مشاهدة النسخة كاملة : قلق إسرائيلي من اهتزاز عرش الأردن
ابو العبد
10-07-2013, 07:38 PM
قلق إسرائيلي من اهتزاز عرش الأردن
كتب المعلق الأمني في صحيفة «معاريف» الإسرائيلية عمير ربابورات عن المخاوف الإسرائيلية من اهتزاز النظام الأردني جراء الأحداث الجارية في المنطقة العربية. وأشار إلى أنه برغم الاعتقاد الشائع بأن النظام الهاشمي في الأردن هو الأكثر استقراراً، فإن الحقيقة بعيدة عن ذلك.
ولفت الكاتب إلى أنه عدا كل مصادر القلق التي تشكلها الأحداث في مصر وسوريا على جهاز الأمن الإسرائيلي، فإن انهيار النظام الأردني هو بالتأكيد أمر ممكن، «في عصر أخذت فيه الدول القومية العربية بالتفكك، بينما تتعزز الأسس القبلية». وأوضح أنه في ظل العاصفة الإقليمية، فإن ما يبقي حكم الملك عبد الله الثاني هذه الأيام هو الاعتماد على القبائل البدوية الموالية، التي تتبوأ المناصب المركزية في الجيش الأردني. ويضاف إلى ذلك الدعم الأميركي الذي يعزز النظام، ولا سيما بالوسائل التكنولوجية.
وبالرغم من ذلك، فإن النظام الأردني في خطر، حيث ان «الاضطراب الإقليمي يصل إلى المملكة أيضاً، ولا سيما في أوساط الأعداد الضخمة من السكان الفلسطينيين. كما أن القبائل البدوية تميل إلى التمرد بين الحين والآخر، ويشتري الملك تأييدها أساساً عبر رفع الرواتب في صفوف الجيش»، بحسب الكاتب.
وأضاف ان «الوضع الاقتصادي السيئ يساهم هو الآخر في الاضطراب، فضلاً عن أن طوفان مئات آلاف اللاجئين السوريين في شمالي الدولة يثقل على النظام أكثر فأكثر. كما أن منظمات الجهاد العالمي اتخذت لها مواقع في هوامش المملكة، في الجانب السوري، وتهدد استقرار النظام».
وتساءل ربابورات «هل الملك عبد الله سيبقى على مدى الزمن؟»، وأجاب بأن ذلك ليس مؤكداً. وهو يرى أن سقوط النظام يمكن أن يكون أكثر من كابوس، وذلك لأنه سيدفع الجيش الإسرائيلي إلى نشر قوات كثيرة على الحدود الشرقية الطويلة. وذلك كله قبل الحديث عن تحول أراضي الأردن إلى موقع جغرافي لا سيطرة عليه، أي «إلى جنة عدن لمنظمات الجهاد العالمي، مثل سيناء وجنوب سوريا».
ومع ذلك، فإن خطر سقوط النظام الأردني ليس ملموساً حتى اللحظة، على الأقل في المدى المنظور. «فالأحداث الدراماتيكية حقاً تحدث تماماً هذا الأسبوع في مصر وفي سوريا. وتتابع إسرائيل ما يجري في عمق مصر باهتمام شديد، حيث ان الخطر الأكبر هو العمليات والصواريخ التي تصل إلينا من أراضي الجار الجنوبي تحت غطاء الثورة الثانية. إذا ما وقعت حرب في صيف العام 2013، لا سمح الله، فإنها ستأتي من الشمال»، يخلص ربابورت.
السفير (عن «معاريف»)
بوفيصيل
27-05-2014, 05:07 AM
أزمة دبلوماسية بين الأردن وسوريا
الأردن يطرد السفير السوري بسبب إساءاته المتكررة؛ ردا على طرد سفيرها: سوريا تعلن القائم بالأعمال الأردني شخصا غير مرغوب فيه
رويترز والمصدر 26 مايو 2014, 17:50
الرئيس السوري بشار الأسد والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني (afp)
أعلن الأردن اليوم الإثنين السفير السوري لديه شخصا غير مرغوب فيه وأمهله 24 ساعة لمغادرة أراضيه وذلك بسبب تصريحات اتهم فيها السفير المملكة الأردنية بتحريض الغرب على دمشق.
وذكر بيان لوزارة الخارجية الأردنية أن السفير السوري في عمان بهجت سليمان لم يلتزم بمتطلبات العمل الدبلوماسي لأنه نشر مرارا كتابات على وسائل التواصل الاجتماعي تنتقد الأردن وحلفاء له في الخليج.
وجاء في البيان الذي نشرته وكالة الأنباء الأردنية (بترا) "استمر السيد بهجت سليمان في إساءاته المتكررة وعبر لقاءاته الشخصية وكتاباته في وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي والموجهة ضد المملكة الاردنية الهاشمية وقيادتها ورموزها السياسية ومؤسساتها الوطنية ومواطنيها والتي لم تتوقف رغم التحذيرات المتكررة له بعدم استغلال الضيافة الاردنية لتوجيه الاساءات ومنذ فترة طويلة."
ونشر سليمان كتابات تتهم الأردن باستضافة إسلاميين أصوليين أرسلوا لقتال قوات الرئيس السوري بشار الأسد وتوفير ملاذ آمن للمئات من المنشقين عن الجيش السوري وتدريبهم بمساعدة سعودية حتى يعودوا وينضموا إلى صفوف مقاتلي المعارضة في سوريا.
قال التلفزيون الحكومي السوري اليوم الإثنين إن سوريا أعلنت القائم بالأعمال الأردني في دمشق شخصا غير مرغوب فيه ردا على ما قالت إنه قرار غير مبرر من الأردن بطرد السفير السوري.
وفي وقت سابق اليوم منحت الأردن السفير السوري بهجت سليمان 24 ساعة لمغادرة البلاد واتهمته بالانتقاد العلني المتكرر للمملكة.
وما زالت السفارة الأردنية في دمشق تعمل. ولا يدعم الأردن رسميا مقاتلي المعارضة السورية الذين يحاربون للإطاحة بالأسد. ودعا الأردن إلى حل سياسي للحرب التي راح ضحيتها أكثر من مئة ألف شخص حتى الآن.
ويستضيف الأردن أكثر من مليون لاجئ سوري منذ بدء الحرب الأهلية في سوريا.
وكان وزير الخارجية الأردني ناصر جودة قد هدد السفير في يونيو حزيران من العام الماضي بالطرد بعدما نشر كتابات على موقع فيسبوك قال فيها إن سوريا ستستهدف المملكة الأردنية وذلك عندما أرسلت الولايات المتحدة بطاريتي صواريخ باتريوت.
تساؤل
هل يمكن لسوريا ان تنقل بعض من أحداثها الى الى الاردن بعد هذا التوتر وتفتح الامًور على مصراعيها وذلك بعد تصريحات نصر الله في لبنان ؟
هذا ما سوف تخبرنا به الأيام القادمة
بوفيصيل
25-06-2014, 01:33 AM
عمان ـ «القدس العربي»: غياب الموقف الرسمي الحاسم من مسار الأحداث في العراق يدفع مجددا بعض القوى في الشارع الأردني للعمل على التنشيط وإستعادة الحيوية الحراكية تحت عنوان إقليمي هذه المرة له علاقة مباشرة بالمخاطر التي تقلق الأردنيين جراء تطورات الأحداث إقليميا وتحديدا على الواجهتين العراقية بعد السورية.
عمليا هذا ما حصل مع لجنة نشطاء المتقاعدين العسكريين التي أصدرت صباح أمس الثلاثاء بيانا شديد اللهجة يتحدث عن المخاطر المتوقعة في الجوار العراقي بلغة تشكك بأركان الدولة الأردنية في الوقت الحالي وتحاول مخاطبة البؤر العشائرية تحت عنوان الإستعداد لمرحلة صعبة ومعقدة قد تتطلب حماية الوطن.
لم يقل بيان تيار المتقاعدين مباشرة بان الخطر المقصود يتعلق بالنمو المتسارع لدولة تنظيم داعش في الجوار العراقي لكنه سعى بوضوخ للتوظيف السياسي وإستثمار ثغرة سببها غياب الرواية الرسمية عن الناس في إطار التحرك مجددا تحت عنوان مضايقة السلطة ورموزها وإن كانت العشائر بكل الأحوال هي نفسها عماد المؤسستين العسكرية والأمنية.
مثل هذه المضايقة قد لا تتميز بالتوقيت المناسب مرحليا بسبب حساسية المرحلة وتعقيدات المشهد العراقي وطبيعة التحديات التي تواجهها الدولة الأردنية خصوصا مع إسترايتجية «الأعصاب الباردة» التي تتبعها السلطات الأردنية في التعامل مع الحدث العراقي في مسألة بدأت بحد ذاتها تثير التساؤلات حيث تقف مخاوف الشارع في مقابل برودة أعصاب الدولة ولغتها الهادئة في التعاطي مع المسألة العراقية.
عملياتيا إتخذت كل الإحترازات العسكرية والأمنية اللازمة لإدارة تداعيات غياب سلطة حكومة نوري المالكي عن مركز الحدود الأردني من الجانب العراقي لكن كل التصريحات الرسمية والأمنية تقصدت بوضوح التركيز على أن المركز الحدودي لا زال يعمل خصوصا مع مرور عشرات الشاحنات الأردنية التي تصدر للسوق العراقية منتجات فاكهة الصيف مثل «الدراق والمشمش».
وعمليا يبدو أن تعمد تنظيم النسخة العراقية من داعش عدم التقدم بأي إستفزاز للسلطات الأردنية طوال الأيام الأربعة الماضية كان بمثابة رسالة فيما يبدو أن السلطة الإدارية الأردنية فيما يتعلق بملف الجهاديين والسلفيين وحدود العراق وحتى مدينة معان الجنوبية تعرف تماما ما الذي تفعله وينبغي حسب محامي التنظيمات الجهادية موسى العبدللات ان تعلم.
في السياق تبدو مواقف القوى الأساسية والمتحركة في المجتمع السياسي متباينة إزاء ما يسمى بمخاطر داعش وتتراوح ما بين الإستثمار والتوظيف في سياق «التحرش» بالدولة ومراكز القرار فيها كما حصل مع تيار المتقاعدين أو الصمت المطبق كما تفعل النخب السياسية البارزة بإنتظار المستجدات أو حتى التعبير عن القلق وترديد العبارات المعتادة عن التوحد ومتانة وصلابة الجبهة الداخلية خصوصا وان الأردن الرسمي تعامل «بثقة» مع مسار الأحداث وإستمر في العمل على الحدود وفي تنظيم مهرجان سياحي ضخم مثل جرش كالمعتاد.
و يبدو أن جماعة الأخوان المسلمين المعارضة فضلت من جانبها التحرش لكن على طريقتها بتجنب الخوض في المخاطر»العراقية» والعمل ضمن إستراتيجية الإنتهازية السياسية فلم تتطرق للحدث العراقي وتوقف الأمر عند التركيز على مضايقة «المعتدلين» التي تنتهي بتنامي نفوذ المتشددين بالعادة كما قال لـ«القدس العربي» الأمين العام لجبهة العمل الإسلامي الشيخ حمزة منصور.
بالنسبة للحركة الإسلامية الأخوانية الفرصة وفقا لمراقبين تبدو مواتية للعزف على وتر الإستمرار في إستهداف «الإعتدال المختبر سابقا» مقابل التراخي مع المتشددين والمتطرفين وعقد التسويات معهم سواء في المستوى المحلي أو في المستوى الإقليمي.
أحزاب الوسط لم تعلق بعد على مسار الأحداث ومؤسسة مجلس النواب إنتقدت بقسوة بسبب عدم بروز اي موقف لها له علاقة بتطورات الملف العراقي في الوقت الذي إنشغلت فيه بملفات أقل أهمية.
بسام البدارين
بوفيصيل
26-06-2014, 04:27 AM
الأردن تحت التهديد من العراق
المملكة مُعرضة لخطر اجتياح «داعش» لكن قوات الأمن قادرة على صدها
رونين اسحق
June 25, 2014
«أصبح الخطر يقترب من غرف نومنا، وقد أصبح ذلك تهديدا استراتيجيا»، بهذه الكلمات وصف المحلل الاردني عريب الرنتاوي في المدة الاخيرة في مواقع الشبكة والشبكات الاجتماعية، وصف الخوف من تقدم الارهابيين من سوريا والعراق نحو الدول المجاورة ولا سيما الاردن.
ويريد الارهابيون الذين تشجعهم نجاحاتهم في الاحتلال السريع لمدن العراق وتقدمهم نحو العاصمة بغداد، أن يحققوا خطة أوسع هي اقامة الخلافة الاسلامية بحسب تصور أبو بكر البغدادي زعيم منظمة داعش. وقد أمر البغدادي بحسب الأنباء رجاله في المدة الاخيرة بنشر الجهاد وبالتقدم نحو دول اخرى في المنطقة منها لبنان والاردن وفلسطين وقطاع غزة وسيناء.
على حسب التقديرات الاستخبارية وُضعت الاردن في رأس قائمة أهداف البغدادي، ويفترض أن تكون الهدف التالي لهجمات داعش. بل أعلن نشطاء المنظمة أن الملك الاردني عبد الله الثاني كافر وهو يستحق الموت بسبب ذلك. وقد أقاموا مراسم «إعدام» رمزية عُرضت فيها صورة الملك مقتولا في شوارع عمان. ويعتمد طموحهم الى النجاح في حربهم للنظام الاردني على حقيقة أنه يوجد في الاردن منذ أكثر من عقد حضور اسلامي غير كبير لكنه فعال جدا.
فقد استمر مؤيدو الارهابي الاردني الشهير أبو مصعب الزرقاوي، مؤسس داعش، على التحريض على النظام الاردني بعد موته وانشأوا خلايا ارهاب متفرعة عن القاعدة، كشفت الاستخبارات الاردنية عن أكثرها لكن جهات استخبارية غربية تُقدر أنه ما زالت توجد خلايا نائمة في المملكة ويفترض أن تعمل في اللحظة التي تصدر فيها الاشارة مع بدء هجوم داعش على الاردن (برغم أن الصلة الرسمية بين داعش والقاعدة قُطعت في مطلع السنة في واقع الامر). والى الحضور الاسلامي الكبير في المملكة، يفترض أن تُسهل الحدود المشتركة بين العراق وسوريا والاردن على الارهابيين التسلل الى داخل اراضي المملكة الاردنية.
برغم أن الاردنيين واجهوا في الماضي الارهاب الفلسطيني والاسلامي الذي أراد أن يُسقط النظام الهاشمي بصورة جيدة فان التغييرات في الشرق الاوسط منذ أن بدأ الربيع العربي وعدم الاستقرار السياسي وصعود الحركات الاسلامية والسلفية في المنطقة، يفترض في ظاهر الامر أن تجعل من الصعب عليهم أن يواجهوا الهجوم الارهابي المتوقع عليهم. ومع ذلك فالاردن ليست العراق واحتمال أن تحتل داعش مدنا اردنية كما فعلت في العراق ضئيل جدا. فقوات الامن الاردنية أكثر تنظيما وخبرة وأقوى من القوات العراقية وكذلك القدرة الاستخبارية ايضا. والسكان الاردنيون الذين استقبلوا الارهاب الاسلامي في الماضي أصبحوا اليوم أقل تسامحاً معه، وسيصعب على الحركات السلفية وتلك التي تؤيد القاعدة أن تعتمد على تأييد شعبي كما هي الحال في العراق.
إن التأهب الاردني وإمداد القوات على طول الحدود والرد العسكري تواً على كل عمل معادٍ وزيادة التعاون العسكري والاستخباري مع الولايات المتحدة والعربية السعودية واسرائيل يفترض أن تساعد النظام الاردني على احباط التدبير الاسلامي. وقد برهنت تجربة الماضي على أن الحكام الاردنيين قادرون على الحفاظ على بقاء المملكة برغم الأخطار التي تواجهها.
اسرائيل اليوم 25/6/2014
رونين اسحق
بوفيصيل
02-07-2014, 04:22 AM
مردخاي كيدار تحليل
الأردن في المرمى
أهمية غور الأردن كرصيد استراتيجي لم تكن أبدًا أكثر وضوحًا: التنظيم الجهادي داعش لا يترك مكانًا في تصدر عناوين الصحف، وهو الآن يحدّد الهدف التالي: المملكة الأردنية. كيف ستتصرف إسرائيل إذا اندلعت حرب جهادية لدى جارتها في الشرق؟
1 يوليو 2014, 14:23
تعتبر مدينة معان جنوب الأردن مدينة بدوية، والتي تسبّبت دومًا بالصداع للسلطة. سكّانها تقليديّون جدّا، وفيها الكثير من الأشخاص المنتمين للتيار السلفي. اندلعت في المدينة مظاهرات في الماضي، بعضها انزلق للعنف؛ وحدثت بسبب أسعار الغذاء، وأسعار الوقود، ولأن السلطة لا توفّر احترامًا كافيًّا لرؤساء القبائل الذين يعيشون فيها. وتحوّلت معان مع الوقت إلى "مقياس حرارة" للأردن، وهي التي كشفت للعالم عن التيارات الكامنة تحت السطح للحالة المزاجية في المملكة.
في ظهيرة يوم الجمعة الماضي، 20 حزيران 2014، انطلقت في معان مظاهرة رُفعت فيها رايات داعش السوداء. كانت التسمية التوضيحية المرفوعة على اللافتات لا لبس فيها: "جمعة نصرة الدولة الإسلامية في العراق والشام - معان فلوجة الأردن - تنصر دولة الإسلام"، "نبارك للأمة الإسلامية بالفتوحات العمرية التي منّ الله على الدولة الإسلامية في العراق والشام".
وقد أُطلقتْ في المظاهرة دعوات عالية وتاريخية. بعضها معروف أكثر، مثل: "الله أكبر"، "الجهاد"، "الموت ولا المذلّة"، "بالروح بالدم نفديك يا إسلام"، و"الدولة الإسلامية باقية". وبعضها الآخر أكثر تميّزًا، ويعطي الطابع الفريد للمتظاهرين: "لا إله إلا الله والشيعي عدوّ الله"، "والمجاهد حبيب الله"، "والسنة أحباب الله"، "الله مولانا ولا مولى لهم" (يقصدون الشيعة)، "مولاهم الطاغوت"، "يا حكّام الشيعة جينا". وقد عبّر إطلاق النار نحو السماء بشكل جيّد عن جدّية نوايا المتظاهرين.
ولكن الجزء الأهم هو حقيقة أنّه فيما عدا أفراد قلائل، فكان جميع المشاركين في المظاهرة مكشوفي الأوجه، أي لا يخشون من الحكومة الأردنية، من المخابرات والشرطة. وقد رأى المُتظاهرون أيضًا الرجل الذي قام بتصوير المظاهرة ولم يقوموا بشيء ضدّ توثيقه، رغم أنّهم يعرفون جيّدا أنّ النظام قد يستخدم هذه الأفلام من أجل الكشف والإمساك بالمشتركين في المظاهرة. وحين يختفي الخوف من الدولة، فإنّ كلّ عمل قد يصبح متوقّعًا.
لم يخف تنظيم داعش - "الدولة الإسلامية في العراق والشام" - أبدًا نواياه تجاه الأردن، والتي أُنشئت هي أيضًا كالعراق والشام من قبل الاستعمار الأوروبي، ولذلك فحكمها الهلاك. بل إنّ اسم التنظيم يدلّ على هذه النوايا، حيث أنّ منطقة "الشام" تشمل في الواقع سوريا، لبنان، الأردن وفلسطين (أرض إسرائيل).
ولتوضيح نواياه تجاه الأردن وسّع التنظيم من مساحة سيطرته في العراق باتجاه الغرب، وصولا إلى الحدود بين العراق والأردن، واحتلّ المدينة الحدودية طرابيل. تثير انتصاراته في العراق وسوريا "الأدرينالين الجهادي" لدى السكان المهمّشين في الأردن، وتعكس المظاهرة في معان ما هو معروف للجميع: يجذب انتصار داعش الحشود، وخصوصًا أولئك المتواجدين في الهوامش، والحريصون على الانتماء أخيرًا إلى تنظيم ناجح. وإذا كان هذا الشيء الناجح سيضع حدّا للحكم القمعي، فبالتأكيد يجب الانضمام إليه.
الزعيم والجدل
الرجل الذي يُعرّف كزعيم التيار السلفي الجهادي في الأردن هو عصام البرقاوي، الذي يكنّى أبو محمد المقدسي. وُلد في قرية برقة قرب نابلس في 3 تموز عام 1959 (سيحتفل بعد نحو أسبوع بيوم ميلاده)، ودرس الدراسات الإسلامية في الموصل والمدينة. نشر في الماضي كتابًا ادعى فيه أنّ النظام السعودي يفتقد إلى الركيزة الشرعية. وهو الأب الروحي لأبي مصعب الزرقاوي، الذي أسّس عام 2004 "قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين"، وهو التنظيم الذي أصبح فيما بعد "الدولة الإسلامية في العراق والشام" - داعش. مكث البرقاوي فترة من حياته في باكستان وأفغانستان، والتقى هناك بزعماء القاعدة ومرشديها. حاكمه النظام الأردني لفترة طويلة في السجن، وينشر من داخله تعليماته لمؤيديه.
هناك من يدّعي في التيار السلفي الجهادي في الأردن أنّ المقدسي يؤيّد سيطرة "الدولة الإسلامية" على العراق، ولكنه لا يؤيّد توسيع نشاط التنظيم إلى داخل الأردن. أيد هذا الادعاء ناشط بارز آخر، وهو محمد الشلبي المكنّى "أبو سياف"، والذي أدان مظاهرة معان وادعى أنها "مشبوهة" (مؤامرة من الحكومة التي تريد تدمير الحركة الجهادية) واشترك بها فقط عشرين أو ثلاثين شخص، بما في ذلك خمسة شبان (وليسوا من المسؤولين) والذين تمّ "غسل عقولهم"، وهي لا تمثّل التيار السلفي ولا تخدمه". ومع ذلك، فإنّ أبي سياف أيضًا يخفي تأييده لداعش وللمذابح الجماعية التي ينفّذها التنظيم بالشيعة في العراق، وخصوصًا بجنود النظام. وبالنسبة للأردن فالوضع يختلف، حيث نعم - وفق كلامه - هناك جزء من رجال التيار السلفي الجهادي في الأردن يؤيّدون داعش وبالمقابل يؤيد جزء تنظيم جبهة النصرة، ومن المعروف أنّ هذين التنظيمين السلفيين الجهاديين - الذين يعملون ضدّ نظام الأسد في سوريا - يقاتلان بعضهما البعض أيضًّا.
ولكن، سيزول الجدل داخل الأردن حين تبدأ داعش بعملياتها العسكرية ضدّ الأردن. ستبدأ هذه الخطوة حين تتسلّل مجموعة من مقاتلي داعش، ممّن يتحدّثون باللهجة الصحراوية الأردنية، من العراق إلى داخل الأردن، وتظهر بوجوه مغطاة أمام الكاميرات وتعلن عن "بيعة"- حلف القسم- لأبي بكر البغدادي، وتبدأ بمهاجمة دوريات الجيش الأردني، حواجز الطرق التابعة للقوات الأمنية، مواقع الجيش الصغيرة والسيارات المدنية.
طريقة العمل
طريقة عمل التنظيم معروفة: يكتسب قوة مكوّنة من بضع عشرات من المركبات 4x4 السريعة، والتي تُركّب عليها رشاشات ثقيلة. يشغّل بعض المقاتلين صواريخ آر بي جي، وبعضهم أسلحة خفيفة، وبشكل عام بنادق هجومية من نوع AK-47 كلاشينكوف. وقد انضمّت إلى ترسانة التنظيم مؤخرًا كمية كبيرة من السلاح الأمريكي الجديد والفتّاك، مباشرة من مخازن الجيش العراقي التي سقطت بأيدي التنظيم. تداهم هذه القوة الكبيرة والعدوانية فجأة الموقع العسكري، نقطة التفتيش أو الدورية، في وضع يكون لها فيه ميزة تكتيكية كبيرة عن القوة المهاجَمة بسبب عدد مقاتليها، قوة النيران التي تملكها، التنقّل الكبير للقوة وعنصر المفاجأة.
يهتمّ التنظيم بتوثيق المعارك ونتائجها بالفيديو والصور، وبشكل أساسي القتل الجماعي للجنود والمواطنين الذين سقطوا بيديه، وذلك لزرع الخوف في أوساط معارضيه. تكون وجوه مقاتلي التنظيم مغطّاة بشكل عام بعناية، حيث لا يمكن لأحد أن يتعرف على هويتهم في المستقبَل وأن يقدّمهم للمحاكمة والمحاسبة على أعمالهم. تشكل الصور المخيفة التي ينشرها التنظيم أحد العوامل التي أدت بالجيش العراقي، الذي كان يُفترض به الدفاع عن مدينة الموصل، أن يهرب ويغادر المدينة تحت رحمة داعش.
وفي الأردن "نرى أصوات" داعش، وهناك عدد لا بأس به من الأشخاص الذين ينتظرون بفارغ الصبر انجذاب روح الجهاد إلى المملكة، والتي تهبّ بقوة كبيرة من الشرق (العراق) والشمال (سوريا) باتجاه الصحراء الأردنية. حتى لو كانت هناك اليوم معارضة لداعش في الأردن، فمن المرجح أنه حين يبدأ التنظيم بنقل عملياته إلى أراضي الأردن فإنّ المعارضة ستختفي، وخصوصًا إذا حقّق الجهاد انتصارات ضدّ الأردن. "تُقنع" الانتصارات القبائل والأفراد للانضمام إلى التنظيم، تمامًا كما يحدث في سوريا والعراق، سواء من الخوف أو من رغبة المشاركة في النصر. من الواضح للجميع أنّ الأردن لن يكون الهدف النهائي لداعش وإنما نقطة انطلاق يستمر من خلالها في الجهاد ضدّ الكيانات غير الشرعية الأخرى والتي أنشأها الاستعمار الغربي واتفاقيات سايكس - بيكو؛ إسرائيل والسعودية.
غور الأردن: رصيد استراتيجي لا يمكن الاستغناء عنه
في مثل هذه الحالة، فسيكون الخيار الذي يلبّي مطالب كلّ من إسرائيل والغرب بقوة واضحًا وحادّا كالشفرة: من جهة، سيكون هناك من يقول إنّ الشأن الأردني لا يمسّ بنا، وإذا حُكم على النظام الهاشمي في الأردن بالسقوط تحت أقدام الجهاد فنحن لا نستطيع إنقاذه، أيضا حتى مقابل دفع ثمن دماء الجنود الإسرائيليين. ولذلك، فمن غير المجدي أن نحاول على الإطلاق. علينا أن ننتظر حتى يصل الجهاديون إلى حدودنا وهناك سنتعامل معهم كما يجب. إلى جانب ذلك، فلو قامت دولة أخرى بعد سقوط الأردن، نستطيع أن نقول إنها دولة فلسطينية وإنّه ليست هناك أهمية لإقامة دولة فلسطينية أخرى في الضفة الغربية (بالإضافة إلى تلك القائمة منذ سبع سنوات في غزة).
من جهة أخرى، من المحتمل جدّا أن يهرع العالم - والولايات المتحدة خصوصًا - إلى إنقاذ الأسرة الهاشمية المالكة، حتى لا تسقط هي أيضًا بيد الجهاد. في مثل هذه الحالة فسيتوقع البيت الأبيض من إسرائيل أن تشارك في العملية. ورغم كلّ شيء، فإنّ المملكة الأردنية ما زالت تمثّل من وجهة نظر إسرائيل نوعًا من الحماية من رياح الجهاد الشرقية القادمة من العراق، وربما في المستقبَل من إيران أيضًا. هل تستطيع إسرائيل أن تجلس مكتوفة الأيدي، حتى لو تجنّد أصدقاؤها في الولايات المتحدة وربما في أوروبا أيضًا لمساعدة الأسرة الهاشمية المالكة؟
شيء واحد واضح كالشمس في أواخر أيام حزيران الدافئة: غور الأردن - في الأراضي الأردنية وفي جانبنا - سيكون ساحة المعركة بين الجيش الإسرائيلي والجهاد من الشرق، إذا لم يتوقف الجهاد في شرق غور الأردن. من يظنّ أنّ دولة فلسطينية في الضفة الغربية ستحمي إسرائيل من الجهاد، عليه أن يُثبت ذلك قبل أن يدعو إسرائيل إلى ترك غور الأردن. هل الجيش الفلسطيني، الذي تمّ تسليحه وتدريبه من قبل الأمريكيين ("قوات دايتون")، سيكون أقوى وأكثر حماسة من الجيش العراقي الذي سلّحته ودرّبته أيضًا الولايات المتحدة؟
إن ما يحدث اليوم في سوريا والعراق، وقد ينزلق إلى داخل الأردن، يثبت لإسرائيل مرة أخرى صحّة المثل العربي: "ما حكّ جلدك مثل ظفرك". أما في العبرية يعبّرون عن ذلك بمقولة الحكماء المعروفة من أخلاقيات الآباء: "إذا لم أكن لنفسي، فمن سيكون لي؟" ومنها عليكم التعلم بنفسكم.
بوفيصيل
02-07-2014, 04:49 AM
في الوقت الذي تغرق فيه اسرائيل في الدراما الانسانية الحزينة لخطف الفتيان الثلاثة، تُحدث التطورات في العراق هزات ثانوية حقيقية في كل أنحاء الشرق الاوسط. وقد أثارت الزعزعة لتقدم منظمة داعش المنسوبة الى القاعدة في شمال العراق ووسطه، أثارت العصبية والقلق عند كل جارات العراق ومنها ايران وسوريا والاردن. وفي الولايات المتحدة تهاجَم ادارة اوباما بسبب سياستها الخارجية بعامة وبسبب التخلي عن حكومة العراق بخاصة. وتبحث عن طريقة تُمكّنها من دعم عسكري محدود للعراقيين دون أن تغرق مجددا في الوحل انشأته ادارة بوش هناك.
يلوح الآن بحسب خبر في موقع الانترنت الامريكي «ديلي بوست» توسيع التنسيق الأمني بين الولايات المتحدة واسرائيل والاردن بغرض مساعدة الاردنيين على صد هجمات محتملة من رجال داعش على ارضهم. بل إن موقع الشبكة يبالغ في تقدير أن هذه المواجهة العسكرية مع المنظمة قد تورط الولايات المتحدة واسرائيل في حرب اقليمية. وتصادق مصادر امنية في اسرائيل على أن حكومة نتنياهو متنبهة لاهتمامات الأسرة المالكة الهاشمية وتساعدها في جوانب كثيرة وقت الحاجة، لكنهم لا يتوقعون نشوب مواجهة تتدخل فيها اسرائيل في الفترة القريبة.
قويت الصلة الاسرائيلية الاردنية بسبب الزعزعة الكبيرة السابقة في الشرق الاوسط، وهي الحرب الاهلية السورية التي استوعبت المملكة بعدها نحوا من مليون لاجيء من سوريا. وكادت تنقطع تماما هجمات الملك عبد الله المعلنة على اسرائيل بسبب عدم الفعل في المسيرة السياسية مع الفلسطينيين. وفي الوقت نفسه يرد عن وسائل الاعلام الدولية أن اسرائيل تقدم للاردنيين مساعدة استخبارية واقتصادية وأن طائرات اسرائيلية بلا طيارين تقوم بطلعات مراقبة على الحدود بين الاردن وسوريا لمساعدة الاردنيين على احباط هجمات ممكنة من الشمال من جيش الاسد (وهذا سيناريو قل احتماله في السنة الاخيرة منذ اللحظة التي صبطت فيها الاردن انتقادها للرئيس السوري) ومن منظمات متمردين متطرفة.
والآن أضيف الوضع في العراق ايضا الى قائمة مشكلات الملك الطويلة. ولم يعد الأمر أمر لاجئين عراقيين آخرين قد يصلون الى الاردن بل الخوف من تقدم داعش الفتاك وهي منظمة يحب رجالها حبا خاصا الاعدام الجماعي. قبل نحو من عشر سنوات في فترة الذروة السابقة للقاعدة في العراق سجلت ايضا هجمات ارهاب في الاردن ويخشى الاردنيون الآن هجمات مشابهة من جنوب سوريا ومن غرب العراق.
تعتمد الاردن في الاساس لأمنها على دعم امريكي. وتوجد الآن ايضا نصف تشكيلة من طائرات إف16 امريكية في الاردن وفيها ألف من رجال جيش الولايات المتحدة يشبهون رأس حربة لوجستي يفترض أن يُمكّن وقت الحاجة من تدخل دفاعي سريع في حال تدهور على الحدود مع سوريا، وستُصرف الانظار الآن الى الحدود العراقية ايضا. ومن المحتمل اذا حدث تصعيد عسكري أن تريد الاردن مساعدة من اسرائيل ايضا، لكنها ستفعل ذلك بأكبر قدر ممكن من السرية كي لا تثير الانتقاد عليها في العالم العربي لكونها حليفة لاسرائيل.
ما زالت الاحداث في العراق لا تنذر بسقوط الأسرة المالكة الهاشمية التي اجتازت الى اليوم بنجاح ثلاث سنوات ونصف سنة من الزعزعة العربية. لكن لا شك في أن الزعزعات تؤثر تأثيرا سيئا ايضا فيما يجري في الاردن نفسها كما لوحظ مؤخرا في موجة المظاهرات الاسلامية في مدينة معان في جنوب الدولة. وفي غضون ذلك ترسم الحرب المجددة في العراق مرة اخرى منظومات القوى في المنطقة وتفتح الباب لانشاء أحلاف مصالح مؤقتة.
والمثال البارز على ذلك هو رسم منطقة اتفاقات جديدة بين الولايات المتحدة وايران وكلتاهما معنية بصد داعش في العراق في حين تتباحثان في الاتفاق الدائم لصد البرنامج الذري الايراني. لكن سجلت في الايام الاخيرة ايضا هجمات جوية من سلاح الجو السوري على الجانب العراقي من الحدود موجهة على رجال داعش. ويتبين أن الاردن واسرائيل ايضا تراقبان بقلق ما يجري في العراق. إن التحولات الاقليمية تفضي الى نشوء ما يشبه تحالفات عجيبة وإن تكن جزئية ولوقت محدد فقط.
هآرتس 29/6/2014
عاموس هرئيل
بوفيصيل
03-07-2014, 02:23 AM
عندما وصفنا تساقط المدن والقرى والمعابر الحدودية امام قوات تحالف قوات الدولة الاسلامية في العراق والشام بانه تسونامي يجتاح المنطقة ويغير معادلاتها اتهمنا البعض بالمبالغة، وتضخيم قوة هذا التحالف ودولته، ولكن مواصلة هذه القوات زحفها وتعاظم مكاسبها على الارض، وحالة الرعب السائدة بسببها يثبت كم كنا "متحفظين" في وصفنا هذا.جميع المعابر الحدودية بين العراق وسورية، وبين العراق والاردن باتت كلها تحت سيطرة الدولة الاسلامية ورجالها، وهي دولة لا تعترف بهذه الحدود اساسا ولن تكون لها "وزارة داخلية" او بالاحرى "ادارة للجوازات" لها اختامها وقوانينها واجراءاتها المتعلقة بالدخول والخروج، ونشك انها ستصدر جوازات سفر، ولكن قوائمها السوداء للممنوعين والمطلوبين قد تكون اطول من نظيراتها الاخرى، فلا مكان لمن يختلف معها او يخرج عن طاعتها.رقعة الدولة الاسلامية تتسع بما يؤكد انها عابرة للحدود والجنسيات، وسط حالة من الارتباك غير مسبوقة، تتساوى فيها الدول العظمى والدول الصغرى، حيث القاسم المشترك هو العجز حتى الآن على الاقل.سيطرة قوات تحالف "الدولة الاسلامية" على محافظتي نينوى والانبار ومدن اخرى بالسرعة التي تمت فيها كانت مفاجأة صاعقة ولكنها متوقعة، لان الجيش العراقي الرسمي الذي ولد من حاضنة الفساد لا يملك الدوافع الوطنية او الاخلاقية، للقتال وبالتالي الموت من اجل حكومة طائفية النهج واقصائية الممارسة، ويظل السؤال الذي يطرح نفسه بقوة على السنة الكثير من الزعماء والمسؤولين "المذعورين" في المنطقة وخارجها هو اين تكون المفاجأة المقبلة؟زيارة جون كيري وزير الخارجية الامريكي الخاطفة الى عمان، وتصريحات رئيسه باراك اوباما لمحطة "سي ان ان" التي حذر فيها من امكانية توسع "الدولة الاسلامية" باتجاه الاردن، وزعزعة امنه واستقراره ربما تجيبان عن الجزء الاكبر من هذا السؤال.الاردن الآن في قلب شاشة رادار تنظيم "الدولة الاسلامية"، وخوف الرئيس اوباما وقلقه ليس على الاردن وامنه واستقراره، وانما على اسرائيل وامنها واستقرارها، ومن يقول غير ذلك يغالط نفسه فمتى اهتمت امريكا بالعرب والمسلمين؟وربما يفيد التذكير هنا ان ابو مصعب الزرقاوي هو القائد المؤسس لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق، وهو الذي وضع الاطر الرئيسية لايديولوجيتها الحالية، والتعاطي دون رحمة او هوادة مع خصومها، ويتضح هذا بكل جلاء في الفيديوهات والاشرطة التي تعرض حاليا على شبكة "يوتيوب"، وهي اشرطة تتطابق في معظمها بنظيراتها التي كان يبثها في حينها زعيمها الزرقاوي لبث الرعب في قلوب خصومه واعدائه.ولعل الشريط الذي ظهر فيه احد نشطاء الدولة الاسلامية على شبكة "اليوتيوب" مرتديا حزاما ناسفا، ويمزق جواز سفر اردنيا ويهدد السلطات الاردنية بالمفخخات والاحزمة الناسفة ينطوي على معان كثيرة في هذا الصدد.ادبيات "الدولة الاسلامية" ومواقعها على وسائل التواصل الاجتماعي لا تعكس اي ود للاردن وحكومته، وتردد في اكثر من شريط ومقالة دور هذه الحكومة في اغتيال "الشيخ" ابو مصعب الزرقاوي من حيث تقديم المعلومات الاستخبارية للقوات الامريكية حول تصريحاته والمكان الذي أوى اليه ليلة الاعدام، وهذا امر يجب ان يبعث على القلق، قلق السلطات الاردنية طبعا.الاردن يعيش وضعا صعبا، ويسير وسط حقل الغام شديدة الانفجار، فهو محاط بجبهات ودول فاشلة يسيطر عليها الجهاديون وتسودها الفوضى، ونسبة كبيرة من هؤلاء من ابناء الاردن، بعضهم جرى تشجيعهم بشكل رسمي غير مباشر، وتسهيل مرورهم، للانضمام الى خيمة "الدولة الاسلامية" او "جبهة النصرة" في ذروة الحماس العربي الرسمي والشعبي لدعم الجماعات الجهادية في سورية والعراق وليبيا، فهل نسينا الفتاوى التي صدرت عن مرجعيات جهادية معروفة تحرض على الجهاد؟فهناك الجبهة السورية، وهناك الجبهة العراقية، ولا ننسى جبهة سيناء، وقبل هذا وذاك الجبهة الفلسطينية التي قد نفاجأ قريبا جدا بالاعلان عن فتح فرع للدولة الاسلامية فيها، في ظل تصاعد السخط على السلطة الفلسطينية ورئيسها وتصريحاته المخجلة عن "قداسة" التنسيق الامني مع اسرائيل، فالاردن يظل واحة استقرار في وسط هذه المحيط المضطرب.خطورة "الدولة الاسلامية" لا تنحصر في ايديولوجيتها الاسلامية المتشددة وحرص جنودها على الشهادة اكثرمن حرصهم على الحياة، مثلما يؤكدون في كل ادبياتهم، وانما في ضعف الآخرين الذين يقفون في الخندق المواجه لها واختلال بوصلتهم او بعضهم الوطنية، ورأينا انهيار القوات العراقية المدربة والمسلحة بشكل جيد امام زحفها مثل انهيار احجار الدينمو، البلدة تلو البلدة، والمدينة تلو المدينة، والمحافظة تلو الاخرى.الاردن واوضاعه الاقتصادية المتردية، وحالة الاحباط التي تسود معظم اوساطه الشبابية، والميول المتصاعدة الى التشدد الاسلامي في صفوفهم، وهو يشاهد الاذلال الاسرائيلي وتغوله على بعد كيلومترات في الارضي المحتلة، كلها عوامل تشكل تربة خصبة لتنظيمات مثل "الدولة الاسلامية"، وقاعدة جذب لشبابه للانضمام الى صفوفها.افتقاد تنظيم "القاعدة" الام للدعم المادي بسبب تجفيف الموارد والمنابع والبعد الجغرافي عن الحاضنة العربية حيث مركز الثقل، وتحالف معظم اجهزة الاستخبارات العربية والعالمية ضده، كلها ساهمت في شل حركته بطريقة او باخرى، ولكن تنظيم الدولة الاسلامية وريثه الشرعي استطاع سد غالبية هذه الثغرات، من حيث تحقيق الاكتفاء الذاتي ماليا (استولت على 500 مليون دولار من بنوك الموصل وحدها) والاكتفاء الذاتي عسكريا عندما قدم له الجيش العراقي الهارب من المدن الشمالية هدية ضخمة من الاسلحة والعتاد الحربي الحديث جدا تركها في مخازنه، وبهذين الاكتفائين بات اكثر قدرة على تجنيد الآلاف من الشباب الى صفوفه، وافادت تقارير اخبارية غربية غير مؤكدة انه يدفع 600 دولار للمجند الواحد، رغم ان الرغبة في الشهادة هي الاولوية وقمة المنى لهؤلاء المتطوعين.صحيح ان الاردن يملك جيشا قويا واجهزة امنية متطورة، ولكن الصحيح ايضا ان الاخطار المحيطة به من كل الجهات تبدو اكبر من قدراته وامكانياته، بل وقدرات وامكانيات دول عظمى، اذا وضعنا في الاعتبار وجود اكثر من مليون لاجيء سوري على ارضه، ونصف مليون لاجيء عراقي، وذوبان حواجزه الحدودية مع الدول المحيطة مثل سورية والعراق لاول مرة منذ اتفاقات "سايكس بيكو".فاذا كانت الدول الاوروبية تتحدث حاليا عن كشف مخططات لتنفيذ العائدين من سورية اعمال عنف وتفجير في بعض بلدانها، مثل مفجر الكنيس اليهودي في بروكسل، فانه من الاولى ان يقلق الاردن الاكثر قربا.السلطات الاردنية تتحدث عن حضانة الجبهة الداخلية الاردنية، وتؤكد انها ستواصل فتح معبر "طريبيل" الحدودي مع العراق رغم سيطرة قوات تحالف "الدولة الاسلامية" عليه، وارسلت تعزيزات كافية، عسكرية وامنية، الى الحدود المواجهة اي اختراقات، في محاولة لطمئنة الرأي العام، وهذه خطوات مهمة، ولكن هذا لا يعني ان الاردن غير مستهدف وكل الاحتمالات والمفاجآت غير مستبعدة، ولذلك فان الحذر والقلق له مبرراته.لا نعتقد ان السلطات الاردنية تقبل نصائحنا او غيرنا، لكننا لن نتردد في القول ان اي محاولة امريكية لجر الاردن الى الدخول في تحالف لحماية امن اسرائيل الذي هو محور الاهتمام الاكبر للغرب حاليا، ستكون نتائجه كارثية جدا، ونكتفي بهذا القدر.
"عبد الباري عطوان"
بوفيصيل
03-07-2014, 02:25 AM
فصائل سورية معارضة تهدد بإلقاء سلاحها أمام «داعش» ما لم تحصل على دعم عسكري
July 2, 2014
عواصم ـ وكالات: هددت فصائل سورية معارضة تقاتل تنظيم «الدولة الإسلامية» بمناطق في شمالي سوريا وشرقها، امس الأربعاء، بإلقاء سلاحها في حال عدم تلقيها الدعم العسكري، ممهلة قيادات المعارضة أسبوعاً واحداً لتزويدها بما يلزمها من أسلحة وذخائر.
وفي بيان مشترك أصدرته، ووصلت مراسل «الأناضول» نسخة منه، طالبت الفصائل كلاً من الائتلاف الوطني والحكومة المؤقتة وهيئة أركان الجيش الحر بتقديم الدعم اللازم لها وتزويدها بالأسلحة والذخائر لمواجهة «الدولة الإسلامية»، محذرة بأنه في حال عدم تقديم الدعم العسكري اللازم فإن ذلك سيؤدي إلى خسارة الكثير من المناطق بشمال وشرق البلاد لصالح التنظيم.
وأشار البيان إلى أن سبب انتصارات تنظيم «الدولة الإسلامية» على الفصائل المقاتلة له يعود إلى قلة السلاح لدى الأخيرة، معترفاً بتحقيق التنظيم تقدماً على الأرض مؤخراً في عدة مناطق بدير الزور(شرق) والرقة (شمال).
وأمهلت الفصائل الموقعة على البيان جميع الجهات التي توجهت إليها بطلبها مدة أسبوع واحد ينتهي الثلاثاء المقبل، لإرسال التعزيزات، لمواجهة التنظيم وإيقاف تقدمه باتجاه المدن التي تسيطر عليها قوات المعارضة.
وهددت أنه في حال عدم تلبية النداء ستقوم تلك الفصائل «مرغمة» برمي السلاح، وسحب من وصفتهم بـ»المجاهدين» من المناطق المذكورة.
جاء ذلك فيما هاجم منظر التيار السلفي الجهادي، عاصم البرقاوي الملقب بأبي محمد المقدسي، تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، معتبرا إعلان الأخير لقيام الخلافة الإسلامية «سفكا للدماء.»
وقال المقدسي، في بيان نشره على حسابه الشخصي على «فيسبوك»، في أول موقف معلن له عقب إطلاق سراحه من السجون الأردنية منتصف حزيران/ يونيوالماضي بعد إتمام مدة محكوميته إن «إعلان داعش الخلافة يهدد بسفك الدماء وفلق هامات المسلمين بالرصاص، وإننا لا نثق بعقلية الممسكين بسلاح هذا التنظيم».
وكانت السلطات الأردنية اتهمت المقدسي بتجنيد مقاتلين الى جانب حركة طالبان في أفغانستان، وحكمت عليه عام 2011 بالسجن لمدة خمس سنوات.
vBulletin® v4.0.2, Copyright ©2000-2024, Jelsoft Enterprises Ltd.