المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرئاسة المصرية بيان الجيش قد يربك المشهد ويقود مصر إلى الفوضى الدموية



بوفيصيل
03-07-2013, 05:25 AM
عرض صورة
الجزيرة - رئاسة مصر: بيان الجيش قد يربك المشهد
أعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية صباح اليوم الثلاثاء أنه لم تتم مراجعة الرئيس محمد مرسي بشأن البيان الصادر عن قيادة القوات المسلحة مساء أمس الذي طرح مهلة للتوصل إلى حل ينهي الأزمة السياسية بالبلاد، معتبرا أن البيان قد يتسبب في حدوث إرباك للمشهد الوطني.

وفي الساعات الأولى من صباح اليوم، نشر المتحدث الرسمي باسم الرئاسة في صفحته على موقع فيسبوك بيانا جاء فيه أن الرئاسة ترى أن بعض العبارات الواردة في بيان الجيش 'تحمل من الدلالات ما يمكن أن يتسبب في حدوث إرباك للمشهد الوطني المركب'.

وأضاف البيان أن 'الدولة المصرية الديمقراطية المدنية الحديثة هي أهم مكتسبات' ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، وأن 'مصر بكل قواها لن تسمح بالعودة إلى الوراء تحت أي ظرف من الظروف'.

وقال إن الشعب المصري 'دفع من دمائه ومن استقراره ومن تعطل مسيرة التنمية ثمنا غاليا لبناء دولته الجديدة'، مضيفا 'ولقد اخترنا جميعا الآليات الديمقراطية كخيار وحيد لتكون الطريق الآمن لإدارة اختلافنا في الرؤى'.

وذكر البيان أن مؤسسة الرئاسة أخذت خطوات عملية لتفعيل آلية المصالحة الوطنية التي أعلنها الرئيس في خطابه الأخير بمناسبة مرور عام على توليه منصبه، مؤكدا على مضي الرئاسة في طريقها لإجراء المصالحة الشاملة استيعابا لكافة القوى الوطنية والشبابية والسياسية بغض النظر عن أي تصريحات من شأنها تعميق الفرقة.

واختتم البيان بالقول إن مرسي لا يزال يجري مشاورات مع كافة القوى الوطنية لتأمين مسار التحول الديمقراطي وحماية الإرادة الشعبية.

مشاورات
وكان المتحدث باسم الرئاسة قد أعلن قبل ساعات عن تأجيل المؤتمر الصحفي الذي كان مقررا عقده مساء الاثنين إلى اليوم في موعد يُعلن عنه لاحقا، مبررا ذلك باستمرار مشاورات الرئاسة مع العديد من الجهات التنفيذية والمستشارين.

والتقى مرسي خلال يوم أمس وزراء التموين والتجارة الداخلية والبترول، كما استقبل في مكتبه رئيس مجلس الوزراء هشام قنديل ووزير الدفاع عبد الفتاح السيسي للتشاور بشأن الأزمة في البلاد.

وكان الجيش قد أصدر بيانا الاثنين يقول فيه إن القوات المسلحة تهيب بالجميع بأنه إذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال 48 ساعة فسوف يكون لزاما عليها أن تعلن عن خريطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها وبمشاركة جميع الأطياف بما فيها الشباب، موضحا أن الجيش لن يكون طرفا في السياسة أو الحكم وأن 'الأمن القومي للدولة معرض لخطر شديد مما يلقي علينا بالمسؤولية'.

وبعد ساعات من صدور هذا البيان، نشرت قيادة القوات المسلحة في صفحتها الخاصة على فيسبوك تعليقا يقول إن بيانها السابق استهدف دفع السياسيين لإيجاد حلول للأزمة السياسية.

وأضافت أنها تنشر تعليقها في ضوء ما يتردد على لسان بعض الشخصيات التي تحاول توصيف البيان الأول على أنه 'انقلاب عسكري'، مشيرة إلى أن 'عقيدة وثقافة القوات المسلحة المصرية لا تسمح بانتهاج سياسة الانقلابات العسكرية'.

بوفيصيل
03-07-2013, 05:29 AM
دبي (رويترز) - قال المرشح الرئاسي المصري السابق أحمد شفيق يوم الإثنين إن حكم جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس محمد مرسي لمصر سينتهي خلال أسبوع.
ولم يستبعد شفيق الذي خسر بفارق بسيط امام مرسي في جولة الاعادة العام الماضي الترشح مجددا في الانتخابات الرئاسية.
وكان شفيق يتحدث قبل البيان الذي أصدرته القوات المسلحة في مصر ودعت فيه الفصائل المتنافسة في البلد إلى الاتفاق على مخرج من الأزمة خلال 48 ساعة وإلا ستعلن القوات المسلحة خارطة طريق للمستقبل إذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال المهلة.
وقال شفيق لرويترز من أبوظبي عاصمة الإمارات "احنا نمر بمرحلة محتم نمر بها وأنا مش مستغرب.. الفشل بتاع النظام الإخواني لا يمكن تحمله وأدى بنا إلى كوارث في كافة الاتجاهات ودا أمر كان متوقع تماما.
"أنا في تقديري هذا النظام خلال هذا الأسبوع يجب أن تنتهي علاقته بمصر نهائيا وعلاقته كمان بالمنطقة."
وخرج ملايين المصريين إلى الشوارع يوم الأحد مطالبين مرسي بالتنحي عن السلطة. وكانت الحشود أكبر كثيرا من التي تجمعت خلال الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك عام 2011.
وكان شفيق ايضا آخر رئيس للحكومة في عهد مبارك.
وقال شفيق الذي ينتقد مرسي بشدة إن الإخوان المسلمين "ودونا في داهية (أوصلونا لكارثة) خلال عام واحد".
وهاجم مرسي شفيق بالاسم خلال كلمة ألقاها الاربعاء الماضي.
ويقول المنتقدون للإخوان المسلمين إن الجماعة استغلت سلسلة من المكاسب الانتخابية للانفراد بالسلطة. ويسود شعور بالاستياء بين المصريين من الوضع الاقتصادي وتراجع السياحة وتوقف الاستثمارات وارتفاع التضخم ونقص الوقود وانقطاع الكهرباء.
ووضع اسم شفيق على قوائم ترقب الوصول في مصر فيما يتصل بقضية وجهت له فيها اتهامات لكنه وصفها بأنها سياسية.
ولم يستبعد شفيق العودة إلى مصر لترشيح نفسه مجددا للرئاسة.
وقال "من المؤكد أن بإمكاني أعمل كدا. أنا ناخبيني موجودين.. وبالعكس.. زادت أعدادهم."
وأضاف "دا شيء أعتقد انه سابق لأوانه لكن مفيش كلام أنه وارد في إطار الإمكانيات المتيسرة أمامي."
وكان شفيق قائدا للقوات الجوية ثم وزيرا للطيران في مصر. وسافر مع بناته إلى أبوظبي في يونيو حزيران 2012 بعد إعلان فوز مرسي في الانتخابات.
وذكر شفيق أن ثمة تنسيق بينه وبين احتجاجات الشوارع في مصر.
وقال "وأنا قاعد هنا (في أبوظبي) طبعا وكان لي دور طبعا في اللي بيدور.
"أنا على تنسيق دائم مع الزملاء في القاهرة. التنسيق على مدى 24 ساعة في كل شيء كأني عايش في القاهرة تماما."
وخدم شفيق في القوات المسلحة المصرية قرابة 40 عاما كان خلالها طيارا مقاتلا تحت قيادة مبارك ونسب إليه إسقاط طائرتين إسرائيليتين خلال حرب أكتوبر تشرين الأول 1973.

تعليق هل الآخوان هم جسر العبور للدولة المدنية بعد أن تم حرقهم ووضعهم في القالب الذي تبتغيه أمريكا وتكون حققت مبتغاها في فترة وجيزة بعد أن تدخل مصر في الفوضى التي سوف تفرز الدولة المدنية الديمقراطية وتكون قد ضربت عصفورين بحجر واحد؟؟

عبد الله حامد
03-07-2013, 01:04 PM
يمن ستريت - متابعات -
قامت العديد من وسائل الإعلام بنشر خبراً نقلاً عن الـ cnn يفيد بقيام أوباما بمطالبة الرئيس محمد مرسي بالتنحي، واحترام ارادة الشعب المصري الذي احتشد بميادين الجمهورية .

ويعدّ هذا خلاف الحقيقة، حيث أوضحت الـ cnn عبر موقعها على الإنترنت ان أوباما وجه رسالة تحذير لوزير الدفاع المصري الفريق أول عبدالفتاح السيسي من الانقلاب على مرسي .

وتناولت قنوات فضائية عديدة عبر شريطها الاخباري ما يفيد بأن الإدارة الأمريكية طالبت بتنحي مرسي فوراً عن الحكم وهو ما يتنافي مع ما طرحته الـ cnn على موقعها الإخباري منذ قليل .

كشف مسؤولون كبار في الإدارة الأمريكية الثلاثاء، أن الرئيس باراك أوباما، حذر قادة الجيش المصري من "الانقلاب" على نظام الرئيس محمد مرسي، في الوقت الذي دعا فيه الأخير إلى الدعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، للخروج من الأزمة الراهنة.

وأكد المسؤولون الأمريكيون، في تصريحات لـcnn، بعد قليل من الاتصال الهاتفي الذي جرى بين أوباما ومرسي في وقت متأخر من مساء الاثنين، أن رئيس الولايات المتحدة قال إن الجيش المصري سوف يخاطر بخسارة المساعدات الأمريكية، إذا ما قام بانقلاب عسكري ضد رئيس الجمهورية في مصر.

وفي الوقت نفسه، شدد مسؤولو الإدارة الأمريكية على أن الرئيس مرسي عليه أن يتنحى عن السلطة فوراً، حيث ذكر أحد المصادر: "نقول له يجب أن تجد طريقاً باتجاه الدعوة لانتخابات جديدة"، وتابع بقوله: "ربما هذا هو الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة الراهنة"، بين نظام جماعة "الإخوان المسلمين" والمعارضة.

وقالت المصادر إنه في العديد من الاتصالات مع الرئيس مرسي ومساعديه، أكدت سفيرة الولايات المتحدة لدى مصر، آن باترسون، ومسؤولون آخرون بالخارجية الأمريكية، أن المطالب التي يرفعها المصريون في احتجاجاتهم، تتطابق إلى حد كبر مع الإصلاحات التي تطالب بها واشنطن وحلفائها منذ أسابيع.

وأوضح أحد المسؤولين بقوله: "نحاول أن يقوم الرئيس مرسي باختيار رئيس وزراء جديد، وتشكيل حكومة جديدة، وإقالة النائب العام.. هذا هو النوع من الإجراءات التي يحتاجها ليبرهن للمعارضة أنه رئيس لكل المصريين.. إلا أنه لم يقم بأي إجراء منها لإثبات ذلك."

وبينما ذكر المسؤولون الأمريكيون أن أوباما كرر دعوة مرسي، خلال اتصال الاثنين، إلى القيام بتحرك ما، فقد أشاروا إلى أن الدستور المصري لا يعطي للرئيس حق الدعوة لانتخابات جديدة، ولكنهم قالوا إنها قد تكون الوسيلة الوحيدة لإنهاء الأزمة السياسية الراهنة، التي تعصف بمصر.

كما حذر مسؤولو الإدارة الأمريكية الجيش المصري من أن "انقلاباً عسكرياً" للإطاحة بمرسي، قد يدعو المشرعين الأمريكيين إلى المطالبة بوقف المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة إلى مصر، والتي تُقدر بثلاثة مليارات دولار سنوياً.

إلى ذلك، كشفت السفارة الأمريكية بالقاهرة عن مقتطفات من المكالمة التي جرت بين أوباما ومرسي مساء الأول من يوليو/ تموز الجاري، والتي أكد الرئيس الأمريكي خلالها أن "الولايات المتحدة ملتزمة بالعملية الديمقراطية في مصر، وأنها لا تدعم أي حزب واحد أو مجموعة."

وشدد أوباما، بحسب بيان حصلت عليه cnn بالعربية، على أن "الديمقراطية هي أكثر من مجرد انتخابات، بل هي أيضاً ضمان أن تكون أصوات جميع المصريين مسموعة وممثلة من قبل حكومتهم، وذلك يتضمن العديد من المصريين الذين يتظاهرون في جميع أنحاء البلاد."

وشجع أوباما الرئيس المصري على اتخاذ خطوات لإظهار استجابته لمخاوفهم، وأكد أن الأزمة الحالية لا يمكن حلها إلا من خلال العملية السياسية، كما أكد ما قاله منذ قيام الثورة، وهو أن "المصريين وحدهم يستطيعون أن يقرروا ما الذي يحدد مستقبلهم"، بحسب ما جاء في البيان.
ومن جهة اخرى علم موقع "مبتدا" من مصادر سيادية عليا أن عصام الحداد مستشار الرئيس للعلاقات الخارجية و التعاون الدولي، قد قام بالعديد من الاتصالات التليفونية الدولية، مع عدد من الدول الغربية منها الولايات المتحدة الامريكية، لمطالبتهم بأرسال قوات اجنبية لمصر لحماية شرعية محمد مرسى من الانقلاب العسكري الذى تقوم به القوات المسلحة، حسب وصفه للموقف فى هذه الرسائل التى نقلها لدول أخرى فى أوربا.
ومن جهة ثالثة أفادت مصادر مطلعة، بأن جهاز المخابرات العامة المصرية واجه الرئيس محمد مرسي، باتصالات أجريت من داخل مكتبه خلال الأيام الأخيرة بعناصر جهادية داخل وخارج مصر.

التعليق.... " من الواضح ان امريكا تريد الفوضى الخلاقة التي هي احدى اسس مشروعها في (شرق اوسط جديد ) لذلك لايبدو ان امريكا معنية بأي حل في مصر بل على العكس تريد ان تبقى هناك فوضى وان لاتستقر حكومة في مصر بمعنى استنزاف لشعوب الامة ومن ضمنها مصر ...وكذلك ستكون مصر نموذج لاظهار ان المسلمين لوحدهم لايستطيعوا حكم الدولة فلا بد لهم ان يشركوا العلمانيين والنصارى ...وغيرهم ...مع ان الاخوان اصلا لايحكموا بالاسلام

بوفيصيل
05-08-2013, 01:56 PM
على الرغم من سخونة الحدث العربي، واتخاذه لمظهر الصراع السياسي الداخلي بامتياز، إلا أنه وكما هو واقع السياسة دائماً، لكل ظاهر باطن، وهناك دائما هدف بعيد، بجانب الهدف القريب، فلن يغيب عمن يلقي ببصره إلى أبعد من الحدث الراهن، أن القضية الفلسطينية تبقى دائما في قلب الحدث.
قبيل انفجار البركان في مصر، كانت المماطلة وإطالة أمد الصراع، بذريعة أو بأخرى، في سورية، والسعي الحثيث لإحياء المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية، هما السمتان البارزنان للسياسة الأمريكية – الأوروبية، ولم يطل الأمر كثيرا، حتى تحرك الجيش بقيادة الفريق السيسي للإمساك بزمام الأمور، ممتطيا موجة الاستقطاب السياسي، وفوران الشارع، وهو أمر طبيعي في الديمقراطيات الوليدة، وليس أمرا مستهجنا على الإطلاق، ولا يُحل بالطبع بالانقلابات العسكرية، لو صفت النوايا الوطنية! الخطوات المتعجلة التي اتخذها الفريق السيسي، ومحاولته المحمومة لإخراج الإخوان المسلمين من الحلبة السياسية، بالضربة القاضية، تكشف بوضوح عن وجود مخطط معد سلفا تلقّى السيسي أمرا بتنفيذه، تزامن ذلك مع حملة إعلامية شرسة وحصار جائر لا هوادة فيه لحركة حماس داخل قطاع غزة. التجويع في المفهوم السياسي الدولي يرقى إلى مستوى إعلان الحرب، وهذا ما فعله الإنقلابيون في مصر، ميدانيا وإعلاميا!
عودة نبرة أحمد سعيد الستينات، والجأر بالشعارات الوطنية عالية النبرة، والتغني بثورة 23 يوليو، والتلحف بالنصر المؤزر في أكتوبر 73، والذي أوصلنا أولاهما إلى هزيمة حزيران 1967 الفاجعة، وأوصلنا ثانيهما إلى اتفاقية كامب ديفد المشؤومة والتي وقعت في 17 سبتمبر 1978.إعلاء هذه النبرة من الانقلابيين وفي هذا التوقيت، بالتزامن مع عودة الدولة البوليسية، في أكثر صورها بشاعة وقبحا هي دائما مقدمات لصفقات مريبة، هذه هي تقاليد السياسة الراسخة في العالم الثالث، والتي يصفق لها بالطبع جمهور من المنتفعين والمنافقين ومتسلقي السلالم من إعلاميين وصحافيين ومن يدعون بالمفكرين! أولم يتول هيكل مهمة الترويج للنظام الناصري وغسل أوزاره حتى بعد الهزيمة المدوية والتي لم تفقأ العين البجحة!
لا أدري إن كان من حسن أو سوء طالع الإخوان المسلمين، ان يقفوا وحدهم في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة، في مواجهة حركة الردة هذه، والتي تسعى لتوطئة الأمور لتصفية القضية الفلسطينية عبر حل هزيل، ولا أدري أيضا لماذا اختارت الولايات المتحدة هذا التوقيت الحرج بالذات؟ربما هيّأ لها شيطانها كونه الشيطان الأكبر، انّها تستطيع اصطياد أكثر من عصفور بحجر واحد، مثل إنزال الإخوان المسلمين عن صهوة الحكم وتحويلهم إلى خصم اجتماعي وسياسي داخل المجتمع المصري، ربما يتحول إلى خصم حاقد، يلجأ إلى سياسة الأخذ بالثأر عبر عمليات مسلحة، ويساهم بذلك في تخريب المجتمع المصري عبر مواجهة طويلة مع الجيش والأمن، تضمن بقاء مصر مضطربة وضعيفة إلى أجل غير مسمى، وهو المناخ الذي يمكن انتهاز أي لحظة فيه لمؤازرة حل هزيل عبر حصار حماس وبالتالي إسقاطها شعبيا، مع التلويح بالبدائل المخضوضرة، أي دعم مالي إماراتي سعودي استنساخا لما حدث في مصر، ذلك بالطبع مع تحرك سريع وحاسم للسلطة الفلسطينية، بالتنسيق مع الأردن ومن هنا تأتي زيارة عباس الوشيكة لمصر والتي سبقتها زيارة الملك عبد الله الثاني، كأول زيارة رسمية على مستوى زعيم دولة!مما يوحي أن هناك هرولة لإنجاز الطبخة على عجل، قبل أن تتحول الأمور في مصر إلى منعطف غير محسوب! في هذا الضوء نستطيع أن نقرأ حديث الفريق السيسي عن الإرهاب، وطلبه تفويضا شعبيا لمحاربته، فهو يستبق بحديثه الأحداث ويكشف المستور، وهو يصر على أن يتحدث عن الإخوان بالطريقة التي تتحدث بها أمريكا عن القاعدة، أو السعودية عن السلفية الجهادية، والنظام العراقي عن التكفيريين! وهو يظن أن ذلك غاية في الذكاء، وخاصة حين يسمع صدى صوته في إعلام مُذيّل له، وهكذا فهو في نشوة دائمة، ومُصرٍّ على استكمال خطواته، لعله يدرك اليوم الموعود أو الذي وعد به، أن يصبح رئيسا لجمهورية مصر العربية أو غير العربية، لا يهم ذلك كثيرا! وهو لا يدرك بالطبع عمق الوحل الذي يغوص فيه، لأن عينه على الجزرة، وما دام دفع الإخوان المسلمين إلى العنف هو هدف، كما أُبلغ، فلا بأس من المضي في اعتصارهم وإلجائهم إلى أضيق الأركان!
يبدو أن الفريق السيسي لم يقرأ بعد تململ النخب السياسية الداعمة له، وعلى رأسها التيارات الدينية، ولا يقدر حجم الغطاء الشرعي الذي أضفته على الحركة الانقلابية، ولا يدرك خطورة سحب هذه الشرعية، كما أنه لم يقرأ أيضا بصورة جيدة العتاب الرقيق الذي وجهه له وزير الخارجية الاميركي كيري، ولا يعي أن هذا العتاب موجه في الأصل إلى أذن خصومه، وأنه قد يترجم في لحظة ما إلى براءة من العنف واستنكار له، وغسل يدين من الدم، وتركه وحيدا لينزع أشواكه من ظهره بيديه! وهو بالطبع لم يقرأ جيدا ظروف اغتيال السادات، ولا يعي أنه ربما قد يواجه نفس المصير قريبا، على مذبح إعادة تنصيب الديمقراطية الأمريكية العتيدة على يد منقذ ما، فها قد كثرت المبادرات من حوله، ولكنه لا يلقي لها بالا! أو على مذبح التخوين بسبب سياسته الضدية غير المحسوبة تجاه ما يظنه الحليف الأكبر للإخوان المسلمين أي حركة حماس، ولا يدرك أنه يُترجَم في الوجدان الشعبي إلى عداء لفلسطين أرض الجهاد المقدسة ولشعبها المرابط ضد اليهود أعداء العقيدة والتاريخ وحتى القومية! أمريكا بدورها تعلم يقينا أن ظاهرة السيسي، لا تملك مقومات الاستمرار الطويل، فهي بدورها أيضا تلهث لإنجاز مشروعها، قبل أن يسقط من على ظهر الحصان الجامح الذي أركبته إياه!
نزار حسين راشد