وليد فهد
02-07-2013, 05:53 AM
س ثمة فرق جوهري بين المصطلح الذي خرج به على الناس رئيس الدبلوماسية الاميركية جون كيري، بعد انتهاء جولاته المكوكية بين عباس ونتنياهو عن حدوث «تقدم حقيقي» وبين الوصف الذي اطلقه صائب عريقات عن عدم حدوث «اختراق» في مهمة كيري التي بدا على صاحبها الحماسة لتحقيق انجاز يحسب له او يسجل لصالح ادارة اوباما التي «لا» يمنح رئيسها، ريح اسناد لوزير خارجيته، ما يعني اننا امام خلاف «لغوّي» لا يغير شيئاً في طبيعة الخلاف الميداني العميق الذي يميز مواقف الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي.
وإذا كان كيري قد بدا وكأنه منهمك في حل معضلات اربع تبدأ باطلاق السجناء قبل التوقيع على اتفاق اوسلو وازالة بعض الحواجز التي تحول الضفة الغربية المحتلة الى جحيم للمتنقلين عبرها، فضلا عن وقف الاستيطان والاعتراف الاسرائيلي بان التفاوض يجري على الاراضي التي احتلت في العام 1967، فإن من الحكمة عدم تجاهل الاشارة التي ارسلها نتنياهو عندما فضّل عدم الحديث عن النتائج التي اسفرت عنها مكوكية كيري، بل اكتفى بالتأكيد على ان «أي» اتفاق مع الفلسطينيين سيُعرض على الاستفتاء، ما يعني ان الرجل ليس فقط منسجماً مع قناعاته الايديولوجية المتطرفة التي لا ترى في الضفة الغربية سوى ارض الاباء والاجداد، وانه قد تم تحريرها في عدوان العام 1967، وانما ايضا في الايعاز لمن يهمهم الامر بانه مكبل اليدين وان الاسرائيليين وحدهم هم اصحاب الحق في تقرير مستقبل الاراضي المحتلة وليس الضحية واصحاب الارض الاصليين.
ما بين سطور تصريحات كيري، يكشف حجم الفشل الذي حصده السناتور السابق الذي اصطدم بحائط صد كبير مثّلته مواقف نتنياهو الرافضة في شكل حاسم أي محاولة لـِ»ليّ» ذراعه والحصول منه على تعهد بوقف عمليات الاستيطان، لأن الذريعة جاهزة واستخدمها بفاعلية ونجاح كل رؤساء حكومات اسرائيل الذين جاؤوا بعد العام 1967 وهي خشيتهم على «إئتلافهم» الحكومي من السقوط، لان الاحزاب الدينية وتلك القومية المتطرفة سترفض تقديم أي «تنازلات» للفلسطينيين، وسيسارعون الى الانسحاب من الإئتلاف بما يقود الى انتخابات مبكرة وغيرها من الترهات والاعذار الواهية التي تجد صدى في الاذان الاميركية على النحو الذي اسفرت عنه جولة كيري الراهنة والتي قال عنها امنون لورد في صحيفة معاريف يوم امس «.. هكذا بحيث انه في واضح الامر، إذا لم يكن أي تقدم حقيقي نحو التسوية، فإن هدفا واحدا فقط تحقق: الاميركيون يمنحون نوعا من الحماية الدبلوماسية لاسرائيل، المسيرة التي يقودها كيري، تصد تدهورا في مجال نزع الشرعية والثمن الذي ستكون اسرائيل مُطالبة بدفعه سيكون، كما هو معروف.. طفيفاً».
ولا يزال - يستطرد الكاتب الاسرائيلي – يبقى اللغز، لماذا يبذل وزير الخارجية الاميركي كيري هذا القدر الكبير من الجهد في ساحة ليس فيها عمليا فرصة للتسوية؟ «التقدم» – نعم وليس التسوية، يحتمل ان يكون النشاط على المستوى الاسرائيلي الفلسطيني، هو مثل القرار الذي يسمح بالزواج المثلي، هذا جزء من الصيانة الجارية لجدول الاعمال الخاص بالرئيس اوباما، دون ان يكون مُلزما اكثر مما ينبغي.
ليس ثمة ما يدفع للتفاؤل بعد ان استهلك السناتور والمرشح الرئاسي السابق كل هذه الساعات التي قضاها في (13) اجتماعاً مع نتنياهو و(6) مع عباس، وما يقال عن تقدم او نفي حدوث اختراق، يزيد من منسوب الملل والشكوك ازاء الدور الاميركي في هذا الشأن، وما يرشح عن فتور يكاد ان يصل الى حدود ادارة الظهر تماما لما يسمى بعملية السلام والتي اوكلها اوباما الى وزير خارجيته، فيما هو ذهب في رحلة «استكشاف» لجذوره الافريقية واستجمام في بلاد الاجداد، وإن كان وجود الزعيم الافريقي التاريخي نيلسون مانديلا في السجن قد أجبره على تعديل برنامجه وربما الغاء المحطة التالية التي ستأخذه الى بلاده.
تخوف واشنطن وتل ابيب من ذهاب الفلسطينيين الى الامم المتحدة في ايلول القريب هو الذي املى على كيري جولته، وهو المبرر في الان ذاته – كي يتم الضغط على السلطة الفلسطينية كي تبدي مرونة اكبر وان تتراجع عن الشروط التي وضعتها لاستئناف المفاوضات، لكنها الان تعاني وضعا صعبا بعد ان تبين عقم الحل الذي اقترحه كيري وتم تسويقه او ابتلاعه بسذاجة وخفة تماما كما فعل من قبله اربعة عشر وزير خارجية اميركي كلهم «وعدوا» بحل الصراع مقابل استئثار واشنطن بملف السلام، لكن شيئا لم يتحقق سوى تكريس الاستيطان وتهويد القدس وتواصل مصادرة الاراضي والقمع والاضطهاد والتنكيل بالشعب الفلسطيني.
وإذا كان كيري قد بدا وكأنه منهمك في حل معضلات اربع تبدأ باطلاق السجناء قبل التوقيع على اتفاق اوسلو وازالة بعض الحواجز التي تحول الضفة الغربية المحتلة الى جحيم للمتنقلين عبرها، فضلا عن وقف الاستيطان والاعتراف الاسرائيلي بان التفاوض يجري على الاراضي التي احتلت في العام 1967، فإن من الحكمة عدم تجاهل الاشارة التي ارسلها نتنياهو عندما فضّل عدم الحديث عن النتائج التي اسفرت عنها مكوكية كيري، بل اكتفى بالتأكيد على ان «أي» اتفاق مع الفلسطينيين سيُعرض على الاستفتاء، ما يعني ان الرجل ليس فقط منسجماً مع قناعاته الايديولوجية المتطرفة التي لا ترى في الضفة الغربية سوى ارض الاباء والاجداد، وانه قد تم تحريرها في عدوان العام 1967، وانما ايضا في الايعاز لمن يهمهم الامر بانه مكبل اليدين وان الاسرائيليين وحدهم هم اصحاب الحق في تقرير مستقبل الاراضي المحتلة وليس الضحية واصحاب الارض الاصليين.
ما بين سطور تصريحات كيري، يكشف حجم الفشل الذي حصده السناتور السابق الذي اصطدم بحائط صد كبير مثّلته مواقف نتنياهو الرافضة في شكل حاسم أي محاولة لـِ»ليّ» ذراعه والحصول منه على تعهد بوقف عمليات الاستيطان، لأن الذريعة جاهزة واستخدمها بفاعلية ونجاح كل رؤساء حكومات اسرائيل الذين جاؤوا بعد العام 1967 وهي خشيتهم على «إئتلافهم» الحكومي من السقوط، لان الاحزاب الدينية وتلك القومية المتطرفة سترفض تقديم أي «تنازلات» للفلسطينيين، وسيسارعون الى الانسحاب من الإئتلاف بما يقود الى انتخابات مبكرة وغيرها من الترهات والاعذار الواهية التي تجد صدى في الاذان الاميركية على النحو الذي اسفرت عنه جولة كيري الراهنة والتي قال عنها امنون لورد في صحيفة معاريف يوم امس «.. هكذا بحيث انه في واضح الامر، إذا لم يكن أي تقدم حقيقي نحو التسوية، فإن هدفا واحدا فقط تحقق: الاميركيون يمنحون نوعا من الحماية الدبلوماسية لاسرائيل، المسيرة التي يقودها كيري، تصد تدهورا في مجال نزع الشرعية والثمن الذي ستكون اسرائيل مُطالبة بدفعه سيكون، كما هو معروف.. طفيفاً».
ولا يزال - يستطرد الكاتب الاسرائيلي – يبقى اللغز، لماذا يبذل وزير الخارجية الاميركي كيري هذا القدر الكبير من الجهد في ساحة ليس فيها عمليا فرصة للتسوية؟ «التقدم» – نعم وليس التسوية، يحتمل ان يكون النشاط على المستوى الاسرائيلي الفلسطيني، هو مثل القرار الذي يسمح بالزواج المثلي، هذا جزء من الصيانة الجارية لجدول الاعمال الخاص بالرئيس اوباما، دون ان يكون مُلزما اكثر مما ينبغي.
ليس ثمة ما يدفع للتفاؤل بعد ان استهلك السناتور والمرشح الرئاسي السابق كل هذه الساعات التي قضاها في (13) اجتماعاً مع نتنياهو و(6) مع عباس، وما يقال عن تقدم او نفي حدوث اختراق، يزيد من منسوب الملل والشكوك ازاء الدور الاميركي في هذا الشأن، وما يرشح عن فتور يكاد ان يصل الى حدود ادارة الظهر تماما لما يسمى بعملية السلام والتي اوكلها اوباما الى وزير خارجيته، فيما هو ذهب في رحلة «استكشاف» لجذوره الافريقية واستجمام في بلاد الاجداد، وإن كان وجود الزعيم الافريقي التاريخي نيلسون مانديلا في السجن قد أجبره على تعديل برنامجه وربما الغاء المحطة التالية التي ستأخذه الى بلاده.
تخوف واشنطن وتل ابيب من ذهاب الفلسطينيين الى الامم المتحدة في ايلول القريب هو الذي املى على كيري جولته، وهو المبرر في الان ذاته – كي يتم الضغط على السلطة الفلسطينية كي تبدي مرونة اكبر وان تتراجع عن الشروط التي وضعتها لاستئناف المفاوضات، لكنها الان تعاني وضعا صعبا بعد ان تبين عقم الحل الذي اقترحه كيري وتم تسويقه او ابتلاعه بسذاجة وخفة تماما كما فعل من قبله اربعة عشر وزير خارجية اميركي كلهم «وعدوا» بحل الصراع مقابل استئثار واشنطن بملف السلام، لكن شيئا لم يتحقق سوى تكريس الاستيطان وتهويد القدس وتواصل مصادرة الاراضي والقمع والاضطهاد والتنكيل بالشعب الفلسطيني.