً واحداً، إنه شاهد بالأمس "مجزرة ترتكب بحق المصريين الذين خرجوا للدفاع عن حقوقهم الديموقراطية"، وأوضح أنه "لن يسكت على الظلم، وسيواصل التصريح بالحقائق التي يؤمن بها".
وأكد أردوغان أن المصريين المؤمنين بالشهادة والذين خرجوا إلى الشوارع، سيحصلون على حقوقهم الديموقراطية عاجلاً أو آجلاً، داعياً الغرب إلى تفهم هؤلاء المصريين، وإلاّ فإن "الديموقراطية ستفقد مصداقيتها في العالم ما لم يتصرف الغرب في هذا الشأن بصدق وأمانة".
ورداً على الاتهامات لتركيا بالتدخل في الشأن الداخلي العربي والمصري، سأل أردوغان "لماذا طلبتم مساعدة تركيا في الأزمة السورية؟ ألم تكن سورية عربية؟ مصر دولة جارة، ولدينا صلات ثقافية وحضارية معها".
وانتقد من يحاول أن يسوق قتل الجيش والشرطة للمواطنين العزل في الميادين على أنه شأن داخلي، معتبر|ً أن الديموقراطية "تلقت ضربة قاتلة في مصر نتج عنها احتضار الإنسانية".
ووجه أردوغان كلمة لمن وصفهم "الانقلابيين" في مصر، قائلاً "الدنيا لم تبق للفراعنة الذين ظنوا أنهم اصحاب قدرة وجبروت، عاجلاً أم آجلاً فإن موسى سيخرج يوماً لمحاسبتكم على ظلمكم".
وشدد أردوغان على أن الأزمة في مصر وصلت إلى مستوى "أصبح فيه الصامتون على تلك الجرائم من قتل للنساء والأطفال الأبرياء، شركاء في الجريمة".
وأشاد أردوغان بالمعتصمين في مصر من أنصار مرسي الذين "قدموا للعالم درساً ومثالاً يحتذى به في المقاومة السلمية، حيث واجهوا الرصاص المنهمر عليهم بالابتسامات والعبادة".
ودعا أردوغان مجلس الأمن الدولي إلى الاجتماع "سريعاً" لبحث الوضع في مصر، معتبراً ان على جميع الدول الاعضاء أن تعطي الضوء الاخضر لمثل هذا الاجتماع، وأن تتحمّل مسؤولياتهم التاريخية، وإلاّ "كان حسابهم أمام التاريخ عسيراً".
كما دعا الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى شجب ما يحدث في مصر وعدم غض الطرف عما يفعله "الانقلابيون" هناك، والعمل على وقف المجارز المستمرة.
وقال أردوغان "يجب محاكمة المسؤولين عن تلك المجازر بشكل عادل وشفاف، وإطلاق جميع المعتقلين السياسيين الذين ألقي القبض عليهم منذ 30 يونيو الماضي، وعلى رأسهم الرئيس المصري محمد مرسي.

تعليق ابو العبد

يبدو ان التاريخ سوف يعيد نفسه والنموذج التركي تعيد امريكا استنساخه في مصر حيث انه بعد الانقلاب على نجم الدين اربكان عام 97 عاد اردوغان تلميذ نجم الدين اربكان الى الحكم في تركيا عام 2002 وراح بمساعدة امريكا يقلم اظافر الجنرالات وينتف ريش العسكر وعلى ما يبدو هذا ما يقصده اردوغان ان يوما ما سيظهر موسى ويقضي على فرعون

بوفيصيل
23-08-2013, 02:09 AM
بقلم: ثريا لوه وشيماء خه
بكين 17 أغسطس 2013 (شينخوا) في إطار تطورات متلاحقة يشهدها الشارع المصري، وجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما انتقادات حادة للإجراءات الأخيرة التي إتخذتها الحكومة المصرية الانتقالية حيال التعامل مع المتظاهرين في ميداني رابعة والنهضة وأعلن إلغاء مناورات "النجم الساطع" العسكرية المشتركة، ليقابل ذلك برد سريع من الرئاسة المصرية التي أكدت على سيادتها التامة وقرارها المستقل.
وبدورهم يرى المحللون أن رد فعل الإدارة الأمريكية على ما يشهده الوضع الداخلي المصري نابع في الأساس من تصاعد ضغوط الرأي العام والمجتمع الدولي عليها وأنها ستكتفي بتلك الانتقادات وهى تضع في اعتبارها الأول التعاون الاستراتيجي الهام بين البلدين، لافتين إلى أن اتجاه بوصلة العلاقات المصرية- الأمريكية سيتوقف علي تطورات الوضع على أرض مصر ومتسائلين: إلى متى سيستمر التخبط الأمريكي في التعاطى مع الوضع المصري ؟
-- الولايات المتحدة: موقف غامض يثير الريبة إزاء تعاملها مع الأحداث في مصر
فقد أشار المحللون إلى أن واشنطن باتت تواجه موقفا صعبا ومعضلة كبيرة في تعاملها مع الأحداث التي تعيشها مصر في هذه الآونة ، إذ أنها لا تستطيع من ناحية غض النظر عن الوضع المضطرب في هذا البلد العربي ولا ترغب من ناحية أخرى في إتخاذ إجراءات قوية من شأنها أن تغضب حليفا هاما لها في منطقة الشرق الأوسط.
فقد أوضح واين وايت، نائب المدير السابق لمكتب الاختبارات للشرق الأوسط التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، رؤيته لوكالة أنباء ((شينخوا)) قائلا إنه يتوقع أن تواصل الولايات المتحدة إدانتها للجوء الحكومة المصرية الانتقالية إلى القوة لفض الاعتصامات وتحث في الوقت ذاته الجيش المصري سرا على ضبط النفس. ولكنها لن تتخذ "إجراء حاسما" إزاء قطع علاقاتها العسكرية مع مصر.
ومن جانب آخر، رأى ستيفن بوتشي الباحث في مؤسسة ((هيريتيج فونديشن)) الأمريكية أن البيت الأبيض يدرك أن أكثر إجراءاته فعالية تجاه السلطات المصرية هو تجميد المساعدات العسكرية التي تتجاوز قيمتها أكثر من مليار دولار أمريكي سنويا، ولكنه يعلم أيضا أن قطع المساعدات تماما قرار من الصعب إتخاذه، لذا سيلجأ إلى فرض شروط إضافية على منح تلك المساعدات أو تعليق بعض البرامج ذات الصلة.
وأثارت التصريحات التي صدرت عن الحكومة الأمريكية في أعقاب حملة الأمن المصري على المعتصمين، شكوكا واسعة النطاق داخل البلاد، إذ قال السيناتور الجمهوري راند بول إنه "على الرغم من إدانة أوباما للعملية الأمنية في مصر، إلا أن إدراته مازالت ترسل ملايين الدولارات من أموال دافعي الضرائب للمساعدة في تمويل تلك العملية".
كما نشرت صحيفة ((واشنطن بوست)) افتتاحية تقول فيها إن عدم تعليق المساعدات الأمريكية العسكرية لن يساعد البلاد في العودة إلى المسار الديمقراطي.
فيما ذكر وانغ جينغ ليه، مدير مكتب الشرق الأوسط بمعهد دراسات غرب آسيا وأفريقيا بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ، أن مطلب الغرب من السلطات المصرية ارتكز أساسا على "عدم وقوع خسائر بشرية". ولكن مع مرور الأيام وتطور الوضع، أصبح "دفع الثمن" أمر لا مفر منه، قائلا إن إدانة الولايات المتحدة للحكومة المصرية الانتقالية تهدف إلى فرض مزيد من الضغوط عليها إنطلاقا من رغبتها في أن تخضع مصر لمفهوم الغرب وتجعلها تتصرف دوما على أساسه
-- مصر: لا تخضع للضغوط الخارجية إنطلاقا من ثقتها في المصالح الاستراتيجة بين القاهرة وواشنطن
وقد أصدرت الرئاسة المصرية يوم الجمعة بيانا قالت فيه "تخشى الرئاسة من أن تؤدى التصريحات التي لا تستند إلى حقائق الأشياء، لتقوية جماعات العنف المسلح وتشجيعها في نهجها المعادي للاستقرار والتحول الديمقراطي".
وفي هذا الصدد، قال المحللون إن مصر تجرأت على انتقاد أوباما لأنها تعى جيدا أن وجود تعاون مصري - أمريكي يصب في صميم المصلحة الأمريكية الاستراتيجية ، مشددين على أن أكثر ما يهم الولايات المتحدة في الوقت الراهن هو قضيتان رئيسيتان، أولهما ضمان عدم تعرض الأراضي الأمريكية للتهديد من قبل أية قوى إسلامية متطرفة، وثانيهما ضمان أمن إسرائيل، وليس في إمكانها تحقيق هذين الأمرين دون التعاون مع مصر التي تعتبر رمانة الميزان لمنطقة الشرق الأوسط بالنسبة للولايات المتحدة.

وأضافوا أن الحكومة الانتقالية والقوات المسلحة المصرية تعطى الأولوية الآن لوضع حد لجميع الاعتصامات التي يقوم بها التيار الإسلامي بقيادة جماعة الإخوان المسلمين، وترى أن الضغوط السياسية التي تمارسها الدول الغربية، بما فيها الولايات المتحدة، لا يمكن أن تدفعها إلى العدول عن قرارها.

وذكر الدكتور عماد عواد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا))، أن مصر والولايات المتحدة تقومان حاليا بإعادة النظر في علاقاتهما الثنائية وفقا للوضع الحالي في مصر؛ وعلى المدى البعيد، سوف يحافظ الجانبان على العلاقات الوثيقة فيما بينهما إنطلاقا من كونها مرتبطة إلى حد كبير بمصالحهما المشتركة.

ومن جانبه، قال صلاح فهمي، مساعد وزير الخارجية المصري السابق، إن العلاقات المصرية- الأمريكية تمر بمرحلة صعبة جدا وحالة عدم اتزان وارتباك، ولكن الجانبين حريصان على استمرار العلاقات الثنائية رغم أية خلافات سياسية لأن هذه العلاقات تبني على أساس المصالح الاستراتيجية للجانبين.

-- المستقبل: اتجاه العلاقات المصرية- الأمريكية متوقف على تطور الوضع المصري

وقال المحللون إن الكيفية التي سيتطور بها الوضع داخل مصر هى ما سيحدد اتجاه بوصلة العلاقات المصرية-الأمريكية. فإذا نجحت الحكومة الانتقالية والقوات المسلحة المصرية في التخفيف من حدة الوضع والسيطرة عليه، فمن المرجح أن تخفف الولايات المتحدة الضغوط على هذا البلد العربي وتسعى إلى تحسين علاقاتها معه. ولكن إذا ما تفاقم الوضع في مصر وتصاعدت الاشتباكات، فمن غير المستبعد أن تتخذ الولايات المتحدة مزيدا من الإجراءات رضوخا للضغط الكبير الداخلي.

ومن جانبه، ذكر وايت أن ما شهدته مصر مؤخرا من إجراءات تتعلق بإحتواء جماعة الإخوان المسلمين وتعيين لواءات في حركة المحافظين الجديدة يضر بسمعة الحكومة الانتقالية وقد لا يسهم في عودة الهدوء والاستقرار سريعا إلى مصر، مضيفا أن أعدادا كبيرة من المتشددين في صفوف الإخوان المسلمين مستعدون للموت في الاشتباكات التي تقع بينهم وبين قوات الأمن ، ومن هنا قد تصعب السيطرة على الوضع في غضون وقت قصير.

ونشرت صحيفة ((نيويورك تايمز)) مقالة تقول فيها إن الطريقة التي يجرى بها فض الاعتصامات قد توقع البلاد في حالة من الفوضى تضع مصر في ورطة والسياسة الخارجية الأمريكية أمام كارثة.

وأشارت المقالة إلى أن الولايات المتحدة لم تتفهم جيدا آراء الجماهير المصرية وعكفت طوال السنوات الماضية على تقديم الدعم فقط للمؤسسة العسكرية المصرية ولم تراع رغبة وإرادة المصريين، لذا حان الوقت لكي تعمل إدارة أوباما على تحقيق التوازن داخل هذه العلاقة .